لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-05, 10:25 PM   المشاركة رقم: 131
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


اسطورة ‏
ارض العظايا ‏
‏(( ما وراء الطبيعة )) ‏
د. أحمد خالد توفيق ‏

مقدمة المقدمة ‏
هناك ذلك الظل الذي تراه أماك .. ثم تنظر للوراء فلا ترى أحدا ..‏
هناك ذلك الحفيف الذي يضايق العصبيين ، والذي لا مصدر له .. ‏
هناك تلك الغمغمة التي تقسم إنها ضحكة ساخرة ، لكن لا احد يضحك ضحكات ‏ساخرة ..‏
هناك الخوف من المجهول .. هناك التوجس .. هناك المفارقة الدرامية ، حين تعرف ‏ان الخطر ينتظر هنالك خلف الباب الموصد ، لكن صوتك لا يصل ـ ولن يصل ـ إلى ‏الاحمق الذي يوشك على فتح الباب ..‏
هناك الخوف من الغد .. وهو ـ لعمري ـ اشد انواع الرعب شناعة ..‏
لماذا لا يكتبون على ملصقات الافلام التي تناقش الخوف من الغد عبارة ( ممنوع ‏لأقل من 16 سنة ) ؟
أنا العجوز الاحمق ( رفعت إسماعيل ) الذي يحول مراوغة الموت .. للدقة أكثر : ‏مراوغة التفكير في الموت ، وهذا عن طريق حكاية قصص مسلية لكم .. قصص ‏تتمسح بالرعب .. تدنو منه او تبتعد .. تتأبط ذراع الظواهر الخارقة أحيانا .. تلبس ‏عباءة الغرائب أحيانا اخرى ..‏
لكنها قصص لعوب .. خبيثة .. تحاول بأية طريقة كانت ان تلفت النظر لنفسها ، ‏وهي في سبيل ذلك تفعل أي شيء ..‏
عم نتكلم اليوم ؟ ‏
هل حكيت لكم قصة ( المقبرة ) ؟ نعم ؟ لم استكملها بعد ؟ غريب هذا .. خيل لي ‏انني اكملتها .. لكني سأطلب منكم معروفا .. لقد تأهبت لحكاية ارض العظايا .. منذ ‏اعوام وانا اتوق لأرض العظايا .. القصة مكتوبة بخط الأخ ( سالم ) ولن تحتاج ‏مني الى جهد غير القراءة .. مع تصحيح بعض أخطاء القواعد ، التي يمارسها بدقة ‏غريبة كأنها هي القواعد ذاتها ..‏
إتفقنا ؟ سافسح المجال لــ ( سالم وسلمى ) على ان نلتقي على خير في المرة ‏القادمة ، ونكمل قصة المقبرة ..‏
لماذا افعل هذا ؟ ‏
لانكم اعتدتم نزوات ( رفعت إسماعيل ) ، وعرفتم أنه لا يفعل شيئا أبدا كما يفعله ‏السادة المهذبون الآخرون .. يبدأ من النهاية ، ويتوقف في الوسط ، ويخرج من ‏النوافذ ، ويشم الهواء من الأبواب ..‏
فنصغ إذن لــ ( سالم وسلمى ) ..‏
مقدمة
أنتم تعرفوننا جيدا .. أنا ( سالم ) وهي ( سلمى ) .. الدليلان الحيان على وجود ما ‏يعرف بالعوالم الموازية ، وهو دليل لا يمكن إذاعته للأسف ..‏
هي ( سلمى ) وانا ( سالم ) .. صحيح اننا زوجان لكننا كذلك نوشك على ان نكون ‏الشخص ذاته ، وهذا يسبب لنا الكثير من الضيق والهم .. سؤال الفلاسفة الأزلي : ‏هل تشابه الطباع افضل ام توافقها ؟ كيف تستطيع المشي لو كانت كلا قدميك يمنى ‏؟ لو رأت عيناك الشيء ذاته لفقدت القدرة على التجسيم ..‏
نحن نجول في العوالم التي تشبه الارض مع اختلاف بسيط .. مرة نحن في عالم لم ‏يعرف بعد اللغة الهيروغليفية ، ومرة نحن في عالم لم يظهر فيه ( قطز ) قط . . ‏
إن مغامراتنا حقيقية .. أؤكد لك هذا . لكن كتاب الارض يكتبون نوعا من الادب ‏يشبه ما نمر به ، ويطلقون عليه اسم ( التاريخ البديل ) او ‏Allohistory ‎‏ .. وقد ‏يطلقون عليه مصطلحات مثل ( الخيال المضاد ‏Counterfactuals‏ ) او قصص ( ‏ماذا إذا ؟ ) او ( الاوكرونيات ‏Uchronias‏ ) ..‏
على كل حال لن اطيل عليكم . إن المصطلحات هي الشيء الذي يجعل الماء شيئا ‏مستحيل الشرب او الفهم ..‏
انا وزوجتي ضيفان هنا ، وقد عرفتمونا في ( اسطورة ارض اخرى ) و ( ارض ‏المغول ) .. لماذا لا تعرفوننا من جديد في ( ارض العظايا ) ؟ ‏
لا مزيد من التفاصيل ، ولن اضيع اربع صفحات في تلخيص القصتين السابقتين كما ‏يفعل ( رفعت اسماعيل ) .. إنه يملك الكثير من الوقت والكلمات ، بينما نحن نعاني ‏حالة مزمنة من الشح فيهما ..‏
هل نبدأ ؟
فلنبدأ ..‏
‏-1 أرض اخرى ..‏لا اعرف السبب في أن كل مغامرة جديدة لنا تبدأ ونحن في اسوأ حال ممكن ..‏
‏250-77 ..‏
هذا هو المكان والزمن الذي حملنا إليه الجهاز . لو كان لي ان احكم بالحدس فإن ‏هذا الكوكب بهيج .. انا مولع بالكواكب التي تبدأ برقم 250 كما تعرفون ..‏
كان كعبي يوشك على قتلي .. من قرءوا المغامرة السابقة يعرفون أنني تلقيت ‏رصاصة فيه ، ولا اعرف إن كانت قد غادرته ام لا .. يداي غارقتان في دماء ‏متجمدة لا اعرف إن كانت تخصني ام تخص الجثث التي قمت بسرقتها كالضباع .. ‏اضف لهذا ان يدي نفسها متجمدة من الجليد ..‏
‏250-ج-77 ..‏
‏( سلمى ) ليست افضل حالا وإن كانت غير جريحة.. لكنها تشعر بالالم ذاته في ‏كعبها ..‏
كنا راقدين على الارض وسط الرمال .. الطقس حار فعلا وإن لم نشك من هذا ..‏
قالت لي وهي تتحسس راسها :‏
‏-‏ ‏" لا اعرف أي شيء عن هذا العالم ، ولا ما سنلاقيه هنا ، لكن اول تجربة ‏سنمر بها هي اعتقالنا بتهمة التشرد .. إن منظرنا لا يوحي بالثقة .."‏
‏-‏ ‏" في ارضي انا يطلقون على هذا ( محضر اشتباه وتحر ).."‏
ثم راحت تتشمم الهواء الساخن من حولنا .. وقالت : ‏
‏-‏ ‏" ( سالم ) . . اعتقد اننا في المنطقة العربية .. هذه صحراء عربية ولتقطع ‏ذراعي إن لم اكن على حق .."‏
‏-‏ ‏" الصحراء هي الصحراء في كل مكان فلا داعي للرهان .."‏
ونهضت وساعدتها على النهوض .. كنت اتواثب كالقلق وخطر لي انني امشي ‏في ثقة الى النهاية الإغريقية المحتومة .. التلوث .. الغنغرينا .. بتر قدمي من ‏تحت الركبة .. ‏
لا بد من حل ما .‏
‏250- ج -77 ..‏
اضفت وانا ارمق الافق حيث الجبال تحيط بنا من الجهات الأربع : ‏
‏-‏ ثمة مشكلة أخرى ، هي أننا لا نعرف طريق العودة.. لا نعرف أين يوجد ‏الناس .. ارى ان تجربي مجموعة أخرى من الأرقام .."‏
قالت وهي تتواثب بدورها :‏
‏-‏ ‏" لكن المغامرة لم تبدأ بعد .."‏
‏-‏ ‏" حتى المغامرة لا نعرف كيف نصل إليها .. لا بد من اتجاهات صحيحة تدلنا ‏على مكان المغامرات هنا .."‏
قالت في ضيق :‏
‏-‏ ‏" ( سالم ) .. لا تضايقني .. على الاقل لا يوجد أي عامل ضغط من حولنا .. ‏نحن حران مسيطران على الموقف ، فلماذا لا نتمهل بدلا من إحباط كل ‏شيء قبل ان يبدأ؟"‏
وكانت هذه هي الميزة الفريدة لتجربتنا .. انا احب الاماكن التي يوجد لها باب ‏هرب خلفي للطوارئ .. في اللحظة التي تسوء فيها الامور ، تمسك بالجهاز و ( ‏كليك .. كلاك .. ) .. ‏
تنهي كل المشاكل في ثانية .. وتبدأ من جديد .. لطالما تمنيت في كل مآزق ‏حياتي ـ قبل ان القي ( سلمى ) ـ لو كان عندي هذا الباب الخلفي ..‏
ثمة مشكلة واحدة . . هي انني لا اعرف على الإطلاق ما هي حياتي الحقيقية .. ‏ما هي مشاكلي الحقيقية.. لا بد من نقطة ارتكاز تقف عليها وتجرب الاحتمالات ‏‏.. لكني بدا فعلا افقد نقطة لارتكاز هذه .. كان ( ارشميدس ‏Archimedes ‎‏ ) ‏يقول : هاتوا لي نقطة ارتكاز خارج الكرة الارضية ، ولسوف اخترع روافع ‏تحرك الارض .. حتى ( ارشميدس ) لم يجد نقطة ارتكاز ..‏
واصلنا السير .. ‏
