المنتدى :
المنتدى الاسلامي
مات بعد ست شهور...على الصلاح
قرات هذه القصة وهي واقعية واحببت ان انقلها اليكم لعلكم تجدون فيها العبرة والموعظة النافعة
اخواني اخواتي تفضلوا:
عرفته من رائحته الكريهة المزعجة كلما جاء ليستلم راتبه، اضع له كرسياً بعيداً عني الى حين اتمام معاملته..
سألت عنه فقيل لي انه مدمن خمر (والعياذ بالله) لا يتورع عن شربه حتى في دائرته ما عرف الايمان الى قلبه سبيلاً.. وما ركع لله في حياته ولا سجد سجدة واحدة.. مرات ومرات نصحته بالاقلاع عن المعاصي فرفض حتى الاستماع اليّ .. ولكن هيهات هيهات فقد ران على قلبه لكثرة المعاصي.
كنت يوماً اصلي المغرب في جامع (حنان) في ساحة الشهداء فشممت اثناء صلاتي رائحة عطرة تنبعث من احد المصلين... وبعد الصلاة بادرت اخوتي ممن كانوا بجانبي بالسلام عليهم، واذا بالمفاجأة المذهلة. فتحت عيني لأتأكد مما أراه... أنه صاحب الرائحة العطرة انه هو.. اقتربت منه.. نسيت ساعتئذ كل عبارات المجاملة وقلت له: انت... ما الذي جاء بك الى هنا؟ وكيف ومتى؟ وما السبب؟!
اسئلة طرحتها عليه لأعرف ما سر هذا التغير المفاجئ.. قال لي: على رسلك.. اجلس يا اخي لأحدثك بخبري:
انت تعلم اني ضابط تجنيد العمادية (منطقة جبلية شمال العراق) ولوعورة الجبل فاني اضطر لنزول الجبل مشياً على قدمي الى ان اصل الى الطريق العام..
وفي اثناء نزولي جلست لأستريح وكان بجانبي بيدر من الحنطة حيث الطبيعة الخلابة التي دعتني الى تأمل جمالها، وشدني منظر دبور يأتي الى كومة قمح فيأخذ منه حبه ويذهب ثم يعود فيأخذ غيرها وتكررت هذه العملية عدة مرات والدبور يروح ويغدو، تعجبت من المنظر وسألت نفسي: على حد علمي ان الدبور لا يأكل الحنطة فما الذي يفعل بهذه الحبات..!!
دفعني الفضول للسير وراءه الى ان وجدته يحط خلف صخرة.. اقتربت منها فرأيت ما اذهلني، وراعني المنظر، واقشعر جسمي لهول ما رأيت..
حمامة مكسورة الجناح لا تستطيع الطيران ويأتي الدبور لها بالقمح لتأكله..
عجبت من هذا المنظر.. من الذي سخر الدبور لجلب القمح للحمامة..
ان الذي لم يغفل عن هذه المسكينة وسخر لها من يخدمها.. ايستحق مني كل هذا العصيان وهو الذي سخر لي ما في السموات والارض؟ أأعصيه ليل نهار وهو الذي يتكفل برزقي ورزق عيالي؟ ثم ايعقل ان يتركني بغير حساب؟؟!
انه يرزق النملة السوداء في الليلة الظلماء تحت الصخرة الصماء.. أحسست بالايمان ولد في قلبي، ونفضت روحي كل أدران الآثام عنها وهي تناديني بشوق عميق ان هلم الى الله كفى بعداً عن الله.. حنين من داخل قلبي جعلني اسجد من ساعتي لله واعلن توبتي وندمي.
وانا ساجد بين يديه احسست دموعاً تنسكب من عيني واخالها دموع التوبة والاستغفار..
ناجيته سبحانه: كم انت حليم وكريم، حلمت عني كل سنين معصيتي ووضعتني في هذا المكان لأفيق من غفلتي.. ها انا قد عدت اليك.. بجسدي وقلبي وروحي استغفرك يارب.. استغفرك وأتوب اليك.. اغفر ما كان مني وسامحني يا أرحم الراحمين..
اعلنت لنفسي بداية عهد جديد مع الله وكعربون لهذه البداية اخذت الحمامة الى بغداد وعالجتها واطلقت سراحها بعد ان شفيت واصبحت قادرة على الطيران، وكم احببت تلك الحمامة لأنها كانت سبباً لهدايتي وترك المعاصي.. هذه قصتي حقيقية.. صدقها او لا تصدقها.. وهذا سر عودتي الى الله..
عسى ان يقبلني في التائبين ويحشرني مع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
عانقته وقبلته وقلت له: مرحباً بك يا اخي الى دوحة الايمان والخير والحمد لله الذي هداك وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول (ان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع، فسيبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).
توفي صاحبي بعد توبته بستة أشهر، ونحن نظنه مات على الصلاح، والحمد لله رب العالمين.
اتمنى ان تكونوا قد استفدتم منها وهي قصة واقعية
تحياتي
|