لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-05, 09:56 AM   المشاركة رقم: 161
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ههههههههههههههههههههه
لا اسم الله عليك ـ الواحد بس يحكي معك لازم يشبك نت من بيت شيخ ههههههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 17-11-05, 11:17 PM   المشاركة رقم: 162
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


‏3- وأشياء مريبة هناك ..‏

إن المرء لا يلقى نفسه كل يوم .. ولهذا تجدني ميالا الى نظرية الجنون لأسباب ‏يطول شرحها ...‏
‏*** ‏
هرب الدم من نافوخي . ويمكن القول ـ عمليا ـ إنني بدأت امر بأعراض الصدمة ‏كما تصفها الكتب الطبية :الدوار .. ضربات القلب السريعة .. العرق البارد .. ثم ‏ذلك الشعور المقيت بأن الحياة تنسحب مني ..‏
لكني وجدت صوتا واهنا استطعت ان اجبره على سؤالها :‏
‏-‏ ‏" أنا طلبت .. الزواج ؟"‏
تنهدت كأنما تجد الأمر سيئا .. وقالت :‏
‏-‏ ‏" أمس .. في الواحدة صباحا .. هل نسيت ؟"‏
هنا وجدت من الحكمة ألا أشعرها بشيء غير عادي .. فسألتها بعسر :‏
‏-‏ ‏" و .. وما رأيك ؟"‏
‏-‏ ‏" ما زلت حائرة .."‏
‏-‏ ‏" كنت بالنسبة لي دوما مجرد صديق ذكي .. ومن العسير ان افكر فيك من ‏وجهة نظر أخرى .. انت تفهم قصدي .. اليس كذلك ؟"‏
‏-‏ ‏" بلى .. بلى !"‏
‏-‏ ‏" لكني أحاول !"‏
هنا ارتجف قلبي هلعا ..‏
أتراها ترفض وتحاول ألا تجرح ـ كما تتوهم مشاعري ؟ أم هي فعلا تحاول؟ ام ‏هي قبلت وتنتظر مني مزيدا من التوسل ؟ ‏
قلت لها وانا ارى بقعة سوداء تتضخم امام عيني :‏
‏-‏ ‏" حاولي يا ( كاميليا ) .. حاولي !"‏
‏-‏ ‏" هذا عسير كما تعلم !"
‏" أعلم .. ولكن حاولي .."‏
فكرت قليلا .. ثم قالت كأنما تكلم نفسها :‏
‏-" لم أكن قط كالفتيات الأخريات .. كنت دوما جادة صارمة .. ولم أتزوج لأني لا ‏اريد ان افقد عقلي وسط أواني المطبخ ورائحة السمن ..‏
لكني ـ لو قررت ان اتخذ فارس احلام لي ـ لكان بالتأكيد يختلف عنك .."‏
هذا هو ما خطر لي كثيرا ..‏
إن فارس الأحلام الاصلع النحيل الذي يسعل طيلة الوقت ، ليبدو غريبا حقا حتى ‏بالنسبة لسكان ( المشتري ) إن كان له سكان ..‏
أنا كذلك تختلف فتاة أحلامي كثيرا عن ( كاميليا ) .. لكني لن أصارحها بذلك .. ‏سأحاول تفادي هذا الموقف المحرج بكياسة وحكمة ..‏
قلت لها بصوت العاشق الجريح :‏
‏-‏ ‏" أرجوك أن تحاولي يا ( كاميليا ) .. سأعطيك فرصة .."‏
وتثاءبت واعدا نفسي بنومة مريحة تزيل إرهاقي الذهني .. فقط فلتنته هذه ‏المكالمة بأسرع ما يمكن . .‏
وأردفت وبرودة البلاط تفتل قدمي العاريتين :‏
‏-‏ ‏" لا تقولي ردك الآن .. وداعا .."‏
‏-‏ ‏" وداعا .."‏
قالتها في عدم رضا .. كانت تريد توسلا حارا ورجاء .. وربما تهديدا لها بان ‏أقلتها وانتحر إذا رفضت ..هذا هو ما يرضي كبرياء أنوثتها .. اما ان اتكلم بهذا ‏الأسلوب العقلاني البارد فأمر اقرب للإهانة ..‏
