المنتدى :
الارشيف
نور عيني ، قصة قصيرة منقولة من جريدة ..
امي تملك عينا واحدة...هكذا يبدأ سامي قصته ...وقد كرهتها لهذا السبب، فقد
كانت تسبب لي الاحراج امام زملائي في المدرسة حيث انها كانت
تعمل في المدرسة
كطباخة للتلاميذ والاساتذة من اجل اعالة اسرتنا.
في يوم من الايام وخلال المرحلة الاعدادية جاءت امي الى الصف لتلقي على التحية
فشعرت بالحرج الشديد....كيف يمكنها ان تفعل ذلك بي؟؟
تجاهلتها ورمقتها بنظره مليئة بالكره وخرجت مسرعا.
في اليوم التالي قال لي احد زملائي : اوووف !! امك تملك عينا واحدة؟
تمنيت لو ادفن نفسي او احمل عصا سحرية اخفي امي من الوجود...عدت الى البيت
والغضب يملأ ني وصرخت في وجه امي قائلا :
اذا كنتي ستجعليني ابدو كالاضحوكة امام زملائي لما لا تموتين وتريحيني؟
امي لم تجب ولا بكلمة واحدة...
وانا لم افكر بكلامي من شدة غضبي..همي كان ان انهي المدرسة واشق طريقي لابتعد
عن هذه الحياة وارتاح.
وبالفعل درست جاهدا حتى تخرجت من المدرسة وحصلت على
منحة للدراسة في بريطانيا، اشتغلت وتزوجت واصبح لي اسرة واولاد وكنت سعيدا في
حياتي....الى ان جاء ذلك اليوم
عندما سمعت زائرا يطرق الباب لانصدم برؤية امي امامي والتي لم ارها منذ
سنوات...عندما رآها ابنائي بدأوا بالضحك عليها فما كان مني الا ان صرخت في
وجهها :
كيف تجرؤين على القدوم الى منزلي واخافة ابنائي بهذا الشكل، ارحلي من هنا
الان!!
فأجابتني امي بكل هدوء : اعتذر لك بني يبدو انني اخطأت بالعنوان واختفت بسرعة
البرق.
وذات يوم وصلني دعوة لحضور احتفال تقيمه مدرستي لكافة خريجيها، فسافرت لوحدي
وعندما وصلت الى بلدي اصابني الفضول للمرور على منزل امي فطرقت الباب ولم يجب
احد، فاذا باحد الجيران يقول لي بعد ان عرف من انا : امك توفيت! ولكنها تركت
لك رسالة طلبت منا تسليمها لك.
لم احزن على سماع الخبر ولم تنزل مني دمعة واحدة...اخذت الرسالة، فتحتها،
وبدأت اقرأ :
" ابني العزيز،
انا افكر بك طوال الوقت...انا آسفة اني جئت الى منزلك واخفت ابناءك.. ولكن كم
كنت سعيدة عندما
عرفت بالاحتفال الذي تقيمه مدرستك وانك قد تأتي للحضور..كم انا مشتاقة لرؤيتك
ولكن اخشى ان المرض سيمنعني حتى من النهوض من السرير.
بني ،
انا آسفة اني سببت لك الاحراج ولكن ما لا تعرفه انك عندما كنت طفلا صغيرا اصبت
بحادث فقدت بسببه احدى عيناك لم احتمل فكرة ان ارى ابني يكبر بعين واحدة لذا
اعطيتك عيني وكنت سعيدة وفخورة انني سأرى العالم من خلالك.
احبك بني
"امك "
|