كاتب الموضوع :
بحر الندى
المنتدى :
القصص المكتمله
الجــــــــــــــــ 14 ــــــــــــــــــزء ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
قامت من النوم والعبوس يغطي وجهها .. غسلت وغيرت بجامتها ونزلت تحت .. لقت امها وابوها جالسين يتقهوون قهوة العصر .. جلست ومدت يدها لتمرة وكلتها بدون ماتنطق بكلمة .. خذت لها فنجال وصبت لها وجلست تشرب بدون همس واحد .. أمها استغربت حالها .. وابوها ضحك على شكلها ..
ابو احمد : بنتي شفيها مبوزة ؟!!... مانمتي اليوم ياماما ؟!!..
نوف : الا نايمة .. بس متضايقة ..
ابو احمد : من اللي مضايق عيوني ..
نوف : محد ..
بكرة عزيمة بدر .. وهذا اللي مضايقها .. المفروض اكون مستانسة عشان الويك اند .. بس بدر هالزفت خرب علي وناستي ... وبتضيع اجازتي بعزيمته اللي بدت امي تجهز لها من امس ..
تنهدت نوف بينها وبين نفسها .. امس دخلت المطبخ مع امها وسهى العصر .. وماطلعت منه الا 11 بالليل وكل هالوقت كانت يطبخون ويصلحون ويستعدون لعزيمة بدر وخاصة الحلويات .. لانهم يعتبرون اهله ولازم يساهمون في الاستعدادات لها .. الأكلات الثانية بتهتم فيها ام احمد لأن مو قتها الحين وباقي يومين عالعزيمة ..
ام احمد امس مافكت اتصالات لأم عبدالله ( نفسها ام بدر ) ... كل فترة تدق عليها تستفسر عن الاحتياجات والأشياء اللي يحتاجونها بعد ... ام عبدالله رحبت بهالمعاونة وطلبت من ام احمد ماتتعب نفسها لكن ام احمد نفسها اصرت .. زيادة على توصية ابو احمد لها بالمساعدة ..
نوف طول الوقت كانت تتحلطم وتقولهم انه مو ملزوم عليهم يساعدون لكن امها كانت تخزها بنظرات لما تنطم وتكمل شغلها وهي ساكته .. لو بيدي حطيت السم في أكل بدر .. لكن وش ذنب الناس ... انتبهت على صوت امها يكلمها ..
ام احمد : دريتي يانوف ان مرة عمك عزمت خالتك وعيالها ؟!!..
نوف : عزمت خالتي الجوهرة ؟!!!
ام احمد : ايه ... وتوني مسكرة التلفون وقلت لها ..
نوف : يعني خالتي بتجي لعزيمة بدر ..؟!!
ام احمد : ايه انشالله .. مرة عمك حرصت علي اقولها تجي ..
هزت نوف راسها وسكتت .. ماتدري وش بتسوي بكرة .. لو بكيفها مارح تحضر تقعد بالبيت اصرف لها .. لأنها عارفة طول ماهي العزيمة باسم بدر والناس هذي كلها جاية عشانه .. بتكون متنرفزة ..
قامت واقفة .. انتبهت لها امها ..
ام احمد : على وين ؟!
نوف بنبرة ضيق : بروح ادق على ندى بشوف بتجي بكرة للعزيمة ولا لا ؟!
قررت تروح تكلم ندى مو لهالسبب بس .. تبي تلهي نفسها عن الضيق .. وتضيع وقتها بالسواليف عشان تنسى اللي ببالها ..
طلعت فوق لغرفتها ودقت على ندى ... في ماكانت تنتظر رد مشت لبلكونتها الصغيرة ووقفت عالشرفة تتنفس شوية هوا ... وصلها صوت ندى ..
ندى : هلا وغلا ..
نوف بابتسامة باهتة : هلا بك .. شلونك ؟!
ندى : تمااام الحمدلله .. كيفك انتي ؟!
نوف : بصراحة ..... ابد مو بخير ..
ندى كشرت : ليش ياساتر .. شفيك نوف ؟!!
نوف : دريتي عن عزيمة بدر اللي بتصير بكرة ؟!
ندى : ايه ... توها امي قايلة لي وانا تحت .. وقالت ان حنا حتى معزومين ..
نوف : ايه انتوا معزومين .. تقول امي ان مرة عمي دقت وعزمتكم .. بس انا ياندى مابي اروح ..
ندى استغربت : ليش طيب ؟!... على حسب اللي سمعته من امي انها بتصير عزيمة كبيرة .. ليش ماتبين تروحين ...
نوف بدت تتنرفز : تتغيبين ياندى ... انا لو ماهي عزيمة بدر كان على عيني وعلى راسي بروح .. بس لأنها لبدر مابي اروح ..
ندى : طيب روحي عشان الناس مايصير الكل يجي وانتي بنت عمه ماتجين ..
نوف : نــــــدى ... ماتدرين انا ودي اصيح الحين .. مابي اروح ... وامس امي استلمتني بالمطبخ شغل من 4 العصر لما 11 بالليل واليوم اكيد بنكمل الشغل .. وانا مرة نفسيتي زفت مابي اروح ... كل مافكرت ان الشغل والطبخ اللي قاعدة اسويه لبدر اتنرفز .. ودي اصرخ ..
ضحكت ندى : ههههههههههههه ... ليش تتضايقين خلاص انا بكون معك بالعزيمة وبعاونك انشالله وبنسيك حتى التفكير ببدر ..
نوف سكتت .. مافي شي بينسيني التفكير ببدر الا لما انتقم .. سمعت صوت دق عالباب ..
نوف : نعم ..
سهى من ورا الباب : نووف يالله امي تنادي تقول تعالوا للمطبخ ..
تتأفف نوف : اووففف .. طيب خلاص بجي الحين ..
رجعت كلمت ندى : ندى يالله انا بروح لأمي تبيني بالمطبخ ..
ندى : اوووكيه ... بس ها عاد لا أوصيك ابي طبخاتك تكون احلى شي ... تووووب .. ابي افتخر في العزيمة انك بنت خالتي ..
نوف بقلة صبر : تكفيـــن واللي يرحم والديك ... انا لو بيدي حطيت السم بأكل بدر ..
ندى : اوف اوف ... ههههههههههههههه ... لهالدرجة ناقمه عليه ؟!!!
نوف : وأكثر بعد ..
ندى : طيب يالله اشوفك بكرة بالعزيمة اجل ..
نوف : الله يعدي بكرة على خير .. يالله باي
ندى : بباي قلبي ..
سكرت عنها .. رمت الجوال بعصبية عالسرير وحطت يدها على خصرها بنرفزة .. وراحت طالعة من الغرفة ونزلت عندهم بالمطبخ ... لقت امها محتشرة ومعها سهى ..
نوف بكسل : هاااا ... وش تبوني اسوي اليوم بعد ..؟!!
ام احمد بحزم : لا تقولين هاااا وانتي واقفة هناك .. تحركي مابيك تكونين خامله ..
نوف تنرفزت .. امها جالسه تتهزا فيها ... وكل هذا عشان بدر .. هين يابدر حتى امي اللي هي امي قامت تتمصخر علي عشانك ..
سهى : تعالي ساعديني ..
تقدمت لها نوف تشوف وش شغلها : وش عندك ؟!..
سهى : قاعده اسوي كريم كراميل ... تعالي ساعديني ..
بدت تساعدها وتشتغل وهي مكرهه .. الكل فرحان ومتحمس لهالعزيمة الا هي .. الكل .. ابوها وامها وسهى واحمد وامل .. وحتى بنات عمها اللي هم خوات بدر .. كلهم متحمسين لهالعزيمة الكبيرة كفخر وسعادة باللي حققه بدر من نجاح .. واللي بيحضرها ناس من قريب وبعيد ..
**** **** ****
على بعد شارعين من بيت ابو فهد .. وفي وحدة من البيوت المنتشرة بنفس الحي .. بيت يحمل طابع الفخامة واللي يشير للمستوى المادي لصاحبه ..
طلعت من غرفتها رايحة لغرفة اختها تسألها شي معين ... دقت الباب ... محد رد .. دقت الباب مرة ثانية وبعد محد رد ...
ودقت ثالثة ... بس هالمرة وصلها الصوت بصراخ تتخلله العصبية ...
مها : أووووووف .... نعم نعم ... خير ..
دخلت رشا على اختها : ليش تصارخين ...
مها : رشا ترا ماني رايقة لك الحين ولا لبربرتك ..
رشا : وش دخلني انا ... دقيت الباب ما رديتي وش تبيني أسوي يعني...
مها وهي تتنهد : اللهم طولك يا رووح ... نعم رشا تبين شي .. ولا لو سمحتي خليني لحالي ... مالي خلق أحد الحين ..
رشا وهي تقعد على السرير .. وبسخرية : مالك خلق احد وانت تطقطقين عالنت لك ساعتين ...
مها : كيـــــــفي ... ان شالله لو عشر ساعات عندك أي مانع ..
رشا : لا ماعندي أي مانع .. بس بغيت أسألك عن فستاني اللي حطيته عند الخياط يعدله ... جبتيه معك اليوم ولا لأ ؟!
مها وهي ترجع للنت : لأ ..
رشا : وليش لأ ؟!
مها : كذا بس ... مالي خلق اجيبه ... ارتحتي ..!!!
رشا : انتي مايعتمد عليك ... مو قايلتلي امس اني وانا راجعة من الجامعة بجيبه معي ... ليش ماجبتيه ؟!
مها : والله مادريت انه مو بصاير لي خلق أروح اجيبه ..
سكتت رشا وعرفت ان الكلام مع اختها ضايع وانها لو استمرت تجادلها بيرتفع ضغطها لذا طلعت من غرفة اختها معصبة وردعت بالباب وراها ...
مها : وجع يوجعك ان شالله ... ناقصتك انتي بعد .. مايكفي هالشوق اللي طلعتلي مدري من وين ..!!
نزلت رشا الدرج بسرعة وهي متنرفزة ... مها هذي ما يعتمد عليها ابدا ابدا ... انا وش اللي خلاني اصلا أطلب منها .. كان قلت للسواق وهو يجيبه ...
راحت عند امها اللي كانت قاعدة بالصالة ... ورمت بثقلها كله عالكنبة وبوزها ممتد قدامها ..
ام فواز ( منيرة ) : هو رشا شفيك ؟!
رشا انفجرت : مهوووه هالعلة .... ماتقدر الغير كل اللي همها نفسها وبس ... الحين أنا شلون أروح لحفلة هنادي صديقتي ...
