فول مدمس
منتدى ليلاس الثقافيأخطأ عندما ظن أن رائحة الفراش المشبعة بالعرق هي التي أيقظته من سباته .
أكتشف من محاولته الفاشلة للتقلب علي السرير ذراع سمين ممتد من جسد زوجته المترهل يضغط علي عنقه و يكاد يخنقه.
أنسل من تحت الذراع المترهل ثم أنسحب إلي ركن السرير ليجلس القرفصاء ناظرا إلي سقف الغرفة المعتم.
شمعة صغيرة تحرص زوجته علي إبقائها مشتعلة ليلا ترسل ضياءها إلي سقف الغرفة
ركز بصره علي بقعة الضوء المنبعث من الشمعة محاولا إيجاد فكرة ينشغل بها حتى الصباح.
ارتد إلي الواقع يئن أثر ركلة عنيفة أصابت جانبه الأيسر من حركة لا إرادية من قدم زوجته .
حاول إزاحة ساقها برفق فلم يقوي .
استجمع قواه , رفع ساق زوجته بكلتا يديه .. ثم وضعها جانبا ..
لم تكن الساق و الذراع هما المشكلة الوحيدة تلك الليلة, المشكلة الحقيقية أن المساحة العظمي من السرير يحتلها جسد ضخم سمين مترهل لزوجته
نظر إلي جسدها المدد أمامه و هي مستلقية علي ظهرها ,
خشي عليها ,
بعض لحم بطنها المترهل سوف يسقط من علي جانبي السرير العريض.
ضم رجليه لاختزال المساحة الجالس عليها القرفصاء اتقاء شر ركلاتها ..
لم تنجح الحيلة الأخيرة فقد أصابته ركلة جديدة .
تراجع إلي الخلف و هو ينظر إلي بقعة الضوء ثم ينظر إلي الجسد المترهل للمرأة المستلقية علي السرير.
خلال ما يقرب من ثلاثة عقود لم تحاول تلك المرأة كبح شراهتها
حاول هو أن ينبهها إلي أن ازدياد سمنتها وترهلها المستمر مقترن بشقائه ليلا و ضياع كده النهاري,
باءت محاولات إقناعها دائما بالفشل,
نهمها بلا انتهاء.
سمع صوت الشخاليل المعلقة في رقبة الحمار الذي يجر عربة الفول
أسرع يجمع الأواني
بعد قليل عاد إلي الغرفة واضعا الأواني الممتلئة بالفول المدمس تحت أنف زوجته
فتحت عينيها
رائحة الفول المدمس الساخن كانت السبب في انبعاث طيف ابتسامة من بين شفتيها
انتفض و هو يكاد يجن طربا
نظر إليها قبل أن يغلق باب الغرفة و هو خارجا إلي عمله
حدث نفسه
كم أحب تلك الفاتنة
2 - رسالة إلي حبيبتي
حبيبتي
علي المكتب أمامي أوراق مبعثرة نظرت إليها مددت يدي لأجمعها
فرت إحداها و تبعتها أخري ثم أخري ..
علي طاولتي شردت الأوراق ما بين اليمين و اليسار.. تناثرت.
تمردت يدي رافضة جمع أوراقي ... مس أحلامي
أسرعت يدي إلي خدي تدعمه.. تسانده وتسند رأسي من دوار يهاجمها .
نظرت داخلي .. أمعنت النظر ..
استغرقت في تأمل داخلي لحظات ..
عدت بظهري الي الكرسي الجالس عليه..اتكأت الي الخلف ..كاد الكرسي أن ينكفئ و أنا الجالس عليه.
فزعت ..
أفقت قليلا ثم عدت أنظر داخل ذاتي ..
أتدرين ..
هالني ما رأيت ..
تاهت روحي تمزقت
أجزاء روحي مبعثرة أجزاءها تبحث عنك ..و عن نفسي
اعتدلت في مجلسي..
أقمت ظهري ..
رفعت يدي أحك موضع الفكر في رأسي ..
عاودت فعل الحك مرة و مرات و لم يحضر الجني
قررت النزوح إلي أعماقي
إلي ما كان لأعرف ما سيكون ..
كان جميلا كل ما كان لكن كانت الهجرة ....
هاجرت و هجرت الجمال إلي القبح ..
تركت ماءا عذبا سعيا وراء سراب
سكني و سكينتي ..
دنياي التي أفسدتها من طمع في دنيا غير دنياي
تعبت من الصراع و تعب الصراع مني
هدأت قليلا ..نظرت إلي الساعة المعلقة أمامي
عقاربها تسير بلا ملل دائما في نفس الاتجاه
مرة أخري تأملت حالي و نظرت داخلي
اكتشفت أني أصارع نفسي
حبيبتي سأعود إليك و إن كان للبعد من ضرورة.. سأخطفك و أعود بك ..