لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-05, 07:09 PM   المشاركة رقم: 171
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




‏6 أخيرا نلتقي !‏


إن المر لا يلقى نفسه كل يوم .. لهذا قد تصرف هذه النفس بكامل حريتها ، ‏ودون رقابة .. وهذا قد يكون خطرا .. خطرا أكثر مما تظن ..‏
‏*** ‏
‏-‏ ‏" أنا قلت لك ماذا ؟ "
اندفعت الصرخة من حلقي .. ويبدو أنني وقفت : أو أنني وضعت ركبتي ‏على المائدة .. لا اعرف حقا ما فعلته . لكنه كان مجنونا ..‏
‏-‏ قالت همسا وهي تضع سبابتها أمام شفتيها المضمومتين :‏
‏-‏ ‏- " صه ! لا فضائح من فضلك .. يكفيك ما كان صباح اليوم ! "‏
عدت أسألها مستعملا ( أوكتافا ) اقل في صوتي :‏
‏-‏ ‏" انا قلت ماذا ؟"‏
مطت شفتيها في اشمئزاز .. وغمغمت : ‏
‏-‏ ‏" ما كان لك ـ ايها ال**************** ـ ان تستغل غياب صديقك عن داره .. وتأتي ‏لزوجته كي تصارحها بحبك .. أبعد كل هذه الصداقة ؟ أبعد كل هذه الثقة ؟"‏
كانت تكرهني حقا .. تحتقرني حقا ..‏
وشعرت أنني اتلاشى تماما .. لن تفهم شيئا ولن تصدق شيئا .. لقد احيط بي ‏حقا ولم تعد الكلمات تجدي ..‏
هنا ـ غارقا في مجرور أفكاري مقيت الرائحة ـ سمعت ( عادل ) عائدا ..‏
لقد انهى مكالمته .. كان يقول أشياء وأشياء ..‏
‏-‏ ‏" قلت لك إنها مهنة تقصف العمر " .. عساه لم يسمع .. عساه لن يعرف .. ‏‏" كلهم لا يجدون سواي كي .." .. والخطيئة المرتسمة على وجهي تعلن ‏للكون كله أنني حقا فعلتها .. " .. لقد قتل زوجته لأنها عايرته بفقره .." .. ‏كيف افسر شيئا كهذا لا اصدقه انا نفسي ؟" ثم سلم نفسه .. ويقول .." .. ‏الصديق الخائن .. لكني لم أخن .. فعلها الوغد .. و .. " الساطور .. دماء ‏‏.." .. لم يعد البقاء ممكنا هنا .. " الجيران سمعوا صراخها " .. هذا البيت ‏محرم علي إلى يوم الدين .. لكن هل محرم عليه ( هو ) ؟
ووثبت على قدمي المتخاذلتين .. وبصوت كالتوسل صحت :‏
‏-‏ ‏" خذني معك !"‏
‏-‏ ‏" لا تكن سخيفا .. نحن لم نجلس معا بعد .. ثم إنك لم تحتس الشاي .."‏
بصوت كالبكاء : ‏
‏-‏ ‏" خذني معك يا عادل !"‏
‏-‏ ‏" لن اتأخر .. ستنتظرني هنا.. إن (سهام ) بمثابة أختك لون يضير في ‏شيء أن .."‏
‏-‏ ‏" خذني معك !"‏
نظر لها في حيرة .. ثم لي ..ثم لها .. وهز كتفيه باستسلام : ‏
‏-‏ ‏" ليكن .. طالما تصر على ذلك .. لكننا سنعود .."‏
واتجهنا الى الباب ، ولم استطع ان التفت الى الوراء لأشكر ( سهام ) على ‏حسن ضيافتها .. أعرف أنني لن اضع قدمي في هذا البيت الحبيب أبدا ..‏
وفي السيارة ظللت صامتا ارمق الشوارع بعينين من زجاج ..‏
‏( عادل ) يتكلم.. يتكلم .. ثم سمعته يقول بنبرة عالية ليجذب انتباهي : ‏
‏-‏ ‏" ( رفعت ) ! ما بالك ؟ تبدو كمن رأى شبحا .. بل تبدو شبحا أنت نفسك ! ‏‏" ‏
ثم أردف وهو يدس لفافة تبغ في فمه : ‏
‏-‏ ‏" ربما لم تكن ( سهام ) ودودا كما يجب ..لكني أعرف أنك واسع التفكير .. ‏ونحن لن نفهم النساء أبدا .. هل تعرف السبب ؟ " ‏
فلما لم ارد .. اجاب على السؤال بنفسه : ‏
‏-‏ ‏" لأننا لسنا نساء ! نياهاهاهاه ! حلوة ! اليس كذلك ؟"‏
كان هذ اهو ما أحتاج اليه كي أبكي .. انفجرت ماسورة عواطفي وأحزاني كي ‏تغرق الميادين وتعطل المرور في مدينة الواقع .. وسمعت ( عادل ) يتساءل في ‏لهفة عما حدث . أتراها ( سهام ) ؟ اللعينة ! لا بد أن لسانها الشبيه بذيل الأفعى ‏قد ...( رفعت )! بسم الله الرحمن الرحيم ! هل نتوقف ؟ هل احضر لك بعض ‏الماء ؟ ‏
كنا قد وصلنا الى ( مديرية الأمن ) ، وحيث تركت سيارتي .. ففتحت باب ‏سيارته وخرجت متثاقلا . وبصوت لم آلفه همست وأنا انحني على نافذته : ‏
‏-‏ ‏" اسمح لي .. اريد ان انفرد بنفسي قليلا .."‏
