لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-05, 12:04 AM   المشاركة رقم: 201
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



- كشف الأوراق ....


‏ أما عن وفاة السيد ( مليجان ) فالأمر يحتاج الى وقفة ما ..‏
كنت قد انتهيت من التحقيقات الطويلة التي لا تقضي الى شيء والتي ‏يسكبها رجل الشرطة ( بيرك ) على راسي ورأس ( ماجي ) .. كلها ‏اسئلة غبية كان يرى رجال الشرطة يسألونها في الأفلام لو كان يرى ‏بعضها .. اين كنت عندما قتل ( كيليبارون )؟ ومتى قتل ( كيليبارون ) ‏يا سيد ؟ ماذا ؟ لا اعرف .. ظننتك انت تعرف ..‏
وهكذا .. الكثير من الهراء ، حتى إنني شعرت بحاجة ماسة الى ‏استنشاق الهواء النقي ..‏
غادرت و ( ماجي ) الخان والطفلة تمسك بيدي . الحقيقة المخجلة هنا ‏هي اننا صرنا صديقين .. الحقيقة الأكثر إثارة للخجل أنني صرت ‏مرتبطا بها بشدة .. إنها طفل مسالم لطيف أقرب الى دمية جميلة ..‏
مشيت و (ماجي ) في الممر الذي يقود الى الشاعر الرئيسي ، وكنا ‏صامتين .. لكنني كنت املك الف تعليق على ما يحدث .. لكن السؤال ‏الاهم هو ( لماذا الآن بالذات )؟
قالت ( ماجي ) وهي تعقد ذراعيها على صدرها في أثناء المشي :‏
ـ " لا أعرف .. انا لا اثق كثيرا بموضوع النحس هذا .. لقد بدأ الشيء ‏مع قدوم الغرباء .. انا اعرفك واعرف نفسي وأعرف اننا لسنا من ‏الطراز الذي يلوي عنق الشيوخ للخف .. هنا يبرز بقوة اسم ( لورين ‏بالك ) هذه . هذه الفتاة لا تريحني على الإطلاق .. ربما لا ترى الرأي ‏ذاته ، لكنه حاسة الأنثى لا تخطئ .."‏
قتل في ضيق : ‏
ـ " انا ارى الشيء ذاته .. هناك إشاعة مغرضة تملأ البلدة أنها فاتنة ‏‏..حسن .. انا لا ارى هذا .."‏
ـ " لكنك لا تنكر انها ساحرة ؟"‏
ـ " ساحرة .. نعم .. بالمفهوم المجازي .. و.. "‏
ثم تلاقت عينانا .. لماذا ن فكر في الشيء ذاته في نفس اللحظة؟
كانت هناك سيارة واقفة الى جانب الطريق في هذا الموضع المهجور ‏نسبيا .. سيارة صغيرة بريطانية جدا .. ولسبب ما لم تبد لنا وقفتها ‏مريحة هنالك في الظلام الذي ملأ المكان ..‏
قالت لي وهي مستمرة في المشي : ‏
ـ " لو فرضنا جدلا انها هي .. هل تتوقع انها تجيد لي اعناق الناس ؟"‏
قلت في شرود:‏
ـ " القصة غير واضحة .. لا استطيع ان اراها قاتلة .. ولاي غرض ؟"‏
هنا كنا قد وصلنا قرب السيارة ..‏
ألقيت نظرة عابرة الى داخلها ، وفي اللحظة التالية وجدت أنني على ‏الأرض والم حاد يمزق خصري ..‏
وامامنا وقف السير ( ميليجان )..‏
كان هو ولم يكن هو ..‏
إنه ينزف من عشرة مواضع على الأقل ، وقد جعلته لحظة اقتراب ‏الموت متوحشا .. لا اعرف كيف استطاع فتح السيارة لكنه فعل وبقوة ‏كاسحة .. ربما عالج المقض بقدمه . لا ادري بالضبط ..‏
وهنا فهمت.. و قف الشعر أعلى جانبي رأسي حين فهمت ..‏
لقد كان مكمم الفم ، مقيد اليدين الى ظهره ، ومن كل أوردته العملاقة ‏كانت هناك خراطيم تتدلى .. خراطيم تتصل بإبر كأنما كان يتلقى الحقن ‏الوريدية من خلالها ، لكن هذه الخراطيم كانت تنزف .. ومن الجلي أنه ‏نزف كثيرا جدا .. انا اعرف ان من يقطعون شرايين معصمهم يصابون ‏بحالة جنون هياجي قرب النهاية ، وكان السير ( مليجان ) قد دنا من ‏النهاية ..‏
مشى جوارنا .. وهوي صدر خوارا كالثيران ..‏
ثم رأى ( ماجي ) فاتسعت عيناه وراح يترنح وهو يركض نحوها .. ‏الطفلة لا تكف عن العواء ..‏
صرخت ( ماجي ) وبدأت تجري .. لكني صرخت فيها بدوري :‏
ـ " لا تهي منه ! ساعديه !!"‏
وهرعت لألحق بالبائس .. فلقط ليوجه لي ركلة في اسفل بطني جعلت ‏الهواء يخرج من أذني .. لم يرفسني حصان من قبل لكن لا بد ان الامر ‏أفضل من هذا ..‏
اسندت الى الجدار بينما صرخات الطفلة تجعل الأمر أقرب الى الجحيم ‏‏.. اخرسي قليلا بالله عليك !! إن الدم .. يعود .. إلى .. راسي .. من ‏‏..جديد .. أنا .. قوي . .التحمل . .بغرم .. ضعف .. صحتي . لن .. أموت ‏‏.. بقدم رجل قتيل أصلا ..‏
في هذه اللحظة سقط الرجل على الأرض بينما الطفلة لا تكف عن ‏إطلاق سرينتها ..‏
وأدركت من ثبات وضعه ان الأمر قد انتهى ..‏
سألتني ( ماجي ) باكية وهي تعتصر الطفلة :‏
ـ " هل انت بخير ؟"‏
ـ " سأعيش .. والآن هلا عدنا الى الخان ؟ لا بد .. من .. غوث .."‏
‏*** ‏
جاء الدكتور ( ك . أوجليفي ) بعد ربع ساعة .. وكان الامر قد انتهى .. ‏كانوا قد أحضروا الجثة مغطاة بالملاءات ، وساد صمت رهيب .. ‏الموت بحضوره المقبض .. من المجاملة أكثر من اللازم ان نقول إنه ‏ضيف ثقيل لا تجد راحتك في حضوره . بل لا تستطيع الكلام بحرية ..‏
كان الطبيب أصلع الرأس قصير القامة متأنقا جدا ، وقد راح يجفف ‏العرق المتراكم على جبينه برغم الطقس البارد ، وقال لنا : ‏
ـ " أفهم من هذا ان دماء هذا الرجل استنزفت حتى الموت ؟"‏
قلت له في نفاد صبر : ‏
ـ " تشخيصك دقيق ايها الزميل .."‏
ـ " ومن الذي يفعل شيئا كهذا ؟"‏
مططت شفتي السفلي في غباء .. إنه الشيطان ذاته لو كان يجيد تركيب ‏الإبر الوريدية ..‏
هذه المرة بدا ان البدلة كلها احتشدت في الخان ، وهو ما كان ليسعد ‏فؤاد مس ( بانكرروفت ) لو لم تكن فعلا سيدة طيبة القلب لا تحب موت ‏زبائنها ..‏
شعرت بالحضور إياه فنظرت وراء كتفي .. كانت الكاتبة السوداء ‏عائدة من الخارج مع الأخ ( اونيل ) الذي للم يعد يفارقها في الآونة ‏الأخيرة ، ومعهما سيدة أخرى في الخمسين لم ارها من قبل .. لو كنا ‏في مصر لقلت إنه امه تتعرف عروسته المقبلة .. كانت ( لورين ) ‏تضع نظارة سوداء فلما شعرت بان هناك تجمعا مريبا نزعت نظارتها ، ‏وهزت رأسها ثم ودعت الفتى واتجهت الى غرفتها ..‏
كانت ( ماجي ) تنظر الى المشهد وكذا انا .. فتحت شفتيها ومطت ‏عنقها نحوي في إيماءة اعرفها جيدا ، فملت عليها بأذني لأسمع ،وقبل ‏ان تتكلم قلت أنا : ‏
ـ " نعم .. نعم . .المرأة التي مع ( اونيل ) .."‏
ـ " تعرفها .. اليس كذلك ؟"‏
ـ " بلى .. لكني عاجز عن تذكر متى وأين .."‏
مع ( ماجي ) تخطر الفكرة في ذهني فترد هي عليها من دنو كلام .. بل ‏إن بوسعي ان ألومها على فكرة سخيفة لم تصرح بها .. وارد خواطر ‏قاتل نعرفه من ايام بعثتي القديمة هنا ..‏
قالت في خبث : ‏
ـ " الصور ! هذه إحدى النساء اللاتي كن يرقصن في المقبرة !"‏
ـ " هل .. تعتقدين هذا؟!‏
ونظرت للمرأة .. لست متأكدا لأنني لم ار الصور بما يكفي .. لكن ‏وجهها بالتأكيد مألوف ، وفي الغالب انطبع في ذهن يمن وقتها .. ما ‏معنى هذا ؟ ‏
سرى الإشعاع السايكوفيزيائي بين الجالسين ، وتقدم رجل متأنق بدين ‏معتد بنفسه إلى سوط الدائرة ، وقال في تؤدة : ‏
ـ " يجب ان نتحدث بصراحة يا رفاق .. هذا الذي يحدث في بلدتنا ‏الهادئة لا يصدق .. ويوحي بلعنة ما تتجاوز فهمنا .. هل هناك من ‏يربط ملي بين هذه الاحداث وقدوم غرباء إلى البلدة ؟"‏
تعالت الهمهمة فصاح آمرا : ‏
ـ " من ير هذا فليرفع يده .."‏
ارتفعت عشرات الأيدي .. ما كنت احسبه ان كل واحد من هؤلاء القوم ‏له ست اذرع إلا بعدما رايت هذا بنفسي ..‏
قالت ( ماجي ) في تحد : ‏
ـ " حسن .. ومن ير اننا قتلنا هؤلاء الثلاثة فليقل هذا صراحة .."‏
لم يتكلم احد .. فقالت في هدوء : ‏
ـ " انا ومرافقي سنرحل غدا صباحا .. لو كنا نجلب الشيطان معنا ‏فنحن سنريحكم .."‏
هنا هتف رجل الشرطة ( بيرك ) في رعب :‏
ـ " هذا لن يكون .. لن يفارق احد البلدة قبل قدوم رجال التحريات ‏الجنائية .. سأطلق الرصاص على اول من يفكر في الخروج .."‏
على الاقل هو يتصرف بشكل صحيح من حين لآخر ، لكن ها نحن ‏أولاء قد صرنا محاصرين ..
هنا هتف رجل من الجالسين : ‏
ـ " لحظة .. من يشعر بارتياب في تلك الفتاة من ( شيفيلد ) فيرفع ‏ذراعه .." ‏
هذه ا لمرة ارتفعت مائة ذراع .. هؤلاء ليسوا بشرا .. إنهم عشيرة من ‏الأخطبوط ..‏

ـ " هي لا تكتب شيئا وتكاد لا تمضي وقتا في حجرتها .. إنها تجوب ‏البلدة طيلة اليوم .. كلنا رآها في المقابر .. ماذا تفعل هناك ؟ من هي ‏حقا ؟" ‏
هنا قرر الفتى ( اونيل ) ان يقوم بواجبه ،فهب يمسك بقائل هذا من ‏ياقة سترته ، وكور قبضته العملاقة وشده االى الوراء في وضع ‏مألوف . إنه بالفعل يتصرف كأنه زميل ( جاري كوبر ):‏
ـ " من يقل حرفا واحدا يسيء لها سأهضم وجهه !"‏
قال الرجل الأول المعتد بنفسه : ‏
ـ " الحقيقة يا بني انك صرت في قبضتها .. إنك مفتون بها .."‏
ـ " بل انتم مرضى النفوس .. الحقيقة إنها بهرتكم جميعا .. وحين لا ‏ينال الرجل فرصته فإنه يختلق الأكاذيب ويتحول إعجابه إلى حقد .. ( ‏لورين ) اختارت رجلا واحدا في هذه البلدة التعسة وانتم لا تطيقون ‏هذه الفكرة .."‏
كلامه صحيح حتى إن كان لا ينطبق على هذه الحالة .. إن من قرأ او ‏شاهد رواية ( زوربا اليوناني ) للعظيم ( كازندزاكيس ) يذكر جيدا ‏مشهد قتل الأرملة الجميلة على يد رجال القرية بدعوى الحفاظ على ‏الأخلاق . والحقيقة أنهم قتلوها لأنها لم تختر واحدا منهم ..‏
المهم ان الموقف تحول الى نار متأججة وكادت اللكمات تتطاير ، لولا ‏ان الرجل المعتد بنفسه وقف وصاح :‏
ـ " يا رجال .. انا اقترح ان نحبس الغرباء في غرفهم الى ان يأتي ‏رجال التحريات .. لا نريد مشاكل جديدة .. انا اعتذر لهم بشدة على هذا ‏لكنهم يفهمون دوافعنا .."‏
صاحت ( ماجي) في عصبية : ‏
ـ " يحبسوننا ؟ بأي حق !!"‏
لكني ضغطت على معصمها وهمست : ‏
ـ " لا مشكلة في إجراء كهذا .. إنها ليلة واحدة بعدها نترك هذه البلدة ‏بمشاكلها .. لا داعي لتصل الرأي .." ‏
وهكذا بدأ الحشد يتفرق من حولنا ليفسح لنا الطريق ..‏
هن توقفت وقلت بصوت عال : ‏
ـ " بالمناسبة .. اين مستر ( بارنيل ؟ ( باتريك بارنيل )؟"‏
لم يكن هنا .. ونظر لي القوم في دهشة ، فقلت بنفس الصوت العالي : ‏
ـ " أقترح ان تحرسوه جيدا .. لو حدث له شيء فنحن ابرياء من دمه ‏‏!"‏
سالني رجل الشرطة في دهشة : ‏
ـ " ماذا تقول بالضبط ؟ " ‏
‏ ـ " اعتقد ان كثيرين منكم خمنوا ما اعنيه .. كل هؤلاء الذين ماتوا ‏كانت لهم علاقة ما بموت ( رونيل السوداء ) .. انتم تعرفون القصة ‏وتذكرون التفاصيل .. لا اعرف كل من تورط في هذه القصة ، لكن ‏المرشح رقم واحد للموت الآن هو ( باتريك بارنيل ) .. حفيد قاضي ‏الساحرات الرهيب !"

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 24-11-05, 09:36 AM   المشاركة رقم: 202
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

7ilooooo

yeslamo

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
قديم 24-11-05, 09:39 AM   المشاركة رقم: 203
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الله يسلمك
ان شاء الله الاحد بتكون خالصة
هههههههههه وانا قبلها

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 25-11-05, 01:42 AM   المشاركة رقم: 204
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



‏7- أسطورة المقبرة ...‏


لم يكن البقاء في غرفتي سيئا .. انتم تعرفون انني حريص على كل ‏نشاط بشري يحرمني مخالطة البشر ! لكن ( ماجي ) .. الشعور من ‏جديد بأنها ستنفد .. لو عرفت تلك الطفلة ( إليانور ) كم هي مجدودة ‏الحظ ..‏
قضيت الوقت اصغي للمذياع ، واكتب بعض الملاحظات عن المؤتمر ‏الاخير الذي حضرته ..‏
فتحت الستائر لأرمق الظلام في الخارج . هل هذا غراب الذي يقف ‏على تلك الشجرة البعيدة ؟ هو كذلك ، ولا انفي لحظة انه يبدو لي كم ‏يراقب نافذتي .. انا عصبي وقد اعتدت هذه الامور .. انا هستيري ‏مجنون ولن اترك ملحوظة كهذه تدمر اعصابي ..‏
ثم تسرب النوم الى جفوني لا ادري كيف ، فدخلت الفراش المريح ‏الدافئ .. الذي يحتضنك احتضانا .. وكان للدفء الكلمة الأخيرة قبل ‏الإرهاق ..‏
إنني ..‏
‏*** ‏
في الثالثة صباحا سمعت القرعات على بابي ، فنهضت .. تعثرت في ‏الغطاء السميك طبعا واطلقت الكثير من السباب الى ان وجدت الباب .. ‏وفي اللحظة ذاتها كان المفتاح يدور فيه من الخارج ، فلا تنس انني ‏حبيس هنا ..‏
هناك كان رجل الشرطة الأحمق ( بيرك ) ومعه مسز ( بانكروفت ) ‏التي بالفعل صارت عيناها خارج جمجمتها .. وعرفت على الفور أن ‏كارثة حدثت ..‏
ـ " كارثة حدثت يا سيدي .."‏
ـ " إنني ارتجف قلقا .."‏
ثم سمحت لهما بالدخول وبحثت عن الروب .. ثم جلست على طرف ‏الفراش وتثاءبت كفرس النهر .. بينما قال الشرطي عديم الكفاءة :‏
ـ " لقد توفي السيد ( باتريك بارنيل ) .. لقد كنت محقا يا سيدي .." ‏
ادرت الخبر في فمي لأتذوقه جيدا .. هذا الرجل لطيف المعشر الذي ‏راح يكلمنا كأننا صديقان قديمان له ، والذي عرفت منه كل تفاصيل ‏هذه القصة قد مات ..‏
ـ " كيف ؟"‏
صمت الرجل وشهقت المرأة .. مما جعلني اعرف انه مات بطريقة لا ‏يمكن سردها .. اشياء كهذه لا تقال للاطفال مثلي ..‏
ثم ان الشرطي قال وهو ينهض : ‏
ـ " اتقد انه لم يعد من داع لهذا السجن .. يمكنك الخروج إذا اردت يا ‏سيدي .."‏
في هذه اللحظة ظهر رتل من الرجال الذين لا اعرفهم على الا .. لكنهم ‏كانوا غاضبين كالجحيم .. كانوا يريدون تدمير أي شيء او قتل أي أحد ‏‏.. يبدو ان المنظر أثار حفيظتهم بحق .. وهنا رأيت من جديد الدليل ‏القاطع على ما يروونه عن حدة طباع الأيرلنديين .. أنا جربتها وكدت ‏القى حتفي لو كنتم تذكرون قصة اللهب الازرق والاخ ( شاكال ) ..‏
في بعد عرفت تفاصيل موت الرجل ـ ( بارنيل ) لا ( شاكال ) طبعا .. ‏ولن احكيها بالتأكيد .. لكنها كانت جديرة بصاحب اعظم جرم بالنسبة لـ ‏‏( رونيل السوداء ) إن حفيده تلقى العقاب كملا غير منقوص .. ويكفي ‏القول إن الطبيب فقد وعيه حين رأى المشهد ..وان الرجل ذا الكلمة ‏المسموعة إياه في حالة هستيرية الآن ..‏
قلت وانا اقف امام الباب : ‏
ـ " مس ( بلاك ) ؟"
‏- " ليست هنا .. إنها لم تعد في الخان قط منذ اتفقنا على تحديد إقامتكم ‏‏.. نعتقد انها غادر غرفتها من النافذة .."‏
وقالت مسز ( بانكروفت ) :‏
ـ " لا اكتمك سرا أننا فتشنا اوراقها .. لم نجد قصصا على الإطلاق .. ‏كانت هناك صفحات ملأى برموز غريبة كالتي تستعمل في السحر .. ‏مئات العبارات اللاتينية التي تجمد الدم في العروق .. تلك الفتاة ليست ‏طبيعية .."‏
فكرت في المعلومة بعض الوقت ، ثم قلت للرجل : ‏
ـ" هل معك قلم ؟"‏
ناولني قلما من الرصاص في تردد ، فأمسكت به وبخط كبير واضح ‏كتبت على الجدار : ‏LOREANE‏ ...‏
صاحت مسز ( بانكروفت ) في غضب :‏
ـ " بحق السماء .. ماذا تحسب انك فاعل ؟"‏
ثم أرد ، وهتفت في القوم :‏
ـ " كيف تتهجون اسم تلك الساحرة التي حرقها اجدادكم ؟ ‏RONEAELE؟"‏
هنا صاح احد الاذكياء : ‏
ـ " حقا . . نفس الاحرف .. ونفس الرنين في الأذن .. وكلاهما سوداء ‏‏.. ( بلاك ) .."‏
هنا بللت طرف منديلي بلعابي ، ورحت ازيل الدمار الذي احدثته في ‏جدار الخان كي لا كي لا تقتلني صاحبته ..‏
نظرت لي مسز ( بانكروفت ) في حدة ، وسألت : ‏
ـ " هل تحاول التلميح الى ان الساحرة عادت اليوم لنا في ثوب تلك ‏الفتاة من ( شيفلد ) وانها تنفذ انتقامها ؟ كيف ؟ هل غادرت قبرها ؟ ‏هل حلت روحها بتلك الفتاة ؟ كلها افتراضات لا تقبل .."‏
وقال واحد من الوافدين :‏
ـ " ولماذا اليوم بالذات ؟ لماذا تنتظر ثلاثمائة عام ؟ " ‏
ـ " يمكنك ان تسألها .."‏
ثم اردفت وانا اشعر بإرهاق شديد من فرط هذا الجهد العصبي : ‏
ـ " الفتاة تكمل بالضبط ما كانت ( رونيل ) تفعل .. الشخص الوحيد ‏الذي وثقت به هو الفتى ( اونيل ) ولا أشك في أنه حفيد ( اونيل ) ‏القديم الذي كاد يلقى بنفسه في النيران من اجلها .. ثم يموت حفيد ‏القس الذي شك فيها .. وحفيد الحاكم .. وحفيد القاضي الذي امر ‏بحرقها .. وحفيد الثري الذي كان يحبها ، والذي ربما كان له دور في ‏إدانتها .. لا اعرف كل من تورط في هذه القصة، لكن ( رونيل ) عادت ‏‏.. انا متأكد من هذا .. وانتقامها شامل ماحق .. والمشكلة هنا ان من ‏ماتوا حتى الآن هم الورثة الوحيدون لأسرهم ، فماذا عن الأسر التي ‏تفرعت وتشعب احفادها ؟"‏
ساد الصمت ثم تساءل احد الرجال ؟"‏
ـ " والحل ؟"‏
ـ " أرى انه لا بد من نبش قبرها .. اعتقد ان الجواب الصحيح يكمن ‏في المقبرة .."‏
كان الرجال بحاجة الى أي شيء يبدد طاقاتهم الثائرة ، لهذا تصايحوا ‏في حماسة كأنما ادعوهم الى السيرك : ‏
ـ " المقبرة .. نعم .. المقبرة"‏
ـ " في الصباح يمكننا ان .."‏
لكنهم لم يكونوا على استعداد للانتظار حتى الصباح ..‏
مشكلة الأيرلنديين الغاضبين هي انهم لا يسمحون لكهل مثلي بالنوم ..‏
وسط الزحام رأيت ( ماجي ) تشق طريقها بوجه ممتقع ، وقد حملت ‏الطفلة متمسكة بعنقها .. بدا لي المشهد غريبا لانني لم ار طفلة تحمل ‏طفلة قط .. ثم إن ( إليانور ) لم تكن رضيعة بالتأكيد ..‏
قالت لي همسا : ‏
ـ " انت قلت نفس ما افكر فيه .. لكن ما كان يجب ان تقوله علانية ‏‏.."‏
ـ " ولم لا ؟ "‏
ـ " رد الفعل الجماهيري غير المنضبط .. انت كمن يفتح قمقما فيه ‏جني حبيس .. لو أنهم قابلوا الفتاة الآن ؟ حتى لو كانت بريئة لأطاروا ‏عنقها بلا مناقشة .. السبب الاهم هو أنني متأكدة من ان عددا من ‏هؤلاء القوم يعرف ما نتكلم عنه . ربما كان يرقص حول المقبرة في ‏تلك الليلة . اكره البارانويا لكن الحذر واجب .."‏
اعترفت في خجل بانها محقة لكن العجلة دارت .. من العسير ابتلاع ‏الكلمات ..‏
وفي هياج ـ كتنين أسطوري هائل عقله في قدميه ـ تحرك الجمع نحو ‏المقابر .‏
قلت لها : ‏
ـ " أغلقي بابك بإحكام وكوني حذرة .. ربما كان من الحكمة ان تنزلي ‏لتقضي الوقت مع مسز ( بانكروفت ) .."‏
‏*** ‏
في ضوء المشاعل يبدو المكان بهيجا ..‏
عشران الناس والمشاعل التي تشبه ( الكلوبات ) في سوق الخضار ‏عندنا ، وكشافات نيون وكشافات عادية تعمل بالأحجار الجافة .. غبار ‏‏.. عرق .. زحام ..‏
لقد خضت هذا الموقف مرارا من قبل ومن بعد ، بحيث يبدو لي الآن ‏انني قضيت عشرة اعوام من عمري وسط اناس ينبشون قبرا ما ..‏
كنا جميعا نتجه الى المكان الي لن انساه ما حييت ..‏
القبر الوحيد الباقي والذي لا يحمل شاهده أي اسم ..‏
ربما كانت هناك قبور اخرى لكن لا احد يذكر مكانها ..‏
اين حارس المقابر ؟ كان هناك وسط الزحام وقد تحول الى فزاعة من ‏فعل الكحول .. يصعب علي ان اصدق ان هذا الرجل لم يذق الخمر من ‏قبل ..‏
وقفنا هناك . وكانت الاعشاب تغطي الشاهد ، فيما عدا ما قمت بإزاحته ‏حين كنت مع ( ماجي ) .. وبدأت المعاول والأظفار تعمل ..‏
بدأ التراب يتراكم .. وعرفت انها مدفونة من دون تابوت ولا كفن على ‏سبيل الانتقام ..‏
اخيرا بدأت معالم الحفرة تتضح ..‏
وتكأكأ القوم حول الحفرة كل يحاول ان يجد موطئ عين .. وشعرت ‏بأنني اختنق .. الكل يدفعني الى الحفرة ، وتساءلت في سري : الا ‏يستحم هؤلاء القوم ؟
عظام .. عظام بالية نخرة مفتتة ..‏
تلوت : " كل نفس ذائقة الموت " ، ثم جثوت على ركبتي اتفحصها ، ‏ورفعت عيني فوجدت الدكتور ( اوجليفي ) جاثيا جواري يتفحص ‏العظام بدوره في ضوء الكاشف ..‏
ـ " ما رأيك ايها الزميل ؟ أي "‏
قالها وهوي يتلقى كوعا في كتفه .. فقلت بينما ركبة صلبة تضربني ‏في مؤخرة راسي ..‏
ـ " مثل رأيك . آي هذه العظام محترقة وتتماشى مع القصة .. لا ‏اعرف عمرها لكن لا استبعد أنها دفنت هنا منذ ثلاثمائة سنة .."‏
هكذا اعلن على الناس ان الجثة في مكانها .. الساحرة لم تغادر القبر ‏لتلتهم حناجركم يا شباب فاطمئنوا ‏
كنت انا شارد الذهن افكر .. ما معنى تلك الزيارات الليلية الى هذا ‏الموضع إذن ؟ طبعا انا لم اتوقع لحظة أن تنهض الجثة من قبرها لان ‏هذا مستحيل .. فمن هي ( لورين ) إذن ؟ لا أقبل كذلك قصة التناسخ . ‏ما خطر لي هو ان هناك من سرق الرفات من اجل عمل سحري ما .. ‏لكن من الواضح ان هذا لم يحدث ..‏
هنا توقف الطبيب الأيرلندي الأصلع وقال : ‏
ـ " هذه العظمة .. آي ! ما رأيك فيها ؟"‏
نظرت الى العظمة وفهمت ما يعنيه ..‏
سألته :‏
ـ " في أي سن هلكت ( رونيل السوداء ) ؟"‏
ـ " كانت قد تجاوزت العشرين .."‏
وكانت العظمة التي يحملها لا تحتمل الشك .. هذه عظمة طفل .. الخط ‏الكردوسي واضح تماما وحجم العظمة نفسه واضح لكل طفل ..‏
هذه الرفاة ليست رفات ( رونيل السوداء ) ..

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 26-11-05, 09:12 PM   المشاركة رقم: 205
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



8- المؤامرة ..‏


على ضوء الفجر البكر حيث وضعنا العظام على ملاءة ، أمكنني الآن ‏التأكد من أنني كنت .. مخطئا في البداية .. فعلا هذه عظام طفل ..‏
صاح أحد الرجال في عصبية : ‏
ـ " من فضلكم لا تقولوا إنها فتحت القبر وذهبت .." ‏
قلت في هدوء لأمتص غضبه : ‏
ـ " لا شيء من هذا .. هناك من أخذها لغرض ما .. ربما ليدفنها في ‏قبر أفضل أو من أجل طقوس لا نعرفها .."‏
ثم تنهدت ونظرت الى الساعة .. إنها السابعة صباحا .. لقد استغرقت ‏كل هذه الاحداث أربع ساعات .. وانا جائع وموشك على التجمد .. قلت ‏لهم إن الوقت حان للعودة الى الخان وترتيب الخطوات التالية ..‏
ومشي الموكب عائدا في ضوء النهار الخجول الذي لا يجرؤ على ان ‏يفصح أنه نهار ..‏
من بعيد كان الخان ، وقدرت أنني سأغسل وجهي وأصلي وأتناول ‏الإفطار ، ثم انام عشر سنوات في الفراش الدافئ حتى توقظني ‏الساحرة لتخبرني بأن الدور دوري ..‏
لكن الجو لم يكن مريحا .. في البداية وجدنا ان مسز ( بانكروفت ) ‏ليست هناك .. ثم صعدت الى الطابق الذي اقيم فيه ، فوجدت ان باب ‏غرفة الفتاة مفتوح عنوة ..‏
هناك من اقتحمه .. كنت وحدي الآن فلم استطع طلب عون ، لكن ‏القصة واضحة .. لقد عادت او عاد كي يأخذ الاوراق التي هي بالتأكيد ‏مهمة جدا ، وكان غضبها مسيطرا حين وجدت أنه لا شيء منها في ‏الغرفة ..‏
و .. ( ماجي ) !!‏
هرعت الى غرفتها وكانت المصيبة التي توقعت إن الباب مفتوح..‏
افتحمت الغرفة لأجدها نائمة على الفراش بكامل ثيابها .. ليست هذه ‏نومة استرخاء او نومة من قضي الليل ساهرا .. سقط قلبي في قدمي ‏ودنوت منها في حذر .. بسبب ارتباكي فشلت فعلا في ان ارى إن كان ‏صدرها يعلو ويهبط ام هو ثابت كالحجر ..‏
لكنها كانت تتنفس ..‏
بالحقيقة تتنفس ..‏
جوار الفراش جثوت وانا اغالب دموعي .. حمدا لله .. للمرة الأولى ‏افطن إلى ان ( ماجي ) كائن حي يعيش ويموت وليست رمزا . كنت ‏احسبها كالعدل أو الحقيقة .. هل رايت يوما جثة عدل أو اشلاء حقيقة ‏؟ ‏
في النهاية فتحت عينيها وكانتا حمراوين كالدم ..‏
لا داعي للمزيد من البحث .. هاتان عينا إنسان يفيق من مخدر ..‏
بالمناسبة أنا لا ارى الطفلة من حولها ..‏
هتفت من بين شفتين التصقتا من القشور : ‏
ـ " إليانوووووووور " ‏
كما توقعت بالضبط ..‏
جلبت بعض الماء وسقيتها إياه .. ثم سكبت الباقي على وجهها .. وماء ‏ايرلندا بارد .. بارد ..‏
اخيرا جلست في الفراش وراحت ترمش بعينيها في بلاهة ، ثم سألتني ‏من جديد : ‏
ـ " أين ( إليانور ) ؟" ‏
ـ " حسبتك اقدر مني على الإجابة عن هذا السؤال .."‏
نهضت من الفراش في حزم صائحة : ‏
ـ " خطفوها !"‏
القصة كما حكتها لي هي ان المسز ( بانكروفت ) جاءت في الخامسة ‏صباحا تقرع الباب .. قالت لها إنها راغبة في إخبارها بشيء مهم .. ‏وهكذا لم يكن من مبرر لإبقاء الباب موصدا .. فتحته فدخلت المرأة ‏ذات الشعر المعقوص .. قالت لها كلاما كثيرا عن خوفها من أن تكون ‏هي الضحية التالية .. ربما لأن جدة جدتها كانت في تلك القصة ‏المشئومة ..‏
طمأنتها ( ماجي ) .. وكانت الطفلة نائمة في الفراش فلم تسمع شيئا ‏من المحادثة .. إلا ان ( ماجي ) نهضت الى الحمام كي ..‏
وهذا آخر ما تذكره من القصة ..‏
حدث أي شيء . .على الأرجح منديل مبلل بالكلوروفورم على الأنف او ‏شيء من هذا القبيل .. بعدها وجدت نفسها في الفراش وانا اوقظها ‏كالكابوس ..‏
ـ " هذا يعني ان مسز ( بانكروفت ) متواطنة .. كنت اعرف انها تبدو ‏كساحرة .."
‏- " انت قتل لي ان اثق بها وامضي الوقت معها .."‏
ـ " انا قلت هذا ؟ إذن كنت حمارا .. ما علينا .."‏
قالت وهي ما زالت متحشرجة الصوت ، ويبدو ان راسها ما زال غير ‏ثابت : ‏
ـ " ربما لم يكن لها دور .. ربما هوجمنا معا .." ‏
ـ " وهذا يجعلنا نتساءل اين هي ؟ وأين الطفلة ؟"‏
كنت اتمنى ان اقول إن هذا خبر طيب لي ، لكني لست بهذه القسوة ‏طبعتا .. لقد اختطفت الطفلة وبيد أشخاص لم يبد حتى هذه اللحظة أن ‏في قلوبهم أدنى ذرة من الرحمة .. إن من ير جثة ( بارنيل ) يعرف ‏جيدا معنى ما اقول ..‏
قالت في توتر وهي تتجه الى الباب :‏
ـ " ساعرف حالا .. اقسم لك إنني لن اغادر هذه البلدة إلا وهي معي .. ‏وانت .."‏
ثم نظرت في عيني وهمست كأنما تذكرت شيئا : ‏
ـ " للابد ؟"‏
كانت تقولها من دون هيام ، بل في توتر .. كأنما تستوثق من أنني لم ‏اتغير بعد ، أو تطمئن على ان اسلحتها محشوة .. قلت لها : ‏
ـ " ماذا ؟"‏
ـ " ستكون ملكي للأبد ؟"‏
ـ " وحتى تحترق النجوم كلها .. وحتى .."‏
ثم توقفت .. هذه المرة لأن رجل الشرطة الأحمق اقتحم الغرفة .. ‏وهتف إذ رآني : ‏
ـ " اين مسز ( بانكروفت )؟"‏
ـ " هذا ما كنا نتكلم فيه حين دخلت دون استئذان .."‏
وبسرعة حكيت له القصة فازداد شاربه كثافة وتقلص وجهه كأنما ‏يموت .. ثم ابتلع ريقه وقال : ‏
ـ " هناك امرأة ماتت في البلدة هذا الصباح .. لا .. ليست مسز ( ‏بانكروفت ) .. ماتت بنفس الطريقة الشنيعة .. هذه المرة طار عنقها ‏من على كتفيها ، لكننا لا نعرف شيئا عن علاقتها بالقصة .."‏
قلت في ملل : ‏
ـ " لا بد انه امن أخبر القس .. كي يخبر ( كيليبارون ) بان .. إلى آخر ‏هذا الهراء .."‏
أضاف بنفس اللهجة الخطرة : ‏
ـ " الفتى ( اونيل ) كذلك اختفى .."‏
ـ " المختفون أكثر من اللازم في هذه البلدة .. هل تعني أنهم غادروها ‏؟ " ‏
ـ " بل على الأرجح هم مختفون في مكان ما .. إن ( أوليفر كليباتريك ) ‏لم ير أحدا يخرج من البلدة منذ أمس .. إن ( وليفر كليباتريك ) هو .."‏
ـ " نعم .. نعم .. هو رجل يمكنه ان يعرف من غادر البلدة .. وفر شرح ‏ما لا طائل وراءه .. وهل في بلدتكم مخابئ ؟"‏
فكر قليلا وهو يعتصر شفته السفلى كأنما ليمزقها ، ثم قال : ‏
ـ " هناك الكنيسة بدهاليزها الخفية .. هناك القلعة .. هناك كهفان .."‏
ضربت ( ماجي ) بكفها على صدرها كأنما تلطم وهتفت : ‏
ـ " يا إله السماوات ! يمكن إخفاء كتيبة من الجيش الروماني في تلك ‏الأماكن .. نحن لن نجد هؤلاء أبدا .."‏
قلت لها في ثبات نافشا صدري : ‏
ـ " لكننا سنبحث فيها جميعا .. فقط اريد دقائق كي ادخل غرفتي ‏واستعيد كياني .. لسوف يكون يوما طويلا .."‏
قلتها بلهجة ابطال الروايات شديدي المراس ، ودخلت الى حجرتي ، ثم ‏نمت .. نمت وانا استند الى حوض غسيل الوجه .. ثم نمت حين خرجت ‏‏.. ثم نمت وانا اقول لنفسي إنني لن انام ..‏
ظهرت بعد ساعة ونصف متظاهرا بالانتعاش .. وكان الجميع جالسين ‏في قاعة الجلوس ، وقد جلست (ماجي ) جوار رجل في الخمسين من ‏عمره ممن يعرفون ما يفعلونه ، وقد فردوا على المنضدة خارطة ‏مرسومة بالقلم الأسود العريض للبلدة .. ورأيته ينظر الى مجموعة من ‏الرجال الأشداء يرتدون سترات ثقيلة ويحملون العصى : ‏
ـ " ( رايان ) و ( أوليفر ) .. الكنيسة .. القبو ( ج ) .."‏
وانطلق الرجال .. هنا فهمت انهم يشكلون فرقا للبحث .. إنهم اشداء ‏فعلا واحمد الله على أنني لست تلك الفتاة ( لورين بلاك ) ..‏
وجدت مقعدا جوار المنضدة فجلست ، وكانت هناك قهوة مددت يدي ‏لها دون أن اسال من شرب منها .. نظرت ( ماجي ) لعيني الحمراوين ‏ففهمت على الفور النشاط الذي كنت أمارسه ، وابتسمت في رفق ‏ابتسامة عصبية سريعة .. تذهلني قوة تحمل النساء ايضا .. إنهم لا ‏يملكن قوة جسدية لكنهم يتحملن الأوضاع الصعبة اكثر منا نحن ‏الرجال بمراحل ، وعلى قدر علمي هي لم تنم امس إلا قدر ما نمت أنا : ‏لا شيء تقريبا ..‏
قال لي الرجل الذي يعرف ما يجب عمله : ‏
ـ " دكتور .. هلا انتحينا جانبا ؟ اريد كلمة معك "‏
نظرت له في عدم فهم ، ثم نهضت واتجهنا الى ردهة جانبية تقود الى ‏السلم .. كان كما قلت في الخمسين ، ضخم الجثة مما يوحي بأنه ‏رياضي قديم .. ذلك الترهل القوي الذي يميز من كانوا يمارسون ‏رياضة عنيفة ثم توقفوا ، وكأنه حليق الوجه بعناية وله عينان ثاقبتان ‏‏..‏
أشعل لفافة تبغ غليظة ، وقال لي : ‏
ـ " لقد سمعت القصة من الآنسة .. هناك كما فهمت جماعة سرية ‏تحاول إعادة ( رونيل السوداء ) الى البلدة.. إن الآنسة لم تحك قصتها ‏مع المقبرة إلا الآن .."‏
ـ " هل تعتقد ان الجماعة ما زالت تحاول ؟ اعتقد انها نجحت .. وإلا ‏فمن هي ( لورين) ؟ وما سر حالات الوفاة هذه ؟ ‏
ـ " لن نعرف أبدا .. ربما كان الانتقام مطلوبا كي تستطيع الساحرة ‏العودة .."‏
ـ " هذا يضعنا في مأزق آخر .. كيف عادت ؟ هل غادرت قبرها ؟ هل ‏مست تلك الفتاة ( لورين ) ؟"‏
قال من جديد : ‏
ـ " لن نعرف أبدا .. لكن هناك شيئا مؤكدا يجب ان تعرفه ولا تخبر به ‏الآنسة .. لانها لو عرفت لفقدت صوابها .. الطفلة في خطر داهم .. ‏ولربما انتهى هذا كله .."‏
ـ " لماذا ؟ "‏
‏- لان ( رونيل السوداء ) كانت تلتهم الاطفال .. الم يخبرك أحد بهذا ؟"‏
وتصلبت .. واستندت الى الجدار ..‏
كانت المرة الاولى التي اسمع فيها هذا الجزء ..‏
هذا جزء لم يخطر لي ببال قط ..‏
‏***‏

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t4679.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-01-11 12:16 AM
Untitled document This thread Refback 30-05-10 05:30 PM
Untitled document This thread Refback 04-10-09 04:51 AM
Untitled document This thread Refback 23-07-09 06:26 PM
Untitled document This thread Refback 24-04-09 12:34 AM
Untitled document This thread Refback 06-04-09 10:00 AM


الساعة الآن 09:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية