كاتب الموضوع :
tototo
المنتدى :
الارشيف
فانا على صغير سني احتفظ باكثير من الانفه والكرامة وعزة النفس
وقد علمتني امي الراحلة السيدة كلوديت الكثير الكثير من الفضائل الغراء
وفي طليعتها الكرامة والشرف والاعتداء
وانا مازلت اذكر وصيتها لي: اذا طلب اليك احد يوما ان تضحي بحياتك او بكرامتك فلا تترددي في التضحية بحياتك لتصوني كرامتك اما الشرف فهو كل ما تملك الفتاه في هذه الحياة فاذا خسرت الفتاة شرفها خسرت كل شيئ
وعزمت على العمل بنصائح امي الراحلة :
لن اتسول ولن استجدي ولن امد يدأ للسؤال
سأعمل
سأعمل أي عمل لاصل الى لقمة الخبز
وبدأت فورا في تنفيذ ما عزمت عليه
وشخصت الى جارتي الفاضلة اطلب اليها مساعدتي في البحث عن العمل أي عمل
وتمتمت مدام كاترين بعد تفكير قصير : ارى انه من الصعب الوقوع على عمل لك يا رامونا فانت ما يزيد قليلا عن الثانية عشرة من العمر لم تبلغي بعد الثالثة عشرة ما زلت صغيرة على العمل
قلت بتوسل واستعطاف : ارجوك يا مدام كاترين ان تساعديني على ايجاد عمل أي عمل يقني العوز والفاقة ويبعد عني شبح الجوع
قالت : ساحاول ان اجد لك العمل ...
قالت كاترين هذا وانصرفت الى التفكير
وساد صمت برهة بيننا
ولاح لي منها انها تفكر في امر ايجاد عمل لي
وبعد تفكير قصير استأنفت انا الكلام متسائلة ماذا يا مدام كاترين ايلوح لك ان بالامكان ايجاد عمل لجارتك الصغيرة رامونا....
فاجابت : اسمعي يا رامونا .. ساطلب من " فيكتور " مساعدتنا قد يستطيع فيكتور مد يد المساعدة لنا
وفيكتور رجل زهاء الخمسين من العمر أي في عمر مدام كاترين وكانت كاترين تدعي انه نسيبها وكان يتردد عليها من حين لاخر
ولم اكن اعلم ان فيكتور اقرب من نسيب واكثر من صديق لمدام كاترين ...
فهمست : ايخيل اليك ان السيد فيكتور يستطيع ايجاد عمل لي
قالت : ارجو ذلك يا رامونا ...
الا ان امل مدام كاترين خاب في صديقها
فقد ابلغتني بعد اسبوع ان نسيبها فيكتور لم يستطع ان يقع على عمل لي لدى اصدقاءه ومعارفه الكثيرين
ودعتني مدام كاترين الى التذرع بالصبر فلا بد من ان يفرجها الله علينا يوما من حيث لا نعلم ولا ندري
وبالرغم من يأسي وخوفي وقلقي فقد عملت بنصيحة مدام كاترين
وتذرعت بالصبر الجميل املة ان يؤول بي الصبر الى الفرج
ولم يخب املي هذه المره
فقد وقعت لي جارتي الخمسينية علىالعمل المنشوج ...
وجاءت الي مدام كاترين ذات صباح والفرح يطل من عينيها ولفافة تبغ تتراقص بين شفتيها
وتمتمت وهي تتدخل الى غرفتي الصغيرة المتواضعة :
البشرى لك يا رامونا .. فانت ستعملين وستحصلين على المال والمأوى معا
فلمعت الفرحة في عيني وكلمات جارتي تقع في الاذنين
وتساءلت بفرح وابتهاج : اين ساعمل .. ومتى ؟ز..
فجلست ... والقت بالفافة المحتضرة من يدها لتقول انا سأتزوج يا رامونا ...
فتساءلت في سري : ما هي علاقة زواج مدام كاترين وموضوع حصولي على العمل ؟...
الا ان مدام كاترين بددت حيرتي
قالت : انا ساتزوج يا رامونا وسأترك العمل في الحانه وستحلين انت محلي وتتولين العمل في الحانه مدام صوفي مكاني
فازداد الفرح وميضا في عيني
ووثبت الى مدام كاترين اعانقها هامسة : ومن تراه يكون صاحب الحظ السعيد ؟... من هو العريس يا مدام كاترين ؟...
قالت انه فيكتور
واخذت جارتي الخمسينية تبسك قصتها مع فيكتور ومن خلالها قصة عملي في حانه مدام صوفي
قالت هناك علاقة عاطفية تربط بيني وبين فيكتور منذ امد بعيد .. انت الان ما زلت صغيرة لا تعرفين مدى قوة هذه العلاقة التي تربط بين الرجل والمرأة .. وغدا يوم تكبرين .. بعد سنوات قليلة ستكشفين تلك القوة الروحية الهائلة التي تشد روحي المراة والرجل الى بعضهما ... هذه القوة المجهوله ربطت بيني وبين فيكتور منذ سنوات وقد اتنفقنا على الزواج
الا ان الظروف المادية والاجتماعية حالت دون تنفيذ الاتفاق اما الان وقد تقاضى فيكتور مبلغا كبير من الشركة التي يعمل فيها وتقاعد عن العمل فقد قرر الزواج بي نحن ستنتزوج بعد اسبوع ونسافر الى راس مسقط فيكتور الى قريه صغيرة تبعد عن نيس زهاء خمسين كيلو مترا وسنعمل على انشاء مزرعة صغيرة في الارض التي يملكها زوجي في تلك القرية ونعيش الازواج السعداء
واشعلت جارتي الخمسينية اعاشقة لفافة نفثت دخانها في الفضاء لتستأنف حديثها قائلة : وقد ابلغت مدام صوفي نبأ عزمي على ترك العمل في حانتها فرفضت اولا الا انها وافقت اخيرا على طلبي مشترطه ان تعملي في حانتها ليلا ونهارا وان تنامي في الحانه ... وكان من الطبيعي ان اوافق على طلبها وفي ذلك افادة ومصلحة لك لانك ستتخلصين من دفع الايجار هذه الغرفة .. لا سيما وقد اصبح لصاحب الغرف مبلغ كبير في ذمتك وقد تعجزين عن دفع ذلك المبلغ
ونفثت مدام كاترين دخان لفافتها في الفضاء لتقول ما هو رايك الان يا رامونا في هذه النعمة التي هبطت عليك من السماء ...
وبالرغم من العرض مغر فقد ترددت في الموافقة عليه ...
لماذا؟...
لست ادري
فكان ثمة قوة هائلة مجهولة تعصف بي وتدفعني الى رفض ذلك العرض
وتذكرت تلك الساعة ما قالته لي امي الراحلة السيدة كلوديت ذات مرة ...
قالت امي": هناك روحان ترافقان الانسان على هذه الارض منذ ولادته حتى موته هما الملا ك الحارس و..ابليس .. الملاك الحارس يحرس الانسان ويحاول الدفع به الى الخير وابليس يضلل ذلك الانسان ويدفع به الى الشر ويجد الانسان نفسه حائرا بين الخير والشر ولا يستطيع الانسان الى توجيه ملاكه الحارس وان ينجو من تضليل ابليس الا بواسطه الصلاه وعليك يا ابنتي يارامونا ان تواظبي على الصلاة كي تستطيعي ان تسلكي طريق الخير مع الملاك الحارس وان تبتعدي عن المسير في طريق الشر مع الشيطان ..."
وبالرغم من ان كلام السيدة كلوديت تردد في خاطري تلك الساعة
بالرغم من انني شعرت بان ثمة خطرا يهددني في الموافقة على العمل في حانه مدام صوفي فقد رايت نفسي مضطرة للمواقفة
فأنا بحاجة قصوى الى العمل للحصول على لقمة الخبز
وابديت موافقتي للجارة الحسنة
قلت: ساعمل في حانه مدام صوفي يا مدام كاترين متي سأبدا العمل ؟....
قالت " غدا .. غدا ستشخصين معي الى مدام صوفي وستتعلمين معي اسبوعا واحدا ادربك خلاله العمل في الخانه ستعملين في تنظيف الحانه وفي غسل الاطباق وفي خدمة الزبائن وبعد انقضاء الاسبوع اترك العمل في الحانه وتتسلمين " الوظيفة " الجديدة وحدك ...
وتم تنفيذ الخطة التي رسمتها مدام كاترين لانقاذي من لفافة والعوز والجوع
|