كاتب الموضوع :
اجمل احساس
المنتدى :
القصص المكتمله
الجزء الثامن والعشرون...
صحت من نومها وهي حاسه بكسل وخمول في كل انحاء جسمها...ناظرت في الساعه كانت الساعه سبع...ماتدري متى نامت ....طلعت غرفتها وهي تصيح عقب اللي صار بينها وبين فهد ...والعصر سمعت صوت سيارته ...ولما ناظرت من الدريشه شافته طالع من البيت...ورمت نفسها على السرير وداخلها خليط من المشاعر...الندم والكره والخوف والحزن....ندمانه على غلطتها واللي الله رحمها وماتمادت فيها...وحاقده على فهد اللي ماعطاها فرصه تدافع عن نفسها...وعارفه ومتأكده انه عايش صراع مع نفسه بين كرامته وبين كونها بنت عم له...اما حبه لها مهي متأكده اذا باقي موجود...
شالت هالافكار من راسها وقامت تصلي المغرب اللي ماصلته للحين ...وعقب ماخلصت من صلاتها ...نزلت تحت شافت الاكل على الطاوله ومااكل فهد منه...تنهدت وقعدت على الكنبه...كان ودها تكلم احد...فكرت من تكلم....رفعت التلفون ودقت على مشاعل...
وسمعت صوت مشاعل:"الوو..."
ريم:"مساء الخير..."
مشاعل:"وعليكم السلام...."
تنهدت ريم وتجاهلت ردها:"شخبارك مشاعل..."
حست مشاعل ان صوت ريم موطبيعي:"بخير الله يسلمك...اخبارك انتي..."
ردت ريم بحسره:"ماني بخير يامشاعل...."
سكت مشاعل وتأكدت ان اللي كانت خايفه منه صار...كانت تدعي ربها ان اللي سوته مايدمر حياة ريم...
وبعد تردد:"صار شي..."
ريم بصوت يقطر ألم:"فهد درى عن الصور...."
كانت ريم ماتدري تعاتبها ولا تشكي لها...هي السبب في كل اللي صار لها ومع ذلك هي الوحيده اللي تقدر تشكي لها وتصارحها بمعاناتها...
مشاعل :"حسبي الله عليه الظالم....انا السبب في كل اللي قاعد يصير لك..."
ريم:"ما تتصورين اشكثر حياتي تغيرت....بسبب هالصور على انه مالي ذنب فيها..."
مشاعل:"عطيني رقمه وانا اقوله كل اللي صار..."
ريم بحزن:"لا تعبين نفسك لانه مارح يصدق..."
تنهدت مشاعل:"آه ياريم لو الزمن يرجع ورى واصلح كل اغلاطي..."
ريم بحسره:"ياليت يرجع كان ماطعتك لما شجعتيني اكلمه...لكن ما باليد حيله"
مشاعل:"طيب اشلون هو معك..."
ريم:"تغير...صار شخص مااعرفه...قاسي وشكاك وكل الحب والحنان اللي فقلبه اختفى"
مشاعل:"اتمنى ياريم لو في دي شي اساعدك لكن اللحين الحل بيدك ولازم تحسنين صورتك وتسترجعين ثقته فيك"
ريم :"انا عايشه في دوامه اخاف بعد يكتشف اني كنت اكلمه و..."
قاطعتها مشاعل:"يعني هو وليد بس عطاه الصور وماقاله انك كنتي تكلمينه..."
ريم:"هو ارسل له الصور مع رساله ...ماكتب فيها اني كنت اكلمه وبس لاء اتهمني الكلب اني كنت اطلع معه ..."
مشاعل:"طيب وبعدين..."
ريم:"انا لما شفت فهد في قمة غضبه خفت وانكرت كل اللي قاله وقلت له ان الصور وصلت له ومالي ذنب...بس هو ماصدق...واللي خايفه منه فهد يكتشف مكالماتي له وبكذا بيصدق كل كلامه"
مشاعل بعد لحظة صمت:"بس انتي غلطانه المفروض صارحتيه..."
ريم بانفعال:"منتي بصاحيه فهد كان هاين عليه يخنقني...."
ولما ماردت مشاعل كملت كلامها وهي في قمة انفعالها:"ياويلي لو يدري خالد والله مايرحمني...لانه بيصدق كل كلام وليد لانه اكتشف مكالماتي له...عاد خالد مايرحم.."
مشاعل:"والله ماادري وش اقول ياريم..."
قاطعتها ريم:"اوكيه يامشاعل بسكر اللحين اسمع جوالي يرن...."
وبعد ماسكرت من مشاعل ناظرت الجوال كانت ساره المتصله...ولانه مالها خلق تكلم أي احد ...طلعت غرفتها من غير ماترد...ساره اكيد رايقه وتبي تسولف وهي مالها خلق نفسها....
.
.
.
في المقهى...كان عمر قاعد ينتظر فهد...وصل قبله بفتره...حاس بتوتر ويتمنى ربه يوفقه في مهمته...شد نظره شباب قاعدين قريب منه...واضح من اشكالهم صغر سنهم
وصوت ضحكهم واصل اخر الدنيا وكل واحد ماسك الشيشه بيده...ابتسم بسخريه
متأكد ان كل واحد حاس انه وصل لقمة الرجوله ...قطع عليه افكاره صوت جهوري
"خير ...فيه شي!؟؟"
كان المتكلم واحد من الشله اللي مقابلينه....
عمر:"لاء مافيه شي...
"وليش تناظر"
عمر:"بس حبيت اسئلكم كم اعماركم..."
تحولت نظراتهم العابثه لنظرات استنكار وغضب في وقت واحد....
رد عليه واحد منهم بصوت كله غنج:"ليه بتخطب؟؟"
اللتفتوا على صاحبهم واللي شكله اصغر واحد فيهم...ولما شاف نظراتهم اختفت
ابتسامته...
رد عليه اول واحد:"وش دخلك حتى تسأل؟؟"
عمر بهدوء:"وليش معصب...سؤالي لاني احس انكم صغار على الشيشه...وسوالفها..."
"تكفي ياكبييير...."
عمر:"ايه كبير بس للاسف يوم كنت في سنكم تجاهلت نصايح الكباروماعرفت صحة كلامهم الا يوم ما ينفع فيه الندم..."
لما شاف الاول ان عمر بيبدى نصايح ولانه الظاهر هو زعيم الشله قام ...ولما شافوه شلته قاموا معه....
"لو ماورانا مباره اللحين وبنروح الملعب كان علمتك اشلون ماتدخل في اللي مالك فيه..."
وطلعوا بضجيج مثل مادخلوا...كان عمر متحسر عليهم لانه يشوف فيهم صوره منه...
ناظر ساعته ...لما حس ان فهد تأخر...ولما رفع نظره كان فهد واقف قدامه...
وقف وسلم عليه...وبعد السلام...قعدوا واثنينهم حاسين بتوتر....
قطع فهد الصمت:"حيا الله عمر...عاش من شافك..."
عمر:"الله يحيك...تدري بعد مشاغل...اشلونك واشلون خالد؟؟"
فهد:"كلنا بخير...اشلونك انت واشلون الاهل؟؟"
عمر:"ماعليهم طيبين الله يسلمك...."
كان فهد ينتظر متى يدخل عمر في الموضوع...لان المسج اللي ارسله له يقوله ابيك بموضوع بخصوص وليد...
عمر بتردد:"اكيد تبي تعرف السالفه اللي طلبت اقابلك عشانها...."
هز فهد راسه بالايجاب...
عمر:"ماادري من وين ابدى....لكن ببدى من الاخير...الصور..."
وسكت حتى يشوف اثر هالكلمه على فهد ... رغم محاولات فهد اخفاء تعابير وجهه الا انه بان االتوتر الشديد عليه....
كمل عمر كلامه بحذر شديد:"انا دريت عن انها وصلت الصور لك عن طريق سعود...و"
قاطعه فهد بغضب:"وسعود بعد...من يدري غيركم..."
عمر بهدوء:"لا تقاطع الله يهديك...انت فاهم الموضوع غلط..."
فهد:"أي غلط واللي يرحم والديك...تظن انه سهل علي اتكلم عن صور بنت عمي وزوجتي بمنتهى السهوله..."
عمر:"لاء مهو بسهل...لكن تراها مظلومه..."
فهد وهو حاس انه مثل الغريق اللي يتعلق بقشه:"وشلون مظلومه...."
عمر:"الصور وصلت ليد وليد عن طريق صديقتها والسبب حتى ينتقم منك..."
فهد:"مني انا...."
عمر:"ايه منك انت...عرف عن طريق سعود ان خويته صديقة بنت عمك...وهو مانسى لك الموقف القديم...وحس انها طريقته الوحيد حتى ينتقم منك.."
كان عمر وهو يتكلم عن هالموضوع حذر ويتمنى يساعد في اصلاح حياة فهد مو هدمها وعشان كذا ماجاب طاري المكالمات....
فهد بقهر:"النذل....اخ لو يطيح بيدي....بس انت اشلون دريت؟؟"
عمر:"انا كنت مثل ماانت عارف ساكن معهم واسمع تخطيطاتهم ...وكنت ناوي اتلف الصور اللي مع وليد بس حصلت ظروف اضطريت اسافر ولما رجعت قالي سعود عن كل اللي صار وحسيت انه من واجبي اوضح لك الحقيقه..."
فهد:"فيه غير هالصور؟؟"
عمر:"لاء..."
فهد:"وش اللي يخليك واثق...."
تنهد عمر:"لانه وليد ماكانت نيته الصور توصلك مثل ماهي...بس ربك خرب عليه افكاره اللي مخطط لها..."
فهد:"اشلون"
عمر:"قبل ملكته سوى فحوصات اللي قبل الزواج...وطلع عنده الايدز...ومع ذلك الحقد اللي فقلبه عليك زاد ولانه بيسافر ماكان عنده وقت الا انه يرسل الصور كلها...ومثل ماهي...."
سكت فهد وهو عايش صراع راهيب في داخله...بين عقله الملئ بالشكوك وقلبه الملئ بالحب...مايدري يصدقه ولا يكذبه ...بس ليه يكذبه ومعه حق في كل اللي يقوله....قطع عليه افكاره صوت عمر....
عمر:"وين رحت؟؟"
فهد:"مارحت بعيد....تدري لو هي مامشت مع صديقه منحطه وسافله ماصار هالشي..."
عمر:"يعني في نظرك غلطانه...."
فهد:"عمر تظن اني اشوف صورها مع رجال غريب شي سهل بالنسبه لي...."
عمر:"بس هي مالها ذنب...."
فهد:"صادق ....وهالبنت الله لا يوفقها..."
عمر:"لا تدعي عليها....ترها بنت انضحك عليها...وهي وصلت الصور لما تأكدت انه وليد بيخطب ريم..."
