المنتدى :
الاسرة والمجتمع
الخادمة في البيت بين الضرورة والترف .
* هل تحتاج ربة البيت في ظروف الحياة العادية إلى خادمة ؟
* هل يكون دور الخادمة في البيت بسبب ظروف سيدة البيت ؟
* هل يستدعينا أي ظرف ومهما كان إلى الاستعانة بالخادمات ؟
* ما مصير الأطفال الذين ينشؤون في أحضان خادمات غريبات عن البيئة والتقاليد واللغة والعادات ؟
أسئلة كثيرة على أي عقل أن يسألها ويبحث عن أجوبة لها قبل أن يقدم دون اهتمام إلى استخدام خادمة تقوم بمعظم الدور المنوط بربة البيت ..
اتمنى سماع آرائكم
*******************
لو تابعنا عن قرب ما يجري حولنا في أكثر البيوت وبخاصة عندما نتجول في أماكن عامة حدائق أو ملاعب للأطفال لشعرنا وكأننا في بلد غريب ينتمي إلى دولة من دول جنوب شرق آسيا والمشكلة أن الأم تحقق للطفل الرضيع الشعور بالاطمئنان والسرور من خلال عملية الرضاعة ولكن الطفل يحتاج إلى أكثر من ذلك بعد فطامه وتقدمه في العمر حيث يحتاج إلى تواصل وشعور بالسعادة يربطه بأمه يتحقق من خلال لهوه ولعبه معها , وعندما تتنازل الأم عن هذا الدور لخادمتها الأجنبية فهذا يعني تنازلها عن أهم حاجات الطفل في هذه السن .
ونرى بأن وجود الخادمة في بيوتنا أمراً لا يكاد يخلو من الأضرار إلا أن الأمر الذي أصبح يلفت الانتباه يحق هو تنازل بعض الأمهات عن أهم دور لهن تجاه أطفالهن وهو الجانب الوجداني التعلق بمرافقة الخادمات يصحبن الأطفال إلى الأسواق والمراكز الترفيهية , وأعتقد أن ربة البيت وأقصد غير الموظفة هي الأقدر في الاستغناء عن هذه المهمة وأن مشاركة الزوج ضرورية في تقليص ظاهرة الخادمات ولكن المشكلة أن طبيعة المجتمع السعودي تسبب انفصالاً للأسرة بمعنى أن يذهب الأب إلى جلساته مع أصدقائه خارج المنزل والأمهات يعشقن الأسواق وبالتالي لا بديل عن الخادمة لمرافقة الأبناء داخل المنزل أو خارجه , نرى جميعاً أعداد مهولة من الخادمات برفقة الأطفال يتجولن داخل المراكز التجارية والترفيهية ولو سألت عن الأم أو الأب ستجيبك هذه الخادمة فوراً (( بابا .. ماما مشغول )) , إذاً ما نلاحظ الجانب النفسي وهو الأهم والأبقى , وربما إفرازات الحياة العملية جعلتنا نتخلى عن امور كثيرة مهمة وأصبح الطفل يتعلم لغة غريبة وعادات غريبة على مجتمعاتنا .
إن المشكلة الكبيرة والخطيرة هو ما يسمين مربيات هن شغلات أو خدم , ومن بيئة فقيرة وجاهلة يؤتى بهن إلى ديارنا لكي يؤدين مختلف الأعمال من كنس وطهي وغسيل , ومربيات في أوقات الفراغ .
إن سبب التغيرات التي حدثت في مجتمعنا نتيجة التطور السريع وانخراط المرأة في مجالات العمل خارج المنزل ظهرت الحاجة إلى وجود خادمة في المنزل للمساعدة في سد الخلل الذي قد ينجم عن ترك المرأة لبيتها خلال ساعات العمل , إن القضية بقدر ما هي خطيرة فهي مثيرة أيضاً وتشكل خطراً وشيكاً حقيقياً يجب أن نتنبه له وناقشه بشجاعة وجرأة , لأن خطر داهم يبعث بأصولنا ولغتنا .. هي العامل الأول والأهم لمجمل ثقافتنا عبر التاريخ , ولو استفحل الأمر فكل الأخطار بعدها من إنتاج هذا الخطر .
منقول للفائدة
|