-3-
قال ( مازن ) :
كان ظهور الرجل دراميا ، حتى شعر ( جوناثان ) بانه موشك على البكاء .. فلولا الوقار لارتمى في احضان الرجل وبكى ساعتين على كتفه .. فما إن انتهت إجراءات الترحيب ، حتى سألوه عن سبب اختفائه غير المبرر ..
اكتفى الرجل بان هز راسه في وقار وابتسم :
ـ " إنها اسباب دينية يا رئيس .."
ـ" دينية ؟"
ـ " انا انتمي لجماعة تمارس ديانة خاصة لا يعترف بها القوم هنا ، وهذه من مناسباتنا الدينية التي نعتزل فيها في جبل ( زاراندولي ).."
تماسك ( جوناثان ) كي لا ينفجر في الرجل .. لن يتكلم كذلك عن الشرط الجزائي في العقد .. لا يريد اية مشاكل .. إنه بالفعل تحت رحمة الرجل تماما ..
ـ" كان بوسعك ان تخبرني .. المرء لا يذهب للتعبد فجأة .."
ـ " لا بد من ان يتم التعبد فجأة يا رئيس .."
على كل حال لم يعد باستطاعة ( جوناثان ) ان ينفعل اكثر من هذا حتى لا يموت بنوبة قلبية .. وقد حاول عبثا إقناع نفسه بان اسوأ ما في الموضوع قد مر ..
ومن جديد عاد النشاط الى عالم التصوير ..
وفي اليوم التالي كان ( جوناثان ) مشغولا بالعمل ، حين سمع الرومانيين يتهامسون وساد جو عام من القلق .. ثمة مشكلة ما لا يعرف ما هي ..
ـ" هيه ! ( إيزاك ) ! ماذا هنالك ؟"
دنا منه الفتى وهو يجفف عرقه بمنديل عملاقه ، وبصق على الارض ليظهر انهماكه وقال :
ـ " جثة يا سيدي .."
ـ" آه .. حسبت الامر مقلقا .."
ثم تنبه لخطورة ما قاله الفتى ، فعاد يستزيده من التفاصيل .. قال هذا وهو يشير لما وراء الأطلال :
ـ" جثة احد الكهربائيين الرومانيين .. وجدوها صباح اليوم خلف هذا الطلل .. من الواضح ان الوفاة غير طبيعية .."
ـ " وهل طلب احدكم الشرطة ؟"
ـ" إنهم في الطريق . دعني فقط اشرح لك كيف ان الوفاة غير طبيعية .. لقد وجدوا ثقبين في عنق الرجل هنا .."
واشار الى عنقه حيث الوريد الوجدي .. واردف :
ـ" ثم ان الجثة خالية من الدماء !"
هنا ـ كما نتوقع ـ جن جنون المخرج ـ فصاح وهو يمسك بالفتى من سترته :
ـ" كف عن السخف .. ليس لأننا نمثل فيلما عن مصاصي الدماء تاتي لتقول .."
ـ" انا لم اقل شيئا يا سيدي .. الجثة هي التي تقول .."
وهرع ( جوناثان ) يشق زحام الأهالي الواقفين .. ليجد بين أقدامهم تلك الجثة التي لن تصدق وجودها ما لم ترها .. كانت جدة ( جوناثان ) قد أصيبت بسرطان المعدة ، وكانت تنزف دمها كله من الفم والشرج .. يذكر وجهها في آخر أيامها حين كان يخاف الدخول الى حجرتها في دارهم .. هذا الوجه المصفر الذي لو اعتصرته لما خرجت منه قطرة دم واحدة .. العينان الجاحظتان .. إن المشهد الآن يتكرر لكن ما يجعله مرعبا بحق هو هذان الثقبان في العنق ..
هل مصاصو الدماء حقيقيون ؟ نعم هو يعرف انهم حقيقيون .. لكن ليس بالشكل الأسطوري الذي تراه في السينما أو تقرأ عنه في القصص .. ليسوا وطاويط آدمية تنام النهار وتصحو ليلا .. وتموت لو غرس وتد في صدورها .. هم مرضى نفسيون يحبون مذاق الدم لا اكثر ولا اقل .. بعض حالات ( البروفيريا Porphyriy ) تحتاج الى الحديد وتحصل عليه بشكل شنيع .. فلو اضفنا لهذا ملامح مريض البورفيريا الشاحب ذي الجلد المتسخ ، والعينين الحمراوين ، والشحوب البالغ والاسنان المدببة والخوف من الضوء ، لامكننا ان نعرف من اين ولدت اساطير مصاصي الدماء والمذءوبين .
كان الرومانيون يرددون لفظة :
ـ" فامفيري .. فامفيري .."
وهو لم يكن غبيا ولم يحتج الى عبقرية كي يعرف انها تعني ( مصاص دماء ) .. هي تشبه ( Vampire) الى حد كبير ..
الخلاصة انه كان يوما عصيبا خاصة حين جاء رجال الشرطة واجروا تحقيقاتهم مع الجميع .. اين ( اولاف ) ؟ لماذا يختفي هذا الاحمق كلما احتاجوا اليه ؟
عرفوا ان الكهربائي ـ الذي يسمونه حسب مصطلحات السينما الامريكية بـ ( الفتى الافضل Best Boy ) ـ شوهد للمرة الاخيرة ليلة امس ، وقد ترك رفاقه في المعسكر وذهب الى الاطلال .. لماذا ؟ للتبول طبعا .. لا توجد اسباب اخرى .. هناك دورة مياه هنا لكن هؤلاء الاشخاص يتبعون قدرهم بإصرار غريب ..
هكذا مرت ليلة سوداء اخرى..
كان ( جوناثان ) في مقطورته يشعر بانه بحق ملعون .. كان الكون قد خرج ليظفر به ويمنعه من النجاح .. المصادفات حين تحتشد تجعل الامر موحيا بعدم الكفاءة .. من الناحية الاخرى من المحيط لا يعبأ اساطين الشكرة كثيرا بالقصص عن اختفاء الممثل الاهم من اجل عيد ديني لا يعرفه أحد ، ولا عن مصاص الدماء الذي يتسلى بامتصاص فريق العمل .. كل م ايعرفونه هو ان ( جوناثان بيكر ) فشل مع اول ميزانية ضخمة تمنح له ..
في الثامنة صباحا سمع من يدق على باب المقطورة ..
فتحج الباب فوجدالمساعد الروماني مع رجل نحيل اسمر له شاربان طويلان شائبان يتدليان على جانبي فيه إلى اعلى عنقهه .. وكانت ثيابه مبهرجة الألوان ، وفي قدميه حذاءان برقبة .. على كتفه حقيبة يبدو انها ثقيلة ، وقد تزه قبعته وضمها الى صدره احتراما ..
قال له المساعد :
ـ" هذا الرجل من غجر ( التسجاني ) إنه من عرفنا منه تلك الطقوس .. يبدو أن لديه اشياء مهمة يجب ان تعرفها .."
سمح للرجل بالدخول وهو ينظر في ريبة الى شكله العجيب .. وتبادل نظرة مع المساعد من طراز ( ما ـ هذه ـ املخلوقات ـ الغريبة ـ التي تحضرها ـ لي ـ؟"
جلس الغجري على مقعد خشبي في وسط المقطورة وبدا يتكلم بالرومانية ، فراح المساعد يترجم :
ـ" نحن غجر ( التسجاني ) كنا خدم الكونت ( دراكيولا ) منذ كان يدعى ( فلاد الوالاشي ) ويعيش هنا .. نحن نعرف الكثير من الاسرار .. لقد منحنا الكونت ثقته .. ونحن نعرف منذ زمن انه يحاول العودة .. والعودة قد لاحت علاماتها بشكل غير مسبوق .. نعرف أنه سيأتينا رجلا عاديا .. وسيكون علينا ان نقيم له بعض الطقوس التي نعرفها من فوق التابوت الذي سيرقد فيه .. هذا يعيد له قواه الكاملة .. هكذا يتحول الى ( فامفيري ) ويستعيد القدرة على الطيران واختراق الحجب ببصره ، مع القوة الخارقة التي لا يصمد امامها صامد .."
في نفاذ صبر قال ( جوناثان ):
ـ" هل يمكنك ان تختصر ؟"
قال الغجري بعد ما نقلت له الترجمة :
ـ" لهذا ارجو ان تلحق بي الى الاطلال المجاورة الآن .. هناك ما يجب ان تراه .."
ـ" له يمكن ان ينتظر هذا حتى ينتهي يوم التصوير ؟؟"
في ذعر هتف الغجري :
ـ" لا .. لا .. لا يمكن ان يحدث هذا ليلا .."
وهكذا تحرك الرجال الثلاثة عبر الأطلال لم تكن الحركة في موقع التصوير قد نشطت بعد ، لذا لم يسأل احد اسئلة مريبة . واتجه الجميع الى منحدر وعر يقود الى حفرة تحيط بها بقايا الحجارة .. حجارة ربما تعود الى القرون الوسطى او اقدم .. حين كان الرومان يحتلون هذا المكان ..
كانت هناك فتحة في جدار مهدم .. مد الغجري يده وراح يعبث حتى ازاح بعض الاعشاب والنباتات التي تسدها .. وفي النهاية وجدوا أنهم يحدقون في تابوت خشبي رديء الصنع ..
تعاونوا على إخراجه من موضعه .. وهتف ( جوناثان وهو يتحسس الخشب بيده :
ـ" من جاء بهذا هنا ؟ لا يبدو عتيقا .."
مد الغجري اظفارا كالمخالف وانتزع الغطاء .. كان غير مثبت وفي ضوء الشمس عرف ( جوناثان ) حقيقة ذلك الجسد المسجي بالداخل .. إنه ( اولاف ) كان نائما .. لا بل كان ميتا .. لا بل كان ( غير ميت ) ..
وعلى شفتيه المسترخيتين كانت قطرات من دم لم يجف بعد ..
دم ليس دمه هو ..
قال الغجري :
ـ" كما ترى .. لقد عاد بكل قواه .. طقوسكم اعادته للحياة .. لقد حسبتم انكم تمثلون لكنه كان بحاجة الى هذه الطقوس .. وهو الآن ينام هنا صباحا ويجول في المنطقة ليلا ليظفر باي عاثر حظ يقابله .."
كان ( جوناثان ) يرتجف بالكامل ـ ومن يلومه على ذلك ؟ ـ لكنه قرر ان يحتفظ بدور ( الرئيس ) كما كان ( اولاف ) يناديه، لهذا وقف ينظر الى الجثة وسأل المساعد :
ـ " لا افهم .. هل هذا هو الكونت ( دراكيولا ) ذاته ؟ هل هذا ما تحاول بيعي إياه؟"
قال الغجري بعد ما سمع السؤال :
ـ" لا .. إنه تجسيد آخر له .. وقد وجدت القبر باستعمال عيني .. إن الطيور لا تحلق ابدا حيث يوجد قبر مصاص دماء .."
ـ" ولماذا لجأ لهذه الحيلة ؟ كان بوسعه ان يجد من يقوم له بهذه الطقوس بدلا منا ؟"
ـ" لم يكن ليجد من يقبل ، وما كان ليجد سبيلا للدخول الى القلعة من دون مساعدتكم .. في ذلك الوقت كانت قواه لم تتطور بعد .. كان بشريا عاديا .."
ـ" ولماذا تخبرني بهذا كله ؟ لقد حصلنا على الطقوس منك ..أي انك في صفه .." ـ" كنت مرغما على هذا .. اما الآن فلن احمل على راسي دم الضحايا الذين سيهلكون .. إنني اعترف بما فعلت وأطالب بتصحيحه .."
ـ" ولماذا لا يبيت في القلعة حيث تابوته ؟"
ـ" لان الزحام شديد بالداخل ، وهو معرض طيلة الوقت لمن يفتح التابوت من اجل التصوير .."
وساد صمت ثقيل لا يقطع إلا صوت أنفاسهم وصوت ذباب يحوم لا تعرف من اين أتى ..
في النهاية قال ( جوناثان ) مطرقا :
ـ" تتحدث عن إصلاح الخطأ .. كيف ؟"
فتح الغجري حقيبته وببطء ـ كما يفعل بائع فخور يعرض عليك ما بجعبته من تحف . اخرج مطرقة ووتدا وسكينا هائلة الحجم .. ثم نظر الى ( جوناثان ) متسائلا ..
هتف ( جوناثان ) في ذعر :
ـ" انت لن تفعل هذا ! هذه جريمة قتل !"
قال المساعد في رفق :
ـ " سيدي .. لا توجد محكمة في العالم تتهم هذا الراقد في التابوت بأنه مصاص دماء .. لكننا نعرف ذلك .. كلنا نؤمن بذلك الآن .. هل لديك شك في حقيقة ما رأيناه ؟"
هز ( جوناثان ) رأسه عاجزا عن الإجابة بنعم .. عاجزا عن الإجابة بلا ..
ـ" سيدي .. هذا هو الحل الوحيد .."
هتف ( جوناثان ) في رعب :
ـ" لن افعل هذا .. لماذا لا يفعله هو ما دام مستريح الضمير ؟"
ـ" إنه مستريح الضمير .. لكنه حسب انك مهتم بمعرفة ما حل بممثلك الاول .. إنه ميت يا سيدي وقد دفن نفسه بالفعل .. لن نفعل اكثر من ان نصحح مسار الطبيعة ونريحه للابد .. ولن يعرف حد اننا فعلناها .."
صرخ ( جوناثان ) وهو يدير ظهره :
ـ " انتما مجنونان .."
وسمع من وراء ظهره مساعده يقول في تؤدة :
ـ" نحن في ( ترانسلفانيا ) و ( ترانسلفانيا ) ليست (لندن ) .. نفس الكلمة التي قالها الكونت ( دراكيولا ) في قصة ( ستوكر ) الشهيرة ..
وسمع صوت شيء يدق على الوتد ، ثم سمع صوت العظام وهي تهشم واللحم وهو يتمزق .. كان هذا مريعا لعل الصوت كان اشنع من المشهد ذاته ، لهذا راح يركض نحو المقطورة وهو يسد أذنيه ..
***
ظل طيلة اليوم في المقطورة لا يغادرها ، زاعما انه متوعك ..
لكن مشاهد النهار لم تفارق خياله ..
وعند منتصف الليل سمع من يطرق على الباب فهتف ان ادخل .. كان هذا مساعده الشاب ( إيزاك ) .. وقد بدا راضيا عن نفسه والحياة برغم كل شيء ..
قال له وهو يجلس على المقعد الخشبي :
ـ " لقد ارحناه يا سيدي .. ثق من هذا .."
لم يستطع ( جوناثان ) التخلص من فكرة ان هذا الفتى قطع راس رجل وغرس وتدا في صدره هذا الصباح بالذات .. وبرغم هذا هو هادئ مرح .. سأله دون ان ينظر له :
ـ" هل دفنتموه حيث كان ؟"
ـ" نعم .. لكننا حشونا فمه بالثوم .. لا بد من هذا .. احيانا يحرقون الجثة لكن هذا كان سيلفت الانظار .."
ابتلع ( جوناثان ) قرصا من المهدئ وقال :
ـ " جميل .. جميل .. لقد بحثنا عمن يمثل الكونت ( دراكيولا ) وجدا واحدا بارعا .. ثم اتضح لنا انه مصاص دماء فعلا .. واننا اعطيناه قدرة غير محدودة بسبب حماستنا البلهاء في التصوير .."
ـ" يبدو هذا يا سيدي .."
ثم بعد قليل تساءل المساعد في كياسة :
ـ" هل سنبحث عن ممثل آخر ؟"
صاح في هياج وهو يضرب المنضدة بقبضته :
ـ " الم تفهم بعد ؟ لا اريد كلمة واحدة عن هذا الفيلم اللعين ! لقد انتهى عملي هنا ! انتهت قصتي ومستقبلي ! غدا سأجد عملا في مغسلة سيارات أو موزعا للصحف ! ولا كلمة عن الفيلم اللعين !"
قال المساعد في رفق :
ـ" لا اريد ان اضايقك يا سيدي .. لكن هناك فرصة اخرى .. لقد اجاد الغجري تصور ما حدث .. لكنه أخطأ في بعض التفاصيل .. الامر لم يكن متعلقا بمحاولة الكونت ( دراكيولا ) للعودة .. الامر يتعلق بتلك العباءة التي كان الغجري يحتفظ بها.."
وطوح بالعباءة لتسقط عند قدمي ( جوناثان ) واردف بلهجته ذات الطباع الشرق أوروبي :
ـ" كانت هذه عباءة مصاص دماء فعلا .. ويبدو انها كانت تحوي لعنة ما .. الغجري لم يكن يعرف وقد تخلى عنها لي لأنه يجهل خطرها .. فقط كان يشمئز منها ولم يجسر على تجربتها قط .. حينما جاءك ( أولاف ) لم يكن مصاص دماء .. لم يكن متآمرا .. كان مجرد شخص له منظر فريد ويريد ان يمثل في فيلم امريكي .. لكنه بدأ يتغير مع ارتداء العباءة .. لقد بدأ يتحول بالتدريج ، ولم يكن لتلك الطقوس أي دور .. برغم انها جعلته يفتح غطاء التابوت بقواه المخيفة .. والآن انظر لي يا سيدي .."
رفع ( جوناثان ) وجهه ليرى اشنع منظر رآه في حياته .. لقد تغير وجه ( إيزاك ) بالكامل .. هل كانت أذناه بهذا الطول ؟
منذ متى كان له نابان يوشكان على تمزيق شفته السفلى ؟
قال ( إيزاك ) وهو يبتسم تلك الابتسامة القذرة التي تجيدها المسوخ :
ـ" أنا جربت العباءة امام المرآة على سبيل الدعابة .. ومن هنا عرفت السر .. وقد اكتمل تحولي الليلة .."
وثب ( جوناثان ) فوق فراشه وراح يبكي بصوت مبحوح متقطع .. لقد فقد القدرة على الصراخ ..
قال ( إيزاك ) ..
ـ" بدأت اليوم بالتخلص من منافس لي .. لكن لا تخف يا سيدي .. سوف اتركك وابحث عن دماء أخرى .. احب ان ابدأ حياتي كــ( فامفيري ) بدماء رومانية خالصة .. لكني انصحك الا تلعب بالنار كثيرا .. وانصحك كذلك بالتخلص من هذه العباءة .. إنها لعنة تتوارثها الاجيال .. فلا تدع احدا يعشها من بعدي !"
ورفع ( جوناثان ) عينيه المخضلتين بالدموع ، فلم ير ( إيزاك ) ..
فقط خيل له ان وطواطا يحلق خارجا من المقطورة ..
من يدري ؟ لربما كان واهما في هذا .. إن تأير الدموع على البصر قد يكون غريبا ..