لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-05, 11:27 AM   المشاركة رقم: 196
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

لا حرام عليك اصلا والله قلت مشاركاتي بالمنتدى بسببك وسبب الروايات هههههههههههه
خليني استرزق يا زلمي

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 23-11-05, 11:54 PM   المشاركة رقم: 197
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



‏2- حسناء سوداء ...‏


وقفت الفتاة ذات الثياب السوداء امام مسز ( بانكروفت ) مستندة الى ( ‏الكاونتر ) ..‏
كل شيء فيها كان اسود مثل د. ( لوسيفر ) .. الشعر الاسود المنسدل ‏حتى الكتفين شديد البريق .. مما يذكرني بالسطوح المعدنية.. المعطف ‏الاسود الطويل .. التنورة السوداء .. الجوربان الاسودان .. الحذاء ‏طويل الرقبة الذي تتدلى سلسلة ذهبية على طرفه العلوي .. ثياب ‏غالية الثمن توحي بانها من اصل راق لا شك فيه .. ربما من سلالة ‏احدى الاسر المالكة في اوروبا .. إنهم تحت كل حجر هنا ..‏
كانت جوارها على الارض حقيبة ، وكان هناك سائق يلبس ثيابا لا ‏استطيع شراءها ولو ادخرت راتبي لعشرة أعوام ..‏
سألها باحترام وبتلك اللكنة الأوكسفوردية الخاصة بأساتذة الجامعات :‏
ـ " هل ترغب الآنسة في شيء آخر .."‏
قالت بصوت خشن قليلا قوي النبرات : ‏
ـ " لا شيء يا ( إدموند ) .. يمكنك الانصراف ولا تنس الموعد .."‏
ثم استدارت الى مسز ( بانكروفت ) وقالت : ‏
ـ " بخصوص الغرفة التي حجزتها هاتفيا .."‏
كان الامر الآن اقوى من تحمل العجوز البريطانية الفضولية .. ‏وللحظات بدا ان الأسئلة تزدحم في ذهنها بحيث لا تعرف من اين تبدأ ‏‏.. الحقيقة ان اسئلة مماثلة كانت تحتشد في ذهني ..‏
من هذه الحسناء ؟ ما الذي يدفع مثلها الى هذا الخان ؟ هل لأنه الوحيد ‏في ( ليفورد ) ؟ وما اهمية ( ليفورد ) اصلا ؟ ليست مكانا سياحيا ‏مهما وبالتأكيد لا يوجد كثيرون من هواة القلاع هنا .. انت تفهمني .. ‏طراز هذه الحسناء الثرية تجده حيث تذهب الحسناوات الثريات .. أي ‏مكان غير هذا بالتاكيد ..‏
ثم إن الحسناء أخرجت بعض الأوراق وقالت : ‏
ـ " مس ( بلاك ) .. ( لورين بلاك ) .. من ( شيفيلد ) .."‏
ثم تهجأت الاسم بصوت عال :‏
ـ " ‏‎..L..O..R..E..A..N..E‏ " ‏
إذن المرأة كتبت الاسم ‏Lorine ‎‏ كما كنت سأفعل انا نفسي .. لماذا لا ‏تنطقه الفتاة ( لوريان ) كما اتوقع ؟
ثم دارت محادثة لم استوعب منها الكثير ، لاني كنت امرق الجالسين ‏في المكان والذين أرهفوا جميعا السمع لالتقاط ما يمكن سماعه .. ‏الحقيقة ان دخول الفتاة احدث توترا ودهشة لا يختلفان عما لو كان ‏وشق الاستبس هو الذي دخل ..‏
كان هناك عجوز راح يمضغ غليونه .. وشاب التهم المنديل الورقي ‏بدلا من قطعة الحلوى في طبقه ..‏
وامرأة اتسعت عيناها حتى لا تفوتها شاردة او واردة .. فضول .. ‏فضول .. وهو ما يقول لي إنني لست مخطئا في دهشتي .. هذه البلدة لا ‏ترى الغرباء ، فإن رأتهم كانوا مثل ( ماجي ) التي لا تشعر أبدا بأنها ‏غريبة عنك ، وانا بمظهري الذي يقول بوضوح : لا خطر منه .. إنه ‏على الارجح سيموت خلال دقائق .‏
وجاء صوت العجوز : ‏
ـ " كم من الوقت تنوين الاقامة هنا ؟"‏
ـ " ربما بقيت اسبوعين .. لا اعرف بالضبط .. على كل حال سيعود ‏سائقي بعد أسبوعين .."‏
وهكذا جاء الخادم ( ويليام ) ليحمل حقيبتها .. واصدرت له المديرة ‏الأمر : رقم ( 13 ) .. هذا الخان إذن ليس ممن يحذفون الرقم 13 من ‏ارقام الغرف منعا للتشاؤم .. وفي ثقة مشت الحسناء وراءه بينما ‏صوت كعبي الحذاء يحدثان ذلك الصوت المنتظم : تيك .. توك ..تيك .. ‏توك ..‏
اخيرا عاد مستوى الأدرينالين في دماء الجالسين الى مستواه الطبيعي ‏‏..‏
سألتني الصغيرة في خبث : ‏
ـ " هي اعجبتك كثيرا .. اليس كذلك ؟"‏
انحشر شيء ما في حنجرتي ، فعالجت ربطة العنق لأريح رقبتي ، ‏وقلت : ‏
ـ " بلى .. بل نعم .. لم تعجبني ..إن .. ما الذي يدفعك لقول كهذا ؟"‏
ـ " لم ترفع عينيك عنها ثانية !"‏
وهو كذب واضح وافتراء لانني قضيت اكثر الوقت اراقب وجوه ‏الجالسين .. لكني قلت لها :‏
ـ " إنها غريبة على هذا المكان .. هذا كل شيء .."‏
هنا كانت ( ماجي ) قد عادت حاملة مظروفا .. وجذبت مقعدها لتجلس ‏ثم مدت يدها تحت المنضدة وناولتني الصور ..‏
رحت أتفحصها من تحت المنضدة .. حقا كانت صورا شديدة الإبهام .. ‏هناك نسوة في أوضاع راقصة .. ومنظرهن عامة ليس مما يبعث ‏الطمأنينة في النفس .. لكن تأثير عدسة الزوم قاتل ، مع فترة التعريض ‏الكبيرة التي جعلت الاهتزازات كثيرة ..‏
اعدت لها المظروف وقلت هامسا : ‏
ـ " لا يوجد ما يثير الريبة فعلا .. لكن ربما كان من الافضل الا يعرف ‏احد بأمرها .."‏
تدخلت الطفلة ـ كغراب البين ـ لتعلن انني كنت معجبا بالزائرة الحسناء ‏‏.. وطبعا كان لا بد ان تعرف .. مني ( ماجي ) كل شيء عن تلك ‏الزائرة الحسناء .. حكيت لها كل شيء فقالت : ‏
ـ " هذا غريب .. لكني مسرورة لان شيئا من الحياة ما زال ينبض فيك ‏‏.. إن كل ما تعانيه من امراض لا يمنعك من ان تكون وغدا .."‏
برغم هذا سررت للعصبية التي تكلمت بها .. هاذ يعني ان كل شيء ‏على ما يرام .. وما لا تفهمه هذه الحمقاء أنني ـ فعلاـ اراقب الناس في ‏فضول كمن يراقب نوعا غريبا من البكتيريا تحت المجهر .. لا انفعالات ‏ولا عواطف من أي نوع . إلا لو حسبنا أن عالم البكتيريا إذ يبتسم وهو ‏ينظر في مجهره ، إنما يغازل العصويات التي يراها !‏
قلت لـ ( ماجي ) وانا انهض :‏
ـ " الآن اعتقد أنني في امس الحاجة الى قسط من الراحة .. غدا نبدأ ‏استكشاف هذه البلدة .."‏
هزت راسها موافقة .. وابتسمت لي في رقة وهي تضم الطفلة الى ‏صدرها ..‏
‏*** ‏
تقع غرفتي رقم ( 12 ) في الطابق الثاني .. ويلاحظ من يجيدون ‏الرياضيات منكم ان الرقم (12) ملاصق للرقم ( 13 ) .. لمزيد من ‏الدقة يواجهه .. إذن جارتي هنا هي الاخت ( لورين بلاك ) .. اما ( ‏ماجي ) فغرفتها رقم ( 9) في الطابق ذاته ..‏
فتحت الغرفة واتجهت الى النافذة كعادتي ..‏
كانت موصدة بحيث لا يمكن فتح الزجاج الذي تغطيه ستارة رقيقة .. ‏لكني كنت أستطيع ان ارى من هذا الموضع أجمل مساحة من الفراغ ‏رايتها في حياتي .. لا معالم على الإطلاق ما عدا مرجا واسعا يمتد الى ‏ما شاء الله .. إن ( ماجي ) تعرف ذوقي بالضبط ..‏
كانت التدفئة تعمل على ما يرام ، فبدأت ارتداء منامتي ووضعت ‏حاجياتي في الخزانة .. الحق انني مرهق فعلا ..‏
طرقات على الباب .. هذا هو ( ويليام ) طبعا فلا بأس ان يراني ‏بالمنامة ..‏
فتحت الباب فأصابني الهلع لا، القادم كان المس ( بلاك ) بالذات اولا ‏اصابني الخجل من مظهري ، ثانيا لا اعرف بالضبط كنه الشيء ‏المخيف في هذه الفتاة حين تراها عن قرب .. إنها جميلة .. ربما هي ‏جميلة اكثر من اللازم او المقبول .. وهي في هذا تشبه جرعة زائدة ‏من السكر تصيبك باضطراب الهضم وربما الغثيان .. ملعقة العسل ‏الابيض الكبيرة التي كانت امك ترغمك على شربها برغم انها ( تشحط ‏‏) في حلقك .. وقدرت انها في العشرينات من عمرها ، وانها على ‏شيء لا يخفى من القسوة ..‏
قالت بصوتها الخشن العميق :‏
ـ " معذرة على التطفل يا سيدي .. لكن الخادم لا يرد على الجرس .. ‏كنت بحاجة الى عون .."‏
ـ " نعم .. نعم .. أي شيء .."‏
ـ " نافذة الغرفة غير قابلة للفتح .. كنت بحاجة الى بعض الهواء النقي ‏‏.."‏
ـ " في هذا البرد ؟ لكن .. ليكن .. لحظة حتى ارتدي الروب .."‏
وطبعا خجلت من ان اقول لها إنني عاجز عن فتح نافذة حجرتي ذاتها ‏‏.. الرجال لا يرفضون طلبات من هذا النوع لأنها من صميم كرامتهم ..‏
لحقت بها في حجرتها وكانت نسخة طبق الأصل من حجرتي انا .. ‏اتجهت للنافذة وامسكت بعارضتها ورفعت لأعلى ، وهول ! تدفق ‏الهواء البارد ليلسع صدري ..‏
كانت غير موصدة اصلا .. لا بأس .. لقد أنقذنا كرامتنا الرجولية ولو ‏بنصر مزيف ..‏
قالت لي في امتنان : ‏
ـ " شكرا جزيلا .. انا اقدر هذا .. بالمناسبة .. لا تبدو لي من القارة ‏اصلا .. لنقل إن ملامحك شرق اوسطية .."‏
اعتدت دوما ان ابدو اجنبيا في كل مكان .. في إفريقيا انا ابيض جدا ، ‏وفي اوروبا انا اسمر جدا ، وفي آسيا انا احمر جدا .. على كل حال هذه ‏الفتاة تتمتع بالملاحظة الدقيقة ..‏
ـ " انا مصري .. دكتور ( إسماعيل ) .. ( رفعت إسماعيل ) .." ‏
ـ " ( لورين بالك ) .. مس .. كاتبة قصصية محدودة الشهرة .. من ( ‏شيفلد ).."‏
هكذا بدأت القصة تبدو على شيء من المنطق .. لا يزور هذه الناحية ‏إلا مجنون مثلي و( ماجي ) او كاتب قصصي يريد ان يعيش بيئة قصته ‏‏.. لعلها تكتب عن قلاع ( ايرلندا ) .. لقد تعودت اشياء كهذه من ‏الكاتبات البريطانيات ، حتى إنني اتخيل ان ( اجاثا كريستي ) أو ( ‏دافني دومورييه ) لم تجلسا قط إلى مكتب في داريهما .ز طيلة الوقت ‏هما في فنادق في كل ركن من العالم ..‏
ـ " أي نوع من القصص تكتبين ؟ " ‏
ـ " أشباح !! لا تنس انك في بريطانيا حيث أحفاد (هنري جيمس ) .. ‏هنا تجد الرعب البريطاني الذي يلمح بالخطر لكنك لا تراه .. يصفونه ‏بأنه ( رعب الأشياء اتي تتحرك خارج مجال بصرك .. فإذا ادرت ‏وجهك نحوها لم ترها .."‏
كاتبة رعب في غرفة جوار ( رفعت إسماعيل ) لو تعرف هذه الفتاة أي ‏كنز يقف امامها الآن ! رعب الاشياء التي تتحرك خارج مجال بصرك ‏‏.. يا سلام ! فماذا عن رعب الأشياء التي تقف أمامك ، وتعرف عنوان ‏دارك ، وتمشي في شقتك ليلا وتقف جوار فراشك ..‏
على كل حال لا انكر ان اسمها له رنين مرعب ويبدو ان هذا شرط مهم ‏لنجاح كتاب الرعب ..‏
تمنيت لها ليلة طيبة وعدت الى غرفتي ..‏
ولم يفتني قبل ان اغلق باب غرفتي ان ألاحظ ان موضوع النافذة هذا ‏كان ذريعة .. لو ان طفلا مد يده لفتحها..‏
هذه الفتاة ارادت ان تفتح اتصالا معي .. فلماذا ؟ ‏
أي رجل آخر سيقول إن سحره الرجولي بدأ يعمل .. اما انا فأعرف ‏نفسي جيدا ..‏
هناك سر غامض وراء هذه الفتاة .. غامض وآمل الا يكون مخيفا كذلك ‏‏..

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 23-11-05, 11:56 PM   المشاركة رقم: 198
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




‏3- أحداث ليلية ...‏


كنت قد غبت تماما في ملكوت النوم ، حين تصير غير ذي حول ولا ‏قوة .. إنه الموت بكل تفاصيله ولا شيء إلا إرادة الله التي تجعلن ا فتح ‏عيني بعد هذا كله واتثاءب ، بدلا من ان ابدا في التصلب الرمي ‏فالتعفن ..‏
طرفات على الباب . طرقات .. طرقات ..‏
بشكل ما دخلت هذه الطرقات الى الحلم كعادة احلام ( المنبه ) ، ثم ‏أفقت فهرعت الى الباب . الخان يحترق بالتأكيد ، والدم كله احتشد في ‏قدمي فترنحت وقد اسود العالم للحظة ..‏
في النهاية وجدت المفتاح ففتحت ، وكان من رأيت هو ( ماجي) ‏والطفلة .. كلاهما ممتقع الوجه منكوش الشعر يرتدي الروب ..‏
ـ " كم الساعة الآن ؟ " ‏
صاحت ( ماجي ) دون ان تنتظر حتى اعرف الإجابة ..‏
ـ " (رفعت ) لقد سرقت غرفتي !"‏
يا فتاح يا عليم .. يا رزاق يا كريم ! لا احد يريد ان يتركني استرد ‏توازني .. وهكذا وجدت نفسي اضع الروب على كتفي ، واثبت ‏العوينات ، والحق بها في غرفتها ..‏
كانت باردة كثلاجة ـ الغرفة لا ( ماجي ) برغم ان جهاز التدفئة يعمل ‏جيدا .. ولم استطع ان الاحظ شيئا غير عادي او منفرا .. لكنها لم تحك ‏قصتها بعد .. لهذا واصلت الكلام وهي تمرر يدها في شعر الطفلة ‏الاشقر حتى كادت تصيبها بالصلع : ‏
ـ " انت تتساءل لم النافذة مفتوحة .. انا ايضا اتساءل ! لقد نمت مع ( ‏إليانور ) بعد رحيلك بساعة .. وكانت النافذة موصدة .. هل تفهم ؟ ‏موصدة ! ثم صحوت شاعرة بأنني موشكة على التجمد .. وجدت ان ‏النافذة مفتوحة .. ووجدت ان هناك من عبث في حاجياتي .. لم يختف ‏مال ولا حلى .. فقط الصور اللعينة وكل ما كان معي من أفلام تم ‏تحميضها !"‏
رحت احك راسي محاولا ان ابعث بعض النشاط في كتلة الهلام تلك : ‏
ـ " غريب .. وهل .. الكاميرا .؟"‏
ـ " موجودة !!"‏
ـ " هذا غريب .."‏
وأضفت : ‏
ـ " هلا اطلقت سراح الطفلة ؟ إن شعرها كله قد انتصب بالكهرباء ‏الاستاتيكية .. لسوف تنبعث منها الصواعق حالا .."‏
واتجهت الى النافذة فعالجتها كما فعلت مع تلك التي في غرفة الفتاة .. ‏واختلست نظرة الى الخارج .. هل هذا الواقف على الشجرة هناك ‏غراب ؟ لا .. هذه اوهام .. هناك إفريز يمر تحت النافذة بالضبط .. ‏فهمت.. إفريز يمر تحت كل نوافذ الطابق .. النوافذ ذات الرقم الفردي ‏مثل 7 و 9 و 11 و 13 و 15 ..‏
من هذا الطريق جاء المتسلل الذي لا بد انه رشيق كالفراشة .. إن نوم ‏‏( ماجي ) ليس عميقا على الإطلاق ، ولا يستطيع التسلل جوار فراشها ‏إلا فراشة ..‏
أغلقت النافذة وكانت لينة فعلا سهلة الإغلاق ..‏
ثم جلست على طرف الفراش ورحت افكر قليلا ..‏
قلت له اوانا أتسلى بهز خفي المتدلي من قدمي التي وضعتها على ‏ركبتي : ‏
ـ " الامر واضح ولن نضيع الكثير من الوقت في فهمه .. الصور كانت ‏تمثل خطرا بالنسبة للبعض في هذه البلدة إنها الدليل على انهم كانوا ‏في المقبرة في تلك الليلة .. هذا سلوك من يريد الصور باي ثمن .." ‏
تربعت على الأرض المغطات بالموكيت ، وحركت خصلات شعرها ‏الأشقر مفكرة ثم قالت : ‏
ـ " لكن الصور لم تكن بهذا الوضوح .."‏
ـ " بالنسبة لنا .. لكن لو ان احد اهالي البلدة رآها لهتف : ويلي ! هذه ‏‏( جين ) !! يا للغرابة !هذه ( ماري ) ! إن من يعرف تلك الوجوه من ‏قبل سيتعرفها على الفور في الصور .."‏
ـ " ومن قال لهم إن هذا الفيلم معي ؟"‏
ـ " اولا هن رأين فتاة ومعها طفلة تركضان .. والفتاة تحمل حامل ‏كاميرا .. ما كل هذا الذكاء ؟ لا حظيان حامل الكاميرا يستخدم غالبا ‏لحمل كاميرا ، ويندر ان يستعمل لتنظيف الأذن .. ثانيا : اعرف ‏طريقتك الشهيرة في افتراض ان كل شيء آمن وانني مصاب ‏بالبارانويا .. بالطبع هناك ألف واحد رأوا هذه الصور معك .."‏
ظلت تنظر للموكيت كأنما تريد ان تثقبه .. من الغريب انها في اروع ‏صورها بهذا الشعر المنكوش ، وذلك الوجه شبه المنتفخ من النوم .. ‏قالت لي : ‏
ـ " ومن فعلها ؟"‏
ـ " احد سكان الغرف فردية الرقم مثل 7 و 9 و 11 و 13 و 15 .. او ‏خادم الغرف لو كانت هناك غرفة خالية .. او أي واحد من اهل البلدة ‏يمكنه تسلق ماسورة المياه الى هذا الطابق .. إن الاحتمالات محدودة ‏جدا كما ترين ! " ‏
ـ " وماذا ترى ؟"‏
ـ " أعتقد أنه لم يسرق منك شيء ذو أهمية بالغة .. صور القلاع يمكن ‏إعادة التقاطها .. لا داعي لإحداث شوشرة لن تقود الى شيء ، ولربما ‏كان إخبار مسز ( بانكروفت ) هو الحل الاصوب .. هذه النفاذة تحتاج ‏الى تقوية .."‏
ابتسمت في غموض وقالت :‏
ـ " هناك شيء مهم قد سرق .." ‏
ـ " وما هو ؟ " ‏
ـ " الإحساس بالامن .. لا اطيق ان اتصور ان متسللا كان في غرفتي ، ‏بينما انا والطفلة نائمتان واهنتان هشتان .."‏
نهضت واتجهت الى الباب ، وقبل ان اخرج قلت لها : ‏
ـ " ( ماجي ) .. هل تتزوجينني ؟"‏
قالت في بساطة وهي تمسك بالباب : ‏
ـ " لا "‏
ـ " إنني سأحمي من المتسللين الليليين .. على الاقل ساموت اولا ‏فأمنحك فرصة الفرار .."‏
ـ " سافكر في الأمر .."‏
‏*** ‏
فرغنا من مشاهدة معالم البلدة ، وقد تظاهرت بالحماسة فقط كي ‏ارضيها .. لكني اجز تماما عن الانبهار بمجموعة من القلاع العتيقة ‏تظل على المحيط .. دعك من أنني مصري ، حيث تجد أثرا مهما تحت ‏أي حجر بال ادنى مبالغة .. الم يكن الفلاحون ينتزعون قطعة من معبد ‏‏( السيرابيوم ) كلما احتاجوا الى بعض الحجر الابيض ؟ ألم يطه البدو ‏عشاء الإيطالي المغامر ( بلزوني ) على المومياوات المشتعلة ‏باعتبارها افضل من الاخشاب ؟ كيف أتحمس بعد هذا لقلعة البارون ( ‏فلان ) والإيرل ( علان ) ؟ ‏
في النهاية قادتنا الجولة الى المقبرة الرهيبة ..‏
إنها مكان يثير من الافكار اكثرها جموحا وسوداوية بالفعل .. ‏
من هذا المكان ترى الكنيسة من بعد ، وترى مروجا خضراء تبدو كأن ‏بشريا لم يمش فيها من قبل ..‏
مشت ( ماجي ) وسط الشواهد كأنها تعرف بالضبط ما تبحث عنه .. ثم ‏توقفت في موضوع ما وهتف في انتصار : ‏
ـ " بالضبط هنا .."‏
كانت تتحدث عن حفل تلك الليلة ..‏
مشيت الى حيث وقفت ورحت أتأمل الارض .. حقا لا يوجد اثر لشيء ‏‏.. لو كانت هناك آثار ما فقد أزيلت بعناية .. توجد بعض آثار الطبشور ‏لكنك لا تستطيع ان ترى شيئا .. لن تجد نجمة خماسية لو كنت تفكر في ‏هذا ..‏
اما ما لفت نظري هو ان هذا المكان قبر. كان هناك شاهد قبر تشابكت ‏عليه الاعشاب والنباتات الشيطانية بحيث صار من المستحيل ان ترى ‏بقعة معقولة من الحجر .. لكن ـ وهذه نقطة مهمة ـ كان العشب ممزقا ‏في اكثر من موضع ، كأنما هناك من كشف هذا الشاهد ، ثم اعاد ‏تغطيته ..‏
ازحت العشب بلا رفق .. وكان هناك عدد لا بأس به من الاشواك ، ‏لكني كنت البس قفازا ..‏
أخيرا تمكن من رؤية الشاهد واضحا .. كان جليا انه قديم جدا .. لكن لا ‏خطأ هناك .. لا يوجد حرف واحد على الحجر ، فلم تكن عوامل التعرية ‏هي السبب ..‏
قلت لها وانا راكع على ركبة واحدة : ‏
ـ " هل تفهمين ؟ لم يكتب حرف واحد على هذا الشاهد .. فماذا ‏تستنتجين ؟ ‏
قالت في توتر وهي تنفث الدخان الابيض من فمها : ‏
ـ " اعتقد انها كانت من علامات الحرمان الكنسي في القرون الوسطى ‏‏.. او ربما صاحب هذا القبر كان على صلة بأعمال ..."‏
ـ " كان ساحرا واعدم .. لماذا لا تقولينها ؟"‏
ـ " لان هذا كلام فارغ .."‏
ـ " حسن .. لنقل إنني لا اعرف إن كان ساحرا ام لا .. لكن المؤكد ان ‏من حوله حسبوه كذلك .."‏
وساد صمت طويل .زف قط رحت انظر الى المقبرة الخالية ، والطفلة ( ‏إليانور ) التي وقفت هنالك في الخارج تنتظرنا .. طبعا لم يكن من ‏المستحب ان تزور معنا هذا الجزء ..‏
قلت لـ ( ماجي ) : ‏
ـ " وهاته النسوة كن يقمن احتفالهن في هذه البقعة بالذات .." ‏
ـ " نعم .."‏
ـ " إنهن يأتين في الليالي المقمرة !"‏
جاء هذا الصوت من خلفي فأجفلت واستدرت لارى المتكلم ..‏
كان من الطراز الذي تراه في مراجع علم السموم وقد كتبت تحته ( ‏اعراض الكحول المزمن ) .. سكير بلغة اقرب الى فهمنا .. كان رث ‏الثياب احمر الانف .. في العقد السادس من عمره .. يترنح بشدة ..‏
قال وهو يحاول الوقوف منتصبا :‏
ـ " انا ( جيمس إدوود ) حارس هذه المقابر .. هك ! ولا داعي .. هك ! ‏أن اقول لك إنني اعرف عم تتكلمان ..أعرفه تماما .."‏
لهجة إيرلندية قوية لا يمكن ان تخطئها .. كانما يقلد شخصا إيرلنديا !‏
تشممت ( ماجي) الهواء في اشمئزاز وغمغمت بصوت مسموع : ‏
ـ " كحول في هذا الوقت !"‏
صاح الرجل وقد سمع ما قالت : ‏
ـ " انا لم اقرب الخمر قط ! كلهم يحاول إثبات أنني سكير وان كل هذه ‏هلاوس .. لكني اعرف ما أقول .. هؤلاء النسوة يأتين عندما يكتمل ‏القمر ليمارسن طقوسا لا يعلم إلا الله ما هي .."‏
قلت له في حذر : ‏
ـ" انت لا تقرب الكحول ؟ لعلك مصاب بخلل في المخيخ إذن "‏
ـ " الآن اقرها ! اقربها كثيرا ! لقد دمرت هذه المقبرة اللعينة أعصابي ‏والمشكلة ن سني لا تسمح لي بالرحيل والبحث عن عمل جديد !"‏
سألته ( ماجي ) وهي تدس يديها في جيبي معطفها الطويل : ‏
ـ " هل تعرف صاحب هذا القبر ؟ هذا الشاهد الذي بلا اسم ؟"‏
ـ " هي ! منذ عهد جد جدي ونحن حراس هذه المقابر .. حكى لي جدي ‏شيئا عن ساحرة دفنت هنا .. ساحر ة حرقوها في ساحة البلدة .. هذه ‏القصص كثيرة على كل حال .. هك !"‏
ثم ابتعد وهو يترنح ويقول كلاما ايرلنديا كثيرا لم استوعب منه حرفا ..‏
قالت ( ماجي ) باسمة بعدما رحل : ‏
ـ " ما رأيك ؟ القصة واضحة ومكتملة .. إن الساحرات يزرن أمهن ‏الروحية .."‏
ـ " يبدو الامر كذلك .. لست من الطراز المتفائل لكني اعتقد ان القصة ‏انتهت عند هذا الحد .."‏
هذا خطأ آخر ..‏
أنتم تعرفون ان هذا خطأ آخر ..‏

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 23-11-05, 11:58 PM   المشاركة رقم: 199
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



4- عن ( رونيل السودء ) ...


في التاسعة مساءا جلسنا في قاعة الجلوس نثرثر ، والجريدة أمامي لا ‏افهم عم تتكلم ..‏
ان ( ماجي ) لم تتغير قط.. قلت هذا مائة مرة وأقوله مرة أخرى .. ‏دعابات تلقيني من على المقعد ضحكا ، ورقة ( تكاد تنبت الزهر في ‏قلب الصخرة الجلمود ) على راي عمنا العبقري ( الشابي ) .. ولربما ( ‏طهارة تبعث التقديس في مهجة الشقي العتيد ) كذلك ..‏
رحت ارمقها وهي تتكلم .. كالعادة لم اعرف حرفا مما تقول لأن ‏خواطري تزاحمت . اصغيت لها اكثر من اللازم لم اعد افهم شيئا ..‏
لماذا لانتزوج ؟ لقد اجبنا عن هذا السؤال الف مرة ، والاجابة تبدو ‏واهية لكنها الحقيقة .. كل منا يريد ان يبقى الآخر على مسافة كي يظل ‏رمزا عزيزا أبديا .. حين يتحول الآخر إلى معنى..‏
لكن ما يثير جنوني بصدد ( ماجي ) هو التفكير في كل الساعات التي ‏تعيشها بعيدا عني .. كل الافكار الذكية والدعابات والرقة التي تشعها ‏من حولها ، بينما انا في شقتي الكئيبة أقاسم الأشباح الطعام .. يمضني ‏ذلك الشعور المزمن بانها ( ستنفد ) .. لن يبقى منها شيء لي لان ‏مصير الشموس كلها الخمود ( الإنتروبي ) .. لو استطعت لاستوليت ‏على ماضيها وحاضرها وغدها بوضع اليد .. كل العوام التي فاتتني ‏وهي طفلة ، وكل الاعوام التي ستفوتني حين اختفي في القبر .. كل ‏هذا يجب احتكاره .. ربما لو كان هناك محام بارع لاستطاع ان ..‏
ـ " ( رفعت ) ! انت لا ترفع عينيك عنها !"‏
تبا لكن من ظالمات ! انا ارتدي عوينات القراءة ولا ارى ابعد من متر او ‏اقل .. ثم إنني غارق في التفكير فيك وبرغم هذا ..‏
ـ " لا اعرف عمن تتكلمي .."‏
‏- " تلك المرأة السوداء .. نزيلة امس .. طبعا ..‏
هنا فقط فهمت عمن تتكلم ، وبدلت العوينات .. عوينات المسافات كي ارى ‏افضل .. كانت تلك الآنسة جالسة الى منضدة مجاورة تشرب الشاي ‏وتطالع الجريدة مثلي .. رفعت عينها فرأتني فهزت رأسها في رقة ، ‏وهتفت : ‏
ـ عمت مساء يا دكتور .. صارت نافذة غرفتي سلسة . .شكرا لك !"‏
همست ( ماجي ) بصوت كالفحيح : ‏
ـ " نافذة غرفتها ؟ متى وكيف ؟ ‏
قلت وانا ابدل العوينات : ‏
ـ " نافذة غرفتها كانت متيبسة .. وقمت بفتحها لها .."‏
ـ " ومنذ متى تجيد فتح النوافذ ؟ الاحظ ان فتح الجريدة قد اصابك بنوبة ‏قلبية "‏
في هذه اللحظة دخل المكان شاب على درجة من الوسامة .. كان فارع ‏القامة قويا يبدو أنه خلق ليمثل افلام رعاة البقر مع ( جاري كوبر ) أو ( ‏جون واين ) .. حين كان أبطال الأفلام يوجهون لكمات قوية الى فك ‏أعدائهم ، قبل ان يظهر اختراع الركلات .‏
وتصايح الجالسون : ‏
ـ " قد عاد ( اونيل ) !"‏
عاد ؟ أين كان إذن ؟ ‏
بدأ الحوار الأيرلندي الذي أقنعني بالفعل ان الإيرلندية لغة لا علاقة لها ‏بالإنجليزية .. حين يتحدث هؤلاء القوم مع بعضهم يأخذون راحتهم ‏ويستحيل عليك فهم حرف واحد ، بينما حين يكلمونك يحرصون على جعل ‏كلامهم مفهوما لك .. نفس الظاهرة تلاحظها مع الاسكتلنديين .. ومع ‏رعاع لندن حين يستعملون لهجة ( الكوكني ) ..‏
قالت ( ماجي ) :‏
ـ " هذا الفتى كان في دوبلين ) يجرب حظة في التمثيل مع فرقة مسرحية ‏ما .."
ـ " سينجح لو كان الدور المطلوب هو باب مخزن .." ‏
ثم إن الفتى نظر نظرة عابرة الى الفتاة السوداء الجالسة وحدها .. رايتك ‏يترك المحيطين به ويتجه نحوها .. يقف أمامها .. يتكلم معها في لباقة ‏والفتاة تبتسم ثم تضحك .. تشير إليه كي يجلس .. هذه الفتاة أرستقراطية ‏لكنها ذات ميول بروليتارية لا شك فيها . فالفتى لا يبدو من طبقتها على ‏الإطلاق ..‏
وقف رجل مرح جوار منضدتنا وقال : ‏
ـ " ( ويليام أونيل ) .. إن الفتى يعرف كيف يروق للنساء .."‏
ثم مد يده لي مصافحا وقال : ‏
ـ " ( باتريك بارنيل ) .. من اعيان البلدة .. بمعنى آخر انا عاطل بالوراثة ‏‏.."‏
نظرت له ( ماجي ) في فضول وهتفت كمن دق الاسم جرسا في رأسه : ‏
ـ " أنت.." ‏
ـ " نعم .. من اسرة ( بارنيل ) .. وهي اسرة اشتهرت في سلك القضاء .. ‏إننا علامة على هذه البلدة .. لكنني لم ادرس القانون او بمعنى آخر لم ‏استكمل دراستي .."‏
دعوته للجلوس فشد مقعدا وجلس ، ومد يده يداعب شعر ( إليانور ) .. ‏لن اندهش لو عادت الطفلة لأمها صلعاء تماما بعد هذه الرحلة .. لسبب ما ‏يفترض الجميع انها ************ ( بالك جاكت ) يجب المسح على رأسه ..‏
بعدما تم التعارف قال لي : ‏
ـ " لا تؤاخذنا .. نحن الأيرلنديين قوم حارو العواطف مرحون ، ولسنا ‏ثقيلي الظل منشين كالإنجليز . يقولون إننا سريعو الغضب ميالون ‏للشجار.. هذا صحيح .. لكن هذا يدلك اكثر على طيبة قلوبنا .."‏
وأشار الى الجالسين حولنا وبدأ يشرح لي : ‏
ـ " كل واحد من الجالسين هنا لم يترك البلدة قط .. كل واحد يعرف أجداده ‏وأجداد الآخرين .. يمكنك ان ترى الجميع هنا لأن هذا الخان اقرب الى ‏النادي .. هل ترى هذا الرجل المتأنق كث الحاجبين ؟ إنه السير ( جون ‏مليجان ) سليل أسرة ( مليجان ) الأرستقراطية .. كانوا دوما اكثر الناس ‏ثراءا في هذه البلدة .. هل ترى هذا العجوز البدين الذي ينظر في ساعة ‏الصديري ؟ إنه آخر احفاد ( كيليبارون ) الذين حكموا هذه البلاد في عصر ‏الإقطحاع .. انت رأيت قلعتهم .. لكنه لا يعيش هناك .. هذا الذي يحتسي ‏القهوة هو القس ( كيرباتريك ) وهو من أسرة قساوسة لا تدري من اين ‏بدأت .. ربما منذ دخول المسيحية الى ايرلندا .."‏
قلت مبتسما في يخبث : ‏
ـ " يبدو ان الزمن لا يتغير هنا .. لو كان في هذه القاعة خبير قنابل ذرية ‏، فلا شك انك ستقول إن جده كان خبير قنابل نووية في القرن الخامس ‏‏.." ‏
ـ " هو ما تقول .. هو ما تقول .." ‏
هنا مالت ( ماجي ) عليه وسألته السؤال الذي كنت سأسأله بنفسي : ‏
ـ " اليوم وجدنا قبرا ليس على شاهده كتابة .. لقد أثار هذا فضولنا .. هل ‏تعرف هذه القصة ؟"‏
قطب للحظة كأنما يتذكر ثم هتف في مرح : ‏
ـ " آه ! يا للغرابة ! ( رونيل السوداء )!! كنت قد نسيت هذه القصة تماما ‏‏!! " ‏
هنا دوى صوت تهشم الزجاج !!‏
‏*** ‏
قالت ( لورين ) بصوتها الخشن نوعا: ‏
ـ " آسفة .. سأدفع ثمن ما هشمت .."‏
قالت مسز ( بانكروفت ) وهي تجمع بقايا براد الشاي الخزفي بالمكنسة : ‏
ـ " لا عليك . .هذه أشياء تحدث لأي واحد .."‏
وقال الشاب في شهامة وهو يجفف مفرش المائدة : ‏
ـ " إن مسز ( بانكروفت تعرفني .. سوف أسوي الامر فلا تقلقي .."‏
راح مرافقنا السيد ( بارنيل ) ينظر الى الفتاة في فضول ، ولاحظت نظراته ‏بدورها فنظرت له في حدة لا شك فيها .. ثم التفت لي وتساءل : ‏
ـ " ما زلت لا افهم سبب وجودها هن ا.."‏
ـ " كاتبة قصصية هي .. انت تعرف هؤلاء الكتاب .."‏
ـ " قلت إن اسمها ( لورين ) ؟ غريب .. ليكن .. والآن اكمل قصتي .. اين ‏كنا ؟ آه .. هل تعرف ان ( رونيل السوداء ) هذه اتهمت بالسحر ، وكان ‏القاضي الذي حكم عليها بالحرق هو جدي القاضي ( ستيوارت بارنيل ) ‏المحترم ؟ كان صارما يختلف كثيرا عن أحفاده ، وقد اعدم ساحرات ‏كثيرات برغم ان هذه القصص نادرة في إنجلترا .. لسنا في أسبانيا او ‏فرنسا .." دخل الكمان رجل يوحي بعدم الكفاءة .. لو كان سباكا فهو ‏خائب ، ولو كان طبيبا فهو غبي ، ولو كان ...‏
ـ " هذا رئيس الشركة ( آرثر بيرك ) .. إنه لا يعمل شيئا على الإطلاق ‏وراتبه يناسب ما يعمله بالفعل .."‏
هذا رئيس شرطة ! في بلدة هادئة مسالمة كهذة يكون هذا الرجل كحارس ‏المرمى الذي لم يختبر .. لكنني اعرف نتائج عمله جيدا من شاربه الكث ‏المتهدل ونظرة عينيه الرخوة ، وثيابه الزرية ..‏
ثم إن الرجل ـ ( بارنيل ) ـ راح يحكي لنا ما أعتقد انك قرأت ملخصه في ‏بداية الكتيب .. هناك تفاصيل معينة اخرى ابقيها لنفسي وتفاصيل نسيتها ‏، وتفاصيل يحسن ان ننساها ...‏
ظللنا نتحدث طويلا جدا حتى إن الطفلة احمرت عيناها ، ثم وضعت رأسها ‏الأشقر الصغير على كتف (ماجي ) وراحت تغط .. اعترف انني إن كنت ‏اكره الاطفال فأنا احبهم نائمين .. إنهم يبدون ملائكة بالفعل يختلفون تماما ‏عن الشياطين التي يكونونها وهم متيقظون .. وقالت ( ماجي) في رفق :‏
ـ سأضعها في الفراش ثم أعود .." ‏
واسندت الطفلة حتى تصل بها الى الغرفة ..‏
نهض القس أولا وحيانا جميعا في رصانة ، ثم اتجه الى الباب ..‏
في هذه الاثناء بدا ان صداقة حقيقية انعقدت بين الفتى ( اونيل ) وتلك ‏الأرستقراطية..‏
رايتهما ينهضان وهما يواصلان حديثا ضاحكا هامسا ، ثم اتجها الى الباب ‏بدورهما .. ونظر ( إليوت ) من وراء كتفه الى الرجال نظرة من طراز ( ‏إياكم ـ أن ـ تتناولوا ـ سيرتنا ـ بالسوء ـ وإلا ـ الويل ـ لكم ) ..‏
فخفض الجميع عيونهم الى أكوابهم ..‏
لكمن ما إن خرج حتى هتف ( باتريك بارنيل ) : ‏
ـ " بارع هذا الفتى بحق !"‏
وغمغم احدهم في ضيق : ‏
ـ " إنهن منطلقان في ( شيفيلد ) ولسن مثل نسائنا اللواتي يحلقن ذقونهم ‏يوميا .."‏
ثم ساد الصمت لأن ( ماجي ) قد عادت ، وهي تفهم الإنجليزية لو كنت ‏تدرك هذا !‏
ثم بدأ اكثر الموجودين في الإنصراف .. هنا دوى صوت الغراب ..‏
تبادلنا النظرات ..لم يكن التأثير العام مريحا ، لولا ان قطع ( بارنيل ) ‏الصمت بترديد مقطع من قصيدة ( بو ) الشهيرة ( الغراب ) ..‏
ـ " غربان هنا ؟ لم اسمع احدها هنا قط .."‏
ـ " هذه الأشياء تحدث .."‏
وحياتي الرجل ونهض .. بينما جلست مع ( ماجي ) لمدة ساعة اخرى ..‏
هناك دائما تلك اللحظة المؤسفة التي تدرك فيها حقيقة انك لن تظل هنا ‏للأبد . لا بد من كلمة ( مساء الخير ) .. ثم تصعد الى حجرتك ثملا بالالام ‏‏.. تترنح في صعودك الدرج ، وتنزلق قدمك .. تدخل غرفتك ورأسك ينبض ‏بأشياء كثيرة الى حد انك لا تعرف فيم كنت تفكر على الإطلاق .. ‏
أعرف هذه الأعراض جيدا ..‏
وفي الصباح عرفنا نبأ موت الضحية الأولى ..
‏***

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 24-11-05, 12:01 AM   المشاركة رقم: 200
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



‏5- وتهاوى السد ...


لم يكن هناك الكثير مما يقال ..‏
لم يعرف أحد بنبأ الوفاة إلا في السابعة صباحا حين جاء بائع الجرائد الى ‏الخان ، وكان معتادا على ان يجتاز الزقاق المجاور .. هذا ممر لا يهواه ‏الكثيرون لانه قذر ، لكن الفتى كان يحبه لأنه يختصر الكثير من الوقت ..‏
وكانت جثة القص ممددة على الأرض ، ويبدو أنه لم يتعذب كثيرا لان ‏الضربة التي هشمت رأسه من الخلف فعلت كل شيء في الوقت ذاته ..‏
طبعا اصيب الفتى بالهستيريا ، وركض الى الخان وهو يولول ويصرخ .. ‏يصرخ ويولول .. وكانت هذه الضوضاء هي ما أيقظنا من سباتنا ..‏
تحول المكان الى خلية نحل .. فهذه البلدة لم تر حدثا غير تقليدي ربما منذ ‏حرق ( رونيل السوداء ) .. وجاء رجل الشرطة غير الكفء ( آرثر بيرك ) ‏وقد بدا عليه ارتباك شديد .. هو لا يعرف كيف يبدأ ..‏
راح يسال هذا ويسأل ذاك ويسجل أشياء في دفتره ، لكنه كان عاجزا عن ‏تجميع أفكاره ..‏
المشكلة هي أنه كان جالسا فعلا عندما غادر القس الخان .. أي انه يعتبر ‏واحد من آخر من رأوه .. والسؤال هنا هو : من يكره القس الى حد ضربه ‏بمطرقة على مؤخرة رأسه ؟ ‏
ـ " كيس رمل ! ليس مطرقة بل كيس رمل ! لا تنس اننا في إنجلترا بلد ( ‏أجاثا كريستي ) حيث يحبون القتل بكيس رمل مليء .. أو قطعة ثلج ‏سرعان ما تذوب جوار الضحية ليختفي سلاح الجريمة !"
قالتها ( ماجي ) في شيء من السخرية المريرة ونحن جالسون الى مائدة ‏الإفطار .. ثم اضافت : ‏
ـ " انت هنا ! الواقع أنني بدأت اتساءل عن الكارثة ولماذا لم تحدث !"‏
ـ " هذا غير عادل .."‏
جاء ( بيرك ) وطلب قدحا من الشاي ، ثم اتجه الى حيث جلسنا الى ‏المنضدة ، فقال : ‏
ـ " معذرة ايها السيدان .. الحقيقة أ،ني يجب ان اثقل عليكم بالأسئلة ‏لأنكما غريبان في هذه البلدة .."‏
قلت له باسما : ‏
ـ " هذا من حقك يا سيدي .. لكن لاحظ أننا كنا جالسين امامك .. ثم صعد ‏كل منا الى حجرته امامك ايضا .. هل غادر أحدنا الخان ليلا ؟ " ‏
ـ " لا .. مسز ( بانكروفت) تقول لا .. لقد تأكدت من هذا .."‏
وداعب شاربه في حنكة بوليسية ثم أضاف : ‏
ـ " هناك تلك الفتاة من ( شيفيلد ) .. لكن ( اونيل ) لم يتركه لحظة .. وقد ‏عادا الى الخان بعد ساعة .. أنا اثق بـ ( اونيل ) طبعا .."
قلت له وانا ارشف القهوة : ‏
ـ " آعتقد انك بحاجةالى آخرين . ( سكوتلانديارد ) او شيء من هذا ‏القبيل ..‏
ـ " هناك فريق جنائي قادم اليوم .. لكن من واجبي أن آخذ بعض البيانات ‏‏.."‏
وبالفعل جاء بعض السادة شديدي الاهمية عند الظهيرة .. كانوا يرتدون ‏المعاطف الخاكية ويرمقوننا في شك ، ومعهم عربة إسعاف وضعوا فيها ‏الجثة ، ثم راحوا يستجوبون الجميع ويعرفون كل شيء ..‏
في النهاية ـ عندما اقترب المساء ـ نظروا لنا في كراهية ثم انطلقت ‏سياراتهم عائدة الى حيث جاءت .. إلى أين ؟ إلى المكان الذي يأتي منه ‏الرجال شديدو الأهمية الذين يرتدون المعاطف الخاكية ..‏
لا ادري لماذا شعرت بحاجة الى ان امشي قليلا في البلدة في هذه الإضاءة ‏الغريبة . .إضاءة المساء المقبل ..‏
قدماي حملتاني الى المقبرة إياها .. ووقفت فوق مرتفع صخري ارمق ‏المشهد الرهيب .. ‏
من المؤسف أنني لن اكون هنا الشهر القادم حين يكتمل القمر .. لربما لو ‏رأيت مشهد الساحرات هذا لخطرت لي بعض الأفكار ، لكن القمر كان ‏مكتملا قبل قدومي بثلاثة أو أربعة أيام .. سأكون وقتها في مصر .‏
هنا لمحت ذلك الشبح يتحرك في شواهد القبور .. ما كل هذا الثبات ؟ كأنها ‏تمثل فيلما سينمائيا والمخرج قد طلب منها ان تبدو رهيبة ثابتة الجنان .. ‏كما انها تعرف التأثير المسيطر الغريب للشخص الذي يضع يديه في جيبي ‏معطفه الاسود الطويل ، وينقل كعبي حذائيه طويلي الرقبة في ثقة .. كل ‏من رأى نمط الجنرالات النازيين في السينما يعرف ما اقصد ..‏
كانت هذه هي كاتبتنا الشابة الواعدة ( لورين ) ..‏
تمنيت ألا تراني .. لسبب ما لا اطيق وجودها ..‏
لكنها رأتني .. وهكذا مشيت بنفس الثقة الى حيث كنت واقفا ارتجف من ‏البرد .. وقالت : ‏
ـ " هالو .. انت تجد ذلك السحر الشاعري في المقبرة مثلي ؟ "‏
ـ " ليس موضوع شاعرية .. فقط أحب زيارة البيت الذي سأعيش فيه ‏للأبد بعد قليل .."‏
أخرجت علبة تبغ ،وجذبت منها لفافة غريبة طويلة تشبه القلم الذهبي ‏،وأشعلتها في أناقة وقالت : ‏
ـ" احيانا تشعر بأنك أقوى من الموت ذاته .. انك كنت هنا يوما ثم تحررت ‏وعدت .. وان الحياة تبدأ من جديد ولا تنتهي .. احيانا تشعر بأنك في زمن ‏آخر في كمان آخر كن واحدا آخر .. لكن هل كنت تعرف ذاتك وقتها ؟ هل ‏كنت تعرف أنك هو انت ؟ لو لم يكن الأمر كذا فلا قيمة له .. هل تفهمني ؟
ـ " لا .."‏
ـ " تبدو لي ذكيا لا يحتاج الى كلمات كثيرة .."‏
قلت وانا انظر الى المقبرة التي لم يعد فيها اإلا درجات اللون الأزرق : ‏
ـ " لو كنت تتحدثين عن تناسخ الأرواح فأنا لا أؤمن به .."‏
ـ " لا اتحدث عن تناسخ الأرواح .. بل اتحدث عن عودتها الى عالم المادة ‏‏.."‏
هززت راسي غير راض .. ساد الصمت برهة ثم سألتني وهي تنفث ذلك ‏الدخان العطر : ‏
ـ تحبها ؟ "‏
ـ " من ؟ " ‏
ـ " تل كالفتاة الاسكتلندية .. مس ( ماكيلوب ) .. لا اعتقد انها تميل لك ‏كثيرا .. انتم الرجال تخلطون بين المجاملة والمعاملة اللطيفة والحب .."‏
ـ " يمكني ان اكون فظا واقول إن هذا ليس من شأنك .. لكن لا .. أريحك ‏‏.. احبها جدا .. ولا يهمني رأيها في الأمر .. لن أتغير .. سأظل منتميا لها ‏‏.."‏
كانت وحة لكن لسبب غير واضح لم استطع ان اخرسها كما يجب .. ربما ‏ارتج على .. وقالت لي في مكر : ‏
ـ " كما تحب .."‏
كانوا يقولون عن ممثلة الرعب العظيمة ( باربرا ستيل ) ،إنها ترمز الى ‏المرأة ( كآخر ) .. المرأة كعدو خارجي مخيف غامض . .هذه الفتاة ‏جعلتني بالفعل أتذكر هذه الكلمات ..‏
وفي صمت مشينا معا عائدين الى الخان .. لكن هذه المحادثة ظلت في ‏ذهني طويلا ..‏
‏*** ‏
في المساء وجدوا جثة ( كيلييارون ) .. العجوز البدين .. ‏
هذا الرجل تعذب كثيرا لأن كل أطرافه كانت مهشمة ، وقد التوى عنقه ‏للخلف بتلك الطريقة الشهيرة في القرون الوسطى للذين قتلتهم الشياطين ‏‏.‏
إن الجنرال يعيش وحيدا في داره بعد ما رحل أولاده وماتت زوجته .. ‏هناك كالعادة مدبرة عجوز هي مسز ( سميث ) ـ ككل مدبرات البيوت ـ ‏كانت قد أخذت إجازة لهذا اليوم على ان تعود في المساء ..‏
ـ " فكرت في زيارة أختي .."‏
فلما عدت ، كان ما لفت نظرها ان المنزل مغلق من الداخل جيدا .. فتحت ‏الباب بالمفتاح ودخلت ، ولما لم تر اثرا للحياة ، افترضت ان الرج لذهب ‏ليقضي سهرته في الخان ..‏
ـ " ثم سمعت صوت المذياع مفتوحا .."‏
وبالطبع ذهبت لتعرف سبب ترك المذياع مفتوحا .. فوجدته في قاعة ‏الجلوس .‏
كان راقدا على السجادة ، وخطر لها انها نوبة قلبية .. لكنها ادركت ان ‏اتجاه وجهه لأعلى لا يعني ان بطنه في نفس الإتجاه ! هنا اصيبت هي ‏نفسها بنوبة قلبية .. واحتاجت الى بضع دقائق وقرص من موسع ‏الشرايين تحت لسانها حتى استطاعت استخدام الهاتف وطلب الشرطة ..‏
وعندما جلست مع ( ماجي ) والطفلة في قاعة الجلوس ، كان الخبر قد ‏انتشر كالنار في الهشيم ..‏
ـ " ( كيليبارون ) مات ! "‏
ـ " ( كيليبارون ) مات ! "‏
وصاحت مسز ( بانكروفت ) في رعب : ‏
ـ " ماذا حدث في هذه البلدة ؟ فقدنا شخصين من خيرة أهلنا في يوم ‏واحد !!"
اخفيت وجهي في مفرش المنضدة كي لا تقول شيئا على غرار ( الخير ‏على قدوم الواردين ) .. والحقيقة أنني اعرف نفسي جيدا بحيث صرت ‏لا اغضب لتهمة من هذا النوع بل وأؤكده ا.. فعلا الخير على قدوم ‏الواردين في حالتي على الأقل .. ما إن اظهر في مكان حتى يتحول الى ‏جحيم .. وهي كما ترون موهبتي الوحيدة التي تؤهلني لسرد هذه ‏القصص ..‏
وجاء ( بارنيل ) ليجلس إلى مائدتنا ، وقال : ‏
ـ " رجل آخر يعض التراب .. كنا كل يوم نتوقع ان يحدث هذا .. مع كل ‏الكولستيرول الذي يفعم شرايينه ، وكل ما يجثم على روحه من شحم ، ‏لكننا توقعنا ان يمنحنا وقتا . . عناية مركزة .. شلل .. فترة ما تجعل ‏الرحيل تدريجيا ، لكن من المؤلم ان يرحل بهذه الطريقة .. تهشيم ‏أطراف ولوي عنق ؟ هذا رهيب !"‏
قلت له همسا : ‏
ـ " قل لي . . هل هناك من نتهمه بهذا ؟ " ‏
نظر لي كأنما يراني لأول مرة ، وهتف : ‏
ـ " سيكون هذا غريبا .. من يستطيع عمل هذا ؟؟ لا بد انه كتلة من ‏العضلات .." ‏
ـ " لنتكلم بصراحة أكثر .. ألا يوحي الامر بشيء خارق للطبيعة ؟"‏
بدا الإرهاق على وجهه وقال : ‏
ـ " بلى . ربما. لكن هذه الأشياء لا تحدث على قارعة الطريق . .انا بعد ‏كل هذا العمر لم أر ظاهرة خارقة في حياتي .."
ـ " انت إنسان سعيد الحظ .."‏
ومن جديد بدأت الأسئلة المملة والتحقيقات .. لن أتحمل البقاء في هذه ‏البلدة بعد القتيل الثالث ما لم يكن انا بالذات .. وقد تساءل كثيرون : ‏
ـ " ما الذي يربط بين القص وهذا الرجل ( كيليبارون ) ؟ " ‏
لم تكن هناك إجابة واضحة ..

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t4679.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-01-11 12:16 AM
Untitled document This thread Refback 30-05-10 05:30 PM
Untitled document This thread Refback 04-10-09 04:51 AM
Untitled document This thread Refback 23-07-09 06:26 PM
Untitled document This thread Refback 24-04-09 12:34 AM
Untitled document This thread Refback 06-04-09 10:00 AM


الساعة الآن 11:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية