المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
(إن الله يمهل ولا يهمل) قصة بقلمي
ثاني قصة بقلمي مقتبسة من خبر حقيقي قد نشر بالجرائد
[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URL
(إن الله يمهل ولا يهمل) قصة بقلمي
أعيش في بلدة نائية فقيرة ، الغني منا غني والفقير منا فقير لا وجود للدرجة الوسطى ، و أنا انحدر من الدرجة الفقيرة ، فالفقر موروث عندنا.
كانت أمنيتي وأنا صغير أن أملك المال الكثير لأساعد أسرتي وبني جلدتي كبرت وكبرت الأمنية معي.
في إحدى الليالي الماطرة شديدة البرودة تهدمت البيوت وتكسرت الأشجار بيتي غرق ، آآآآآه فلو كان عندي المال لكنت بنيت سقفا يحمينا هذا ما خطر ببالي ؛
في ذلك اليوم توفيت أمي من شدة البرد والمطر، توفيت ولم ترى النعم توفيت ولم ترتاح يوما من العمل توفيت ونحن أمامها نرتجف من الخوف والبرد ، بكيت في ذلك اليوم حتى كان بكائي كالسيل والشلال من عيني ينهمر وينسكب على وجنتي وينقطع عند شفتاي.
في صباح اليوم التالي تناقشت مع والدي وأقنعته بعد محاولات عدة أن أودع بلادي أن اذهب لأعمل في أي منطقة كانت علي أحصل على المال الوفير.
بعد أيام من موت أمي جمعت بعض النقود وودعت أبي ودعت بني جلدتي ودعت قريتي ودعت طرقها أشجارها بيوتها ، ومن المال الذي جمعته ركبت إحدى الحافلات وغادرت قريتنا.
بعد عناء وجهد طويل بعد أسابيع وشهور وصلنا إلى أحد المدن ، ارتحت في إحدى طرقها ، وبعد أن أخذت كفايتي من الراحة انطلقت بحثا عن عمل ، لم أجد القبول بسرعة مرت أيام وأنا أتنقل أنام في الطرقات ولا أتغذى جيدا حتى قوبلت في أحد المطاعم .
كان عملي التنظيف أنظف الأراضي والأواني والطاولات وكراسيها والمقابل أجر قليل ، كما كان رب عملي شديدا لا يرحم لا نتكلم أمامه ولا نطرح أية أسئلة عليه ، ننام في الربع الأخير من الليل ونستيقظ في أول الصباح ، نجد الذل والمهان ولكني صبرت ورضيت.
مع الأيام تعرفت على أصدقاء جدد أنسوني الذل والمهان ومعهم صبرت ومعهم رضيت.
[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URL
عملت بكل أمانة بكل قوة أتاني بها ربي علي أجد الفرج القريب ، ويا سبحان الله سمع ربي دعائي وجدت الفرج تم ترقيتي لمطعم آخر ومن فرحتي نسيت أن أحمد ربي وأشكره ، تعرفت على مجموعة من المنحرفين كانوا طوال الليل يذهبون للتسكع مع الفتيات ، وأنا لم أرضى على نفسي أن أسلك هذا الطريق صبرت ولكن صبري لم يطل وسوس إلي الشيطان وذهبت معهم .
عندما دخلت لذلك المكان رأيت المنكرات شربت الخمر من كأس إلى كأس حتى سكرت ولعبت القمار .... ؛
وعندما رجعت نمت نوما عميقا استيقظت على إثر صداع فظيع ، لجأت إلى أحد أصدقائي فنصحني بحبة من عنده ، ولأني لم أقوى على الألم أخذتها ، نعم أخذتها كانت حبة ولكنها قلبت حياتي رأسا على عقب أدمنت عليها وأدمنت للخمر أدمنت على التسكع .
أتذكر أن في أحد الليالي أني شربت الخمر حتى سكرت وراقصت تلك الجميلة ثم زنيت بها وعملت المعاصي والمنكرات معها ، بعد أن انتهيت منها رجعت لمسكني لأنام .
كان نومي كابوسا رأيت نفسي وحيدا في ليل مظلم شديد السواد النيران محاطة بي ، ومن أمامي حفرة عميقة وكبيرة ومشتعلة لا ترى شيء في قاعها ، ومن خلفي مجموعة من العمالقة ضربني أحدهم بفأس حديدية كانت بيده على رأسي وسقطت في تلك الحفرة المشتعلة وأشتعل جسدي ....
استيقظت على حرارة محاطة بجسدي وجدت رقبتي منتفخة وكذلك فخذي ارتفعت درجة حرارة جسدي أكثر لم أقوى على العمل ثم أصبحت أنهار من أي مجهود وإن كان بسيطا لم يعد لي مناعة إن مرض أحدهم مرضت .
تلك أعراض الإيدز أعلم ذلك أصبت بالإيدز وليس السبب تلك الفتاة ولكن أنا السبب بعدي عن ربي السبب .
لا أمل للشفاء أعلم ذلك أيضا فلم أخبر أحدا ، ولكن قدرة ربي أن رب عملي يشك في مرضي ويأمرني بمصاحبته للطبيب رغما عني صاحبته وعلم أني حامل لمرض الإيدز فكانت صدمة له فطردني من العمل .
أصبحت مشرد ولم أجمع المال الكافي إذ صرفته على المسكرات ، ومرت الأيام وتوسطت عند أحد أصدقائي الذي لم يعرف بمرضي أن اعمل عنده ، وبعد محاولات عدة رضي رب عمله بالعمل عنده ، وأصبح عملي صنع الطعام.
وبدأت فكرة الانتقام تراودني وبحثت عن طريقة حتى وجدتها فكنت أجرح يدي حتى تنزف وأضع بعضا من قطرات دمي في الطعام .
لم أتذوق يوما ما اصنع ولم أحذر أحدا حتى لا يشتكي ويخبر أحدا ، وهكذا على يدي أصيب الكثير وكانوا ضحايا أبرياء لا ذنب لهم، لم يعلم أحدا أن السبب أنا ولم أهتم أبدا بخطر ما أفعل .
علمت في أحد الأيام أن رب عملي الأول قد أصيب بمرض لين العظام بعد ترقيتي للعمل الآخر ثم استقال فتذكرت بأن الله (يمهل ولا يهمل) و أردت زيارته .
ذهبت للمشفى وسألت الاستعلامات عن غرفته ذهبت للغرفة وطرقت الباب ودخلت...
كانت فاجعة المريض ليس رب عملي ولكنه أبي لقد أعطوني رقم الغرفة خطأ ، اندهشت بكيت تفسرت عن أحواله .. سألته منذ متى وأنت هنا في هذه المدينة ؟ لم أنت في المشفى ؟
أجابني بأنه قد أتى لأني قد تأخرت عنه وأنه أكل من أحد المطاعم وجبة سريعة فأصيب بالايدز وأيام عمره معدودات ، سألته من أي مطعم ؟
كانت فاجعة المطعم الذي أعمل أنا به أي أنا ...أنا السبب لما يا رب لما أبي ... ليس أبي يا رب .. علمت بأن الله (يمهل ولا يهمل) قلتها من قبل ولم أهتم كثيرا عرفت أن هناك عقاب لكل محرم .
أعترفت بكل شئ لدى المحققين وسجنت هذا أقل جزاء ، رجعت إلى إيماني رجعت إلى ربي أهتديت للقرآن عسى ربي يغفر لي .
مع توجيهات من قبل أحد المشرفين بمنتدى أخر
|