المنتدى :
الارشيف
الغموض يلتحف حياة أحلام بقلمي
(بسم الله الرحمن الرحيم)
أقدم بين أيديكم ثالث قصة من قلمي ،وقد تمت بحمد الله بمساعدة أحد الأعضاء بمنتدى أخر
الغموض يلتحف حياة أحلام
في ذلك اليوم كانت أحلام تنتظر سائقها بفارغ الصبر، وما إن أتى حتى طلبت منه أن يسرع لتصل إلى بيتها بسرعة. وصلت إلى البيت وقرعت الجرس طويلا بـإصبعها الذي لم يبتعد عن مفتاح الجرس أصلا، ردت عليها الخادمة وتوجهت للـباب لتفتحه. دخلت وأخذت تركض على الدرج مسرعة , فالوقت يداهمها ثم ذهبت إلى غرفتها خلعت عباءتها وبدلت ملابسها وفتحت جهاز الكمبيوتر ,انتظرت ليعمل وهي تحترق بمكانها, وحين بدأ في العمل فتحت صفحة الإنترنت و ما إن مرت دقائق حتى دخلت على إيميلها وكتبت اسمها وكلمة المرور ونقرت على إضافة جهة اتصال .. لتضيف اسمه . فرحت كثيرا عندما وجدت جملة (تمت الإضافة بنجاح), كانت تنتظره, ولم تمر ساعة حتى دخل ودار بينهم الحديث التالي.....
أحلام: السلام عليك.
هو: وعليكم السلام والرحمة، من معي؟.
أحلام: أريد أن أكتب, الرجاء أن لا تقاطعني حتى أنهي ما بداخلي هل ذلك ممكن؟.
هو: ما موضوعكِ ؟؟؟ من أنت / ي؟؟؟ .
أحلام: سأكتب لتعرف من أنا. أرجوك لا تقاطعني حتى أنتهي, فقط انتظر.
هو: أمركِ غريب سأنتظر وأرى ما الأمر.
أحلام: اعذرني أحمد , عندما علمت أن وسائل الاتصال مقطوعة بيننا طلبت من صديقك عمر أن يعطيني إيميلك , فأعطاني إياه وهو ليس متأكد من صحته ، أنا أحلام أرجوك لا تحظرني انتظر لتسمع باقي كلامي للنهاية . أضفتك اليوم وفرحت عندما وجدت جملة ( تمت الإضافة بنجاح) ، تعلم تمام العلم يا أحمد قصتي بل هي في الحقيقة مأساة ، تعلم إني عشت معهم خمسة عشر من عمري , أحببتهم وتعلقت بهم كنت أعتقد بأن المشاكل تحدث في كل بيت في كل عائلة ولم أشك يوما بأي شئ .
كنت أراها وأتمنى أن تكون أمي، عندما أصل إلى مدرستي أنتظرها لألقي عليها التحية, وعندما لا أراها وأعلم أنها غائبة أحزن كثيرا وأصيب بإحباط شديد.
كانت صدمة وفاجعة عندما علمت وفاتها ، والصدمة الكبرى إنها أمي الحقيقية ، ومن عشت معهم ليسوا إخوتي . ذلك ليس أبي وتلك ليست أمي ولا يقربون لي بأي صلة ، بعد خمسة عشر عاما تعترف بي أنت يا أحمد .
لما لم تخبرني هي ؟ كانت تراني في كل يوم، آآه يا أحمد تتحقق أمنيتي بعد وفاتها .
الصدمة التي تفوق الأولى والثانية ضعفا إني عشت بعد وفاتها معك, كانت ثلاث سنين حتى بلغت الثامنة عشرا من عمري, تعلقت بك, كنت أمي وأبي كنت أخي وأختي كنت أعز رفيق لي. صارحتك بأشياء لم أصارحها لتلك السيدة التي ربتني , بأشياء لا تصارح إبنة أباها . بعد ثلاث سنين تأتي وتخبرني بأنك لست أخي وأنك مجرد أبن خالتي التي قد توفيت قبل أن أخرج للحياة ، بعد ثلاث سنين تأتي وتصارحني بحبك الأعمى لي برغبتك بالاقتران بيي ؟؟ لما؟ لما لم تخبرني بالحقيقة منذ أن عشت معك ؟ لماذا أخفيتوا علي كل هذه الأمور؟ أين كنتم؟ هل ما أعيشه واقعا أم خيال؟
هي صدمة لا تحتمل هي أكبر الصدمات التي مررت بها ، كان لا إراديا مني أن أتلفظ بتلك الألفاظ وأن أرفع يديَّ عليك، ماذا كنت تنتظر مني كردة فعل؟ ولماذا عندما عرفت ردة فعلي ذهبت حيث اللاعودة ؟ لماذا تركتني بعد أن تعلقت بك؟
أتعلم ؟؟؟ إن طرحت قصتي هذه على أي بشر لن يصدقونها, سيعتقدون بأنها من وحي الخيال. آآآآآآه لا أريد من الدنيا سوى إجابات على هذه الأسئلة وأن أعيش بعالم صريح لا غموض ولا كذب فيه.
هو: امنحني دقائق لأقرا كل هذا الكلام.
..............................
هو: اعذريني أحلام لا أريد الكذب عليكِ هل هذه قصة واقعية ؟ لقد أغرقتني بالدموع كنتي فرحة لجملة (تمت الإضافة بنجاح) , ولكن الحقيقة بأني لست أحمد ولا صديق لي يحمل اسم عمر , متأسف .
قالت في داخلها : أعلم تمام العلم أن أحمد لا يحبذ المزح الثقيل ، هل من الـممكن أن يكون عمر قد أخطأ؟.
******************************************
في ذلك الوقت كنت أتصل على هاتف بيتها , رفعت السماعة وكنت معها على الخط.
عمر: السلام عليك.
أحلام: وعليك السلام ، إسمع .... ، وأخبرتني القصة كاملة.
عمر: اعذريني أحلام لقد أخطأت ذلك ليس إيميل أحمد .
أحلام: هذه ليست الحقيقة أليست كذلك يا عمر؟.
لم تتحمل ذلك بكيت وبكيت حتى تعبت عيناها وتصلبت أطرافها , لم تعد تحس بشيء , فسقطت هي وهاتفها على الأرض.
عمر: أحلااااام ردي علي ، ماذا حدث لكي؟.
..............................
عمر: أرجوكي أحلام ردي علي.
*******************************************
أراد أحمد أن يطمئن عليها , فاتصل على منزلها ووجد الخط مشغول.
اتصل عليّ , وعندما وجدته معي على الخط لم أتحمل كنت مندفعا بدأت باسمها .
عمر: أحلام ، أحلاااام يا أحمد.
أحمد: ما بها ؟؟؟ لم هاتف منزلها مشغول؟.
عمر: أرجوك أذهب لتراها فالقصة طويلة والوقت ضيق , هناك شئ ما أصابها ، أرجوك طمئني عندما تراها.
فجع أحمد ركب سيارته وقادها بسرعة جنونية ، لم يستطع التوقف عند أحد الإشارات , تعداها والنتيجة بأن صدمته إحدى السيارات صدمة عنيفة احترقت السيارة من إثرها وتوفى بداخلها .
تأخر الوقت وأحمد لم يطمئنني ,أخذت الهاتف واتصلت به. كان هاتفه مقفل , فحاولت أن أتصل بـأحلام ولكن ليس هناك رد, فقررت أن أذهب إلى بيتها لأراها .
عندما وصلت وجدتها طريحة الأرض وعلى وجنتيها معالم البكاء , حاولت إيقاظها لم تستيقظ , بحثت جاهدا عن نبضات قلبها فلم أجدها , تيقنت بأنها قد توفيت من أثر الصدمات التي لم تتحملها .
نقلتها إلى سيارتي وذهبت بها إلى أحدى المستشفيات ، رأيت منظرا هالني , أحمد جسمه محترق على سرير أبيض , وسمعت إحدى الممرضات تطلب الدكتور وتخبره أن هناك جثته محترقة .
سقطت أحلام من يدي من أثر صدمتي بالموقف ، فوجئت الممرضة بذلك فحملتها ووضعتها على السرير , سمعتها مرة أخرى وهي تطلب الدكتور وتخبره بوجود جثتان , واحدة لشاب مات محترقا وهو أحمد والأخرى لفتاة ماتت من إثر صدمة عصبية وهي أحلام.
القصة من قلمي وهي من نسيج الخيال
وتمت بمساعدة احد الأعضاء بمنتدى آخر
|