كاتب الموضوع :
مداويه جروحها بروحها
المنتدى :
المنتدى الاسلامي
فاطمه الزهراء رضي الله عنها
اليوم موعدنا مع صحابيه جليله
فانتم إن سألتم عن أبيها فهو سيد البشر، محمد صلى الله عليه وسلم ، إن سألتم عن أمها فهي سيدة نساء العالمين ، خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، إن سألتم عن زوجها فهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :- ( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) إنه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، إن سألتم عن أبنائها فهما سيدا شباب الجنة ، وريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحسن والحسين رضي الله عنهما ، إن سألتم عن عمها فهو سيد الشهداء وأسد الله ورسوله ، حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
هذه المزايا لم تجتمع في امرأة إلا هذه الصحابية رضي الله عنها
هي سيدة نساء العالمين في زمانها ، ولدت في مكة المكرمة وقريش تجدد بناء الكعبة ، وذلك قبل النبوة بخمس سنين ، واستبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماها ، ولقبها بالزهراء ، وهي شديدة الشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم
، إذ كانت بيضاء البشرة مشربة بحمرة و لها شعر أسود...و عن أم المؤمنين أم سلمى رضي الله عنها أنها قالت:(( كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أشبه الناس وجهاً برسول الله صلى الله عليه و سلم )) (1).و عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت : (( ما رأيت أحداً من خلق الله أشبه حديثاً و كلاماً برسول الله صلى الله عليه و سلم من فاطمة ))
، تزوجها الإمام علي بن أبي طالب في ذي القعدة أو قبيله من سنة اثنتين بعد وقعة بدر ،
قال ابن عبد البر : دخل بها أي علي بن أبي طالب بعد وقعة أحد ، فولدت له الحسن والحسين ومحسنا وأم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وزينب زوجة جعفر بن أبي طالب
روت عن أبيها صلى الله عليه وسلم ، وروى عنها ابنها الحسين رضي الله عنه ، وعائشة رضي الله عنها ولعن الله من لعنها ، وأم سلمة رضي الله عنها ، وأنس بن مالك رضي الله عنه ، وروايتها في الكتب الستة
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر لها ، ومناقبها غزيرة , كانت رضي الله عنها صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة الله ، وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها ) أخرجه البخاري ومسلم
فترك علي رضي الله عنه الخطبة رعاية لها ، فما تزوج عليها ولا تسرى ، فلما توفيت تزوج وتسرى رضي الله عنهما
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنت عليه ، وبكته ، وقالت : يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه
وقالت بعد دفنه : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد قال لها صلى الله عليه وسلم في مرضه : إني مقبوض في مرضي هذا ، فبكت وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت وكتمت ذلك ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم ، سألتها عائشة فحدثتها بما أسر إليها
((( لعلكم عرفتم من تكون ))
أسمها :-
فاطمة بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية ، الملقبة بالزهراء ، أم الحسن والحسين سيدا شباب الجنة
أسماء السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
كان تسميتها فاطمة بإلهام من الله تعالى لأن الله فطمها عن النار! .و اشتقاقها من ((الفطم)) و هو القطع كما قال ابن دريد و منه: فطم الصبي:إذ قطع عنه اللبن. ويقال:لأفطمنك عن كذا أي لأمنعنك عنه.
و سميت السيدة فاطمة الزهرا رضي الله عنها: الصديقة،و المباركة،و الطاهرة، و الزكية،و الراضية و المرضية و المحدثة، و الزهراء،و كان يطلق عليها أم النبي صلى الله عليه و سلم أو أم أبيها و قد أضاف عليها بعض كتّاب السيرة أنها لُقبت بالبتول...
عن جعفر بن محمد بن علي رضي الله عنه- عن أبيه- قال: ((سألت أبا عبد الله عليه السلام عن فاطمة:لم سميت الزهراء؟فقال:لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء،كما يزهر نور الكوكب لأهل الأرض)).
و سميت بأم أبيها لأن النبي صلى الله عليه و سلم ولد يتيماً ، و لم يجد أباه، ثم ماتت أمه و هو طفل صغير، و كان الرسول صلى الله عليه و سلم يعامل فاطمة رضي الله عنها معاملة الأم، و يخصها بالزيارة عند كل عودة منه إلى المدينة و قد توفيت آمنة بنت وهب و عاش في بيت أبي طالب تحنو عليه فاطمة بنت أسد و تعلق قلبه بها آنذاك بها، و لقد كان يناديها يا أماه، و عندما توفيت حزن عليها حزناً شديداً و رزقه الله فاطمة،و كلما رآها ذكر فاطمة بنت أسد،و تسلى بابنته عنها، و لهذا كناها أم أبيها...و لأنها كانت أصغر بنات الرسول صلى الله عليه و سلم و كانت في البيت وحدها بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها فتولت رعاية الرسول صلى الله عليه و سلم و السهر عليه..
زواج فاطمة الزهراء رضي الله عنها من علي بن أبي طالب رضي الله عنها
بعد أن أن تزوج سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من السيدة عائشة بنت الصديق بدأ يصل الى مسامعها تقرب علي بن أبي طالب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم مبدياً رغبته في الزواج بها،و هو ليس بغريب.لقد تربى معها في بيت واحد ، بعد أن أخذه النبي صلى الله عليه و سلم و هو صغير ليخفف مؤونة العيال عن عمه أبي طالب ، و ليرد له جميل صنيعه معه حين تكفل بتربيته بعد وفاة جده عبد المطلب...كان علياً رضوان الله عليه يتوق للإقتران بفاطمة رضي الله عنها ، لكنه ظل محجماً فترة، لأنه لا يدري بم يمهرها، و ليس بيده مال،ثم زاد احجامه ، حين بلغه أن أبا بكر و عمر رضي الله عنهما قد طلبا يد الزهراء، فردهما سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في رفق بالغ...عندما تقدم علي رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه و سلم طالباً يد فاطمة رضي الله عنها، تهلل وجهه صلى الله عليه و سلم ثم تبسم في وجه علي و قال:((هل عندك شئ يا علي؟
قال علي كرم الله وجهه :لا يا رسول الله، و الله لا يخفى عليك حالي و لا شئ من أمري،غير سيفي و ناضجي...قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: فأين درعك التي أعطيتك يوم كذا؟
قال علي كرم الله وجهه: تقصد درع الحطمية ، هي عندي يا رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:فأعطها إياها..
1) الحطمية :هي الدرع التي تحطم السيوف أي تكسرها...
فانطلق علي كرم الله وجهه مسرعاً ، و جاء بالدرع ، فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبيعها ليجهز العروس بثمنها.
و تقدم عثمان بن عفان رضي الله عنه فاشتراها ، بأربعمائة و سبعين درهماً، حملها علي كرم الله وجه و وضعها أمام المصطفى صلى الله عليه و سلم ، فتناولها بيده الكريمة ثم دفعها الى بلال ليشتري ببعضها طيباً و عطراً...
كان هذا هو مهر فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه و سلم الهاشمية القرشية، درع حطمية .و قد وفقها الله إلى هذا الفتى الشجاع النقي الذي كرم الله وجهه.
.
الزهراء و الجهاد
لقد كان وجود فاطمة الزهراء رضي الله عنها في قلب المعركة بين الكفر و الإيمان منذ طفولتها، و هو ما جعلها تحيا حياة جادة فلقد نشأت نشأة جادة..و أول مشاركة لها بعد زواجها الجهاد في غزوة أُحُد ، بعدما تأكد لها عزم قريش على الإنتقام من النبي صلى الله عليه و سلم و من آل بيته و أصحابه...
و خرج الكفار للقاء المسلمين و في صدورهم الحقد الدفين،و خرج المسلمون في شوال سنة ثلاث للهجرة.و خرج عدد من النساء ليس قليلاً لمشاركة الرجال في الجهاد و كان من بينهم الزهراء رضي الله عنها...
و بدأت المعركة بين الحق و الباطل بين النور و الظلام ..و شاركت الإبنة البارة رضوان الله عليها بقية النسوة المسلمات في تضميد الجراح، و إعداد الأدوية و نقل الشهداء إلى الجبهات الخلفية،و تهيئة الأطعمة و الأشربة... و انتهت المعركة برفع راية النصر للمسلمين...و عاد الكفار و الحسرة تملأ قلوبهم و لم يستطيعوا أسر رجل واحد من المسلمين ...و هكذا نجد ان فاطمة الزهراء كانت في موقع الأحداث مجاهدة في سبيل الإسلام و في إخماد نار الكفر الآثمة..
مولد الحسن و الحسين رضي الله عنهما
في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، استقبلت الزهراء رضي الله عنها،مولودها الأول.. و زف الخبر السعيد إلى ابيها صلى الله عليه و سلم ،فمشى إليها تملأه الغبطة ، حمل وليدها بين ذراعيه الكريمتين و تلا الآذان في مسامعه...
يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (( لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:أروني إبني ،ما سميتوه؟)).
قلت : ((سميته حرباً،فقال رسول الله:لا بل الحسن)).و احتفل النبي صلى الله عليه و سلم بمولده،فصنع عقيقة يوم سابعه،و حلق شعره وتصدق بزنة شعره فضة.
كان الحسن رضي الله عنه أشبه خلق الله بالرسول صلى الله عليه و سلم في وجهه.
فقد روى الزهري عن أنس قال: (( الحسن أشبه برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس،و الحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه و سلم ما أسفل من ذلك )).
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحبه حباً شديداً و ربما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ساجد في الصلاة فيركب على ظهره ، و يقره على ذلك و يطيل السجود من أجله،و ربما أصعده على المنبر...
عن البراء رضي الله عنه قال: (( رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واضعاً الحسن بن علي على عاتقه،و هو يقول: (( اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه))..
في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة،وضعت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وليدها الثاني الحسين رضي الله عنه،طارت البشرة السارة الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فهرول المصطفى صلى الله عليه و سلم إلى بيت الزهراء و حمل الوليد بين ذراعيه الكريمتين و أذن صلى الله عليه و سلم في أذنه..ثم سأل علي كرم الله وجهه: (( ما سميتموه؟)).فأجاب علي كرم الله وجهه : (( سميته حرباً.فقال المصطفى صلى الله عليه و سلم بل هو حسين)).و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مع حفيديه في قمة العطف و الحنان و الكرم و الرحمة..
وفاة فاطمة الزهراء رضي الله عنها و حزن علي كرم الله وجهه
أصاب السيدة فاطمة الزهراء مرضاً كان السبب في وفاتها ، و لم يطل مقام المرض في جسدها الطاهر طويلاً.و توفيت و هي بنت التاسعة و العشرين ... و قد اختلفت المرويات في تحديد تاريخ وفاتها..لكن الأرجح كان ما رواه المدائني و الواقدي و ابن عبد البر أنها توفيت يوم الإثنين من شهر رمضان سنة إحدى عشر من الهجرة...
قيل أنها كانت قبل وفاتها فرحة مسرورة لعلمها باللحاق بأبيها الذي بشرها أن تكون أول أهل بيته لحوقاً به..
سرى خبر وفاتها في المدينة و اجتمع الناس حول علي كرم الله وجهه و هو جالس ،و الحسن و الحسين رضي الله عنهما يبكيان بين يديه فبكى لبكائهما..
وصية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
كانت وصيتهاأن تدفن ليلاً بالبقيع،و حملت الزهراء رضي الله عنها إلى القبر، في نعش صنعته لها أسماء بنت عميس رضي الله عنها...و كان هذا النعش سريراً ثم يُأتى بجرائد تشد على قوائمه ، ثم يغطى بثوب..و كانت أول من حملت بنعش،و أول من لحقت بالنبي صلى الله عليه و سلم من أهله..حُملت فاطمة الزهراء رضي الله عنها بين دموع العيون و أحزان القلوب، و صلى عليها علي كرم الله وجهه،و نزل في قبرها، ثم وقف على حافة القبر يؤبنها بكلمات تنم عن قلب مفعم بالأحزان على فراقها..و ضم ثرى طيبة جسدها الطاهر كما ضم جثمان أبيها المصطفى صلى الله عليه و سلم و أخواتها الثلاث فيما بعد :زينب و رقية و ام كلثوم رضي الله عنهن..وعاد علي كرم الله وجهه ، محزون القلب دامع العين بعد وداع الحبيبة الغالية الطاهرة ابنة أشرف القوم،عاد الى الى دارهما تملأ الوحشة قلبه
، قد أثرت فيه وفاة المصطفى صلى الله عليه و سلم ثم وفاة الزهراء رضي الله عنها فأنشد قائلاً:
أرى علل الدنيا عليّ كثيرة و صاحبها حتى الممات عليل
لكل اجتماع من خليلين فرقة و كل الذي دون الفراق قليل
و إن افتقادي فاطماً بعد أحمد دليل على ألا يدوم الخليل
هذا قليل من كثير من سيرة هذه الصحابية الطاهرة الشريفة
نسأل الله أن يفقه نسائنا لتعلم سير هؤلاء الطاهرات الشريفات فإنه العز والشرف والفخر في الدنيا
والآخرة
ولاحرمكم الله الاجر والمثوبه ودمتم بصحه وعافيه
|