ام فواز : ليش وش سوت بعد ... ؟!
رشا لمعت دمعة بعيونها : يمه هذي وعدتني أمس انها تجيب فستاني من الخياط وهي جاية اليوم من الجامعة ... ويوم سألتها تو قالت لي ماجبته لأن مالي خلق أجيبه ... تخيلي الرد يمه ..!! ....
سالت دمعتها ...
ام فواز : ياربي هالبنت مدري متى بتتعدل ... وش اسوي لها هذي ... ماعرف وش اللي بيسنعها ...!!!
قاطعتها رشا : الحين انا شلون أروح ... تعرفيني متحمسة لهالحفلة من زمان .. مايصير ماروح بسبة انانية مها ...
ام فواز : اهدي يا رشا بيحلها ألف حلال ...
رشا : شلون يمه ؟!.... والحفلة اليوم ... والحين الساعة سبع ... لازم عالأقل أكون عند هنادي ثمان ونص تسع ... وشلون بتدبرينها .... ( سكتت فترة تصيح ) ..... والسواق ماخذه أبوي ... وفواز مسافر ... من اللي بيجيبه لي يمه ... ماعندي حتى فستان بديل ... ( وكملت البكي ) ..
ام فواز : بس خلاص يا رشا ... صياحك مارح يغير شي ... خليني أنا أدبرها ...
قعدت رشا تصيح بمكانها ... بالله عليكم هذا رد .. ( ماجبته لأن مالي خلق اجيبه ) ...
لمعت في بال ام فواز فكرة : خليني أتصل بام فهد واشوف اذا كان سواقهم فاضي نوصيه يجيبه ...
رشا رفعت راسها : طيب واذا كان مشغول ... ؟!
ام فواز ترفع يديها علامة ضعف الحيلة : اذا كان مشغول عاد شسوي ... لا تروحين ..
زادت دموع رشا : لااااااااااا ... يمه مالي دخل انا رايحة رايحة ... مارح انحرم من الحفلة بسبب مها ال****ة ..
سكتت ام فواز وراحت للتلفون ... فتحت دليل التلفونات تدور على رقم بيت ابو فهد ... رفعت السماعة ودقت ...
............
في صالة ابو فهد كانت ندى جالسة عالأرض قدام التلفزيون وممددة رجولها باسترخاء ... شوق كانت منسدحة عالأرض وراسها على رجل ندى و تتابع برنامج أزياء ومكياج بحماس فحبت ندى تطفر بها شوي ... كل شوي تهز رجلها ولا تحركها وتضايق شوق ..
شوق : يــــــــــوه .... ندى اهجدي .. خليني اعرف اشوف ..
ندى : كيـــــــفي ... رجلي وانا حرة فيها ... بعد طرارة وتتشرط .. احمدي ربك اني سمحت لك تحطين راسك هالثقيل على رجلي ... مع ان رجلي رقيقة ما تتحمل ...
شوق بسخرية : عشتــــــــو !!! ... الحين انا اللي راسي ثقيل والا انتي يالبومـة !!
بعدت ندى رجلها بسرعة من العصبية وتعدلت تبي تواجه شوق اللي ضرب راسها بالأرض
ندى : نعم نعم نعم !!! .... عيدي عيدي ماسمعت اللي قلتيه ... انا أيــــش ؟!
استقعدت شوق وهي تفرك راسها من الألم وقالت عناد في ندى : بــــــــــومة !!
انقضت ندى على شوق اللي كانت تضحك ... ولفت بذراعها على راسها وظلت تضربها ( مو بقوة ) ...
شوق كانت تضحك وتصارخ بنفس الوقت : آآآآآآآآآآ ....هههههههههههه ... بعدي عني يالبومة .... بــــــــــــــــومة !!!!
ندى وهي تنتقم : أنا بومة ؟! ... أنا بومة ؟!..... أوريـــــــك أوريـــــــك
شوق : هههههههههههههههههههههه ... بومة ... ام عيوووووووووووون مبقـقة ...
شهقت ندى وهي تسمع هالألقاب .. وظلت ماسكتها ولاوية ذراعها حول رقبتها ومخلية وجهها للأرض ... عمر من شاف المضارب جاااا يررركض .... وقف قدام اخته ويديه حول خصره ..
عمر : ليث تضلبين سوووق ؟!
ندى : انت مالك شغل يالمفعوص ؟!.... يالله اذلف عني ...
شوق وهي تمثل انها تبكي : عممممممممر ... الحقني ندى تضربني ... الحقني ... آآآآآي ..
عمر ماصدق خبر .. رمى بنفسه على اخته وسدحها بالأرض .. " مسوي طرزان !! " ... تحررت شوق ووقفت وهي تضحك وتعدل ملابسها اللي انحاست وشعرها .. ووقفت فوق راس ندى اللي مستلمها عمر وملزقها بالأرض ....
ندى : وخر عني يالــدب ..!! ... أنا بعرف انت وش تاكل ؟!
ام فهد اللي توها جاية : هو ندى اذكري الله ... منتي بصاحية بتنظلين اخوك ...
ندى بصراااخ : وخـــروووووووووووه عني بمـــوووووووت ... حشا مو بزر هذا ....... بعـيـــــــر ..!!
شوق : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ...
عمر بتحذير : مرة ثانية لا تضلبين سووووق .... فاهمة ؟!
ندى : والله وطلع لك صوووت يالمنتف ...
شوق : قول لها انتي بومة مب ندى ...
عمر : انتي بوووووووووووومة ام عيوووووون ....
ندى مسكت اخوها وحاولت تبعده عنها لكن هو مصرر ومتمسك فيها بأقوى شي عنده ...
رن التلفون ...
لمعت فكرة ببال ندى ممكن تفكها من اخوها اللي اذا لزق فيها خلاص معد تركها ...
ندى بلهفة مصطنعة : عمر عمر التلفون يدق ... بابا بابا بابا عالتلفون ...؟!
عمر ماصدق خبر قام عنها وفحــط للتلفون .... قامت ندى وهي باليالله تلتقط انفاسها ...
عمر : الو ... الو ..... هاه ؟...... هاه ؟....... هاه ؟! ( مايفهم عاللي تكلمه ) ..
التفت لأخته بنظرات محبطة : هذا مو بابا ... هذي حلمة ...( حلمة = حرمة )
ندى راحت له وخذت السماعة منه وردت : الو ...
ام فواز : السلام عليكم ..
ندى : هلا وعليكم السلام ..
ام فواز : من معي !؟... ندى ؟
ندى : ايه معك ندى ... من ؟!
ام فواز : معك ام فواز ؟
ندى : هلا والله خالتي ام فواز شخبارك ؟!
ام فواز : الحمدلله بخير وصحة ... شخباركم انتوا شخبار الوالدة والوالد والأهل ..؟!
ندى : كلهم بخير الحمدلله ..
ام فواز : ممكن اكلم امك ؟!
ندى : ايه لحظة شوي ...
نزلت السماعة عند صدرها والتفتت لأمها : يمه ... ام فواز تبيك
قامت ام فهد وخذت السماعة : هلا والله ومرحبا ... هلا .... شخباركم .... ان شالله بخير...
الحمدلله كلهم بخير ونعمة .... تسلمين والله ماتقصرين ....... لا والله آمري .... لا شدعوة حنا اهل ماله داعي المستحى ...... ( وبعد صمت تسمع لطلب ام فواز ) ...... بس ؟!!.....
خلاص مايصير خاطرك الا طيب ....................................... هذولي هم البنات خليهم يستانسون ... لاحقين عالغثا ........................... لا تشيلين بخاطرك يمكن مها عندها عذرها ........................... خلاص دقايق ويكون عند باب بيتكم ...... ماله داعي الشكر يامنيرة حنا أهل ....... تسلمين .......... سلميني عالبنات .......... يالله ........... مع السلامة ..... ( وسكرت )
على طول التفتت لنايف تقوله يكلم السواق وفعلا طلع نايف ينفذ ....
ندى : يمه وش عندها ام فواز ؟!
ام فهد : تبي السواق يروح للخياط يجيب فستان بنتها رشا ...
ندى : وسواقهم وينه ؟!
ام فهد : ما ادري تقول انه مشغول ومهو بموجود .. وان مها ماجابته معها مادري وش سالفتهم ..
ضحكت ندى بسخرية : هه !!! ... أجل السالفة فيها مها ؟!!...
ام فهد : ماعلينا منهم المهم ان الحرمة طلبت السواق وحنا لازم نساعدهم بدون أسأله ..
نسى عمر سالفة المضارب والتلفون ومشى لأمه : ماما ..
ام فهد استقبلته بحضنها : لبا قلبك حبيبي ..
رفع عمر راسه لها بدلال وبراءة : انا دوعااان ... ( دوعان = جوعان )
ام فهد رجعت تحضنه بحنية : جوعااااان يابعد عمري الحين اخلي الخدامة تعشيك ...
ابتسمت شوق وهي تشوف المنظر قدامها .. ونوبة حزن اقتحمت قلبها .. يابختك ياعمر .. انا وانا بعمرك نسيت شي اسمه ام وشي اسمه حنانها .. الله يخليها لك ويخليك لها ..
ظلت عيونها عليهم .. وعلى عمر خصوصا تتأمله وهو قاعد يتلقى الحنان والدلع من امه .. زادت ابتسامتها وهي تشوف الابتسامة والفرحة بعيونه البريئة .. الله يهنيك ..
كان عمر يتلحوس بحضن امه بدلال ويحط يده على وجهها ويلفه له عشان تنتبه له وتنتبه لكلامه .. كانت تغبطه بداخلها ..
ندى : أي عشا يمه تونا الساعة سبع ونص ...!!!
ام فهد : وانت شعليك هو بزر مو بزيك يتحمل الجوع ... قومي اشوف قولي للخدامة تعشيه من المكرونة الباقية من الغدا ..
ندى : ان شالله ...
راحت ندى للمطبخ وعمر وراها ... مبسوط لانه بيتعشى مكرونة ... يموووت فيها !!!
*** *** *** ***
طلعت نوف من الحمام وهي لافة الروب عليها والفوطة على شعرها بعد ماخذت شاور .. راحت لتسريحتها ومدت يدها لوحدة من كريمات الجسم ..
اثناء ماكانت منشغلة بوضع الكريم كانت تفكر وش تلبس .. ماكانت مهتمة اصلا من قبل ولا قررت .. زيادة انه الشغل اللي كسرظهرها بالمطبخ ماعطاها فرصة تفكر باللبس حتى ..
مشت لدولابها وفتحته .. وقفت حايرة تجول بنظرها بين الملابس .. بدت تقلب وتفتش بينها بتفكير .. واستمرت على هالحال لفترة مو قصيرة .. في النهاية ضاقت وتنرفزت .. اللي يشوفني يقول مرة مهتمة بهالعزيمة .. الحين انا اصلا مابي اروح ليش اتعب نفسي ادور لبس .. باخذ لي أي شي مناسب .. ماله داعي هالغثا ..
طلعتلها تنورة ميدي ذهبي على بني مع بلوزة بني فااااتح بلمعة ذهبية شيك وفخمة .. ماتدري نوف ليش اختارت هاللبس بالذات اللي بيطلعها بأحلى طلــة .. مع انها ماودها تظهر وكأنها مهتمة بهالمناسبة .. خلاص بالنهاية انا كاشخة كاشخة وما ارضى اطلع شيفة واقل من غيري ..
خذتها نوف من هالمنطق انها تبي تطلع للكل شيك وكشخة .. مو عشان شي .. حطت اللبس عالسرير بتلبس لكن تلفونها دق .. راحت تشوف لقته نفس الرقم اللي يدق عليها الفترة الأخيرة ... بدر !!!
ناظرت الشاشة باحتقار .. ورجعت الجوال عالكومدينة وراحت تلبس .. والجوال مازال مستمر بالرنين ..
نوف صرخت : منيب راده ... خلاص ... منييييييب ...
لحظات وسكت الجوال وهي بدت تلبس ملابسها .. لبست وراحت للتسريحة وفكت الفوطة .. وطاح شعرها المبلول على كتفها .. بدت تمشطه وبنفس اللحظة رجع الجوال يرن ... أكيد بدر !!
التفتت للجوال وتمت تناظره من مكانها بنظرات نارية .. يعني انطم واسكت لأجي اصفقك .. لكن مبين ان المتصل لحووح ورافض يسكر .. ونوف واقفة مكانها وجوالها يرن ويرن ويرن ويرن ... سكت ..
رجعت لفت وجهها للمراية وكملت تمشط شعرها : عمى عيا يسكت .. مابغى .. ياخي مابي أرد .. غصب ..!!
ماكملت جملتها الا والجوال يرجع يدق .. ضربت المشط اللي بيدها عالتسريحة بعصبية .. اووففف ..!!
قامت رايحة للجوال ورفعته : نعم ..!!
بدر : نعم الله عليك ..
نوف مالها خلقه ابدا .. فسكتت : ...............
بدر : شلونك ياحلوة ؟!
نوف : ...............
بدر رفع صوته وكأنه ينادي : ياااااا حلوة ... شلووووونك ؟!
نوف : زفـــــت ... مثل وجهك .. وبعدين لعد تناديني ياحلوة ..
بدر باستهبال : شلون اناديك يعني .. ياقبيحة ؟!... ولا يا شينة ؟!!
ارتفع ضغط نوف زيادة عاللي هي فيه : قبيحة في عينك يالعنز .. وبعدين اسمي نوف .. ولا ماتدري ان اسمي نوف ..
بدر يجاريها : الا والله ادري .. بس بصراحة لو ان عمي مسميك " حلوة " كان كملت .. اسم على مسمى ..
نوف : وع مالت عليك وعلى ذوقك .. في احد يسمي اسم " حلوة " ؟!!
بدر : ايه فيه ... انا ... ان شالله اذا تزوجت وجبت بنت سميتها " حلوة " ..
ضحكت نوف بسخرية عليه : والله انك انسان غريب .. والله يعين اللي بتاخذها .. حظها طايح مسكينة ..
بدر بنبرة باردة : وش دراك يمكن تكونين انتي زوجتي ..
صخت نوف وفتحت عيونها عالآآآخر ... شهقت وحطت يدها على قلبها .. يا جرئه ياناس .. وش هالجراءة اللي فيك !! ... ابي اعرف شلون يقدر يقول لي مثل هالكلام : يمه بعد هذا اللي ناقص .. أخذك انت .. روح يابوي كان انتحر ..
سكرت السماعة في وجهه وهي ترتجف .. ضمت يديها لبعض بارتباك .. كلمة بدر اثرت فيها .. انا اصير زوجته ..!!.. كان انهبل ومصيري يكون بمستشفى المجانين ..
توها بترجع للتسريحة تكمل اللي بدت فيه .. بس رجع الجوال يرن من اول وجديد .. ماعطته بال وراحت للتسريحة .. تم يرن لفترة طويلة بعدها سكت .. كملت نوف ترتيب شعرها ونست بدر .. دقايق قليلة ويرن جوالها بنغمة مسج .. تأففت .. أكيد هو ..
راحت للجوال وفتحت الرسالة .. " ياحلوة نسيتيني ليش كنت داق عليك ... كنت بس ابي أعزمك بنفسي لعزيمة الليلة .. ابيك تحضرين .. ترا انتي اهم المعازيم كلهم ... عاد ياحظك حصلتي الدعوة من صاحب الشرف .. من قدك ياقمر "
قفلت نوف المسج بعصبية .. محسب نفسه شي .. ويحسبني مبسوطه لأني حصلت الدعوة من صاحب الشرف على قولته .. انا لو بيدي يابدير كان ماجيت من الأساس وزلبتك انت وعزيمتك .. قال ايش .. من قدي .. واثق من نفسه الأخ ..!!
كتبت له رد " من زينك انت وعزيمتك .. ابيك تعرف اني اذا جيت مو بكيفي .. ترااني مغصووووبة .. تفهم مغصوووبة .. ماجيت عشان سواد عيونك .. ولا كان دعوتك هذي عالزبالة على طول .."
ضغطت زر الإرسال .. وقفلت جوالها عشان ماتستقبل منه أي شي زيادة .. رجعت تكمل تصليح شعرها ..
أثناء ماكانت منشغلة بوضع الميك اب دخلت عليها سهى لابسة وكاشخة عالآخر .. ومبينة رزززة ..
سهى : ها نوف خلصتي ؟
نوف : تقريبا .. بس تعالي شوفي شعري كان فيه شي خربان ضبطيه ..
تقدمت لها سهى ووقفت وراها .. وبدت ترتب الخصل اللي كانت نوف رفعتها فوق .. وطلعتها برونق اروع وانعم ..
سهى باستعجاب : والله مادريت ان اختي قمر لهالدرجة .. وتقولين مابي اروح .. اجل وشوله هالكشخة ..؟!
نوف بعبوس وبدون نفس : من جد سهى اذا كانت كشختي زايدة عن اللزوم قولي خليني اغير ملابسي .. مابي يكون شكلي مهتمة بالعزيمة ..
رفعت سهى حواجبها باستغراب .. وتمت تطالع باختها في المرايه : صاحية انتي .. لازم الكشخة .. الكل بيجي كاشخ .. وش زودك عن الناس ..
نوف : الناس مالهم دخل .. السبب ان هالعزيمة لبدر .. يعني خاااصة لبدر .. وانتي تعرفين باللي كان بيني وبين بدر من زمان ..
سهى هزت كتوفها بلا اهتمام : الا ادري .. بس لا تبالغين يانوف .. هذاك كان زماان يعني لما كنتي بيبي وبزر ماتفهم .. بس الحين انتي بنت واللي بينك وبين بدر اكيد انتهى .. حتى بدر كبر وصار رجال يعني ماله بالحركات اللي كان يسويها ..
ابتسمت نوف بسخرية وكتمت ضحكة عالية ... رجال ؟!!!!!... أي رجال يا سهى وهو للحين على حركاته الأولية .. ماتدرين هذا بلوى من بلاوي الدنيا .. الله يعيني عليه شكله ناوي يطولها معي .. مارح ننتهي .. بس لازم اوقفه عند حده عشان يتأدب ويحترم شي اسمه نوف ..
انتبهت سهى في المرايه للإبتسامة الغريبة على وجه اختها : شفيك تتبسمين ؟!..
رفعت نوف عيونها لأختها بالمراية : ها .. لا بس سرحت شوي .. أفكر ..
خلصت سهى من ترتيب شعر نوف وتصفيفه .. وتقدمت بدورها ترتب نفسها بالمراية ..
قامت نوف واقفة تلقي نظرة أخيرة على شكلها .. كان شكلها رائع لأبعد الحدود .. المكياج الخفيف الناعم أبرز ملامحها الطفولية بشكل واضح وبطريقة جذابة .. كانت بنت في منتهى البراءة ..
ضبطت سهى حالها والتفتت لنوف : اوكي انا خلاص خلصت .. يالله امي تقول استعدوا ...
لفت نوف ومشت لوحدة من الأدراج ... فتشت فيها شوي وطلعت لها شنطة ذهبية .. حطت فيها مكياجها وجوالها وكل شي تحتاجه .. سهى طلعت من عندها عشان تلبس عبايتها .. خذت نوف عبايتها بيدها ونزلت تحت ..
****
لبست وشاحها الأصفر وربطتها حول رقبتها باتقان .. لفت بوجهها يمين وشمال تتطمن ان شكله حلو .. كانت ندى واقفة لها عشر دقايق تحط لمسات التجميل الأخيرة .. قربت وجهها من المراية عشان تتطمن ان كل شي اوكي .. انتبهت في المرايه شوق تدخل عليها .. بطـلّة فاتنــــة .. !!
شوق مبتسمة : ها دونا خلصتي ولا لسا ؟!
ندى : تقريبا .. بس قاعدة اشوف الميك اب واتطمن عليه ..
شوق بنظرة استنكار : تطمنين عالميك اب .. أصلا انتي حتى لو ماحطيتي ميك اب حلوة .. شلون بالميك اب ؟!.. ماله داعي تطمنين .. لأن حتى لو الميك اب خربان بيصير عليك حلو بعد ..
ابتسمت ندى ولفت لها : لا عاد مو لهالدرجة .. لا تبالغين ..
هزت شوق راسها بالنفي : ابداااااً .. ما أبالغ .. هذا الصدق .. ( تقدمت لها وضمتها ) ياااااااابختي والله .. ندى بنت عمي .. من قددددي .. هالملاك يصير بنت عمي ..
ندى توها انتبهت لكشخة شوق .. بعدت عنها وتمت تطالعها من فوق لتحت بانبهار ..
ندى : أجل أنا وش اقول ؟!!!
ضحكت شوق على شكلها : هههههههههه .. لا تقولين شي .. لأنك بتتمين أحلى مني ..
عفست ندى وجهها .. وبنظرة فيها ريبة : أحلى منك ؟!!!
شوق كتمت ضحكتها على شكلها وهزت راسها : ايه أحلى مني ..
ندى رفعت حاجب : ترا بكفخك ..
شوق : هههههههههههههه .. ليش ؟!.. ماقلت شي غلط ..
ندى : شويق لا تستهبلين علي .. انتي بعد حلوة مررة ..
شوق : هههههههههههههههههههههه..!!
ندى عشان تغيظها التفتت للمرايه بغرور .. وبفخر : بس أتم أنا احلى منك ..
شوق : هههههههههههههه .. انتي احلى مني .. ماقلت لأ .. أعتررررررف ..
ندى رجعت لفت لها وحملت شنطتها بيدها : امي خلصت ؟!
شوق : اظن .. يالله انا بروح آخذ شنطتي وعبايتي وانزل ..
ندى : انا خلاص خلصت ..
طلعت شوق من عندها .. وندى لبست عبايتها وحطت الطرحة على كتفها .. توجهت لكومدينتها وطلعت الدفتر اللي لازمها لفترة طويلة مثل روحها .. سحبت الصورة المدفونة بين صفحاته .. وتمت تتأملها لحظات .. ابتسمت باحساس كبير تملكها .. مررت أطراف اصابعها ببطء على الصورة .. وضمتها لصدرها وهي تتنهد .. وهمست : أحبــك ..
انتبهت ان دموعها على وشك الهطول .. فمسكت نفسها ودخلت الصورة والدفتر لمكانها وسكرت الدرج ..
طلعت من غرفتها ونزلت تحت .. وفي نزلتها تسمع التلفون يدق .. ماكان احد بالصالة فراحت ترد ..
ندى : ألووو ..
- السلام عليكم ..
خذت نفس وهي تسمع نبرة الصوت .. صوت عشقته من سنين .. ورجعت مشاعر الغرام واللهفة والحنين تهاجمها .. حاولت تكون طبيعية ..
ندى : وعليكم السلام .. هلا احمد كيفك ؟!
احمد : بخير الحمدلله .. شخبارك انتي ؟!
ندى في قلبها .. مو بخير ابدا طالما انا بعيدة عنك وعايشة بدونك : الحمدلله ..
ماتدري شلون طلعت منها كلمة الحمدلله .. لأنها لحظتها كانت تتألم .. وقلبها يتعذب ..كل ما حاولت أنساك .. جيت انت وذكرتني .. متى أرتاح ؟!.. متى ؟!!..
احمد : ألووو .. ندى وين رحتي ؟!
ندى انتبهت لإسمها بصوته : لبيه .. هااا .. معك معك ..
أحمد : طيب سمعتي اللي قلته ؟!
ندى ببلاهه : وشو ؟!!
لأنها فعلا ماسمعت وش قال .. من سمعت صوته سرحت لمكان ثاني تفكر بحالها وبقلبها المجروح ..
احمد : قلت لك نادي لي خالتي ..
ندى : خالتك ؟!!!
احمد استغرب حالها .. شفيها شكلها مو معي ابد : ندى شفيك ... ايه خالتي ..
ندى بعد ما استوعبت : خالتك .. قصدك امي .. طيب لحظة شوي أشوفها .. عن اذنك
احمد : اذنك معك ..
حطت السماعة عالطاولة وكل شعرة بجسمها ترتعش .. صوته يأثر عليها بشكل كبير .. مشت للدرج وهي تجر معها أذيال الخيبة .. وتجر مشاعرها وعواطفها جر .. خلاص معد أقدر اشيلها اكثر من كذا .. تعبببببت ..
وقفت عند الدرجة الأولى وتمت تنادي : يمــــاااااااه ... يمااااااااااااااااااااه ..
طلت عليها منى : وش تبين ؟!
ندى : امي وينها ؟!
منى : امي بالحمام الحين ..
رجعت ندى للتلفون وهي تاخذ نفس .. بتستعد لسماع صوته الساحر مرة ثانية .. رفعت السماعة ..
ندى : أحمــــــد ..
احمد : هلا ..
ندى : امي بالحمام الحين .. تبي منها شي ضروري اقولها ..؟
احمد : لا مو ضروري ... بعدين أكلمها واقولها .. يالله تامرين شي بنت الخالة ..
حست ندى بالحسرة والألم مرة ثانية .. " بنت الخالة " .. بس كذا انا بالنسبة لك ..
زيادة انها حزنت عشانه بيسكر عنها ... يعني خلاص بيرجع يختفي صوتك عني مرة ثانية ..
وبلحظة طيش وتهور نست نفسها ورجعت تناديه : أحمـــــــد ..
احمد : .... هلا ..
كانت مشاعرها ثايرة بهاللحظة وماقدرت تمسك نفسها عن الكلام : أ .. أنا .. أ ..
احمد : انتي ؟!.. خير ندى شفيك ؟!
كل شي بندى كان يرتجف بعنف .. حتى قلبها اللي ينبض بقوة .. قلبها يقولها اعترفي له وريحي حالك : أنا ... أنا......... أنا أحــ..... لا ..... ولا شي خلاص ..
احمد حس بقلبه انها تبي تقوله شي : ندى .. تبين تقولين لي شي .. قولي ترا انا ولد خالتك ..
كانت تلعب بطرف طرحتها واحرااج كبير متملكها .. انت مو ولد خالتي وبس .. انت حبيبي اللي اتمنى ..
بلعت ريقها وهي تحمد ربها انه مافيه احد بالصالة معها ..
ندى بخدوود متوردة بالأحمر القاتم .. ودموع تجمعت بعيونها بسرعة البرق : ودي أقولك ... بس ...
احمد : ودك ؟!!... طيب قولي .. أنا اسمعك ..
عضت على شفايفها .. والله انها على لساني .. ودي اقولها لك صدقني .. ودي اقولها وارتاح ..
سالت دمعتها حسرة عاللي هي فيه : ودي ... بس ما أقدر .. والله ودي ..
احمد تفهم لها : طيب على راحتك .. قلت يمكن تبين تقولين لي شي اوصله لنوف .. بس شكلك تبين توصلينه لها شخصيا ..
غرقت عيون ندى بالدموع أكثر من سمعت هالكلمات منه .. يعني هذا اللي في بالك .. مستحيل تفهم يعني ..
ندى بصوت حاولت يكون طبيعي : لا لا خلاص .. ولا شي
احمد : طيب تامرين بشي ..
ندى وهي متماسكة قد ماتقدر : سلامتك
احمد : الله يسلمك .. مع السلامة
ندى : مع السلامة ..
رجعت السماعة مكانها وبسرعة سحبت لها كلينكس من على الطاولة جنبها وقعدت تمسح دموعها .. حطت يدها على قلبها وهي تتنهد .. يعني بتم طوول عمري اتعذب ولا كيف .. ابي ارتااااااح خلاص مليييييت ..
طلعت شوق من غرفتها وعبايتها في يدها .. راحت بتنزل الدرج لكن سمعت عمر يناديها ..
عمر : سوووووووق ..
ضحكت شوق على اسمها بلسانه والتفتت له : لبيه ..
جاها عمر يركض ووقف قدامها .. انتبهت شوق للبس اللي لابسه : اللــــــه عمر وش هذا ؟!!
عمر بفخر بنفسه مسك بثوبه : هذا ثووبي .. بابا ثلاه لي ..
كان عمر لابس ثوب وطاقيه اللي خلاه يجنن .. شوق ما استحملت شكله وضمته : وااااو عمر مرررررة حلو عليك ...
عمر استانس عالمديح وتشقق من الفرحة .. رفع لها يده باصبعين : عندي ثنين .. أديبلك ثوبي الثاني عثان تلبثينه ..
ضحكت شوق على برائته : ههههههههه .. شلوون حبيبي .. الثوب مايصلح لي .. الثوب بس حق عمر .. صح ؟!
هز عمر راسه : ثح ... بث البثيه عثان تثيرين مثلي .... ( البثيه = البسيه ) ( تثيرين = تصيرين )
شوق : هههههههههههههههههه ... ما يصلح انا لبست ملابسي شوف ..
وقفت واقفة عشان توريه .. وهو فتح عيونه عالآخر يقاله منبهر : حلووووو ... ( رفع راسه لها ) طيب انا بلبث مثلك ..
شوق ضحكت : ليش ... انت ثوبك مررررررة حلو .. ( انتبهت لشي ) .. عمر وين شماغك ولا مافيه شماغ ..
سكت عمر لما انتبه : الا فيه .. بلوح اديبه ... لا تلوحين عني .. اثبري .. ( بلوح = بروح ) ( اثبري = اصبري )
راح عند امه بغرفتها .. لحظات ورجع يركض والشماغ بيده .. مسكت شوق يده ونزلت معه : تعال نصلحه لك تحت ..
كان فهد قد دخل الصالة راجع من برا .. لأن احمد دق عليه ولزم عليه يجي العزيمة على حسب طلب بدر .. دخل الصالة لقا اخته ندى جالسة وما انتبهت له .. ومبين انها سرحانة ..
فهد : ندى ...
ندى : ............
قطب فهد .. وقرب منها شوي : ندى .. وين رايحة ؟!
هنا انتبهت له ندى .. لكنها ماردت كل اللي سوته انها رفعت عينها له .. استغرب فهد .. شكلها مو طبيعي .. غريبة ماترد ..
فهد : شفيك ؟!
هزت ندى راسها بصمت .. وبعد فترة ردت : ............. مافيني شي ..
رفع ساعته يشوف الوقت .. لازم يروح يجهز ويستعد الحين عشان يمديه يروح لا يتأخر .. التفت عن اخته وراح للدرج .. حط رجله عالعتبة الأولى وتوه بيرقى لكنه تصنم في مكانه مثل الجماد .. وتعلقت عيونه عالملاك النازل بكل سحر وهدوء .. واللي خطف قلبه الابتسامة المرسومة عليها والضحكات الموجهه لعمر .. واللي حلّتها أكثر ..
انتبهت شوق لفهد واقف أسفل الدرج .. كان ساكت وهادي وملامح وجهه غير مفهومة .. وقفت نفسها عن الضحك بسبب عمر وسواليفه .. بس ظلت ابتسامة خفيفة على ثغرها ..
كانت ماسكة يد عمر وتنزل معه بهدوء وروية مثل الأميرات .. عمر من شاف اخوه ضحك وصرخ : فههههههههد ... ثوف ثوبي .. حلوو ؟!
وصلوا تحت ووقفوا عالعتبة الثانية بينما فهد ظل بمكانه ولا تحرك ويده عالدرابزين .. ضحك ورد على اخوه : ههههههههههه .. حلوو .. ياسلااام عليك عمر .. صرت رجاااال ..
ضحك عمر متونس ورفع راسه لشوق : انا ردااااال ... ( ردال = رجال )
شوق ضحكت على برائته : هههههههههههههه ... أحلى رجال بعد ..
رفعت راسها لفهد لقته يطالعها .. بس بسرعة نزل عيونه لعمر ..
فهد : عمر .. انا الحين بروح البس ثوب وشماغ مثلك ..
ابتسم عمر ورفع له شماغه اللي بيده : بتثلحه لي ؟!... ( بتثلحه = بتصلحه ) ..
قرب فهد من اخوه وباسه على خده : اروح البس واجي اصلحه لك ..
عمر : طيب ..
بعدت شوق شوي عشان يمر فهد .. مر فهد من عندها وهو يتخطا الدرجات بالثنتين والثلاث .. كانت تراقبه لما وصل فوق واحساس غريب يلعب في قلبها .. ظلت عيونها عالنقطة اللي اختفى منها وهي سرحانة .. انتبهت على عمر يهزها .. التفتت لها ..
شوق : هلا عمر ..
عمر : تعرفين تثلحينه لي ..؟!..
كان يقصد الشماغ .. ماكان فيه صبر ينتظر فهد لما يخلص ويجي يصلحه له .. يبي يلبسه ويكشخ به بسرعة ..
شوق عفست وجهها : بحاول .. مع اني ماعرف ولا جربت اصلحه من قبل ..
نزلت تحت لقت ندى جالسة تتفرج عالتلفزيون بملل ..
شوق : ندى تعرفين تصلحين لعمر الشماغ ..
ندى بدون نفس : مالي خلقه الحين .. صلحيه انتي ..
استغربت شوق حالتها .. توها معي فوق تضحك وتسولف .. وش اللي قلب مزاجها الحين ..؟!!..
راحت وجلست عالكنب وسحبت عمرمعها .. خذت منه الشماغ وبدت ترتبه على حسب اللي تشوفه هي .. أول شي حطته مقلوب .. وصرخ عمر ..
عمر : لااااااااااااااااا ..
ارتاعت شوق : عمممر .. لا تصارخ روعتني ..
عمر وهو يعدله ويحطه بالشكل الصح : مو كذا ........ كذا ..
حست شوق بالاحراج من نفسها ... الله يخلف علي .. هالبزر يعرف احسن مني ..
شوق : طيب انت تعرف احسن مني .. صلحه انت ..
بدا عمر يضبطه على حسب الي يعرفه واللي يشوفه من ابوه دايما .. بالنهاية حط العقال ورافع الشماغ فوق .. بس ماطلع الشكل المراد .. صار شكله مضحك .. شوق ماقدرت غير انها تمسك بطنها من الضحك ..
شوق : هههههههههههههههههههههههههه ..!!
عمر والابتسامة الوسيعة شاقة وجهه .. وبفخر : ثح حلووو ؟!!
هزت شوق راسها وهي مستمرة بالضحك : هههههههههههههههههه .. ايه حلو .. هههههههههههههه مرررة حلو ... ههههههههههههههههههههه ..
انبسط عمر وراح لاخته ندى ووقف قدامها بشموخ : ندى .. ثوفي ..
ندى كانت تتفرج عالتلفزيون .. التفتت له وماقدرت غير انها تطلق ضحكة عالية ..
ندى : هههههههههههههههههههههههه .. عمر وش ذا ؟!
عمر قطب مستغرب : حلو .. سوق تقول حلو ..
شوق قاطعتهم : ايه عمر حلو .. مرة مرة حلو ...
ندى فهمت ان شوق تجاري اخوها .. فدخلت باللعبة معهم : ههههههههههههههه .. ايه مرة روعة .. تجننننن ..
خذ عمر نفس قوي من الفرحة .. وراح بخطوات بريئة وجلس بهدوء جنب شوق .. يقاله يبي يركد لا تخرب الكشخة ..
بعد ثلث ساعة نزلت ام فهد .. وبعدها بخمس دقايق نزل فهد بطلة بهية متألقة تخطف الأبصار .. بالثوب الأبيض والغترة البيضا .. كان في قمة الروعة والتألق ..
كانت شوق تسولف مع ندى ولا انتبهت الا لما سمعت عمر يناديه ويركض له .. التفتت له وتاهت في قسمات وجهه من الانبهار .. دقات قلبها بدت تتزايد وتتسارع ..
اما عمر راح لفهد ياخذ رايه باللوك الجديد .. فهد من شافه رفع يده يغطي ابتسامة انرسمت بالغصب على ثغره .. وظل يضحك لكن بدون صوت ..
عمر : ثوف ... حلوو ؟!!
ماقدر فهد يمسك نفسه اكثر : ههههههههههههههه .. عمر من اللي صلحه لك ..؟!!
عمر بفخر طغى على صوته البرئ : أنا .... سوق ماتعلف تسويه لي .. انا اعلف ..
رفع فهد عينه لشوق اللي حمر وجهها .. رجعها لعمر : وانت عاجبك ؟!
عمر حاس بوزه مستغرب : ايه حلوو .... سوق وندى يدولون حلوو .. ( يدولون = يقولون )
هز فهد راسه مبتسم ونزل عند اخوه ونزل شماغه اللي كان مرفوع بشكل غريب وخلا شكل عمر جدا مضحك ..
بدا يضبطه ويرتبه حسب طريقته الخاصة وعمر واقف بجمود ينتظره يخلص .. لما انتهى قام واقف ..
فهد : ايوه .... كذا احلى ..
التفت عمر لشوق اللي فتحت عيونها عالآخر .. كان شكله أحلى من قبل شوي .. كان رجل صغير وهيئته نفس هيئة فهد لاسيما ان عمر شماغه احمر وفهد ابيض ..
ندى : وااااو عمر .. حلووو عليك ..
ضحك عمر بصوت عالي وراح لأمه اللي كانت تلبس عبايتها : ماما ... ثوفي ..
التفتت له وضحكت وعطته من كلام المديح والاستعجاب لما كبر راسه ومعد صار يشوف احد .. مشى برا للسيارة ومو معطي احد وجه .. وخروا عن طريقي محد قدي ..
**** ****
في بيت اهل بدر .. المعازيم اللي وصلوا للحين قليلين .. نوف وسهى مع بنات عمهم بالمطبخ .. رايحين جايين ومحتشرين .. مافي وقت يقعدون ويرتاحون .. اللي يشوفهم يقول هذا عرس بدر مو عزيمة عادية ..
نوف : فرح .. أقول ما كأننا معطين هالعزيمة اكبر من قدرها ..
فرح : هههههههههههههه ... هذا كلام ابوي .. هو اللي يبي كذا ..
دلال : نوفو .. وانت شعليك اخوي رايح دارس برا وناجح وماخذ شهادة ماتبينا نفرح فيه ..
نوف : عشتو ... اللي يسمعك يقول اخوك هو الوحيد اللي درس برا .. تراه مو اول واحد ولا آخر واحد ..
دلال بغرور : بس حتى ولو ... اهم شي انه جاب شهادة نفتخر فيها كلنا ..
نوف بنفس الغرور : كفوك .. من زينه عاد ..
فرح : هههههههههههههههههه .. نوف حرام عليك .. تراك ظالمه اخوي ..
نوف وهي تأشر لنفسها : انا ظالمه اخوك .. بلاك ماتدرين وش هي سواياه ..
فرح : أدري .. تتكلمين عن اول قبل مايسافر .. بس الحين خلاص ..
تنهدت نوف .. يوم اقولكم ان كل الناس مخدوعين فيه .. ماصدقتوني .. حتى فرح اللي هي اخته ماتدري عن اللي قاعد يسويه .. تحسب انه تعدل بس طل ... الا شكله بيزيد ..
فرح : الا اقول ندى بنت عمك .. مب جاية ؟!!.
نوف : الا بتجي .. كل بيت عمي بيجون ان شالله ..
فرح : ياحليلها .. وحشتني مرة ..
حنان اللي كانت تصف البيالات في الصينية : اقول ما كأن المعازيم تأخروا .. محد جا ماغير ست حريم .. والرجال مدري عنهم ..
فرح رفعت يدها تشوف الساعة : لا تونا ثمان الا ربع .. انتظري لما ثمان وبيجون ..
سهى : انا بروح اشوف امي يمكن تبي شي مني ..
طلعت سهى من المطبخ وراحت لمجلس الحريم .. اما نوف ودلال ظلوا يسولفون بالمطبخ وفرح وحنان يرتبون الكاسات والأغراض ..
لحظات ويسمعون صوت رجال يتنحنح .. نوف انخبصت لأن ما معها غطا .. راحت وتخبت ورا الثلاجة من الربكة ..
فرح : لحظة شوي بدر ..
راحت له فرح عند الباب : نعم بدر .. تبي شي ؟!
بدر استغرب وقفتها عند الباب : بدخل بشرب موية ..
فرح : معليش بس نوف داخل .. انا بجيبلك ..
ابتسم بدر .. ورفع حاجب : نوف داخل ؟!.... طيب وخري بسلم عليها ..
فرح : وين اوخر .. اقولك داخل ..
بدر رفع نفسه يبي يشوف : ايه بس ماشوفها .. وينها ؟!!...
نوف تنرفزت .. وقالت وهي للحين ورا الثلاجة من الجهة الثانية : وش اللي ما اشوفها ... أجل تبي تشوفني ..
بدر مسك ضحكته لما سمع صوتها الحاد ينفخ عليه : تصدقين عاد ... ودي ..
نوف باحتقار : بأحلامك ...
بدر بجدية : لا تتحديني أدخل الحين واجي اشوفك ..
نوف بتحدي : .. أتحــداك ..
ماتريث بدر لحظة انه يدخل ... سحب اخته فرح على جنب ودخل .. صرخت فرح وهي تقول لا .. وحنان بعد .. اما دلال ظلت تضحك من الموقف باستغراب .. نوف من سمعتهم يصرخون وينادونه ارتعب قلبها وعرفت انه دخل ...
بدر عرف انها ورا الثلاجة وقف مكانه بوسط المطبخ وعيونه على ذاك المكان : ها نوف .. تتحديني بعد أجي لما انتي ..
نوف كانت خايفة وقلبها يرجف .. كانت عارفة انها اذا تحدته بيجي .. لكن كبرياءاً فيها قالت : أتحداك ..
كان بدر ينتظر منها هالكلمة .. راح لها لكن فرح مسكت يده بخوف ..
فرح : بدر شفيك .. وين انت فيه ؟!!
بدر : خليني .. هي تبيني اجي لها .. خليني انا ماعندي مانع ..
نوف بلعت ريقها بصعوبة : لا لو سمحت لا تجي .. وش ابي فيك .. اطلع بس ..
كتم بدر ضحكة وحاول يسحب يده من بين يدين اخته لكن فرح كانت ماسكته بأقوى شي عندها ..
فرح : بدر ... خلاص .. لو تدخل امي الحين ولا ابوي وش بيكون موقفك ..
بدر : عادي ... اقولهم ان نوف هاللي تحدتني ..
حنان : بدر خلاص .. خذ اللي تبي واطلع ... ترا اذا صار شي نوف مارح تسكت بتفضحك ..
نوف استغلت هالنقطة وأيدت كلام حنان : ايه ... ترا اذا جيت بعلم ابوي ..
ماقدر بدر غير انه يضحك بصوت عالي : هههههههههههههههههههههههههههه ..!!
نوف : لا تضحك .. ترا والله اسويها ..
بدر : اذا كنتي جبانة لهالدرجة .. وشلون بتنفذين تهديدك ؟!!
التفتوا فرح وحنان ودلال له مستغربين .. أي تهديد هذا ..
فرح : بدر وش تهديده ؟!!.
بدر ببرود وعيونه للمكان الموجودة فيه نوف : اسألوا بنت عمكم وتعلمكم ..
نوف بارتباك : أي تهديد .. وش تخربط .. اقول فرح اخوكم استخف صار يقول كلام من بطنه ..
ضحك بدر مرة ثانية بصوت عااااالي ... يوم اقولك جبانة تراها جبانة .. بس ماعليه يانوف .. انا اقول كلام من بطني ؟!!.. طيــــــــب ..!!
التفت بدر لفرح : يالله عطيني كاس موية .. وبطلع ..
جابت له فرح الكاس .. شربها ومشى طالع لكنه سمع نوف تستوقفه ..
نوف : بـــــــدر ..!!
التفت بدر مبتسم : عيونه ...
شب وجه نوف نار من الحيا .. وغلى دمها من الغيظ .. يعني قاصد تستخدم معي هالأسلوب تبي تحرجني ..
مسكت اعصابها وقالت بكل ثقة : لا يغرك شكلي .. تراني بسويها ..
البنات فهموا انها تقصد انها بتعلم ابوها ... لكن بدر فهم شي ثاني .. تقصد تهديدها بالانتقام .. زادت ابتسامته وهو يسمعها تقول كذا ..
بدر ببرود وثقة : طيب ... وانا في الانتظار ..
نوف اغتاظت اكثر : يعني منت خايف ..
بدر : لا مب خايف .. منك انتي يالجبانة ما أخاف ..
كان ود نوف في هاللحظة تطلع له وترجمه بالكعب اللي لابسته تفلق راسه وتبرد حرتها .. يعني مو خايف !!... طيب انا اوريك .. مارح أرجع لبيتنا اليوم الا وانا ماخذه حقي كامل ..
نوف : اوكي .. على راحتك .. بس ترا قد اعذر من انذر ..
بدر : قد اعذر من انذر ها ؟!!
نوف : ايه ..
بدر: اوكي .. but you must be careful
راح عنهم .. طلعت نوف وهي تكلم فرح بانفعالية : فررررح .. وتقولين اخوي تغير... وين تغير ها قولي لي ..
فرح كانت مستغربة من تصرف اخوها : وانا وش يدريني .. مادريت انه بيدخل بهالطريقة ..
مشت نوف طالعة من المطبخ : انا بطلع .. لا يجي مرة ثانية ويسبب لي مشكلة ..
.......
راح بدر لمجلس الرجال .. كان كبير وفخم وموجود فيه عدد من الرجال من اقاربهم .. دخل وهو يبتسم وفي داخله يضحك عاللي صار معه في المطبخ .. شاف ضيوف جدد وصلوا بغيابه .. راح وسلم عليهم وتحمدوا له بالسلامة وباركوا له ..
ودق تلفونه .. كان سلمان..
بدر :هلا بك ...
سلمان : هلا فيك
بدر : وينك ؟!... ماقلت انك بتكون موجود مبكر ..
سلمان : وانا عند كلمتي .. يالله تعال انا عند الباب ..
سكر منه وراح عند باب الشارع اللي كان مفتوح من الاساس عشان اللي يجي يدخل على طول .. لقا سلمان واقف عند سيارته ..
بدر : هلا .. تفضل ليش واقف .. اسفرت وانورت ..
قرب سلمان منه وسلم عليه وبارك له : الحمدلله عالسلامة .. والف مبروك عالشهادة ..
بدر : ههههههههههههههه .. تراك باركتلي قبل ..
سلمان : معليه ... عشان مناسبة اليوم قلت لازم اباركلك ثانية ..
بدر : يالله تفضل البيت بيتك ..
دخل معه وراحوا للمجلس .. وكل لحظة والثانية كانوا الضيوف في تزايد مستمر ...
.......
وصلوا بيت ابو فهد .. كانوا الضيوف قد كثروا وبدت المجالس تمتلي .. سلموا شوق وندى عالضيوف وطلعوا على طول للبنات في المطبخ .. من شافوهم قام الصراخ والترحيب ...
فرح : شخبارك ندى ؟!..
ندى : انا تمااام عال العال ... بشوفتك طبعا ..
ضحكت فرح : هههههههههههه ياحبي لك .. وانتي شوق شلونك ؟
شوق : تماااام ..
وتموا شوي ياخذون اخبار بعض ويسولفون وبدوا ندى وشوق يساعدون .. انتبهت ندى لنوف اللي تشتغل بدون نفس .. راحت ووقف جنبها وهمست ..
ندى : نوف ... ابتسمي مايصير كذا .. وش بيقولون عنك الناس ..
نوف : احاول ... بس من جد شي ينرفز ..
ندى ابتسمت : عاااادي انسي الحين انها عزيمة بدر وسولفي معنا واضحكي وبتنسين الموضوع كله ..
نوف ابتسمت ابتسامة وسيعة ماتعكس اللي داخل قلبها .. من شافت ندى ابتسامتها المبالغ فيه ضحكت ..
ندى : ههههههههههههههههههههه ..
نوف : ليش تضحكين .. ماتبيني ابتسم .. هذاني ابتسمت ..
ندى : ايه بس ابتسمي بطريقة مقبولة .. مو كذا .. كأنك مغصوبة عالابتسامة .. ولا كأنك ماقد ابتسمتي في حياتك ..
ربع ساعة وامتلت المجالس عن بكرة أبيها ضيوف .. بدوا البنات يقدمون القهوة والحلى .. ويضيفون الحاضرين ويتحركون بكل مكان ..
بعدها قدموا الشاهي والمجالس كلها تعج بالازعاج والسواليف .. الكل يسولف ويهني ويبارك لام عبدالله ( ام بدر) سلامة ولدها والنجاح اللي حققه ..
أثناء ماكانوا البنات موجودين بالمطبخ يرتبون غلاسات العصير ويستعدون لتقديمه .. دخلت عليهم ام عبدالله ..
ام عبدالله : فرح حبيبتي وين البخور ..
فرح عضت على شفايفها : يوووه يمه .. للحين ماسويته .. وكيسة البخور الجديدة نسيتها فوق بغرفتي ..
تنهدت ام عبدالله بضيق : الله يهديك .. بسرعة روحي جيبيه لا نتأخر عالضيوف ..
فرح كانت منشغلة : بس انا الحين مشغولة ..
جت نوف : انا بجيبه .. وين حاطته ؟!
فرح : فوق على سريري بتلقينه ..
طلعت نوف من المطبخ وراحت راقية فوق .. توجهت لغرفة فرح ودخلتها .. لقت الكيس المقصود موجود فوق السرير .. خذته ورجعت طلعت .. مشت متوجهه للدرج .. لكن وقفت بمكانها لما شافت باب غرفة بدر مردود .. مو مسكر .. حطت الكيس اللي بيدها عالأرض راحت لها بفضول ودفعت بالباب لما انفتح على مصراعيه .. كانت الغرفة مظلمة ومبين ان مافيها احد .. فتحت النور وتقدمت بهدوء لما صارت بوسط الغرفة .. ابتسمت بخبث .. يمكن هاللحظة هي لحظة الانتقام اللي تنتظرها ..
اول شي توجهت للمكتب .. فتشت في الاشياء الموجودة فوقه .. كانت مجرد اوراق مافهمت منها شي .. تركت المكتب وراحت للمكتبة الصغيرة .. لفت نظرها ملف أصفر .. فتحته .. وكانت شهادات بدر ومن ضمنها الشهادة اللي حصل عليها من دراسته برا ..
فتشت فيها اكثر وابتسامتها الخبيثة تزيد وأفكارها تتسابق لذهنها .. شهادات بدر !!!... مارح القى وسيلة احسن من هذي ... شقى عمرك يابدر هذي الشهادات .. وانا اوريك وش بسوي ..
تحت .. وتحديدا بمجلس الرجال الكبير.. كان بدر يضحك ويسولف وسعادته ماتنوصف بالناس اللي حضروا مخصوص عشانه .. كان معه احمد وفهد وخويه سلمان .. عاد اجتمعت سوالفهم شوفوا الضحك ..
احمد : اقووول سلمان بالله عليك ماتعاني انك تخاوي واحد شخصيته مثل شخصية بدر ..
سلمان : هههههههههههههه .. تبي الجد عاد .. احيانا ..
بدر بفخر : الا قل من قده .. مخاوي واحد حاصل على شهادة الماجستير ..
سلمان : في هذي صدقت .. من قدي والله ..
احمد : ههههههههههههههههه ... اقول بدر بدينا نشوف منك شوفة نفس وغرور ..
بدر : يحق لي ...
فهد : ايه يحق له .. الدور عليك الحين احمد .. مابي اخاويك عالفاضي ..
احمد التفت له بطرف عينه : انت بس يحصلك تخاوي احمد .. هذا بس يكفي ..
فهد : لا والله ... اشوفك واثق من نفسك بزيادة ..
انتبه سلمان ليد بدر : بدييييير ..
بدر : خير ... لا تقول بدير ..
سلمان : الحين انت مو قايل لي انك بتلبس الساعة اللي عطيتك اياها .. وينها ماشوفها ..
بدر رفع يده : ايه ... تصدق نسيت ... متعود على هالساعة .. ( التفت لاحمد وفهد ) ماتدرون ؟!... حبيبي وعمري سلمان مهديني ساعة ...
احمد : ايوه من قدك ... كذا الاخويا ولا بلاش .. مو انا مخاوي واحد اسمه فهد وهو ولا ينفع لي بشي ..
رفع فهد حاجبه : يعني الحين انت اللي نافعني بشي .. الا طل ..
سلمان : بدر .. ما ارضى اجيبها ولا تلبسها ..
قام بدر واقف : خلاص ولا يهمك .. الحين اروح البسها .. عشان خاطرك بس ..
احمد : وين بتروح ؟!.. ووين حاطها ؟!!
بدر : حاطها بغرفتي بعد وين ... يالله عن اذنكم ..
احمد : لا تتأخر ... مايصير تبعد عن المعازيم ..
بدر : دقايق وراجع ..
طلع من المجلس وهم رجعوا يسولفون مع بعض ينتظرون عودته ..
في غرفة بدر .. نوف لازالت واقفة تقلب بصفحات الملف الموجود بين يديها .. ومبتسمة بوناسة وبخبث عالفكرة اللي استقرت ببالها .. راحت للمكتب وخذت من الملف آخر شهادتين حصل عليهم بدر .. وحمدت ربها انها كانت جايبة شنطتها معها .. ولأن شنطتها كانت كبيرة نوعا ما .. قدرت تدخل فيها الشهادات .. تنهدت بارتياح لأنها حصلت شي تقدر تنتقم عبره من بدر ..
انتفضت برعب لما سمعت حس احد جاي .. شالت الملف بسرعة ودخلته مكانه وراحت تركض بتطلع لكن ماقدرت .. شافت بدر جاي مقبل يدندن .. تراجعت بخوف .. وتلفتت يمين وشمال لعلها تلقى مكان تتخبى فيه ..
راحت تركض وتخبت خلف السرير وكتمت أنفاسها بخوف ..
وصل بدر لغرفته ودخل وهو مستغرب ان النور مفتوح .. ماطال استغرابه لأنه حط في باله ان وحدة من خواته يمكن دخلت ونست النور ..
وقف لحظات يتذكر وين حط الساعة الجديدة اللي وصلته من سلمان .. تذكر انها بالكومدينة .. راح وقعد على طرف السرير ..
نوف من حست بحركة عالسرير ضمت شنطتها لحضنها أكثر وغمضت عيونها بشدة من الخوف والرعب .. ياربي عسى ماينتبه .. يا ويلي انا وش جابني هنا ..
طلع بدرالساعة .. فصخ ساعته اللي عليه ولبس الجديدة الرائعة على يده .. راح لتسريحته يعدل شماغه وكشخته ...
نوف من الخوف الرعب العايشه فيه بدت قطرات العرق تلمع بوجهها .. والدموع تجمعت في عيونها .. لكن بصمت وبدون صوت .. انا حمارة .. والله اني حمارة انا وش جابني .. ياربي انقذني ..
انتبهت انت طرف تنورتها مبين .. عضت على شفايفها وسحبتها ببطء عشان ما يحس ..
بدر لازال واقف قدام المراية يعدل العقال والشماغ .. رفع وحدة من العطور وبدا يتعطر .. لكنه لاحظ حركة غريبة انعكست عالمرايه .. شي يتحرك بجنب السرير ..
في البداية حس انه يتوهم لكنه تأكد لما شاف ظلال عالأرض .. وهالظلال تتحرك لكن بشكل خفيف ومحد ملاحظ الا اذا ركز ..
ابتسم .. فيه شخص هنا بالغرفة .. شكوكه تقول له انها نوف .. بس شلون يتأكد .. مايبي يرعبها ..
راح بخطوات هادية لما شاف جزء منها أكد له انها نوف .. مع انه ماشاف وجهها بس تأكد .. رجع للتسريحة وهو يفكر ويسأل نفسه بحيرة عن سبب وجودها بغرفتها .. معقولة يكون السبب الانتقام .. تجي هنا عشان تنتقم .. لا مو معقوووول !!!... لكن اوريك يانوف ... جيتي لهنا برجليك .. محد جابك ..
كمل شغله وهو يغني بأغنية ولا كأنه داري بشي .. نوف كل لحظة تبلع ريقها بخوف .. كانت ترتجف من فوقها لتحتها .. ياربي وش بقول لو شافني ولا درا اني موجودة معه بنفس الغرفة .. ياويلي بموووت اليوم ..
سالت دمعتها ولا قدرت تتحرك حتى عشان تمسحها .. تركت دمعتها تشق طريقها على خدها بحرية .. اما هي ظلت تنتظر الفرج من ربها .. ضامة شنطتها بخوف وتبكي بصمت ..
فيما كان بدر يعدل الكبك حق كمه .. استقرت في باله فكرة .. لكنها فكرة شيطانية بمعني الكلمة .. ضحك بدر وهو يتخيل انه نفذها .. اما نوف لما سمعته يضحك استغربت .. خير ليش يضحك .. خبل ومجنون .. يالله اذلف خلني اطلع تكفى .. ابي اروووح لامي ..
سالت من عينها دمعه ثانية .. بدر انتهى من تضبيط نفسه طلع مفتاح غرفته من جيبه وظل يناظره بابتسامة خبيثة .. مشى للباب وطلع وسكره .. لكنه قبل لا يروح دخل المفتاح فيه وقفله .. رجع المفتاح لجيبه وراح نازل وهو وده يضحك بصوت عالي من اللي سواه .. خلي تهديدك ينفعك يانوف ..
رجع للمجلس ولا كأنه سوا شي ..
اما نوف لما طفى النور وتسكر الباب .. رفعت راسها بحذر تشوف .. كان الظلام دامس .. قامت بخوف والشنطة بيدها وركضت للباب .. مدت يدها وحاولت تفتحه لكن الباب مو راضي .. حطت يدها على فمها برعب وهي تحاول تكتشف السبب .. بدر قفل الباب علي ..!!!
لا حرام ... ليش يقفله ماكان مقفول .. ابي أطلع وشلون اطلع ..
قلبها بدل مايهدا زادت دقاته ... الحين وش اسوي ... بقعد كذا لما يجي بدر مرة ثانية ويفتح .. مابي .. مقدر اتخيل اني بقعد هنا لثلاث ساعات والاربع ..
ماقدرت تعبر عن شعورها بالخوف والرعب غير انها تبكي .. مشت للسرير بخطوات خايفة وجلست على طرفه وهي تبكي بشدة .. انا وش اللي جابني هنا من الاساس ..
ظلت خمس دقايق على حالها تشكي لربها وتدعي يطلعها من اللي هي فيه .. تذكرت ان جوالها معها .. طلعته بسرعة وبلهفة وكأنه هو المنقذ الوحيد الحين .. بس .. من تدق عليه الحين ... وش بتقوله .. انا بغرفة بدر !! .. مافي غير ندى .. هي اللي بتفهمني ..
بسرعة ضغطت عالأرقام ..
تحت ... رجعت ام عبدالله تدخل على البنات بالمطبخ
ام عبدالله : فرح ... وين البخور ؟!..
فرح : مدري عنها نوف .. راحت ولا عاد رجعت ..
ام عبدالله : روحي جيبيه بتنتظرين نوف .. يمكنها نست ..
فرح التفتت لوحدة من الخدامات : مينا .. روحي جيبي كيس ازرق موجود على سريري ..
طلعت الخدامة وبعدها بدقايق رجعت بالكيس
مينا الخدامة : هذا موجود فوق عند درج .. مافي غرفة انتي ..
استغربت فرح .. وطلبت من الخدامة تضبط الجمر .. ندى كانت واقفة معهم تسولف مع حنان مرة ومع دلال مرة .. لما دق جوالها وكان اسم نوف مكتوب ..
ندى : هلا نوف وينك .. وين رحتي ؟!
نوف انفجرت : نـــــــــــــــــــــــــــدى .... الحقيني يا ندى .... الحقيني ....
سكتت وظلت تشهق من البكي .. ماتخيلت نفسها بيوم من الايام انها بتكون في موقف مثل هذا ..
ندى خافت من صوتها راحت وطلعت برا عشان تعرف تكلمها : نووووف ... روعتيني وينك ؟!!!
نوف وهي تشهق : الحقي علي ... بدر ... بدر قفل علي ...
ندى قطبت ولا فهمت ... وانصفق قلبها من صوت نوف : نوف ليش تصيحين ... وينك فيه انتي ؟!!!
نوف بحسرة وهي تلوم نفسها : انا ... في غرفة بدر ...
شهقت ندى بقوة .. وحطت يدها على قلبها : ياحمارة وش تسوين هناك ... وش وداك هناك ؟!!
نوف استرسلت بالبكي والنوح : ندى لا تصارخين علي .. ابي اطلع .. ابي اطلع بدر قفل علي الباب وراح ..
ندى : ياحمارة وهو ليش قفل الباب عليك ..
نوف : ما ... ما يدري .. طلع وقفل الباب ..
ندى : يعني مافيك شي ..
نوف صرخت زيادة عاللي هي فيه : ياحمارة لا يروح فكرك بعيد ... ماكان يدري اني جوا الغرفة طلع وقفلها ..
تنهدت ندى بارتياح .. اشوى .. لكنها عاتبت نوف بغضب : وانتي يالزفتة وش اللي وداك هناك ..
نوف ارتبكت : ها ... مـ... ماكنت ادري انها غرفة بدر .. حستها غرفة دلال ..
هزت ندى راسها بعد اقتناع .. معقولة ماتعرف غرف بنات عمها .. سكتت وماحبت تسترسل بالأسئلة مع نوف احتراما لحالتها اللي هي عليها ..
نوف : والحين ندى ... وش اسوي ؟!... قولي لي والله بموووت ..... ( ورجعت لبكيها ولوم نفسها )
ندى : نوف الحين انا وش اقدر اسوي ...
نوف : دبريني ... دبريني حرام يقفل الباب علي هالحمار .. ليش يقفل الباب علي ليش .. هو اصلا ماكان مقفول بس مدري وش اللي طرا له هالثور ..
ندى : نوف .. ماقدر اقول لبنات عمك انك بغرفة بدر .. وانتي تعرفين اذا قلت لهم وش بصير .. بيفكرون غلط ..
نوف بمعنويات جدا منخفضة واحباط وخيبة امل علت صوتها : صح ... بس ..
ندى : اقولك اصبري شوي .. وبفكر وش اقدر اسوي ..
نوف : ندى انا خااااايفة ... طلعيني ... والله خايفة بموت من الخوف ..
ندى : خلاص اصبري مكانك .. وانا بدق عليك كل شوي ..
نوف : طيب ... بس لا تنسيني ..
ندى : افا عليك ... مارح انساك لا تخافين .. يالله تيك كير ..
نوف والدموع مستمرة بالنزول : باي ..
سكرت ندى عنها وهي محتارة ... نوف خبلة بعض الأحيان .. وش اقدر اسوي لها الحين .. من اقوله .. مقدر اقول لفرح لا يفهمون غلط .. ظلت واقفة بمكانها تفكر .. لما جتها شوق ..
شوق : ندى ... وين رحتي ..
ندى : هنا ..
شوق : تعالي يالله بنقدم العصير ..
ندى : يالله ..
راحت معها وانشغلت بتقديم العصير والفطاير للمعازيم ..
مرت ساعتين ونوف على هالحال وقرب موعد تقديم العشا .. ندى حطت جوالها وشنطتها بمكان ونست نوف لأنها انشغلت مع البنات .. ونوف تحاول تتصل فيها لكن محد يرد ... وهذا اللي زاد الطين بله عندها .. ندى حقرتني .. الحمارة هذا وانا موصيتها ..
مالقت نوف طريقة تعبر عن الخوف اللي داخلها بغير البكي .. طول الساعتين اللي فاتت كانت تبكي لما تغير وجهها وحمرت عيونها ..
في مجلس الرجال .. كانوا الشباب يسولفون وبدر يضحك معهم بطريقة غريبة .. لأنه مثل ماهو يضحك على سواليفهم يضحك باللي قاعد يتخيله الحين صاير لنوف .. اكيد قاعدة ترتجف من الخوف .. ورينا يانوف وش بتسوين .. وين التهديد راح .. بس ردي لك كان قبل تنفيذك .. اعترف كان رد مبكر جا بغير وقته ..
سلمان : بدر ... بصراحة انت غريب .. وش صاير لك .. رحت عنا شكل ورجعت شكل ثاني ..
بدر تلفت حوله لقى احمد وفهد مو موجودين : تعال برا واقولك وش مسوي ..
سلمان : الله يستر منك ... ماندري وش يطلع منك انت ..
سكت بدر وقام .. وسلمان قام وراه .. لما طلعو للحوش التفت سلمان لبدر وهو معقد يديه على صدره ..
سلمان : قول وش انت مسوي ... بصراحة حاس انها مصيبة ..
بدر : لا لا تخاف مو مصيبة ..
سلمان : طيب تكلم ..
قبل ما يبدا بدر الكلام ضحك بصوت عالي .. ماقدر يمسك نفسه .. سلمان استغرب وحس ان السالفة فيها نوف .. بدر مايضحك بهالطريقة الا اذا كانت السالفة فيها نوف ..
سلمان : بدر ... وش انك مسوي ببنت عمك ؟!!
بدر وهو يضحك : ههههههههههههههههههه ... نوف ؟!!!
سلمان : ايه نوف ... فيه غيرها ..
بدر : ههههههههههههههههههههههههههه ... تدري اني مقفل عليها بغرفتي ..
سلمان فتح عيونه عالآخر ومسك بدر من ذراعه من المفاجأة : بغرفتك ؟!!.... صاحي انت ؟!!... وش مسوي فيها ..؟!!!
ضحك بدر لما شاف تعابير وجه سلمان : ههههههههههههههههههه ... شفيك سلمان ... هذي بنت عمي مستحيل اضرها بشي ... اذبح نفسي قبل ما افكر بهالشي ..
بعد سلمان يده عنه : لا والله استخفيت ... ومن متى ؟!!
بدر رفع راسه يحسب : تقريبا من ساعتين .. يوم اروح البس الساعة ..
فتح سلمان عيونه على آخرهم من هول المفاجأة .. ساعتين ؟؟!!...
سلمان : ساعتين ؟!!؟!... ساعتين يابدر حرام عليك ...
بدر : خلها تعرف منهو بدر .. ومن يكون ... عشان تحرم تهدده مرة ثانية ..
سلمان : طيب وشلون ؟!!.. وش جابها بغرفتك اساسا ؟!!!..
قص له بدر السالفة .. ووشلون اكتشف وجودها وهي ماتدري .. وسلمان يسمع وهو متعجب .. تأكد الحين ان بدر داهيه ويسوي اللي في باله ...
سلمان : روح ... روووووح خاف ربك طلعها ...
بدر : لا .. خلها بعد العشا بعدين اروح ..
سلمان : بدر روح ولا ترا بصير للبنت شي ... ماتقول انها خوافة وجبانة .. روح ترا بعدين بتندم ..
بدر : هذا رايك ...
سلمان : ايوه هذا رايي ... والله لو يدري عنك احمد ان يذبحك ...
بدر : طيب ... بيني وبينك بدت تكسر خاطري .. بروح اطلعها والله يستر صدق مايكون جاها شي ..
راح بدر داخل وسلمان رجع للمجلس وهو مستغرب من تصرفات بدر .. ساعتين مرة وحدة ؟!!! حرام عليك يابدر ..!!!
نوف للحين على حالها .. كانت حالتها النفسية في تدهور والدموع ما جفت من عيونها .. قاعدة فوق السرير وضامة رجولها لها ومنكسة راسها وتبكي ... حتى النور مافتحته .. كانت جالسة بالظلام طول الوقت ومستمرة بالبكي وتفكر بالتصرف المتهور اللي وصلها لهالنقطة .. كله مني .. كله منك يابدر .. انا مالي دخل .. انت السبب .. لو ماكنت تتصرف معي كل هالتصرفات كان ماسويت اللي سويته .. ولا كان جيت هنا .. انت السبب في اللي انا فيه .. انت السبب .. ياااااااربي ابي اطلع .. طلعني ياربي ..
تركت الجوال بشنطتها ولا فكرت تستخدمه ثانية .. كانت قد يأست وهي تحاول تتصل بندى اللي ماردت عليها من آخر مكالمة .. وهذا نكد عليها .. ندى قالت انها بتتصل فيها كل شوي بس مرت ساعتين وشوي وهي مادقت ولا فكرت فيني ..
لذا استسلمت وتمت تبكي وتعبر بالدموع الغزيرة ..
بدر وصل للدور الثاني .. راح لغرفته وهو حاس بتأنيب الضمير مع شعور ثاني يطغى على قلبه .. نوف جوا غرفتي ..
وقف قبال الباب قبل مايفتحه ... ماكان يشوف أي خيط نور داخل الغرفة .. كانت مظلمة .. معقول نوف جالسة بالظلام .. طلع مفتاحه وفتح الباب .. تسرب النور اللي كان صادر من برا لداخل الغرفة .. وشافها جالسة فوق السرير ومنكسة راسها ويسمعها تبكي .. بوضع عصر قبله من الندم .. ياعمري يانوف ..
نوف ما انتبهت له لأنها كانت مغمضة عيونها وتفكر بالمشكلة اللي طايحة فيها ..
مد بدر يده لمفتاح النور وفتحه .. انتبهت نوف ورفعت راسها وهي تشهق من الروعة .. لما شاف بدر شكلها حس بشي يضغط على قلبه أكثر ويعصره بقوة فضيعه .. ماتحمل يشوف وجهها الطفولي البرئ بهالشكل ... مبين انها مقطعة نفسها من البكي .. ماتوقعت توصل لهالدرجة ..
بدر : نوف ...
نوف من الخوف تراجعت على ورا بسرعة ولأنها كانت ناسية انها فوق السرير طاحت منه على ورا بشكل قوي ومؤلم ..
بدر ارتعب عليها وهو يسمعها تتأوه من الألم ..: نوف بسم الله عليك شفيك ؟!!
نوف تمت على وضعها .. طايحة لكنها استسلمت للبكي بصوت عالي : ابي اطلــــــــــع ... والله ماكان قصدي .. ابي اطلع ... بدر تكفى خلني اروووح ... مابي اجلس هنا اكثر ..
بدر تم واقف مكانه مرتاع وهو يسمعها تترجاه .. ماكان يقدر يشوفها بس كان يسمعها .. الحين حس بكبر ذنب اللي سواه : نوف ..... انا آسف ..
نوف ماسمعت وتمت تبكي : ابي اطلع ... ( تشهق من البكي ) .. ابي اطلع .. طلعنـــي .. والله خايفة ابي اروووح .. بدر لا تقفل علي خلني اطلع .. خلني ارووووح ...
ضرب بدر راسه عتابا على نفسه .. انا وش سويت .. ماقدر حتى يتحرك من مكانه ويروح لها ..
بدر : ... نوف ... اذا تبين تروحين روحي ... الباب مفتوح يالله ..
نوف : ...............
بدر : نوف تسمعيني .. تبين تطلعين اطلعي ..
ماردت عليه لكنه سمع شهقاتها المتواصلة واللي زاد من احساس تأنيب الضمير عنده .. مايدري شلون بيتصرف .. مبين ان البنت مرة متأثرة ..
بدر بمحاولة أخيرة : نــــوف ...
نوف وهي لا زالت بمكانها ولا تحركت .. بس ينسمع بكيها : وانت ... روح ابي اطلع ..
بدر فهم لطلبها : ولا يهمك بروح لغرفة فرح لما تطلعين .. طيب ؟!!
نوف : ...............
طلع بدر من الغرفة وراح لغرفة فرح اللي كانت اقرب غرفة لغرفته .. اما نوف لما حست انه ابتعد قامت واقفة وهي تمسح دموعها بارتجاف .. سحبت شنطتها من عالسرير وراحت تركض لبرا ونزلت تحت وهي مو قادرة تتحكم بدموعها .. ماصدقت ان الفرج جاها ..
اما بدر تم خمس دقايق بغرفة اخته .. ولما تأكد انها نزلت طلع راجع لغرفته .. وهو عايش بدوامة .. يلوم نفسه مية مرة عاللي سواه .. نوف للحين طفلة ما كبرت .. شلون فكرت اسوي اللي سويته .. شلون هان علي اتركها ساعتين بهالطريقة ..
مسك راسه بيدينه وهو يتذكر كلامها ورجاها بصوتها الباكي .. قبضه قلبه مرة ثانية نـــــدم عاللي سواه ..
*يتبـــــع *
|