لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-05, 12:10 AM   المشاركة رقم: 156
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



أسطــــــــــــورة رفعــــــــــت !‏
ما وراء الطبيعة ‏
بقلــم :‏
د.أحمد خالد توفيق
مقدمة ‏
قال ( كراكوس ) وهو يشعل عود الثقاب .. ويدنيه من الدمية :‏
‏-" إن هناك أشياء مرعبة في هذا العالم يا زميلي .. لكنهم يقولون ـ وهم على حق ـ ‏إن مالا تعرفه لن يؤذيك .."‏
قلت له وانا ارقب اللهب يتوهج في القماش :‏
‏-‏ ‏" هذا خطأ .. إن ما اعرفه هو ما لن يؤذيني .."‏
ورحت ارمق ضوء الشموع يتوهج في محاجر الجماجم السبع .. وشعرت بقلق ‏غريب .. إن هذه الدمية تشبهني الى حد غير عادي .."‏
فلا توجد دمى كثيرة صلعاء ناحلة ترتدي العوينات ، ويبدو عليها السقم ..‏
قال ( كراكوس ) وأنيابه تلتمع بين شفتيه المتآكلتين :‏
‏-‏ ‏" يقولون إنك رايت كثيرا جدا في سني عمرك السبعين .."‏
‏-‏ ‏" أكثر من اسماك المحيط .."‏
ورحت ارمق الدمية التي تتوهج بالهلب رويدا : ‏
ربما ـ برغم كل شيء ـ لم تكن هذه الدمية تمثلني .. ولو كانت تمثلني ربما هي ‏ليست ( فتيش ) حقيقيا . آمل هذا وأتمناه ..‏
قال ( كراكوس ) ـ كأنما لا يلاحظ توتري ـ وهو يطفئ العود :‏
‏-‏ ‏" إن أشنع مسخ يمكن ان يلقاه هو نفسه !"‏
قلت مؤمنا على كلامه :‏
‏-‏ ‏" انا قابلت نفسي في عام 1970 .. وكانت لهذا قصة غريبة .. اسمح لي ‏ان احكيها لك .."‏
وفي سري تمنيت ان يكفي الوقت الباقي لي لذلك ..‏
سأحكي القصة لـ ( كراكوس ) .. وستسمعونها معه ..‏
اعتقد انكم ستحبونها .. أو ـ على الاقل ـ لن تثير مللكم ..‏
هذا لو استطعت ان أكملها حقا !‏
‏*** ‏

1- لقاء مع نفسي !!

إن المرء لا يلقى نفسه كل يوم .. لهذا لن تكون مبالغة مني لو ابتعت زجاجتي ‏مياه غازية ، وقطعتين من ( الجاتوه ) استعدادا للقاء كهذا !‏
‏*** ‏
أعتقد ان ما سيحدث ليس غريبا على أكثركم ..‏
إن من قرءوا منكم ( بعد منتصف الليل ) ـ وارجوا ان يكونوا كثيرين ـ يذكرون ‏بلا شك تلك المكالمة الهاتفية التي تلقيتها على الهواء في الإذاعة ..‏
إنها مكالمة طريفة بعض الشيء .. فصاحبها يتكلم بصوتي.. وله اسمي نفسه ..‏
ويستعرض أخص ذكرياتي التي يعرفها جميعا .. ‏
لاحظوا أنه لا أحد يعرف ما تعرفون انتم .. فالأحداث جرت عام 1970 ، وأنا لم ‏امسك القلم لأكتب ذكرياتي الا عام 1992 .‏
لهذا بدا لي الامر غريبا .. لا يمكن تفسيره بمزحه أو معاكسة هاتفيه ..وكان ‏البت في الأمر مستحيلا وقتها ..‏
لهذا اقترح المذيع ( شريف السعدني ) ـ وهو شاب لامع الى درجة لا تطاق ـ ان ‏يتم لقاء بيننا . وقررت ان يتم اللقاء في شقتي ..‏
إن الذي اتصل بي يزعم انه هو ( رفعت إسماعيل ) الحقيقي .. وهو امر أرحب ‏به فقط لو قال لي من اكون انا ؟ لا احب ان ينتزع مني احد هويتي ليتركني بلا ‏هوية .. ثم انه لا يوجد حافز قوي لدى أي إنسان كي يتقمص شخصيتي .. فانا ‏لا املك ثروة ولا نفوذا .. فقط املك جعبة هائلة من المتاعب والعيوب والذكريات ‏الرهيبة ..‏
فمن يريد مشاركتي في كيس الأفاعي هذا ؟‏
هذا هو الموقف الذي بدأت به القصة ..‏
ولكن كيف عساها تنتهي ؟
‏*** ‏
في شقتي العامرة ..‏
الساعة تقترب من الساعة السابعة مساءا ..‏
هأنذا أعد الاستعدادات الأخيرة لاستقبال ضيفي .. ‏
لو كان هو انا حقا فمن السهل ان ارحب به كما ينبغي .. فأنا اعرف ما احب .. ‏ادير اسطوانة لـ ( عبدالوهاب ) في قصيدة قديمة ، واضع علبة تبغ على ‏المنضدة أمامه ، واعد اكواب الشاي ـ هو لا يحب الاقداح مثلي ـ والقهوة ولا ‏بأس بزجاجة ( كولا ) .. إنها رباعية اللون الاسود التي يتحدث عنها اطباء ‏القلب : الشاي ـ القهوة ـ الكولا ـ الدخان .. والتي يندر الا يحبها مرضى ‏الشرايين التاجية ، وتقودهم الى القبر او العناية المركزة ايهما اسرع ..‏
كل شيء جاهز .. اكواب الشاي والاقداح مغسولة ومقلوبة على ( رخامة ) ‏المطبخ .. والبراد مليء ومستعد للعمل .. والمياه الغازية في الثلاجة ..‏
ولا باس بعود من البخور يزيل رائحة شقتي الخانقة .. ‏
لماذا احتفي به الى هذا الحد ؟ سؤال سخيف ..‏
لانه أنا .. هذا مفهوم وواضح تماما ..‏
كنت ادرك من البداية ان الامر سيكون خارقا للعادة .. سيكون شيئا من عالم ما ‏وراء الطبيعة .. ادركت هذا وتمنيته ..‏
ودعوت الله ألا يسفر انتظاري عن امر مبتذل ، كأن تكون مزحة سخيفة او حيلة ‏نصاب .. ولو ان هذا مستبعد لان كل مزحة لها حدود لا تستطيع تجاوزها ..‏
وهذا هو ما جعلني اؤمن بان ما ينتظرني هو حدث جلل .. حدث يستحق ان ‏احتفل به بالاحترام والوقار الضروريين ..‏
‏*** ‏
وهكذا رحت أطالع بعض المجلات ، وانظر ان يدق جرس بابي ..‏
ذهني كان فرسا جموحا يابى ان تضع فوقه سرج التركيز .. فكلما حاولت ان ‏أروضه ليفهم ما يقرأ ، كان يفر مني .. ويركل .. ويصهل .. ويرمح في سهول ‏الشرود الإنساني حيث تتناثر أشجار التساؤلات :‏
كيف ؟ من ؟ لماذا ؟
هل يمكن ان القي نفسي حقا ؟
إن هناك تقسيمات متعددة لا أستطيع التفكير في خير منها .. وكعادتي في ترتيب ‏أفكاري أمسكت بالورقة والقلم وبدأت التدوين حتى لا تفلت الأفكار مني : ‏
‏1-‏ فرضية الجنون : هي أفضل الفرضيات ها هنا .. إنني قرأت الكثير من ‏روايات ( دستويفسكي ) الرهيبة التي تغوص حتى العنق في مستنقع النفس ‏البشرية .. يوجد موقف خالد متكرر فيها هو ان يلقى البطل نفسه ! يجلس ‏معها ويتحاور معها .. ويكون هذا هو بداية الجنون او نهايته ..‏
