المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
الجليد يكفي ويزيد ـ روبرت فروست ( مترجمة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
قد يجد البعض الامر غريب في نقلي لبعض القصائد المترجمة من اللغة الانجليزية الى العربية
في حين ان الشعراء العرب لم تشح اقلامهم في اسالة حبر اقلامهم
في حين ان المستشرقين ينهالون على الدواوين الشعرية العربية ملتهمين احرفها
ومثلما لهم الحق في الاطلاع لنا الحق في التعرف على فلسفتهم على مرادفاتهم
وعلى احساسهم ايضا
لنتابع معا هذه الابيات ولنكتشف فلسفة فلم ـ واحساس قلب
يجعلنا نتاكد باننا لسنا جميعا شعراء بل اننا جميعا بشر
روبرت فروست
الجليد ... يكفي و يزيد
روبرت فروست
ترجمة : سوزان سعد
ثلج ونار
يقول البعض إن العالم سينتهي بالنيران
والبعض الآخر يقول إنه سيتجمد
ولكثرة ما لسعتْني الأشواق
أؤيِّد أصحابَ النار أؤيِّد
لكنْ لو كانت النهاية ستُعاد
أظنني خَبِرْتُ ما يكفي من الأحقاد
لأقول إن الجليد
للدمار يكفي ويزيد.
عند الغابة
لِمَنْ هذه الغابة؟
أظنني أعرف صاحبَها
يعيش في القرية
فلن يراني أقف بجانبها
تمتلئ بالثلج وأنا أراقبها.
يجد حصاني في الأمر غرابة
أن نقف ولا منزل قريبًا من هنا
بين البحيرة المتجمدة والغابة
أشد الأمسيات ظلامًا في السنة
يظن أننا أخطأنا
فيهز رأسه في استغراب
والصوت الوحيد الذي نسمع
تساقُطُ الثلج الناعم
والريح قربنا تنساب
الغابة جميلة حالكة الظلمة
لكنَّ لديَّ وعودًا أفي بها
وأميالاً أجتازها قبل أن أنام.
طريقان في غابة
في غابة صفراء ينبثق طريقان
أسفت أنه ليس في الإمكان –
كوني مسافرًا واحدًا – أن آخذ كليهما
أمام الأول وقفت طويلاً
وإلى آخر المطاف نظرت
ونهاية المنعطف تبعت
لكني الثاني اخترت
فالأمر سيَّان
وربما كان أفضل الطريقين.
في ذلك الصباح
امتد الطريقان أمامي
يغطِّيهما ورقُ الشجر
لم يسوِّده وطء الأقدام
فتركت الأول ليوم موعود
لكن بما أني أعرف كيف
الطريق إلى الآخر يقود
أشك في أني إلى الأول سأعود
سأروي هذه القصة في تنهيدة
بعد سنين وسنين مديدة
عن غابة وطريقين
وكيف أني من الاثنين
اخترتُ الطريقَ الخالي
وهذا سيغيِّر جميع أحوالي.
--------------------------------------------------------------------------------
روبرت لي فروست Robert Lee Frost
شاعر أمريكي (سان فرانسيسكو 1874 – بوسطن 1963)، مع أنه ولد وترعرع جزئيًّا في كاليفورنيا، فإنه صرف معظم حياته في نيو إنغلاند، بما جعل شِعرَه يتماهى تماهيًّا حميمًا مع سكان نيو هامشاير وفرمونت ومع مشاهد ريفهما المستنزَف.
بعد أن درس في هارفارد، عمل كمُزارع ومعلِّم مدرسة. لكنه في العام 1912، انتقل مع أسرته إلى إنكلترا، حيث نشر أولى كتبه: إرادة صبي A Boy’s Will وشمال بوسطن North of Boston (لندن، 1913 و1914). وقد تصادق آنذاك مع إدوارد توماس وشجَّع موهبته الشعرية. وفي العام 1915، عاد فروست إلى الولايات المتحدة، ليتمتع بإعجاب متزايد، تسنَّم ذروتَه في العام 1961، حين دُعِيَ إلى إلقاء شعره في حضرة الرئيس كيندي.
و لا ريب أن بعض قصائده يستلهم أساطير عميقة الجذور في النفس الجمعية الأمريكية. غير أن القضية النقدية الأساسية التي ينقسم رأيُ النقاد حولها هو مدى أهمية المنزلة التي تحتلها هذه القصائد بالذات في مجمل أعماله. فقصائده الأولى التي نشرها، وهو بعدُ في عمر كان العديدُ من الشعراء يختمون فيه حياتهم الأدبية، نالت إعجابَ زميله الشاعر المغترب عزرا پاوند Ezra Pound نظرًا لِلُغتها المباشرة ولإدراجه للغة المحكية في خطابه الشعري. غير أن مثل هذه الخصائص، بالعودة إلى الوراء، يبدو انعكاسًا لرؤيته الدرامية لموضوعاته الشعرية أكثر منها خصائص شاعر حديث بكلِّ معنى الكلمة.
يبدو، على كلِّ حال، أن شعرَه لم يتطور كثيرًا بعد نجاحه الأول، فاكتفى بتصوير الطبيعة بوصفها ميدان قوى غامضة، مناوِئة، لا مناص للنساء والرجال من مصارعتها، في سياق يكاد يكون ميتافيزيقيًّا، من أجل النجاة بنفوسهم. وترمز الحدود والتخوم في شعره إلى خصوصية كيانه المتصلِّبة وتأكيده الاعتباطي على الذات الفردية، حيث يشجب فروست الخيار الأخلاقي في عالم تسوده المثابرةُ بوصفها قانون الحياة. غير أن فروست، في خيرة قصائده، يبدي اهتمامًا بتجربة العزلة أكبر منه بحصافة اكتفائه الذاتي المشاكس و"حكمته".
|