وانا نمطي جدا في مشاعري .. م إ ن ارى الصحراء حتى اشعر بالظمأ .. هكذا ‏دون ان اعطي خلاياي فرصة تجربة الجفاف .. وقد بدا لي الأمر رهيبا ..‏
‏-‏ ‏" هل تشعرين بالظمأ ؟ " ‏
‏-‏ كف عن المزاح .. انت تعرف اننا متطابقان شعوريا .. لكن الامور لم تتطور ‏الى هذا الحد .." ‏
سبحان الله .. منذ ربع ساعة كنت ارتجف بردا وسط الثلوج .. والآن انا اموت ‏عطشا في الصحراء ..‏
كنا نمشي وسط الرمال الناعمة الساخنة .. لا توجد نقطة ظل من أي نوع .. لا ‏بد انه متوار في مكان ما تحت اقدامنا لعابي لزج ثقيل .. الهواء الساخن يخرج ‏من انفي كأنما يخرج من فتحة فرن ..‏
قلت لها في ضيق : ‏
‏-‏ ‏" ارى ان هذا يكفي .." ‏
‏-‏ ‏" ربع ساعة في هذا العالم ؟ إذن انت لن تجد مكانا يناسبك في الكون كله .. ‏تريد مكانا بلا معاناة من أي نوع ؟ "‏
‏-‏ ‏" اصبت ! هذا من قي ما دمت املك الاختيار .." ‏
‏*** ‏
لكن الامور لم تتحسن..‏
لا بد اننا مشينا نحو ساعة او اكثر بلا جدوى ..‏
هناك جبال من بعيد .. جبال تعسة فقيرة لا تسر الناظرين ، عليها بعض نباتات ‏او طحالب كئيبة المنظر .. وعلى كل حال ليس بلوغ هذه الجبال بالهدف المحبب ‏‏. . لا بد ان تلك التجاويف تحوي ثعابين او عقارب او أي شيء من تلك الأشياء ‏التي تعرف كنهها ، لكنها بشعة تتحرك ! ‏
وفجأة تعالى صوت الهدير من بعيد ..‏
بللت شفقتي السفلى بلسان جاف وهمست : ‏
‏" طائرة !"‏
قالت وهي تنظر لأعلى : ‏
‏-‏ ‏" هذا صحيح .. لكن اين ؟"‏
الهدير ياتي من كل مكان ، ثم بدأ الامر يتحسن ..‏
إنه آت من الغرب ..‏
أخيرا لاحت لنا الطائرة العمودية .. قادمة من الأفق تزحف نحونا في إصرار ‏وتؤدة ..‏
لسبب ما لم احب هذه الطائرة ..‏
وثبت ( سلمى ) في الهواء ملوحة بيدها .. وراحت تصدر اصواتا مثل ( أووه ! ‏هييه ! نحن هنا ! " ‏
قلت لها في توجس : ‏
‏-‏ ‏" اصمتي يا بلهاء .. هؤلاء قد لا يكونون الملائكة .. عن الملائكة لا تأتي ‏دوما بطائرات مروحية .."‏
ونظرنا لأعلى .. لم يكن لكلامي جدوى ، فالسمع ليس من الحواس التي يحتاج ‏إليها هذا الطيار ، لأننا منظوران واضحان تماما .. لو لم يرنا هذا الطيار فهو ‏اول طيار كفيف في التاريخ..‏
الآن صارت الطائرة فوقنا ، والذي أثار دهشتي انها لم تطلق وابلا من النيران ‏‏.. لم تقذف علينا قنبلة .. لم ترسل لنا سلما من الحبال .. لم تفعل شيئا على ‏الاطلاق ..‏
ظلت تحوم حولنا على ارتفاع امتار ، واستطعت ان ارى أن هناك من يطل من ‏بابها ..‏
وكان يحمل كاميرا ..‏
بعد قليل فهمت انهما رجلان ينظران لنا باهتمام وكلاهما يحمل كاميرا ..‏
ESF‏ ..‏
متى رايت هذه الحروف وكيف ؟ لا اعرف .. فيما بعد عرفت مصدره ا.. كانت ‏مكتوبة على الطائرة ، لكني لم اجد الوقت الكافي لتبينها ، ولهذا تسربت الى ‏عقلي الباطن .. هذا شيء معروف .. كان خبير في علم نفس الإعلان يعرف هذا ‏‏..‏
على الرغم مني ابتسمت محاولا ان اكون وسيما .. وتخليت صورتي من اعلى ‏انظر إليهما بأغبى نظرة ممكنة ..‏
لماذا لا يمدون لنا يد العون ؟ لماذا لا يقتلوننا ؟ لماذا لا يقولون شيئا ؟ ‏
قالت ( سلمى ) وهي تنظر لأعلى محاولة ان تتحاشى نور الشمس . .الشمس ‏التي تتوارى خلف الطائرة كاشفة عن انيابها من حين لآخر لتحرق عيوننا بألف ‏نصل ساخن :‏
‏-" ( سالم ) .. يبدو انك كنت على حق .."‏
‏- " انا دوما على حق .. ولكن لماذا ؟ "‏
‏- " هناك رجل ثالث يصوب بندقية نحونا "

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 08-11-05, 12:15 AM   المشاركة رقم: 132
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


-‏2-‏
ارض العظايا

انطلقت الرصاصة ..‏
لم اعرف ما حدث .. وحسبت انها أخطأت طريقها ..‏
لكني نظرت الى الوراء نحو ( سلمى ) فوجدتها تجثو على ركبتها وتمد يدها الى ‏شيء في كتفها .. كانت تترنح .‏
هتفت كم يولول :‏
‏-‏ ‏" ايها الأوغاد !"‏
وتواثبت نحوها .. رايت ذلك الشيء مغروسا في كتفها .. لم تكن هناك دماء .. ‏كان هناك ما يشبه الريشة الهفهافة البيضاء يخرج من ثيابها .. ولم افهم في ‏البدء ثم تذكرت :‏
‏-‏ ‏" هذه طلقة مخدرة . . إنهم .."‏
لكها كانت تترنح مغمضة العينين .. ثم هوت على وجهها وسط الرمال ..‏
نظرت لأعلى ولوحت بقبضتي واطلقت فيضا من الشتائم ، لكن حين نظرت ‏لركبتي وجدت ذلك السهم ذا الريشة يتشبث بلحمي في ثبات ! لقد أصابوني لا ‏اعرف متى ولا كيف ..‏
الظلام يبدأ من مركز الرؤية ثم ينتشر كبقعة من الحبر .. ‏
اسمع صوت الطائرة يتعالى ..‏
اشعر بالهواء العنيف من مراوحها ..‏
ESF‏ ..‏
ESF‏ ..‏
اعرف انها تهبط وانني ..‏
‏*** ‏
حين فتحت عيني كانت هذه المرة الاولى التي أرى فيها د. ( ستارسكي ) ..‏
حاولت تحريك ذراعي فلم استطع . السبب طبعا هو أنني مكبل بسيور جلدية الى ‏مقعدي ..‏
المكان خليط غريب من المختبر وقاعة المحاضرات والمطبخ ومكتب وكيل ‏الوزارة .. اما الرجل الذي ينظر في عيني باستعمال كشاف صغير فهو د.( ‏ستارسكي ) كما عرفت فيما بعد ..‏
كان يمسك بلوح كتابة من الطراز الذي تثبت فيه الأوراق بمشبك .. وجواره ‏يقف ثلاثة يرتدون المعاطف ويحمل كل منهم شيئا مماثلا ..‏
قلت في وهن : ‏
‏-‏ ‏" اين نحن ؟ "‏
نظر الى من حوله ، وقال بلهجة واثقة :‏
‏-‏ ‏" كما قلت لكم .. هو يتكلم لغة ما .. احسبها العربية .."‏
نسيت ان اقول إنه قالها بالإنجليزية .. لست خبيرا في اللهجات لكني احسبها ‏إنجليزية أمريكية .. كما ينطقونها في الأفلام .. كان كل امريكي مصاب باللحمية ‏إلى ان يثبت الع******** ..‏
لم اكن ضليعا في الإنجليزية ، لكني تلقيت قسطا هائلا من التدريب في القصة ‏السابقة ، وصرت بالفعل أجيدها .. لهذا عدت اكرر سؤال بالإنجليزية :‏
‏-‏ ‏" اين نحن ؟"‏
ثم تذكرت السؤال الأهم :‏
‏-‏ ‏" اين ( سلمى ) ؟"‏
نظر الى جواري نظرة ذات معنى ، فاستدرت لأرى ان ( سلمى ) مقيدة على ‏مقعد مجاور لي .. كانت غائبة عن الوعي لكنها حية .. صدرها يعلو ويهبط ‏ورأسها يموج بحركة ما ..‏
قال الرجل وهو ينظر الى الآخرين :‏
‏-‏ ‏" يعرف الإنجليزية .. هذا غريب .."‏
ثم قال لي وهو يواصل تفحص عيني :‏
‏-‏ ‏" اسمها ( سلمى ) ؟ هذا اسم عربي على ما اظن ؟ "
‏- " من انت ؟"‏
‏-‏ ‏" ما سبب تلك الطلقة في كعب قدمك ؟"‏
وهنا تذكرت الطلقة ، ونظرت لأسفل لأجد ان كعبي مضمد بعناية لا بأس بها . ‏والاهم ان الألم زال تماما .. هؤلاء السادة لم يتركوا قدمي تتعفن حتى تبتر .. ‏هذه نقطة لهم .. لكني لست سريع الصفح بهذه الدرجة : ‏
‏-‏ ‏" من انت ؟ "‏
هنا جاءت الإجابة من احد الواقفين :‏
‏-‏ ‏" هل نحلل عينات الدم الآن يا د. ( ستارسكي )؟"‏
هز رأسه ان نعم .. ثم مد يده الى جيبه وأخرج شيئا ..‏
كنت حتى هذه اللحظة اعاني دوارا كأن هناك طبقة ضباب ملتصقة بوعيي ‏والعالم كله .. عوينات متسخة بالشحم لا يمكن خلعها او غسلها ..‏
لكني رايت ما في يده فتنبهت حواسي على الفور ..‏
هذا هو جهاز الانتقال . .. طبعا كان في جيب ( سلمى ) ووجوده ، وطبعا لا ‏يعرفون كنهه .. ومن الواضح اننا سنعاني الكثير حتى نسترده ثانية .. لقد ولدت ‏المغامرة والحمد لله !‏
قال لي في برود :‏
‏-‏ ‏" ما هذا الجهاز ؟"‏
كانت هناك كذبة واحدة جاهزة ، وقد قررت ان استعملها لمرة أخرى :‏
‏-‏ ‏" هذا منظم لضربات القلب .. إنها تعتمد عليه للبقاء حية .."‏
ابتسم ونظر في عيني :‏
‏-‏ ‏" انت سمعتهم يدعونني بـ ( دكتور ) .. انا طبيب وليس من السهل خداعي ‏‏.. ثق من انني رايت كل انواع منظمات القلب .. وعلى كل حال لا افهم من ‏اين يمكنك الحصول عليه ؟"‏
‏-‏ ‏" هذا هو الطراز الذي لم تره .."‏
‏-‏ ‏" ليكن . سأتحمل المخاطرة وافترض انك كاذب .. والآن هلا قلت لي كنه ‏هذا الجهاز ؟"‏
‏-‏ ‏" ليس لدي سوى ما قلت .."‏
‏-‏ ‏" ماذا تفعلان في ارض العظايا ؟"‏
‏-‏ ‏" لا اعرف عم تتحدث .."‏
نظر لي كأنما اسقط في يده بفضل ثباتي وقوة شكيمتي ..ثم التفت الى الرجال ‏وقال :‏
‏-‏ ‏" خذوهما الى الداخل .."‏
إذن نحن في الخارج .. ولم ادر كيف ولا متى فكوا قيودي .. ولا كيف صارت ( ‏سلمى ) تمشي على قدميها بطريقة ثملة تدعو الى الشفقة ..‏
لكننا في النهاية وجدنا مجموعة من الأقفاص البائسة .. انا لا اعرف شكل ‏الأقفاص التي كان الرومان يسجنون فيها العبيد قبل المصارعة ، لكن هذه لم ‏تختلف كثيرا ..‏
رائحة عطنة .. ظلام دامس .. باب حديدي صدئ ينغلق .. قفل ثقيل يوضع ..‏
ثم شيء يزاح من تحت الحديد .. طعام على الأرجح ..‏
أخيرا نطقت ( سلمى ) :‏
‏-‏ ‏" هل .. هل الجهاز معك ؟"‏
أرحت ظهري الى حديد القفص وتنهدت :‏
‏-‏ ‏" اخذوه طبعا يا حمقاء .. ماذا كنت تتوقعين ؟ لقد صار هذا مملا .."‏
بللت بلسانها شفتها السفلى .. فزحفت على ركبتي لى حيث كان الشيء الذي ‏ادخلوه لنا .. تحسست بيدي فشعرت بأصابعي تنغرس في مادة لزجة .. غالبا ‏هي تؤكل لكن ملمسها لا يدعو الى الحماسة ، وثمة دورق ماء يحيط به البلل ‏الرطيب الجميل ..‏
حملته وزحفت الى حيث كانت جالسة في الظل .. اراها بصعوبة لكنها غير ‏مختفية ..ناولتها الدورق فراحت تجرع الماء في نهم حتى اكتفت .. ثم تناولت ‏الدورق لأنال نصيبي .. ‏
قالت وهي تلهث في الظلام :‏
‏-‏ ‏" اين نحن بالضبط ؟"‏
قلت لاهثا بدوري من دون سبب :‏
‏-‏ ‏" سألت كل هذه الأسئلة السخيفة من قبل .. بل وسألت : من هؤلاء .. وماذا ‏يريدون منا .. لا إجابة .. المؤكد ان هؤلاء أمريكيو هذا العالم .. وان هناك ‏من يدعى الدكتور ( ستارسكي ) .. يبدو انه عالم او شيء من هذا القبيل .. ‏وقد اصطادونا بطريقة تذكرني بصيد الغزلان البرية .. النقطة الأخيرة هي ‏ان هذه ارض العظايا .."‏
كررت الاسم في استهجان :‏
‏-‏ ‏" عظايا ؟ "‏
وضغطت على ( العين ) كأنها موشكة على القيء .. ثم أردفت : ‏
‏-‏ ‏" ما دور العظايا في الموضوع ؟"‏
‏-‏ ‏" لا ادري .. وأكون مشكورا لو عرفت منك ما هي العظايا .."‏
‏-‏ ‏" العظايا هي الديناصورات .. عظايا الرعب ( وساوروس ) .. العظايا ‏الطاغية ( تيرانوسوروس ) .. الخ .. هل رايت اية سحلية هنا ؟
‏-‏ ‏" لم ار .. لاحظي أنني غبت عن الوعي بعدك بدقيقة .."‏
قطبت ( سلمى ) في الظلام .. تسألني كيف عرفت ؟ الا تعرف الصوت المقطب ‏حين تسمعه ؟
قالت :‏
‏-‏ ‏" يا ترى ما هو سر هذه الأرض ؟"

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 08-11-05, 12:18 AM   المشاركة رقم: 133
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


‏-3- ‏
ESF‏ ..

‏-‏ ‏" منذ متى أنتما هنا ؟"‏
اجفلنا من الرعب ، ثم تبينت ان هذا الصوت المنهك ياتي عبر القضبان ..‏
قلت لها وقد امسكت بيدي رعبا :‏
‏-‏ ‏" لا تخافي .. هذا هو الموقف الشهير .. مع ( الكونت دي مونت كريستو ) ‏يكون هذا الجار هو السجين ( فاريا ) الذي يعرف سر الهروب ..حتى في ‏السجون عندنا تسمعين من الزنزانة المقابلة من يسألك : ما هي تهمتك يا ( ‏زمل ) ؟ بضم الزاي والميم طبعا .. " ‏
ثم بحثت عن مصدر الصوت وهتفت : ‏
‏-‏ ‏" نحن هنا من دقائق .. من انت ؟"‏
وهنا فطنت لحقيقة انه يتكلم العربية .. عربية غريبة مضعضعة نوعا لكنها ‏كافية ..‏
‏-‏ ‏" انا ( اسماعيل خان ) .. عالم با********تاني .. لا اعرف إن كان هذا يفيدكما ‏‏.."‏
قتل له في تعب :‏
‏-‏ ‏" أعتقد انك تملك الإجابة عما يحدث هنا .."‏
‏-‏ ‏" سوف تريان .." ـ قالها في غموض ـ " سوف تريان .."‏
حتى رفيق السجن او ( الزمل ) ـ بضم الزاي والميم طبعا ـ لا يبدوا ثرثارا هنا ‏‏.. كل الاطراف غير عادلة تتوقع منا ان نعرف بنفسينا وإلا فلا .. على كل حال ‏اعتقد ان هذا الرجل ليس عربيا على الإطلاق .. ربما هو هندي او أفغاني او ‏ماليزي ..‏
وهكذا مرت علينا الساعات .. بين نوم واكتئاب ، واكتئاب ونوم.. وتساؤلات لا ‏تنفذ ابدا ..‏
بعد ساعات او ايام او اشهر ـ لا يمكن معرفة الوقت في هذا الظلام الدامس ـ ‏جاء من يصحبنا الى ما يشبه غرفة التحقيق ..‏
لا بد انها كانت ساعات .. لأنني لم احتج الى استعمال الحمام مرة واحدة ولو ‏احتجت لوجدت نفسي في مأزق ..‏
‏*** ‏
الآن وقد وثبت الى رشدي قليلا يمكن ان اصف لكم الدكتور ( ستارسكي ) .. إنه ‏رجل ذو ملامح مزعجة .. يمكن ان تقول بشكل سطحي إنه وسيم أشقر .. لكن ‏في وجهه قسوة وبرودا ، وهو من طراز الوجوه التي لا تشيخ مما يثير الرعب ‏في عروقك .. كأنه وجه مصاص دماء او ( زومبي ) ..‏
كان هناك مقعدان ، وكان هناك عدد من الحراس مفتولي العضلات يدس كل ‏منهم سماعة في أذنه . لا اعرف من اكتشف ان الرس الأصلع يجعل المرء يبدو ‏أضخم وأشرس ، لكن هذا الاكتشاف بلغ هذا العالم .. وكانوا يلبسون بزات ‏عسكرية ما لكن بلا غطاء رأس .. هذا المكان عسكري إذن ..‏
لماذا يلف كل منهم حول عضده شارة تقول ‏ESF‏ ؟ ‏
ما معناها ؟
ثمة جهاز تسجيل يدور ببطء ، وثمة إضاءة تذكرك بغرف استجواب النازيين ..‏
ما عن دخلنا حتى أشار لنا بالجلوس ، وقال : ‏
‏-‏ ‏" هل أقدم لكما مشروبا ؟ "‏
‏-‏ ‏" بالتأكيد .."‏
فالحقيقة ان الحرارة كانت مرهقة بالفعل .. من الواضح اننا لم نفارق المنطقة ‏الصحراوية بعد ..‏
جاء حد الحراس حاملا زجاجة بها سائل اصفر ، وبعض الأكواب الملأى بالثلج ‏، فقال الطبيب وقد راى ارتباكنا :‏
‏-‏ ‏" عصير برتقال لا اكثر .. نحن في وحدة عسكرية ولا يسمح بالكحوليات . ‏زاعرف انكما معشر العرب لا تشربونها اصلا ..‏
وهكذا امسكت بالكوب .. ونظرت الى ( سلمى ) .. كانت ترشف ما في كوبها ، ‏وخلاياها تنتعش .. تينع بعد جفاف .. فعلت مثلها وشعرت بما شعرت به ..‏
هنا نظرت الى المنضدة فرأيت الجهاز العزيز .. جهاز الانتقال .. إنه هنا ..‏
قال الطبيب وهو يصب لي كوبا آخر :‏
‏-‏ ‏" والآن هل يمكنك ان تتكلم ؟ من انتما ؟ لماذا انتما هنا ؟ هل انتما عربيان ‏حقا ؟ "‏
‏-‏ ‏" وهذا ؟ ما وظيفته بالضبط ؟ "‏
قالت ( سلمى ) وقد بدا انها تحبس انفاسها :‏
‏-‏ ‏" هذا جهاز خاص للترجمة .. هل تسمح لي ؟"‏
مد يده في تردد ووضع الجهاز في كفها المفتوحة ، ثم اراح ذقنه على قبضته ‏وراح يتابع ما تفعله ..‏
‏-‏ ‏" نطلب رقما .. ليكن 300 مثلا .. ثم نضغط حرفا ليكن ( الهاء ) .. ثم .."‏
كان الجهاز على حجرها ، وكانت تضغط على الأزرار بإصبع واحد ، ثم انها ‏مدت يدها اليسرى في رفق لتمسك بيدي اليمين من تحت مستوى النظر ..‏
‏-‏ ‏" نختار رقما مثل .. "‏
هنا هتف الرجل : ‏
‏-‏ ‏" كفى ! "‏
‏-‏ ‏" لحظة .. 2 .. 8 .. "‏
‏-‏ ‏" قلت كفى !! "‏
ثم نهض بسرعة البرق وانتزع ـ ذلك الوغد الذكي ـ الجهاز من يدها قبل ان تتم ‏عمليتها ، وقال وهو يدسه في جيبه :‏
‏-‏ ‏" لا اعرف ما أنت بصدده لكني لن اسمع بان تنجحي فيه .. والآن ارجو ان ‏تجيبا على أسئلتي .."‏
قلت له وانا اضع الكوب :‏
‏-‏ ‏" أسئلتي مثل أسئلتك بالضبط .. من انتم ؟ لماذا انتم هنا ؟ هل انتم ‏أمريكيون ؟ " ‏
تبادل النظرات مع الرجال ثم سألني :‏
‏-‏ ‏" ما معنى ( أمريكيون ) ؟"‏
تبادلت نظرة مع ( سلمى ) .. إما ان تمييزي للهجات فاشل ، وإما ان هذا هو ‏الاختلاف الأساسي .. هذا عالم لا توجد فيه أمريكا .. طبعا سيتضح ان ( ‏كولومبوس ‏Colomber ‎‏ ) لم يصل الى ساحل امريكا ، ربما لانه كان احمق ، ‏وقد غرقت سفينته .. او لأن بحارته ثاروا وألقوه لأسماك القرش .. وهو ما كان ‏سيحدث في عالم على كل حال لولا انهم بلغوا الشط قبل ان يتموا خطتهم ..‏
هكذا لم اجب وأجابت ( سلمى ) عن السؤال الآخر : ‏
‏-‏ ‏" ما حقكم في احتجازنا ؟ هل انتم شرطة ؟
تنهد الرجل في انهاك وراح يصف اوراقه ، ثم قال دون ان ينظر لنا :‏
‏-‏ ‏" واضح تماما اننا لن نصل لطريق مشترك .. كلما سال سؤالا تلقيت آخر.. ‏لا بد من ان يجيب احد الطرفين عن الأسئلة أحيانا .."‏
‏-‏ ‏" قل هذا لرجالك ولنفسك .."‏
أشار الى الشارة المعلقة على عضد الحارس الواقف جواره ، وقال : ‏
‏-‏ ‏" نحن من ‏EFS‏ .. هل هذا كاف ؟ هذا يعطينا كل الحق في استجوابكما .."‏
‏-‏ ‏" وما هي الـ ‏ESF‏ ؟ "‏
بدا كأنما تعلم أسلوبنا في عدم الإجابة على شيء . فنهض ورتب أوراقه ، ثم ‏قال وهو يغادر المكان :‏
‏-‏ ‏" ثمة طائرة ستحملكما الى ( لوس انجيليس ) صباحا .. اعتقد انهم هناك ‏سيعرفون عنكما كل شيء .."‏
‏( لوس انجيليس ) ؟ إذن ما معنى انه لا يعرف معنى لفظة ( أمريكيون ) ؟
دنا منا احد الحراس .. إنه غير مسلح لكن من الواضح انه لن يتورع عن ‏استخدام العنف .. وهكذا مشينا معه في تهذيب .. لكنه لم يقتدنا الى الأقفاص ‏إياها .. بل إنه أجلسنا في مكتب مكيف مريح نوعا .. مكتب لا يحوي إلا جهاز ‏كمبيوتر وثلاجة صغيرة .. ثمة نافذة صغيرة وأريكة وثيرة وبعض نباتات الظل ‏‏.. هناك لحسن حظ الجميع ـ حمام صغير نظيف في غرفة صغيرة جانبية ..‏
ثم أغلق الحارس الباب ..‏
بمجرد خروجه فعلت ( سلمى ) الشيء الذي كنت اعرف انها ستفعله باعتبارها ‏بارعة في الإلكترونيات .. لن اقول إنها اكثر براعة مني ، لأنه لا براعة لي ‏على الإطلاق .. لا يمكن ان تقارن بيننا على أساس كثافة شعر اللحية او نسبة ‏هرمون الأنوثة .. هذه أمور غير واردة اصلا ..‏
لقد فتحت جهاز الكمبيوتر ! هذه معجزة كما ترى ..‏
قالت في ضيق وهي تتأمل الشاشة : ‏
‏-‏ ‏" ليس لديهم نظام تشغيل أعرفه .. مثل ( الخوارزمي ) او ( الإدريسي ) .. ‏لا اعرف كيف يبدأ البحث في هذا الشيء .."‏
تذكرت ان الكمبيوتر في عالمها اختراع عربي صرف ، وليس لديهم اسماء ‏كالتي نستعملها على غرار ( ميكوسوفت ) و ( النوافذ ) .. الخ .. ‏
لكن على الشاشة ـ حيث ما تسمونه سطح المكتب ـ كانت هناك صورة عملاقة ‏لديناصور ( سبيونوسوروس ‏Spinosaurus ‎‏ ) ضخم يقف جوار بحيرة ‏واعدا بخراب بيت من يقترب .. وكانت هناك الحروف المعتادة ‏ESF‏ كتبت ‏بحروف مجسمة عملاقة كأنما تطير مع السحب في السماء ..‏
فيما عدا هذا بدا كأن الشاشة جدار مبهم لا يمكن تجاوزه ..‏
حتى الصور الصغيرة ـ هل تسمونها الأيقونات ؟ ـ كلها تمثل ديناصورات منوعة ‏‏..‏
أغلقت الجهاز وقاتل :‏
‏-‏ ‏" لا اعرف .. لا يبدو لي هذا المكان ذا طابع عسكري .. كأني بهذا الحاسوب ‏خاص بصبي يهوى الديناصورات .."‏
قلت لها في ضيق :‏
‏-‏ ‏" صدقيني انا لا اهتم كثيرا سوى بالحصول على الجهاز الكريه . في المرة ‏المقبلة يجب التأكد من انه مخفي بعناية.. ربما لو ابتلعته لكان الامر افضل ‏‏.."‏
قال توهي تجوب الغرفة جيئة وذهابا : ‏
‏-‏ ‏" لو تركنا الأمر لك لانتهت كل احتمالات هذا الجهاز خلال ربع ساعة .. ‏ولن نعرف شيئا ابدا .."‏
‏-‏ ‏" انا لا أبالي كثيرا .. لاحظي اننا نتعلم عن عوالم اخرى ، لكننا لن نعود ابدا ‏للعالم الذي تكون فيه هذه المعلومات ذات قيمة .. هل تفهمين ما اقول ؟ ‏لفظة ( عجيب ) و ( غريب ) لا معنى لها إلا في ارضي انا .. اما هنا فلا ‏قيمة لرأيك .." ‏
لم تكن تسمع ما اقول .. كانت تنظر الى النافذة ..‏
ثم اتجهت لها ورفعت الزجاج .. كانت هناك شبكة دقيقة مخصصة لإبعاد ‏البعوض ، لكن لا توجد حماية اخرى من أي نوع .. ومن الخارج كان الظلام ‏وبعض مصابيح قصية ونسمة هواء حانية رقيقة ..‏
‏-‏ ‏" انهم حمقى .. ما رأيك ؟"‏
‏-‏ ‏" ومن ادراك ان الخارج افضل ؟"‏
‏-‏ ‏" لا احتاج الى حكمة العالم كي اختار الفرار من أي مكان مغلق يقف على ‏بابه حارس .. سل عن هذا أية قطة او ذبابة تحترم نفسها .. أي مكان هو ‏أفضل من المكان المغلق الذي يقف عليه حارس .."‏
‏-‏ ‏" والجهاز ؟ "‏
‏-‏ ‏" لن نستطيع استرداده لو حملونا الى ( لوس انجيليس ) .. ثق بهذا ..‏
ثم بحثت قليلا حتى وجدت فتاحة ورق على المكتب .. غرستها في السلك فبدأ ‏ينهار ..‏
تبا ! لا بد ان قرحتي عادت تنشط من جديد ..‏
تدريجيا اتسعت الثغرة اكثر فأكثر .. وهكذا نظرت لي باسمة ، ثم حشرت جسدها ‏في الفتحة .. نسيت طبعا ان اقول إننا في الطابق الأرضي ..‏
لم يبد لي هذا مريحا .. ليس الامر بهذه البساطة ..‏
على كل حال انتهى ما كان يربطني بهذه الحجرة ، فحشرت نفسي عبر الفتحة .. ‏لا يكلفك هذا اكثر من بضعة تمزقات في الكفين ، لكنك تعبر في النهاية ..‏
أخيرا تقف في الخارج .. ‏
الرمال والبرد والظلام .. نحن في الصحراء ليلا .. هذا واضح ..‏
لا يوجد حراس .. هذا واضح .. هناك كشافات من بعيد ، لكنها كشافات محايدة ‏ودود لا تبحث بل تنتظر ..‏
مشينا في الظلام عاجزين عن معرفة وجهتنا بالضبط .. لا فارق عندنا إن سمعنا ‏‏( قف ! ) ام لم نسمعها .. المشكلة الوحيدة هي ان نسمع صوت الطلقات .. لكن ‏لا يبدو ان هناك طلقات حتى الآن ..‏
كان هناك هدير محرك ، والهدير كان آتيا من سيارة تقف هنالك على اليسار .. ‏سيارة عسكرية هي .. شاحنة عليها علامة ‏ESF‏ اللعينة المعتادة ، وكانت ‏تلوث الهواء بلا كلل ..‏
هناك جندي يقف على بعد يثرثر مع صديقه ويبدو انه يمزح .. لكمات على ‏الكتفين وسبب إنجليزي فظ ..‏
وبالطبع خطرت لنا نفس الفكرة معا ..‏
اتجهنا الى مؤخرة العربة .. وثبت الى ظهرها ، ومددت يدي الى ( سلمى ) ‏اساعدها على الوثب ..‏
كانت هناك أغطية لعلها قماش خيام .. لا اعرف .. إن الظلام يجعلني لا أرى ‏يدي كما لاحظتم ..‏
المهم اننا تدثرنا بهذه الأغطية ورقدنا على بطنينا .. وهكذا صرنا في معزل عن ‏الأبصار .. محرك يهدر .. معنى هذا ان الرجل سيرحل ، ولو عاد ليغلق لمحرك ‏وينام لقتلني الغيظ ..‏
فجأة سمعت ( سلمى ) تهمس في أذني :‏
‏-‏ ‏" هناك أشياء صلبة تحت قديم .. هل تشعر بها ؟"‏
‏-‏ ‏" لا .. لا اعتقد .."‏
مدت يدها تتحسس وهي تغمغم : ‏
‏-‏ ‏" صبرا .. سأرى .. يبدو لي ان ..ط
ثم صرخت صرخة أنثوية هستيرية متقنة جدا :‏
‏-" ( سالم ) !! هذه السيارة محملة بعظام بشرية !! "

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 08-11-05, 09:15 AM   المشاركة رقم: 134
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ya allah , balashna

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
قديم 08-11-05, 09:16 AM   المشاركة رقم: 135
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

شوقصدك يعني بدك اياني اكتبها كلها بيوم واحد
بلا ما تشكرني اني تعبت وكتب كل هول هههههههههه
بجد اعمل خير وارمي بالبحر

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t4679.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-01-11 12:16 AM
Untitled document This thread Refback 30-05-10 05:30 PM
Untitled document This thread Refback 04-10-09 04:51 AM
Untitled document This thread Refback 23-07-09 06:26 PM
Untitled document This thread Refback 24-04-09 12:34 AM
Untitled document This thread Refback 06-04-09 10:00 AM


الساعة الآن 03:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية