المنتدى :
المنتدى العام
اعياد وطنيه للبيـع
في صلاة العيد - عيد الثوره - كان عبد الحليم يغني احتفالا بالثورة.. ربما لم يحدد كم عدد ركعات هذه الصلاة، لكن قل النظام قرر أن يجعل من الذكرى عيدا وللعيد صلاة.. وهكذا هي أعيدنا الوطنية قرارات إدارية.. تتبدل وتتغير حسب مزاج الفرعون.. بدء من يوم الزينة، وانتهاء بعيد ميلاد الرئيس الذي صار عيدا قوميا..
وبين هذا وذاك.. جاءت أعياد واختفت أخرى.. والغريب أنه بعد تراجع الأيام الوطنية تقدمت المناسبات الدينية.. وبعضها ذا نفس طائفي.. 23 عيدا للأقباط.. و8 لبقايا اليهود.. وعيدين للمسلمين بخلاف المواسم والموالد.
ولكل عصر مناسباته.. وتفضيلاته.. أيام عبدا لناصر.. أعيادنا يهيمن عليها فكرة المشروع العام.. كنا بنبي.. ونحارب.. ونأمم.. وكنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة.. فكان عيد الجلاء.. والثورة والوحدة والصناعة والفلاح.
جاء السادات فأضاف أياما.. النصر.. وصمود السويس وعودة المهجرين.. وثورة التصحيح.. وخلفمن بعده خلف أضاعوا.. المناسبات.. في عهد الرئيس ضاعت كل معالم الأنفة الوطنية.. وحل عيد الربيع.. والشجرة والطفولة.. هل تذكرون يوم الجهاد 13 " نوفمبر " عام1919، والاحتفال بثورة 1919 والتي جسدت المساواة والتسامح بين عنصري الأمة الواحدة في مواجهة المحتل، وتحولت أعياد "تحرير سيناء والجلاء وثورة يوليو والقوات المسلحة" إلي مناسبات فنيه للكورال.. أو طلعة جوية.
ومن عجائب الحديث في هذا الشأن زيارة الرئيس مبارك للندن منذ بضع سنوات في يوم الاستقلال وهو عيد الجلاء بما يفرغ المناسبة الوطنية من مضمونها.
مشروع النهضة
في البداية يرى الدكتور أحمد المجدوب المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن اختفاء هذه الأعياد وعدم الاحتفال بها يرجع في الأصل إلي غياب المشروع الوطني للنهضة والتنمية والذي من المفترض أن يتزعمه رئيس الدولة.
وأضاف الدكتور المجدوب قائلا: "ما عاد يجمع البشر أي مشروع للنهضة غير المعاناة المشتركة والفساد الإداري والمالي والاقتصادي بكافة أطيافه، وكذا السياسي والغلاء في الأسعار والتضخم، كما جمعهم غرق العبارة وكارثة أنفلونزا الطيور وحريق مسرح بني سويف والحمي القلاعية وتسمم تلاميذ المدارس".
ويؤكد الدكتور المجدوب أن تراجع المشروع المشترك بين أبناء الوطن الواحد هو الذي أدي إلي تأكل معني الوطنية ومن ثم اختفاء هذه الأعياد إلي الأبد.
الأعياد الوطنية والأنظمة
ومن جانبها تقول الدكتورة اعتماد علام أستاذة الاجتماع بجامعة عين شمس إن غياب الأعياد الوطنية يرجع في الأصل للطبيعية السياسية لكل زعيم، فحاجة كل نظام سياسي تختلف عن حاجة النظام الذي يليه.
وكشف الدكتورة اعتماد النقاب عن أن تهميش بعض الأعياد الوطنية أو اختفاءها ظاهره تشمل كل البلدان نظرا لطبيعة الأنظمة التي تتوافد علي الحكم، غير أن هناك أعيادا ومناسبات وطنية تكون محفورة في ذاكرة الشعوب ومن الصعب محوها، غير أن هذه الأنظمة تسعي من التقليل من أهميتها، في الوقت الذي تخلق فيها أعياد من مناسبات لا قيمة لها.
وأكدت الدكتور اعتماد علي أهمية هذه الأعياد في حياة الشعوب وغرام المصريين بها لدرجة ارتباط هذه الأعياد بطقوس عبر التاريخ بما يؤكد أهميتها ومن ثم تأثيرها الفعال والذي يحاول كل نظام الاستفادة منه.
ويرى الدكتور أسامة الغزالي حرب أحد القيادات السياسية الليبرالية إن غياب احتفال الحكومات المتعاقبة بالأعياد الوطنية مرتبط بشكل أساسي بطبيعة كل نظام يحكم مصر، وضرب الغزالي مثلا لذلك بتهميش النظام الحالي الاحتفال ببعض الأعياد كعيد ثورة يوليه وعيد الجلاء وعيد تحرير سيناء، وعلل الغزالي ذلك لعدم ارتباط هذه الأعياد في الأصل بالنظام السياسي الحالي الذي يسعى لفرض حاله من البروباجنده حوله حتى في الأعياد.
حيث ينصرف اهتمام النظام بخلق شو إعلامي له وتحقيق مكسب سياسي عن طريق الاحتفال بها، وإن كانت قد تحولت بالفعل إلي أعياد فنية دون الاهتمام بالمضمون. وطالب د. الغزالي المجتمع المدني بمؤسساته بإحياء هذه الأعياد بعيدا عن وسائل إعلام النظام عن طريق الحديث الدائم حولها لتحقيق مكتسبات أكثر وتربية الشعب علي الانتماء لوطنه وهويته.
|