وضعت السماعة .. وهرعت لأندس تحت أغطية فراشي ..‏
ألن أحاول فهم ما سمعت ؟ فيما بعد .. حينما أصحو من النوم مرتب الذهن ، ‏سأفكر مليا وانا ارشف قدحا من القهوة ـ في كل هذا ..‏
‏*** ‏
في المساء دق جرس الباب حاملا في مصيبة جديدة ..‏
فتحته لأجد ( عزت ) ـ بوجهه الكئيب المكفهر الترابي ـ يقف على الباب ، وقد ‏رسم على سحنته ابتسامة رقيقة ( أعوذ بالله ) ..‏
كان يحمل في يده شيئا ما ملفوفا في قطعة من الورق ، وتم ربطه بحبل ..‏
وقال لي في مودة وهو يتراجع للوراء خطوة :‏
‏-‏ ‏" مرحبا ( رفعت ) .. عسى الا اكون قد أزعجتك.."‏
‏-‏ ‏" انا لا أجد أي إزعاج في ان يقرع احدهم جرس بابي عند منتصف الليل ..‏
هذا من حقه كما تعرف .."‏
‏-‏ ‏" وعلى العموم لن أطيل عليك .."‏
ووجدته يضع لفافته المرعبة في يدي .. ويقول وهو يبتعد :‏
‏-‏ ‏" هذا هو ما طلبته مني .. إنه اقل ما يجب اتجاهك .."‏
ثم تقلص في وجهه في تواضع أبله .. وأردف :‏
‏-‏ ‏" الحق أنني لم أتوقع أنك تفهم في الفنون إلى هذا الحد .."‏
هنا بدأ الأمر واضحا لي ..‏
لا داعي لمزيد من الأسئلة ( أنا ) زرته أمس مساءا وقضيت معه ساعة أو ‏ساعتين .. ولا بد أنني أبديت انبهارا شديدا بأحد تماثيله المرعبة ، وطلب منه ‏ان يهديه لي .. كل هذا واضح ولا داعي للاستفسار عنه ..‏
عدت لشقتي ووضعت اللفافة على مائدة الطعام ، وقطعت الحبل بسكين الفاكهة ‏‏.. وكان التمثال ينتظرني .. تمثال يمثل سحلية فشلت في التظاهر بأنها بطيخة .. ‏او جزرة مصابة بسرطان البنكرياس .. يبدو ان الاخ (عزت ) بدأ يتجه الى ‏النحت الحديث .. وقد جعلني هذا ادرك للمرة الاولى مدى جمال وعبقرية ‏تماثيله القديمة ..‏
إن هناك من يسخر مني .. من المستحيل ان يروق هذا التمثال لإنسان عاقل ..‏
‏*** ‏
وهكذا ـ لكم ان تراهنوا ـ جلست اتأمل التمثال وافكر في معنى كل هذا .. ‏
يمكنني رسم خط سير لا بأس به لهذا الـ ( رفعت إسماعيل ) الموجود في كل ‏مكان .. إنه نشيط جدا .. نشيط الى حد مرعب ..‏
لقد قاد سيارتي .. ثم قضى بعض الوقت مع ( عزت ) ، واختار هذا التمثال .. ثم ‏ذهب الى المستشفى وأنقذ حياة مريضة ، وحاضر الطلبة عن سرطان اللمف .. ‏وايا ما كانت شخصية هذا النصاب فهو يفهم جيدا في أمراض الدم ..‏
ليس هذا فحسب ..‏
بل إنه اتصل الدكتورة ( كاميليا ) وطلب يدها نيابة عني !‏
لقد قضى الوغد يوما حافلا مليئا بالإنجازات ، بينما انا غارق حتى أذني في ‏حسابات معقدة ، وحيرة غبية ..‏
والغريب أنه يمارس كل هذا بعيدا عن بيتي .. يجري الاتصالات الهاتفية ، ‏ويحاضر ويعالج ويعجب بالفن الحديث .. كل هذا في وقت لا أتوقعه فيه ..‏
أمس كان المفترض ان احاضر الطلبة .. لكني اعتذرت .. وهكذا خلا المكان له ‏كي يحاضرهم هو .. ويعتذر عن الاعتذار ..‏
ولم يكن مفترضا ان امر على المستشفى ليلا .. لكنه فعلها هو .. وقام بما قام به ‏‏.. وعرف أنني لن أزور ( عزت ) لأني سأنتظر في شقتي .. وهكذا زار هو ( ‏عزت ) وقضى معه ساعة ممتعة .. ممتعة لـ ( عزت) طبعا ..‏
من هو ؟ من هو ؟
‏*** ‏
حتى هذه اللحظة كان دور الرجل لا يزيد على أداء بعض المجاملات عني .. ‏وهو أمر يسرني انا الذي لا اطيق المجاملة ..‏
لكنني بدأت اشعر بخطورة الأمر حين توجهت الى البنك صباحا ، لأنهي ورطة ‏مادية مزمنة يعرفها كل من يتقاضى راتبه اول الشهر مثلي ..‏
هنا بدت الدهشة على وجه الصراف ، وكان هذا كافيا جدا لأعرف أنني قد ‏مررت بالبنك امس وقمت بسحب ألف جنيه .. والتوقيع هو توقيعي ذاته بالطبع ‏‏.. كلا .. لا داعي لإثارة جلبة .. أريد مبلغا آخر من فضلك ..‏
وغادرت البنك مخدر الأعصاب ..‏
إن الامر أخطر مما ظننت .. فما دام يتعلق بالنقود الشيء الوحيد القادر على أن ‏يؤلمني ـ فلم يعد تجاهله ممكنا .. إن ألف جنيه لمبلغ فادح في عام 1970 ‏
ماذا ينوي هذا النصاب عمله بمالي ؟ وهي يستمر في خرابي على ذات الوتيرة ‏الى الابد ؟ أين هو ؟ ولماذا هو مختف حتى هذه اللحظة ؟
‏*** ‏
في طريق العودة عرجت على الجزار لأبتاع لحما .. لست أكولا لكن قطعة لحم ‏من حين لآخر قد تنعش روحي .. الست من رأيي ؟
كان الرجل يقضي ساعات فراغه في عد المال .. وتكديسه في الدرج ، والتلويح ‏بتلك السكين الهائلة الحجم ، والحديث عن الرضا بالقليل .. فهذا هو المقسوم ‏لنا ..‏
قال لي حين رآني أتأمل اللحم المعلق في رهبة :‏
‏-‏ ‏" حمدا لله على السلامة يا دكتور ! أرجو أن تكون ( قطعية ) الأمس قد ‏راقت لك !‏
نظرت له في غباء ..‏
ثم فهمت على الفور .. فلم أحتج الى مزيد من الأسئلة ..‏
حييته شاكرا على روعة ذوقه ، وهممت بالانصراف ، لكنه استوقفني في أدب ‏وهو يلو السكين :‏
‏-‏ ‏" لم اتقاض ثمنها بعد .. وعدتني بالدفع غدا !"‏
ثم فرك يديه في ترقب متلذذ :‏
‏-‏ ‏" وها نحن أولاء في الغد !"‏
لا جدوى من محاولة التظاهر بالحيرة او عدم الفهم .. نقدته ماله ، وانا اتمنى ‏لو تحولت نظراتي الى ( مترليوز ) يثقب جسده .. وجسد كل من أراه في هذه ‏اللحظة ..‏
وانطلقت بالسيارة وقد فقدت شهيتي للطعام نهائيا ..‏
لكن اللحم كان في ثلاجتي !‏
قطعة كبيرة حمراء تستقر هناك ، وقد اقتطع منها جزء صغير .. وأدركت ـ حين ‏نظرت الى حوض المطبخ ـ ان هناك من طهى بعض الطعام في آنيتي .. ‏
لقد تناول أحدهم الطعام في شقتي ظهر اليوم ، ربما منذ نصف ساعة لا أكثر .. ‏إن المقود م ازال دافئا .. كما أنه ليس من هواة غسل الأطباق كما هو واضح ..‏
رحت ابحث في كل أرجاء الشقة عن متسلل لكني لم أجد ..‏
لقد فرغ من تناول طعامه وغادر المكان .. قبل وصولي بأقل من ساعة ..‏
على أن بحثي الدءوب استطاع أن يجد رزمة من الأوراق المالية ـ أقل من الف ‏جنيه ـ على ( الكومود ) جوار فراشي ..‏
هذا هو المبلغ الذي سحبه من البنك .. وذلك هو اللحم الذي اشتراه من الجزار ‏امس .. إنه ليس لصا .. ولا يتلاعب بي ..‏
كل ما هنالك مشكلة صغيرة جدا .. إنه يعتقد أنه انا !

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 17-11-05, 11:18 PM   المشاركة رقم: 163
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


4‏- الجنون ‏

حقا لا يلقى المرء نفسه كل يوم.. لكن ليت ذلك ممكن لأخبره برأيي الحقيقي في ‏هذا السخف ..‏
‏*** ‏
قال د. ( محمد إبراهيم ) وهو يشعل غليون ويسترخي في مقعده :‏
‏-‏ ‏" منذ ان دعوتي الى ( كفر بدر ) لافحص أخاك ( رضا ) ـ موضوع النداهة ‏إياه ـ لم نلتق ثانية ظننتك تعادي الطب النفسي .."‏
قلت وانا ارمق الغرفة :‏
‏-‏ ‏" الحق أنني لا اثق بالطب النفسي البتة.. أعتبره نوعا من الفلسفة الراقية ‏‏.. إنه ضرب من الطب لا يسمع بالمسماع ، ولا يرى تحت المجهر ، ولا ‏يقاس بالترمومتر .. والقياس فيه مستحيل .."‏
‏-‏ ‏" اشكرك لصراحتك .. لكن الطب النفسي له مقاييسه .."‏
‏-‏ ‏" هل يمكن ان تذكر لي عدد الشرايين التي تغذي ( الأنا) ؟ ما هو الفارق ‏بين أشعة المخ في حالة الاكتئاب التفاعلي والاكتئاب الداخلي ؟ ما هو تحليل ‏الدم الذي يثبت إصابة المريض بـ ( البارانويا ) ؟"
ابتسم .. وراح ينفخ في غليونه بضع نفخات ملأت الغرفة بالضباب .. ثم قال ‏‏:‏
‏-‏ ‏- " ما دمت تؤمن بتفاهتنا إلى هذا الحد .. فماذا تلجأ إلينا ؟"‏
‏-‏ ‏" لأنكم ـ على الاقل ـ تعرفون الجنون حين ترونه .."‏
راح يمارس اعمالا معقدة في الغليون .. وهذه هي مشكلة تدخين الغليون ‏الدائمة .. إنه يتطلب جهدا أكثر مما يتطلبه محرك سيارة قديم . و من يمسكون ‏به يقضون الوقت في أعمال عديدة ليس التدخين من بينها ..‏
ثم قال بعد ما انتهت معاناته :‏
‏-‏ ‏" انا لا اراك مجنونا يا د. ( رفعت ) .. والوساوس لا تعني الجنون ‏بالضرورة .. وإلا لما عاد في الكون عاقل .."‏
‏-‏ ‏" أهي وساوس أم ظلالات ؟"‏
‏-‏ إنها الاثنان معا .. لكنك تعرف أن هذا وهم وتجاهد كي تتخلص منه .. هكذا ‏يمكنني أن اساعدك .. ‏
‏-‏ سأتله وانا انظر الى السقف من جديد :‏
‏-‏ ‏" هل يمكن ان تكون لي شخصية أخرى ؟"‏
‏-‏ ‏" لا أرى ما يمنع .."‏
‏-‏ ‏" دون أن اعلم أنا بذلك ؟"‏
‏-‏ ‏" هكذا القصة دائما .."‏
ثم اخرج أداة لتسليك الغليون ، وعشرة انواع من الإبر والمطارق والأسلاك ‏وراح يواصل كفاحه مع الغليون .. قبل أن يضيف :‏
‏-‏ ‏" أنت هادئ متحفظ ميال للوحدة .. وعقلك الباطن لا يحب هذا .. لهذا تحرر ‏جزء من عقلك اسمه ( رفعت اسماعيل ) .. هذا الجزء نشط متوثب إيجابي ‏يفعل كل ما لا تجرؤ على عمله .."‏
‏-‏ ‏" نعم .. يطلب يد امرأة .. ويشتري عشرة كيلوجرامات من اللحم مرة واحدة ‏‏.. ويعجب بتمثال قبيح لدى جاري .."‏
ثم عدت أسأله ، وقد بدأ التفسير لا يروق لي :‏
‏-‏ ‏" لحظة . وهذا الجزء يتصل بي هاتفيا ؟"‏
‏-‏ ‏" هنا قد تكون واهما .."‏
‏-‏ لقد سمع كثيرون صوته عبر موجات الأثير .."‏
‏-‏ ‏" هنا قد يكون هناك من يداعبك دعابة قاسية .."‏
ثم نفخ في الغليون نفختين .. وسحب سحبتين من الدخان .. ثم عاد يسكب التبغ ‏في مطفأة أمامه ، ويحاول ملأه من جديد بالطباق .. وقال بلهجة مسرحية :‏
‏-‏ ‏" ( رفعت ) يا صديقي العجوز .. إن من يوقع توقيعك ويملك مفاتيح دارك ‏ويبدو مثلك ، حتى امام ادنى معارفك .. لا يمكن ان يكون شخصا آخر .. إنه ‏انت يا عزيزي .. أنت !"‏
‏-‏ ‏" أنا ؟ "‏
‏-‏ ‏" انت !"‏
وراح يسلك الغليون بأداة تشبه دودة الأرض .. وقال دون أن ينظر لي :‏
‏-‏ ‏" هاك ! حاول أن تغير المكان قليلا .. اتبع النصيحة القديمة .. أترك القاهرة ‏العجوز بمشاكلها التي لا تنتهي واذهب الى .. إلى الإسكندرية مثلا .. هناك ‏مؤتمر لأمراض الأعصاب بعد أسبوع .. ولسوق يعقد هناك .. ويمكنك ان ‏تدون اسمك فيه .."‏
‏-‏ لكني طبيب أمراض دم .. ولا .."‏
‏-‏ ‏" لنقل إنك متحمس للعلم مهما كانت فروعه .. "‏
نظرت له هنيهة .. وللمرة الأولى لم أجد الفكرة سخيفة ..‏
عدت أسأله : ‏
‏-‏ ‏" اترك شقتي ها هنا لذلك النصاب ؟ "‏
‏-‏ ‏" لا يوجد نصابون .. لا يوجد سوى عقلك الباطن .. وأولى خطوات العلاج ‏هي ان تعرف ذلك .."‏
شكرته ونهضت لأنصرف .. لكنه كان منهمكا مع الغليون فلم ير يدي الممدودة ‏كي يصافحها .. قلت له في أدب : ‏
‏-‏ ‏" أ .. هل تريد رأيي ؟"
‏- " هــه !"‏
‏-‏ ‏" اقترح أن تتخلص من هذا الغليون قبل ان تصاب بجنون ذهولي .. أو ‏اكتئاب ضموري .. أو أي اسم من هذه الاسماء التي لا تنتهي !"‏
‏*** ‏
الليلة اسافر الى الاسكندرية ..‏
ساقضي أسبوعا في ( بنسيون ) كذلك الذي كنت امضي فيه ليلتي عندما كانت ( ‏هويدا ) خطيبتي ..‏
بعد هذا يمكنني ان اقرر حضور المؤتمر من عدمه .. إن المؤتمر ذريعة مناسبة ‏أقنع بها نفسي أبنني لم اهرب من القاهرة ..‏
لم تكن هناك مشاكل بصدد طلب إجازة ، لأنني وجدت ان هناك من طلبها بالفعل ‏‏! بالطبع هو ( انا ) .. وهكذا وفر علي عناء الإجراءات الإدارية ..‏
ثم شرعت أحزم حقيبتي ..‏
لقد ترك الوغد أبوابا كثيرة مفتوحة في دنياي .. منها باب ( كاميليا ) وسواه .. ‏ليس بوسعي ان أغلق تلكم الأبواب الآن .. لهذا سأتركها كما هي وأفر بضعة ‏أيام .. وعندما أعود قد اكون مت او مات هو او مات الجميع ..‏
‏*** ‏
ولكني ـ حين بدأت في إعداد حقائبي ـ وجدت ان عددا لا بأس به من قطع الثياب ‏ليس موجودا ..‏
البذلة كحلية اللون على سبيل المثال ـ وانتم تعرفون حبي لها ـ ليس هنا ‏والقميص السماوي .. وربطة العنق الرمادية .. وبعض ـ إحم ـ بعض الثياب ‏الخاصة .. كلها لم يعد لها وجود هنا ..‏
حتى ماكينة حلاقتي ، وفرشاة الشعر الناعمة التي أرتب بها الشعر المبعثر على ‏جانبي جمجمتي .. ومعجون الأسنان ..‏
ليس الأمر مزاحا إذن ..‏
إن هذا ( الآخر ) يزمع القيام بإجازة طويلة أيضا .. ‏
ولن يدهشني في شيء ان تكون الإسكندرية هي وجهته .. ربما سبقني الى ‏هناك ..‏
متى يجئ ومتى يرحل ؟ وكيف لا يتصادف ان اضبطه متلبسا أبدا ؟ الإجابة ‏واضحة جدا : لانك جننت يا عزيزي ( رفعت ) .. جننت .. وهذا الآخر ليس ‏سوى أنت في صورة لا تدركها ..‏
كنت أخاف دوما رواية د. ( جيكل ) ومستر ( هايد ) .. لان المسخ الذي يثير ‏الذعر في نفسي حقا هو أنا .. انا الذي لا اعرفه .. والذي يفعل أشياء ويقول ‏كلمات لا يمكن ان افعلها او اقولها .. ثم لا يصدق أحد أنه ليس أنا .. بل هو ..‏
آه ه ه ه ! إنني قد جننت . أو دنوت من ذلك جدا ..‏
كان رفيقا بي فترك سيارتي .. لم ياخذها لحسن الحظ ..‏
