المنتدى :
القسم الرياضي
فان نيستلروي.. عصفوران بحجر واحد
ساعات قليلة تفصلنا عن الجولة الثامنة والثلاثين من الدوري الاسباني لكرة القدم، ريال مدريد يتطلع للظفر بالنقاط الثلاث الأخيرة امام مايوركا ليحسم لقب الليغا الاسبانية بغض النظر عن نتيجة غريمه التقليدي برشلونة الذي سيواجه جيمناستيك، وهناك لاعب في صفوف "المدريدي" يملك حافزا إضافيا خلال مباراة فريقه المرتقبة يوم الأحد حيث ينوي المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي هز الشباك للمرة الأخيرة هذا الموسم ليظفر بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي التي تمنح سنويا لأفضل هداف في المسابقات الأوروبية المحلية.
فان نيستلروي بحاجة لتسجيل هدف واحد ليعادل عدد أهداف قائد روما الإيطالي فرانشيسكو توتي (26 هدفا) لكنه يمني النفس بتسجيل هدفين لينفرد بالجائزة التي ستتوج مجهودا كبيرا بذله هذا اللاعب طول الموسم، ويبدو أن المهاجم الهولندي ضمن الفوز بجائزة هداف الدوري الاسباني حيث يبتعد بفارق ثلاثة أهداف عن أقرب مطاردية الأرجنتيني دييغو ميليتو نجم سرقسطة.
ويعتبر رود فان نيستلروي من أهم المهاجمين على الساحة الكروية العالمية، العديد من المواصفات التي يمتلكها اللاعب تجعل منه نموذجا للمهاجم المثالي، فهو عنيد أمام المرمى لا يرضى إلا بتسجيل الأهداف، ويمتاز بقوة أدائه ووفرة جهوده في الميدان، كما يعرف بلياقته البدنية العالية، فلا تلحظ اختلاف في حركته طوال المباراة، ويترجم الكرات أمام المرمى إلى أهداف بسهولة دون أي تعقيدات، لكن هذا لا يعني خلو لعبه من المهارة، فهو مشهور بمراوغاته في منطقة الجزاء وتوقيته المناسب في صنع الأهداف.
ولد فان نيستلروي في مدينة أوس بهولندا عام 1976، ولعب في البداية مع أندية مغمورة مثل نويت غيداخت وماغرييت إلى أن انتقل للعب في صفوف فريق دين بوش في الدرجة الثانية عام 1993، حيث كان يتمركز في الوسط خلف المهاجمين لكنه تقدم للأمام بعد موسمين من بدايته مع الفريق، وقد لعب أربعة مواسم مع دين بوش سجل خلالها سبعة عشر هدفا انتقل على أثرها إلى نادي هيرنيفين عام 1997 مقابل نصف مليون دولار، وهناك شجعه مدربه آنذاك فوبي دي هان على مراقبة النجم الهولندي دينيس بيرغكامب، فسار على خطاه وسجل ثلاثة عشر هدفا في موسمه الأول والأخير مع الفريق، حيث انتقل المهاجم الخطير للعب في صفوف بي.أس.في أيندهوفن بقيادة المدرب الإنجليزي بوبي روبسون مقابل 7,5 مليون دولار، وتفجرت موهبته مع فريقه الجديد عندما سجل 31 هدفا في موسمه الأول كان أولها أمام فريقه القديم هيرنيفين، وحاز على لقب هداف الدوري الهولندي والحذاء الفضي في أوروبا خلف البرازيلي غارديل الحائز على الحذاء الذهبي، وفي الموسم الثاني له مع الفريق سجل المهاجم الشرس 29 هدفا في 23 مباراة ساعدت أيندهوفن على الفوز ببطولة الدوري، وكررت إنجاز فان نيستلروي في الحصول على لقب هداف الدوري والحذاء الفضي، لكن هذه المرة خلف الإنجليزي كيفن فيليبس، كما فاز بجائزة لاعب العام في هولندا، وسجل خمسة أهداف في دوري أبطال أوروبا، وسيبقي يتذكر لحظات تسجيله "هاتريك" مرتين في مرمى أياكس.
بعد ذلك تعرض فان نيستلروي لإصابة بالغة في الركبة عرقلت انتقاله إلى مانشستر يونايتد مثلما هددت حياته الرياضية بالخطر، لكن إرادته اللامحدودة وتشجيع السير أليكس فيرغسون له جعله يشفى تماما ويعود إلى الملاعب رافضا عرضا للانضمام لريال مدريد وموقعا عقدا للعب مع الشياطين الحمر صيف عام 2001 مقابل مبلغ قياسي بلغ 35 مليون دولار، وهناك سجل هدفين بمرمى فولهام في أولى مبارياته بالدوري الإنجليزي، وأحرز فان نيستلروي 23 هدفا في الدوري وعشرة أهداف في دوري أبطال أوروبا توجته هدافا للمسابقة، كما نال لقب لاعب العام في انجلترا، وفي موسم 2002/2003 سجل اللاعب الهولندي 44 هدفا في مختلف المسابقات، 25 منها في الدوري لينال لقب الهداف، وأربعة عشر في دوري أبطال أوروبا جعلته ينال لقب الهداف للمرة الثانية على التوالي، وبذلك ساعد فريقه في الفوز بالدوري، وفي موسم 2003/2004 عانى فان نيستلروي من إصابة خفيفة منعته من المشاركة في العديد من المباريات، وكان قد سجل هدفه المئة مع مانشستر وذلك أمام إيفرتون في شباط 2004.
لم يتمكن المهاجم الهولندي من فرض نفسه في موسم 2004/2005 بسبب إصابة جديدة، فشارك في 17 مباراة بالدوري الانجليزي أحرز خلالها ستة أهداف، ومن هنا دبت الخلافات بينه وبين السير أليكس مدرب الفريق حيث جلس في موسم 2005/2006 على مقاعد الاحتياط في أغلب المناسبات، وفضل عليه المدرب الاسكتلندي كل من الفرنسي لويس ساها والانجليزي وين روني، ورغم ذلك هز فان نيستلروي الشباك 21 مرة في البريمير ليغ، ووضع حدا لخلافه مع فيرغسون عن طريق الانتقال إلى ريال مدريد.
وفي المحصلة فإن رود فان نيستلروي لعب حتى هذه اللحظة 332 مباراة في مسابقات الدوري المحلية في هولندا وانجلترا واسبانيا أحرز خلالها 212 هدفا، كما لعب 64 مباراة في دوري أبطال أوروبا سجل خلالها 53 هدفا!
ولعب فان نيستلروي مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الهولندي أمام ألمانيا عام 1998، وسجل أول أهدافه مع المنتخب الهولندي أمام المغرب عام 1999، لكن الإصابة حرمته من المشاركة في كأس أوروبا 2000، كما فشل مع "البرتقاليين" في التأهل لكأس العالم 2002، ثم توج هدافا لفريقه في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2004 برصيد خمسة أهداف ثلاثة منها بمرمى اسكتلندا في إحدى مباراتي الملحق، أحرز فان نيستلروي هدفا رائعا في مرمى الحارس الألماني أوليفر كان في النهائيات الأوروبية، وشارك مع هولندا في نهائيات كأس العالم 2006 وسجل هدفا واحدا دون أن يأخذ فرصته الكاملة، مما أدى لنشوب الخلاف بينه وبين مثله الأعلى ومدرب منتخب بلاده ماركو فان باستن ليعلن مهاجم ريال مدريد عدم نيته العودة للـ"برتقالي" تحت ثيادة فان باستن مجددا، وقبل شهرين عاد استجاب فان نيستلروي للضغوط وعاد للمنتخب الهولندي ليعترف فان باستن بأنه أخطأ في حق مهاجمه اللامع الذي سيبلغ الشهر المقبل عامه الحادي والثلاثين.
بذلك يكون النجم الهولندي قد حقق العديد من الإنجازات مع الأندية التي لعب لها، فهو هداف الدوري الهولندي مرتين، وهداف دوري أبطال أوروبا مرتين، وهداف الدوري الإنجليزي مرة واحدة، وها هو على مقربة من التتويج هدفا للدوري الاسباني، وقليلون في الكرة الأوروبية من يملكون هذا السجل الشخصي المميز.
وبعودة إلى جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي حيث تنظم هذه المسابقة من قبل جمعية الصحف الرياضية الأوروبية التي تضم في عضويتها كل من الصحف والمجلات التالية: "أي بولا" البرتغالية، "دون بالون" الإسبانية، "كيكر" الألمانية، "فاناتيك" التركية، "سبورت إكسبرس" الروسية، "وورلد سوكر" الانجليزية، "لا غازيتا دي لا سبورت" الإيطالية، "فوتبول انترناشينال" الهولندية، "فوت" البلجيكية، "تيبس بلاديت" الدنماركية، وتختار هذه الجمعية أيضا فريق الشهر في أوروبا بالإضافة إلى تشكيلة العام الأوروبية.
وهناك تصنيف خاص بللبطولات الأوروبية في نظام هذه المسابقة، فالهدافون في كل من اسبانيا وانجلترا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا يحصدون على نقاط مضاعفة، وعلى سبيل المثال حصل رود فان نيستلروي على نقطتين لكل هدف سجله في الدوري الاسباني، أما البرازيلي أفونسو ألفيس فقد حصل على نقطة ونصف عن كل هدف سجله مع فريقه هيرنيفن في الدوري الهولندي ، وبالنسبة للأرميني أرا هاكوبيان فقد حصل على نقطة واحدة فقط نظير كل هدف سجله في دوري بلاده، ولا يدخل في الترتيب من لعب لفريقين في دولتين مختلفتين في نفس الموسم.
الجولة الأخيرة من الدوير الاسباني اقتربت وما على فان نيستلروي إلا أن يسجل الأهداف ليضرب عصفورين بحجر واحد.. المساهمة في فوز ريال مدريد بالدوري الاسباني، وإحراز جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي، هل يستطيع المهاجم الهولندي تحقيق ذلك؟ هذا ما ستجيب عليه جولة الأحد الاسبانية الملتهبة
|