إذن الاحتمال الأول و انني مجنون ..‏
كان هذا سيحل المشكلة بأسرها ، لكن عيب هذه الفرضية هو أن ( شريف ) ـ ‏وكل من سمع حلقة البرنامج إياها ـ استمع معي الى هذا الـ ( رفعت ) وهو ‏يحاورني ويتحداني ويستعرض ذكرياتي ..‏
ربما تصورت انا ذلك ؟ يسهل سؤال ( شريف ) وسماع تسجيل الحلقة على كل ‏حال .. هذه الفرضية قابلة للتمحيص إذن ...‏
‏2-‏ الفرضية الثانية هي فضية النسخة الجينية : أي ان هناك نسخة جينية لي ‏انا بالذات .. تمشي على الأرض وتتكلم وتمزح ..‏
كان هذا حلما دائما لدى كتاب الخيال العلمي .. لكنه لم يتحقق ـ أو يوشك على ‏ذلك ـ إلا في التسعينات .. لهذا بدا لي هذا الفرض مستبعدا تماما وقتها ..‏
برغم أنني قرأت كتابا كاملا عن ( الإيوجينيا ) وعرفت ان هذا ممكن في ‏المستقبل ..‏
‏3-‏ فرضية التوءم : فرضية سخيفة .. فانا لا اعرف لي توءما ..وأمي ـ طيب ‏الله ثراها ـ لم تقل لي ان هناك واحدا ..‏
وحى لو فضنا تجاوزا ان لي توءما ، فما كان ليعرف كل شيء عن حياتي ما دام ‏قد ظل بعيدا عني كل هذه السنين ..‏
‏4-‏ فضية التوءم السيامي ، توءم كان ملتصقا بجسدي .. ونموت انا بينما ‏تضاءل هو .. وانفصل عني .. لكنه مصمم على الانتقام .‏
إنها فكرة مرعبة قابلت مثلها بعد ذلك باعوام .. فذكروني كي احكيها لكمكما إن ‏هناك فيلما يحمل اسم ( قضية السلة ) له ذات الحبكة ..‏
لكني اعتقد أنني كنت سأعرف لو انفصل جزء من لحمي في اية فترة من حياتي ‏‏. الا ترون هذا معي ؟ ‏
‏5-‏ فرضية المزحة : وهي مزحة عسيرة حقا تم ترتيبها بين معارفي جميعا .. ‏حيث جلسوا .. وكتبوا تاريخ حياتي كما رآه كل منهم .. ثم انتخبوا خبيرا في ‏تقليد الأصوات ليتصل بي مداعبا .. ويسبب حيرتي .. هذا عسير حقا .. ‏فالناس لا يمزحون بهذا الجهد المعقد ..‏
‏6-‏ ‏ فرضية ( شيء ما ) : وهي اكثر الفرضيات قبولا لدي .. بهذا يمكن تفسير ‏أي لغز من ألغاز الكون .. شيء ما تسبب في إرباكي .. شيء ما يحمل كل ‏صفاتي ويعرف كل أسراري ويؤكد أنه أنا .. شيء ما سيزورني في شقتي ‏بعد قليل ..‏
ما هو هذا الــ ( شيء ما ) ؟
لو عرفت لأعطيته اسما ذا دلالة ..‏
سأحاول هنا ان أتجنب نظرية ( القرين ) لما فيها من اشواك .. واتجنب نظرية ‏أن قارئ أفكار ـ مثل د. ( لوسيفر ) يتسلى بإغاظتي .. لان هذا يمكن نفيه ‏بسهولة بمجرد لقائي به ..‏
وهكذا ـ وانا ازيح الورقة جانبا ـ رأيت ان الحل الأمثل هو سياسة : انتظر لترى ‏‏.. ورحت أتأمل عقارب الساعة في توتر ..‏
‏*** ‏
إنها العاشرة مساءا ..‏
للأسف .. ليس سهلا ان يلقى المرء نفسه .. ساحاول ألا اموت حسرة على ‏قطعتي ( الجاتوه ) اللتين اشتريتهما اليوم ، وسأضطر الى العشاء بهما ..‏
هنا دق جرس الهاتف ..‏
هنا سمعت صوتي الوقور المميز يتكلم :‏
‏-‏ ‏" آلو.. د.( رفعت )؟"‏
قلت في غب :‏
‏-‏ هأنتذا ايها النصاب !"‏
طقطق بلسانه محذرا .. وقال بذات الوقار :‏
‏-‏ ‏"أنت تخرج عن اتزانك !"‏
‏-‏ ‏" بعد كل هذا الانتظار تتهمني بأنني خرجت عن اتزاني ؟ إنني غاضب .."‏
‏-‏ ‏" لكل منا ظروفه .."‏
وأردف في تؤدة :‏
‏-‏ ‏" إن هنك مشاكل معينة لدي ها هنا في العمل .. لا ادري متى تنتهي .. ‏اقترح ان نجعل الميعاد مفتوحا .."‏
‏-‏ ‏" آها ! إذن هو التراجع !"‏
‏-‏ ‏" يمكن ان تقنع نفسك بذلك الى ان نلتقي .."‏
وقبل ان اجد ردا لاذعا كان قد وضع السماع..‏
إنه نفس أسلوبي في المشادات : لتكن لك الكلمة الأخيرة دائما قبل ان يجد ‏خصمك الرد المناسب .. إن هذا سيقتله غيظا ..‏
وقد قتلني غيظا بالفعل ..

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 17-11-05, 12:17 AM   المشاركة رقم: 157
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



‏2- أشياء مريبة ها هنا ..‏

إن المرء لا يلقى نفسه كل يوم .. لهذا لم استطع ان امنع نفسي من الشعور ‏بخيبة أمل ساحقة ..‏
‏*** ‏
ومرت الليلة في سلام ..‏
لم تكن هناك أحداث سوى ذلك الكابوس المقيت الذي ألقى فيه مئات النسخ مني ‏، وكلهم غاضبون لسبب لا ادريه . لحظتها خطر لي ان اختفائي لن يشكل كارثة ‏ما دام هناك المئات مني ، ومرارا صرخت : انا الوحيد ! أنا الأصل ! لكن ما ‏معنى هذا ما دام الجميع يقولون نفس الشيء عن أنفسهم ؟ ‏
في الصباح استعددت للذهاب الى المستشفى ، وقد بدت لي ليلة امس شيئا بهاتا ‏سحيقا كنقش رسمه الآشوريون على جدار ..‏
حييت البواب ، وادرت محرك السيارة الواقفة امام البناية.. كروو كروو !‏
ثمة مشكلة ما .. إن السيارة من طراز عتيق حقا لكنها لم تنته بعد ..‏
نظرة الى مؤشر الوقود جعلتني ادرك ان الخزان خاو او يكاد ..‏
كيف ؟ لقد كان به ما يكفي امس .. انا متأكد من ذلك .. هناك من يسرق البنزين ‏من سيارتي او يسرق السيارة ذاتها ليتنزه بها ..‏
ناديت البواب .. وهو بالمناسبة شديد الكبرياء حاد جدا يعاملنا ـ نحن سكان ‏العمارة ـ باحتقار لا مبرر له ، ولسان حاله يقول : لست خادما لأبيكم إن الزمن ‏الأغبر هو ما جعلكم تصدرون الأوامر لي ..‏
جاءني متململا مشمئزا ، ويداه في جيبي جلبابه .. ‏
فسألته في أدب معلنا عن خجلي من وقاحتي :‏
‏-‏ ‏" أ .. ( عبدالله ) .. هل رايت احدا يتحرك بهذه السيارة ؟"‏
اطلق زفرة ضيق .. وقال :‏
‏-‏ ‏" سبحان الله ! لا احد سواك .."‏
‏-‏ ‏" ولم ترا احدا يدنو منها ؟"
‏" سبحان الله ! لا أحد .. منذ ركنتها ها هنا مساء امس .."‏
‏-‏ ‏" لحظة .. تعني ظهر امس .."‏
‏-‏ ‏" بل مساء امس .. التاسعة مساء . سبحان الله يا بك ! لقد صار النسيان ‏دأبك هذه الايام .. وبعد هذا غادرت العمار راجلا .. ويبدو انك قضيت ليلتك ‏في الخارج .."‏
‏-‏ ‏" انا بت في الخارج ؟"‏
عاد ينفخ في ازدراء .. وقال وهو يدير سده في اتجاه الباب :‏
‏-‏ ‏" سبحان الله ! أنت قلت هذا .."‏
‏-‏ ‏" واين بت إذن ؟"‏
‏-‏ ‏" هذا ليس عملي .. الله اعلم بما يفعله كل من هؤلاء السكان ليلا !"‏
وجدت أنني لن أظفر منه سوى بمزيد من التذمر ونفخ الهواء ،فصرفته .. وانا ‏أمرر كلماته مرارا على جهاز التحليل الموضوع في مخي ..‏
وقدت السيارة الى اقرب محطة بنزين ، وانا أتساءل عن كنه هذا الذي قال .. ‏إنه ذكي ـ برغم ضيق صدره ـ ويمكن الثقة بان الامر لم يختلط عله او يتشابه . ‏أمثاله يدسون أنوفهم في كل شيء ..‏
وفضوليون جدا ..ولو سطا لص على العمارة فسيكون هذا البواب شاهدا دقيقا ‏جدا لدى الشركة وسيحدد ملامح للص بدقة فوتوغرافية مذهبة ..‏
لكني بدأت انسى الامر مع الساعات الأولى من اليوم ..‏
‏*** ‏
وفي المستشفى بدأت جولة المرور مع ذلك الطبيب المقيم الذين نسيت اسمه ، ‏ولكن له أذنين حمراوين كالدم ، وهو عصبي كقال جالس على الكرسي ‏الكهربائي في ( متشيجان )..‏
سأتله عن الأحوال فقال ، وهو ينظر لممرضة تمزح مع صديقتها :‏
‏-‏ ‏" كل شيء على ما يرام .. إن حالة هبوط القلب قد تحسنت كثيرا .. لقد ‏فعلت كما طلبت بالضبط .."‏
‏-‏ ‏" عظيم !"‏
لا ليس عظيما على الإطلاق .. لأنني لم اطلب منه أي شيء بخصوص أية حالة ‏أساسا .. دعك من كونها حالة هبوط قلب ..لهذا سألته والفأر ( يلعب في عبي ) ‏كما يقولون :‏
‏-‏ ‏" ماذا أعطيتها ؟"‏
‏-‏ ‏" كما طلبت تماما !"‏
قالها في فخر وهو يتقدمني الى العنبر ..‏
لم يفسر الأحمق شيئا .. ولم أجرؤ على سؤاله .. ودخلنا لنرى أمامنا ألعن حالة ‏فقر دم رأيتها في حياتي .. إمرأة في الثلاثين من عمرها ، صفراء كالموز ، ‏تجاهد كي تلتقط انفاسهما .. والتشخيص واضح دون جهد كبير .. هبوط في ‏القلب ناتج عن فقر دم رهيب ..‏
دنوت من المرأة وسألتها في شك !‏
‏-‏ ‏" هل أنت متأكدة من أنك تحسنت !!‏
لو كانت أسوا من هذا أمس ، فمن المؤكد انها كانت ميتة .. فلا يوجد أسوأ مما ‏اراه أمامي .. لكنها قالت وهي تلهث :‏
‏-‏ ‏" حمدا لله ! أشكرك على رعايتك .. لــ .. لي .."‏
قال الفتى في حماس وهو يربت على ذراعها :‏
‏-‏ ‏" لو لم يمر د.( رفعت ) ها هنا مصادفة في العاشرة مساءا ، لكان من ‏السير ان ننقذك .."‏
حقا .. يا لي من عبقري شهم ! المشكلة الوحيدة هي انني لم أغادر داري طيلة ‏امس .. أتراني جننت ؟ ‏
انا واثق من أنني كن تجالسا في شقتي انتظر ذلك الـ ( رفعت إسماعيل ) الذي ‏لم يأت ..‏
فهل اكون فعلتها دون علمي ؟
قالت المرأة كأنما تزيد حيرتي :‏
‏-‏ ‏" حفظه الله .. لقد ظل جواري ساعتين كاملتين .."‏
قال الفتى بدوره :‏
‏-‏ ‏" كان لديه موعد في التاسعة لكنه ـ مشكورا ـ قرر إلغاء الموعد هاتفيا ‏ليظل بجوارك !"‏
وانهمرت عبارات المديح لي .وانا اشعر بان رأسي يتحول الى مستشفى مجانين ‏كلهم يصرخون ويصخبون في آن واحد .‏
هاتفيا ؟ ( هو ) اتصل بي امس وقال إنه لن يستطيع الحضور بسبب ظروف ‏العمل .. أي عمل ؟ كان ها هنا ينقذ حياة هذه المريضة .. وهو جهد استحق ‏عليه الثناء .. واستحق غيظي ..‏
من هو هذا المدعي ؟ ماذا يريد بالضبط ؟ وما الذي يحاول قوله ؟ وهل من ‏الممكن الخلط بيني وبينه الى هذا الحد ؟ ‏
مستحيل ..‏
يوجد احتمال واحد هو أنني جننت .. وأنني أفعل أشياء لا ادري ما هي . .هذا ‏يحدث كثير اجدا ولن يكون غريبا أن يحدث لي .. لست ممن لا يتصورون ان ‏يجنوا .. كل إنسان قابل للجنون .. ولا احد معصوم ..‏
وكذا يمكن ـ دون جهد كبير ت ان أتصور نسي ها هنا ي المستشفى ، أنقذ هذه ‏المرأة البائسة من توقف قلبها ، بينما عقلي الباطن هناك في داري يتخيل أنه ‏ينتظر شبيها له ..‏
تبا .. إن حالتي سيئة حقا !‏
وقد ازداد الأمر سوءا حين دخلت قاعة الدرس ..‏
كان هناك عدد محدود ـ حوالي ثلاثين من الطلبة ، يجلسون في تعاسة بانتظار ‏تعذيبي لهم بساعتين من الملل .. وفي مؤخرة القاعة كان هناك طالبان يثرثران ‏وقد غطى كل منهم فاه بكفه حتى لا ألاحظه .. وهو مشهد وجدت ألا داعي لان ‏اعلق عليه .. كما كانت هناك طالبتان تتبادلان كتابة أشياء في دفتر المحاضرات ‏، ثم تناولها كل منهما لصاحبتها .. إنها نوع من المحادثة المكتوبة لا يمكن الا ‏ألاحظها ..‏
كأنها اساليب عتيقة جدا طالما لجأنا اليها في صبانا . واكره ان اعلن احتاجي ‏عليها لمجرد اني من يقف وراء المدفع هذه المرة ..‏
وعلى لوح الكتابة العتيق الي تشقق خشبه ، كتبت بقطعة الطبشور وبخط ‏عريض ( الأورام اللمقاوية ) .. وهنا سمعت همهمة ..‏
نظرت لهم في تساؤل .. فبادلوني النظر في حيرة .. ‏
‏-‏ ‏" هل ثمة مشكلة ما ؟ "‏
لم يقل أحدهم شيئا .. فبدأت أتكلم بعدما سكنت الهمهمة : ‏
‏-‏ ‏" اليوم تتحدث عن نوع من الأورام التي تصيب الخلايا اللمفاوية .. ونحن ‏مدينون بأكثر ما نعرفه عن هذا الموضوع للعالم ( هودجكين ) الذي .."‏
هنا تعالت الهمهة من جديد .. لا أفهم .. هل فيما اقول شيء بذيء لاسمح الله ؟ ‏أم أن ...؟
هنا نهض احد الطلاب مستجمعا شجاعته الأدبية ليقول ..‏
‏-‏ ‏" سيدي .. لقد شرحت لنا الموضوع ذاته امس !"‏
‏-‏ ‏" انا ! امس ؟ "‏
‏-‏ ‏" نعم .. حتى موضوع اننا مدينون لـ ( هودجكين ) و .. كل شيء "‏
ورايتهم يتبادولن النظرات الباسمة ..‏
فميا بعد قال ( علاء ) ـ أحدهم ـ إن الامر بدا لهم كأنه شريط سينمائي يعاد ‏تشغيله من جديد . . ذات الوقفات والسكنات .. والخط ذاته .. وكان رأيهم هو ‏أنني احفظ الموضوع كما يحفظه طالب في حصة المحفوظات .. وبالطبع لم ‏يتخيلوا ان الموضوع لم يكن حاضرا في ذهني .. وانين كنت ارتبه وانا اتكلم .. ‏
أي انني لم اكن استقررت بعد على ما ساقول ..‏
لم آت برد فعل معين ، بل مسحت لوح الكتابة بقطعة من القطن ..وكتبت عنوانا ‏آخر بخط عريض .. وبدأت اتكلم ..‏
هذه المرة لم يصدر أحدهم همهمة ..‏
في داري ـ بعد كل هذه الاحداث ـ قررت ان اغفو قليلا .. فلربما إذا صحوت من ‏النوم وجدت ان كل هذه اهلاوس من عقل مرهق ..
وتهيأت للنوم حي دق جرس الهاتف ..‏
هرعت حافي القدمين لأرد .. يجب منع المصيبة القادمة التي يدق الهاتف مندرا ‏بها .. فلا بد من واحدة كما تعلمون ..‏
سمعت صوتا أنثويا ذكريا يقول : ‏
‏-‏ ‏" هاللوا ! د.( رفعت ) ؟"‏
‏-‏ ‏" اعتقد أنه انا وإلا فبيتي مسكون .."‏
‏-‏ أنا ( كاميليا )!"‏
وهنا استعدت الاسم الذي نسيته لفترة طويلة ..ربما منذ الكتيب الحادي ‏والعشرين ..‏
إن القارئ يذكر ـ دون شك ـ د.( كاميليا ) استاذ الفلسفة ، التي حاول د.( محمد ‏شاهين ) ان يجعلني اتزوجها ، ونمت بيننا صداقة لا بأس بها.. الى ان اتضح ‏ليانها ليست ( كاميليا ) لكنه مخلوق طيفي يلعب دورها ببراعة ..‏
لقد سادت المودة بيني وبين ( كاميليا ) بعد هذا اللقاء .. وانتهى سوء التفاهم ‏بيننا .. وكانت بيننا مكالمات هاتفية طويلة تحدثنا فيها عن كل شيء يمكن ان ‏يتحدث فيه رجلان ..‏
لماذا تبتسم بخبث ؟ بالطبع لم نتحدث فيما تفكر فيه .. فهي انضج وانا أحكم ـ أو ‏أغبى ـ من ان اقع في الحب .. ولو فعلنا لبدا الامر سخيفا ..‏
إن ( كاميليا ) هي صديق راجح العقل .. وتملك كل مزايا الرجولة النفسية ولن ‏اقول الشكلية حتى لا يتهموني بالوقاحة ..‏
قلت لها وانا اتثاءب :‏
‏-‏ ‏" يسرني ان اسمع صوتك يا كآآآآآآآآآآآآه .. ميليا .."‏
ثم اضفت في حذر :‏
‏-‏ ‏" منذ متى كففت عن النوم عصرا ؟ "‏
قالت في زرانة جعلتني اوقن ان شيئا ما في الطريق :‏
‏-‏ ‏" لم استطع النوم .. إن الافكار تصطرع في ذهني .. والسبب انت !!"‏
‏-‏ ‏" أنا !"‏
لو كانت تتصل بي عصرا فتحرمني من نوم القيلولة ، لتصارحني بأنها تميل لي ‏، فمن المؤكد انها فقدت قطاعا لا بأس به من عقلها . ولكن دعنا نر ..‏
قالت بنفس الصوت الرزين :‏
‏-‏ ‏" طبعا لقد بلبل عرضك أفكاري !!"
‏" أي عرض ؟"‏
‏-‏ ‏" لا تتغاب يا ( رفعت ) .. طبعا عرضك الخاص بالزواج مني !"‏

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 17-11-05, 09:30 AM   المشاركة رقم: 158
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

aha , hai el 2esas wela balash , shiklha 7ilweh

bsharafik el 6alib esmo 3ala2 bel qesa ?????0

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
قديم 17-11-05, 09:34 AM   المشاركة رقم: 159
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

والله العظيم اسمو علاء
حتى انا فرطت من الضحك امس بليل وانا بكتبها
قلت معقولي علاء مستقصد يطلب هالقصة
وقاريها مسبقا لانو مو مصدق انو اسموا مكتوب فيها
هههههههههههههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 17-11-05, 09:49 AM   المشاركة رقم: 160
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

hehehehehe , sob7an allah.................2oltilik ana zalameh 3alam , ma betrodi 3alai

hehehehe

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t4679.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-01-11 12:16 AM
Untitled document This thread Refback 30-05-10 05:30 PM
Untitled document This thread Refback 04-10-09 04:51 AM
Untitled document This thread Refback 23-07-09 06:26 PM
Untitled document This thread Refback 24-04-09 12:34 AM
Untitled document This thread Refback 06-04-09 10:00 AM


الساعة الآن 12:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية