حاولت أن ابتعد عنها ... لكنها خلفي تطـاردني ..
حاولت أن اهرب منها ... لكنها تأبى إلا أن تحـاصرني ..
لم أجد بدا من أن استسـلم لها ...
كنت هادئـة.. صامتـه .. اغلب الأوقات..
إلى أن فاجأتني ذاكرتي بصور كنت احسب أني تركتها خلفي ..
لا اعرف كيف استطاعت هذه الذاكرة المتعبة
الاحتفاظ بهذا الكم الهائل من الصـور .. والوجـوه .. والمـواقف .. !!!
لا اعلم هل تضخـم بي الألــم فأصبحت اكبـر من الوجـود ...
أم ضـاق بي الوجـود حتى أصبح اصـغر من ألـمي ..؟!!
حكاياتي بائـسة .. ذكرياتي ألـيمه مبعثـره ..
تتجول في خاطري بانكسـار ..
بنفس منهكة .. وقلب مرهق .. سـ أحاول أن الملم شتاتـها ..
كانت الأيام تمر غـامضة في عيني كـ طفـلة ...
فعقلي الصغير لم يكن ليستوعب هذا الفرق بيني وبين الآخرين ..
لم يكن ليدرك سر اختلافي عنهم ..
ولم يكن ليقرأ تعابير وجوههم المشفقة حين أتسائل مستغربة عدم قدرتي على مجارات الأطفال في لعبهم ..
وإلى متى سأظل هكذا .. حبيـسة الكرسـي .. ومقـيدة إلى عكـاز .. ؟؟
كانت تراودني الكثير من الأفكار الحـائرة ...
لكن تنقصني الكلمات التي أستطيع أن اعبر بها عما يجول في داخلي ...
لم أكن أجد سوى الدموع كتعبير عن تمردي على هذا الواقع
ولم أكن أجد سوى الصمت ستار اخفي فيه خوفي ..
غاليتي .. أمي .. تلوح لي كـ واحة حنان في صحراء ذكرياتي ..
هي وحدها من كانت تفهم لغة دمـوعي ..
وهي وحدها من كانت تسمع صـمتي ..
كانت تفتح لي ذراعيها وتحتويني ..
تهدهد قلبي المتعب فوق حجرها ..
تسرد لي الحكايات المتفائلة ..
وتدثرني بغطاء الأمل والأمان ..
تخبرني كيف سيكون الغد مشرقاً ..
وتصف لي كيف ستكون حياتي سعيدة ..
لم أكن لأفكر بالغد كثيراً ..
كنت أخافـه ... فأنا لا أأمنـه ..
لكنه لم يكن ليوقفني عن الخيـال .. ولم يكن ليمنعني من الأحـلام ..
وإن كنت اقنع نفسي بأنها مجرد أحلام .. ولن تتعدى يوماً منطقة تفكيري ..
كنت أجد فيها شيء من المـتعة ..
فحتى أحلامنا اليائسة تمنحنا بعض الأمل في فتره من فترات العمر ..
في تلك لأيام لم يكن للفرح معنى .. لم تكن للدقائق أهميه ..
كنت أتمنى أن اكبر سريعاً ..
كنت أتمنى أن أسابق الزمن باتجاه الغد ..
كنت املأ أحشاء المستقبل بأجنحة الأمل ..
\
/
\
/
وبعد أن احتواني الغد وأصبح حاضري ..
وأدركت انه بـ إمكاني التأقلم معه ..
وأنه لي في هذا العالم مكان لن يملاءه سواي .. ودوراً لن يأديه غيري ..
فكم أتمنى أن يعود بي الزمن إلى الوراء ..
لكي أعيش طفولتي كما يجب .. فلا احملها فوق طاقتها ..
لأعيد صياغة ذكرياتي .. لتكون لي راحة بعد تعب ..
لأتذوق طعم البدايات .. وأعيش لذتها بلا خوف ..
بداية الفرح .. بداية الحلم .. بداية الحب .. بداية الأمل ..
بداية أشياء كثيرة منعني خوفي من الاستمتاع بها ..
أشياء كثيرة أتمنى أن تعود لأعيشها من جديد .. لأعيد لها بعض جمالها في ذاكرتي ....
/
\
/
\
عفــواً ..
لم أكن اقصد أن املائكم بالحزن ..
ولم أتعمد أن افسد بهجة يومكم الجميل بهذه الكلمات ..
لكنها فكره راودتني من الصباح حتى المساء ..
تحمل من الخيال مثل ما قد تحمل من الواقع ..
فلم أجد نفسي إلا وأنا اطرحها لكم هاهنا ..