فهد:"حتى ولو....مهو بعذر....وش صار فيها لا زالت على علاقه مع سعود..."
هز عمر راسه:"ماادري....بس تتوقع سعود بيرتبط فيها...."
ضحك فهد بسخريه:"مااعتقد فيه غبي يتزوج وحده سمحت لنفسها تخون ثقة اهلها "
عمر وهو يفكر في حال مشاعل لما تركها سعود بعد مادمر حياتها:"يااخي عجيب حال المجتمع عندنا....اذا غلط الولد الكل ياخذ الامر بمنتهى السهوله ...وطيش شباب وبيعقل...والبنت اذا غلطت تقام عليها المحاكم من اسرتها وتلصق بها ابشع التهم وتصير منبوذه من الكل حتى لو غلطتها بسيطه..."
فهد:"اكيد البنت المفروض تكون حريصه على نفسها...."
عمر:"واللي يقهرك الشاب حتى لو كان يكلم وحده ملكت قلبه مستحيل يتزوجها...بس ماعنده مانع يتزوج وحده حتى لو كان لها ماضي مع غيره مايعرفه...اهم شي مايكون لها ماضي معه هو"
تسند فهد على الكرسي:"شف ياعمر....اساس الحياه الثقه...ولوالشك تغلل في قلب واحد منهم حياتهم رح تتعرض لمشاكل كثير...ولو دخل الشك من الباب طلع الحب من الشباك...هذا رايي...وانا مااحلل لنفسي اللي احرمه على غيري لكن....البنت بما غرس الله فيها من حيا وخجل طبيعي...المفروض ماتكون صيد سهل...."
عمر:"ماعلينا...اللحين يااخو احس اني ارتحت لاني من وقت ماعرفت من سعود كل اللي صار وانا متردد ...اشلون ابدى معك هالموضوع الحساس.."
فهد:"مشكور وماقصرت...."
^^^
الساعه تسع في الليل قاعده تقرا مجله...شدها موضوع فيها...كانت تقرى وهي مندمجه...ولما خلصت رمت المجله وطلعت الصاله حتى تتفرج على التلفزيون...كان المكتب مفتوح وخالد مثل ماتركته قبل شوي لازل مركز على الاوراق اللي قدامه...وقفت قدام الباب بهدوء...ولما ماحس فيها لفت ورى وقبل ماتمشي سمعت صوت خالد...
"وين رايحه؟؟"
ورجعت ناظرته كان ممدد رجلينه على المكتب بكسل...
بسمه:"بروح تحت شكلك مشغول وما ودي اعطلك...."
خالد:"تعالي اصلا باخذ وقت مستقطع...."
رجعت بسمه وقعدت على الكرسيي اللي مقابله...
بسمه:"تصدق من تزوجتك اول مره اشوفك مشغول صدق...."
خالد :"اللي يسمعك يقول لنا متزوجين عشر سنين ...كلها على بعضها ماوصلت عشر شهور..."
بسمه وهي تضحك:"لا وثلاث ارباعها راحت في مشاكل و...."
خالد وهو يقاطعها:"المشاكل ضاهره صحيه في حياة أي ثنين في بداية زواجهم...وبعدين ملح الحياه...."
بسمه:"ايه بس ملحنا كان زايد شوي...."
خالد وهو ينزل رجلينه من على المكتب ويعدل جلسته:"طيب تخيلي معي حياه كلها حب في حب ومافيه ريحة مشاكل او اختلاف ...تتوقعين بتكون حياة سعيده..."
بسمه:"اكيد في نظري قمة السعاده...."
خالد:"بالعكس قمة الملل..."
بسمه :"تدري لو قعدت قعدت من اليوم لبكره تقنعني مارح اقتنع...بس بغيت اسألك بتطول ..."
خالد:"يعني شوي ....بس لعيونك اترك اشغال الدنيا اذا تبيني في أي خدمه...."
بسمه:"لاء مشكوووور ماتقصر......"
خالد :"العفووووو...."
بسمه لما شافت خالد يناظر الاوراق اللي قدامه:"متى بتقدم هالاوراق...."
خالد:"خلال هالاسبوع ان شاء الله...."
بسمه وهي قايمه:"اوكيه بروح اتفرج على التلفزيون..."
خالد:"انا اتمنى اعرف اشلون بتنجحين هالسنه...والدراسه اخر ما تفكرين فيه..."
بسمه بكل فخر:"انا شطاطا لا تخاف علي..."
خالد بااستغراب:"شطاطا وش هالمصطلح الغريب..."
بسمه:"هذا الله يسلمك تقدر تقول تدليع شاطره اواختصار لها...مصطلح قديم يذكرني بايام حلوه..."
قالت كلمتها بكل حزن وطلعت...كانت وهي صغيره كثير تسمع من اخوها بندر كلامات غريبه من اختراعه ...ينساها على طول وتتمسك هي فيها من كثر اعجابها به وبكل اللي يقوله....جلست على الكنبه وهي تحاول تعدل مزاجها اللي تعكر بتذكر ايام ماضيه... ....ماحست بخالد الا وهو جالس بجنبها....
خالد بضيق:"افففف زهقت من قعدت البيت...ياللا طلعنا نتمشى شوي..."
بسمه بحماس:"موافقه...بس مهو اذا ركبنا السياره يجيك تلفون تغير رايك وتضحك علي بدوره حول البيت وترجعني كالعاده"
خالد وهو يضحك:"كالعاده...ليش الظلم وعشان اطمنك ...بسكر الجوال..."
بسمه:"ايه كذا تريحني...ماقلت لك وش قالت لي الدكتوره في موعدي اليوم العصر اللي راحت معي بدريه"
خالد بخبث:"الدكتوره الحلوه اللي شفتها لما رحت معك...."
سكتت بسمه وهي تحاول تبين له عدم اهتمامها...
بسمه:"ايه الدكتوره الحلوه...وتسلم عليك على فكره..."
خالد وهو يتنهد:"الله يسلمها....و....يسلمك..."
بسمه:"تحاول تستفزني ...طيب دريت اخيرا وش في بطني ومارح اقول..."
خالد:"صدق....بنت الذين موصي عليها لا تقول حتى تصير مفاجأه...."
عصب بسمه ورمت عليه المخده وقامت...ورجعت بالقوه لما حست بيد خالد تشدها بجنبه...
خالد:"امزح...اشفيك انتي..."
بسمه وهي تدعي البرود:"مافيني شي...بس تقهر...حتى ماسألتني عن موعدي واشلون صحتي وصحة البيبي...بس تسأل عن الدكتوره و..."
خالد وهو يضحك:"امزح معك...والموعد والله نسيته...."
ماردت عليه بسمه....
خالد:"طيب وش قالت لك...؟؟"
بسمه بلا مباله:"قالت لي ياولد يابنت...."
خالد بااستغراب مصطنع:"صدق والله....ولد ولا بنت.. مافيه خيار ثالث"
بسمه:"لاء بس خيارين......."
خالد وهو يقرب اذنه من بطنها:"طيب بتصل في صديق..."
رفع راسه:"اكلمه مايرد الحبيب شكله نايم...طيب ممكن حذف اجابه..."
بسمه:"لاء..."
خالد وهو يناظرها بحنان:"صدقيني عادي عندي ...اهم شي الله يقومك بالسلامه ...صحيح خاطري ببنت قمر على امها...لكن اللي يجي من الله حياه الله"
بسمه:"قمر شمس مارح اقول....."
مسك خالد بيدها بقوه:"بتقولين غصب...."
بسمه وهي تحاول تفك يدها:"يدي بتكسرها...خلاص بقول..."
ولما فك يدها ناظرته بطرف عينها:"ومن اللي يقول مايهمه اهم شي سلامتك..."
خالد:"ايه بس شي يقهر انتي تعرفين وانا لاء..."
بسمه وهي قايمه:"تدري خل نطلع لا تهون وعقب نكمل كلامنا..."
خالد:"يعني مابتقولين..."
هزت راسها بالنفي ومشت..وماانتبهت على الطاوله اللي قدامها ...ماقدرتت تتحكم في نفسها وغمضت عيونها لانها تأكدت انها بتطيح ..حتى حست يد خالد القويه ترفعها قبل ماتطيح..وعدل وقفتها اللين صارت مقابلته ويدينه من ورى ظهرها....
خالد برقه:"عسى ماتعورتي...."
بسمه وهي تناظر رجلها:"احس بألم خفيف في رجلي...."
نزل خالد يناظر رجلها:"صدمتي الطاوله بقوه...اشلون ماانتبهتي لها..."
بسمه:"ماادري حسيتها بعيده عني...عموما الحمد لله ماصار شي..."
ومشت على رجلها وهي تحاول ماتظهر تألمها حتى تثبت له انها طيبه...
ولما وصلت لباب الغرفه:"ببدل ثيابي وبنطلع..."
هز خالد راسه وهو يضحك:"انتظرك تحت...."
اخذ مفتاح سيارته ووجواله ومحفظته ونزل... كانت خالته وامه قاعدات في الصاله...ومنسجمات في سوالفهم...
خالد :"السلام عليكم...."
وقفت ام محمد حتى تسلم على خالد...
ام محمد:"وعليكم السلام هلا والله بخالد...وينك ياولدي محد يشوفك؟؟"
بعد ماسلم على خالته قعد بجنبها:"تدرين بعد ياخاله اشغلتنا هالدنيا الا انتي دوم على البال..."
ام محمد بعتب:"طيب اتصل اسأل ...قل لي خاله اشوف اخبارها..."
خالد:"ادري والله مقصر...وعشان ارضيك بكره من صلاة المغرب وانا عندك...واخذك نفر الرياض مثل قبل تذكرين..."
ام محمد بحنان:"انا مانسيت انت الظاهر اللي نسيت...تتذكر ياخالد اول ماطلع لك ابوك السياره...اول من ركبها انا وامك..."
خالد وهو يضحك:"اتذكر..وانتي وامي على راسي...ارفق وانا امك...انتبه للاشاره..لا تسرع...شف السياره اللي وراك ..."
ام خالد:"من حرصنا عليك ياولدي...."
مسكت ام محمد بيد خالد وبكل صدق:"وهي صادقه امك من خوفنا وحرصنا عليك...والله ياخالد انك في غلاة محمد وعبير عندي "
رفع خالد يدها وحبها:"وانتي في غلاة امي...بالعكس لك ايادي بيضاء علي ...وكنتي لي خير عون على ست الحبايب..."
ام خالد:"شكل بينك مؤامرات ماادري عنها...اعترفوا ياللا..."
ام محمد:"هذاك من اول...ياكثر ماكان يتصل علي ...واحيانا يجي فجأه...واللحين لا اتصال ولا شوفه..."
خالد وهو يضحك:"الظاهر حاقده علي....(ولما شاف بسمه داخله)تعالي يابسمه توسطي لي عند خالتي..."
كان عارف ان علاقة بسمه وخالته مهي قويه...وهالشي مايرضيه ...يتمنى زوجته وخالته تكون علاقتهم فيها ود اكثر....
قامت ام محمد تسلم على بسمه بدون نفس...وهي مقهوره من خالد لانه يدخل بسمه في شي مايخصها...
بسمه:"اشلونك ياخاله..."
ام محمد بدون نفس:"بخير الحمد لله..."
ام خالد :"على وين اشوفك لابسه عباتك..."
خالد:"بنطلع شوي..."
ام خالد :"وين بتطلعون خلوكم معنا شوي...."
خالد:"مارح نطول ...عن اذنك ياخاله...."
ام محمد:"اذنك معك ياخالد..."
كانت تناظرهم بحقد اللين طلعوا....تكره بسمه لانها اخذت مكان بنتها وتكرهها اكثر لاحساسها انها هي السبب في ابتعاد خالد عنها....خالد اللي من هو صغير وهو قريب منها ومعتبرته مثل محمد ولدها...رجعت للواقع لما سمعت صوت ام خالد...
ام خالد:"اكلمك وين رحتي؟؟"
ام محمد وهي تتنهد:"شفتي اشلون...كان قاعد معنا وش حلاته ...اللي شرفت حضرت جنابها..."
ام خالد:"هم اصلا كانوا طالعين..."
ام محمد:"انا ماادري اشلون متحملتها...."
ام خالد وهي تعدل جلستها:"ما شفت منها شي...وانا ادور راحة ولدي مثل ماانتي تدورين راحت ولدك...العنود مثلا تغارين منها..."
ام محمد باارتباك:"لاء مااغار منها بس العنود غير....غير عن هالبسمه"
قالت كذا ومهي مقتنعه بجوابها...ومتأكده فدخلها ان كرهها لبسمه لانها اخذت مكان
بنتها..كان زواج خالد وعبير هو اقصى امانيها...ودخلت بسمه في حياة خالد وتغير بسببها كل شي....
***************
كان في سيارته وما يدري وين يروح....كلام عمر ريحه...لكن حز في نفسه ان ريم تكون في هالموقف ...هي قبل كل شي بنت عمه ومايتمنى اسمها ينذكر على لسان احد لا بخير ولا بشر...اثبت له عمر ان ريم مالها ذنب ومع ذلك فداخله كبرياء مجروحه ومايدري ليش مهو حاس بالذنب ومقهور من صداقات ريم لبنات مايستاهلون....
ما حس بنفسه الا هو موقف قدام بيت العنود اخته ...دق عليها تلفون حتى يتأكد اذا هي موجوده في البيت ونزل من سيارته ودخل...كانت العنود في استقباله عند الباب...
وبعد ماسلمت عليه كانت تناظر وراه ...انتبه فهد عليها....
فهد:"وش تناظرين...."
العنود:"ريم مهي معك...."
مشي فهد على الصاله وتكلم من غير مايلتف عليها:"لاء ...."
وقعد على الكنبه:"وانا اقول وش هالاستقبال الحافل...العاده الشغاله اللي تفتح الباب
وتقعدين ملاحق انتي وبزارينك ساعه..."
قعدت العنود قباله:"توقعتها معك...وعيالي نايمين يعني مافيه ازعاج..."
فهد بعد تردد:"محمد موجود..."
العنود بااهتمام:"لاء مهو فيه...فهد فيك شي؟؟"
ماحس فهد بنفسه الا وهو يحكي لها كل اللي صار...كان محتاج يسمع رايها...لانه دايم يثق فيها ويحترم رايها....ولما خلص كلامه ...سكت ينتظر يسمع ردها....
العنود:"طيب احمد ربك طلعت ريم مالها ذنب..."
فهد:"انا مقهور ان صورها طاحت في يد عيال(...) يعني كل مااتخيل كم واحد شاف صورها ..احس بنار في صدري..."
العنود وهي مصدومه:"بصراحه ماتوقعت هذا رايك....فهد اللحين عيال الحرام كثر ..
وممكن تشوف صور زوجتك واختك بدون ذنب أي وحده تقدر تصورها بالجوال فمكان عام...وتنشرها"
سكت فهد وما رد عليها....
وكملت العنود كلامها:"فهد لا تفكر في الموضوع من هالناحيه...وليد حب ينتقم منك من خلال بنت عمك...تخيل لو وافقوا عليه لما خطبها مثل ماقلت لي...تعرف اشلون بينتقم بيطلقها ثاني يوم حتى يفضحكم من الناس..."
فهد:"اعوذ بالله اشلون جت هالفكره في راسك..."
العنود:"مايبي لها ذكاء ...لما خطبها تتوقع ليش؟؟"
فهد وهو يتنهد:"ممكن كلامك صح....بعدين ريم قاهرتني دلوعه وتعامل الناس بفوقيه وتكبر...."
ضحكت العنود:"هذا انتوا يالرجال تقولون للحرمه مكفرة عشير...وبرايي الرجال في زمنا هو بعد مكفر العشيره...."
فهد وهو يناظرها بطرف عينه:"تتعصبين لبنات جنسك..."
العنود:"لاء والله ...انا مع الحق...من اول تموت في ريم وفي دلعها...واللحين من عقب مشكله مالها ذنب فيها قمت تطلع عيوب انت عارفها...."
رجع فهد راسه لورى بتعب:"لو تدرين يالعنود عن الصراع اللي داخلي كان رحمتيني...تصدقين للحين شاك في كلام ريم وكلام عمر...و..."
قاطعته العنود بنفاذ صبر:"فهد انت شفت عليها شي..."
فهد :"لو شفت شي ماقعدت معي للحين..."
العنود:"خل عنك الوساوس اللي دخلها وليد في راسك..."
فهد :"احاووول...بس قومي دوري شي اكله ...من الصبح مااكلت شي..."
العنود:"بقول لشغاله تحضر العشا ..."
وسكتت لما شافت فهد يبتسم...
العنود:"قلت شي يضحك..."
فهد:"تذكرت ريم...قلت لها انتي اللي تطبخين الغدا...ودخلت عليها وهي تحظر...وكنت مستغرب معقوله ريم مطيعه لهدرجه...وانا طالع العصر اصلي...لقيت الشغاله طالعه من باب المطبخ...كانت متفقه معه تحظر الغدا...على انه طباخها..."
العنودوهي ماشيه:"تتوقع وحده مادخلت المطبخ ...من اول مره بتطبخ غدا مره وحده..."
فهد:"بتصير ان شاء الله ست بيت سنعه...اللي قاهرني لما دخلت وهي تشتغل كسرت خاطري ...والحبيبه ضاعت بس وهي تجهز الاكل...بنات هالايام بصراحه يقهرون..."
وانتبه انه يكلم نفسه لان العنود راحت المطبخ...كلامها جدا ريحه وحسسه بغلطه وانه لازم ينسى كل شي...
^^^
دخلت البيت على الساعه 12في الليل...كان ابو محمد حاط على الجزيره...ولا حس فيها لما دخلت...رمت عباتها بعدم اهتمام وقعدت ...
ام محمد:"السلام عليكم...."
رد ابو محمد وهو يناظر التلفزيون:"وعليكم السلام...."
حطت يدها على خدها وهي تناظره وهو ولا معبرها ومركز على الاخبار...
ولما شافها تناظره سألها:"اشفيك ؟؟"
ام محمد ببرود:"مافيني شي...وينها عبير؟؟"
ابو محمد :طلعت عند صديقتها...."
ام محمد وهي معصبه:"واشلون تخليها تروح لصديقتها وتتأخر لهالوقت؟؟"
سكر ابو محمد التلفزيون بضيق:"وليش عصبتي ...دايم عبير تروح لصديقاتها مهي اول مره يعني..."
ام محمد:"هي طلعت من غير ماتقولي وبعدين وش هالصديقه اللي قاعده معها لهالوقت..."
ابو محمد:"يابنت الحلال هدي نفسك شوي وتشوفينها داخله..."
ام محمد:"انت ماتخاف على بنتك...ما تسمع عن قصص هالبنات اللي ضاعوا بسبب اهلهم اللي ما سألوا عنهم..."
ابو محمد:"فال الله ولا فالك....عبير بنت متربيه مهي مثل هالبنات..."
ام محمد:"اذا انت واثق في بنتك بتواثق في اللي قاعده معهم..."
ابو محمد:"انتي جايه معصبه من بيت اختك وجايه تحطين حرتك في عبير..."
ام محمد:"مافيه احد بيموتني ناقصة عمر الا انت...وبرودك.....كنت السبب في انه خالد ترك بنتك واللحين بتضيعها..."
ابو محمد بضيق:"ترى كرهت خالد من كثر ماترددين اسمه...بنتي لو بغت بزوجها اللي احسن من خالد...."
دخلت عبير وهي مستانسه من برى وتدعي ربها ان امها تدخل تنام من غير ما تدري عن طلعتها...ومن سمعت صوتهم عرفت انها بتحصل محاضره من امها...
ام محمد لما شافت عبير :"وشوله مبكره...كان قعدتي للصبح..."
اتجهت لابوها وحبت راسه...وقعدت بجنبه بعد ماحط يده على كتفها...
عبير:"كنت عند فوزيه وما حسينا بالوقت...."
ام محمد بعصبيه:"وليش ماقلت لي قبل مااطلع عن طلعتك..."
عبير ببراءه:"كنت نايمه ولما طلعت اقولك مالقيتك وقلت للبابا ووافق..."
ام محمد:"وليش مااتصلتي...."
ابو محمد:"قالت لك بعد قلبي استئذنت البابا...ولا ماني بمالي عينك..."
طلعت ام محمد غرفتها وهي معصبه من عبير اللي تعاندها ولاهي بقادره توقفها عند حدها بسبب دلال ابوها الزايد لها...وخايفه لا يكون عبير تكذب عليها ورجعت لسوالفها القديمه....
^^^
صحى الظهر من نومه...كانت ريم مهي موجوده...ابتسم لما تذكر كل اللي دار بينهم البارح من حوار ...حس انهم تخطوا مشكله كانت ممكن تدمر حياتهم...ريم مهما كان بنت عمه بكل اخطائها وعيوبها وفوق كذا زوجته اللي يحب ولازم يقتل كل الشكوك اللي فقلبه...انتبه على ريم اللي داخله بالصينيه ...
فهد وهو يعدل جلسته:"وليش تعبين نفسك ياحياتي..."
ريم وهي تحط صينية الفطور قدامه:"تعبك راحه...."
فهد وهو يناظر ساعته:"بس هذا فطور ولا غدا..."
ريم:"اشرايك يعني!!"
فهد:"انا اشوفه فطور في وقت الغدا...بس سؤال اذا امكن لمساتك ولا لمسات الشغاله..."
ريم وهي تضحك:"لمساتنا احنا الاثنين..."
فهد وهو يناظرها:"اهم شي ان اللي شالت صينية الفطور هو انتي..."
ريم :"تصدق يافهد ...افتقدتك الايام اللي راحت وعرفت قدرك واشلون انت غالي علي ومااقدر اعيش من غيرك...الله لا يحرمني منك..."
فهد وهو يبتسم لها:"ولا منك بس تعالي افطري معي لا نقلبها فلم هندي "
وقعدت ريم بجنبه...كانت مستانسه ان كل شي انتهى ووليد اللي كانت تعتبره تهديد انتهى من حياتها للابد...موقف فهد وتفهمه لكل شي اسعدها قالها عن عمر وكل اللي حكى له...احترمت عمر لموقفه النبيل اكيد يدري انها كانت تكلم وليد بس ماقال......وهي بدورها ماصارحته اعتبرت هالشي ماضي وانتهى ...ومصارحتها لفهد بهالماضي مارح يفيد بشي بالعكس ممكن يسبب لها مشاكل هي في غنى عنها....
^^^
يوم الخميس وبعد صلاة العشا ...كان الكل في بيت ابو خالد الا ريم اعتذرت...
حط خالد يده على راسه من الصوت...ازعاج من عيال خواته ...وصوت بدريه وبناتها وساره وبسمه وهو يسولفون....
خالد وهو يصارخ:"هدووووووء....."
عم الهدوء المكان لما سمعوا صوت خالد......
خالد:"الله مااحلى الهدوء...."
امل وهي تناظره بطرف عينها:"مااحد ضربك على يدك حتى تقعد معنا..."
خالد وهو يضحك:"بدريه بنتك للحين زعلانه..."
بدريه"ماعليك منها...."
انقهرت امل من رد امها....
رهف وهي تضحك:"بس بصراحه ياخالي انت كذا...لانك عرفت اشلون تخلي طلال يغلط على البرنسيسه امل"
خالد:"بس متأكد انها الغلطه الاولى والاخيره له..."
امل:"طبعا...تدري ليش؟؟
خالد:"ليش...."
امل :"لان طلال غير..."
بسمه وهي تضحك:"للحين طلال غير...ما غيرتي الشعار..."
رهف:"لا ياحبيبتي...جده لها عشر طعش سنه وهي جده غير...طلال كلمة غير معه للابد..."
بدريه:"بدت الظاهر حرب داحس والغبراء...."
بسمه:"بس من داحس ومن الغبراء فيهم..."
امل:"ها ها بايخه ماتضحكين..."
قامت رهف وعطت خالد دفتر صغير كانت شايلته...
رهف:"ممكن ياابو رهف تكتب لي كم كلمه حلوه في اوتجرافي المتواضع..."
خالد بااستغراب:"من ابو رهف..."
قعدت رهف بجنبه:"انت طبعا..."
خالد:"لا اسف مااقدر ادمر مستقبل بنتي وسميها عليك...."
رهف وهي تشهق:"وليش يتدمر مستقبلها..."
خالد:"اخاف تكبر وتاخذك قدوتها ..."
رهف:"اكيد بكون قدوتها..."
خالد وهو يمسك بخصل من شعرها:"بعد الشر عن حبيبة قلب ابوها تتخذك قدوه...ناظري شعرك...حشى ولد ماانتي بنت..."
رهف:"ياخالي انا مايناسب وجهي الطويل...قصتي هذي تظهر ملامح وجهي الناعمه..."
خالد:"لا تطولين شعرك بس لا تحلقينه كانك ولد..."
رهف:"المهم ماعلينا...اكتب لي..."
خالد وهو يتصفح الاتجراف:"وش اكتب ماعندي الا جمله حفظتها من زمن جدي
اتمنى لك التوفيق في حياتك العلميه والعمليه"
رهف:"اكتب أي شي...بس بخط حلو...لان صديقاتي اكيد بيقرون كلامك..."
امل بخبث:"لا تنسى ياخال تقرا وش كاتبات صديقاتها...."
ناظرتها رهف بحقد...
قلب خالد الا وراق بين يده وهو مستغرب من اللي يقرا...
خالد:"رهف عادي اصور الاوراق اذا بغينا نكتب رساله حب وغرام..مارح القى احسن من هالمصدر..."
رهف:"ايه عادي..."
خالد وهو يمسك بشعرها برفق:"رهوفه حبيبتي هالكلام بعضه مهو لايق..."
رهف:"عادي صديقاتي..."
خالد:"لا مهو عادي...تدرين يابسمه ان شاء الله يجينا ولد...البنات اذا مثل رهف متعبات..."
بدريه وهي تتنهد:"أي والله ياخوي...متعبات بشكل..."
امل :"يمه ليش تجمعيني معها..."
سكتت لما سمعت خالد يتكلم:"اسمعوا بالله...وش كاتبه صديقتها الملقبه باام دحيم في الختام(الله يرزقتس الرجل الصالح...اللي يعزتس...ويرزتس...وللجنه يدزتس..."
رهف باقي صغار على العرس..."
رهف وهي ميته ضحك:"نمزح ياخالي..."
بسمه:"صادقه ياخالد يمزحون وما فيها شي....."
ناظرها خالد بطرف عينه:"طيب انتي وش كان لقبك ايام زمان..."
سبقتها امل:"لا حرمتك كانت دافوره ...ولا لها بهالشغلات.."
خالد:"بعدي والله هذي الحرمه السنعه...."
امل:"من يمدح العروسه..."
خالد:"زوجها طبعا...."
بدريه:"امل...ترى صدع راسي منك...."
ام خالد :"بالعكس يابدريه والله مايوسع صدري الا بناتك..."
ناظرها خالد:"لا تصدقين امي تراها تجاملك..."
ناظر خالد ساعته وقام:"للاسف مضطر اروح ولا القعده معكم ماتنمل...لان امي وبسمه معكم..."
امل:"يااخي خذ بسمتك معك وفكنا..."
وسكتت لما شافته متجه لها وقعدت عند ام خالد...وقف خالد لما شافها عند امه وطلع ...
كانت بسمه تتأمله وهو طالع...تحبه بكل مالها الكلمه من معنى...تحبه بكل ذره في كيانها...وبكل عرق ينبض في جسمها...كان يمثل لها كل شي...ومن خلاله تعيش السعاده الكامله...وعندها تفقد الدنيا... ارحم من فقدانه.....
^^^
بعد مرور اسبوع ....
طلعت من بيت ام عبد العزيز وعلى وجهها مرسوم ابتسامه خبيثه...كانت متأكده ان كل اللي خططت له بمساعدة ام سعيد مارح يضيع....خططوا بكل مكر وخداع ....لابعاد بسمه وللابد عن طريق بنتها...مكان بسمه مهو بينهم مكانها في بيت عمها...
شكرت الظروف اللي عرفتها على ام سعيد...و متأكده من موافقت ابو عبد العزيز لان حبه للفلوس غير طبيعي...
.
.
.
بعد تفكير مااخذ منه الوقت الطويل وافق على كل ماطلب منه...والمبلغ اللي بيحصله ما كان يحلم به...اصلا بسمه ماتهمه...والشي المطلوب منه مايتعدى كذبه...وبتدر عليه الخير الكثير...اصلا هو اسهل شي عليه الكذب ومتعود في مكتبه على الكذب على الزباين في بيع الاراضي...
.
.
.
كان ينتظرها في السياره ....من بعد اللي سمعه في المكتب شعور بالمراره يسيطر عليه...وكان عايش على امل ان كل اللي سمعه كذب وافتراء...انتبه على بسمه لما ركبت السياره..
وبتوتر سألته:"خالد ...وش مناسبة الزياره لبيت عمي..."
خالد بهدوء:"اتصل علي يعاتبني ليش مانزوره...ليش انتي خايفه من هالزياره..."
بسمه"مو خايفه انا مستغربه بس..."
سكتت لما مارد عليها...حاسه ان خالد مهو طبيعي...طول الطريق ساكت...ما تدري ليش انقبض قلبها لما وصلوا بيت عمها....
دخلت ورى خالد بتردد ...وما سلمت على عمها بس شافت عمها يعطي خالد ملف..
لما فتحه خالدتبدلت نظراته لها...كان يناظرها نظرات كلها احتقار وكره...
كان عمها يتكلم بكلام مافهمته عن ملف واوراق ...
طلع خالد وهو مار بجنبها مسكت بيده...
بسمه بتوسل:"خالد وش السالفه..."
خالد بسخريه:"ماتدرين وش السالفه....وش هالبرائه اللي تطل من عيونك..."
بسمه:"خالد...فهمني...ولا تصدق عمي...والله يكذب عليك..."
جاها صوت ابو عبد العزيز:"سامحيني يابنت اخوي ماقدرت انفذ اللي طلبتي مني..."
بسمه وهي لازالت مماسكه يد خالد"حرااام عليك يالظالم اللي ماتخاف ربك...وش سويت لك حتى تدمر حياتي..."
وانصدمت لما شافت عمها ينزل راسه للارض وهو يمثل دور المغلوب على امره...
رجعت ناظرت خالد لما حاول يسحب يده:"خالد لا تتركني هنا..."
خالد باستحقار:"مكانك هنا..."
بسمه وهي تصيح:"خالد والله ماادري وش السالفه....حرام عليك ارحمني واذا مارحمتني ارحم ولدك..."
وسحب خالد يده بكل قسوه وطلع....رمت نفسها على الارض وهي منهاره...
حست ان الهوا تبخر من حولها وانها مخنوقه مهي قادره تتنفس...والافكار تتضارب في راسها....حتى حست بيد تشدها بكل قسوه من شعرها حتى وقفت على رجلينها...كانت يد عمها ونظرات قاسيه تطل من عيونه...وظربها على وجهها بيده القاسيه...
واختلطت دموعها ودمها اللي ينزف من انفها...
.
.
.
طلع وركب سيارته ومشي بسرعه وهو يحس كانه انتزع قلبه من صدره وداس عليه...نظراتها المتوسله ودموعها هزت من الاعماق...وداخله صراع فضيع ...صوت يقوله برئه ومظلومه...وصوت يقول كل شي ضدها وهي خانت ثقتك فيها وباعتك رخيص...وهو في دوامه افكاره مااانتبه على الاشاره الحمرا اللي قطعها.....وما حس الا وهو في مواجة سياره وبااقصى سرعته....
**********************************
لجزء التاسع والعشرون....
كان الليل الموحش يغطى كل شي...والهدوء يعم المكان يتخلله صوت انين خافت ...
دموعها مغرقه المخده وتحاول تكتم شهقاته حتى مااحد يسمعها واذا حست انها مخنوقه
بكت بصوت مكتوم يقطع نياط القلب...
سمعت صوت الشغاله وهي تتأفف من صوت بسمه اللي ازعجها من النوم...كانت متعاطفه معها اول ماشافت حالتها...وفرشت لها فراش في الارض حتى تنام وحاولت تواسيها لما شافت حالتها المنهاره...ولما حطت راسها ونامت ...تضايقت من صوت بسمه اللي ازعجها ونست تعاطفها معها...
قامت بسمه بصعوبه بعد ماتسندت على الجدارلان نومتها في الارض ماكانت مريحه...وصلت للباب وفتحته بهدوء وحاولت ماتصدر أي صوت....ودخلت الحمام ...وصدمت لما شافت وجهها في المرايه كان متورم من الصياح ومن ضربة عمها على وجهها...ولما تذكرت طق عمها ...حاولت تشوف اثار طقه على ظهرها...كانت اثار العقال مسويه خطوط على ظهرها....كان حذر وهو يطقها انه مايضر حملها وهي بغريزة الامومه اللي في داخلها ...تكومت على بطنها لما رفع العقال عليها...
ولو مهي ام عبد العزيزتدخلت..كان ممكن يموتها....وهو في اشد حالات غضبه
غسلت وجهها وحست بالالم لما لامست المويه الجرح اللي في طرف فمها...
جروحها اللي في جسمها تهون عند جروحها اللي تنزف في داخلها...
كانت تحس بلهب داخل صدرها...وآلام لاتطاق...
تتمنى انها في كابوس وبتفتح عينها ويختفي كل شي لكن للاسف لما تفتح عينها تشوف واقعها المر...
ماتدري وش سالفة الملف ...وليش خالد تركها...كل اللي متأكده منه انه عمها سبب كل العذاب اللي هي فيه....
طلعت من الحمام وهي حاسه بصداع فضيع من كثر الصياح وانصدمت لما شافت عمها بوجهها...ارعبها وجوده ....وخافت لايكمل معها اللي بداه...
ابو عبد العزيز بعصبيه:"وين كنتي؟؟"
بسمه بصوت اقرب للهمس وهي تناظر الارض وحاسه بغباء سؤاله:"في الحمام..."
ابو عبد العزيز:"وليش ماتناظرين لما اكلمك؟؟"
رفعت بسمه نظرها وناظرته...كانت ماتدري هي تناظر عمها ولا وحش متمثل بصورة انسان...
ابو عبد العزيزلما شاف نظراتها:"وش هالنظرات...الظاهر ماعقلتي عقب طق البارح"
كانت بسمه تحس بكره في داخلها على هالعم...وماتدري ليش هو يكرهها بهالطريقه...
ابو عبد العزيز:"ومرة ثانيه يابسمه لو قلتي كذاب...والله لا موتك...وعلى فكره امرك مايهم احد وما فيه احد بيسأل عنك...."
حقدت عليه من قلب اكثر ماهي حاقده...... هالطق اللي شافته منه بس لانها تجرأت وقالت له كذاب في وجود خالد...
وماقدرت تمنع نفسها من سؤال محيره...
بسمه:"عمي انت ليش تكرهني؟؟"
ابو عبد العزيز:"ومن انتي حتى اكرهك...انتي ولا شي ....فهمتي"
بسمه بتردد:"ما تدري ان فيه رب يحاسب...وانه دعوة المظلوم مابينها وبين الله حاجز..."
وسكتت ورجعت للحمام وقفلت الباب عليها ...لما شافت عمها متجه لها...
وسمعته وهو يطق الباب بكل قوته...وراحت في نوبة بكاء مريره...ومقهوره من خالد اللي تركهها لعمها الظالم...وقررت انه تتصل فيه بأي طريقه حتى تفهم وش سالفة الملف...وتبرر موقفها...هي عارفه خالد ..متهور وعصبي لكن قلبه طيب...وهو يحبها ومستحيل يتخلى عنها...
^^^
وفي نفس الوقت كان خالد راكب مع فهد ولد عمه في سيارته...تحسس الضربه اللي في راسه ..كانت اصابته خفيف...لكن هالشي مامنع المستشفي يصرون على وجوده حتى يتأكدون من سلامته...
تنهد وهو يتذكر كل اللي صار...اتصال ابو عبد العزيز عليه في المكتب وكلامه اللي قال...كان مهو مصدق حتى شاف صورة االملف اللي بيقدمه في المشروع مع ابو عبد العزيز...
قطع عليه فهد افكاره ورجعه للواقع المر...
فهد:"اشوفك اللحين هادي وممكن اكلمك..."
خالد وهو يناظر من الدريشه:"انا من اول وانا هادي واللي صار مااثر في..."
ناظره فهد بطرف عينه:"هادي في الطل والله..."
تنهد خالد وهو يرجع راسه لورى:"فهد...مانيب رايق لمزحك ..."
فهد:"اللحين انت تقول ان صورة الملف كان عند ابو عبد العزيز؟؟"
ابو عبد العزيز:"اففف سألتني هالسؤال مية مره....ايه كان عنده واللي وصله له بنت اخوه..."
فهد:"طيب وش مصلحتها؟؟
خالد:"لان الطمع والجشع اعمى عيونها...طلبت من عمها يوصل الملف لشركه المتحده لانها هي المنافسه القويه لنا وبكذا يقدرون يقدمون احسن ويااخذون المشروع....بتقولي وش دراها عن هالحكي كله...اقولك لاني الايام الاخيره اشتغل في مكتبي اللي في البيت وتسمع اتصالاتي و... "
فهد وهو يقاطعه:"على فرض انه كلامك صحيح...تعتقد انه فيه حرمه مهما كانت جشعه تغامر بحياتها مع زوجها عشان فلوس وهي قادره تاخذ اللي تبي من زوجها..."
خالد وهو يتنهد:"ماادري....انا قلت لك انه طلبت من عمها اكتب باسمها ارض وانا رفضت...الظاهر لما شافت كذا قررت تحصل اللي تبي بطرقها الخبيثه ...ولو عمها نفذ اللي طلبته منه ماكان انكشفت......"
فهد:"وعمها وش اللي خلى ضميره يصحى فجأه..."
خالد:"ماادري عنه...يمكن خاف ..."
فهد:"بصراحه انا عمها ماارتاح له واحس كل خبث العالم فيه...يعني لو فيه خير كان رفض من غير مايقولك..."
خالد:"وهي طلعت عليه...ناس مايهمهم اللي مصالحهم...وليش فتن عليها يمكن نسبته من الصفقه ماجازت له..."
فهد:"خالد ماتحس انها مظلومه..."
خالد:"آه يافهد ابيع الدنيا واشتري برائتها...بس كل ماتذكرت الملف في يد عمها ...
اتأكد انها هي اللي وصلته..."
فهد:"يمكن وصل له من مصدر ثاني..."
خالد:"وين هالمصدر الثاني وهو عمره ماعتب باب الشركه...."
كان فهد محتار ومايدري ليش حاس انها مظلومه...وكل ماشاف خالد... حزن على حاله...
اصعب شي في الدنيا انعدام الثقه بين الزوجين وهو توه طلع من مشكله كانت ممكن تدمر حياته مع ريم...
وصلوا للبيت ونزل خالد وقبل مايسكر الباب ...
خالد:"اللي صار مابي احد يدري عنه..."
فهد:"لا توصي حريص...بس انت رح ارتاح"
خالد وهو يسكر الباب:"ان شاء الله..."
دخل البيت وهو يتمنى يختلي بنفسه لكن اكيد امه وابوه ينتظرونه...
ومتل ماتوقع كانوا جالسين في الصاله في انتظاره ...وقفت امه لما شافته واتجهت له بالهفه وهي تمسح دموعها...
ام خالد وهي تحظن ولدها:"سلامة قلبك ياولدي...وش صار...وش هالجرح اللي فراسك...وليش تأخرت...؟؟"
ابو خالد:"خليه اللحين يرتاح وعقب اسألي..."
جلس خالد على اول كنبه شافها بتعب...وحاول يرسم على وجهه ابتسامه حتى يبدد الخوف اللي في قلوبهم عليه...
خالد:"قطعت الاشاره وماانتبهت لسياره...و..."
ام خالد وهي تشهق:"سويت حادث...."
استغرب خالد ردة فعلها...وعرف انه فهد ماقالهم عن الحادث اللي صار...
خالد:"حادث بسيط يمه..."
ام خالد:"فهد قالنا..انك في المستشفى بس ماقال حادث..."
ابو خالد:"اذكري الله ...ولدك طيب ومافيه شي...فهد ماحب يروعنا..."
ام خالد وهي تحط يدها على راس خالد:"بسم الله عليك...انت تتعب في الشركه...وبسمه ماريحتك من طلعت لشركه رحت توديها لبيت عمها حتى ماهان عليها تدخل ترتاح..."
وسكتت لما تذكرت ان بسمه مارجعت...
ام خالد:"ليش مامريت عليها قبل ماتجي..."
خالد وهو يتنهد:"بتنام الليله في بيت عمها ويمكن قعدتها تطول..."
شاف نظرات الاستغراب في عيون امه وابوه...
ابو خالد:"ليش تعبت بسمه..."
خالد:"لاء ماتعبت...بس..."
كان يحاول ينتقي كلاماته حتى مايوضح لهم...لانهم لو دروا اكيد بيكرهونها...وهو حريص مااحد يكرهها...مايدري ليش ماتهون عليه...
كمل خالد كلامه:"يعني بينا مشكله و..."
قاطعته امه:"حسبي الله عليها انا متأكده انها هي سبب الحادث اللي صار لك.. اكيد طلعت من بيت عمها وانت معصب...جعلها ماتربح ..."
قاطع خالد امه:"لا تدعين يمه...الحادث الله اللي كاتبه...وهي مالها ذنب..."
ام خالد:"هي مارح ترتاح حتي تقضي عليك...مادرت انك وحيدي واغلى ماعندي..."
ابو خالد:"استخفيتي انتي الظاهر...قم ياخالد رح غرفتك ارتاح وعقب لي كلام معك...امك خرفت وماتدري وش قاعده تقول..."
كانت ام خالد بترد بس غيرت رايها لما شافت نظرات ابو خالد الحازمه...
خالد وهو قايم:"تصبحون على خير..."
طلع غرفته وهو شايل هموم الدنيا...وكل شي في نظره كئيب...اول مادخل الغرفه رمى نفسه على السرير...كان كل شي حوله يذكره فيها ...لمساتها في الغرفه...ريحة عطرها...مكانها الخالي بجنبه...كان يتقلب في حضن الذكريات الجميله الا انه طرد هالذكريات لما حس بمرارة خيانتها....معقوله انه خلف قناع البراءه بركان من الجشع والطمع...معقوله انه طمعها بلغ انها تبيع اسمه واسم عايلته بمبلغ مهما كثر هو زهيد...لو خيانتها تخصه وحده كان ممكن يغفرها...لكن مستحيل يسامحها...كان وده ينتقم منها بااي طريقه وباي ثمن...
حبها متغلل في كل خليه من جسمه....ولازم هالحب يختفي من حياته..
...
.
رمت عباتها على الكنبه بكسل وقعدت وهي حاسه انه ناقصه شي...بسمه اليوم مادومت
دقت على جوالها مااحد رد ...ولما دقت على البيت قالت لها جدتها انها في بيت عمها...
استغربت كانت بسمه معها في الجامعه امس وما قالت لها عن روحتها لبيت عمها ..
واللي حيرها اكثر انه مارجعت من بيت عمها من امس العصر قطعت عليها امها افكارها......
بدريه:"امل...متى وصلتي..."
امل :"توني واصله..."
قعدت بدريه بجنب بنتهاوحطت يدها على كتفها:"شكلك متضايقه..."
امل وهي تتنهد:"بسمه ما دوامت اليوم...وفي بيت عمها من امس...ماادري احس فيها شي..."
نزلت بدريه راسها وهي تتنهد...
امل:"اشفيك يمه...بسمه فيها شي..."
بدريه:"ماادري وش اقولك...الظاهر بينها وبين خالد سوء تفاهم..."
امل:"غريبه..."
بدريه:"أي والله غريبه...بس تعرفين خالك عصبي...بس قلبه طيب وبسرعه يهدى..."
سمعوا ضجه ...كانت رهف وابوها داخلين...وابو مازن يضحك على سوالف رهف...
راحت رهف لامها وحبتها على راسها...
امل:"مشاء الله من متى هالاخلاق الحميده..."
رهف وهي تقعد بجنب ابوها:"من زمااان ....وبعدين المفروض البنت اذا دخلت تحب راس امها...اللي تشقى وتتعب عشان راحتها..."
عبد الله:"بعدي والله...اثمر فيك العلم..."
بدريه:"امحق من علم..."
رهف:"ليش يمه دايم ضدي..."
بدريه:"انا مو ضدك..(وهي تناظر زوجها)انا ضد الدلع الزايد..."
عبد الله وهو يضحك:"بسم الله عليها بنيتي مايخربها الدلع...بس سمعتي اخر قرارات رهف..."
بدريه وهي تحط يدها على خدها:"لا ماسمعت...سمعونا"
رهف وهي تعدل جلستها:"اقر واعترف انا رهف بنت عبد الله... الشهيره برهوفه اني بكرس حياتي لاشرف مهنه عرفها التاريخ ...لطب..."
ضحكت امل بصوت عالي...واللي قهر رهف ان امها وابوها شاركوها الضحك...
رهف بقهر:"ليش تضحكون...يعني ماتصدقون...؟؟"
امل:"بنصدق في حاله وحده...اذا صار فيه اطباء مايكشفون على المرضى الا بالتلفون...ويوصفون الادويه من غير مايكشفون على جروحهم .....ونسيتي الدم اللي تخافين من شوفته في الافلام المرعبه...
رهف:"بقوي قلبي..."
امل:"أي قلب يماما ...صديقتي دخلت الطب...يجيبون لهم جثة ميت وكل مجموعه مسؤله عن تشريح عضو من اعضاء هالميت...عشان الدراسه طبعا..."
رهف وهي تناظره بتقزز بعد ماتخيلت المنظر:"ياحرااام...ومن وين يجيبون الميتين..."
امل:"يشترونهم من برى...وطبعا لخدمة البشريه فيه متبرعين...اشرايك تتبرعين بجثتك بعد عمرا طويل "
رهف:"بسم الله علي..."
بدريه اللي انسجمت:"وهالميتين ليش يبيعون جثثهم...حرام اكرام الميت دفنهم..."
امل:"كفار يمه ومايدرون عن اكرام الميت...والفقر احيانا يكون سبب ...لانه العائد المادي يرجع لاسرهم...وكليات الطب اللي هنا تشتريهم من الخارج"
رهف:"يبه هونت عن قراري....اصير ربة بيت احسن..."
بدريه وهي قايمه:"حتى ربة بيت مابتفلحين فيها...ياللا قومي انتي وياها...بدلوا ملابسكم ...الغدا جاهز..."
قامت امل :"انا ماابي...بروح انام..."
رهف وهي ماشيه وراها:"خلي عنك مكالمات نص الليل...عشان يتعدل نومك..."
امل من غير ماتلتف عليها:"ياشين الملاقيف...."
كملت امل طريقها لغرفتها....ودخلت الحمام تتسبح وبعد ماطلعت راحت تجفف شعرها
لانها ماتعرف تنام وشعرها مبلول ...ولما خلصت سمعت رهف تناديها من الصاله اللي فوق...
طلعت امل :"خير ..."
رهف وهي ماسكه التلفون:"طلال غير... يبيك...."
اخذت مخده ورمتها عليها:"لا تقولين طلال غير سامعه..."
قامت رهف:"كيفي حره..."
مسكت امل التلفون بيدها حتى تتأكد ان امل نزلت...
ورفعت التلفون:"الوو.."
طلال:"يقولون الناس الووو...بس مثل الوووك مافيه..."
امل:"هلا طلال..."
طلال:"هلا بعيون طلال..."
امل:"اشلونك ؟؟"
طلال:"بخير بس من سمعت صوتك...بس تعالي قبل ماانسي اختك هالشيطانه وش تقصد بطلال غير"
امل وهي تضحك:"سمعتها..."
طلال:"ايه...انا طالع من الدوام ومشاء الله صوتها وصل لسيارات اللي بجنبي..."
امل:"هذا عشان اسكت كل من يقارنك ببقية الرجال...اقولهم طلال غير..."
طلال:"بعد قلبي والله ...يلوموني في حبك"
امل:"طلال...ميته نوم...تدري سهرانه لساعه ثلاثه الفجر و..."
طلال:"حتى انا كنت سهران...ومن اسمع صوتك انسى الدنيا..."
امل:"مشاء الله عليك مايخلص حكيك...بس قالوا لي انه حكيكم ينتهي بعد الزواج..."
طلال وهو يضحك:"سمعت هالكلام...يقولون قبل الزواج الزوج يتكلم والزوجه تستمع بكل انصات وحب...واول شهرين من الزواج الزوجه تتكلم والزوج يستمع بكل عشق ووله...وبعد الشهرين الزوجين يتكلمون بصراخ والجيران يسمعون بكل فضول..."
امل وهي تشهق:"يعني انت كذا..."
طلال:"لاااا....انــــــــا غير..."
امل وهي تضحك:"صح نسيت انت غير...."
طلال:"اقول يابنت عمي...اشرايك تعزميني على الغدا..."
امل:"الله يحيك....بس شوف عشان مااغشك ترى مادخلت المطبخ..."
طلال:"اكل طباخ شغالتكم ماعندي مشكله بس اشوفك..."
امل:"خلاص تعال ماانت غريب بيت عمك..."
طلال:"انزلي افتحي الباب..."
شهقت امل:"انت تحت؟؟
طلال:"ايه ....ياللا بسرعه افتحي الباب..."
امل:"خلاص بقول لمازن يفتح لك...وانا بنزل بعد شوي..."
طلال:"انتي الي بتفتحين الباب مهو مازن....ياللا باي..."
وسكر حتى قبل مايسمع ردها...رمت السماعه وراحت تركض غرفتها...وبسرعه بدلت بجامتها ...وبعد ماانهت لمساتها...نزلت مع الدرج وهي تركض...واصطدمت باامها ...
بدريه:"وين رايحه؟؟"
حست امل بااحراج:"طلال برى وبفتح له..."
ناظرتها بدريه بطرف عينها:"وين اللي بتنام..."
امل:"ها...غيرت رايي..."
بدريه:"نادي مازن يفتح الباب والا الشغاله...."
امل:"لاء انا بفتح له...."
وراحت تكمل طريقها وهي متفشله من امها...وصلت الباب وهي تلهث من ركضها في الدرج...حاولت تلتقط انفاسها قبل ما تفتح...ولما فتحت الباب طل عليها طلال وعلى عيونه نظاره شمسيه ...ولابس بدله العسكريه...
طلال وهوماد يده باادب مصطنع:"سلااام..."
رجعت امل مسافه عنه ومدت يدها:"وعليكم السلام...اللحين صدقت لما شفتك لابس البدله انه توك طالع من الدوااام"
طلال:"مااكذب انا ابد...وبعدين انتبهي انا لابس لبس رسمي...فيه سجن لو تغلطين على موظف حكومي وهو يؤدي مهام وظيفته ولابس اللبس الرسمي:"
امل بطرف عينها:"تكفى ...وشي مهام وظيفتك..."
طلال وهو يضحك:"اتفقد احوال الرعيه..."
ضحكت امل وهي تتقدمه حتى يدخل المجلس...وبعد ماقعد شافها واقفه على الباب..
طلال:"اشفيك وافقه على الباب ..."
امل:"بروح احط الغدا..."
طلال:"تعالي...اصلا انا متغدي بس حسيت اني مشتاق...قلت امر اشوفك قبل ماروح للبيت.."
قعدت امل وتركت باب المجلس مفتوح:"كنت تقدر ياباشا تجي عقب المغرب"
طلال:"اقولك مشتاق تقول بعد المغرب...وبعدين ليش تركتي الباب مفتوح..."
امل:"كذا احسن..."
طلال:"كيفك انتي الخسرانه...."
امل:"صدق طلال ترى حتى انا ماتغديت..."
طلال:"انتظري شوي ..وتغدي عقب مااطلع...لاني صدق متغدي بس عمي محلفني
اني اتعدى عندكم متى ماقدرت...وانا اخذته عذر حتى اشوفك..."
ضحكت امل:"لو يدري ابوي...كان يحرمك من الغدا في بيتنا..."
طلال:"زوجتي مافيها شي...."
استحت لما شافت نظراته لها...
طلال:"امل كل البنات حلويبن كذا....ولا بس انتي الحلوه...."
امل:"اكيد انا الحلوه الوحيده ..."
وهي فخاطره تحمد ربها على نعمة الغطا...اللي تخفي الزين والشين...وتخلي البنت في عيون زوجها ملكة جمال...
وقعد يسولف معها ولما سمع اذان العصر طلع....راحت امل لغرفتها وصلت العصر...
ورمت نفسها على السرير وهي تدور النوم اللي طار من كثر ماتفكر في طلال وتسترجع مواقفها معه......
^^^
صلت العصر...وقعدت على الكنبه تنتظر فهد يرجع من الصلاه...حتى تروح معه
لحرمه كان زوجها يشتغل في الشركه ...وتوفى من سنه...وكان فهد يوصل لهم راتب زوجها كل نهاية شهر...لما تأخر فهد قعدت تسترجع احداث اهم ليله في حياتها....كانت في غرفتها والندم ياكلها على غلطه بتكلفها حياتها...وما حست بفهد لما دخل...
فهد:"ريم...."
استغربت نبرة صوته....صوت حنون افتقدته من عقب اكتشافه لصور...
ماتدري ليش لما سمعت صوته...غصب عنها نزلت دموعها...
جلس بجنبها...وبكل حنان مسح دموعها...
فهد:"اسف ياريم سامحيني على سوء ظني ..."
انصدمت من اللي تسمعه....ونظراته بنظرات كلها تساؤل...
فهد:"دريت انك صادقه في كل اللي قلتي..."
كانت احاسيس وانفعالات كثيره داخلها...
ريم:"اشلون دريت اني صادقه..."
فهد:"قصه طويله...اذا يهمك قلتها لك"
ريم وهي تمسح دموعها:"اكيد يهمني....."
حكى لها كل اللي دار بينه وبين عمر بالتفصيل....وعرفت انه عمر ماقاله كل الحقيقه...
كانت تتمنى عندها الشجاعه انها تكون اكثر صراحه مع فهد...وحاولت بس ماقدرت
تخاف تخسر فهد لو صارحته بشي ممكن يزعزع ثقته فيها واللي كانت معدومه...
وحست بيد فهد الحنونه وهي تحتضن راحت يدها...
فهد:"للاسف ياريم كنتي ضحيه لانتقام شخص حاقد علي...والحمد لله اللي ارسل لنا عمر..."
ريم:"طيب افرض اني غلطت يافهد....كنت ممكن تسامحني..."
نزل فهد راسه ومارد...
ريم:"ماادري ليش الحرمه تغفر كل نزوات زوجها الماضيه...وممكن الحاضره بعد...
بعكس الرجال اللي مايغفر أي غلطه حتى لو كانت ماضيه وفي لحظة ضعف...على ان اللي حرام علينا حرام عليكم..."
تنهد فهد:"صحيح كلامك...بس هالشي غصب مغروس فينا...وانا مااحلل لنفسي اللي احرمه عليك...لاء بحرم علي وعليك اللي حرمه رب العالمين...وخلينا نطوي الماضي بكل مافيه...ونترك النبش في شي مارح يفيدنا...ومن اليوم ورايح نبدى صفحه جديده..."
كانت تذكر كل اللي صار وهي مبتسمه...وتحمد ربها على ان اللي صار قوى علاقتهم بدل مايهدها...وخلاها تعرف قدر فهد...
سمعت رنه الجوال شافت الرقم كان فهد...اكيد ينتظرها في السياره راحت لبست عباتها بسرعه ونزلت من الدرج...كان فهد ينتظرها في السياره...
ريم بعد ماركبت السياره:"عسى ماتأخرت عليك..."
فهد:"تأخرتي شوي..."
ريم وهي تظحك:"شف التأخير حاصل حاصل...واني اتأخر شوي بس...هذا يعتبر انجاز اشكر عليه..."
فهد:"مشكوره ماتقصرين..."
ريم:"بصراحه يافهد ماادري اشلون تبيني ادخل بيت ناس مااعرفهم..."
فهد:"مافيه الا حرمه وبنتين وولد صغير ...ومالهم احد يااخذ الراتب من الشركه...وكنت اوصل الراتب لهم كل نهاية الشهر...ومادام عندي حرمه اكيد بتقوم بهالمهمه على احسن وجهه.."
ريم:"مادام حالتهم ضعيفه...ليش ما يروحون لجمعيات خيريه حتى تساعدهم.."
فهد:"الحرمه عزيزة نفس وماتقبل الصدقه...ولو ماقلت لها انه راتب زوجها كان ماقبلت تاخذ مني ولا ريال..."
ريم:"يعني اللي تعطي مهو راتب زوجها؟..."
فهد:"أي راتب في شركه الله يحيك...اللي في الشركه يحال على التأمينات...وطبعا بعد مراجعات ممكن يحصلون اهله راتب بسيط..."
احترمت في داخلها قلب فهد الكبير...واللي فكر في كفالة ايتام مالهم احد في هالدنيا...ناظرت بااستغراب الحي اللي دخله فهد...ماكانت تتوقع انه فيه احياء في الرياض بالفقر....كانت تدري انه فيه فقراء بس مهو بهالطريقه...بيوت شعبيه قديمه جدا...وشوارع ضيقه ماتدخلها السيارات...وقف فهد السياره ونزلوا يكملون طريقم مشي...مشوا في حواري ضيقه...والاطفال يلعبون في الشوارع...حتى وصلوا لبيت
متهالك ومتصدع من الجوانب ...
وقبل مايطق فهد الباب قربت منه وبهمس:"فهد اخاف ادخل مااقدر..."
فهد:"قلت لك ناس طيبين ادخلي...وانا باانتظرك هنا..."
وقبل ما ترد انفتح الباب وطلع ولد عمره عشر سنين...ابتسم لما شاف فهد
"هلا...حياك فهد تفضل..."
فهد وهو يسلم عليه:"ياهلا بالبطل ماجد اشلونك.."
ماجد:"الحمد لله بخير..."
فهد:"اشلونك في الدراسه ان شاء الله تمام..."
ماجد:"اعجبك في الدراسه..."
فهد:"شد حيلك...اللي يبي يصير طيار لازم يذاكر دروسه زين..."
ماجد:"ان شاء الله طيار... وبسافر بك انحاء العالم..."
فهد:"خلاص اتفقنا..."
رجع ماجد داخل وهو ينادي امه...كانت ريم مستغربه من ذكاء هالطفل...كان يحاور فهد بكل ثقه وكانه يكلم شخص في سنه...
طلعت حرمه في كامل حشمتها...
"السلام عليكم..."
فهد:"وعليكم السلام...اشلونك ياام ماجد"
ام ماجد:"بخير الله يجزاك خير..."
فهد:"هذي مرتي ياام ماجد حبت تتعرف عليكم..."
ام ماجد:"ياهلا ومرحبا...تفضلي..."
دخلت ريم مع ام ماجد...مايدري ليش اصر انه ياخذ ريم معه...يمكن لانه يحاول انه يقربها من اكثر ...وتكون اهتماماتهم وحده...على كثر ماهو متواضع على كثر مافيها غرور...وتسمع بالفقر ولا عمرها شافته...وام ماجد هي خير مثال على المراه الفقير باامكاناتها الغنيه بعزة نفسها وشموخها عشان كذا قرر ياخذها معه...
.
.
.
كانت قاعده في غرفه بسيطه جدا...وان كانت النظافه تشع منها...ودخلت ام ماجد وهي شايله صينية القهوه والتمر...كانت حرمه في نهاية الاربعين...وفيها لمحه من الجمال
ام ماجد وهي تمد فنجال القهوه:"ياهلا والله ومرحبا بمرة فهد..."
ريم:"الله يحيك..."
ام ماجد وهي تناظر حولها:"شايفه هالبيت البسيط...الفضل لله ثم لزوجك في وجوده..."
كملت كلامها وهي تتنهد:"توفى ابو ماجد....ومالنا احد بعد الله الا هو...ضاقت بي الدنيا من وين اعيش انا وعيالي...خصوصا انه يشتغل في شركه مهو في الحكومه...لكن ربي سخر لنا فهد اللي مشي راتب ابو ماجد والظاهر انه يدفعه من جيبه الخاص...والله لولا الحاجه مااخذته.."
ريم:"من حق زوجك الله يرحمه ان الشركه اللي افنى فيها عمره...انها توقف مع اسرته..."
هزت ام ماجد راسها بحزن:"الحمد لله على كل حال..."
ريم:"ليش ماتحاولون تنتقلون من هالحي...ماادري احس الامان معدوم هنا..."
تنهدت ام ماجد:"لا الحمد لله الامان موجود...خوفي الوحيدعلى ولدي من الضياع...يمكن لاحظتي شلل المراهقين الموجودين في كل زاويه...والحي رغم فقره ارفعي راسك وناظري لسطح كل بيت تلاقين اكثر من دش ..عاد شوفي وش بينتج الفقر والجهل مع قنوات الفضايح ..."
راح الوقت بسرعه من غير ماتحس ريم....وهي منسجمه في السوالف مع ام ماجد...حتى دق فهد على تلفونها حتى تطلع....
طلعت ريم وهي حاسه بظآلة نفسها...ومحتقره تفكيرها المحدود...حست بدموعها اللي غرقتها وهي تناظر حولها...اطفال يلعبون في الشارع بملابس رثه...وشباب مراهقين
بالسجاير يتفاخرون....بيوت متهدمه.... وابواب بالكاد تتقفل...توقعت انه الفقر اللي تشوفه اللحين يفصلها عنه بحار ومحيطات...مادرت انه شوارع قليله تفصلها عنه...
.
.
.
^^^
.
.
دخل عبد العزيز الصاله وهو يصيح ويناظر ابوه بنظرات كلها اتهام..اخذته امه في حظنها...
ام عبد العزيز:"عبد العزيز...ليش تصيح...."
دفن راسه في صدر امه وهو يصيح...
ابو عبد العزيز:"من زعلك وانا اموته..."
رافع عبد العزيز راسه وناظره:"انت اللي زعلتني...ليش تطق بسمه..."
هند وهي تلفت على ابوها بعد ماكانت تناظر التلفزيون:"شكلها يروع...الحمد لله اني كنت في بيت خالي وماشفت اللي صار..."
ابو عبد العزيز وهو يكلم:"عبد العزيز حبيبي بسمه غلطت عشان كذا طقيتها..."
عبد العزيز:"اشلون غلطت عليك..."
ابو عبد العزيز بعد تفكير:"ما تحترمني...تقولي كذاب و...:
عبد العزيز:"كان قلت لها كذابه ...مو تطقها..."
وطلع لغرفته وهو يصيح وحزين على حال بسمه...
تنهدت ام عبد العزيز:"ارتحت اللحين عقدت الولد..."
ابو عبد العزيز:"عصبت...وتدرين اذا عصبت مااتحكم في اعصابي...مااتصل خالد اليوم؟؟"
ام عبد العزيز:"مااتصل..."
هند:"على فكره تراها مارضت تاكل أي شي...وموته نفسها من الصياح..."
ابو عبد العزيز:"جعلها الموت ان شاء الله....مقهور منها بسببها صاح عبد العزيز"
ناظرت هند ابوها بتعجب...غريب انه يحمل في قلبه كره وحب...كثر ما يكره بسمه كثر مايحبهم خاصة عبد العزيز اللي هو اغلى شي عنده...
^^^
سكرت التلفون بعد ماسكرت من ام عبد العزيز...واللي قالت لها كل التفاصيل...
كل اللي خططت لها صار...او بمعنى اصح اللي خططت له ام سعيد...هالشيطانه...
قالت لها اول شي عن السحر....بس ماحبت هالشي...ومن كثر زياراتهم درت عن مشروع خالد المهم ...عن طريق ابو سعيد اللي مايخبي عن زوجته أي شي...
ولما درت ان اغلب شغله في البيت...يعني في مكتبه ...خطرت فكرت صورة الملف في بال ام سعيد...وابو عبد العزيز تعاون معهم...وبالطريقه ماضرت خالد...بس زعزت ثقته في بسمه..وتتمنى يتركها للابد في بيت عمها....
انتبهت على بنتها اللي لابسه عباتها ونازله مع ابوها...
ام محمد:"على وين..."
ابو محمد:"بروح اتمشى انا وبنيتي..."
عبير بدلع:"ياللا يمه روحي معنا..."
ام محمد:"انتظروني شوي....وبروح معكم..."
انقهرت عبير ان امها بتروح معهم هالشي بيخرب مخططها...في انه ابوها يحطها عند صديقتها فوزيه...وبعدين تطلع معها...
وطلعوا لما نزلت ام محمد وهي لابسه عباتها...
ام محمد بعد ماركبت السياره:"حطني عند ام خالد..."
ارتاحت عبير لما سمعت امها...
ابو محمد:"ان شاء الله...."
ام محمد:"وين بتروحون تمشون..."
ابو محمد:"بنتمشى شوي وعقب بحط عبير عند صديقتها...."
تنهدت ام محمد وهي تسمع رد زوجها...ماتدري ليش ماترتاح لصديقتها فوزيه...يمكن لان مشاعل زعزعت ثقتها في كل البنات....بس حست انه مو الوقت المناسب لافتعال مشكله...
اول ماوصلت لبيت اختها...تأكدت ان سيارة ابو خالد مهي موجوده...ولما دخلت كانت ام خالد قاعده في الصاله......
ام محمد:"السلاام عليكم..."
ام خالد :"هلا والله تفضلي حياك..."
وبعد ماسلمت على اختها....
ام محمد:"اشلونه خالد الحين..."
ام خالد وهي تتنهد:"في غرفته مارضى لا يفطر ولا يتغدى..."
ام محمد:"يابعد عمري ياخالد...كلها من العقربه مرته...عشان تصدقيني.."
ام خالد:"حسبي الله عليها ..."
تنهدت ام خالد وكملت كلامها:"الظاهر من درت انها حامل وخلاص مابقى شي...قامت تدلل عليه..."
ام محمد:"مادريتي وش سبب المشكله اللي بينهم..."
ام خالد:"مارضى يقول....بس انا متأكده انها هي السبب...اعرف ولدي مايخطي على احد..."
كانت ام محمد بترد...وانتبهت على خالد نازل من الدرج...ولما وصل قامت تسلم عليه..
ام محمد:"سلامت قلبك يابعد عمري..."
خالدوهو يبتسم بمرح مصطنع:"الله يسلمك ياخاله..."
ام خالد:" اقعد ياولدي اشفيك واقف؟؟"
خالد:"بطلع عندي مشوار مهم...."
ومشى متجه للباب ...وقف لما سمع خالته...
ام محمد:"خالد...مااحد يستاهل تزعل عمرك عشانه...واذا فيه واحد باعك...اللي يحبونك كثير...وتراهم ينتظرون اشاره من يدك بس....
خالد:"يصير خير...ياللا في امان الله...."
استغرب كلام خالته...اشلون درت انه بينه وبين بسمه مشكله...اكيد امه قالت لها...
مشى بسيارته وهو مايدري وين يروح....واخير بعد بعد تفكير طويل قرر يروح لبسمه...حتى يبرد حرته فيها...وحتى يسمع اعذارها الواهيه...
وقف قدام البيت....كان عبد العزيز راجع من البقاله...نزل خالد من سيارته...
خالد:"عبد العزيز..."
عبد العزيز:"نعم..."
خالد:"ابوك موجود..."
هز عبد العزيز راسه:"لاء مهو فيه..."
مشي خالد اللين وصل للباب:"شف لي طريق بدخل المجلس وناد بسمه...."
عبد العزيز بفرح:"ان شاء الله...."
دخل خالد المجلس ....كان حاس بتوتر....
انتبه على عبد العزيز:"بتجي اللحين...."
هز خالد راسه من غير مايتكلم....
عبد العزيز بتردد:"خذ بسمه معك...لا تخليها عندنا...."
خالد بسخريه:"حتى انت ماتحبها..."
عبد العزيز ببراءه:"لا انا احبها... بس ابوي مايحبها وطقها البارح بعد ماطلعت..."
خالد بصوت اقرب للهمس:"تستاهل الذبح مهو الطق بس..."
ورفع نظره لما شاف بسمه....كان التعب والارهاق باين على وجهها...سواد واضح تحت عيونها...واحمرار على خدها غير جرح على طرف فمها..كان يناظرها بنظرات متفحصه...وداخله شوق وحنين لها...كان وده ياخذها في حظنها بس طرد كل هالافكار لما تذكر خداعها...
بسمه:"السلام عليكم..."
خالد:"وعليكم...."
تنهدت بسمه وقعدت :"ممكن تفهمني ياخالد وش ذنبي؟؟"
خالد وهو يناظرها:"للحين ماتدرين...."
بسمه:"لاء ماادري....."
خالد وهو يحول يتحكم في غضبه:"والملف اللي عطيتيه عمك...حتى يوصله للشركه المنافسه حتى تقدم عرض احسن من عرضنا و..."
بسمه بذهول:"خالد وش درانا انا بهالسوالف...."
خالد:"لا تدرين لانك الظاهر كنتي مستمعه جيده...وفوق كذا تحبين تسأليني عن المشروع وعن الشركات المنافسه و..."
بسمه:"خالد حرام عليك متى تجسست عليك...واسألتي كانت عفويه..."
خالد:"لا الظاهر انتي مافيه شي عفوي عندك....اولا تطلبين اسجل ارض باسمك ولما رفضت..."
بسمه وهي تصيح:"والله ماقلت له..."
خالد بضيق:"امسحي دموع التماسيح لانها ماعاد تأثر فيني..."
ماقدرت بسمه تتحكم في دموعها اللي غصب عنها ...وحاولت تتحكم في مشاعرها ...
بسمه:"خالد:"والله ماادري عن اللي تقول عنه..."
خالد :"وصورة الملف...من وصله لعمك..."
بسمه:"ماادري...وبعدين فكر بعقلك اشلون اخذت الملف وصورته بدون ماتحس..."
خالد:"ماافكر في هالاشياء الغير المهمه....الشي الوحيد المهم...اشلون وصل الملف لعمك...يمكن مثلا طار من بيتنا ليد عمك..."
حطت بسمه يدينها وجهها وهي تصيح:"ماادري ياخالد والله ماادري..."
خالد:"من اللي يدري؟؟"
بسمه:"هو عمي الظالم...شف ياخالدوش سوى فيني"(وهي تأشر على اثار ضربه في وجهها)
ابتسم خالد بسخريه:"الحرميه اللحين لما يختلفون...يفقدون اعصابهم ويغلطون على بعض...بس مايطول اختلافهم..."
كان كلامه مثل الخناجر اللي تنغرس في صدرها...كانت تحاول تستعطفه بكل شي وبااي شي...بس ما يتركها...
بسمه:"خالد انت تحبني...مثل ماانا احبك...انا متأكده من هالشي..."
خالد بااحتقار:"احبك انت...لا غلطانه....انا كل اللي كان يربطنا فيك عطف وشفقه مش اكثر...ويكون في علمك بعد الملكه جيت لبيتكم وانا ناوي اطلقك...بس عرفت بالصدفه ان عمك كان بيغصبك على ابو صالح وحبيت اسوي فيها انسان شهم...لكن للاسف ماطلعتي تستاهلين حتى عطفي وشفقتي...ويمكن هذا اللي مهون علي خداعك انه مو حب اللي يربطني فيك...شفقه لا اكثر"
بكلامه الاخير....حست دموعها جمدت في عيونها...وانفصلت عن كل اللي حولها وراحت لعالم من الحرمان والاسى...قتل اخر امل متعلقه فيه...
وانتبهت على خالد اللي قام بيطلع...
وحست بنفسها تسأله ومن غيرما تصيح...وهي تتمكسك في بقيه من كرامتها اللي هدرتها وهي تستعطفه...
بسمه"وما سألت نفسك ليش عمي بيزوجني غصب رجال شايب اذا في قلبه أي رحمه او عطف..."
خالد بمراره:"خليني اول اعرف اشلون وصل الملف لعمك...وعقب ادور اجوبة الاسئله الثانيه..."
وطلع وهو حاس انه مخنوووق....ويدور داخله عن الارتياح اللي اوهم نفسه انه بيحس فيه بمجرد مايقولها كل هالكلام....مايدري هو كان يجرحها بهالكلام ولا يجرح نفسه...
ينتقم منها ولا ينتقم من روحه...حس ان المسافه صارت بعيده بينهم ومستحيل أي شي يقصرها.....
.
.
.
.
لما طلع بكت كما لم تبكي في حياتها...بكت حبها الضائع....ووحدتها القاسيه...ويتمها الموجع...وكرامتها المهدوره...وتخلي اقرب الناس لها ....بكت فقد الحبيب والزوج...
مشت بتثاقل وهي تجر هموم مثل الجبال على قلبها...ومشت وركبتاها تعجز عن حملها لغرفة الشغاله... واللي صارت تشاركها نفس الغرفه....تحس يأس غمر كل خليه في جسمها
وانسدحت على فراشها وحطت راسها على المخده وهي تبحث عن نوم هجرها...
عسى تنسى معه الامها واحزانها...
وبعد فتره فتحت عينها...وهي حاسه بدموعها...كانت الشغاله نايمه...والظلام يغطي المكان...تذكرت انها ماصلت...قامت بتثاقل...وتوضت وصلت وهي تحس بالام خفيفه...
ولما خلصت صلاتها...كانت الامها تزداد حده...وهي تصبر نفسها وترجع سبب الامها نومة الارض اللي اتعبتها في ظهرها...
لكن الالام كانت تزيد ...حتى نست معها كل شي...كانت الالم لا تطاق...وصرخت صرخه صحت كل اللي في البيت....
|