الجــــــــزء
36 ..
مر يومين على آخر الأحداث اللي صارت والموضوع للحين ماطلع برا .. اللي يدرون بس شوق .. وام فهد ، ومؤكد علمت ابو فهد ..
أغلب الوقت بهاليومين صارت شوق سرحانه كله تفكر وبالها مو معها ، لما تجلس مع العايلة تجلس .. لكن أفكارها بمكان بعيد كليا .. أحيانا عند مشعل .. عاشقها .. وأحيانا بخالتها .. وأحيانا بهديل ... كل شي تفكر فيه كل شي ..
تفكر .. بحياتها مع مشعل كيف بتكون اذا تم الأمر وكتب الله النصيب بينهم .. شلون بتعيش تحت مسمى زوجته ، ومحبوبتـه !..
حتى ندى للحين ماعرفت بالخبر ..
أصلا بنت عمها هذي حاسه فيها .. لأنها كل ما تكلمها تلقاها سرحانه وبالموووت ترد ..
مثل ما صار بثاني يوم بعد الخطبة ... الكل جالس بالصالة بعد الغدا والعايلة كلها بالصالة .. والتلفزيون على العربية وطبعا الأخبار هوس ابو فهد ..
محد مهتم كثره باللي قاعد ينعرض من أحداث مأساوية قاعدة تصير بالعالم العربي والسيناريو اللي يتكرر بكل يوم ... مذابح ومجازر وحمامات دم !...
فهد كان جالس وحاط رجل على رجل ومحوط اخوه المدلل عمر بذراعه ، والصغير قاعد يلعب بجواله وحدة من الألعاب ...
ندى ونجلاء سواليف مع بعض .. وشوق مثل ما قلت في عالم آخر !..
بعد جولة قصيرة بين أفكارها وهواجسها سمعت صوت ندى متنرفز ..
ندى : شوق .. وصممممخ ...
شوق بهمس وهي مرتاعه : هااااه وجع شوي شوي ...
انتبهت ان الكل يطالعها ، وبلعت ريقها والتفتت لندى وهي تحاول تكون طبيعية : ها ... شفيك وش تبين ؟؟؟
ندى : سلامتك مابي شي ... بس شفتك مكشرة وساكتة قلت اشوف ...
نقلت شوق نظرها بين الجالسين لقت الكل صد عنها ورجع لاهتمامه الأول .. نجلاء تتصفح مجلة بين يديها وفهد منزل راسه لعمر وساكت ... بس احساسها يقول ان منتبه ومركز باللي بينقال ..
شوق : احم ... لا سلامتك عادي مافي شي ...
ندى بنظرة ماكرة : تبين الجد ؟؟
شوق ببلاهه : وشو جده ؟؟!!!
ندى : أششششششك صراحة .. وراك شي انتي مو طبيعية ..
شوق قطبت ووقفت وهي تهمس : تدرين عاد ... انتي استجوابك ما يخلص .. رايحه اذاكر لي كلمتين الامتحانات قربت ...
وراحت بخفة وهي تمشي بهدوء وركادة عشان مايحسون بتغير حالتها ... ولما وصلت نص الدرج كملت طريقها وهي تركض لغرفتها ... اوففف والله قراااااار صعب ... صعــــب
من بعد هاليوم وشوق قليل ما تفارق غرفتها ... مستغلة الوقت بالمذاكرة ساعة .. والتفكير باللي صار ساعات ..
وأثناء ماهي تدور بالغرفة والملزمة الكئيبة بين يديها ، وبدل ما تحفظ كم كلمة كانت رافعة راسها للسما ومغمضة وتتنهد بين كل فترة وفترة ..
اووفففف شسوي ... هو كذا لما الوحدة تنخطب تجلس تفكر ؟؟... مضى يومين وعمي لسا ما فاتحني بالموضوع ولا لمح مجرد تلميح حتى ... يمكن ينتظرني افكر واقرر ومرة واحدة ياخذ رايي ...
خالتي باركت لي ...
وأنا صرت مخطوبة وأظنهم متوقعين موافقتي ... الا متأكدين من موافقتي ...
ومشعل ... آآآآآآآآه يا ولد خالتي ... مدري أفكر فيك ولا في نفسي ...
سمعت صوت باب الغرفة ينغلق والتفتت .. شافت ندى واقفة عنده وتعابير وجهها غريبة ... مافهتمها ... تكشيرة على عبوووس.. على معاني ثانية
وحست بالسبب .. فابتسمت باصطناع : هااااي بيبي !!!
ندى رفعت حاجب : بيبي ؟؟؟؟
شوق : ههههههههههههههه شفيك لا تكشرين ترا كذا تخوفيني أحسك بتفجرين قنبلة ...
ندى : انا جد بفجر فيك قنبلة ..
واستدارت للباب وقفلته .. وبحركة سينمائية طلعت المفتاح ورمته بعيد وتقدمت بخطوات ثابتة لشوق .. اللي جد خافت وغطت وجهها بالملزمة وتراجعت وهي ودها تضحك ..
شوق : هههههههههههه .. وش بتسوين ترا انت كذا تخوفيني .. هههههههههههههه تعرفيني من اخاف اضحك ..
ندى : ..................
شوق : ههههههههههههههههه نددددددددى
ندى شمرت عن ساعديها وودها بجد تذبحها تخنقها .. : يالخاينة
شوق لما شافت عيونها شابة فيها نيران ركضت للسرير تبي تهرب بس ندى حاصرتها ..
شوق : هههههههههههههه ليش وش مسويه ؟؟.... ندى لا تناظريني كذا تراك مرررعبه تخوفين !!!.... يمااااااااااااه
ندى من قهرها لمت كل الوسادات فوق السرير الصغيرة والكبيرة وبدت تقذفهم على شوق وحدة ورا الثانية .. ومع كل وحدة تطير ترمي عليها كلمة مقهورة
ندى : اجل ... انا ... ياحمارة ... توني أدري .... من يومين.... وماقلتي لي .... يالخاااينة ..
شوق انعفس حالها فوق السرير وندى مستلمه فيها تفريغ قهرها ...
شوق : لحظة بس ... لحظة خليني أقـ... ( جت وسادة بوجهها )
بعدتها وقامت واقفه وهي ودها تصرخ : يوووووه خليني أتكلم .. وجع عطيني فرصة أتنفس ... اوف...
وصارت تبعد شعرها المشعث حول وجهها وهي تلهث ...
شوق : بغيت أموت!
ندى : أحسسسن ...
واجهتها شوق وبدت تحرك يدها وهي تتكلم : شوفي لا تعصبين .... ترا حالتي مقلوبة ماصرت اعرف راسي من كرياسي شلون تبيني أتذكر أعلمك...
ندى : يعني تبين تفهميني انك نسيتي ؟؟
شوق ماسكه ضحكتها : وربي العظيم اني نسيت .. اصلا مصيرك بتدرين .. وانا حالتي حاله عساني اذكر نفسي
سكتت ندى وبدت تقتنع بعذرها .. وخصوصا لما تذكرت حالتها بهاليومين ... وجلست بتراخي على السرير ووحدة من الوسادات لا زالت بيدها ..
جلست شوق بحذر على طرف السرير بابتسامة وسيعة : ما قلتي لي مبروك ؟؟؟؟؟
ندى طالعتها بطرف عينها : من جدك ؟؟؟؟
شوق : أكيد من جدي ... مين اللي علمك ؟؟
ندى : أمي ...
شوق بترقب : اممممم ... ومين عرف غيرك ؟
ندى : نجلاء ...
شوق : ومين غيركم ؟
ندى : بس ... مين بهمه الموضوع غيرنا .. بس انا ونجلاء ..
شوق ماعرفت شلون توصل .. فاختصرت الطريق : وفهد ؟؟؟
ندى : فهد طالع ... وبعدين وش يهمك عرف او لا ...فهد عمره ما اهتم مين بيتزوج ومين خطب ومين راح ومين جا ... لا يهمك اهم شي احنا ..
شوق : لا لا بس مجرد استفسار ..
ندى حضنت الوسادة وانسدحت على ظهرها : اقول شوق .. جد تبين تتزوجين ؟؟؟
حمرررر وجهها من هالكلمة .. ولا ردت
ندى : وتتركينا ؟؟
شوق ماعرفت جواب ...
ندى : شوق مو كأنه بدري ... مشعل على حسب علمي صغير ... وانتي بعد صغيره ... الا هو كم عمره ؟؟
شوق تحاول ترتب افكارها .. خصوصا لما دخل اسم فهد بالسالفة : امممم ... مدري 23 أو 24 ... صحيح صغير بس مشعل ما شالله قد المسؤولية يعني يشتغل وشغله راقي وعلى مستوى وفوق كذا يتحمل مسؤولية اللي بعمره ماهو متحملها .. وش أبي أكثر من كذا ؟؟؟؟
ندى لفت لها بسرعة بعجب : يعني موافقة ؟؟؟
ارتبكت : هاا ... مو شرط موافقة ... بس ماني لاقيه سبب عشان ارفض .. هو يبيني وخالتي تبيني ... يعني كل شي مضمون ... مستقبلي معه مافيه خوف ... ولا تنسين بعد انه يبيني عن حب ..
ندى بدهشة في عيونها : يحبك ؟؟؟
شوق هزت راسها بأسى : ايه ... يحبني وعشان كذا خطبني ..
سكتوا وعم السكون الغرفة ..
لكن بسرعة حطمت ندى هالصمت : تدرين عاد من سمعت الخبر ضاق صدري وفرحت بنفس الوقت ... بس طبعا ضيقي أكبر من فرحتي ... يعني ماودي تتركينا احس بدري عالزواج .. اذا هو يبيك خليه ينتظر ... بس نعيش انا وياك مع بعض فترة أطول
ابتسمت شوق بنعومة مع دمعة هاربة .. فعلا رغم انها فترة قضتها هنا ما نقدر نقول عليها انها طويلة الا انها كانت تحمل كثير من الذكريات والأحداث والمواقف الحلوة ... والمرة ..
كثير مواقف ضحكت فيها مع ندى لدرجة طاحوا عالأرض ودمعت عيونهم من كثر الهستره .. كثير تناقروا .. كثير تحدوا بعض... كثير طلعوا مع بعض ... وكثير ناموا مع بعض ... وكثير وكثير وكثير ...
مو ندى بس ... فهد ... وعمر وعمها والبقية ....
فهد ؟؟؟؟
تذكرت كلام ندى عنه قبل شوي وضاق خلقها ... كلام ندى صحيح وانا شاهده عليه ..
بس وش بتكون ردة فعله اذا عرف خطبتي ...
ابتسمت بسخرية ..
بتكون ردة فعله عادية يا شوق ... لا تتفائلين بشكل ممكن يخليك تنصدمين بالواقع بقسوة ... رح يبارك لك ويقولك مبروك وهو مبتسم .. هذا كل رده ...
انا ليش أفكر انه ممكن يتغير وحاطه فيه أمل كبير انه ممكن بيوم..........
قطعت أفكارها الوردية وهي تبتسم على نفسها ... عالعموم ردة فعله رح تكشف كل شي ... وعليها بتخذ قراري
قامت من السرير وهي عارفه وش بتكون ردة فعله ... باردة مثل شخصيته ... انا ليش افكر بهالانسان كثير ...
دخلت الحمام وفضلت تاخذ لها شاور .. ينعنــش !... ويطرد هواجسها ... الغبيــة !
اما ندى ضاق صدرها من فكرة ان شوق ممكن تتركهم .. كذا بهالسرعة ؟؟؟ احسها شهر ... ياربي الأيام تركض !!
بس ما أحلاها من أيااااام ...
ضحك وسوالف ونكت ولعب ... ووووووووووو كل شي ... حتى أسرارنا عند بعض ...
--------------------------------
بالنادي ... بقية الشباب انضموا لأحمد وفهد هناك ... وبهالوقت جالسين بالكوفي شوب بفترة راحة يشربون لهم بارد ... والعرق مغطي كل واحد منهم
احمد : يالله عبدالله ... قوم خلنا نلعب ...
عبدالله : وشو ؟؟؟ ... لا تكفى نبي لعبة سهلة ... ما اقدر عالتنس لياقتي مش ولا بد .. ما اقدر اراكض واقعد طردي ورى كورك ..
احمد : ههههههههههههههه قوم خل عنك الدلع .. قوم انا اعلمك ..
فهد بنذالة قرب لعبدالله وهمس : نصيحة خلك بمكانك ... صدقني بتصير مصخرة .. وربي لا يجرجرك ان طاوعته ..
احمد : شــــت أب ! ... خلك بحالك انت اصلا مو قد التحدي كل ماقلت تعال قلت والله انا مصاب .. بطني يعورني .. راسي يعورني ... ركبتي تعورني ... اللي يسمعك يقول لاعب المنتخب .. مرررررة مهم !!!
فهد : انا لو محترف بوحدة من هالنوادي صدقني بياخذوني وعلى طول عالمنتخب
احمد بسخرية : احلااااااام بعيدة عنك ...
فهد : قلتها ... لو هي وحدة من احلامي كان ركضت وراها .. فلأنها مو من أحلامي .. فطز فيه
احمد سحب عبدالله معه ، وحسين واسامة يراقبونهم
احمد : ههههههههههههه طيب يابو الأحلام .. بعد شوي أبيك تجي ...
فهد : قلبي يعورني....
احمد سحب عبدالله معه : ههههههههههههههههههه بنتظرك ..
وعقب ماغابوا عنهم تمتم فهد : هذا وجهي يا محيميد ان جيت ... شبعت منك ... الا اقووول اسامة رح بدالي
اسامة بتهكم : هئ .... انا ؟؟... تبيني اروح الاعب فديرير ... لا لا خلني جالس بمكاني احسن لي
فهد : هههههههههههههههههه .. فديرير عاد ... لو يسمعك والله يكبر راسه ويصدق نفسه
اسامة : اجل ... خلني قاعد ... والله يرحم عبدالله مقدما ..
حسين : هههههههههههههههههه لهالدرجة احمد يخوف ... اعتقد والله بروح اتحداه بشوط ..
اسامة : هههههههاي ... انت انتظر بس عشر دقايق ها ... عشر دقايق بس وبتشوف عبدالله شلون بيرجع .. مارح يتحمل كورتين على بعضها
شرب حسين بقية عصيره وقام : انا بروح صالة الحديد .. تجي اسامة ؟؟
اسامة : لو والله انا تعبان توني راجع من عندها ... شوي وبلحقك ...
ووقت ما مشى حسين عنهم دق جوال فهد ... أول ماشاف الاسم ارخى راسه على ورا بنفاذ صبر .. وزفر زفرة طووويلة ..
فهد : اعوووذ بالله ...
اسامة : منهي ؟؟
تأفف فهد بضيق وحط الجوال بعيد عنه .. وتجاهله ... ورفع كاس العصير لفمه وكأنه اصمخ ما يسمع الجوال .. خلاه يرن لين ما مل وسكت ...
وتنفس الصعداء لما مادق ثاني مرة ... يحاول يفكر ويبحث عن طريقه يطلع نفسه من الورطة اللي حط نفسه فيها ..
هذي يمكن المرة العشرين اللي تدق فيها ولا يرد ... ومصرة فوق كل هذا تدق ..
لكن ماطولت فرحته بعد عشر دقايق رجع يرن وبإلحاح وبشكل متواصل ..
مسك اعصابه لا ياخذ الجوال ويرميه بالمسبح جنبهم .. ولا الجدار وراهم ...
بس اسامة قطع افكاره : عطني انا برد عليها ...
فهد : ترد عليها وش بتقول يعني ؟؟... خلها مصيرها بتزهق وتمل ...
اسامة : ياخي خلاص فهمها تنساك أو عطني انا اقولها
فهد : لا لا ... ماني قايلها شي ، بتفهم من نفسها ولا لا تفهم ...
اسامة : عطني طيب انا بقولها
فهد مصر على موقفه .. مايبي أي مجال للنقاش بينه وبين شذى ينفتح فحب يغلقه من البداية : لا خلاص ... مابي اقولها .. ابيها من نفسها تفهم وتنسى اني بكلمها بعد كذا ...
سكت اسامة وانصاع لكلامه .. لكن لفترة قصيرة فقط ، لأن راسه شوي ويتصدع من الرنين ... وجع وش هالبنت ما تمل .. ما وراها شغل !..
اسامة : اسمع انت .. يا تحطه عالصامت ياترد وتفكني ... لجلج راسي !
مارد فهد والثاني عصب وسحب الجوال ورد : الوووو ...
شذى بنفااااااااااااااذ صبر : أخيرا !!!!!!
اسامة : وش هالازعاج .. انتي لجيتي راسي يا بنت الناس .. مارد عليك فكينا وش هالبلشه !!
بدا عليها الذهول لأن الصمت أخرسها لفترة .. لكنها استجمعت قوتها وتنرفزت : وانت شدخلك ؟؟.... هالتلفون مو تلفونك ليش ترد ؟؟؟
اسامة : اسمعيني ... هالتلفون انسيه ولا تدقين عليه وبلاش هالتصرفات .. عيب عليك فكري في نفسك وفي اهلك ... عيب اللي قاعده تسوينه ... خافي ربك في نفسك...
قاطعته وهي معصبه : هيييي انت .. لا تقعد مسوي لي ناصح ... انا كلمت على تلفون فهد وما كلمت عليك ... ممكن تعطيني اياه ؟؟؟؟
اسامة : لا مو ممكن !
صار ودها تدخل عليه من السماعه وتقلع عينه : وهو وينه ؟؟؟
اسامة بعباطة : مين هذا اللي وينه ؟!!
شذى فااااار دمها من جد : هييي انت لا تستعبط ... وين فهد عطني فهد .. ابي اكلمه تسمع يالأصمخ ؟؟؟
اسامة : مين فهد ؟؟
شذى : بتجنني انت ... مو انت اللي رديت علي قبل كم يوم .. وقلت لي جواله عندك
اسامة : انتي وش قاعدة تخربطين ... فهد مو موجود مسافر ... ولا تدقين عليه ثاني مرة ... لأنه مارح يرد عليك .. اوكي ... ارتحتي ...
شذى جن جنونها .. وكلماته هزتها وقهرتها ... فقفلت الخط بوجهه ..
رجع الجوال لفهد وهو مكشر بضيق : أعوووذ بالله منها هالبنت ... عليها لسان .. اوففف....
فهد : زين قلت لها ... يمكن تحس على نفسها شوي ..
اسامة : تصدق بغيت اعطيك اياها عشان تقول لها بنفسك وتريحنا ..
فهد : انا مارح أرد عليها ... مابي الكلام بيني وبينها يزيد ... من نفسها بتمل من الاتصال وبتنسى ... عارف ردة فعلها بتقعد تجادل وتصيح ..
أسامة : بس تدري احس انها مو مصدقتني .. يعني اتوقع بتستمر تتصل فيك ..
فهد بعدم اهتمام : عادي خلها تدق لما تشبع .. ماعندي لها شي اسويه اكثر .. يكفي اللي صار بيني وبينها ..
بعد لحظة صمت .. تكلم اسامة بشي من الأسى : الا يا فهد ... مو ندمان عاللي سويته ..
سكت فهد شوي وعيونه عالكاس بين يدينه ... وبمرارة رفع راسه : تبي الجد اسامة .. الا ندمان .. ومو عارف كيف أصلح غلطي ..
اسامة بابتسامة حلوة : ربك يعين ان شالله .. اهم شي انتبه للشيطان ولا تضعف .. حلو لما انتبهت وصرت تحاول تعدل من نفسك ..
فهد يبادله الابتسامة بمرارة : ان شالله ..
اسامة : وأخيرا يا فهد ... الله يتمم عليك ..
فهد بابتسامة : آآآآميــن ...
في البيت وبغرفة شوق خصوصا .. كانت واقفة قدام المراية ولابسة ملابسها تستعد للخروج .. لأن ندى خبرتها قبل شوي انها بتطلع لبيت خالتها .. تشوف أخبارهم ونوف تحديدا اللي ماكلمتها من فترة على غير العادة ..
ووقت ماهي ترتب حالها وتجهز نفسها ، أفكارها ما ابتعدت عن سالفة الخطبة ... ومشعل المستحل أغلب أفكارها ...
تحبه وتعزه ..
ويعز عليها تجرحه او تضايقه ..
تأملت نفسها بالمراية لدقيقة .. واستقر بذهنها شي !...
أعتقد بما اني خطيبة مشعل الحين لازم أراعي هالشي ..
وأخفف احتكاكي بفهد او حتى الكلام اللي ماله معنى ..
ابتسمت بسخرية ...
من متى كان كلامي معه له معنى ... أتذكر آخر المواقف اللي صارت كانت مشاحنات ومناقرات ....... طفولية؟؟؟؟؟
عبست والتساؤل على وجهها ... طفولية ؟؟؟؟....... أكيـــد طفولية .. بس لا تلوموني من قهري وحرتي اللي بداخلي ....
مشت لدولابها وطلعت طرحة سودا سادة بلا
زينة ولا زركشة ... ما استخدمتها من قبل وحاطتها عندها للاحتياط ...
حطتها على راسها ولفتها ... وابتسمت !!!..
يمكن هذا حق لمشعل وخصوصا بهالوقت بالذات .... وحق لربي قبل كل شي ...
يمكن قرارها بأسلوب عيشها بهالبيت كان خطأ .... بس كل شي يتصلح ان شالله !!!
وكان هذا الخطأ كفيل بانه يزيد المشاكل بينها وبين فهد ... الا يمكن هو سبب أساسي لها ...
سمعت صوت ندى يناديها من برا .. وينفتح باب الغرفة وتدخل وعبايتها بيدها ..
ندى : انتهيتي ؟؟؟؟
شوق ابتسمت لها بالمراية : تقريبا ...
ندى : يالله أجل .. عشان امي تقول لا تتأخرون ..
شوق سحبت شنطتها وقربت : خلاص يالله ...
وقبل لا يطلعون مسكتها شوق
شوق : فهد فيه ؟؟؟
ندى : لا ما أظن ... ليش ؟؟؟
شوق بارتياح : اشوى ... يالله نمشي
ودفتها قدامها وندى تسأل : ليش تسألين ؟؟
شوق : مو شغلك ...
ونزلوا تحت وشوق ما نزلت الطرحة عن راسها تحسبا لوجوده ... ندى سمعت امها تناديها وراحت لها .. اما شوق دخلت الصالة لقت عمها جالس لحاله يقلب كالعادة بين الأخبار ... حطت العباية عالكنب وجلست هي تنتظر ندى ...
سرحت بسرعه وعمها انتبه لوجودها .. طالعها بطرف عينه وابتسم لما شاف هيئتها ... يمكن شوي ريحه لأن الموضوع كان يقرقع بقلبه من فترة وخصوصا لما لاحظ المشاكل الأخيرة اللي صارت ...
وحب يفتح الموضوع ويرتاح ...
ابو فهد : شوق عمري ...
شوق طردت الأفكار بسرعه : سم ...
ابو فهد والبسمة الحنونة تزيد : عمري أبي هالطرحة دايم على رسك بالبيت ... طيب ؟؟؟؟
شوق استغربت وقطبت حواجبها وما استوعبت مباشرة .. لكنها ابتسمت لما عرفت قصده ..
شوق : على أمرك عمي ان شالله ...
نزل راسه وثقل الذنب مبين على كاهله ... وشوق حست له
شوق : عمي شفيك عسى ما شر ..؟؟؟
تنهد بعمق قبل لا يتكلم : متضايق .....
وتمتم باستغفار بينه وبين نفسه .. بس شوق حاسه انه متضايق بقوة
شوق : عمي شفيك ؟؟
ابو فهد : ولا شي حبيبتي ... بس كنت متضايق والحال بينك وبين فهد صار ما يعجبني وخصوصا الفترة الأخييرة ..
انقلب لون وجهها ليكون عارف بالشي اللي تكنه ناحية فهد ...
شوق : ................
ابو فهد : وحاس بالذنب يا بنتي مدري شلون بقابل ربي ...
شوق رق قلبها لعمها : عمي هون عليك ... انا نفسي اليوم حسيت لازم أعدل من وضعي ..
ابو فهد صار يفكر عيونه العبرة خانقته : سامحيني يا بنت اخووي ..
ابتسمت شوق وخقتها العبرة من شكله .. قامت وقربت جنبه ومسكت يده تحاول تخفف عنه ..
شوق : عمي لا تضيق صدرك .. يمكن الذنب ذنبي انا بعد ... من كثر ما تمنيت اني اندمج معكم واكون فرد منكم وافقت بسرعه وبدون تفكير ...
حبت راسه ويده ، وربتت عليها ..
شوق : عمي هون عليك ربك رحيم ... وياما ناس تغلط بس تعرف الغلط ترجع عنه وتستغفر .. صح ولا لا ؟؟؟
ابتسم عمها وماقدر غير يحضنها ... وباس راسها وهو يحس بالفخر منها ... والله وربيت ياخووووي !!
غمضت شوق عيونها وراسها على صدره .. كل يوم تكتشف وش قد هو حنون ... عمري مارح أحملك الذنب يا عمي ... كنت أقدر أرفض من البداية بس رغبتي اني أكون منكم وفيكم خلتني أوافق بسرعه بدون التفكير الصحيح ..
سمعت همسه وهو يستغفر وظلت على حالها ما بعدت .. وعاجبها الوضع ... حضنه يشابه حضن ابوها ...
- وش هالمشهد المؤثر ؟؟؟!!!...
بعدت شوق وتعدلت جالسه جنب عمها .. وندى قربت وهي تناظر ابوها باستغراب ..
ندى : شفيكم وش صاااير؟؟؟
ابو فهد بابتسامة : سلامتك .. مافي شي ...
ندى : غريبة !!!
شوق ابتسمت وتعلقت بذراع عمها بدلال : شفيها .. عيب ولا حرام ؟؟ .. عمي وأحبه ...
ندى : طيب قومي بنطلع بدل لا تفتحينها مناقر ...
ابو فهد : وين ؟؟
ندى : بنروح لبيت خالتي ... تسمح لنا ؟؟؟
قالتها بشقاوة ...
ابو فهد : اسمح لكم .... ومتى بترجعون ؟؟
ندى : انت ابشر وحنا حاضرين ...
ابو فهد بخبث : دقيقة وراجعين ..
شوق : هههههههههههههههه على كذا اصرف لي أجلس عندك .. بلا أوصل لباب الشارع وأرجع ...
ندى : هههههههههه ابشر يابو ندى دقيقة وحدة ... وانا اقدر اقول لا ... ( خراطه .. والله تفلها هناك وتنسى نفسها والوقت )
ابو فهد : بنشوف انتي قدها او لا ... ولو انك بنتي وعارفك زين ... روحوا توكلوا على الله ... بس لا تتأخرون ..
ندى : ان شالله ..
بهالوقت تحديدا وفي بيت ابو احمد ...
سهى ونوف فالمطبخ ... وكالعادة كانت نوف موجودة هناك من باب مجاراة لأختها اللي ألحت عليها تنزل معها وتشاركها ...
وقتها كانت سهى تدور بالمطبخ بحيوية ونشاط تفتح الفريزر والثلاجة تطلع هذا وتدخل هذا ..
ونوف جالسة عالكرسي وكتاب الحلويات مفتوح قدامها عالطاولة .. وبصوت مبحوح : وش ناوية تسوين ما قلتي لي ؟؟
سهى بابتسامة عذبة : ايس كرييييم ... اللي تحبينه ..
ابتسمت نوف ابتسامتها الخفيفة المعهودة .. اللي تضفي على وجهها زيادة براءة حلوة ..
نوف : أبي ستراوبري ...
سهى : لك اللي تبينه ..
نوف : يا حظي من متى هالدلع ؟؟..
سهى : هههههههههههههههه الا تعالي طلعي الفراولة المثلجة من الفريزر نسيتها ..
قامت نوف من الكرسي وتوجهت للفريزر وحاست فيه لما طلعت الفراولة من تحت الأنقاض ..
نوف : اوف وجع حوسة أمحق شغالات ... كل شي حوسة هنا ..
سهى : ههههههههههههههههههه بديت أتأكد ان نوف بدت ترجع الأولية بسبة هاللسان ..
ابتسمت نوف والتعب مازال واضح على عيونها .. لكن أفضل .. صوتها لازال مبحوح لكن ابتسامتها صارت عالأقل تطمن ...
سهى : هونت أبي ايس كريم فانيلا .. شرايك ؟؟؟
نوف : لا مابي .. ابي فراولة ..
سهى : كيفي .. نفسي بالفانيلا
نوف وهي تقلب بصفحات الكتاب : وانا ماحبه ..
سهى وهي تخلط المقادير (الفانيلا مع الكريمة والثلج المجروش وغيره ) : تدرين عاد ذكرتيني مرة كنت ببيت عمي وكنت انا وفرح بالمطبخ نبي نسوي ايس كريم .. وبوقت جية بدر ... ( سكتت ورفعت عينها لنوف بنظرة طويلة .. وبعدها كملت وهي تنزل عينها لخليط المقادير) .. تدرين عرفت انه يحب الفانيلا مع الفراولة ...
تسمرت نظرة نوف على صفحة الكتاب وسكنت حركة رجلها بعد ماكنت تهزها ... بعلامة ان هالكلام أثر فيها وأعاد النظرة البائسة لها ...
سهى بحنية : نوف ...
تغيرت تعابير نوف وارتجفت ملامحها بإشارة انها على وشك البكي .. نزلت راسها عالطاولة وبكت لأنها ماقدرت تحبس عبراتها ..
تركت سهى الشغل اللي بيدها وقربت عندها ..
سهى : بس نوف وانا كل ماقلت تحسنت رجعتي ..
نوف :...............
سهى : آسفة غلطتي ماكان لازم أطريه ...
نوف : ..............
ابتعدت سهى عنها ورجعت .. بعد ما تأكدت ..
تعمدت تجيب بدر بكلامها تبي تشوف ردة فعل اختها... وشكوكها كل مالها وتتأكد ...
خلتها لحالها ماحبت تزيد عليها بالكلام .. وكملت شغلها بالأيس كريم ..
وخلال هالشي سمعت الجرس يدق ... وبعدها بلحظات صوت بنات .. وحدة منهم كأنه نبرة ندى ...
وفعلا لحظة وحدة وتطل ندى عليهم فالمطبخ ..
ندى : سلاااااااام ...
سهى بابتسام : اهلين ... هلا ومرحبا ..
دخلت ووراها شوق : حركاااااات ... أسأل الخدامة عنكم قالت لي بالمطبخ .. وش عندكم ...
سلمت على سهى والتفتت لنوف اللي وقفت وهي تمسح عيونها ..
ندى : اخبارك نوفووووو ؟؟؟
نوف بعصبية : كم مرة قلت لك لا تقولين نوفوووو ...
ندى : طيب يا نوفووووو .. أوو قصدي نوف ... اخبارك اشتقت لك وش هالقطاعة ؟؟؟
ضمتها بقوة لدرجة خنقتها ..
نوف : ذبحتيني ...
ندى : غصب عنننننننننننننننننننني ( وشدت عليها )
نوف : بتوخرين ولا.........
بعدت ندى بابتسامة وسيعة : ولا أيش ؟؟؟؟... أشك انك بتسوين شي اصلا ... حشا اختفيتي ما في لحم .. كله عظاااااااااااااااامة !!!!
ورفعت ذراعها الهزيلة ..
نوف : صحيح نحفانة بس مو لدرجة عظامة .. وبعدين هيي انتي ماحب احد يقولي عظامة فاهمتني ..
ندى : هههههههههههههههه عارفة بس حابة اقهرهك لأنك قاهرتني .. حاقرتني وحاقرة اتصالاتي ..
رجعت نوف لمكانها عالكرسي بينما شوق وندى فصخوا عباياتهم وخلوا الطرح على اكتافهم ...
ندى : واااااو يا ناس ما اقدر انا ...
سهى تبتسم : شرايك ؟؟؟
ندى : شكله روعة وخصوصا ريحة الفانيلا .. لي زمن ما اكلت ايس كريم من البيت ..
سهى : خلاص معزومين اليوم عندي ...
ندى بطفووولة : أبي أذوق ...
ومدت اصبعها للصحن بس شوق ضربت يدها ..
ندى : آآآآح .. هيي شفيك ليش تطقيني ..
شوق مسويه نفسها معصبة : عيب عليك ...
ندى : آيس كريمك ولا آيس كريمك ؟؟؟؟
شوق تتخوصر لها بطفولة : حق سهى ..
ندى تسوي مثلها : احلفي ..
شوق بعباطة : والله ..
ندى باستهبال : يعني متأكدة انه مو حقك ؟؟؟
شوق هزت راسها : ايه متأكدة...
ضربتها ندى على راسها : أجل انطمي ..
سهى : ههههههههههههههههههه لحظة بس خلوني أدخله بالفريزر عشان يجمد شوي ..
وشالت الكاسات اللي وزعتهم فيه بصينية وراحت للفيزير وندى مثل الطفلة الصغيرة وراها
ندى : بليز بليييييز أبي اذووووووووق ... ابي اذوق .. ابي اذوق ... ابي اذوووق ... اهي اهي << مثل الأطفال
سهى : انتظري كذا مارح يطلع حلووو .. هههههههههههههههههههههههههههه
رجعت ندى محبطة لوين ماكانت نوف جالسه بصمت ..
ندى : اخبارك وليش سااااااااكته ... العادة ما تسكتين تلعلعين ؟؟؟
طالعتها نوف بنظرة : اعوذ بالله ... مالي خلق ألعلع اليوم ارتحتي ..
ندى : هوو يا كااااافي ... شفيك نوفوووو ؟؟
نوف : اوففف .. نوفووو ثاني مرة ...
ندى : هههههههههههههههه امزح يالسخيفة شفيك ؟؟؟
قامت نوف واقفة .. وهي طالعه من المطبخ : راسي يعورني .. برقى لغرفتي ..
اختفت عنهم وندى عاذرتها ..
سهى : ندوش لا تزعلين منها ..
ندى ابتسمت بمرح : مجنونة انتي ازعل منها .. نوف عارفتها وعارفه اسلوبها اذا متضايقه ..
سهى : لا بس تدرين ... اليوم بالموت رضت تنزل معي ..
ندى : اوف؟؟؟... يعني انا رجعت أطلعها لغرفتها مرة ثانية .. ولا يهمك بنزلها مرة ثانية ..
وركضت تبي تلحقها .. بس فحطت عند الباب والتفتت لسهى : الا قولي لي .. أحد موجود ؟؟
سهى فهمت قصدها : لا .. ابوي واحمد طالعين
ندى استانست : اوكيك .. برقى اشوفها
وراحت عنهم تركض تلحق على نوف ... وصلت غرفتها ودخلت لقتها واقفة عند مكتبها ووحدة من أدراجه مفتوحة وتتأمل بمجموعة أوراق بيدها ..
ندى : سلامن عليكم يا أحلى ناس بالدنيا كلهاااا ...
نوف من غير لا تلف لها : هلا ... لاحقتني ؟؟؟
ندى عفست وجهها : يعني ما تبيني الحقك .. وش اسووي مشتاقه وبعدين حابه اعرف اخبارك .. ( قربت منها بفضول تشوف اللي بيدها ) .. وش عندك ؟؟؟
نوف مدت لها الورق من فوق كتفها : ولا شي ... حقات بدر ...
ندى ابتسمت وأخذتها : اها ... كويس محافظة عليها للحين .. تصدقين كنت خايفة لا ترجعين تسوين فيهم شي ..
بعدت عنها نوف وراحت خذت المصحف من وحدة من الأدراج جنب السرير : لا حبيبتي فكرتك عني غلط ..
وفتحت على وحدة من السور ..
اما ندى رجعت الأوراق عالمكتب وقربت من نوف : أمزح يا شيخة شفيك ما تتحملين كلمة اليوم .. لو كنت شاكة مجرد واحد من مية انك بتسوينها ما عطيتك اياها ...
ماردت عليها وندى متقبلة مزاجها المتعكر ..
ندى : الا شخبااااار بدر... وش صار عليه ؟؟؟.. ان شالله احسن من اول ..
نوف : الحمدلله ..
ندى : كيف يعني ؟؟
نوف : قبل كم يوم قالوا انه عدا مرحلة الخطر .. وشفاءه مسألة وقت ..
ندى : والغيبوبة ؟؟.. ما صحى ؟؟
نزلت نوف راسها بشوية انكسار : لا لسا ... ربك يعين ..
ندى وتعاطفت معها : آآآآآآمين ربي يشفيه ..
نوف من قلبها : آآآمين الله يسمع منك ...
ندى : طيب قلبوووو بننتظرك تحت لا تتأخرين ..
نوف : شوي ونازله ..
طلعت عنها وطاحت عينها على باب غرفة أحمد ... تسمرت نظراتها عليه وعواصف الذكريات تلعب داخلها ... شلون كانت تتمنى وتتمنى وتتمنى ... والحين كل شي طااااااار بالهوا .. بح ! ... اختفى ...
ماتدري ليش رجعت ذكرياتها للي صار معه بالمزرعة والحديث اللي صار بينهم ... وكل حرف نطقت به وكل كلمة قالها ... رجع لها ضيقها .. غيضها من نفسها لما اكتشفت انها كانت فاهمة الأمور بالغلط .. حست انها خلت من نفسها مصخرة قدامه ذاك اليوم ..
صار فيه تساؤل يدور براسها عقب اللي صار .. وش تأثير كلامي عليه لما قلت له لا يمكن يصير بينا شي .. من ذاك اليوم ما شفته ولا عارفه وش رايه بكلامي ... بس الحق ينقال .. هالفترة الغياب عنه تحسسني بشي .. حاسه ان ناوي على شي ... وما أدري وشو رايه بكلامي رغم اني كنت مصرة وانا اقوله ...
وهالدفتر الله ياخذه هو السبب بكل شي .. فضحني الله ياخذ بليسه !!..
اييييييييييه الدفتر !!!!...
التفتت بسرعة لباب الغرفة ... معقولة الدفتر عنده للحين ؟؟... نفسي القاه وأحرقه .. بدل ما يكون محتفظ فيه ..!!
مشت خطوتين لباب الغرفة .. لكنها بسرعة وقفت .. وتراجعت ... وهرولت للدرج بدل ما تسمح لنفسها التفكير أكثر ..
ضرب من الجنون .. أروح لغرفته ..
اعقلي يا ندى .. الدفتر طز فيه خليه عنده مصيره بيمل منه وبيرميه بالزباااااااالة ..!!!
رجعت لشوق وسهى حصلتهم مازالوا بالمطبخ يسولفون ... وعلى طووول شالت أحمد والدفتر من بالها ..
سهى : ها وينها الدلوعة ؟؟
ندى : افااا عليك انا قدها ... شوي وبتنزل ..
شوق : الا ما قلتي لي سهى وش اخبار بدر ؟؟
سهى بابتسامة عذبة : لا الحمدلله احسن بكثييييييير .. آخر مرة كلمت فيها فرح قبل يومين قالت انه كل يوم والثاني يتحسن أكثر ... وشكلي بكلمها اليوم بشوف ...
شوق : ربي يشفيه ويخليه لأهله ...
سهى : تعالوا للصالة نجلس ..
راحوا للصالة وتموا يسولفون وبعد عشر دقايق نزلت نوف وانضمت لهم ... وخلال قعدتهم دق التلفون وكانت اقرب وحدة له نوف ..
وردت : الووو..
فرح : السلام عليكم .. اهلين نوف ..
نوف : وعليكم السلااام هلا فرح .. اخبارك ؟؟
فرح : بخير الله يسلمك .. شخباركم انتم ؟؟
نوف : كلنا بخير ...
مجرد كون فرح اللي تحادثها طرى على بالها بدر .. وهو اصلا يغيب عنها هاليومين ؟؟... الا كنه مصمغ ببتكس في ذهني ... وجا ببالها فجأة تسأل عنه .. وقبل ماتنطق بالسؤال اللي كان عرى طرف لسانها سبقتها فرح ..
فرح : وين سهى عندك ؟؟
نوف بخيبة : .... ايه لحظة ....... سهى !
سهى : هلا ..
نوف : فرح تبيك ...
قربت وخذت السماعه : اهلين فرح .. اخبارك ؟
فرح : بخير ...
سهى : توني افكر واقول لندى وشوق بتصل عليك اسأل عن بدر ؟
فرح : خليها على ربك ... حالته مستقرة تقريبا بس مو راضي يرد علينا ؟؟
سهى بدهشة : رحتوووووا له !!!!!!!!!؟؟؟؟
فزت نوف بمكانها وندى وشوق سمعوا بانتباه ..
فرح : ايه رحنا اليووم ..
سهى بفرح : سمحوا له الزيارة أخيرا ؟؟؟
فرح : ايه ابشرك ... مابغوا يخلونا نشوفه ..
سهى : حلووووووو ما دام خلوكم تشوفونه معناته حالته كويسه ..
فرح : الحمدلله ... أكثر وحدة متأثرة لما شافته هي دلال .. حتى أكثر من امي ... تقولين ميت بدر مو عايش .. قومت علينا المستشفى صياح ... الله يهديها
سهى : لا تلومينها .. اخوها الوحيد وفوق كل هذا مدللها ...
فرح : الله يعين ... المهم يالغلا حبيت اخذ رايك بشغله ..
سهى : آمري من عيوني ...
فرح : مو زواجي بعد اسبوع ؟؟
سهى بعد ما تذكرت ضربت خدها على خفيف : يووووووووه تصدقين ناسيه سالفته ... عقب اللي صار لبدر والحالة المعفوسة نسيت زواجك بالمرة !!..
فرح : مو عشان كذا ... ظروفنا الحين ما تسمح لزواج .. وخصوصا لأخوي بدر ... عشان كذا قررنا نأجله ..
سهى : تأجلينه ؟؟؟
فرح : ايه .. ما اقدر افرح واخوي طايح بالمستشفى ...
سهى : والعريس وش قال ؟؟؟
فرح : قلت له وما عارض وافقني بسرعه .. لأنه هو بعد يهمه حضور اخوي بدر ... ها وش قلتي ؟؟
سهى : كيفك انت حره
فرح : يعني خلاص من رايك نأجل ..
سهى : توكلي على الله ...
سكرت منها وعلى طول جاها سؤال نوف .. بنبرة هادية ..
نوف : وش عندها فرح ؟؟
سهى : ابد .. تقول بيأجلون الزواج عشان بدر ..
نوف بعفوية : غصب عليها تأجله مو بكيفها ...
سهى ابتسمت ونوف تجاهلت ابتسامتها ..
نوف تستعبط : ومين هذا اللي راحوا له ؟؟
سهى ماسكه ضحكتها على اختها : مين تتوقعين ؟؟..... أكيد بدر ...
نوف وفرحة خفية اشتعلت داخلها .. بس أخفتها بملامح وجهها الغير مبالية : سمحوا بالزيارة يعني ؟؟
سهى : ايه ..
نوف : يعني حالته تتحسن ؟؟
سهى : ايه ...
نوف صار ودها تخنق اختها .. تجاوب بالقطارة .. تبيها تتكلم وتريحها ماتبي تزيد بالاسئلة عنه ...
ندى انبسطت لما حست بنوف : ههههههههههههههههه...
شوق التفتت لها باستغراب من ضحكتها اللي جت بغير وقتها : على وشو تضحكين ؟؟؟
ندى : هههههههههههههههههههه على بعض الناس !
شوق : لا يكون انا ....
ندى : اللي على راسه ريشة يتحسس عليها ...
نوف عشان تضيع السالفة : وش صار عالآيس كريم ؟؟؟
تنبهت سهى وقامت واقفة : بروح اجيبه ..
وغابت عالمطبخ .. دقايق ورجعت تشيل صينية فيها كاسات الآيس مع الملاعق .. ووزعتها عليهم ..
شوق مبهورة من شكله المغري وطبقة الكريمة فوق مع قطعة الفراولة : تصدقين اول مرة أجرب ايس كريم البيت ...
سهى : بالهنا والعافية ..
ندى شالت شوية بالملعقة وكلتها .. وراحت بعالم ثااااني وصارت تتمايل باستمتاع : أممممممممممممم .. عذاااااااااااااب !
شوق بسخرية : الحمدلله سكرت البنت .. شوي شوي سهى وش حاطه فيه قولي ...
سهى : ههههههههههههههههههه انا بريئة ..
ندى لشوق : انتي جربي وعطيني رايك ... نصيحة سهى افتحي لك محل وربي العظيم لياخذ النمبر ون ..
سهى : تدرين عاد ندوش ... نفس كلام احمد .. بس احمد يقول افتحي محل عصاير !!
ندى : وانا بصير مديرة الأعمال حقتك !
سهى : ههههههههههههه خلاص تم ..
شوق تدخلت بالسالفة : وانا ؟؟؟... وين بيكون مكاني بينكم .
ندى : اممممممممم ؟؟؟.. انتي الجرسونه .. خخخخخخخخخخخخخخ
شوق : ماااااااااااااااااااااااااااااااااااالت .. أشتغل لحالي اصرف لي .. قال جرسونه قال !!!
ندى : هههههههههههههههه اجل انطقي مالك شغل عندنا .
شوق : طز فيكم وفي شغلكم .. مابيه
سهى : ههههههههههههههههههه لا تخافين بنعطيك راتب سنع .. بس انتي وافقي ..
شوق : هونت مابي اشتغل معكم ... انا بشتغل مع نوف حبيبتي وصديقتي ..
نوف ابتسمت : على آمرك ..
قامت شوق وجلست جنبها بإشارة انها تعلن الحرب ضدهم ...
ندى : ترا بتندمين ... تراها فرصة عمرك ..
شوق : أنا أخبر ...
نوف : اصلا ندى طول عمرها بطة بس تزرط وتزرط ومانشوف منها شي .. وعارفه مصير شغل اختي مادامه بيد ندى .. بيفشـــل !!
ندى : نعععععم ... اصلا انا ماعرف الفشل ولا هو يعرفني ...
نوف : صدق ؟؟؟
ندى بفخر : ايه نعم ..
نوف : أجل بعرفك عليه .. شرايك ؟؟؟
شوق : هههههههههههههههههههاي تعجبيني .. خخخخخخخخخخخخخ
خلال هالجلسه مع البنات وروحهم الخفيفة ، قدرت شوق تنسى سالفة الخطبة مؤقتا .. وطول القعده ماطرى عليها لا مشعل ولا فهد ولا خالتها ... كل اللي كان بذهنها وقتها الحاضر والضحك ...
وصلت ام احمد اللي كانت طالعه بمشوار ومع دخلتها دخلت أمل وهي شايله ولدها الصغير .. خالد ..
سهى نطت من الفرررحة : خلّوووووووووود !!!
وركضت لأختها وخذته : ياااااااالبى قلبك اشتقت له حراااااااام عليك امل وش هالغيبة ...
أمل فسخت عبايتها وبدت تسلم على ندى وشوق : وش اسوي ما تشوفين عمانه فرحانين فيه .. ولا بندر مخبل بي ما يخليه ينوم وانا اللي اروح فيها .. لا نوم ولا راحة ... هلا ندى ..
ندى : هلا بك .. زيييييييييين جيت اليوم عالاقل أشوفك ..
أمل : هههههههههههههههههه شخبار نجلاء ؟؟
ندى : بخير وقالت لي اسلم عليك اذا شفتك ..
امل : يا حبي لها ... ليش ما جت ؟
ندى : والله اليوم تعبانه معها صداع .. بعد عمري وخيتي ..
امل تبتسم : ما تشوف شر ...
سهى اللي كانت شايله خالد وتضمه : يا قلبي عليه مرة تغير عن آخر مرة ..
امل بفخر : مزيووووون صح ؟؟؟
سهى بغرور : ماشي حاله .. بس ولدي بيكون أحلى وأزين وأطخم ..
امل : خليه يجي ذيك الساع نشوووف ... ولدي على ابوووه مزيوون مافي منه ..
تدخلت نوف : ترا والله العظيم ازعجتينا برجلك ذا كن مافي زين الا هو .. ترا الدنيا مليانه وكثير حوالينا زيووون ..
امل طالعت اختها الذبلانه : اما انتي !!... اشك ان بيطلع ولدك مزيون وانتي بهالشكل .. شفيك صايره هيكل عظمي !!..
نوف : رشاقه وانتي الصادقه !!..
امل : وبعدين لا تتشمتين برجلي .. الله واكبر عاد مين اللي حولك زيووون ... كان اخوي احمد فانا قلت لكم رجلي احلى منه ..
نوف بعفوية : بدر ولد عمي ...
انتبهت لأختها امل تطالعها بريبة .. فتلعثمت وهي تبين اللا مبالاة ..
نوف : شفيك لا تطالعيني ... ما قلت شي غلط بدر ولد عمي أطخم ومزيوون .. صح ولا لا سهى ؟؟؟
سهى ماسكه ضحكتها ... البنت انقلبت تجاه بدر مية وثمانين درجة !!..
سهى : صح انا معك ..
امل تجاهلت السالفة الأولى وانصب اهتمامها عالسؤال عن بدر : صح الله يذكركم بالشهادة وش صار عليه قلقتوني .. ؟؟
سهى التفتت لامها لما تذكرت مكالمة فرح : صحيح يمه ترا فرح دقت تقول انهم زاروه اليوم ... وتقول كل ماله يتحسن ..
ام احمد ابتسمت بسعادة : الله يبشرك بالخير.. وابوك عرف؟؟
سهى : ما ادري بس اكيد عمي خبره ...
امل : صحى ولا لسا ؟؟
سهى : لا لسا ...
نوف بعصبية وعفوية : يبيله كف ولا كفين يصحيه ... بس يبي يحرق اعصابنا عليه انا عارفه هالآدمي وعارفه حركاته ..
امل بسخرية : من متى هالمعرفة ان شالله ؟؟؟
قاطعتهم ندى لما حست ان نوف بتثير الشك حولها : الا اقوول كم صار عمر خالد الحين ؟؟
امل رفعت راسها تحسب : امممم ؟؟.... 4 شهووور ويومين ...
ندى : وااو والله علبالي شهرين مو اربع .. الدنيا تركض ... يوووووووووووه بنعجز بسرعة !!
امل : ههههههههههههههههههههههههه ..
ام احمد : هههههههههههه قولي يارب حسن الخاتمة ..
ندى : ايه والله الله يسمع منك خالتي ... الدنيا الحين دنية فتن وبلاااااااوي ..
شوق مسكت ضحكتها من بنت عمها : شفيك انتي اليوم صايره خطااابة ..
ندى : اذكركم بالحال اللي فيه الدنيا ما تبون ؟؟
نوف : ما يحتاج يا حسرة ... اللي يعيش بيشوف وبيعرف من غير لحد يذكره ..
شوي وقامت ام احمد : يالله انا برقى انوم ... صاحية مبكر اليوم ..
شههههههههههقت ندى وطالعت ساعة يدها بذهووول ! .. الساعة 10 ونصف !!!
اما شوق مسكت ضحكتها ونوف وسهى يناظرون ندى باستغراب ..
نوف : وجع يا وجع روعتينا ..
ندى : يوووه وامي محرصتني .. الحين الساعة 10ونصف .. شلون بنرجع للبيت الحين .. ( وتلتفت لشوق وتدفها بكتفها ) وانتي يا تنحه ليش ما ذكرتيني ..
شوق : هههههههههههههههه انا شايفه الوقت .. بس بما انك أكبر مني قلت خل اشوف اخرتها معك .. انتظرك تقولين بنرجع بس انت بصرااااحه كنتي مفههههيــه ...
ندى : مااااااااالت عالأقل تكلمي قولي .. تعرفين امي بتعصب وابوي بعد اذا عرفوا انا رجعنا مع السواق بهالليل ...
شوق : عمي محرصك انتي انا مالي دخل ...
ندى بعصبية ودها تخنق بنت عمها .. اللي تخليها على عماها احيانا : ابوي قال لا تتأخرون .. يعني ندى وشوق .. ماقال لا تتأخرين يا ندى ...
شوق : ههههههههههههههههه
ندى : لا تضحكين ..
سهى : عادي ناموا عندنا ..
ندى : نعم ؟؟... لا ما اعتقد امي توافق ..
سهى : ايه وش فيها ببيت خالتك وين بتكونين يعني ..
ندى : لا لا .. لا تفتحون السالفة ولا تدخلونها براسي... لأني عارفه بتجيني تهزيئه محترمه من امي لو قلت لها ..
نوف باستغراب : هوو عااااادي مو أول مرة ترا تنامين ... مية مرة سويتيها ...
ندى : لا بس صراحة ما أقدر ...
شوق كانت ساكته ما تدخلت .. عارفه ان ندى رافضه بسبب احمد .. ماتبي تكون قريبة منه ...
سهى : طيب روحوا مع السواق عادي .. قاسم وش حليله وبعدين كلها عشر دقايق بالطريق ..
ندى : امي ما تحب ... وفوق كذا ابوي معد صار يحب روحتنا معه وخااااصة بالليل .. بالنهار يمكن يمشيها لنا بس بالليل صار يشدد ما ادري وش اللي غيره ..
نوف : طيب دقي على فهد وقولي له يمر عليكم ..
ندى : عاد مشكلة لو كان بالبيت نايم .. والله لو ننط للسما ونرجع ما يقوم ...
نوف : اوفف سعودي ما عليه شرهه !!... لسا بدري ما اعتقد يكون نايم .. دقي عليه بس ولا ناموا عندنا ..
ندى : لا لا خلاص بدق عليه ...
وتوها بتفتح الشنطة وتطلع الجوال .. سمعوا صوت خرفشة مفاتيح عند الباب ... وبسرعة لبسوا عباياتهم الي كانت جنبهم وتغطوا ...
دخل احمد يفرك عيونه ... وامل استقبلته بابتسامة : مافي احم ولا دستور ...
رفع راسه شاف الجالسين .. ورد الابتسامة لاخته : هلا امووول عندنا ... وين خلود ؟؟
سهى : هذا هو عندي نايم يعني ما في مجال لك تاخذه ..
انتبه للبنتين الجالسات وعرف انها ندى وبنت عمها .. ورفع يده يحييهم : سلام عليكم ..
ندى + شوق : وعليكم السلام ...
احمد : اخباركم ؟
ندى + شوق : بخير الله يسلمك ..
احمد التفت لسهى : تعالي عطيني اياه ..
سهى : لا خله عندي ...
ندى وقفت وسحبت يد شوق لما أجبرتها عالوقوف : يالله بنطلع .. نشوفكم على خير ...
نوف : وين بتروحين ؟؟؟.. مادقيتي على فهد ...
ندى : لا خلاص .. بنروح مع السواق وما يصير الا الخير ... يالله شوق ..
امل : لا تروحين .. مادام خالتي تقول لا تروحين مع السواق بالليل خلاص لا تروحون ...
ندى : وش نسوي طيب .. أخذنا الوقت ومالنا الا السواق ....
احمد انتبه والتفت لهم : وش المشكلة ؟؟
امل : بنت خالتك تبي ترجع للبيت مع السواق لحالهم وخالتي ما تحب ... وانا بصراحه معها ..
ندى : هالمرة بس .. مارح يصير الا كل خير ...وبعدين اللي يسمعك يقول المشوار ساعة كلها عشر دقايق ..
امل : بس خالتي بتضيق وانتي تعرفينها ...
ندى : انا بتصرف معها .. يالله شوق ..
وعطتهم ظهرها ومشت .. بس صوت احمد وقفهم : لحظة ...
ندى : نعم ...
احمد : مادام خالتي قالت لا تروحون بالليل مع السواق اسمعوا الكلام ولا تروحون ..
ندى ومن تكون حضرتك : مع مين تبينا نروح اجل ؟؟؟... مع تاكسي ؟؟.... ولا نجلس عندكم الى بكره ...؟؟
احمد ابتسم بوجهها لما لاحظ الحدة الخفية بكلامها ... مما سبب لها التوتر .. ودي أفقع وجهه لما يبتسم بهالطريقة ..
احمد : لا لا ... لا مع تاكسي ولا تجلسون عندنا !!..... انا بوصلكم ..
التفت ندى لشوق وماتدري وش ترد عليه ... فاجأها اقتراحه !!.. ووصلهم صوت امل ..
امل : احسن شي ...
ندى بدهشة التفتت لها : صادقه يا امل ؟؟..
قاطعها احمد قبل لا ترد : أجل اكذب .. يالله بوصلكم انا
ندى : ما يحتاج ... انا وشوق ثنتين ماعلينا خوف
حس احمد ان ندى بدت تماطل .. وعدم رغبتها انه يوصلها ومقتها لهالشي كامن من اللي حصل بينهم ..!... وهو ياما وصلها هي ونوف لأماكن عدة من قبل ..!... ما كانت ترفض الا كان يحس بسعادتها بقلبه وما فهم سر هالسعادة الا متأخر ..
فزاد نبرته بحزم غير عن المعهود عنه : لا في خوف .. او انتي الظاهر ما سمعتي عن هالقصص اللي تصير بهالليول واللي نسمعها كل يوم وكل ليلة ..
ندى فارت .. من يكون عشان يقدم نصايح .. فجاهدت عشان تحافظ على هدووئها : .. لا بس انت تعرف قاسم مو جديد .. له سنين طويلة وهو عندنا اذا كنت ناسي ..
جاهم صوت امل : خلاص عاد .. ماله داعي هالنقاش .. ندى خلاص انا اكبر منك واعرف خلي احمد يوصلكم وقاسم يروح لحاله للبيت ..
عضت ندى على شفايفها .. ومدت يدها ومسكت يد شوق : طيب ... تعالي ..
لحقتها شوق واحمد وراهم بمسافة .. طلعوا للشارع وركبوا سيارة احمد .. فيما هو راح لقاسم يقوله يرجع للبيت ..
ركبت شوق بهدوء اما ندى كبحت جماح غيضها لا تكسر الباب وهي تسكره ...
شوق : شفيك انجنيتي .. ماله داعي اللي صار .. من الاول قلتي اوكي ومشينا ..
ندى : شدخله ... قاعد يقدم لنا نصايح ...
شوق : انا معه بصراحة والقصص اللي نسمعها تخوف .. والسواق مهما يكون يظل غريب
قاطعتها ندى بنفاذ صبر : واحمد يعني ما يعتبر غريب ... ترا حاله حال هالسواق ...
شوق : بس ولو ولد خالتك ويخاف عليك مثل ما يخاف على خواته ... وسمعتك من سمعته
رجعت تقاطعها وهي تشد على كلماتها : وش جاب طاري السمعه ..؟؟.... شوق فكيني تكفين ما أدري صارت طريقته تستفزني ... نفسي مرة اشوفه معصب دايم رايق ومبتسم ..
شوق : هههههههههههه هذا اللي همك تبين تعصبين به ..
ندى : ................
ماردت .. والتفتت للشارع تراقبه وهو يكلم السواق .. وبعدها يضحك له ويربت على كتفه .. ويلف يمشي راجع للسيارة ..
صدت عنه بغرور وطاحت عينها بالصدفة عالشي الموجود بين الكرسيين الأماميين ...
الدفتر..!!!!
ليش موجود هنا ؟؟..
رمشت بعينها عدة مرات وهي تتأمل هالدفتر المزخرف ... الا والله هذا دفتري !!... انشلت يدها ما قدرت تحركها ... كانت فرصة انها تسترجعه وتتخلص منها مثل ما تمنت... بس مجرد وجوده بالسيارة وجنب كرسي السواق .. يعني جنب احمد !..... يخليها تجمد وتندهش ...
صحاها من دهشتها صوت فتحة الباب الأمامي .. وبعده جلوس احمد وهو يتنهد .. ويسكر الباب ويدخل المفتاح بمكانه ويشغل السيارة .. ويمشي ..
طول الطريق وعيون ندى متركزه عالدفتر ، وكأنها مثل الحيوان المفترس تتأهب عشان تنقض عليه وتخطفه ... وتسترجعه .... وبعده تتخلص منه ... للأبد ...
وتمحي أي شي بالكون له علاقة ... بأحمد !
لكن اللي ما تدري ندى عنه .. ان احمد ظل يراقبها من المراية الأمامية طول الطريق ... ويراقب عيونها اللي ما انفكت لحظة عن الدفتر ... ابتسم ونقل نظره عالدرب ... وكأنه عارف وش قاعد يدور ببالها من أفكار ...
بعد عدة دقايق وصلوا ووقفت السيارة قبال باب البيت ... وندى للحين في غمرة تأهبها وافكارها .. ومو حاسه انها وصلت ... الا لما سمعت شوق تكلمها بصوت شبه منخفض وهي فاتحة باب السيارة .. وتهم بالنزول ..
شوق : يالله ندى ... لا يكون نمتي ...
رفعت نظرها عن الدفتر والتفتت يسارها لشوق ... وبسرعة وكأنما تبي تهرب من هالمكان اللي يجمعها معه .. فتحت الباب .. بس قبل ما توطى رجلها الشارع .. تذكرت اللي كانت تفكر فيه ... فلفت بسرعة ومدت يدها للدفتر ... بس يد كانت اسرع منها سحبته بشكل خاطف .. رفعت عينها لأحمد بدهشة ...
ندى : حقي !
حط الدفتر بحضنه ورد بشبه ابتسامة وعيونه عالشارع : كان !!..
ندى بدهشة : كان ؟؟؟؟؟؟
احمد : الحين صار حقي ...
طالعته بصمت وهو مبتسم ومنزل راسه لحضنه .. رجعت تدفع الباب بقوة وتنزل وتلحق شوق اللي تنتظرها عند الباب ...
دخلت وضربت بالباب : شفتي وش سوى ؟؟
شوق استغربت : وش سوى بعد .. الا وش حليله طول الطريق ساكت ...
ندى بانفعال : سلبني حقي ...
شوق : ههههههههههههههههههههه .. سلبني ؟؟؟؟... ههههههههههههههههههههه وشو هالحق ؟؟
كانت بتنفجر بس مسكت نفسها ومشت لداخل وهي تتحرطم .. وشوق دخلت وراها وسكرت الباب ..
شافوا ام فهد تطلع من المطبخ وواضح عليه العصبية ..
ام فهد : الحين انا وش موصيتكم ؟؟.. وش موصيتك يا ندى انتي وشوق ..
ندى : معليش يمه آسفين .. سرقنا الوقت
ام فهد : انا عارفه بتقولين لي هالعذر ..
ندى : وبعدين يمه ما رجعنا مع السواق تطمني ..
ام فهد باستغراب : أجل من رجعتوا معه؟؟؟؟
ندى : مع احمد ولد خالتي ..
زاااااادت عصبية ام فهد : يا سلااااااام .. اجل عنيتوا الرجال مسحبينه من بيته بهالليل عشان يوصلكم ..
ندى : يمه انا اصلا كنت بدق على فهد عشان ما نرجع مع السواق .. بس هو تكرم وعرض علينا احنا ما طلبنا منه ولا قلنا كلمة .. ( التفتت لشوق جنبها ) .. صح شوق ؟؟
شوق بتأييد : صح ... هو اللي أصر يوصلنا يا خالتي عشان ما تزعلين ..
ام فهد : والله هالولد رجال ... ندى هالشي مابيه يتكرر فاهمه واذا تكرر خلاص روحه مع السواق مافيه .. اخلي فهد اللي يوديكم ويجيبكم ..
ندى : لاااااااا يمه الا هالانسان .. وقتها مارح نروح ولا نجي ...
ام فهد : اجل اعتدلي ... وبعدين يمه من خوفي عليكم ما يصير تروحون وتجون بهالليل ما معكم احد ..
ندى : ان شالله يمه ما نكررها ... تسمحين نرقى عاد ...
ام فهد : ماتبون عشى ..؟
ندى وهي عند الدرج : اممممممم ... انا لا .. شبعانه
شوق : وانا بعد ...
ام فهد : وهالعشا كله من بياكله ؟؟؟
ندى بخبث وهي تنطط بمرح بين الدرجات : انتي يمه ... يا نبع الحنان ... خخخخخخخخخخ
ام فهد باستياء من تعليقات بنتها : ليش اللهم يا كافي برميل ..!!
شوق هرولت تلحق على ندى وهي تضحك : هههههههههههههههههه لا حشا ...
لحقت شوق ندى لفوق .. وندى نست استيائه وغيضها من احمد بسرعه ... مدري قلبها الطيب .. أو سبب ثاني يخلي قلبها يرضى عليه !!!..
ندى : هههههههههههههههههههه يا حبيلها امي...
وصلت شوق فوق والطرحة مازالت على راسها : متى بتعقلين ؟؟
ندى : ههههههههه ليه وش قلت ؟؟
شوق : لا بس ما تتوبين من التعليقات على خالتي .. ههههههههههههههههههههههه
ندى : ولا شي بس احب شكلها لما اعلق هههههههههههخخخخخخخخ
شوق : تعالي بقولك شي قررته من اليوم ورايح ..
ندى بفضوول طفح بعيونها : عن وشو ؟؟؟
شوق : عني انا وفهد ...
ندى : فهد ؟؟
شوق : تعالي بقولك بالغرفة ...
ندى : الا تعااااالي وش صار عالخطبة ؟؟؟
شوق قطبت حواجبها .. باستغراب من نسيانها لهالموضوع : يؤ تصدقين نسيته اليوم بالمرة !!!..
ندى تغمز لها بخبث : علينااااااااااااااااا !!!
شوق تجاهلت حركاتها وغمزاتها : جد ... مع القعدة طااااار من بالي ... المهم تعالي بقولك اللي قررته ..
ومسكت يدها وسحبتها .. بس ندى وقفت وسحبت يدها : لحظة بس بروح اشوف نجلاء ..
وتوها بتتحرك الا باب غرفة نجلاء ينفتح ويطلع فهد ... بهيئة غريبة ... عطاهم نظرة سريعة وصد عنهم وراح لغرفته .. ودخل وقفل الباب .. بكل هدووووووء !!.
ندى : شفيه ؟؟.. مو من عادته يمر ما يتكلم ..
شوق قبضها قلبها .. ألوان وجهه كانت متغيرة .. نظرته السريعة شافت فيها هم ... أو يمكن تتخيل ...
حست ندى تسحبها من يدها ويدخلون غرفة نجلاء .. اللي كانت حالتها هي الثانية غير مطمئنة .. على زود التعب اللي كل يوم يزيد .. الحزن كان بعيونها ..
ندى : هلوووووو ..
نجلاء ابتسمت : هلاااا ... توكم جايين ؟؟
ندى : يس ..
نجلاء التفتت لشوق وابتسمت لها : مبرووك على فكرة ...
شوق بعد هالكلمة رجع لها الموضوع ثاني مرة بعد ما نسته دقايق .. وابتسمت : استني لما يتم كل شي .. وبعدين قولي مبرووك ..
ابتسمت نجلاء بس ما يمنع لمعان الحزن بعيونها ...
ندى : الا تعااالي شفنا فهد طالع من عندك ...
نجلاء : ليش هو اول مرة يكون عندي ؟؟
ندى : لا ... بس تبين الصرااااااااااااااااااااااااااحة ... كان شكله غريب .. ( وغمزت ) قلت يمممكن نجلاء زعلته ...
نجلاء زادت ابتسامتها لأختها : تبين الصدق ... ايوه مزعلته ...
ندى : احللللللللفي ... اخيرا تزاعلتوا والله ما بغيتوا .. انا وياه متزاعلين اربع وعشرين ساعه وانتوا متصالحين اربع وعشرين ساعه .. وش قايلتله اعترفي اعترفي ...
نجلاء طالعت شوق ورجعت لندى : روحي اسأليه وهو يعلمك ليش زعلان ...
ندى يوم شافت فيها روحه له هونت : ماني رايحه .. المهم ترا امي تحت والعشا بحطونه ..
نجلاء عفست وجهها بقرف : .. لا لا.... مابي ما اشتهيت ..
ندى : عالأقل انزلي .. عارفه امي بترقى الحين تناديك .. فاختصري انتي وانزلي لها ..
نجلاء : اوكي يالزناااانه بنزل ..
طلعوا من عندها .. راحت ندى لغرفتها وفصخت عبايتها بعدها راحت لغرفة شوق تستعجلها عشان تعلمها بالموضوع .. وشوق صارت تستنذل عليها وما علمتها الا بعد طلوووع الروح وذل النفس ..
بغرفة نجلاء كانت متضايقه .. مو عشان خطبة شوق لا .. هي فرحانه لها .. بس ضيقها ناتج عن تأثير الخبر على اخوها فهد لما علمته ..
بصراحة لما قالت له عن الخبر .. واضح انه كان متوقع مثل هالشي يصير وخصوصا الزيارة الأخيرة .. حالة شوق الأيام الأخيرة خلته يتوقع أي شي .. صحيح كان متوقع الخبر .. لكن سماعه على أرض الواقع كان له أكبر الأثر ... أول ما عرف قام من غرفة نجلاء وطلع .. بعد ما قال كلمة وحدة ..
فهد : كنت حاس ..
غادر الغرفة .. وهي تمت بين الحزن عشانه وبين الندم عشانها نقلت له هالخبر ... بس مصيره كان بيعرف ...
سامحني ياخوي بس شوق شكلها ماهي من نصيبك ...
ضيقها وتعبها بنفس الوقت خلاها تلجأ للملاذ الوحيد لها .. زوجها وحبيبها ... مسكت الجوال ودقت ... كانت محتاجة لكلماته وحنيته عشان تقويها بهالضعف اللي تحس فيه ..
لكن الرد كان غير المتوقع ..... قفل الخط بوجهها !
كشرت بضيق وهي تناظر الشاشة ... اعادت الاتصال .. والقهر لقته مقفول ....
غريبة يقفل جواله عني ... معقووووولة ؟؟؟... يكون زعلان ؟؟... مو من عادته !!
حطت الجوال عالطاولة ومسكت راسها ... دوخة قوية داهمتها شافت وقتها الدنيا تدور والأرض تحت أقدامها رخوة ما تشيلها ... بصعوبة قدرت تتماسك واستندت عالكراسي جنبها ... رجليها قاعده تخونها ... بصعوبة بالغة جلست عالأرض وراسها اسندته على المكتب ..
تأوهت وهي مغمضة عيونها مافيها حيل تشوف الدنيا حولها تتراقص ... مدت يدها بضعف للجوال ثاني مرة واتصلت على سعود ....
مازال مقفل !!!
حطت الجوال عالأرض وحاربت عشان توقف .. مشت بعدم توزان للسرير وأول ما وصلت له سمحت لجسدها يطيح عليه بحرية .. وغمضت وهي تحس بنوبة غثيان .. ماكان فيها حيل تقوم وتروح للحمام .. فما تحركت وهي تحاول تمنع النوبة ... بعد لحظات هدت وكأن شيئا لم يكن .. تنهدت بتعب وسمحت للخدر يسيطر على كامل حواسها ...
بغرفة شوق ..
شوق : ها شرايك ؟؟؟
ندى : رايي بإيش ؟؟
شوق : باللي قلته الحين ...
ندى : شي راجع لك ...
شوق : الحين ابيك تعينيني وتقولين شي راجع ..
ندى ابتسمت : اوكي ... ليش لا .. احسن بعد ....
شوق : تبين الصدق ارتحت لما شفت عمي موافقني ... عالأقل تخف الصدامات بيني وبينه ...
ندى هزت راسها بتقبل وموافقة : فعلا ... يمكن هالشي يخلي فهد يعقل شوي ويخف من حركات البزران والمراهقين ..
شوق : الا سؤاااااال دايم حاير ببالي ... اخوك يوم يكون مافي احسن منه ... ويوووم اعووووذ بالله ... من جد احيانا ودي أكفخه ...
ندى : هههههههههههههههه ... لا جواب .... تبين تعرفين روحي اسأليه ..
شوق : لا خليني بعيدة .. ماني مصدقة هالايام راضي عني ...
ندى ضحكت وراحت لها وضمتها : هههههههههههههههههه يا بعد عمري يا شوشه ... يا كل الدنـ.........
قاطعتها شوق وهي تدفها بعيد عنها : وجع كم مرة قلت لك لا تقولين شوشه ...
ندى : ادلعك ...
شوق : وع امحق دلع ... شوشه !!... لا مابي .....
ندى عشان تغيضها صارت تغني : شوشه يا شوشه ... شوشه يا شوشه ... شوشه يا شوشه ...
شوق فاااارت : باااااااااااااااااااااااااااااس ...
وصاروا يتلاحقون بالغرفة ... ندى مصرة على شوشه وشوق تلاحقها تحاول تسكتها ...
مرت هالليلة على ماهي عليه ... شوق قررت تتجاهل التفكير بهالخطوبة لما بكرة .... أو أقولكــم !!... هي تتنتظر ردة فعل فهد مثل ما قررت عشان تبني قرارها عليه ... وماكانت تدري ان فهد عرف وخلص ... وردة فعله الا الآن غير معروفة ... غير النظرة اللي كانت بعيونه قبل دقايق ..!
يتبـــــــع ...
الجـــــــــزء 37 ...
بالصباح الثاني .. طلع فهد من البيت وطنش الجامعة ..
كان عايش بدوامة .. أحاسيس قاتلة وشعور يعذب اللي ما يتعذب .. ما يدري وين يروح .. لقى نفسه فجأة بالنادي وتحديدا بوسط المسبح الأولومبي الكبير ! .. .بوقت مبكر من الصباح .. الناس قليل بهالمكان وبهالوقت ... الكل عنده دوامات ودراسة وأشغال .. بس هو ليش جا هنا ...
كان كابت على مشاعره طول الساعات اللي راحت .. لدرجة انحرم من النوم !... ظل يطرطش بالمويه ويفرغ عصبيته بحركات بهلوانية ... مافي أي متعه لكنه وسيلة سريعة لتفريغ اللي بداخله ...
وبعد دقايق صار يلهث ... عضلاته ارتخت من الحركات العنيفة وشوي شوي مو قادر يحركها ...
بهالوقت دخل المدرب الخاص بالسباحة وانتبه له ولوضعه الغريب ، ولحركاته العنيفة بزيادة عن اللزوم !... قطب حواجبه وقرب منه والدهشة بعيونه ..
المدرب : شو فهد شو عم بتساوي ؟؟؟..
مارد عليه وطنشه ولا كأنه سمعه .. وغااااص جوا المويه ... والمدرب لاحظ حالته الغريبة جدا جدا ..
وحس بالخوف : فهــد ..!!
مارد عليه وموجات المويه سكنت واستمر بالبقاء تحت .. رجع ينادي عليه بعصبية ..
المدرب : فهد .. فهــد اطلع بهالطريقة رح تتعب نفسك .. اطلــع !
وكأنه يكلم جدار ما شاف جواب ... والأخ حابس نفسه مو راضي ...
المدرب : بتطلع ولا بطلعك أنا ؟؟؟
ولا جواااااب ... السكون عم الصالة الواسعة والحركة تحت الموية ساكنه وهدت تمااام !... حس بالقلق ، وطالع ساعته بعد شوي ... مضى عليه دقيقة ونص وما طلع ... مجنون هذا ولا مجنوون ..
ماحس بنفسه الا وهو يخلع القميص اللي عليه .. وتوه على وشك القفز الا فهد يطلع ويستند عالجدار بيدينه ، وهو يلهــث ..
فهد ببرود معطيه ظهره : شفيه شايفني بزر ماعرف ...
قرب المدرب له والعصبية واصله حدها : فهد مجنون انت ولا شو ؟؟؟ .. بتتعب عضلاتك وفوق كل هيدا بتغوص ... بدك تموت ؟؟؟
عطاه فهد نظرة .. لأنه بجد كانت نفسه منسده والأنبير واصل معه .. وماله خلق الكلام .. طلع برا المسبح وراح للطاولة الموضوعه عليها أغراضه ، جلس والمويه تقطر من كل أنحاء جسمه .. أخذ الفوطه وصار يمسح وجهه ، والمدرب هز راسه وراح عنه ...
استرخى بجلسته وهو يحس بعضلاته مرتخية ، مو قادر يحركها .. حس بالانهاك بسبب العنف اللي استخدمه قبل شوي ... اسند راسه عالمسند وغمض عيونه ... يحلم بشوية راحة بال ! ... بس أفسد عليه هاللحظات رنين جواله ..... !!....نفضه وخرعه من سكونه العميق ...... صار يكره هالجوال ....
فهد : الله يلعن شكلك بلا ...
كان وده يقذف به وسط هالبركة الواسعة العميقة ... اللي يوصل عمقها لأكثر من أربعة أمتار !.... لكن اللي أثار أعصابه أكثر ... اسم شذى عالشاشة ...... ماااااااله خلقها أبدا ومو وقتها هذي ..
رد عليها ونبرته تفووور... لأنه مو فوضع ابدا لتقبل الرومنسية اللي بتغرقه شذى عليه .. كالعادة ... وغير كذا .. اصرارها على هالعلاقة اللي يتمناها تنتهي بأسرع وقت ..
فهد : يا خييير .. ما تفهمين الكلام .. ماقالولك لا تتصلين بعد كذا تفهمين.. ولا انا قاعد أكلم جدار ما تفهم ...
نبرته كانت تزيد مع كل كلمة .. والحمدلله ما كان موجود بالصالة الواسعة الا هو ... وصدى صوته يتردد بين الجدراان ..
كانت علامات الدهشة على صوتها لما تكلمت : فهد ؟؟؟؟
فهد : ايه فهد ... شتبين خلصيني تراني مو رايق ...
شذى لا ارادي اجتمعت الدموع بعيونها : شفيك فهد ؟؟... شصاير ؟؟؟
فهد : مافيني شي ... خلصيني يا بنت الناس تراني مو رايق قولي اللي عندك وبعدين توكلي ... وحسك تتصلين علي ...
شذى بدت تصيح : لييييييش طيب؟؟؟ وش صاير زعلان مني انت ؟؟؟
فهد يتنهد بقل صبر : استغفر الله ياااربي .. اسمعيني شذى .. فهد اللي تعرفينه ماااااات .. مالك أي علاقة فيه بعد اليوم .... فاهمه ولا أفهمك أكثر ؟؟؟؟؟
شذى : بس..... بس ليش؟؟؟.... ليش بتتركني الحين ؟؟؟.. ليش ما تبيني أكلمك .. ليش معد رديت على اتصالاتي ومسجاتي ... انت تدري اني ما اقدر اقعد يوم بلا أسمع صوتك ..
فهد بلا اهتمام ونفسه مشمئزة : مشكلتك ...!
شذى : وش مشكلتي ها ... لا مو مشكلتي .. انت تعرف اني أحبك ... قلتها لك ألف مرة وانت عارف ... ولا اللي صار كل الفترة اللي راحت كان لعب؟؟؟؟
فهد سكت ولا رد : .............
كان عارف بينه وبين نفسه انه كان لعب .... ويااااا ليته مالعب هاللعب ....
شذى بدت تصرخ ودموعها مقطعتها من الصدمة : قول ... انت تحبني ولا لا ؟؟؟... تحبني ولا لا؟؟؟؟.. والكلام وكل اللي صار كان لعب منك ... قول ؟؟؟
حاول فهد يحافظ على هدوءه ... يبي يوصل معها لنقطة تفاهم ..
فهد : مارح أقول شي ... كل اللي ابيك تعرفينه .. انك تقطعين كل علاقة فيني .. لأني انا خلاص مليت ... مكالمات بينا بعد كذا خلااااص ... بح !!... انسي ....
قاطعته بخوف : مليت ؟؟؟... مليت مني ؟؟؟؟....... انا أحبك يا فهد .. تسمع ... تعرف وش معنى هالكلمة ... وانت بعد تحبني يافهـ.......
قاطعها باشمئزاز وهو يوقف : أي حب واللي يرحم والديك فكينا تكفـين........ !!!
وقفل الخط ، ورمى الجوال عالطاولة بقرف وهو يتأفف !!.... منقرف ومشمئز من نفسه .... ومن علاقته هذي ... ومن كل شي ....
وقفز بالموية يفرغ الشحنات اللي تجددت داخله .... واللي رجعت ثاني مرة من سمع صوت شذى وكلامها ... ومن طيشه اللي وصله لحد هالمواصيل ... ومن مشعل ... ومن شوق .... ومن الظرووف ... والحظ ....!
البنت شذى غريبة !!... كنت عارف انها تحبني بس متوقعها عارفه احتمال انتهاء علاقتي معها بأي وقت .... بس هي تبينا نستمر ، وياخوفي طارت بأحلامها لبعيد ... لمدى مستحيل يتحقق ......
قال أتزوجها قال ... هذا اللي ناقص بعد ..
صار يغوص ويطلع ، يغوص ويطلع ، والأفكار تحولت كليـا لشذى ...
كان عارف انها تتمنى الزواج من هالعلاقة رغم انها ما افصحت عن هالشي... وزين بعد انها ما قالت هذا من البداية ولا كان تركها له زمن ...
الزواج ؟؟؟؟
مسك ضحكته وطلع فوق سطح الموية واستند عالجدار .. وصار يبتسم لهالأفكار ... معقولة شذى كانت ساذجة لهالدرجة ... مع اني لاحظت انها ذكيـة بشكل كبير !!!
ولا ممكن الحب يحول الشخص للسذاجة والأحلام الغير معقولة !؟؟؟!...
احتمال والله ليه لا ؟؟؟؟
وأكبر مثال على كذا ... هي شــذى !!
على ذكائها الا اني اكتشفت انها ساذجة وتعلقت بوهم ..
ضـاق خلق فهد أكثر من ماهو ضايق .... حاس بالذنب للي كان يسويه .... مثّل على شذى وخلاها تتعلق فيه وبعدها انسحب ولا كأنه سوى شي ....
أخذ الفوطة وراح للحمامات الخاصة وهو يجر خطواته ... وأفكاره تتأرجح ما بين حبه اللي على وشك الضياع .. شوق .... وبين غلطة حاس بالذنب ناحيتها .. شذى...
دخل ياخذ دوش وهو يحاول يفكر بالموضوع من كل نواحيه ..
شذى غلطت وانا غلطت ..
واستمرار العلاقة غلط ..
كل شي صار غلط بغلط ... كل شي من ناحيتها غلط .. غلط بغلط !!!!!
زود على الموية الباردة وهو يرجي بقلبه انها تتفهم وتبعد عنه بسهولة وبدون مشاكل ...
بس تعتقد يا فهد ان هالشي سهل ؟ .... تعتقد انك ممكن تخلص نفسك من علاقة انت نميتها وسقيتها بيدينك .. وبعدها بتتركها ... وتدّعي البراءة ؟؟؟...!!
عند بوابة المستشفى .. بنفس الساعة .. وقفت سيارة سلمان في وحدة من مواقف السيارات ... وطفى محرك السيارة .. وأخذ جواله ونزل ... قفل السيارة بالكنترول ولبس النظارة الشمسية وهو يتوجه لمدخل المستشفى ...
مر من عند الرسبشن ... وشاف الممرضات الواقفين يحييونه بابتسامات .. ردها لهم وهو يتوجه للمصاعد ... طبيعي لأنهم تعودوا يشوفونه بالأيام الأخيرة يوميا !... واحيانا مرتين باليوم ...
دخل المصعد وضغط على الدور الثاني .. ولما وصل اخذ يمين في الممر لما وصل للغرفة الأخيرة .. وقبل لا يدخل طلع بوجهه ابو بدر لحاله ... فابتسم يسلم عليه
سلمان : مرحبااا عمي ..
بادله ابو بدر التحية وصافحه : هلا سلمان الله يحييك .. اخبارك ياولدي عساك بخير ..
سلمان : بخييير الله يسلم عمرك ... ( طالع باب الغرفة المغلق باهتمام ، ورجع لعمه ) .. ها بشر .. شي جديد ؟؟؟
ابو بدر هز راسه بصبر كبير : ربك كرييييم ان شالله .. للحين ماصار شي ... حاولت اكلمه قبل شوي بس.....
وسكت ... اما سلمان ربت على كتفه يواسيه ..
سلمان : لا تضعف عمي بدر بخير وقريب اذا ربك كتب بتشوفه ينطط مثل الحصان ...
ابتسم ابو بدر وشاف ساعته : ان شالله ...... انا بطلع الحين وزين منك جيت ... اذا صار شي جديد كلمني
سلمان : ان شالله لا توصي ...
ابو بدر مشى عنه : سلام عليكم ..
سلمان وهو يفتح الباب : وعليكم السلام .. بحفظ الرحمن ..
ودخل .. الغرفة هاااادية تماما الا من أصوات الأجهزة ... وبالكاد يسمع أنفاس بدر المستقرة ... سكر الباب بهدوء وتقدم للسرير ... ابتسم بتلقائية وهو يشوفه ... رجله ما زالت ملفوفة بس الكسر اللي فيها كل ماله يتحسن ..
جلس عالكرسي الموجود بجانب السرير .... وهمس : بدر .....
كان بدر مستلقي بســلاااام وبدون حراك ... واسمه على لسان سلمان .. بسرعه تلاشى بصمت وسكون الغرفة ..
سلمان : بدر ... يكفي نوم قوم ...
رجع السكون يلف المكان ... هز سلمان راسه ورفع عينه للثلاجة الموجودة ... قام وراح لها بهدوء .. فتحها وتأمل داخلها ...بعض الأغراض جابوها خوات بدر .. بأمل منهم لو قام واحتاج شي ...
طلع علبة موية فيها القليل لأنه حس بالعطش فجأة .. شالها ووقف جنب النافذة المطلة عالساحة الخارجية للمستشفى ... واستند بكتفه عالجدار ومال بوقفته ..
وهو غارق بسرحانه .. وتأملاته بالمنظر قدامه ، والناس الطالعة والداخلة عند مدخل المستشفى ... سمع حس خفييييض جدا بالكاد اذنه التقطته ... التفت لبدر بسرعة ... شافه على حاله لا حركة ولا صوت ... رجع يلف راسه للمنظر برا .. وهو عافس وجهه ....
يهيـأ لي ؟؟؟؟؟...
انفتح باب الغرفة ونبه سلمان ، واستقام واقف وهو يشوف الدكتور يبتسم له ..
الدكتور : ما شالله ... انت هنا ؟؟
سلمان : لسا واصل ...
تقدم الدكتور لبدر ومسك يده السليمة وبدا الفحص الروتيني : ... النبض تمام .......... والضغط بعد جيد ..
سلمان يراقبه : ما تشوف شي جديد ؟؟؟؟
الدكتور : للآن كل شي ماشي ... الكسور والضلوع بطريقها للإلتئام ان شالله ... نحتاج لشوية وقت ...
سلمان وهو يأشر على راسه : وهالشاش الأبيض ... وش قصته مارح تشيلونه ؟؟؟
الدكتور ابتسم : لا تستعجل على رزقك ... بنشيله لما يلتئم الجرح تماما ...
سلمان باستياء وقل صبر : وهالجرح ما التئم الى الآن ... ما كأنه اخذ وقته وزيااااادة ؟؟؟
الدكتور : هههههههه روق يا اخ سلمان ... احنا مثل ما انت داري خيطنا الجرح بس نبيه يلتئم ويتمااسك بشكل جيد ..
سلمان تنهد : مو كأن السالفة مطوله ... متى بيلتئم ويتماسك ونفك هالشاش اللي مسبب لي التوتر !!
الدكتور : هد اعصابك .. مو صاير الا كل خير ..
سلمان : الله يسمع منك ....
الدكتور : على كلٍ حالته تبعث عالإطمئنان ... وأفضل بكثييييييير من حالته قبل كم يوم ..
سلمان : الحمدلله ...
الدكتور وهو يستدير ويهم بالخروج : انا طالع تامرني بشي ..
سلمان : سلامتك يادكتور ما تقصر ..
طلع الدكتور .. اما سلمان فلأن بدر غاط بعالم محد عارف عنه غير ربه .. وهو حاس بالتعب .. راح للكنبة الوحيدة بالغرفة واستلقى عليها .. وحط ذراعه على عيونه وغمضها ..
بالجامعة .. صباح بأجواء جميلة ... لكن للبعض يعتبر صباح سئ !
كانت شذى عايشه بحالة صدمة فضيعة ... وتبكي بحرقة وألم وصديقاتها كلهم ملتفين عليها ... أريج جنبها تضمها ومروى راحت تجيب لها موية ورجعت ركض .. والبقية كلهم يحاولون يهدونها ... مها وبدور كانوا واقفات بعيد عنهم عشان يسمحون لهم يهدونها ..
اريج : شذى حبيبتي هدي ... لا تصيحين بهالشكل والله خوفتيني عليك .. فجعتي قلبي ..
شذى بين شهقاتها : ماني فاهمه اللي صار لي يا أريج ... ماني فاهمه كل اللي صار ... قال لي كلام غريب .. مو فاهمه وش كان يقصد ... ما يبيني يا أريج ما يبيني ...
أريج بين هالكلمات المختلطة مع الدموع ماقدرت تفهم ... بس ظلت حاضنه صديقتها تهديها ...
مروى تمد لها علبة الموية : شذى خذي اشربي واهدي ...
شذى وهي تشهق : مابي مابي خلوووووني لحالي ...
اريج : بس شذى اهدي وفهميني وش صار ... مافهمت شي من اللي تقولينه ..
شذى : خلوني مابي أتكلم ...
هزت اريج راسها بيأس .. رفعت عيونها لصديقاتها وطلبت منهم يروحون ويخلونهم لحالهم ... هزت مروى راسها ايجاب والتفتت للبقية وسحبتهم معها ..
اما بدور سحبت مها معها ولحقتهم ..
مها : وش صاير شفيها شذى ؟؟.... فهمتي شي ؟؟؟
بدور : مثلك ما فهمت شي ... بس انتظري شوي وبنفهم ...
كانت شذى فعلا بحالة سيئة ... حالة من التحطيم والانكسار والجروح ... مو متقبله الى الآن الكلام اللي قاله فهد لها ...
هذا اللي يحبني ؟؟؟ هذا اللي يحبني ؟؟؟..
اريج بهدوء : شذى ...
شذى حاطه راسها على كتف صديقاتها ، تاركه لدموعها الحرية بالانسدال على خدها الحزين : ............
اريج بعصبية : شذى ردي علي ...
شذى : لا تكلميني خليني ...
اريج : انتي شفتي فهد ؟؟؟
شذى ودموعها تزداد : وين اشوفه يا حسرة ؟؟؟
اريج : اجل وش اللي صار يخليك بهالشكل .... تكلمي والله روعتيني ...
شذى وهي تتنهد : ماصار شي ... ماصار شي ...
اريج : مادام ماصار شي ... اجل ليش هالصياح كله ... ؟؟
رجعت لها عبرتها عقب ما تذكرت كلامه كلمة كلمة .. وحرف حرف ... ورجعت تغطي وجهها بيديها وتجهش بالبكي ....
ماتدري ... هل هي كانت ضحية خدعة ؟؟؟.... أو الكلام اللي نتج عن فهد كان ناتج منه بلحظة غضب ... هي تجهل اسبابه !!!... وممكن يدق عليها ويراضيها مثل ماصار من قبل ..
لكن احساسها هالمرة غير ... وصوته غير ... وكلماته غير... ونبرته غير ...... لا .. لا ... مستحيل كل هذا يكون خدعه !!!!!
زاد صياحها وتناثرت دموعها ، وهالأفكار تزيد بذهنها ... لا ... مو ممكن يصير هذا معي .... انا مو قاعده ألعب !!.... انا مو قاعده ألعب .... انا صدق أحبه ...
أريج : اوفففف ... شذىىىىىىىىىى وبعدييييييين معك ...
كانوا وقتها جالسين بمكان بالجامعة بعيد عن التجمعات المعتادة للبنات ... لكن طبعا ما يخلو من الرايحة والجاية .. واللي تكون نظراتهم فضولية على شذى وأريج ..
أريج : بس شذى فضحتينا شوفي خلق الله كلهم شافوك .. بس خلاص ما يسوى ترا ..
شذى وهي شبه منهارة وبتتقطع من البكي : وش اللي ما يسوى يا أريج ؟؟... وش اللي ما يسوى .... آآآآه احد يفهمني ...
اريج : لا تجبريني اقوم ... قومي معي الحين غسلي وجهك واهدي ... وبعدين فهميني بالضبط ...
مسكتها وأعانتها عالوقوف وراحوا لأقرب دورات مياه ... ولحسن حظهم كانت خالية ، وبينما شذى تغسل وجهها فرغت بقية الدموع في المغسلة ... لما هدت تدريجيا ...
طلعت اريج من شنطتها مناديل وقدمتها لها : خذي امسحي وجهك تراك مو حلوة بالدموع ..
وابتسمت ... طالعتها شذى وابتسمت غصب عنها : ماكان هذا كلامك من قبل ...
اريج : هههههههههههه غيرت رايي .. الحين مو حلوة ...... يالله نطلع ؟؟؟
هزت شذى راسها موافقة وطلعوا مع بعض .. ما يمنع انو ما يزال بقلبها بقية للحزن والصدمة ... مو عارفه الحين هل اللي صار مع فهد صدق أو مزحة منه !!
راحوا للمكان اللي فيه البنات ... تهللت وجوههم بعد ماشافوا شذى جايه وعلى وجهها الهدوء ... والدموع اختفت !
التموا مثل العادة .. ولا وحدة فتحت الموضوع مع شذى ، وسألتها عن سبب دموعها ... لأنهم عارفين طبعها ممكن ترجع تصيح من أول وجديد... فجلسوا ولا كأن شي صاير ... وبدون أسئلة ...
اما شذى حاولت ترجع طبيعية ... وتمسكت بأمل انه ممكن حاصل معه شي معصب منه ... ووقت مايكون رايق بيرجع مثل أول ... مع انها بدت تحس انها رح تفترق عنه ... لكنها ظلت متمسكة بهالأمل ... اللي يبدو انه ... ضئيل !
لكنها بتصمد .. ومارح تفلتـه بسهولة ..!
بطريق رجعتهم من الجامعه .. شوق وندى راجعين للبيت .. بس ندى براسها شي ومشوار تبي تروح له ... اليوم جلسة البنات صديقاتها كانت جلسة مثيرة وحماسية ... تبادوا فيه الحديث عن أحدث فلم رعب نزل بالسوق ... كلهم كانوا شافوه ... ابتسام وهدى ونادية وخلود ... وكل وحدة عندها معلومات وافرة عنه ... الا ندى ... كانت مثل الأطرش بالزفة تسمع وما تدري ... كلامهم عن الفلم أثار حماسها انها تشوفه .. وقررت وهي راجعه للبيت تشتريه ....
شوق : وين بتروحين فينا يالمجنونة ؟؟؟
ندى : بشتري فلم ...
شوق : وشو فلمه ؟؟.... الحين عاد ؟؟؟
ندى : ايوه الحين ... ما اقدر أصبر البنات جننوني .. كلهم شافوه الا انا يقولون خيااالي ..
شوق باستياء : ندى مو الحين ابي ارجع للبيت .. راسي يعورني ..
ندى : كلها عشر دقايق مو بعيد المحل ...
تنهدت شوق وهزت راسها ... ورمته على ورا بتعب ... الأفكار عن هالخطبة بدت تتعبها ، اليوم بالمحاظرات ما قدرت تركز بكلمة على بعضها ... كانت مقرره تنسى التفكير لوقت ثاني بس غصب عنها مشغول ذهنها ..
وقف قاسم عند المحل المعتاد اللي تشتري ندى منه .. وكتبت له اسم الفلم على نوت وشقت الورقة ، وعطته اياه مع الفلوس .. خمس دقايق ويرجع السواق بالفلم ويمشون للبيت ...
دخلوا ... وشوق التفتت لندى : ندى أذكر انك تقولين عندك امتحان مادة صعبة بكرة .. والفلم هذا مو مخليك تذاكرين زين ..
ندى : ماعليك أدبر نفسي ...
شوق بنذالة شافت مرة عمها تنزل من الدرج : هلا جيتوا ؟؟
ندى : ايوه ... ماتشوفينا يمه ...
شوق بنذالة : خالتي ...
ام فهد : سمي ..
شوق تطالع ندى بخبث وترجع لخالتها : خالتي ترا ندى عندها امتحان صععععب ... وشرت لها فلم مو مخليها تذاكر ...
ندى بققت عيونها والتفتت بدهشة لبنت عمها : شوووووووووق !
ام فهد بشدة ولين بنفس الوقت : وشو ؟؟..... افلام الحين ؟؟.... والامتحانات عالأبواب ...
ندى : عادي يمه فلم واحد ما يضر ... ( وتهمس لشوق ) .. أوريك يالدبه ...
شوق تجاهلتها وراحت طالعه لفوق ... بعد ما ولعتها ...
ام فهد : عطيني الفلم يا ندى ..
ندى شوي وتصيح : لااااااااااه يمه ... خليه عندي تكفين ..
ام فهد : اخليه عندك عشان تجيني تصيحين بعدين ... يمه ماحليت بالامتحانات مثل كم مرة ..
ندى : لا خلاص لك اللي تبينه ... اخليه عندي وما اشوفه الا عقب امتحاني ..
ام فهد : أكيـد ؟؟
ندى : اكيدين يمه ..
ام فهد : نشوف ..
ندى لما غابت عنها امها ضفت قشها ورفعت عبايتها واطلقت ساقيها ركض لفوق ... وصلت لباب غرفة شوق ولما جت بتفتحه لقته مقفووول !..
شوق من داخل : ههههههههههههههههههييي ... تحسبيني غبية بخلي الباب مفتوح ... عشان تذبحيني ؟؟؟
ندى : افتحي خليني ابرد حرتي ..
شوق : ههههههههيي لا لا .. لا تحلمين ..
بقت شوق داخل غرفتها ماطلعت وهي تحس بنعااااااس ... ماتدري وش بيكون مصيرها ... مرة تستقر عالموافقة .. ومرة ترجع تتردد ...
اما ندى دخلت غرفتها بدلت ملابسها .. وراحت لغرفة اختها نجول ودخلت ... سمعت صوت نجلاء بالحمام .. صوتها كان غير طبيعي ... خافت وراحت لقت الباب مفتوح ... ونجلاء جالسه عالأرض ، تعتصر بألم عند الكرسي .. والعرق يتصبب من كل وجهها ... وجسمها كله يرتجف ..
حطت ندى يدها على قلبها بروعة واسرعت لاختها ..
ندى : نجلاء شفيــك ؟؟؟؟
حاولت تمسكها وتساعدها عالوقوف ، بس نجلاء دفتها عنها وهي تتألم : ابعدي عني ....
ندى بخوف ما حست الا الدمعه بعينها : شفيك نجول وش اللي يعورك ؟؟؟؟
ماردت واستمرت بحالتها الأليمة... تتلوى بألم وتتصب عرق ... والتعب بااادي على كل ملامح وجهها ... ندى من خوفها ركضت برا تنادي أمها ... بنفس لحظة دخلة فهد البيت ..
ندى تصيح : يمـــــه !!
ام فهد بروعة وقفت عند الدرج : ندى كم مرة قلت لك وقفي هالصراخ .... انا هنا ....
ندى : نجلاء تعبانه يمه ...
ام فهد ونظرتها تغيرت للفزع : شفيها ؟؟؟؟
ندى : تعبانه مرة ... مادري شفيها ....
هبت ام فهد وركضت صاعده الدرجات بسرعه ... ودخلت الغرفة وعلى طول للحمام .. ولقت بنتها على حالتها الأليمة نفسها ... دخلت وجثت عندها ومسكتها بخوووف ..
ام فهد : نجلاء يمه ...
رفعت نجلاء راسها بصعوبة ... ولقت راسها ثقيل والدنيا حولها تدووور ... عيونها ضايعه باللي حولها ، ونطقت بهمس وهي تلهث : .. يمه !
ام فهد : ندى بسرعة هاتي موية ...
ندى نفسها كانت ترتجف .. هزت راسها وركضت برا وقابلها فهد عند باب الغرفة ..
فهد : شفيها نجلاء ؟؟؟
ماردت عليه وكملت ركضها لتحت ... اما فهد التفت للحمام .. وبسرعة راح لهناك ... لقى امه تحاول تساعد نجلاء عالوقوف .. اسرع عشان يساعدها ... وبقوة الرجال قدر يعينها عالوقوف ووصلوها لما جلسوها عالسرير .. وشوي شوي استلقت بهدوء وهي تلهث بتعب واااضح ..
دخلت ندى بالكاس .. اخذته ام فهد وشربت بنتها منه شوي ... ورشت منه على وجهها وهي تقرا عليها ...
فهد جلس عالناحية الثانية من السرير ومسك يد اخته وشد عليها : شفيك وش صار ؟؟؟
نجلاء مغمضة عيونها مو قادره تتكلم من التعب ...
ام فهد بعتاب : شفتي وش صار عليك ؟؟... اليوم الصبح اقولك افطري تقولين مابي... ما تعشيتي امس واليوم ما افطرتي ... وما تبين تتعبين ؟؟؟
نجلاء بتعب : خلوني يمه ... خلوني ابي انام ...
ام فهد : وش نومه لا مافيه نوم .... وجهك اصفر يخوف وما كليتي وتبين تنومين ... لا .... قوم فهد نوديها للمستشفى ...
نجلاء : لا يمه ... مابي خلوني ....
فهد : قومي عن الدلع ...
طالعته نجلاء بنظرة رجااااااء واستعطاااف ... بس هو تجاهلها ..
فهد : قومي اقول ... من امس اصلا وشكلك مو عاجبني ...
نجلاء : خلوني ما اقدر اتحرك ...
فهد : بتقومين ولا أضطر اشيلك ..
ابتسمت نجلاء بتعب ، رغم تعبها الكبير ورضخت لأوامرهم ... ندى أصرت تروح معهم ولبست عبايتها وساعدت اختها تلبسها .. ركبوا بسيارة فهد وتحركوا ...
بمدينة جدة ... وأثناء الجو البارد والرطوبة .. والسما مغيمة تنذر بعاصفة ماطرة ...
بوحدة من الأحياء القديمة والبيوت الأقل من البسيطة ... سيارات الشرطة والمصفحة تحاصر وحدة من هالبيوت من الليلة الفايتة ... لهم أكثر من 14 ساعة وهم بهالمكان ينتظرون اللي داخل البيت يستسلمون بدل لا يستخدمون القوة ...
رجال الشرطة والأمن منتشريم بكل مكان ... البعض منهم بأسطح المنازل المجاورة .. والبعض منهم يستعد لاقتحام البيت ... ومن ضمنهم سعود ..
والبعض ضل برا .. وكل الأسلحة مصوبة مباشرة لهالبيت المشبوه !
سلطان اماسك سلاحه بصرامه ، ومصوبه لوحدة من النوافذ : اقول سعود ... شرايك ننتظر ولا نقتحم ؟؟
سعود : نص ساعة بس واذا ما سلموا انفسهم نقتحم ونتوكل على الله ...
سلطان : وش هالعناد فيهم .. يعني هم طايحين طايحين ... يسلمون انفسهم احسن لهم ...
سعود : وجه لهم الانذار الأخير ...
مسك سلطان المايك وتكلم .. والكل يسمع : ياللي داخل البيت ... آخر انذار لكم ... يا اما تطلعون وتسلمون انفسكم ... أو نضطر ندخل بالقوة .... استغفروا ربكم وارجعوا لعقلكم ... أفكاركم كلها غلط بغلط ... انتم شباب وصغار لا تسمحون لأفكار دخيلة تسيطر عليكم ... هذا ماهو جهاد ... ذبح المسلمين والاطفال ماهو جهاد ... سلموا أنفسكم أفضل لكم ....
بعد ما خلص سلطان كلماته ... سمعوا بعدها مباشرة صوت اطلاق نار ورشاشات ... نزل سعود راسه ومعه سلطان يحتمون بالسيارة ... وبعد لحظة رفع سعود راسه لسطح البيت ... وشاف شاب معه رشاش ومستمر بالاطلاق العشوائي على رجال الأمن ....
سلطان منحني براسه : اظنهم عصبوا ...
سعود تمالك غضبه ورفع سلاحه وصوب عالواقف هناك .... وبطلقة وحدة أردته قتيل ... فقد الشاب توازنه وسقط من فوق سطح البيت عالأرض ... وزهقت روحه مباشرة ...
ركض سعود لباب البيت ووراه سلطان ... أشر لبعض الرجال يتبعونه ... ولحقوهم حوالي 7 رجال ... أشار لهم براسه يكسرون الباب المهترئ ... وبركلة وحدة من رجولهم ينفتح الباب على مصراعيه ... طل سعود براسه بحذر قبل لا يدخل ... ولما تأكد من عدم وجود أي احد منهم سوى الجثة الميتة ... دخل وقرب من الشاب المقتول ...
تغيرت نظرته للأسى وهو ينحني عليه والدماء تسبح حوله ... غلف وجهه الحزن وهو يخمن عمر هالولد ...
بقية الرجال سبقوا سلطان وسعود للباب الداخلي ووقفوا هناك يستعدون لتلقي الاشارة ...
سلطان ربت على كتفه يواسيه : قوم سعود ... ورانا غيره ...
سعود بحززن عميق : بس هذا صغير يا سلطان .... شكله ما يتجاوز الـ 18 سنة ...
سلطان : وش نسوي طيب ؟؟... حاولنا نثنيه عن اللي يسويه بس اللي شفته ... اطلق نار عشوائي واصاب بعض رجالنا ...
هز سعود راسه وقام واقف : ... قول ان شالله اللي جوا مو مثله .. ان شالله يسمعون لنا ...
سلطان : اذكر ربك ... والله يهديهم ويسمعون لنا ...
تركوا الجثة مكانها وتوجهوا للباب ... عطاهم سعود الاشارة ... كسروا الباب بالركل ، ودخلوا ثنين واسلحتهم تتقدمهم ... دخلوا بهدوء وكل واحد عينه على جهة ...
كان البيت من داخل ضيق .. ممراته ضيقة والأبواب مهترئة قديمة ... والسكون يلف الجو .. وكأن البيت خالي من الساكنين ... صمتوا بمكانهم وهم يحاولون يستشفون او يلتقطون أي صوت ممكن يدلهم على مكانهم ..
لكن الصمت والسكون كان رهيب !
سعود اشر للأوائل منهم انهم يتولون أول غرفة تواجههم ...
سلطان يهمس لسعود : كم واحد هنا ؟؟؟
سعود يبادله الهمس : معلوماتنا تقول انهم اربعة ... واحد برا ... والثلاثة الباقين اكيد جوا ...
سلطان : انا طالع فوق ...
سعود ابتسم له ابتسامة لها معنى : انتبه لنفسك ...
سلطان ووراه ثلاثة يتبعونه : اذا مالي نصيب اشوفك بعد كذا ... اذكرني دايما بالخير ...
افترقوا عن بعض والبسمة على وجه كل واحد منهم .. اعتادوا هالكلام بينهم كل ما هموا ينفذون مثل هالعمليات الخطيرة .. اللي ما يدرون هل بيطلعون منها احياء ولا شهداء باذن الله ...
اما سعود بقى مع الأربعة اللي معه .. بتفحصون الغرف تحت ... كانت كلها خاليه ... بس أشياء رهيبه لقوها هناك ... مواد متفجرة ... وأجهزة كمبيوتر ومبالغ مالية كبيرة ...
هز سعود راسه بأسف ... ورجع بذهنه صورة الشاب المقتول برا !!.... رجع الحزن يغلف وجهه ...
قلبه قبضه ... ودمعه استقرت بوسط عينه ... عوره قلبه لمجرد انه انهى حياة شاب كانت السنين لسا قدامه ... من يدري يمكن هالولد وحيد امه وابوه .. عزوتهم ؟؟ .. وسندهم ؟؟...
نزل عالأرض ومسك رزمة اموال بين يدينه يتفحصها ... واللوعة تزيد داخله ... كيف كان مجبور ينهي حياة مثل هالشاب ... المراهق !!!...
سمع واحد من الضباط يدخل ويكلمه : مالقينا احد تحت ... اكيد انهم متخبين فوق ..
سعود : متأكدين ؟؟... فتشتوا كل غرفة ؟؟؟
الضابط : ايه نعم ...
بعد هالكلمة مباشرة ... سمعوا طلقات نار متواصلة ورشقات مخيفة ... كان الصوت يبين من فوق ....
هب سعود بأقصى سرعته وباقي رجاله وراه ... طلعوا للدور الثاني ... كان باب وحدة من الغرف مفتوحة .. راح سعود لهناك .. لقى واحد من الرجال ينزف دم ويئن من الألم ...
طلع الجهاز اللاسلكي وكلم الدوريات اللي برا : اطلبوا سيارة اسعاف بسرعة ...
أمر واحد من الرجال يبقى معه عشان يحميه ... ورجعت تتكرر الطلقات مرة ثانية ...
سعود : فالسطح !
ركض لهناك .. وفعلا مبين ان فيه حرب حاصله هناك ... والطلقات مو ممكن تسكن لحظات .. الا ترجع تنطلق ..
وقف سعود عند الباب ونادى : سلطااان ؟؟؟
وصله صوت صديقه : سعود لا تجي خلك ... مارح تقدر ...
سعود : وش صار ؟؟...
سلطان : ثلاثتهم هنا ... اياك تطلع رح يذبحونك ...
سعود : وينك انت ؟؟...
سلطان : لا تخاف علينا ...
سعود : وينهم ؟؟ ... وين انتوا ؟؟؟
كان يكلمهم عند الباب .. وماكان يقدر يشوف سلطان ورجاله ... بس يسمع صوتهم ... كان وده يطلع بس تحذيرات سلطان له ... خلاه ينتظر ويستنى ..
سلطان : خلك مكانك يا سعود ... قريب رح تنفذ ذخيرتهم ويستسلمون ...
قطع عليهم كلامهم .. صوت واحد من المشبوهين ... يصرخ بقمة عصبيته .. وغضبه ... اللي كان اشبه فبركان رح يحرق كل اللي حوله .. ومستعد يذبح أي احد ..!!
المشبوه : هييي انت يا كافر يا فاجر ... احنا اصلح منكم ... انتوا لو تخلونا نشوف شغلنا كان ما مات منكم اللي مات ...!!
سعود رد عليه : شلون يعني ؟؟... تذبحون المسلمين والمعاهدين ... ونخليكم ؟؟.... ياخي حرام ....... ولا تسمون هذا دين ؟؟.. وجهاد ؟؟... اصحى يا ابني ونظف عقلك .... كل أفكاركم غلط ... انتوا كبار وتفهمون ... كيف خليتوهم يلعبون عليكم كيف ؟؟؟؟؟
المشبوه زادت حدته : اسسسسسسسسسسسسسسسسسكت ....
سعود : ماني ساكت .... يا اما تستسلمون وتحفظون حياتكم ... يا اما نضطر نتذابح .. لما يموت واحد فينا ... وترانا كلنا مسلمين يا ابني ...
المشبوه : لا تقول ابني ....
سعود : الا ابني ... اعتقد حالك من حال اخوك اللي تحت ... ما تكبرون عن عشرين سنة ... حرام تضيع حياتكم بهالشكل وبهالمنهج الغلط ..
لهالحد وثارت ثائرة هالشاب الصغير ... طلع من مخبئه وراح يركض لسعود وسلاحه بيده .. والشر كل الشر يشتعل بعيونه ... سعود ماكان يدري باللي جايه ... لأنه مسند ظهره للباب ...
سلطان صرخ : سعوووود انتبـــه !
ما كمل سلطان هالجملة الا وتلتها مباشرة طلقة نار من سلاحه أنقذت سعود ... سعود ما تحمل اللي يصير وطلع عليهم يركض لسلطان ...
سلطان رجع يصرخ : ارجع يا مجنوووون !!
لكن رشقة نار كانت أسرع منه ... ضربت فسعود ... كانت طلقات متتالية .. منها اللي اصابته وطيحته عالأرض ينزف ... ومنها اللي أخطأته ...
سلطان صرخ له : سعــــود !
حاول سعود يقوم جالس وهو يحس بكتفه اليمين تألمه وتنزف دم بشكل مخيف !!... حاول يوقف بس الألم كان شديد سلبه كل قواه .... كان فوضع صعب لازم يقوم ينقذ نفسه ... بنفس الوقت الألم يرجع يخززه بشكل موووجع مع كل حركة ..
كان لازم يتحرك ويتخذ قراره بأقل من جزء بالثانية ... سلطان ظل يطلق عليهم عشان يمنعهم ما يصيبون سعود أكثر ..
لحسن الحظ .. وحدة من طلقاته أصابت واحد منهم براسه وطااح صريع مباشرة ... والرابع لما شاف ربعه كلهم مسدوحين ويسبحون بدمهم ... طلع عليهم مستسلم .... بالواقع كان مبين عليه صغير .... 19 سنة ..
انسمعت صوت سيارات الاسعاف والهلال الأحمر توصل ...
سلطان طلع من مخبأه وهو يرفع اللاسلكي : انتهت العملية ... ثلاثة مقتولين وواحد مستسلم .. كل العمليات تدخل وتكمل الاجراءات ...
وصل لسعود ونزل عنده ومسكه ... كان يتوجع ويتصبب عرق ... ويلهث من الألم ...
سلطان : سعود .. خلك معي ... الاسعاف تحت ...
سعود وهو يحس بالدنيا تغيب عن عينه : ... سلطان ... وش صار ؟؟... قلي ؟؟؟
سلطان ابتسم : يا مجنون ما قلت لك خلك بمكانك ...؟؟
سعود سكت والألم اخرسه ...
سلطان : ورني جرحك اشوف ؟؟
سعود : لا لا ... لا تحركني ...
سلطان : هذا والاصابة بكتفك ؟؟... اجل لو براسك وش كنت بتسوي ؟؟؟
سعود ابتسم : قصدك وش بتسوي نجلاء ؟؟؟
ضحك سلطان ... وبدد بضحكته الجو الكئيب اللي هم فيه : ههههههههههههههه .. من حقها تفتخر فيك ...
سعود بصوت هاااامس : سلطان .. احس الدنيا تضيع من عيني ...
سلطان : لا تتكلم ... الحين بنعالجك ..
غمض سعود عينه بهدوووء ... وببساطة غاب عن الدنيا ...
جو رجال من الهلال الأحمر وشالوه .. ومباشرة ودوه للمستشفى .. مع بعض الرجال .. اللي بعضهم مجروح .. والبعض للأسف انقتل !...
سلطان راح لمركزهم ... وكمل باقي الاجراءات ... خذت منه حوالي ثلاث ساعات .. وبعدها توجه للمستشفى اللي فيه سعود وبقية الرجال ...
سأل عنه وراح لغرفته ... وقف عند الباب بهدوء بدون ما يتكلم .. لقاه جالس على السرير بصمت ويحاول يحرك يده اللي كانت ملفوفه بالكامل من كتفه لآخر ذراعه ... ومعلقة بلفافة على رقبته ...
كان يحاول يحركها بهدوء .. بس كل شوي يكشر وجهه بألم ...
سلطان : سلام يا بطل !
رفع سعود راسه وابتسم : هلا فيك ... انا بطل ؟؟... لا والله وربي يشهد انت البطل ؟؟
سلطان : انا تلميذك وانت استاذي ..
سعود ابتسم .. ونزل راسه ثانية ليده يتفحصها ..
سلطان : خلاص خلها لا تحركها واجد ... وش قال الدكتور ؟؟؟
سعود : ابد ... عملية سريعة استخرجوا الطلقتين ... وخيطوها ... ولفوها .... بس هالبنج مدوووخني يا سلطان ..
سلطان : هههههههههههههههه .. بس قلي بصراحة .. ماكانت نومة حلوة عقب شد الاعصاب والتعب قبل كم ساعة ...
سعود ابتسم : أي راحة ... والألم مخاويني ..
سلطان : اقولك ...
سعود : قول ...
سلطان : عقب ما شالوكم ... الصحافة اجتمعوا مثل النمل ... تدري ... أكثر جزء يزعجني بشغلنا ... لما يتدخلون الصحافة ويحشرون خشومهم ... يعني لما كنا بنطلع عالمركز ... الواحد تعبان وهم يبون لقاءات ... الله يخسهم ...
سعود : ههههههههههههههه مالنا عنهم ...
سلطان : الخبر الحين بكل المحطات ...
سعود تبدلت نظرته للقلق : الله يستر ..!!
لاحظ سلطان هالنظرة : خير ... ليه شفيك ؟؟
سعود : اقول الله يستر ... لا يوصل الخبر لنجلاء .. عارفها رح تنجن وتموت خوف ...
سلطان : طيب اتصل عليها الحين ..
سعود التفت للطاولة جنب السرير : اوف !.... تلفوني ناسيه بسيارتي ...
سلطان : اعطيك جوالي تكلم ..
سعود : لا ماله داعي ... خلاص لما اطلع من هنا ... بكلمها ...
بعد العصر .. صحت شوق من النوم .. صلت الفرض .. وخذت طرحتها وحطتها على كتفها ... تنوي تنفيذ اللي اعتزمت عليه ...
طلعت وسكرت الباب ... حست بالبيت هاااادي وساكن وخالي من أي صوت ... راحت لغرفة منى ودخلت لقتها نايمة عالأرض ودفاترها وكتبها حولها ... نامت وهي تحل دروسها ... ابتسمت شوق ودخلت ...
هالبنت تحت الدراسة بشكل !!... أول مرة اشوف بنت بعمرها تحب الدفاتر والكتب مثلها ... سحبت غطا السرير وغطتها ...
وطلعت .. غرفة ندى مفتوحة .. لكنها مظلمة ... راحت لغرفة نايف وفتحت الباب بهدوء وطلت براسها .. مثل ما توقعت .... الأخ مو متزحزح من التلفزيون والبلايستيشن ...
طلعت .. ونزلت تحت ..
الصالة خالية !...
وين الناس وين العالم ..؟؟؟
حتى عمي شكله ما رجع للحين ..!!
راحت للمطبخ تشرب لها شي ... لقت عمر قاعد يقرقر من الشغالة ... مسكت ضحكتها وفتحت الثلاجة ... طلعت علبة العصير وصبت لها بكاس ..
مادرت الا عمر يوقف جنبها : ثبي لي ..
شوق طالعته من فوق .. ومدت له العلبة : خذ ... وصب لك بنفسك ...
عمر برطم بزعل : ماعلف ..
شوق : لا تعرف ..
وراحت عنه .. فتحت التلفزيون .. اللي كان محطوط بالأساس على العربية ... وخرعتها الصور اللي قاعده تشوفها والأخبار...
وش هذا ؟؟ وش صاير بالدنيا ؟؟؟....
وين هذا ؟؟
بجدة ؟؟؟
الله يستر ...!!
أربع مقتولين من الأمن .. و15 مصاب ... وثلاثة متطرفين قتلوا .. واحد مقبوض عليه ....
كانت تقرا هالأشياء بالشريط بأسفل الشاشة ... ومعها الصور ...
شوي ضاق خلقها وقامت سكرت التلفزيون ... شي يضيق الصدر !
رجع مسار أفكارها للشي اللي شاغلها من أيام ... وبما ان مافيه احد تسولف معه والهدوء يلف البيت ... انشغلت بالتفكير بالخطبة بشكل تلقائي ... كأمر ملزوم تفكر وتاخذ القرار فيه ... بأسرع وقت ..!
كانت تحس بخيبة من ناحية فهد ... ما في أي شي من ناحيته للآن ... وهي لازم تتخذ قرارها بأسرع وقت .. كون انه ولد خالتها ومو غريب عنه ... وماتحتاج كل هالوقت للتفكير وكأنه غريب ...!
خالتي حطتني بموقف محرج !!....
صفقت شوق نفسها على خفيف ..
انجنيتي يا شوق ... وش موقف محرج ... خالتك قالتها لك .. كانت تتمناك لمشعل من صغرك ... يعني قبل ما يطلع هالانسان الغريب بحياتي ...
وانا بعد ... ماكنت مستبعده ارتباطي بمشعل في ظل الظروف اللي عشتها .. والحرمان اللي قاسيته .... وما كنت أظن ان فيه انسان مثل فهد بيظهر بحياتي ... ويقلبني فوق تحت ... ويرجني كني علبة لبن !
ليش الحين احط الذنب كله على خالتي ... واتهمها انها سببت لي الاحراج ..
ابدا ... هذي كانت رغبة خالتي من سنين ... ويمكن انانية مني لو ... عارضت !!..
رمت شوق بجسمها عالكنبة بملل ... مو عارفه وهي بترسو بأفكارها .. وين بتوصل .... القرار بيكون .. يا اما الرفض ... او الموافقة ...... ما في حل وسط !
وانا ما اقدر ارفض .... وما اقدر اوافق ....... وبعديييييييييييييييين !!.... وش الحل ؟؟..... أحد منكم يقولي ؟؟؟
ظلت عشر دقايق على حالها منسدحه عالكنبة .. ومغمضة عيونها ... تتحاور بينها وبين نفسها بصمت تاااام ...
بس فجأة ... حست بقرصة قوية على خدها روعتها .. وقامت تصرخ !
شوق : آآآآآآآآآآآي ...
عمر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ...
انحاش عنها ووقف بعيد .. وهو ميت ضحك .... هالولد يحب يروع الناس وهم نايمين ... او مغمضين عيونهم ..
شوق : تعاااال اوريك ..
قامت بتلحقه ... بس رنين التلفون .. خلاها تروح له وهي معصبه من عمر ... مزاجها شوي متعكر بسبب هالأفكار اللي مو لاقيه لها حل .. وهالشي يخليها تتنرفز !!...
شوق : الوو ...
ايمان : السلام عليكم ..
لا .. لا ..... لا تقولون انها خالتي .... وش بقولها ؟؟؟... اكيد تسأل عن الرد .... وش بقولها .... ودي أوافق وما ودي ..... اوافق او لا ... اوافق او لا ..
شوق : وعليكم السلام .. هلا خالتي حياك الله ...
ايمان : هلا بعروسنا الغالية ... هلا ببنتي الثانية ..
كلماتها خلا شوق تبتسم .. والدموع تتجمع بعيونها بذات الوقت ....
تبتسم لكلماتها ... وتدمع لأنها مارح تقدر ترفض بينما هي تسمع هالكلام ...
صارت تحس بالضياع أكثر .... لأنها بدت تقتنع ... بالموافقة ، والتضحية بقلبها وبمشاعرها ... وترضى بالانسان اللي يحبها ... بدل لا تكول لانسان هي تحبه ... وهو مايدري عن هوا دارها ...
قابل ايمان صمت رهيب من شوق ... لأن شوق ماكانت تدري وش ترد وش تقول ...!
ايمان : شوق !.... وين رحتي ؟؟
شوق انتبهت : مـ... معك خالتي انا معك ...
ايمان : اخبارك حبيبتي ؟؟... واخبار عمك ومرة عمك وعياله ؟؟
شوق : بخير........ كلهم بخير ...
قالتها ببرود .. من غير حماسها المعتاد لما تكلم ايمان .... لأن خلاص ... ذهنها مشغول كليــا !
ايمان : وينك فيه ؟؟.... شفيك ؟
شوق : انا ؟؟..... مافيني شي ...
ايمان : تعبانة ؟؟
شوق : لا ...
ايمان : مشغوله ؟؟
شوق : ها .... لا بالعكس فاضيه ...
ايمان مستغربه : ... طيب عمري مرة عمك عندك ؟؟؟
شوق ما استوعبت .. لأنها سرحت : هاااه....
ايمان : مرة عمك ...
شوق : .................
ايمان : مرة عمممممممممك ... هوو !!... منتي صايحه ....
شوق استوعبت اخيرا : مرة عمي ؟؟.... ايييييييييييه مرة عمي ........ مرة عمي اظنها طالعه ...
ايمان : لا يكون قاعدة تكلميني وانتي نايمة ...
شوق رجعت تسرح : هاااه ...؟؟؟
ايمان : هوو .. انتي معي ولا لا ؟؟؟
شوق مسكت ضحكها على هبالتها ... حست نفسها من جد غبيــة !!...
شوق : معك خالتي معك ...
ايمان : اشك ... عالعموم ... بدق بوقت ثاني ...
شوق : الله يحييك خالتي بأي وقت ..
ايمان : فمان الله ..
شوق : مع السلامة ..
حطت السماعة مكانها ، وتنفست الصعداء !.... ما استغربت سؤال خالتها عن مرة عمها .... أكيد تسأل جواب عمي ..
وأكبر دليل على انها ضامنه موافقتي ... انها ما سألت عن رايي .... بس تنتظر راي عمي ...
كانت عارفه شوق حتى لو سألتها خالتها قبل شوي عن رايها .... مارح تقدر تقولها لا .... رح تقولها " موافقة " ...
رجعت شوق تنسدح عالكنبة وهي تحس باليأس ... أيقنت ان اتمام زواجها من مشعل ... رح يكون بيد عمها ...
هي خلاص ما تقدر تسيّر الدفه ... رح تترك كل شي لعمها .... لأن التفكير أرهقها خلاص .... وبما انها ما تعرف تختار الموافقة من الرفض ... رح تترك كل الأمر لعمها ... رايها من رايه..
ان قال موافق فهي موافقه .... وان عارض فهي معارضه ...
مارح تتدخل ... رح تنتظر رايه .... وتاخذ به !!...
قامت واقفه وهي تتنهد ... هذا أفضل حل لي ...
مشت للدرج .. ورقت وهي تسحب رجولها... ولما وصلت للنص سمعت الباب ينفتح ... وصوت فهد وندى ...
لفت الطرحة على راسها ورجعت تنزل ... شافتهم ماسكين نجلاء يدخلونها ، ويسندونها ... كل واحد ماسكها بيد ...
شوق قربت منهم بلهفة : نجلاء ؟؟؟ ... سلامات عسى ما شر ؟؟؟
ندى ابتسمت وبحماااس : الا قوليلها مبرووووووووك ...
شوق طالعت ندى لحظة ... ورجعت لنجلاء باستغراب : مبروك ؟؟؟..... مبروك على ايش ؟؟؟؟؟
ردت نجلاء عليها بابتسامة مرهقة .... وبسرعة لقت شوق الجواب ... وصفقت بيدها بفرحة : لا تقوووولييييييين !!!..... مبرووووووك ...
ونطت عليها وحضنتها بكل قوتها ... وهي ودها تبكي من الفرحة ...
شوق : مبروك يا نجلاء مبروووووك ....
نجلاء والعبرة خانقتها : الله يبارك فيك ...
فهد : يالله خلينا نطلعك فوق ترتاحين ..
نجلاء : لا بقعد معكم تحت ..
ام فهد : مافي تحت ... الدكتورة كانت تبيك تجلسين عندهم ساعتين عشان المغذي وانتي رافضه ... لازم ترتاحين ..
نجلاء بدلال : يمممممممممه ...
ام فهد : وصمه !.... يكفي ما سمعتي كلامي اليوم وافطرتي ... يالله طلعها فوق يا فهد ..
نجلاء : لا مابي .... ابي اجلس ...
فهد : اقول خلي عنك الدلع الزايد ..
نجلاء : فهيد ...
فهد : فهد لو سمحت ..
نجلاء : فهيدان ...
فهد : قلت لك فهد ...
نجلاء : وخر عني ... قلت بجلس هنا يعني بجلس هنا ...
فهد بتحدي : طييييب يا نجيل ... بنشوف انا ولا انت ...
وبسرعه شالها بين يدينه وطلع بها فوق ... وهي ودها تصرخ بس صوتها مختفي من التعب ... كانت الضحكة فيها ... بس حتى التعب مو مخليها تضحك بصوت عالي ..
حطها عالسرير واستقام واقف : لا تتحدين مرة ثانية ...
حطت نجلاء راسها عالوسادة وغمضت عيونها بتعب : مشكووور ياخوي ... وفرت علي التعب ...
ابتسم فهد وسكر النور .. والباب ورجع نازل ...
اما نجلاء .. الفررررحة ماكانت سايعتها ... بنظرها مارح يوسعها الكون بالكامل ... معقولة تحقق حلمي اللي كنت احلم فيه انا وسعود ... ولا كل هذا حلم .....
معقولة اكون نايمة وبصحى منه ... ابتسمت وقلبها يرررقص فرح ... كان ودها تقوم وتصرخ من الفررحة بس الارهاق منهكها ...
رفعت عينها للسقف .. ومن قلبها تمتمت " الحمدلله ... ياربي لا تخليه حلم .. يارب يكون حقيقة " ...
مدت يدها لجوالها وبسرعة دقت على سعود ... كان قلبها يدق والكلام والبشارة على طرف لسانها ، تبي تقوله .. تبي تفرحه .. تبي تبشره ... تبي تخبره انها حامل بولده اللي طالما حلم فيه .... وتمناه ...
لكن تبدلت تباشير وجهها لخيبة أمل ... لما عطاها الجوال نفس النتيجة ...
الجهاز مغلق !
ليييييييييييش الحين يا سعود لييييش ؟؟؟.... ابي ابشرك ابي اخبرك ؟؟؟... دق علي عالأقل ....
مايصير كل هذا زعل !.... ماكنت اقصد لما ضايقتك بآخر مكالمة ... بس حبيت اتغلى عليك .... حرام شاركني هاللحظات الحلوة ... ياما تمنيت نتشاركها ونفرح مع بعض لما نستقبل هالخبر ...
حطت الجوال جنبها .. وبدا احساس بالقلق يسيطر عليها فجأة .. مو من عادته يسويها ..
نزل فهد لتحت .. وطبعا فرحان عشان اخته .. ولما وصل الصالة استرعى اهتمامه هيئة شوق .. توه ينتبه .. لأن لما كانوا عند الباب كان كله اهتمامه منصب على اخته نجلاء ..
ماحط له بال وانظم لهم .. كانوا يتفرجون عالأخبار ..
ام فهد : حسبي الله عليهم ..
فهد باهتمام : خير وش فيه ؟؟؟
ندى معصبه : شف الصور وبتعرف ..
فهد : وين هذا فيه؟؟؟... بالرياض ؟؟؟
شوق ردت : لا ... بجدة ..
فهد التفت عليها بنظرة غامضة .. ماكان يبيها ترد عليه .. مايبي يسمع صوتها تكلمه .. مايبي يكون قريب منها وهي بذات الوقت بعيده ..
ورجع لندى : بجدة ؟؟
ندى : ايه ناظر ...
بعد شوي تغيرت تعابير فهد .. وبان عليه العبوس ... طلع جواله من جيبه بسرعه واتصل .. بس بعد دقيقة نزله وهو يهز راسه ..
ام فهد : شفيك ؟؟..
فهد : ابي اتطمن على سعود ..
ام فهد توها تنتبه : ايه صدق ... هو معهم هناك... اتصل فيه شف شخباره ..
فهد : هذاني يمه اتصل .. بس مقفل ..
ام فهد بقلق : الله يستر .. ان شالله يكون بخير ...
ندى بعد حست بالقلق والتفتت لأمها : يمه اكيد نجلاء ما تدري ... أروح أعلمها ..
ام فهد : لا لا .... خليها لما نتطمن على سعود بعدين نقولها ...
ندى : يمه بس هي لازم تعرف باللي صاير هناك ..
ام فهد : بتعرف .. بس خلينا اول نتطمن على سعود ..
- شفيه سعود ؟؟؟؟
التفتوا كلهم ناحية الصوت .. ناحية وين ماكانت نجلاء واقفة على آخر عتبة بالدرج ... والقلق واضح جلي بعيونها ...
ام فهد : وش اللي منزلك يمه ... ارتاحي ..
نجلاء مشت وقربت عندهم .. وشافت الصور بالتلفزيون .. والتفتت لفهد : وش صاير ؟؟؟
فهد عشان ما يرعبها : كل خير ... اجلسي لا تطيحين علينا ...
جلست بهدوء ويدها بدت ترتجف . وعيونها ما فارقت الشاشة : وين هذا فيه ؟؟؟... بجدة ؟؟
فهد : ايه ...
نجلاء بخوف : وسعود ؟؟؟
فهد : سعود بخير ..
نجلاء : وانت شعرفك ؟؟
فهد : لأن سعود ما ينخاف عليه ... قومي الحين ما يصير كذا بتتعبين ..
نجلاء : اتصلت فيه ؟؟
فهد : بتصل فيه بعد شوي ... بس انتي قومي اول ..
نجلاء : انا اتصلت فيه ... بس جواله مقفل ..
فهد هز راسه رنفاذ صبر : طبيعي يا نجلاء .. انتظري شوي وبيرد عليك ... لا تخافين هو بوقت شغل الحين ..
نجلاء : بس قلبي ناغزني ..
فهد : اوهوووووو !.... خلي عنك الوساوس الحين .. وقومي ...
نجلاء ما قامت جلست تفكر .. قامت امها وسكرت التلفزيون .. وراحت لها ومسكتها توديها لغرفتها ..
راحوا .. ومابقى الا فهد وندى وشوق ..
ندى : ما انت خايف يكون صاير له شي ؟؟؟
فهد : لا ... لا تتفاولون عليه .. مو صاير له الا كل خير ..
راح فهد لغرفته .. غير ملابسه ولبس بدلة بيت ورجع تحت ... وبدخلته كانت ندى تكلم شوق ..
ندى : وش قررتي يا دبه ؟؟
شوق : عن ايش ؟؟
ندى : عن ايش بعد ؟؟... فيه موضوع غيره ؟؟
سكتت شوق وهي تراقب فهد يتمدد عالكنبة باسترخاء .. ويمسك الكنترول ويقلب ...
شوق : تقريبا ..
ندى : طيب ؟؟
شوق سكتت ... ماتدري وش تقول ...
ندى نغزتها بكتفها : انتي هيييييه قولي رافضه ...
شوق ابتسمت بأسى : مو بيدي ... وعمي ماكلمني لسا ..
ندى : رح يكلمك قريب اكيد ..
سكتوا وندى شوي تنرفزت .. وبدت تتأفف ... كل شوي ... لدرجة أزعجت فهد ..
فهد : يا مزعجة ... اهدي روقينا !
ندى : انت خلك بتلفزيونك احسن ...
فهد : هدوء يا ندى ترا اللي فيني كافيني ... لا تزودينها علي ..
ندى تتريق : سلامتك يا عمري ... مين اللي مضايقك ؟؟؟
فهد مسك اعصابه .. وسكت ولا رد عليها .. اللي فيه كافيه مايبي زيادة وجع راس... واللي قاهره اكثر .. بنت عمه قريب منه ولا حاسه فيه ..
وش يسوي بعمره !!
ندى : دريت يا فهد باللي صار ؟؟... ولا على عماك للحين ما تدري باللي صاير ...
مارد عليها ومسك اعصابه .. لهى نفسه باللي يشوفه .. ولا كأنه يسمعها ..
شوق : ندى !
ندى طنشتها : تدري ان شوق انخطبت !
ضغط عالكنترول بيده لما صار على وشك يحطمه ... وعيونه مافارقت الشاشة .. وكأن اللي سمعه ما أثر فيه ... شوق تسارعت دقات قلبها ... تراقبه تنتظر منه ردة فعل .. أي ردة فعل ... أي التفاته أي نظرة تعطيها لو أمل بسيط ... لكن هيئته ماتغيرت .. والجمود هو نفسه ..
ورد بكلمة وحدة ... يناقض فيها نفسه : واذا ؟؟؟
ندى باستغراب : واذا ؟؟... اقولك انخطبت ...
فهد : وانا اقولك .. واذا؟؟؟؟... كل البنات تنخطب ...
وطالع شوق بنظرة سريعة .. ورجع لاهتمامه عالشاشة ... وان كان مايدري وش اللي ينعرض .. لأنه مو مركز فيه ...
شوق حست بخييييييييييييبة كبيرة اول مرة تحس فيها بحياتها ... نزلت عيونها للأرض ... مو مصدقه الأمل اللي كانت متعلقه فيه تلاشى الحين ...
الخبر ما أثر فيه ابدا ... خلاص شوق انتي ما تعنين له ... انت اخت وبس !
ندى : وانت شرايك ؟؟..... انا اقول تنتظر ليش مستعجله ... واذا هو يبيها ينتظرها مارح تطير ..
نغزتها شوق بقوة لأن هالكلام ابدا ما يعجبها ..
ندى : آآآآآي شفيك انتي .... وانا صادقه ليش العجلة ...
فهد قاطعهم بهدوء : الراي الأول والأخير لها ... هي تعرف وين راحتها ... أكثر من أي شخص ثاني .. ( والتفت لشوق ) .. صح كلامي ولا لا ؟؟؟
شوق بعدت عينها عنه .. بضيق واضح ... لاحظه فهد ..
شوق بصوت خفيض : صح ...
فهد : خلاص اجل هذي حياتك وتحملي ..
وقام .. طلع فوق ..
وشوق خيبتها تزيد ... آخر كلماته حست فيها شدة وحزم ... بس رده ابد ما كانت تتمناه ..
يُتبــــــع ...