‏-‏ ‏" لكنك لا تبدو في حالة تسمح بــ .."‏
‏-‏ ‏" انا بخير .. فقط أنا مرهق . مرهق .."‏
وابتعدت دون ان اترك له فرصة الاستزادة ...‏
‏*** ‏
كان الشاطئ خاليا تقريبا من الناس ...‏
في ذلك الوقت لم يكن ( العجمي ) بالازدحام الذي نعرفه ، ولم يكن الوقت وقت ‏اصطياف على كل حال ... لهذا مشيت .. مشيت ...‏
يداي في جيبي بنطالي . والريح تصفر في أذني كأنما قوقعة عملاقة ملتصقة ‏بها .. ورذاذ البحر يبلل زجاج عويناتي .. ويملأ فمي بمذاق مالح ..‏
رمال .. رمال .. يبعثرها حذائي يمينا ويسارا ..‏
وخواطر لا تنتهي ..‏
نظرت الى البحر .. وقلت له : هأنتذا ايها البحر بأسرارك الغريبة ، ترمقنا منذ ‏ملايين السنين .. وتخفي في أعماقك الكنوز والجثث و ....‏
ثم وجدت أنني لا أتأمل .. بل أمثل أنني أتأمل .. واردد ذات ما يقوله كل من ‏يقرر ان يكتب عن البحر .. الواقع أنني لا اجد في البحر ما يثير أبدا ...‏
مجرد صفحة غبية مملة من المياه ... مثله امثل ترعة قريتي .. الفارق الوحيد ‏هو أنني لا ارى الضفة الأخرى ...‏
ونظرت الى الأمام لأتجنب سخف الأمواج .‏
كان هناك رجل يقف في الماء الضحل ، وقد ثنى طرفي بنطاله .. وغمر قدميه ‏العاريتين حتى الساقين في الزبد .. وكان منحنيا على الماء يتفحص شيئا ما ، ‏بدا لي شيء مألوف في مظهره ..‏
دنوت منه أكثر ..‏
كان نحيلا كعود خلة .. اصلع ككوكب المشتري .. يرتدي بذلة كحلية اللون وقد ‏تطايرت في الريح ربطة عنق رمادية .. على أنفه عوينات سميكة ..‏
وكان يضع تحت إبطه حذائين مألوفي الشكل لي .. أنا اعرف هذا الكهل .. ولكن ‏أين ؟ ‏
شعر بوجودي ـ وقد صرت على بعد مترين منه ـ فرفع رأسه ، وتلاقت عينانا .. ‏فابتسم .. لقد عرفني كذلك ..‏
لقد رأيت وجهه مرارا .. أين ؟؟ أين ؟؟ في مرآتي ؟!‏
في صوري الشخصية ؟ في عقلي الباطن ..‏
وهنا بدأت افهم ..‏
لقد جاء الفهم بطيئا .. لكن جاء شاملا قاسيا مروعا ..‏
إنه هو !‏
إنه أنا !‏
‏*** ‏
ظللنا لفترة لا بأس بها نتبادل النظرات .. إن كلام ( اينشتاين ) عن الدقيقة التي ‏تمر فوق موقد مشتعل فتبدو كساعة .. والساعة التي تمر مع حسناء فتبدو ‏كدقيقة ، هذا الكلام لا يعني شيئا ها هنا .. فأنا لم اتعذب بلقاء هذا الرجل .. لكن ‏دهرا كاملا مر عليها ونحن صامتان ..‏
اخيرا وجدت الكلمات : ‏
‏-‏ ‏" انت ؟ "‏
بنفس صوتي .. قال :‏
‏-‏ ‏" وانت ؟"‏
‏-‏ ‏" إنني لم اتصورك بهذا القبح ! قرد أصلع يرتدي بذلة كحلية اللون .. بذلتي ‏ايها اللص !"‏
وقبل ان يجد ردا .. كنت قد اطلقت العنان لغضبي .. ‏
اندفعت قبضتي في لكمة عنيفة الى انفه . اكاد اقسم إنني سمعت العظام تتهشم ‏‏.. إنه ضعيف مثلي .. لكني حانق .. وهذا ما يجعلني اتفوق عليه ..‏
واندفعت قدمي في ركلة شرسة لساقه فأطلق صرخة ألم .. وراح يتواثب كالقلق ‏على ساق واحدة .. سقطت عويناته على الرمال .. فلم أتردد في سحقها تحت ‏حذائي ..‏
ثم وثبت لأدفن راسي الصلبة في بطنه .. وهنا سقط على الأرض ، وسقطت ‏فوقه .. اعتصر عنقه بين أصابعي واضغط ..‏
انا لا استطيع إيذاء دجاجة .. ولماذا أؤذيها ؟ لكني ـ بالتأكيد ـ قادر على سحق ‏افعى حينما اجن .. حينما انزع عن روحي أصفاد التحضر وقيود الخوف ‏والوقار .. سأقتله الآن .. لن أنتظر حتى اسمع تفسيراته ..‏
كان يحاول أن يتكلم .. لكن الكلام مستحيل حينما تضغط يد مجنونة على ‏حنجرتك ..‏
وأخيرا نجح في انتزاع عويناتي .. وشعرت به يحاول غرس إصبعين في عيني ‏‏.. لهذا أبعدت وجهي إلى آخر مدى ممكن ..‏
هنا كان ( الأدرينالين ) قد ملأ دمي .. وشعرت بان قلبي قد صار اسرع من ‏اللازم .. اسرع مما تحتمل شرايينه المجهدة ..‏
لحظة وهن مرت بي .. لكنها كانت كافية ..‏
وعلى طريقة المصارعين نجح في ان يعتليني بدوره ..‏
لكنه لم يحاول خنقي لم يوجه لكمات لي .. كان يمسك بمعصمي .. ويردد مرارا ‏وهو يلهث :‏
‏-‏ ‏" صبرا ! هيه ! قلبك ايها الغبي ! إنه سيتوقف !"‏
لكني لم اكن مستعدا للتعقل ..‏
رفعت ركبتي معا وضربته في مؤخرة رأسه .. ثم نهضت لأعتليه من جديد .. ‏ورحت أوجه لكمات مجنونة إلى وجهه ..‏
هذه من اجل البنك .. بوم ! هذه من اجل ( كاميليا ) .. بوم ! هذه من اجل اللحم ‏‏.. بوم ! وهذه .. هذه من اجل ( سهام ) .. بوم بوم ! أقوى بكثير .. أما هذه فــ ‏‏.. بوم ! من اجل بذلتي الكحلية .‏
‏.كان صلبا او انا أضعف مما ينبغي .. هذه اللكمات لو كان صاحبها رجلا عاديا ‏لأمكنها قتل فيل .. لكين لست رجلا عاديا .. إن قوتي تعادل قوة دجاجة مصابة ‏بضمور العضلات ..‏
والوغد ما زال يحاول الكلام ..‏
كان الغضب اقوى من عضلاتي .. لهذا انحنيت وفعلت الشيء الوحيد الممكن ‏‏..عضضته في ساقه عضة جعلته يصرخ .. يصرخ ليثير ذهولهم في ( إيطاليا ) ‏‏..‏
والتحمنا في صراع فوق الرمال .. ‏
لا بد ان منظرنا بدا غريبا .. نوعا من مصارعة الديوك . لم تطل كثيرا .. ‏
وفي النهاية جاءت الأمواج لتغمر جسدينا .. جسدينا الراقدين فوق الرمال وقد ‏قتلهما الإنهاك والانفعال ..‏
وحين انحسر الموج كنت قد هدأت نوعا ..‏
ورحت أكافح لأعب الهواء في صدري .. وأحاول النهوض جالسا . أما هو فظل ‏راقدا على ظهره يلهث .. وصدره يعلو ويهبط ..‏
في النهاية استطاع ان يقول :‏
‏-‏ ‏" انت .. شرس .. حقا !"‏
قلت وان ابصق الماء المالح من فمي :‏
‏-‏ ‏" وانت صلب حقا .. كان المفترض ان تكون في جهنم الآن .."‏
قال وهو ينظر الى السماء :‏
‏-‏ ‏" إنا متعادلان في القوة .. فلا أمل في أن يفوز أحدنا .. كما في الشطرنج ‏حين ينتهي الدور ( باطة ) .. " ‏
‏-‏ ونهض .. وأردف وهو يحاول الاتزان :‏
‏-‏ ‏- " ثم إنني اطول منك نفسا لأنني .. أقلعت عن التدخين منذ خمسة أعوام .. ‏هلم ساعدني على النهوض .."‏
مددت له يدي فالتقطها .. ونهض ..‏
على حين مشيت الى الماء لأغسل عويناتي ثم اضعها على أنفي .. ورحت ‏أتأمله عبر قطرات الماء التي تبلل الزجاج ..‏
إنه أنا .. دون زيادة أو نقصان ..‏
حسن .. مرحبا بك يا ( دستويفسكي ) يا استاذ الجنون .. .هو ذا المشهد الذي ‏طالما وصفته في رواياتك .. لقاء البطل مع نفسه .. الرواية تدنو من نهايتها ..‏
سالت الرجل وانا انفض الرمل المبتل عن ثيابي : ‏
‏-‏ ‏" والآن كفانا مزاحا .."‏
‏-‏ ‏" هذا حق .. إن المزيد من المزاح سيقتلنا .. "‏
‏-‏ ‏" قل لي من أنت .."‏
نظر لي وضيق عينيه .. ثم قال في ثبات : ‏
‏-‏ ‏" يا سلام .. ومن أنا إذن ؟ "‏
‏-‏ ‏" هذه مشكلتك .. لا بد أنك شخص ما .."‏
قلت في غضب :‏
‏-‏ ‏" أسمع يا صاح .. انت تعرف أنني اعرف أنك تعرف أنني ( رفعت إسماعيل ‏‏) فكف عن هذه التمثيلية .."‏
قال وهو يمط شفتيه في سخرية : ‏
‏-‏ ‏" تمثيلي ؟ احقا تأمل في هذا ؟ انت رجل يا .. يا ( رفعت ) .. لهذا أناشدك ‏بالله ان تقول لي : هل حقا يمكن لتشابهنا ان يكون مصادفة ؟"‏
قلت وانا ادير الإحتمالات الرياضية في ذهني : ‏
‏-‏ ‏" هذا عسير لكنه ليس مستحيلا .. إن الرجال نحيلي القوام ذوي العوينات ‏صلع الرءوس يتشابهون .. ثم إن الشارب يجعل الرجال جميعا يحملون ذات ‏الطباع .."‏
‏-‏ ‏" نعم .. ونفس الندبة في الكوع الأيسر !~"‏
قالها وهو ينزع سترة البذلة .. ثم يطوي كم قميصه ليريني ما يتحدث عنه .. ‏وكان صادقا ..‏
قليلون يعرفن بأمر هذه الندبة . .الكسر الذي حدث حين سقطت من فوق ‏الأرجوحة .. كان ذلك في بيت خالي في ( المنصورة ) .. سن العاشرة ؟ ‏
الألم .. الجبس .. كسر لم يلتحم جيدا .. ندبة .. فتحت فمي ومددت إصبعي داخله ‏‏.. هنا صاح قبل أن أسأله :‏
‏-" تتحدث عن الحشو الذي سقط في الضرس الثاني . .هو ذا ! يمكنك ان تراه ‏وتتحسسه إذا لم تخش ان اعض إصبعك !"‏
‏" أنا اشمئز من محتويات فمك !"‏
‏" عسير على المرء ان يشمئز من فمه الخاص .. وانت تدرك جيدا اننا ذات ‏الشخص .."‏
‏-" وتريد مني ان اصدق هذا ؟ "‏
‏" تصديقك او عدم تصديقك لن يضير الحقيقة .. إن الشمس تشرق من الشرق ‏‏.. وعاصمة ( النرويج ) هي ( هلسنكي ) .. اردت او لم ترد .."هذا صحيح .. ‏حتى تعبيراتي الأثيرة يستعملها بذات الأسلوب ..‏
لكن هناك تفسيرا لك هذا .. ‏
وواجبه ان يقدم لي هذا التفسير .. ‏
وهنا تذكرت خطأ صغيرا ارتكبه وهو يتكلم .. فقلت مصححا :‏
‏-‏ ‏" آ . بالمناسبة عاصمة ( النرويج ) ليست ( هلسنكي ) بل هي ( اوسلوا ) ‏‏!"‏

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 20-11-05, 10:46 PM   المشاركة رقم: 172
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


7-المكاشفة ..



إن المرء لا يلقى نفسه كل يوم .. لهذا يجب اعتبارها حادثة غير عادية .. حادثة ‏يجب التوقف عندها بعض الوقت ..‏
‏*** ‏
قال في إصرار : ‏
‏-‏ ‏" بل ( أوسلو ) عاصمة ( فنلندا ) .. ودعك من دقتك الجغرافية هذه .. ‏فالوقت ليس وقتها .." ‏
قلت وانا اواصل تنفيض ثيابي :‏
‏-" كما أرى .. لست وقحا فحسب .. بل انت جاهل ايضا .."‏
ثم اردف : ‏
‏-" لم لا نذهب الى أي مكان لنتكلم كالمتحضرين ؟"‏
قال في سأم :‏
‏-‏ ‏" لن يكون هذا مناسبا .. إن تشابهنا لمريب ويلفت الأنظار أكثر من اللازم ‏‏.. لتكن لقاءاتنا كلها هنا في هذا الموضع المنعزل .."‏
سألته وانا اثبت عيني في عينيه محاولا ان اسبر غوره :‏
‏-" والآن .. من أنت ؟ "‏
‏- " لقد صار هذا مملا .. أنا ( رفعت إسماعيل ) .. ولكن من بعد آخر !"‏
فتحت فمي غير فاهم .. الكلام له مذاق من قصص الخيال العلمي .. لكني لا افهم ما ‏يعنيه حقا ..‏
قال في تؤدة وهو يتأمل البحر :‏
‏-" هل عندك فكرة عن الموضوع ؟ "‏
‏-"لا ؟ "‏
‏-" حسن .. انت تعرف ان ضخامة حجم الكون غير المتناهية قد جعلت مجرات ‏عديدة تمر بذات الظروف التي مرت بها هذه المجرة .. وفي هذه المجرات شموس ‏‏.. وحول كل شمس كواكب ربما مر أحدها بذات ظروف الأرض .. وهكذا يوجد ألف ‏‏( رفعت إسماعيل ) في الكون في هذه اللحظة !"‏
نظرت اليه مذهولا :‏
‏-" انت تتحدث عن العوالم الموازية !"‏
‏- " هو ما تقول .. انا نسختك القادمة من عالم مواز آخر .. أنا اعرف انك ستفهم ‏ما اقول لأن ذكاءك هو نفس ذكائي .. وكل ما نحبه واحد .. وكل ما نكرهه واحد .."‏
كان الأمر مذهلا .. لكني مرغم على تصديقه .. كل الملابسات تحملني على تصديقه ‏‏.. إما هذا وإما الاعتراف بأنني مجنون ..‏
هأنذا واقف على الشاطئ مع نسخة أخرى مني .. أتحدث معه عن نظرية من ‏نظريات الخيال العلمي عسيرة التصديق .. إذن هو الجنون ذاته !‏
عدت أسأله :‏
‏-" ومن اين جئت ؟ من وعاء الدب الأكبر ؟ "‏
مط شفتيه وقال وهو ينظر للسماء :‏
‏-" إن شرح هذا عسير .. لكننا ـ في عالمي ـ نسمي كوكبنا ( الارض ) مثلكم .. ‏وتقدمنا العلمي لا بأس به .. لهذا نصدق أشياء كهذه .."‏
‏- " وهل جئت ها هنا في طبق طائر ؟ "‏
‏- " بل عن طريق مدفع طاقة .. لا يمكن تحقيق هذه الأسفار ما لم تتخلص من ‏جزيئاتك .. وإلا تحولت الى رماد كوني .. نحن نحول الجزيئات الى طاقة تعبر الكون ‏بمربع سرعة الضوء ، ثم يعاد تجميعها عند الوصول الى هدفها .."‏
‏- " هذه المدافع متوافرة عندكم ؟ إذن لماذا لا ارى مئات النسخ لكل معارفي ؟ إن ‏هذا النوع من السياحة مثير كما تعلم ؟ "
قال وهو ينحني ليلتقط بقايا عويناته المهشمة : ‏
‏- " من قال إنها متوافرة ؟ يوجد مدفع واحد في اليابان .. وقد قاموا بانتقاء سبعة ‏أشخاص من جنسيات مختلفة ليقوموا باختبار سبعة كواكب في أبعاد أخرى .. إن ( ‏رفعت ) في كوكبنا وكوكبكم لمن المهتمين بخوارق الطبيعة .. وقد صارت شهرته لا ‏بأس بها في هذا الصدد .. لهذا وقع الاختيار علي كي اكون أحد هؤلاء السبعة ‏المحظوظين .. وهأنذا هنا اقف مع نسختي مبرهنا على صحة الافتراضات العلمية ‏الخاصة بالعالم الموازي .."‏
‏- " وكيف وجدتني ؟ "‏
ابتسم في تؤدة .. وقال :‏
‏-" يا له من سؤال ! إنني اعيش في العنوان ذاته وفي جيبي ذات مفتاح الشقة ‏ومفتاح السيارة .. احيانا يصعب علي ان اصدق أنني في كوكب آخر .. كل شيء ‏يسير كما تركته في عالمي .."‏
‏- " وطبعا ( هلسنكي ) هي عاصمة ( النرويج ) عندكم .."‏
قال في دهشة :‏
‏-‏ ‏" طبعا .. اليست كذلك عندك ؟ آه .. فهمت .. لا بد من بعض الاختلافات بين ‏الكوكبين .. فمثلا انا اكثر صحة وايجابية منك .."‏
يا للجنون ! كل هذا غريب .. لكني ميال الى تصديقه بالتأكيد .."‏
عدت أسأله ورذاذ البحر المالح يداعب وجهي :
‏-" واين تقيم ها هنا ؟ لم نلتق في شقتي قط .."‏
‏-" اخترت احد الفنادق .. فلم يكن الصراع بيننا مرغوبا فيه في وقت مبكر .."‏
‏- " لكنك تدخل وتخرج من شقتي كأنها ملكك .."‏
‏-" إنها ملكي !" ـ قال ضاغطا على كلماته ـ " حاول ان تفكر جيدا في ‏الموضوع من ناحية أخلاقية .. تجد أنني امارس حقي الطبيعي في التعامل مع ‏ممتلكاتي .. كل من هو (رفعت اسماعيل ) المولود في ( كفر بدر ) في يوليو ‏‏1924 له حق التعامل مع هذه الشقة .."‏
‏- " .. واللحم يا وغد !"‏
‏-" إن ثلاجتك خاوية .. ولست راغبا في الموت جوعا .."‏
‏- " .. و ( كاميليا ) يا لعين !"‏
‏-" إنها زوجة لا بأس بها .. وأرى انها مناسبة لي .."‏
‏-" .. و (سهام) يا**************** !"‏
ابتسم وقال في بساطة :‏
‏-" أما هذه فمجرد وسيلة لجعل حياتك لا تطاق !"‏
‏-" لا افهم .."‏
جذب يدي في رفق كما نجذب يد طفل .. وقال :‏
‏-" تعال نتمشى على الشاطئ قليلا .. لا جدوى من قضاء العمر ها هنا .."‏
وتأبط فردتي حذائه ، وإلى جواري مشى عاري القدمين ، يتسلى بمداعبة ‏الأمواج لقدميه .. فتارة تتسخان بالرمال .. وتارة تنظفان ..‏
قال لي :‏
‏-" كما قلت لك هناك اختلافات ما بين الكوكبين .. اختلافات صغيرة لكن لها ‏تبعات هائلة .. كلانا كان مخطوبا لـ ( هويدا ) أو خاطبا لها .. لا ادري بالضبط .. ‏لكنك تشاجرت معها وأنهيت الامر ..‏
‏- " أما انا فكان احتمالي اقوى منك .. وتسامحي أشد .. لهذا نجحت في إصلاح ‏الأمور .. وتزوجتها .."‏
في ذهول نظرت له :‏
‏-‏ ‏" انت تزوجت ( هويدا ) ؟ "‏
‏-‏ ‏" نعم .. ولي منها طفل اسمه ( ناجي ) !"‏
مررت الاسم على لساني مجربا مذاقه .. وغمغمت : ‏
‏-‏ ‏" ( ناجي رفعت إسماعيل ) .. ليس اسما موسيقيا.. يبدو لي ملفقا !"‏
‏-‏ ‏" ربما .. في البدء .. لكن سرعان ما تعتاده حين يتعلق الأمر بكائن حي ‏يلعب ويكبر أمامك .."‏
نظرت له في دهشة من جديد ..‏
إذن فهذا الأخ فأر تجارب يمكن ان أعرف منه بالكامل ما كان سيحدث لو ‏تزوجت ( هويدا ) .. إن لعبة ( ماذا إذا ؟ ) أو ( ‏What if ‎‏ ) تثير شغفي دوما ‏‏..‏
ماذا إذا عاش ( هتلر ) واحتل العالم ؟ ماذا إذا لم يأخذني خالي للحياة معه في ( ‏المنصورة ) ؟ ماذا إن وصلت إشارة ( عجلون ) إلى ( مصر ) ، وخرجت ‏طائراتنا للتصدي للطائرات الإسرائيلية في 5 يونيو 1967 ؟‏
قلت له وانا اشعر بانه ليس مقيتا إلى هذا الحد : ‏
‏-‏ ‏" وكيف كان الزواج منها ؟"‏
‏-‏ ماذا تتوقع ؟ إن ( هويدا ) من الفتيات الرقيقات الحالمات .... حتى تجد زوجا ‏‏.. عندها لا يعود لديها وقت لهذه الترهات .. انت تعود من عناء العمل لتجد ‏إمرأة شرسة منكوشة الشعر ، لم تبدل قميص نومها منذ أسبوع برغم كل ‏بقع الزيت عليه ، ولا يسرها سوى انخفاض سعر الطماطم ..ولا يضايقها ‏سوى ارتفاعه .. وليس عندها ما يهمك .. وليس عندك ما يهمها لأن كل ما ‏تتحدث أنت عنه سخف .. مجرد هلاوس من دماغ فارغ مترف !"‏
سرني ما قال .. إذن انا لم اخسر الكثير حقا .. عدت أسأله :‏
‏-‏ ‏" وماذا عن ( كاميليا ) ؟"‏
قال لي وهو يبتسم في إنهاك :‏
‏-" إننا أرقى منكم علميا بعض الشيء .. لهذا قمنا بتطوير حاسب آلي قادر على ‏دراسة احتمالات المستقبل .. أنت تعطيه المعطيات وهو يصل الى النتائج ، ‏يقدمها لك في صورة فيلم متكامل على الشاشة.. ويبدو ـ من وجهة نظر ‏الحاسب الآلي ـ أن ( كاميليا ) ستكون زوجة لا بأس بها .. إنها بحاجة الى بيت ‏وأطفال .. عندها ستكف عن التحاذق .. لن تكون أستاذا للفلسفة في دارها.. بل ‏ستكون أما .. أما فاضلة .."‏
قلت وانا اداري ضحكة خبيثة :‏
ـ " لهذا انت هنا .. لقد فررت من كوكب بأكمله كي تتجنب ( هويدا ) المزعجة ‏وتتزوج ( كاميليا ) الوفية .. اليس كذلك ؟ "‏
لم يضحك .. وبجدية كاملة قال :‏
ـ " .. لقد قلتها .. إن هذا هو أهم سبب يرغبني في الحياة ها هنا .."‏
ثم ارتسمت على وجهه مخايل شيطان يحلم .. وقال :‏
ـ " إن حياتك هنا ملأى بالفرص التي لم تقتنصها .. ولن تفعل .. لانك اكثر جبنا ‏مني . .اما انا فقد جربت كل شيء في عالمي وفشلت فيه .. لكني اعرف الصواب ‏وأستطيع ان افعله ها هنا .. إنك قادر على إعطائي فرصة نادرة : فرصة البدء من ‏جديد .. أنت لم تبدد حسابك في البنك بعد .. لم تبع نصيبك في الأرض التي ورثتها ‏عن أمك بعد .. لم تتزوج ( هويدا ) ولم تطرد ( كاميليا ) من حياتك بعد ..‏
حتى برنامجك الإذاعي الذي بدأ يعطيك قسطا من الشهرة ، لم تمنعه الرقابة بعد .. ‏إن المكان شاغر لـ ( رفعت إسماعيل ) آخر يعرف ما يفعله !"‏
ثم التقط أنفاسه .. وفي إرهاق قال :‏
ـ " لهذا جئت لآخذ مكانك ها هنا !"‏

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 21-11-05, 09:22 AM   المشاركة رقم: 173
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ra2i3a .,........min ajmal el qesas

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
قديم 21-11-05, 09:40 AM   المشاركة رقم: 174
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اي بالفعل رائعة علشان هيك كتبت تلات فصول لاني كل ما خلص فصل لاقي حالي
مدفوعة اني اكتب التاني
وهكذا ..... الخ الخ الخ
ههههههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 22-11-05, 12:15 AM   المشاركة رقم: 175
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


8‏- كوكب لا يسع اثنين ‏


كلنا يعرف أن المرء لا يلقى نفسه كل يوم .. لكن صراعات مروعة قد تنجم عن ‏هذا اللقاء إذا حدث ...‏
‏*** ‏
‏" يا للسخرية ! وتظن انني سأتركك تأخذ مكاني ؟ "‏
‏-‏ ‏" بالطبع لن تفعله الا مجبرا .. وانا اعرف كيف اجبرك .. هذا الكوكب لا ‏يسع اثنين يا عزيزي ( رفعت ) .. وعليك ان تفهم هذا بالحسنى .. وتعود ‏بدلا مني الى كوكبي حين يأتي ميعاد العودة .. فالحياة هناك تناسب إنسانا ‏رخوا سلبيا مثلك .."‏
‏-‏ ‏" انت مجنون !"‏
‏-‏ ‏" ربما .. لكني قادر على جعل الحياة لا تطاق بالنسبة لك هنا .. انت تعرف ‏أنني قد زرت ( سهام ) في شقتها صباح اليوم .. بالطبع رحبت بي وأكرمت ‏وفادتي ..‏
‏-‏ هنا فتحت الموضوع الشائك الذي جئت من اجله : انا احبها .. واريدها ان ‏تتخلى عن ( عادل ) من اجلي .. بالطبع فقدت البائسة تعقلها وانهالت علي ‏لوما وتقريعا ، وطردتني من المنزل دون رحمة .. بعد هذا جاء ( رفعت ‏إسماعيل ) البريء الذي لا يعلم شيئا عما حدث ، ليزور ( عادل ) ويأتي معه ‏للغداء .. أية وقاحة هذه ! أية سفالة ! تصور مئات المواقف المماثلة !"‏
صعد الدم الى راسي حتى غدا العالم احمر كعرف ديك ..وصحت :‏
‏-" أيها اللعين ! لماذا فعلت هذا ؟
‏- " الجواب معروف .. لاجعل هذا الكوكب لا يطاق بالنسبة لك .. سيكون الفرار ‏الى عالم مواز ـ أو الى القبر ـ هو الحل الأخير في جعبتك !"‏
‏-" لكنه سيكون الما مستحيلا بالنسبة لك ايضا !"‏
ـ " هذه مشكلتي .. إنني شخص ناضج يعرف كيف يتولى أموره .."‏
كنا قد وصلنا الى نهاية الشاطئ ، حيث مجموعة من الصخور كساها الطحلب .. ‏وكنت قد وصلت إلى سؤالي الأخير :‏
‏-" وماذا إذا رفضت ؟"‏
التقت عيناه بعيني .. وقال في هدوء :‏
ـ " لن يكون لي بديل عن قتلك "‏
‏*** ‏
مبلبل الأفكار عدت الى البنسيون .. حزمت حقائبي وتهيأت للرحيل ..‏
يجب ان اعود الى ( القاهرة ) اليوم .. الآن قبل ان يحدث ما لا تحمد عقباه .. ‏فأن اعلم بما يستطيع هذا الوغد أن يحدثه من ضرر .. ‏
دفعت إيجار اليوم ..وهرعت الى سيارتي .. ‏
وراحت معالم ( الاسكندرية ) تهرب مني الى الوراء ..‏
من أدراني انه لن يبقى في ( الاسكندرية ) ، ليواصل افساد حياتي ؟ لكني ‏وجدت أنه قادر على إحداث ضرر بالغ في ( القاهرة ) .. أما هنا فليس لي سوى ‏‏( عادل ) ، وام ( هويدا ) العجوز التي استبعد ان يخنقها تاركا بصماتي على ‏أكواب الماء في شقتها ..‏
إنه لموقف صعب ..‏
يوجد شخص آخر يشبهني ، وله بصماتي ، وهو مصمم على إفساد سمعتي ‏
ولا يحدث هذا إلا لي ..‏
‏( كفر الدوار ) .. ( إيتاي البارود )..‏
ماذا قال ؟ قال إن علي لو قبلت عرضه أن اقف في مكان معين فوق سطح داري ‏‏.. المكان الذي يلمسه ظل هوائي التلفزيون في السابعة صباحا يوم الجمعة ‏الاقدم ـ أي بعد أسبوع ـ وعندها ستهبط الطلقة التالية من مدفع الطاقة إياه .. ‏عندها تبدأ عملية الاسترداد ..‏
وماذا لو لم يقف أحدنا فوق السطح ؟
عندها يرزق العالم باثنين ( رفعت إسماعيل ) للأبد .. وهو أمر غير مقبول .. ‏لهذا سيكون على أحدنا ان يقتل وعلى الآخر ان يقتل ..‏
‏( كفر الزيات ) .. ( طنطا ) ..‏
ولماذا اقبل ان اترك عالمي من اجل وغد مدع ؟ لماذا لا يرحل هو ؟ ‏
إن الإيذاء لعبة الاثنين .. لكنه لن يترك هذا العالم قابلا للحياة فيه بعد رحيله .. ‏هذه هيه المشكلة ..‏
‏( بركة السبع ) .. ( بنها ) ..‏
صبرا ايها القادم من عالم فيه ( هلسنكي ) عاصمة ( النرويج ) لسوف أدبرك .. ‏وستعرف أنني لست سهل الهضم ..‏
‏( القاهرة ) .. العجوز المنهكة ..‏
عرجت على اول ( سنترال ) وجدته ، وقد خطر لي خاطر مزعج ..‏
ادرت قرص الهاتف طالبا مديرية الأمن في ( الاسكندرية ) .. وانتظرت في توتر ‏حتى سمعت صوت ( عادل ) يسألني عما هناك ..‏
‏-‏ ‏" ( رفعت ) ؟ أبهذه السرعة ؟"‏
ابتلعت ريقي .. وسألته بدوري :‏
‏-" لم أقل لك إني سافر .. كيف عرفت ؟"‏
ـ " كنت عندي منذ ساعة .. هل نسيت ؟ انت تتكلم من ( القاهرة ) طبعا .. يبدو ‏هذا مثيرا .. ارجو ان تتمكن من اللحاق بموعدك .."‏
ـ " أي موعد ؟"‏
نفد صبره .. فقال في خشونه :‏
‏-‏ ‏" موعدك مع ذلك الدائن .. الخمسمائة جنيه التي اقترضتها مني .. اتراك ‏نسيت ام انك تلعب بي ؟ لا تبدو لي على ما يرام يا ( رفعت ) !"‏
وابتلعت ريقي من جديد .. فعلها اللعين .. ولم تعد جدوى من محاولة الإنكار .. ‏لهذا قلت لـ ( عادل ) كمن يتذكر :‏
‏-" آه ! آه ! عفوا فأنا انسى سريعا هذه الايام .. لا تقلق بصدد مالك يا ( عادل ) ‏‏.. سيكون عندك بعد اسبوع .."‏
ـ " لا عليك .. وإلا فما نفع الأصدقاء ؟ على كل حال قد سررت حين عرفت أن ‏الديون هي سبب شرودك وغرابة أطوارك .. ولكني اصارحك يا ( رفعت ) ‏يدهشني من استاذ جامعة في هذه السن ، ولا يملك خمسمائة جنيه في وقت ‏الطوارئ .. إن التبذير لم يكن .."‏
لا اجد الوقت مناسبا لهذا الهراء ..‏
لذا صحت فيه في غلظة :‏
‏-" ( عادل ) .. اسمعني .. إياك ان تسدى لي أي خدمات مالية ، او تصدق أي ‏حرف أقوله لك ، او تسمح لي بزيارة دارك لمدة اسبوعين من الآن .. هل ‏تفهمني ؟"‏
‏- " طلب غريب حقا .. هل انت ..؟"‏
‏-" لا وقت للشرح .. وداعا !"‏
ووضعت السماعة ..‏
ها هي ذي اولى خسائري .. كل الناس تشك في حالتي العصبية حاليا ..‏
ولا الومهم على ذلك أبدا ..‏
ثم هرعت الى سيارتي فاستقللتها إلى داري ..‏
‏*** ‏
احضرت المفك وعالجت قفل الباب ، ثم استبدلت بقلبه ذلك القلب الذي ابتعته من ( ‏الاسكندرية ) .. وهكذا لن يدخل الشقة سواي ..‏
لقد تأخرت هذه الخطوة كثيرا .. ربما لأنني كنت احسبني مخبولا لا اكثر .. اما الآن ‏فانا اعرف ان العدو هنا .. وقريب جدا ..‏
ثم رفعت سماعة الهاتف ، وادرت بضعة أرقام على القرص ..‏
صوت أنثوي ذكري يتساءل عن المتكلم : ‏
‏-‏ ‏" ان ( رفعت ) يا ( كاميليا ) .."‏
‏-‏ ‏"مرحبا ( رففت ) .. اتصلت بك امس لأول إنني ـ بعد عدة تحفظات وشروط ‏ـ على استعداد لأن أقبــ ...."‏
سارعت بمقاطعتها قبل ان يخرج حرف ( اللام ) القاتل من فمها :‏
‏-" نعم .. اعرف أنك مترددة يا ( كاميليا ) ..‏
وانا لن اثقل عليك .."‏
وابتلعت اكبر قدر من الهواء لأتمكن من التلفظ بالتالي :‏
‏-" يبدو أنني وضعتك في مأزق حرج .. صداقتي ام حبي ؟ لن اضايقك اكثر من ‏هذا .. صداقتك تعني لي كل شيء .. ويمكنني ان اتحمل الحرمان من حبك ما ‏دمت ستكونين صديقتي .. حسن اعتبري أنني لم أقدم عرضا !"‏
كنت اتكلم وانا اعتصر السماعة كالثعبان في قبضتي ..‏
يا له من موقف ! يا له من موقف !‏
قالت لي في تردد :‏
‏-‏ ‏" لكني لم أقل لك .. ربما كانت هناك فرصــ .."‏
‏-‏ ‏" لا يا ( كاميليا ) .. أنا لن اثقل عليك مرة أخرى .. فأنا اعرف حدودي .. ‏وقد حسبت للحظة أن النجوم من حقي .. لكني كنت احمق كديدني .."‏
لقد لعبت الدور كأعظم ممثل شكسبيري .. ‏
أعرف انها لا تفهم .. اعرف انها تشعر بالإهانة .. اعرف انها تعتبرني حمارا او ‏مهرجا سخيفا .. اعرف انني بالغت في تقليل شأني ..‏
لكني مرغم .. يجب ان اقطع هذا الجسر على الوغد الآخر ..‏
سمعتها تقول في خيبة أمل تداريها :‏
‏-" حسن .. كما تشاء .. والآن وداعا .."‏
‏-" وداعا !" ‏
ووضعت السماعة ..‏
رجل يعرض الزواج على امرأة ويتوسل لها .. ثم يعتذر عن عرضه حين توشك هي ‏على القبول ! أي نذل هذا .. ومن أية مباءة جاء ؟ ‏
المهم أنني ـ بجراحة دامية ـ نجحت في قطع ذيول هذا الموضوع الشائك .. وهأنذا ‏قد فقدت اسما جديدا في لائحة أصدقائي ..‏
هل سيتصل بها ؟ هل يكرر العرض ؟ ‏
هذا جائز .. لكن كبرياء الأنوثة عاتية حقا .. وهناك احتمال 99.99 % أن تغلق ‏السماعة بمجرد سماع صوته ..‏
ماذا بقي لي من أعمال مهمة ؟ ‏
هرعت الى البنك .. وطلبت تغيير توقيعي .. ها هي ذي مشكلة جديدة تم حلها ..‏
ثم اتجهت الى الجزار ـ اللحام حتى لا استفز المجمع اللغوي ـ واخبرته برسالة ‏غريبة بعض الشيء : لا تبع لي لحما لمدة اسبوعين .. حتى لو بدا لك أنني اموت ‏جوعا !‏
رجل ثالث يحسبني جننت ..‏
لن تكون هناك مشاكل في الجامعة لأن إجازتي لم تنته بعد ..‏
هل نسيت شيئا ؟ ‏
طبعا نسيت !‏

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t4679.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-01-11 12:16 AM
Untitled document This thread Refback 30-05-10 05:30 PM
Untitled document This thread Refback 04-10-09 04:51 AM
Untitled document This thread Refback 23-07-09 06:26 PM
Untitled document This thread Refback 24-04-09 12:34 AM
Untitled document This thread Refback 06-04-09 10:00 AM


الساعة الآن 02:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية