المنتدى :
الارشيف
كوكب اورانوس....والكبير كبير
سمي على اسم إله السماء الإغريقي، واحتفظ له العرب باسمه دون أن "يفتكسوا" اسما آخر! ها هو أول كوكب يعرف في العربية بنفس اسمه الغربي، ربما لأن اكتشاف الكوكب كان حديثا نسبيا ولم يكن يَعرف به الفلكيون العرب القدامى، فقد اكتشف الكوكب السير "ويليام هيرشيل" في 13 مارس 1781، بينما باقي الكواكب بدءا من عطارد وحتى زحل كانت معروفة قبلا منذ الحضارات القديمة، وقد أدى اكتشاف أورانوس إلى توسعة المجموعة الشمسية للمرة الأولى في تاريخ الحضارة الحديثة، كما كان أول كوكب يكتشف باستخدام وسائل تكنولوجية كالتليسكوب، وليس بالملاحظة بالعين، لذا فقد كان اكتشافه حدثا هائلا وقتذاك.
الاكتشاف
دائما ما كان يعتقد أن أورانوس نجم وليس كوكب، وربما كانت أول إشارة له في عام 1690 في تصنيف الفلكي "جون فلامستيد"، وقد أعطاه الاسم "34 توراي" على أساس أنه نجم.
عام 1781 صنفه السير "ويليام هيرشيل" كمذنب، إلا أنه عاد ليتأمله بواسطة تليسكوب قوي له قدرة تقريب تساوي 227 ضعفا، فلاحظ أن قطره كبير لا يليق بمذنب، كما أن مداره يقترب من الشكل الدائري، وعلى هذا قام بترقيته ليحصل على لقب كوكب.
أسمى "هيرشيل" الكوكب الجديد "جورجريوم سيديوس Georgium Sidus" على شرف الملك جورج الثالث ملك بريطانيا في ذلك الوقت.
تم لفت نظر "هيرشيل" إلى أن "سيديوس" تعني نجم، لذا أعاد التسمية إلى الكوكب الجورجي Georgian Planet. لم يكن الاسم مقبولا خارج بريطانيا، فتم اقتراح عدة أسماء أخرى، منها "هيرشيل" (اسم المكتشف) و"نبتون" (الذي يحمله اليوم كوكب آخر) و"مينيرفا"، وفي النهاية تمت الموافقة على اقتراح صحفي ألماني بتسميته "أورانوس". إلا أن الاسم القديم ظل مستخدما في بريطانيا لفترة ما بعد ذلك.
الكوكب
"أورانوس" هو كوكب غازي، ويتكون غلافه الجوي من الهيدروجين بنسبة 83%، و15% هيليوم ونسب أخرى من الميثان والأسيتيلين. بينما قلب الكوكب يحتوي على عناصر أثقل وصخور، بعكس المشترى وزحل اللذين يتكونان في معظمهما من الهيدروجين والهيليوم. ويرجع لون الكوكب المتميز إلى قيام الميثان بامتصاص اللون الأحمر من أشعة الشمس. تبلغ درجة الغلاف الجوي في الكوكب سالب 210.
يتميز الكوكب بدرجة ميل عن المحور من نوعها، إذ تبلغ 98 درجة، وهي الأعلى بين كل كواكب المجموعة الشمسية. وتجعل درجة الميل هذه أحد قطبي الكوكب مواجها للشمس بصورة مستمرة، بينما لا يرى القطب الآخر الشمس مطلقا وذلك على مدى نصف دورة الكوكب حول الشمس، بينما تنعكس الآية بين القطبين في النصف الثاني من المدار. وعلى الرغم من مواجهة القطب للشمس إلا أن خط الاستواء يظل أعلى في درجة الحرارة، ومن غير المعروف كيف يحدث ذلك. كما احتار العلماء في تفسير الميل الغريب لمحور دوران الكوكب، ويرجحون أنه ربما تعرض لاصطدام بجسم فضائي أدى إلى حدوث هذا الميل منذ زمن سحيق.
في خريف 2004، ظهرت مجموعة ضخمة من السحب في جو أورانوس جعلته يبدو شبيها جدا بنبتون، إلا أن هذه الظاهرة استمرت لفترة قصيرة.
الأقمار
لأورانوس 27 قمرا حتى الآن، وقد استمد الفلكيون أسماء هذه الأقمار من أسماء شخصيات وردت في أعمال "شكسبير" و"ألكسندر بوب"! وعلى هذا نجد أن أهم أقمار أورانوس الخمسة تحمل أسماء "ميرندا" و"إيريال" و"أمبريال" و"تيتانيا" و"أوبيرون".
ويعتبر القمر "ميرندا" بتكوينه الجيولوجي الغريب أكثر الأجرام في المجموعة الشمسية غرابة .
استكشاف الكوكب
للأسف لا نعرف سوى أقل القليل عن تفاصيل سطح أورانوس، فلم نرَ منه سوى مجموعة غيوم الميثان التي تغطي سطحه.
ومؤخرا نسبيا تم اكتشاف مجموعة من الحلقات التي تدور حول الكوكب، وهي حلقات ضيقة جدا وذات لون قاتم مما جعل اكتشافها عملية غاية في الصعوبة. يصل عرض هذه الحلقات إلى حوالي عشرة كيلومترات، بينما يصل عرض حلقات كوكب زحل إلى آلاف الكيلومترات.
كانت المركبة فوياجر 2 هي المركبة الفضائية الوحيدة التي مرت بقرب الكوكب عام 1986. وقد كان حظ هذه المركبة عظيما إذ مرت بالمشترى وزحل وأورانوس ثم نبتون لتلتقط معلومات عن كل هذه الكواكب وأقمارهم في رحلة واحدة، مما يجعل المسبار فوياجر 2 المسبار الأكثر نجاحا وفائدة في تاريخ الرحلات الفضائية. وقد ساعد المركبة أن إحداثيات الكواكب في ذلك الوقت كانت في وضع مثالي بالنسبة للمركبة، ولا يتكرر هذه الوضع إلا مرة كل 176 عاما.
فوياجر2 الآن توجد على بعد حوالي 80 وحدة فلكية، أي أكثر من ضعف المسافة بين بلوتو والشمس، ومن المتوقع أن تظل ترسل المعلومات حتى ثلاثينات القرن الحالي.
بطاقة شخصية
الكوكبأورانوسالبعد عن الشمس2.8 مليار كيلومترالحجم67 ضعف حجم الأرضالكتلة14.5 ضعف كتلة الأرضسنة أورانوس (مدة الدوران حول الشمس)84 سنة أرضيةيوم أورانوس (مدة الدوران حول المحور)17 ساعة و15 دقيقةمتوسط درجة حرارة سطح سحب الكوكبحوالي سالب 210 درجة مئوية.
|