كاتب الموضوع :
^RAYAHEEN^
المنتدى :
الارشيف
-7-
انت تجتاز هذه الثغرة بين عالمين ..
تمشي في عالم لم يجتزه سواك من قبل .. لم يجتزه إلا تلك المسوخ .. ربما اجتازه ( كراولي ) ربما اجتازه ( دي ) .. لا شك في ان ( الحظرد ) اجتازه .. لكن ( الحظرد ) مات .. واية ميتة !!
تمشي مع ( كولبي ) محاذرا ان تتعثر في الارض .. إنها مزيج غريب من اليابسة والماء .. مزيج من النار والرماد .. مزيج من الحقيقة والوهم ..
الهواء مزيج من السماء والارض .. يمكنك ان ترى نفسك مقلوبا هناك .. ومن حين لآخر يشق السماء مذنب ليس سوى وطواط ملتهب يصطدم بشيء ما فيتناثر الشرر ..
إننا ندنو من قلب الشر .. قلب الكوابيس ..
***
" إن النكرونوميكون كتاب تاريخ يحكي عن الكيانات القديمة أكثر منه دليلا للسحرة المبتدئين كما يظن البعض .وهذا هو ما يجعل الكتاب مخيفا .. فهو لا يعتقد بنا ملوك الكون وأن الكون في خدمتنا ، بل هو يتحدث عن كون معاد فيه قوى عاتية ، بينما نحن مجرد غبار معدوم الحيلة وما يبقينا احياء هو اننا اتفه من اللازم .. "
***
هنا يصطدم الجبابرة .. جبل يقاتل جبلا .. شلال يصارع شلالا .. محيط يضطرم في محيط ..
وتنظر الى السماء فترى ( رفعت ) الطفل يركض في شوارع المنصورة .. ارى وفاة أبي .. انا اجلس في عزاء امي .. عجلات الطائرة تلمس الارض البريطانية .. سير ( ارشيبالد ماكيلوب ) يقدم لي تلك الشقراء الرقيقة الناحلة ويقول باسما : " ابنتي .. ( ماجي ).." المريضة تموت وانا غارق في العرق .. ( لوسيفر ) يضحك ويقول : " انا بك اسعد ولك قلبي يطرب .."
و " مندهش انت للقاء من لا ترتقب لقاءه ايها الفاني .."
يرفع وحش ( لوخ نس ) راسه من البحيرة . . النداهة تنادى .. ( هويدا ) تتظاهر بالحنان .. رجل ( بكين ) يحطم عربة القطار .. ( هن تشو كان ) يتراجع للوراء ويهتف : " جوانغ سارايانا ! " ..مومياء الفرعون تنهض .. الشيء يتمدد .. صندوق ( بندورا ) امامي فهل افتحه ؟ العزيف .. العزيف .. ( رونيل السوداء ) قد صارت زوجتي .. لماذا تلقي عظام الطيور تحت نافذتها ؟
لوس دوس سولادوس ايخيبسيوس استين إن لا روناس ! لوس دوس سولادوس إيخيبسيوس إستين إن لاش روناس ! لوس دوس سولادوس إيخيبسيوس إستين إن لاس روناس !
لا تطلب الإسعاف .. لا تطلب الإسعاف .. لا تطلب الإسعاف وإلا ستندم !
لا تطلب الإسعاف .. لا تطلب الإسعاف .. لا تطلب الإسعاف وإلا ستندم !
العساس يخرج من بين الرمال ليفتك بي .. ثم ترتسم الضحكة على وجهه ( فلاد الوالاشي ) .. فامفيري .. فامفيري .. مكالمة اخرى بعد منتصف الليل مع ( شريف السعدني ) ..
في الواجهة الأولى ثمة يد بشرية .. يد مبتورة عند المعصم محفوظة في وسائل ( الفرومالين ) .. هذا جميل وربما هو من المناظر المبهجة بالنسبة لطبيب مثلي .. لكن ما يثير الحيرة ـ وربما الرعب ـ هو تلك الأظفار الطويلة الشبيهة بالمخالب التي تخرج منها .. وعلى الزجاج كانت صورة رجل وقور يبتسم .. هل هذه يده ؟ إذن لماذا يبتسم ؟
اجثوا على ركبتي واصرخ :
- " انا تعبت .. لا اريد المزيد .. ساموت هنا والآن .."
اليد ذات المخالب تمتد من تحت الأرض وسط بخار الكبريت لتمسك بي .. يا لها من حفاوة ! لم يخذني احد بالأحضان من قبل ..
ساموت هنا والآن .. ولتكونن ميتة جميلة .. إنها السبات ذاته ..
فقط أشعر بـ ( كولبي ) يصرخ في أذني :
- " ( رفعت ) ! لا تستسلم ! سوف يفوزن بك ! لا تترك نفسك .. ! يجب ان نخرج من هنا !!"
فجأة أرى العالم من حولي يتحرك .. ومن معالم هذا العالم ارى خمسة كيانات فارعة الطول .. تحيط بـ ( كولبي ) .. لا اتبين حدود هذه الاشياء .. إنها اقرب الى خدعة بصرية ما .. لا أفهم .. إنها تذوب في الخلفية ثم تظهر . كأنها انعاكاست على سطح ماء .. لا ابين أي شيء منها ولا أحب ..
لكني اواصل الصراخ :
- " هيا ! .. خذوني ! أنا قد خسرت كل شيء .. ليس لي ولد ولا زوجة .. مفعم بالامراض والندوب النفسية .. ولن اظفر بحبيبتي ابدا .. كل ما ظفرت به هو كوابيس .. لن اضيف شيئا لو خرجت من عالمكم حيا لان هذا سيكون مجرد كابوس آخر احكيه للناس .. لا اكثر !"
( كولبي ) يتكلم بلغة لا أفهمها .. إنه يمسك بكتاب ضخم في يده ويفتح صفحاته ..
الأيدي ذات المخالب تعتصرني .. تريد ان تجعل الحياة تنز مني كالليمونة ..
( كولبي ) يتكلم وسط اصوات زئير يتعالى ..
( كولبي ) مذعور لكنه يتماسك..
الزئير يحدث عواصف تطير ثيابه وتبعثر شعره لكنه يتكلم .. السماء تحمر ثم تزرق ثم تخضر ..
كوبي ) يساعدني على النهوض وامانا ارى العالم الخارجي كما تراه من طائرة .. ارى شارعنا . ارى الإسكندرية .. ارى الاسكندرية .. ارى الفيلا .. ارى الحديقة .. ارى غرفة المكتب .. إنها خالية ..
هناك كتب مبعثرة في كل مكان وجثة الزوجة على الارض ..
فجأة يشد ( كولبي ) يدي بحزم ..
إننا نعبر .. نخرج من الفتحة التي دخلناها ..
فجأة اجد نفسي على ارض غرفة المكتب والأرض تعلو وتهبط بي ..
انظر الى حيث جئت فلا ارى شيئا .. المكتبة منزاحة حيث هي ، لكن لم تعد هناك أية فتحات خلفها . الجدار مصمت سليم ..
و ( كولبي ) جواري يزحف على ركبتيه وهو يئن ..
انظر الى جواري فأرى جثة الزوجة ملقاة جوار الجدار حيث تركناها ..
لقد سال الدم من رأسها .. والدم الذي سيسل ينساب على الأرض .. ثم يحتشد على شكل كلمة واضحة :
لم يعد ..
|