امامي رحلة قيادة مرهقة .. لكني أحبها .. إنها تذكرني بأيام خطبة ( هويدا ) .. ‏ايام البراءة الاولى حين كنت احسب من حقي ان احب .. وأن اتلهف على أي ‏شيء في هذا العالم ..‏
‏*** ‏
وفي الثانية عشرة مساء دخلت الى المدينة الحسناء .. كانت موشكة على النوم ‏لكنها فتحت عينيها المنهكتين وعرفتني .. فابتسمت وراح عنها النعاس : ‏
‏-‏ ‏" ( رفعت ) أيها العجوز ! يا له من دهر !"‏
‏-‏ ‏" أعلم ذلك .. واعتذر عنه .. لكنك تحملين لي ذكريات سعيدة الى حد انها ‏شديدة القسوة .."‏
‏-‏ ‏" لا عليك .. حاول أن تنام قليلا وبعد هذا نتحدث .."‏
‏-‏ ‏" شكرا .. هل ما زال بنسيون ( السعادة ) موجودا ؟"
‏" بالتأكيد .. يمكنك المبيت فيه ما لم تكن الذكريات هناك اكثر من اللازم .."‏
وهنا تذكرت شيئا .. فسألت شوارع المدينة : ‏
‏-‏ ‏" بالمناسبة .. هل رأيت من يشبهني اليم ؟"‏
‏-‏ ‏" يشبهك ؟ من هذا التعس ؟ إن واحد فقط يكفي العالم .."‏
‏-‏ ‏" هذا هو رأيي .."
وكما أخبرتني ( الإسكندرية ) ، وجدت البنسيون كما هو ، بذلك المصباح ‏الخافت جوار مدخله .. واللافتة التي يمكن قراءتها بكثير من العسر .. ‏ووجدت الخادم ذاته يفتح لي الباب ويتذكرني على الفور ..‏
بعد كل هذه الأعوام ؟ ‏
قال وهو يضحك .. ويفرك النعاس عن عينيه :‏
‏-‏ ‏" أعوام ؟ أنا أتحدث عن مرورك هنا ساعة أذان العشاء .. اليوم .. هل ‏نسيت ؟ كنت مترددا بشأن الإقامة هنا .. يبدو أنك لم تجد فندقا به غرفة ‏خالية .. إن هذا يحدث .." ‏
التزمت الصمت .. وقطبت جبيني ..‏
حتى هنا أجد الشخص ذاته .. وكالعادة سبقني ببضع ساعات .. إن الامر لم يعد ‏قابلا لتفسيره بدعابة أو مؤامرة أو حتى الجنون .. فما تفسيره إذن ؟ ‏
أخرجت بطاقتي الشخصية .. ودفعت حساب الليلة .. ثم أخذت مفتاح الغرفة ‏واتجهت إلهيا بخطوات من يألف الدار ..‏
وأغلقت باب الحجرة علي .. ثم رحت أجول في الحجرة أتأمل أثاثها الرخيص ‏النظيف .. عن نظافة هذا البنسيون هي اهم ما جذبني إليه . نظافة لها رائحة ‏الغسيل الذي جمعته من على الحبل في يوم مشمس .. ‏
لكني لم أكن انظر الى شيء بعينه .. كنت أدعة الله في سري .‏
رباه ! لا تدعني أفقد عقلي ..‏
إنني لفي مأزق مخيف ..

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 20-11-05, 08:52 AM   المشاركة رقم: 164
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

yeslamo.................0

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
قديم 20-11-05, 09:05 AM   المشاركة رقم: 165
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ولكموووووووو

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t4679.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-01-11 12:16 AM
Untitled document This thread Refback 30-05-10 05:30 PM
Untitled document This thread Refback 04-10-09 04:51 AM
Untitled document This thread Refback 23-07-09 06:26 PM
Untitled document This thread Refback 24-04-09 12:34 AM
Untitled document This thread Refback 06-04-09 10:00 AM


الساعة الآن 12:36 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية