كاتب الموضوع :
بحر الندى
المنتدى :
القصص المكتمله
الجــــــــــــــ العاشر ـــــــــــــــزء ..
...................................
رجعت السماعة مكانها ... وراحت لشوق وهي تهز يديها بارتباك ...
ندى : ياربي ياربي ... بيجي بيجي ...
شوق مستغربة وتضحك بنفس الوقت : من هو ؟ .... احمد ؟
ندى : ايه احمد ... بيجي ...
شوق : بيدخل ؟
ندى : لاااااا جايب لفهد كتاب .. ويبيني اخذه منه .. شوق شوفي شعري زين ؟ شكلي مرتب ؟!...
شوق ميتة ضحك على هالخبلة اللي قدامها : وش دعوة .. اللي يسمعك يقول بيشوفك !!!!
ندى : حتى لو ... شوفي شكلي زين ؟
شوق : تهبلين ماشالله ... ياليته يشوفك ... كان يموت عليك ..
ندى من قلب : الله يسمع منك ...
في هاللحظة اندق الجرس .... شهقت ندى ...
ندى تدور على نفسها ماتدري وش تسوي : ياربي جا جا ... هونت مابي اطلع
شوق : صاحية انت !! ... روحي افتحي الباب له لا تتاخرين عليه
ندى : مابي هونت .... روحي انتي شوق ...
شوق : لا حبيبتي انتي وعدتيه روحي له ..
اندق الجرس مرة ثانية ....
شوق تستعجلها : روحي له يالخبلة !!!! ... في احد يفوت هالفرصة ...
ندى وهي تشهق وتزفر : ياربي عسى ماتجي لي سكتة قلبية ...
شوق : لا ان شالله بسم الله عليك ... ( وبسخرية ) الحب وما يعمل !!!
راحت ندى راكضة لبرا تسابق الريح مثل مايقولون ... ولما جت تفتح الباب رخت نفسها .... وقعدت تهمس بينها وبين ذاتها " ريلاكس ندى ريلاكس " ..
بلعت ريقها بصعوبة .. ودقات قلبها تزيد بشكل غير طبيعي لسبب ماقدرت تفسره .. نبض قلبها هالمرة غير .. متسارع بشكل مخيف .. بسم الله علي ..
ماسمحت لنفسها انها تتعمق اكثر بأفكارها لأن حبيبها يوقف ورا الباب وبتتأخر عليه ..
ندى بهدوء مصطنع بصعوبة قدرت تستجمعته : ميـــن ؟!..
احمد : هذا انا احمد ...
ندى بحسرة في قلبها ... اعرفك بدون ما تقول ..
فتحت الباب بيد مرتجفة .. قالت وقطرات العرق بدت تلمع بجبينها : اهلين احمد تفضل ...
احمد بعفوية : لا عمري تسلمين مستعجل والله ... ( قالها بعفوية طبعا وبدون قصد ) ... ومد لها الكتاب ..
اما ندى من سمعت كلمة " عمري " ... درات الدنيا من حولها .. وقف قلبها .. ومشاعر واحاسيس غريبة بدت تصفعها من كل جهة ... في هذي اللحظات ذهنها وقف عن العمل ولا قدرت تفسر وتحلل وش الحقيقة اللي تكمن ورا هالكلمة .. " عمري " ؟!؟!!... من احمد ؟!!!
لكن للمرة الثانية الوقت ما كان يسعفها عالتفكير بطريقة سليمة ووجهه صحيحة لأن احمد واقف ومعه الكتاب ..
وقتها كانت حالتها حاله .. الشلل صاب كل شي بجسمها حتى يدها ماقوت تحركها عشان تاخذ الكتاب ... بس صدى الكلمة ظل يتردد في بالها عشرات المرات .. وكانها ملايين بالنسبة لها ...
احمد تم ماد الكتاب وينتظرها تاخذه .... لكن مبين ان انتظاره رح يطول فقال ..
احمد : ندى ....
عادت ندى للواقع .. ورجعت تنتفض من لفظة اسمها بلسانه : .... نعم ....
احمد : الكتاب ..... خذيــــه ..
انتبهت ندى لنفسها ... مدت يدها بتاخذه ولانها كانت ورا الباب ... ماانتبهت ليدها وين كانت تتجه ... طاحت يدها على يد احمد .. ارتجفت... قشعريرة سرت في كيانها وهزتها ... مسكت الكتاب .. ولأن قواها خارت واختفت وتلاشت في اللاشي ماقدرت تستحمل ثقله ... فطاح منها ويدها لازالت ترتجف ..
نزل احمد ياخذه وبابتسامة عادية : ندى وش فيك ؟ ... ( وبمزح ) لهالدرجة ثقيـــل !! ...
توهجت في خدودها حمرة خجل .. وبهمس مرتجف : لا مافيني شي .... آسفـــة
رفع الكتاب ... وبلحظة نسى كل الحواجز اللي بينهم .. مسك يدها وحط الكتاب فيها ..
هي وش اقولكم عنها .. اللمسة هذي نزعت قلبها من مكانه وجففت عروقها .. الدم اللي بجسمها هرب كله لوجهها وصار اشبه بالجمر المتوهج ..... حرارة شديدة .. وحمرة مشعة تحرق كل شي حولها حتى نسمات الهوا ..
اما احمد ظل ماسك الكتاب ويدها مع بعض .. وقال والابتسامة مافارقته : انتبهي لا يطيح منك .. معليش هو ثقيل عليك انتي .. عارفك ناعمة من وانتي نونو .. بس استحملي لما توصلين جوا البيت ... ونصيحة مني ارميه في وجه فهد ... اوكي ؟! ... ما اوصيك ..؟!
كان يقصد بكلامه الدعابة .. ورد ندى كان الجمود بكل ماتحمل هالكلمة من معنى .. تصنمت في مكانها .. روحها انسحبت منها ..
دعت ربها بدواخلها في ذيك اللحظات يعطيها قوة ولو بسيطة تقدر فيها تسحب يدها من بين يدينه .. كانت ذيك اللحظات قاتلة بالنسبة لها ..
خذت نفس عميق بدون صوت .. وقالت بهمس خافت : قلت لك .. أنا آآسفــة ..
ضحك احمد : هههههههههههه .. ماصار شي .... بس بليز مثل ما وصيتك الكتاب ارجميه في جبهة اخوك ... ( ترك يدها .. وندى ماصدقت حضنتها بسرعة هي والكتاب ) ... ويالله تصبحون على خير ... وسلميني عالوالد وخالتي ..
ندى : ان شالله يوصل .... مع السلامة ..
سكرت الباب ... وما تحركت الا لما حست بسيارته تروح وتبعد ... ظلت واقفة بمكانها وماسكة يدها وحاضنتها ... مهي مصدقة اللي صار ... وتحس بقلبها يتراقص ..
ياربي اللي صار حلم ولا علم ...
حست ان ماودها تدخل للبيت ... توجهت للحديقة وجلست على الطاولة .... رجع شريط الموقف يمر في بالها ... وهي تحس قلبها يفيض حب ... حب اكثر من قبل ... بس للأسف اللي حدث كشف لها حقيـقــــة مؤلمــــة عصرت قلبها بلا رحمة ..
كانت شوق بالصالة تتابع نفس الفلم ... انتهى اخيرا ... رفعت يدها تشوف الساعة ... لقتها 11.30 ... غريبة ندى لها طالعة اكثر من ثلث ساعة ومادخلت وين راحت هالخبلة ... كل هذا عشان تاخذ كتاب ..!!!؟
حست بقلق عليها .. قامت تشوف وينها .. طلعت للحوش .. مالقت احد عند الباب ....
يمكن رقت وانا ما انتبهت لها ... لفت راجعة لداخل .. لكن استوقفها نور خفيف من جهة الحديقة متسلل بخفة بين الظلام .. راحت تستطلع ...
شافتها جالسة ومسندة راسها عالطاولة والسكون حولها مخيم ...
استغربت .... راحت لها بهدوء ... ولما وصلت ..
شوق : دونا وش فيك ؟!
رفعت راسها والتفتت لها .. كان مبين على وجهها مزيج من الفرح والحزن بنفس الوقت
استغربت شوق من هالتعابير المختلطة : هوو ندى .. صار شي ؟!
ندى بابتسامة فرح حزينة : لا ماصار شي .. ليش انت شايفة شي !؟
تقدمت شوق وجلست عالمقعد قدامها : ايه شايفة ... شكلك منتي على بعضك ... ومن طلعتي ماعاد رجعتي ...!!!
تنهدت ندى بضيق : لا تخافين مافيني شي ... بس احتجت اقعد بالحديقة ..
شوق وهي تتفحص وجهها وبابتسامة : ندى .. وش اللي صار مع احمد ؟!
ندى ضحكت ضحكة باهتة ماقدرت تخبي الحزن المغشي وجهها : لهالدرجة مبين علي ؟!
شوق : مـــــــــرررة ...!!!
نزلت ندى نظرها للأرض وبدت ترجع لها شريط الاحداث : شوق .... احمد قال لي ياعمري ...
شوق ظلت ساكتة فترة : ....... نعم ....... ( وبغير تصديق ) قالك ياعمري ؟!!..... ههههههههههههههههههههههه ....... وانا اقــــــــول ورا البنت ذاااايبة ورايحة فيها ..
ندى بترجي : شوق لا تضحكين ... اكلمك من جد انا ........... وبعد .......... مسك بيدي ...
ورجعت الحمرة تلون وجنتيها برغم الحزن العميق ..
وقفت شوق عن الضحك ورجعت لنبرتها الجادة : ... مسك يدك ؟؟!! .... وش معناته كلامك هذا ......... يحبك ؟!
ندى تنهدت وملامحها يزيد فيها الحزن : ......... لا ....
شوق استغربت : " ياعمري " !!! وما يحبك ؟؟ ... ماتجي هذي؟!
ندى والحزن يزداد ... ويبدا يفيض من عيونها على شكل دمعة : قالها بعفوية ومن دون قصد ... معناته ما يقصدها ...
شوق حست بالاحزان اللي بدت تلف حول ندى ... فقالت تواسيها : ندى انت وش دراك ... يمكن كان يقصدها ..
ندى بدت الدموع تلمع بعيونها أكثر : لو كان يقصدها كان طلع ولو شوية ارتباك ... بس لانه ما يقصدها كان الامر عادي عنده ... اعرفه .. يقولها دايما لخواته ولأمه مجاملة .. مارح اكون احسن منهم .. هذا احمد وانا اعرفه واعرف كلامه ... وبعدين .......... وبعدين اللي يحب ما يتكلم بهالطريقة .... اللي يحب تظهر عواطفه في كلامه .. بس اللي شفته منه الحين يقول العكس .. وحتى لمسته .. كانت جافة .. ماحسيت فيها ذرة حب وحدة ..
اللي يحب ياشوق تكون لمسته دافية حنونة .. لكن اللي صار .... ( سكتت وما قدرت تكمل )
شوق برقة : وانت ضايق صدرك ... لان معناة هالصدفة اللي صارت انه مايحمل لك أي مشاعر ..
نزلت ندى راسها وبدت دموعها تنزل بهدوء ... شوق انكسر خاطرها عشان ندى .. قامت وجلست جنبها .. خذت راسها وحطته في حضنها ..
هذا كان شعوري من اول .. وكنت دايما احاول اوضح لك هالجانب لكن انتي كنتي باستمرار تصدين عن عالفكرة ..
مسكينة ياندى ... تحبين ... وبنفس الوقت تتعذبين ..... ماقول الا يابخت اللي تحبينه
شوق وهي تمسح على راسها : خلاص ندى ... لا تحطين هالموقف ببالك ... اللي صار مارح يكون نهاية المطاف ... ماتدرين وش المستقبل مخبي لك ... يمكن تحصلين اللي احسن من احمد بمليون مرة ...
ندى بصوت مخنوق بالعبرات والدموع : بس انا احبــه هو ...... احبـــه .. مقدر افكر بغيره ..
شوق : ندى انت بنت قمر ... والف من يتمناك ... يمكن مايكون احمد المناسب لك ... لا تعلقين نفسك به اكثر ... فكري بشكل صح ..
هزت ندى راسها برفض بحضن شوق : ماأقدر ياشوق ... ما أقدر .... هو مالك قلبي وكياني كله ...
سكتت شوق ... اكيد مارح تقدرين ... حبيتيه من 5 سنين ... طبيعي ما تقدرين تنسينه بسهولة .. او يمكن مستحيل خاصة وانه قريب منك .. بس لازم تحاولين
ظلت تربت على راسها بحنان ...
فضلت شوق الصمت .. وندى ظلت تبكي وتجهش بصمت ايضا ...
شوي الا وجا نايف يركض من بعيد .. قطع عليهم سكونهم : نــــــــــــــــــدى ....... شوووووووووووق ....
قامت ندى من حضن شوق .. وجلست تمسح وجهها من آثار الدموع ...
وصل نايف : يالله ابوي جا ... والعشا قاعدين يحطونه ...
ندى ظلت ساكتة .. وشوق اللي ردت عليه : خلاص نايف .. شوي وجايين ... خذ هالكتاب ( مدت له الكتاب ) ووده لاخوك فهد .. واحنا بنجي بعد شوي ..
نايف ويده على خصره : لييييش .... وش عندكم ؟
شوق بمزح : نيوف بلا لقافة ... ترا مافيه بيوقلز... رح ود الكتاب لاخوك .. واحنا بنلحقك بعد شوي
نايف : لا لا خلاص .... مادام فيها بيوقلز بروح ..
خذ الكتاب وفحط راكض لجوا البيت .... التفتت شوق لندى : يالله ندى انسي .. وتعالي نتعشى ..
ندى وعيونها عالنافورة بحزن عمييييق يشع منها : لا شوق مااشتهي .. تعشي انت
شوق : لأ ... انا مارح اكل ولا لقمة الا وانت معي ..
ندى عرفت انها مارح تخليها ...ولأن وضعها مايسمح لها تقعد تجادل قامت معها .... ولما وصلوا لباب الصالة ..
شوق بمزح : ندى روحي غسلي ... لا تطلعين لهم كذا ... ترا والله بيرتاعون .. بيقولون وش اللي قلب قمر بيتنا لهالشكل ...
ضحكت ندى غصب عنها ... وراحت للحمام وهي ساكتة ... مبين عليها ان بالها مازال يشتغل في حب حياتها ...
اما شوق راحت وجلست على الطاولة جنب عمها .. ولا كان فيه احد غيره
ابو فهد بحنيته المعتادة : هلا هلا ... هلا بعيوني ..
شوق : هلا فيك ...
ابو فهد : وين ندى اجل مانزلت ؟!....
شوق : لا ندى الحين جاية ...
دخلت ام فهد شايلة صينية المكرونة ومعها منى شايلة صينية الفطاير .... بعدها دخل نايف وفهد .... وبعدهم ندى .....
ابو فهد : هلا ببنتي ندى ... تعالي عمري جنبي ...
راحت له ندى مبتسمة ... ابوها يدخل البسمة لها دايما ..... جلست قبال شوق اللي ارسلت لها بسمة يمكن تنسيها اللي صار قبل شوي ...
بدوا عشا ... وكالعادة سواليف وضحك .. مصدرها الاساسي ابو فهد ...
كانت ندى على غير عادتها ساكتة ... وان شاركت معهم شاركت بتعليقات بسيطة وابتسامات للمجاملة فقط لا غير ...
قطعت ام فهد السواليف المتبادلة من كل طرف : تدرون من اللي داق علينا اليوم الظهر ؟!
فهد باهتمام : ميــــن ؟!
ام فهد والفرحة مبينة بعيونها : اختكم نجلاء ...
بان الاهتمام على وجه ندى لدرجة انتبهت له شوق ..
فهد : خير وش عندها ..؟!!
ام فهد بسعــادة في قلبها : بتجينا بكرة ... ان شالله ..
شوق علتها ابتسامة كانت تخفي وراها فرحة كبيرة ... واخيرا بشوفها .. أخيـــــــــــــــراً ..
ام فهد وهي تناظر شوق وبابتسامة حنونة : تقول انها كانت بتأخر الجية .. بس قدمتها عشانها تبي تشوف شوق ... تقول ماتصبر ...
ضحكت شوق بسعادة والتفتت لندى ... لقت الفرح بعيونها .. الحمد لله ان خبر نجلاء جا بهالوقت عشان ينسيك اللي صار ...
*** *** ***
في بيت ابو احمد ... نوف مازالت نايمة للحين من بعد اللي صار لها مع بدر .. الضيق اللي سكن بقلبها مخليها ماتبي تتحرك او تقوم او تسوي أي شي .. الشي الوحيد اللي بينسيها ويشغلها عن اللي صار هو ..... النـــــــــوم ..
عندكم حل غيـــــره ؟؟!!... كان عندكم .. خبروها هالمسكينة ....
تحت بالصالة ... امل جالسة تكلم زوجها بندر عن موعدها اليوم بالمستشفى .. وش قالوا لها وش ماقالوا ..
بعد ما سكرت .. كانت سهى تنزل الدرج ..
امل : يابعد قلبي يابندر ؟!.. حريص بشكل ماتتوقعينه ؟!
جلست سهى على كنبه جنبها وقالت وهي تحط رجل على رجل : أيـــــه ... من حقه ... مو بزوجته ... من حقه يخاف .. ولا زوجته ببلاش يعني ..
امل : ياحبي له ..
سهى : امي وينها ؟!
امل : مدري يمكن بالمطبخ تشوف العشا .... الا اقووول .. نوف وينها ؟!.. من جينا من المستشفى ما شفناها ...
هزت سهى كتوفها : مدري ... طقيت باب غرفتها تو محد يرد .. بس اسمع صوت المكيف ... قلت اكيد نايمة ..
امل باستغراب : لنا الحين يمكن اكثر من ثلاث ساعات من جينا وماشفناها .. معقولة نايمة طول ذاك الوقت ..
سهى : مدري عنها ..
دخل احمد عليهم : السلام عليكم ..
امل + سهى : وعليكم السلام ..
راح احمد وقعد على وحدة من الكنبات وانسدح : آآآآخ ... والله اليوم تعبت ..
امل : من ايش يا حسرة ... اللي يسمعك يقول مرة .. تشتغل شغل مقطع جلدك ..
احمد غمض عيونه وقال يرد على مسخرة اخته : اقووووول اكرمينا بسكوتك لو سمحتي .. قاعدة بهالكرشة ومتفنجلة وممدة هالرجول وتتطلبين في خلق الله .. هاتوا لي ذا وهاتوا لي ذا .. ولا تحسين بالتعب ..
امل بحسرة : يعني قصدك الحين انا مرتاحة .. بلاك ماجربت الحمل .. الحمل عن عشر اشغال اسويهم بوقت واحد .. لا يكون على بالك الحمل سهل مثل شرب الموية ..
احمد لازال مغمض عيونه : والله انا ماجربت عشان احكم ...
امل بقهر : آآآآخ بس منكم انتوا يالرجال .. ياليت تجربون الحمل مرة وحدة عشان تشوفون هدة الحيل اللي نحس فيها حنا .. بس صدق ما يبـين بعيونكم ..
زفر احمد زفرة طويــــلة : أقوووووووول عاد .. لا تلجلجين راسي .. تراني تعباااااان وتالف العافية ... وين العشا ؟!!!
امل تتهزا : " وين العشا " ... بس هذا اللي انت فالح فيه ... " وين العشا "..
ابتسم احمد على انفعالية اخته .. سكت وتم مغمض عيونه يحاول ياخذ قسط من الاسترخاء ..
امل بحدة : صدق فسق ... ناس جاحدة .. اعوذ بالله
تم احمد ساكت ولا رد .. مادرا الا المخدة بوجهه .. ارتاع وحط يده على وجهه من الضربة ..
سهى : هههههههههههههههههههه ...
امل : تستاااااااااهل ... لما اكلمك ترد علي بأدب .. مو باصغر عيالك انا ..
ضحك احمد ومسك نفس المخدة وحضنها : ههههههههههههه ... لو ما انتي شايلة هالكرشة كان عرفتي ردي ..
امل : لا والله خوفتني ... يالله ورنا شطارتك كانك رجال .. والا شايل اسم " رجال " ببلاش ..
احمد رجع يغمض عيونه : انا رجال غصب عنك .. بس عقلي كبير مو صغير مثل عقول بعض الناس عشان ارد عليهم ..
دخلت ام احمد عليهم وطلبت منهم يروحون غرفة الطعام عشان العشا ..
ام احمد : احمد وينك ؟؟ ليش تأخرت اليوم ؟؟
احمد : رحت لبيت خالتي اودي لفهد كتاب طالبه مني ..
التفتت لسهى : سهى وين اختك نوف ؟!
سهى : مدري شكلها نايمة ..
ام احمد : نايمة ؟؟ من متى نايمه .. ماشفتها من جينا
سهى : مدري .. طقب عليها الباب ماردت ..
قعدوا كلهم وبدوا عشا ... مادروا الا نوف داخلة عليهم بصمت والنوم راسم آثاره على عيونها ... وقفت قدام الطاولة والعبوس على وجهها .. خذت لها كم فطيرة ورجعت بتطلع ..
ام احمد : هوو نوف تعالي اقعدي كلي على راحتك ..
نوف ببرود : مابي بروح انوم ..
احمد والابتسامة على وجهه : نوم بعد .. ماكفاااك كل هالنوم ..
نوف بحدة ويدها على خصرها : انت بالذاااات تنطم ولا كلمة ... ولك عين تتكلم بعد اللي سويته انت والثور اللي كان معك .. ووجع يوجعك انت وهو آمين ياربي ان شالله ..
والتفتت طالعة راجعة لغرفتها .. والكل مستغرب من تصرفها .. مزاجها متعكر .. بس ليش اليوم العصر وش زينها ..
ابو احمد التفت لاحمد مستغرب : احمد شفيها اختك .. وش اللي مضايقها ..
ضحك احمد رغم العطف اللي كان يحسه عشان اخته ..
امل : هوو احمد شفيها نوف .. ؟!.. من تقصد بكلامها ..؟!
احمد ماحب يقولهم : هههههههههههههههه ... مدري يمكن شايفه كابوس معكر مزاجها ..
طلعت نوف لغرفتها والنوم لازال يداعب جفونها .. ماصحاها الا الجوع اللي ثار عليها مرة ثانية ..
انسدحت وهي تتحلطم : بعد له وجه يسأل .. هالثوور ..
كلت الفطاير اللي بيدها ورجعت حطت راسها عالمخدة وكملت نومها ...
**** **** ****
كانت تتقلب بفراشها ....يمين ويسار... موضوع ندى ماخلى للنوم فرصة انه يجي... وفوق هذا نومها اللي امتد للعصر ... كانت تتذكر سواليف ندى عن ايام طفولتها مع احمد ... أيام البراءة والطفولة اللي تشكل بحياة ندى حلقة مهمة ... لما كانوا يكونون فرق عصابات ...: عصابة مكونة من احمد وندى ونوف ... وعصابة مكونة من فهد ونجلاء وسهى وامل .... وكانت ندى لما تطيح في يد عصابة فهد .. يكون احمد هو المنقذ لها دايما ...
ولما كان عمرها 14 سنة ... وفي وحدة من رحلاتهم للثمامة .. كيف علمها تسوق الدباب .. لانها كانت اول مرة تركبه لحالها ...
وكيف انهم يوم قرروا يسوون سباق للدبابات .. اشترطوا ان كل واحد يختار له شريك .. فاختار احمد ندى شريكة له .. ركبت معه الدباب .... والسباق كان حامي ومثير ... صحيح كان فيه خطورة .... لكنها كانت اجمل اوقات قضتها ندى مع احمد مثل ما تقول .. ومركوزة في ذاكرتها ولا يمكن تنساها ....
فتحت نور الابجورة ... شافت الساعة ... الساعة 3.30 الفجر ... باقي عالآذان حوالي ساعة ونص ....
حست بالجوع يغزوها .... قامت طلعت ونزلت تحت للصالة ... وتوجهت للمطبخ ... قررت تسوي لها ساندويتش كلوب .... جهزت التوست وشرايح الجبن والبيض والخس والطماطم والمورتاديلا ومن هالخرابيط ... وبدت الشغل وهي تغني بألحان عذبة ..
فهد كان بغرفته فاتح جهاز الكومبيوتر يطقطق عالنت ...... وفاتح وحدة من غرف الدردشة اللي كانت شبه فاضية الا من اثنين او ثلاثة .... وجواله جنبه ينتظر مكالمة من شذى .....
ظل فترة ينتظر لكنه حس بالطفش ... قرر انه ينزل للصالة تحت يتفرج على التلفزيون .. كان لابس قميص بس مع بنطلون سبورت عادي .. لذا لبس تي شيرت رياضي بسييييط ....
خذ جواله وطلع .... وهو نازل حس بصوت التلفزيون ... نزل وهو مستغرب وجود أحد بالصالة بهالوقت ... قرب ... شافها جالسة وقدامها صحن ساندويتشات مع عصير ... وحاطة على وحدة من القنوات اللي كانت تعرض احد المسلسلات المصرية....
خاف يقرب منها فجأة وترتاع ... فحب يتنحنح ... الصوت من بعيد احسن من الصوت القريب منك فجأة ...
تنحنح ...
انتبهت للصوت... وعرفته ... حست بشوية ارتباك لكنها حاولت تتناساه .. لين متى كل مرة اشوفه ارتبك ... خلاص هو صار شي واقع لازم اتعود عليه ..
وصل اخيرا عندها ... ابتسمت له بصعوبة ...
استغرب .. غريبة موب عادتها توزع ابتسامات ..!!!
بادلها بابتسامة احلى واحلى ... وهي من شافت هالابتسامة... خقـــــــــــــت ...!!!!! اختفت ابتسامتها ورجعت عيونها للتلفزيون بسرعة ....
لف فهد وراح وجلس على وحدة من الكنبات اللي مقابلتها ...
ظل يراقبها وهي تتفرج ... ماسنحت له الفرصة قبل كذا انه يتفحصها زين ..... البنت حلوة !!!.... حلوة شوية عليها بعد .... مابقى الا وتقول للقمر قم واقعد مكانك ..
شوق في الجهة الثانية كانت تحس بنظراته .. كانت مثل السهام بالنسبة لها ... حست بالارتباك يزيد .. حاولت تتمالك نفسها لا يبين عليها ....
فجأة انتبهت له من طرف عينها يقوم ويمشي بخطوات هادية ناحيتها .. ماالتفتت له ولا عبرته ... لكن في داخلها قلبها يتسارع بشكل كبيييير ....
وصل لها ... انحنى ومد يده للصحن اللي قدامها .... واخذ آخر سندويتشة كانت فيه ...
غصب عنها رفعت عيونها له .. لقت عيونه تناظرها .. وكان رافع السندويتشة بيده ..
يعني ممكن آخذها ؟؟...
شوق بهدوء هزت راسها : أكيد ..
قام يقلب السندويتشة يمين وشمال وهو معفس وجهه .. وبمزح : متأكدة انها حلوة ..
شوق هزت كتوفها : انت جرب وشف ..
تعجب فهد من هالجرأة اللي طلعت فجاة ... وبابتسامة : مادامها من يدك اكيد حلوة ..
شوق بشبح ابتسامة : لا تصير واثق ... مو كل مرة تطلع مظبوطة ..
فهد : مايهمني ... اذا انا جايع اكل أي شي ... حتى لو انه شين
شوق: اوكي انت وحظك ...
اكلها كلها ... والظاهر انها عجبته ... مد يده للصينية مرة ثاينة واخذ كاس عصير الكوكتيل اللي ماكان باقي فيه الا ربعه ... وشربها كلها مرة وحدة ..
استحت شوق من هالحركة ورجعت علقت عيونها بالتلفزيون ....
فهد : ممكن ثاني ... ؟
التفتت له مستغربة : وشو ؟
اشر للكاس بعيونه : عصير ...
هزت راسها : ....... اوكي .......
قامت وراحت للمطبخ .... جهزت العصير واضافت له الثلج .. ولما جت طالعة هونت ..
حرام شكله جايع ... ليش مااسويله ساندويتش ... رجعت وطلعت نفس المقادير ... ورتبتها في التوست على شكل طبقات .. واخيرا قطعتها الى مثلثات .. وحطته مع العصير في الصينية وطلعت ...
دخلت الصالة ... كان فهد جالس في الكنبة اللي كانت جالسة عليها ويقلب في القنوات ... واستقبلها بابتسامة من ابتساماته اللي تذوب ... على طووول نزلت عيونها للصينية .. وحطتها على الطاولة قدامه ..
فهد : انا قلت عصير ما قلت ساندويتش ..
رفعت شوق حواجبها مستغربة ... طــرار ويتشــــرط !!!!... احمد ربك اني كلفت على عمري وصلحت لك ...
رجعت مدت يدها للصحن : اذا ماتبيه برجعه ...
رفع فهد يديه : لا لا لا .. خليه ابيـه ..
رجعت وجلست على كنبه جنب كنبته بس بعيد عنه شوي .... وحط اخيرا على روتانا ..... وكان وقتها اعلانات ....
حب فهد يقطع السكون اللي بينهم .. : ليش مانمتي للحين ؟
شوق : ماجاني النوم ... وجعت فنزلت اكل ..
في هاللحظة بدت دقة اغنية ( حياة قلبي ... لهيفاء ) ..
شوق من سمعتها اختبصت ومعد عرفت وش تسوي ... تقوم ولا تقعد .. ما تدري !!
كانت تتوقع ان فهد راح يبدل القناة ... لكن الاخو ماعنده نية ...
فهد حب يرجع لهالموقف اللي سوته فيه تو ... فرفع الكنترول وطول على الاغنية درجتين بحيث كانت اوضح ... وبدا يدندن معها ...
بدت اللقطات تمر لقطة ورا لقطة ..... ياربي ليش مايغير .. ولا ناسي اني موجودة معه ...
وصل لها صوته : حلوة ... صح ؟
شوق بقرف : من هي ؟
فهد وعيونه مازالت عالتلفزيون : هيفاء ..
شوق : يع ... صدق ماعندك ذوق
فهد التفت لها رافع حاجب : غيرانة منها ؟!!
شوق بتهكم : أنـا؟!! .... أنا اغار من هذي ؟!!... ليش ؟!... وش زودي عنها .. ناقصتني يد ولا رجل ...
فهد بابتسامة خطيــرة خلت شوق تنزل عيونها وتركز على الفراغ : لا مانقصك شي .. الا بنت زي القمر.. (كان يقولها بصدق)
لكن شوق حسبتها سخرية منه ... وبثقة ... : غصب عليك زي القمر .. ( وقامت متوجهة للدرج بترقى ) ..
وانطلقت من وراها ضحكته : تعااااااالـــي .... ههههههههههههههههههههههه .... تعالي .. هاغيرت القنــاة .... وربي غيرتها .. ههههههههههههههههههه ...
التفتت تناظره من فوق كتفها ورافعة حاجب .... يعني انت قاصد تحرجني .. : لا شكرا ... كبريائي مايسمح لي ... نعست وابي انوم .... تصبح على خير ....
والتفتت عنه بكل تكبر وغرور
رقت فوق ... في البداية كان يراقبها لما اختفت وهو رافع حواجبه .. وكل فترة والثانية يضحك ...... البنت واثقة من نفسها ثقة عميا ..
شوق اول ماخطت رجلها الدور الثاني ... وقفت ويدها متشابكة في بعض ... تحس بالتوتر ... ماتعرف شلون قدرت تكلمه بهالطريقة ..!!
طلت بوجهها لتحت مع انها ماتقدر تشوفه .. بس كانت تسمع ضحكاته ... عضت على شفايفها ويدها على خدها ...
أحس بنار في جسمي ... ويدي ترتجف ... شفيني ؟!!!
تنهدت وخذت نفس ومشت لغرفتها ..
**** **** ****
في اليوم الثاني .. اشرقت الشمس ومرت الثلاث الساعات الاولى بدفا مغمور من اشعتها ..
في الجامعة .... كانت شوق جالسة مع نوف وبنت اسمها نوال معهم بالمحاضرات .. تعرفوا عليها اليوم
كانوا جالسين على وحدة من الطاولات ياكلون ويشربون ويسولفون ...
شوق : ياختي هالدكتورة رافعة خشمها مدري على ايش ..!!!
نوف : ههههههههههه ... موب انتي لحالك ... الكل مر معها بهالمرحلة .. حتى اسألي ندى ..
شوق : ليش عاد ..؟!! .... لأنها دكتورة خلاص .. تسوي اللي تبيه ..
نوال : انا اختي في سنه ثالثة ... تقول ان الدكتورة محد يحبها .. معاملتها مرة زفت .. واللي يحارشها او يحتك فيها .. تعاقب الكلاس كله وتحط اسئلة الامتحان صعبة مووت ....
شوق : يووه لا تخوفوني ... من شفتها اول مرة وانا حاسة انها كذا شريرة ...
نوف ضحكت : ههههههههه .... ياعمري يا شريرة ... هاللقب محد يقوله ... الكل يسميها الحين السفاحة ... لانها تذبح البنات بأسئلتها المعقدة ...
نوال : لا تخافين ياشوق ... اختي تقول ان البنت اللي تمشي معها صح واوكي .. تساعدها مرة ...
شوق : الله يعينا ...... ( رفعت ساعتها ) ... مابقى عالمحاظرة الا عشر دقايق .. يالله بنات نقوم ..
جمعوا اغراضهم وقاموا ... ولما جو طالعين من الكافتيريا سمعوا أصوات بنات من جهة ثانية تناديهم ..
التفتوا يدورون مصدر الصوت .... انتبهت شوق لابتسام تناديهم وشلة صديقات ندى معها ...
راحوا لهم وسلموا عليهم ....
دارت شوق بعيونها تدور ندى : اجل وين ندى ..؟
ابتسام : هذا اللي ابي اسألك عنه ...
شوق : خير وش فيه ؟
ابتسام : ابي اسألك عن ندى ... وش فيها ؟
شوق مستغربة : وش فيها ؟!!.... مافيها شي ..
ابتسام : مادري شكلها تعبانة .. وضايق صدرها .. ومب على بعضها ... حتى الدكتورة عاتبتها في المحاظرة ..
عقدت شوق بين حواجبها ... وتذكرت موقف امس ... اكيد هو اللي مضايقها ..
ابتسام : وقلت يمكن انت تعرفين ؟
شوق : .. لا لا .... ماادري ... بس هي وينها الحين .. ؟
ابتسام : قاعدة في القاعة ... وعيت تطلع معنا ...
شوق : بروح اشوفها ...
طلعت مع نوف ونوال وتوجهوا لقاعة محاظرتهم .... ولما جوا بيدخلون... التفتت شوق لهم : بروح شوي واجي ..
نوف : على وين ؟
شوق : بشوف ندى ...
نوال : بس لا تطولين المحاظرة مابقى عليها الا 7 دقايق ..
شوق : مارح اتأخر .. بس انتوا احجزوا لي مقعد قدام ...
راحت بسرعة عشان تلحق تشوف ندى وتقدر ترجع قبل بداية المحاظرة ...
وصلت لقاعة بنت عمها اخيرا ... كانت فاضية ....... الا من وحدة ..... لقتها حاطة راسها بين يديها ونظراتها على شي مجهول ..
تقدمت لها بهدوء .. وبرقة قالت : ندى..
رفعت لها راسها ....وهالها منظرها ... اللي يشوفها يعرف انها عايشة بأسى .. والأحزان تلف حولها ... بانت العيون اللي اصطبغت باللون الاحمر من البكي ...
راحت وجلست جنبها : خير ندى يعورك شي ... ؟
ندى بصوت مبحوووح : لا ....
نقلت شوق عيونها للطاولة ... شافت نفس الصورة اللي بالدفتر عندها لكنها مصغرة ....
شوق : ابتسام والشلة يسألون عنك ... يقولون وش فيها ؟
رفعت ندى عيونها لها : وقلتي لهم ؟
شوق هزت راسها : لا طبعا ً ...
هزت ندى راسها علامة الرضى .. ورفعت المنديل اللي كان مبتل .. ومسحت به خشمها ...
ابتسمت شوق وحبت تلطف الجو .. طلعت منديل جديد من جيبها : خذي .. خلاص فكي هالمنديل اللي بيدك .. ارحميه تقطع ...
خذت ندى المنديل وما اظهرت حتى ابتسامة ...... ضربتها شوق بكتفها ....
شوق : يالله عاد ندى اضحكي ... والله ماتسوى عليك ..
ندى : والله مالي خلق شوق ... خليني لحالي ..
شوق : منيب ... الحين اقولك امس انسي احمد .. تروحين تجيبين صورته معك للجامعة .. تزيدين الطين بلة يعني ؟!!
ندى : صورته دايما معي ماقدر اتركها ..
شوق : تقدرين لو حاولت ...
ندى رجعت لها عبرتها ودموعها رجعت تذرف وتاخذ نفس الطريق على خدودها الحريرية : ماقدر قلت لك ماقدر ... خليني لحالي تكفين ... تكفيــن
وخبت وجهها بين يديها وبدت نوبة بكي ...
شوق حست بالضيق لبنت عمها .. وكانت العبرة فيها من شكلها اللي يقطع القلب ..
رفعت يدها وحطتها على كتفها .. : ندى خلاص لا تصيحين ... ترا والله اصيح معك .. مااتحمل اشوفك بهالشكل ..... انت أكثر من أختي
ندى بين شهقاتها : روحي شوق .. خليني لحالي .. أبي أجلس لحالي مالي خلق أتكلم مع أي احد
شوق : ماقدر ياندى اخليك وانت بهالحالة .... قلبي مايطاوعني ..
قامت ندى وتمالكت نفسها ومسحت وجهها من الدموع : خلاص روحي .. انت وراك محاظرة .. مايصير تفوتينها ...
شوق : منيب رايحة قبل مااتطمن عليك ..
ندى : والحين .. ماتطمنتي ؟ ...
شوق : لأ ... دقي على وحدة من البنات وخليها تجي تجلس معك ..
ندى : مابي احد .. ابي اقعد لحالي .. مابي اقابل احد ..
شوق بحزم : مب على كيفك ... لا تصيرين معاندية ... عطيني شنطتك ..
سحبت شنطتها وطلعت الجوال .. ودقت على رقم ابتسام ...
شوق : الو ...هلا ابتسام .... وينك فيه .. اوكي .. ندى تبيك تجين تجلسين معها ... أيه في القاعة ... انا وراي محاظرة ومااقدر اجلس ..
اوكي ... تنتظرك ... بااي .. ( وسكرت )
ندى : وخليتيني انا اللي ابغاها ..
شوق بمرح : ايييييه ... يالله حبيبتي هونيها وتهون .. سي يا
باستها على خدها .. وطلعت من عندها بسرررعة .... وياللــه لحقت عالمحاظرة قبل ماتدخل الدكتورة بلحظات ...
ندى من بعد ما تركتها شوق شالت الصورة ودخلتها في محفظتها ودموعها تزيد ... دخلت المحفظة في الشنطة وحطت راسها عالطاولة وبدت تجهش وتشهق من شي كبير داخل قلبها ...
ليــــــــش ؟!.... لـــــــــــــيش ؟! .... ماأقدر أصدق ... ماأقدر ... ليش ياأحمد من بعد هالسنين تجي ترميها بوجهي وببرود .... ماأقدر أفكر بغيرك ... حاولت انساك بس ماقدرت ... ليش الحين توك تقولي ... ليش ماقلتها من قبل ... ليش ماقلتها قبل ماأحبك كثر ماحبيتك ... وقبل ماأتعلق فيك وأتولع أكثر ... حرام عليـــــك .... حرام عليك .. ليه ماحسيت فيني ... ليه رميتني بهالدوامة ... محتاجتك يااحمد محتاجتك ..
حست بيدين تلمس كتفها برقة وحنية ...
رفعت راسها متفاجئة ....
ندى بهدوء : ....... ابتسام ...؟!
ابتسام ببسمتها الدايمة : أيــــه ابتسام ... والا نسيتيني ؟!
ندى ما ضحكت ولا حتى ابتسمت ... كل اللي سوته انها نزلت راسها للأرض وتمت تمسع عيونها ووجهها بالمنديل ...
جلست ابتسام جنبها بهدوء : ندى حبيبتي شفيك ؟!........ تعبانة شي ؟!
ندى : يعني شوي ...
ابتسام بنظرة قلقة : وش حاسة فيه .... ؟!
ندى : مادري ابتسام ... أحس اني تعبانة وبس ... مادري شفيني ..
ابتسام : شلون ماتدرين ... ماتدرين وش اللي يعورك ؟!
ندى حطت راسها بين يديها وبدت تضغط عليه من زود الصراع اللي عايشته ..
ابتسام : ندى بسم الله عليك ... وش فيك ؟!... خوفتيني ...
ندى ماردت وغمضت عيونها بألم وشدة ... دموعها رجعت تذرف وبدت تتساقط على الطاولة ...
ابتسام : ندى ردي علي ... وش فيك ... والله خوفتيني !!!
ندى تكلمت بصوت غلبت عليه البحة ... : مافيني شي ... تكفين ابتسام خليني ... أبي أقعد ويا روحي لحالنا ..
ابتسام : كيف تبيني أخليك لحالك وانتي بهالحالة .... لا والله ما يطاوعني قلبي ...
ظلت ابتسام جالسة عند ندى بس الصمت كان بينهم ... مابغت ابتسام تزيد في الكلام ...
لحظات وشافت ندى تطلع جوالها من شنطتها وتدق على أرقام معينة ..
... وقت الخروج ...
شوق : شفتي ندى .... ؟!!
نوف : لا ...
شوق : ياربي .. وين راحت ... السيارة تنتظر برا ...
نوف : الا هي ماقالت لك وش فيها ...
شوق ارتبكت ... ماادري اقولها او لا ... بس نوف بنت خالتها .... لا اخاف ندى ماترضى .. وخصوصا ان احمد اخوها ...
شوق : لا .. ماقالت ... بس شكلها تعبانة شوي ...
نوف : طيب دقي على وحدة من صديقاتها ... ابتسام او خلود ..
شوق : ايه بس المشكلة اني ماحفظت ارقامهم ...
نوف شافت ساعتها : يالله اجل شوق ... كان ودي اساعدك ... بس احمد اكيد ينتظرني برا .. ويا ويلي لو أتأخر عليه .. مع اني بصراحة ودي اخليه ينطق بالشمس ساعتين عشان ابرد خاطري ..
شوق : هههههههههههه ليه ؟؟
نوف : بعدين اعلمك ... او قولي لندى وتعلمك .. يالله بطلع لأحمد ..
شوق في نفسها ... ماتدرين ان احمد هو سبب الدوامة اللي عايشتها ندى الحين ..
نوف بعد مالبست عبايتها : يالله شوق باي ... وطمنيني على ندى
شوق : اوكي .. باي
طلعت نوف ... وظلت شوق تفكر .. وين راحت هالخبلة الحين .. معقولة ماتدري كم الساعة .... ياربي وين القاها ..!!
راحت تمشي وهي تتلفت يمين وشمال لعلها تلمحها ... وصلت للكافتيريا اللي دايما يجلسون فيه ...
قامت تدور ببصرها ... واخيرا لمحت ابتسام جالسة مع نادية وهدى ...راحت لهم
شوق : مرحبا بنات ..
الكل : اهليييين شوق ...
شوق : اممم ... ماشفتوا ندى .. ؟
ابتسام : ندى راحت ..
شوق متفاجئة : راحــت ؟!!!!
ابتسام : ايه راحت .. بعد مادقيتي علي انت وقلتي لي اجي اقعد عندها .. حتى المحاظرة الثانية ماحضرتها ...
شوق : ومن اللي خذها ؟
ابتسام : مادري ... بس اظن سواقكم ...
شوق هزت راسها .. : خلاص اجل اشوفكم بكرة .. باي
الكل : مع السلامة ..
راحت بسرعة ورجعت للبوابة ... لبست عبايتها بعجلة وبالها مشغول ... خذت شنطتها وطلعت ..
دخلت البيت بسرعة وهي تتلفت يمين وشمال لعلها تلقاها .. من عجلتها ما انتبهت لعمها ومرته وفهد اللي جالسين يتقهوون .. توجت للدرج بعجلة راقية لفوق .. لكن صوت عمها استوقفها ..
ابو فهد : وين شوق .. ؟ مافي سلام ؟!
التفتت شوق بعدين ضحكت على نفسها ... لهالدرجة انا عميانة ماانتبهت لهم .. يالفشيـــــــــــــلة ..!!!
شوق : هلا عمي .. السلام عليكم .. والله ماانتبهت كنت مستعجلة ..
ابوفهد بمرح : وشوله العجلة .. فيه احد لاحقك ؟!
ضحك فهد بخفة .. ورمقته شوق بنظرة باردة .. ورجعت التفتت لعمها ..
شوق : لا والله .. بس جاية ادور ندى .. كان شكلها تعبان في الجامعة .. ولا دريت انها رجعت للبيت الا من وحدة من البنات .
قطب ابو فهد : وندى وش فيها ؟!!
.. وش اقوله .. بنتك تحب .. ومصدومة .. وعايشة في دوامة لها اول ولا لها تالي : امم .. الظاهر انه شوي صداع
ام فهد : روحي بتلقينها بغرفتها .. جاية من ساعتين تقريبا ..
هزت شوق راسها مع بسمة .. ورجعت راقية لفوق بعجلة .. دخلت غرفتها ورمت الشنطة والعباية على السرير بفوضوية ورجعت طالعة لغرفة ندى ..
دقت الباب ................. ( مافي رد ) ..
دقت مرة ثانية .......... ( بعد مافي رد)
............................ فتحت الباب ..
كان الظلام دامس ... والستاير ماسمحت لخيط نور واحد انه يدخل الغرفة ... صوت المكيف مالي الأرجاء ... والهدوء والصمت مخيم ..
توجهت للسرير بهدوء .. مدت يدها وتحسستها .. باين عليها غرقانه بالنوم ....
ابتسمت .... النوم بيكون اريح لها نفسيا وجسديا .... وبينسيها ولو شوي اللي صار ...
رفعت يدها عنها لكنها حست بشي غريب جنب يد ندى ... ومتمسكة فيه بقبضة يدها كأنها ورقة .. سحبتها بهدوء لا توعيها وطلعت بها عند باب الغرفة عشان تقدر تشوف وشي ...
وقفت وظلت تتأملها .. أطلقت تنهيدة خفيفة .. حتى عند النوم حاطة هالصورة وضامتها .. الله يهديك ياندى ...لإيش تبغين توصلين ؟!!!!!!!
رجعت وحطت الصورة عالكومدينة .. ومشت طالعة .. سكرت الباب بهدوء .. وتوجهت لغرفتها .. غيرت ملابسها ولبست بيجامة .. وتمددت على السرير ..
حست بالنوم يسيطر عليها ومافي مجال للمقاومة .... مانمت في الليل الا ساعة ..
وغابت في أحلامها ...
**** **** ****
فتحت عيونها ببطء ... رفعت يدها وفركتهم ... تثاوبت .. قامت من السرير وتمغطت بكسل ..
حست انها مكتومة .. راحت لباب البلكون وفتحته تخلي هوا الغرفة يتجدد ... لكنها لما فتحت الستاير ... كان نور الدنيا في بدايات ظلمته .. والشفق صبغ الأفق باللون البرتقالي البراق ... تذكرت يومها اللي مضى ...
تنهدت بحرقة ... خلاص .... خلاص ..... انا قلبي معد هو ملكي ... مااقدر اسيطر عليه ... فلت مني خلاص ... هو الوحيد اللي يتحكم فيه .. هو الوحيد اللي يقدر يملكه اويطلقه لحريته .....
حاولت تتناسى هالافكار ... لكن هيهات ...
وكل اللي سوته انه توجهت للحمام ...
في المطبخ .... التجهيزات قايمة لاستقبال نجلاء
دخلت ام فهد المطبخ : ماشالله ... هذا السنع ..
شوق : لا خالتي انا موب قد هالكلمة ... كل اللي اعرفه اني اسوي ساندويتشات وعصاير ... وهالخرابيط اللي يحبونها البنات ... لكن الرز والجريش والمرقوق والقرصان وهالأشياء الصعبة ماعرف لها وهالسوالف ماأدبر فيها شي ...
ام فهد : ماعليه .. وانت وش تسوين الحين ؟!
شوق : دونات ... وكيك ... وحلى ..
ابتسمت ام فهد لمنى اللي كانت واقفة جنب شوق وتساعدها: وانت منى وش تسوين ؟
بادلتها منى بابتسامة حلوة وهي لازالت مندمجة بشغلها : اسوي دونات .. علمتني شوق ...
ضحكت شوق : وصرتي فنانة فيها ...
ضحكت ام فهد .. وبتشجيع قالت : وانا متأكدة انها بتطلع احلى منك ..
دخلت ندى في هاللحظة ...
ندى : مسالخير ..
التفتوا لها كلهم .... وتقدمت ام فهد لها متعجبة ...
ام فهد : ندى ؟!!... منتي بصاحية !!!.... كل هذا نوم ؟!!!
ندى راحت للطاولة اللي بالمطبخ وجلست على وحدة من الكراسي : كنت تعبانة
مدت ام فهد يدها لجبهتها تتحسس اذا فيها حرارة او لا : تحسين ببرد ؟!
ندى : لا .. بس خلاص انا طيبة الحين ...
ام فهد : والله خوفتيني عليك حسبي الله على بليسك ... تدخلين البيت الضحى وأسألك وش فيك .. وتروحين وتسفهيني ...
ندى : معليش يمه .. بس كنت دايخة .. وادور الفراش ..
ام فهد : الحمدلله انك طيبة الحين ...... (وراحت طالعة ) ... انا بروح اجهز غرفة نجلاء واشوف الخدامات وش سوو عليها .. اهتموا انتوا بالمطبخ ...
كلهم : ان شالله ...
طلعت ام فهد ... بعدها راحت شوق وجلست قبال ندى : ها شخبارك الحين ؟
هزت كتوفها وابتسمت ابتسامة باهتة : very well …..
شوق : very well …. very well ??
هزت ندى راسها : الا وش تسوون ...؟!!
شوق : اللي تشوفينه .... حلويات وخرابيط .....
ندى التفتت لمنى : اللـــــه منى !!!..... منى تسوي دونات ؟!!! والله وكبرتي !!!....... وانا وش اسوي ؟!
شوق رفعت راسها تتذكر : امممم .... باقي العصيرات مابعد سويتها ...
ندى بمحاولة انها تلهي نفسها من الافكار المزعجة : خلاص اوكي بسويها ....
قاموا مع بعض .. وساعدتها شوق .. وطلعت معها الكاسات اللي كانت بحد ذاتها شي ثاني .. روعة ... وطلعت العصيرات اللي كانت انواع .. والثلج اللي هو شي اساسي للعصير ... ويخلي له مذاق ثاني
خلصت منى من الدونات ... وتركت شوق امر قليها بالزيت للخدامة ...
شوق : ندى انا رايحة البس ...
ندى : خلاص روحي شوي وانتهي ..
طلعت شوق لغرفتها .. خذت روب الحمام عشان تاخذ لها شاور عقب حوسة المطبخ .. والطحين اللي وصل لشعرها بسبب خبال منى اللي قامت تلعب فيه .. وزيادة على كذا ريحة الزيت ...
خلصت ندى من العصيرات ودخلتها الثلاجة الى وقت شربها ..... ونفس الشي طلعت لغرفتها عشات تتجهز ...
طلعت شوق من الحمام وهي رابطة الروب عليها .. والفوطة ملفوفة على شعرها ..
راحت لدولاب ملابسها وفتحته ... احتارت وش تلبس ... بنطلون او تنورة .....
خذت لها بلوزة لونها أسود ستريتش بكلمات انجليزية ذهبية .. مع تنورة بيج ميدي شيك ... يعني باختصار احسنت الاختيار ....
لبست .. وتوجهت للتسريحة ... فكت الفوطة عن شعرها .. تجعيدة شعرها عقب الموية مرة روووعة ... قررت تخليه زي ماهو ولا تسشوره .. خذت شوي كريم بأطراف اصابعها ومسحت بيدها على شعرها ورتبته ....
اما بالنسبة للمكياج فكل اللي سوته انها حطت غلوس وردي شفاف بلمعه وردية وكحل...
بس صارت خياااال ..!!
طلعت من غرفتها .. وتوجهت لغرفة ندى .. دقت الباب ...
شوق : دونا ... ار يو اوريدي ...
ندى : ون مينيت ...
شوق : اقدر ادخل ..
ندى : ادخلي الباب مفتوح
دخلت .. لقتها واقفة قدام التسريحة .. تحط لمسات تجميل بسيطة ..........
ابتسمت شوق : الله قمر .. قمــــر ... والله قمـــر .. القمر نفسه يشهد
ضحكت ندى والتفتت لها : ههههههههههه ... في هالبيت قمرين موب واحد .. أي واحد فينا الحقيقي .. واي واحد المزيف ..
شوق تقدمت وحطت يديها حول كتف ندى : اوفكورس انت ... انت قمر هالبيت ..
سكتت ندى وهي مبتسمة ورجعت تكمل الميك اب ...
ظلت شوق تتأملها بابتسامة ... ندى الحين غير .. شكلها مرتاحة .. وفرحانة .. كأنها مامرت باللي مرت فيه أمس .. خبر جية اختك كان له دور اكيد .. اتمنى تنسين اللي صار ولا توقفين حياتك عالنقطة هذي .. لازم تتجاوزينها ..
قطع عليها حبل افكارها صوت ندى : وش تناظرين ؟ ... اول مرة تشوفيني ؟!!
شوق بمرح : بصراحة ايه ... احس الحالة اللي مريتي فيها من امس والضيق اللي سببتيه لي معك .. كأنه من شهر .. لكن الحين رجعتي لندى الاصلية ..
ندى ضحكت على كلمة الاصلية .. وفي نفس الوقت بان الحزن بعيونها : لا تفكرين اني نسيت .. نو ووي .. بس نجلاء اختي نص ساعة ساعة بالكثير وهي موجودة .. لازم استقبلها صح .. ومو لايقة استقبلها وانا مكشرة .. اختي ماشفتها من 5 شهور
شوق نزلت راسها بعدين رفعته : ندى ... بسألك سؤال ؟!! ..
ندى بان عليها الفضول : اسألي
شوق : بس تجاوبيني بصراحة ..
ندى : احاول ..
شوق : اممم .. ليش أحمد بالذات ؟!!....وش معنى هو اللي حبيتيه !؟؟ وش معنى هو اللي قلبك اختاره ؟!!
ندى نزلت راسها من الخجل ..... حطت الاغراض اللي بيدها عالتسريحة .. وتوجهت للبلكون وطلعت .. كان الجو مريح تتخلله نسمات منعشة ... تبعتها شوق ..
شوق : ليش ؟!
ظلت ندى ساكتة لــفترة وهي تناظر الأفق ... : ...... من واحنا صغار .. كان احمد غير معي ... مختلف معي انا بالذات .. مع خواته ونجلاء شكل .. ومعي شكل ثاني .. لما اطلب من فهد شي ولا ينفذه لي .. يكون احمد هو المستجيب لطلباتي .. لما ابي لعبة .. لما ابي حلويات .. أي شي ابيه ..................... وما اخفي عليك .. لما كنت صغيرة كنت كثيرة الصياح ودلوووعة لأبعد الحدووود ... ولأي سبب أبكي ... وكان هالشي ينفر فهد مني .. لكن أحمد لا .. يجيني بعطف
(وبدت دموعها تلمع بعيونها ) ويسألني وش مزعلني ... وش اللي مضايقني وش ابغى !! وياخذني بيدي ويوديني للبقالة اذا كنت ابي .. لأي مكان أبيه يوديني له ........
تنهدت وهي تسترجع هالذكريـــات ... رفعت راسها تتأمل نجمة تلمع .... وسالت دمعتها بهدوء النسيم ..
كملت : كل هالأمور كبرت معي .. وعاشت في قلبي وانغرست فيه وتحولت لحب مع السنين ..... حتى كذا مرة قالي .... انتي زوجتي في المستقبل .... انا مابي اتزوج غير ندى ... وهذا اللي خلاني اتعلق فيه اكثر و أكثر ...
جلست على الكرسي وهي تتنهد بألم .. رمقتها شوق بنظرة عطوفة .. وراحت جلست قبالها : وانت شلون تعلقين أمل على واحد قال كلام في طفولته .. ولا بعد عرف الدنيا .. ؟!!!
نزلت راسها للأرض وقطرات دموعها تسابق هالنظرات ... وهزت كتفها بحيرة : مدري ... مدري ... المهم اني حبيته ... حبيته من كل قلبي واستحل كياني كله .. ( وحطت يدها تحت عيونها تمنع دموعها لا تنزل أكثر ... )
شوق : خلاص ندى انسي ... أي وحدة ممكن تمر بهالحالة .. لكن مع الوقت رح تنساها ولا كأنها مرت فيها .. بس انت قوي قلبك ..
ماردت ندى وظلت منزلة راسها ... ولا صدرت منها أي ردة فعل ...
مادرت شوق .. هل جمودها هذا دليل موافقتها ولا عدم اقتناعها ... تنهدت في داخلها
شوق : خلينا من هالموضوع الحين .. وقومي ننزل ...
مسكت يدها وسحبتها معها وطلعوا من الغرفة نازلين للصالة .. اللي الكل كان فيها الا فهد المتخلف كالعادة ...
جلسوا مع ابو فهد يسولفون ويضحكون .. شوي وقامت ندى للمطبخ تتطمن عالعصير والتجهيزات مثل ماقالت لها امها ... ظلت شوق تلعب مع نايف بلاي ستيشن .. ماكان ودها تلعب بس تحدي نايف لها اجبرها .. دق التلفون وقامت ترد ...
شوق : الوو ..
- السلام عليكم ..
شوق : هلا وعليكم السلام
- هذا بيت عبدالرحمن
شوق : ايه نعم ...
الصوت بان عليه الفرح : أجل أكيــــــــــــــد انتي شوق ؟!
عقدت شوق بين حواجبها ... من هذي اللي تعرفني
شوق : ايه انا شوق من معي ؟!
- هـــــــلا والله ببنت عمي ..
فهمت شوق السالفة وضحكت : هههههههههههههه ... هلا فيك حبيبتي .. عاش من سمع صوتك ..
نجلاء : عاشت ايامك عمري ... شخبار بنت العم ؟!
شوق : تمام ... انتي كيفك .. ومتى واصلة ؟
نجلاء : انا بخير .. وما اقدر اصبر لما اجي اشوفك ..
ضحكت شوق : حتى انا والله ...
نجلاء : كلها 10 دقايق ان شالله وانا عندكم .. بس احسها عشر ساعات
شوق : تسلمين .. كله من ذوقك
نجلاء : خلاص شوق ما اطول عليك .. انا داقة اقولكم اني شوي وواصلة .. ( وبثقة ) عشان تستقبلوني صح ..
شوق : تستاهلين والله ..
نجلاء : يالله اجل ... مع السلامة
شوق : مع السلامة
سكرت السماعة ....
ابو فهد : من اللي داق ياشوق ؟
شوق : هذي نجلاء .. تقول شوي وواصلة
ام فهد : بعد قلبي بنتي .. مشتاقتلها ..
ابو فهد : صبر .. كلها دقايق وتلقينها واقفة قدامك ..... ( وكأنه تذكر شي ) ... إلا فهد وينه ... مانزل من غرفته ؟
ام فهد : لا طالع للحين ما رجع ...
ابو فهد بضيق : مايدري ان اخته جايه .. وشو له طالع داير بالشوارع ...
ام فهد : أنا محرصته بس هو الله يهديه ... ولدك ماتعرفه ..
التفت ابو فهد لشوق اللي لازالت قاعدة جنب التلفون وتتابع النقاش : شوق حبيبتي .. دقي على فهد وقوليله يرجع ..
اشرت لنفسها بذهول بدون ماتتكلم .. أنـــا ؟!!!!
ابو فهد : ايه قولي له يرجع بسرعة
شوق بمحاولة يائسة انها تتخلص من هالموقف : بس انا ماعرف رقمه ...
قاطعهم نايف وعيونه على شاشة التلفزيون .... وقال الرقم بسرعة حتى ماقدرت شوق تحفظ منه الا الثلاث الارقام الاولى....
رفعت شوق السماعة بارتباك .. نيوف هذا دايما يخرب .. ودقت اللي حفظته منه ...
شوق : ايه وبعد ..؟
نايف : تسعة تسعة صفر ثمانية خمسة ..
بدى الخط يدق عندها .. وهي محتارة بأي طريقة تكلمه .. مالي وجه اكلمه عقب اللي صار امس بالليل .... وفي لحظات توترها وتفكيرها حبت تنتقم ... وخلال افكارها هذي وصلها صوت من الطرف الثاني ...
فهد وباين على صوته نفاذ الصبر : نعم ياندى ...مافي احد يدق علي من البيت بهالوقت غيرك ..!!
شوق رفعت حاجب مستغربة من طريقة رده ........... وقالت ببرود : واذا ندى اللي داقة عليك ... مو بأختك !!!!!!
قطب بين حواجبه ... يعرف هالصوت .. ونعومة نبرته موب غريبة عليه ..!!!
بعد لحظات صمت من الطرفين ...
شوق : أنا شوق ... ماعرفتني ؟!!
فهد التفت للي بجنبه مبتسم ..: أهـــلاً شوق ... شخبارك ؟ .. بغيتي شي ؟
ردت عليه متعمدة من غير نفس : بخير ... وينك ؟
رفع حواجبه مستغرب من هالسؤال : ليــش ..!! تبيني في شي ؟
شوق : لأ .. مابيك .. وش ابغى فيك يعني !!... عمي اللي يبغاك ...
فهد : ابوي ؟؟! ... وش يبغى فيني ؟
شوق بسخرية : يعني ماتدري !!
فهد قطب من اسلوبها : لا ما أدري ... يمكن ناســي ... ذكرينــــي .!!.
شوق : اسأل نفسك وانت تعرف ...
فهد مستغرب من هالأسلوب : أسأل نفسي ؟! ... لو داري ماسألتك !!...
شوق : لا انا ماعرف شي ...
فهد : طيب شوي شوي علينا ليش معصبة ؟!!!!!
شوق تتصنع الهدوء : ماعصبت ... سلامة قلبك ... بس عمي يبيك وقالي ادق عليك .. واقولك تجي ..
فهد بخبث مقصود ... يبي يكمل عليها حق أمس : متأكدة انه هو اللي قالك ؟!...
رفعت حواجبها مستغربة .. وبصوت فيه شوي من الحدة حاولت انه تقصره عشان ماينتبه لها عمها : وش قصدك ؟!
فهد ببرود : لا أبد ما أقصد شي ... انتي اللي فهمتي غلط ..
شوق تنهدت بصوت خلت فهد يسمعه : طيب بتجي ولا شلون؟
فهد : لا خلاص بجي ... ( وبنبرة خوف مفتعلة وكأنه يوجه الكلام لواحد جنبه ) .. يمه شوي وتاكلني ..!!!!!
فتحت عيونها على آخرهم من سخريته ... يكمل علي اللي صار امس يعني .. بس هين ... الحقران يقطع المصران ... ظلت ساكتة لثواني ... وش بقوله بعد ..
سكرت الخط بوجهه .... حست بحرة في قلبها وبردت ........ التفتت لعمها لقته يقرا الجريدة وناسي اللي حوله ... ومرة عمها مب فيه ..... اشوى ماسمع مكالمتي ...
قامت لنايف تكمل معه لعب ...
اما هو من جهة ثانية ظل يناظر التلفون .. وفي نفسه ساكنة ضحكة ماعبر عنها الا بابتسامة ساخرة ارتسمت على وجهه ...
سكرت الخط في وجهي ؟؟!!!!!!!!!! ..... وش قلت عشان تتنرفز ... ماسويت لها شي ... ليكون ... ليكون بسبة أمس !! ....
- وش مناسبة هالإبتسامة !!!
فهد انتبه لأحمد : ولا شي
أحمد : وش يبغى الوالد ؟
مارد فهد وكأنه تذكر شي : شلون نسيت ؟!!
احمد : وش نسيت بعد .. ؟
فهد : نسيت ان نجلاء بتجينا اليوم ...
احمد ناظره باستغراب : ماقول الا الله يخلف عليك ... وهذا شي تنساه ؟
فهد : ياخي نسيت .. عيب ؟!!
احمد : ومتى بتوصل ...
فهد : اكيد هي بالطريق الحين .. هذا اذا ماكانت وصلت للبيت ..
احمد : ياحليلها ... من زمان عنها
رجع فهد يناظر تلفونه بتفكير وقال يكلم نفسه : بزعمها تنتقم ...
احمد : من هذي اللي بتنتقم .. ليكون وحدة من البنات اللي تكلمهم
فهد : لا هذي الله يسلمك بنت العم ..
احمد رفع حواجبه : بنت العم ... وش مسوي فيها بعد ؟
فهد : ماسويت لها شي ... مقلب بسيييييييط ...
احمد : حبيبي ... انت ماعندك شي اسمه بسيط ... انت مقالبك سايز واحد .. اكس اكس لارج ..
فهد : هه هه هه ... ياخف دمك .. تستهبل انت ووجهك
احمد بثقة : غصب عليك خفيف دم ... قم بس ضف وجهك لابوك لا يحمق عليك ..
فهد : طردة يعني ؟!!
احمد : ايه طردة .. عندك مانع ؟
رفع فهد يده باستسلام : لا ابد ماعندي مانع ... البيت بيتك... بس مردودة لك ..
احمد : خوفتني !!.... يالله اخلص ورنا مقفاك ...
فهد : اووكي اووكي انا طالع ... بس اذا اجتمعوا الشباب عندك الليلة .. قلهم ماقدر احضر..
احمد : بقولهم .. مع اني داري ان حنا بنستانس من دونك ...
قام فهد طالع وابتسم بسخرية : انا رايح ... بس تشوف ان ماانحاشوا من عندك من 9 ... وقل فهد ماقاله ..
احمد : مشكلة الثقة ... !!!
مارد عليه .. وطلع ركب سيارته وتوجه للبيت ..
في بيت ابو فهد ... كانوا كلهم في الصالة ينتظرون وصول نجلاء في أي دقيقة .. الا فهد اللي للحين ماوصل ..
.......... رن الجــــرس ..........
نط نايف أول واحد راكض لبرا البيت ومنى وراه تحاول تسبقه ...
منى : نيوووف ... أنا اللي بفتح الباب تكفى ..
نايف اللي كان أسرع منها : اللي يسبق هو اللي يفتح ...
ظلت منى تركض وراه تبي تكون أول وحدة تستقبل أختها ... لكن نايف كان أسرع منها ..
فتح الباب بلهفة ...
دخلت نجلاء ونزلت الطرحة من على وجهها .. : هلا ... هــلا والله بحبيبي ...
قابلها نايف بابتسامة ومد ذراعيه حول رقبتها ....
نايف : اشتقت لك مــــــرررررة ...
نجلاء : يابعد عمري وانا اكثر ..
باسته بوستين .. وحدة على خده اليمين ووحدة على خده اليسار ....
اول ماخلصت من نايف مادرت الا ومنى طايحة بحظنها ويديها لفتها حول خصرها ...
نجلاء بدورها مدت يدها حول منى وضمتها اكثر : اهلين ميمي ... ارفعي راسك سلمي علي ...
سلمت على منى اللي كان باين عليها الشوووق لأختها وباستها ...
التفتت نجلاء لنايف : نيوف حبيبي ... رح ناد سعود... شفه ينتظر برا .. دخله المجلس ..
طلع نايف للشارع يركض : اووووكي ..
مسكت نجلاء يد منى ومشت معها لداخل ...
نجلاء : شخبارك حبيبتي
منى : طيبة ... وينك عنا من زمان ؟!
نجلاء : هههههههههه ... شسوي حبيبتي غصب عني ..
**( نجــلاء ... 24 سنة .. اخلاق وذوق وطيبة ودلال وكل شي .. جميلة وفيها من العذوبة اللي تسحر الواحد .. متزوجة من سنة من سعود وعايشة معه بجدة بحكم عمله .. من شخصيات القصة الأساسية .. وبيكون لها قصة .. )**
دخلت الصالة .. وأول شي شافته ابتسامة ابوها ناحيتها ... وكانت ابتسامة تعبر عن كل اللي داخله من مشاعر الشوق واللهفة والفرح والحنين ...
حست نجلاء بالعبرة فيها .. لكنها اخفتها ..تدري لو صاحت بيصيح معها ابوها ويمكن امها ...
ابو فهد : هلا والله ببنتي .. بحبيبتي ... هلا بالغلا كله
فكت نجلاء يد منى وراحت لابوها ... حبت راسه ..
نجلاء : انت الغلا يبه .. شخبارك .. ان شالله طيب ..
ابو فهد : بعافية .. مانقصني الا شوفتك يابعد عمري ...
نجلاء بابتسامة عطوفة : حتى انا والله .. مانقصني الا شوفتكم
ابو فهد : بشريني عنك ... عسى مرتاحة ؟
نجلاء : الحمد لله مرتاحة يبه ..
سمعت صوت امها من ورا ابوها وباين على نبرته العبرة : هلا غناتي ...
زادت ابتسامة نجلاء وتقدمت لأمها ... امها طول عمرها عاطفية وما تعرف تخفي عواطفها .. على طول تطلع على كلامها وعيونها ...
حبت راس امها .. لكن امها ماصدقت .. وكأنها لقت لها شي مهم كان ضايع .. ربطتها بيديها وهي تهمهم بكلمات كانت ضايعة مع دموعها ..
ظلت ندى تضحك وتحاول قد ماتقدر تمسك نفسها .. ماتبي تحول هالفرحة لمناحة .. واللي حولها كلهم تموا يضحكون ..
ابو فهد : الجوهرة ... هووو .. وشو له الصياح .. البنت مافيها شي ..
بعدت ام فهد عن نجلاء بعد ماخذت حقها من بنتها .. لكنها مازالت حاضنة يدها بين يديها ....
ام فهد وهي مازالت تبكي : والله اني اشتقت لها ... 5 شهور كأنها 5 سنين .. وش اسوي غصبٍ عني ..
نجلاء ودمعة سالت على خدها الحريري : حتى انا يمه ... مشتاقتلكم مووت ... بس لا تخافين بقعد عندكم كم يوم .. بتملين مني
ام فهد : والله ماامل منك حتى لو قعدتي عندي طول عمرك ..
نجلاء : يابعد قلبي ..
كانت شوق وندى واقفين جنب بعض .. والابتسامة مرسومة على وجه كل وحدة منهم ..
تقدمت لها شوق أول ..: هلا والله ... هلا ببنت عمي ..
نجلاء وقفت تناظرها بتفحص : انت شووووق ؟!!! ... عكس ماتوقعتك بصراحة
ضحكت شوق : ليش ؟!!... بأي صورة كنت ببالك ؟!
تقدموا لبعض وسلموا ... وكل وحدة ضمت الثانية .. وتموا على هالحال لحظات ..
نجلاء : والله ماصدق ماصدق .. انت بنت عمي ؟
شوق : هههههههههههه .... لا صدقي صدقي ... انا واقع ملموس
نجلاء : هههههههههههه .... حبيبتي .... ( ورجعت ضمتها مرة ثانية )
فكوا بعض ....
جاهم صوت ندى بزعل مصطنع : ياسلام !!! .... انا آخر وحدة ؟!!.. ليش!! تراني اختك وهي بنت عمك ..!!
نجلاء : يالله ولا تزعلين ...
راحت لها وضمتها بالغصب .. وضغطت عليها ..
نجلاء : شخبار اختي ندى .. حبي الكبير في الدنيا ..
ندى مبرطمة : اقعدي العبي علي بهالكلام .. ترا بعلم سعود ..
ضحكت نجلاء : اسألك شخبارك تقولين سعود ..
ندى رجعت لرضاها : الحمد لله .... انتي كيفك ؟ .. وكيف سعود ؟
نجلاء : كلنا بخير ..
راحوا وجلسوا بعد مافسخت نجلاء عبايتها ...
ابو فهد : أجل وين سعود ... راح ؟
نجلاء : لا يبه ... قالي بينتظرك في المجلس بيسلم عليك
قام ابوفهد : يالله اجل انا رايح له ... لا تنسون تجيبون لنا القهوة ..
ام فهد تبعته قايمة : بروح اقول للخدامات يجهزون صينية القهوة .. وبلحقك أسلم عليه ..
في المجلس ..
سعود : ماشالله عليك ... عندك طموح !!
نايف بثقة : أكيد ... وش رايك انت ؟ ... انا محتار !!..
سعود : نايف انت للحين صغير ... لين كبرت ودرست اكثر .. يمكن يتغير رايك ..
نايف : لا حبيبي ... انا أقول طيار أو ضابط ... بس بيني وبينك انا احب العسكرية أكثر ... يعني ودي اصير مثلك ..
سعود : ايه بس شغلي متعب ... لأنك تشيل مسؤلية كبيرة ..
نايف باصرار : واذا كان متعب ؟!!.... كل شي يهون قدام وطني .. ولا شرايك انت .. انا مب قد هالمسؤلية ؟!!
سعود : والنعم فيك نيوف .. الا قدها ونص ... بصراحة عرف عمي يربي ..
**( ســــعود ... 28 سنة .. شخصية رائعة .. رجل بكل ماتحمله الكلمة من معنى .. الرجولة تفيض منه .. فيه كل الصفات اللي تتمناها البنت ... يعمل ضابط بجدة .. واهله عايشين بالرياض .. يزورهم من فترة لفترة ...)**
في هاللحظة دخل ابوفهد وعلى لسانه السلام ..
قام سعود : وعليكم السلام ... ياهلا والله ومرحبا ...
حب راس عمه ..
ابو فهد بعد ماجلس : هلا فيك ياولدي .. شلونك ؟ شعلومك ؟ .. شخبار الاهل والوالد ؟؟ ان شالله بخير ...
سعود : بخير وعافية الحمدلله ..الاهل كلهم بخير ...بس للحين مارحت لهم ...
ابو فهد : مافي روحة الا لما تتعشى عندنا ..
سعود : كثر الله خيرك عمي .. مايحتاج .. الأهل قاعدين على نار ينتظروني ..
ابو فهد : الا يحتاج .. حالف عليك ..
ضحك سعود : خلاص على امرك عمي .. اللي تبيه بيصير ..
التفت ابو فهد لنايف : .. عسى نايف مؤدب .. تراه ما يمسك لسانه ابد ..
ابتسم سعود لنايف : لو سمعته قبل شوي وش يقول .. كان ماقلت هالكلام ..
ابو فهد التفت لنايف وناظره نظرات تهديد ممزوجة بإبتسامة : وش قال ؟.. عسى شي زين ؟
نايف : يبه ليش فكرتك عني كذا ؟!!... خلك واثق مني ... انا ولدك .. تربيتك..
ضحك سعود على هالولد ... طريقته واسلوبه بالكلام اكبر من عمره ....
سعود : عمي وهو الصادق .. لو سمعت وش قال عن تفكيره بمستقبله .. والله تفتخر فيه ..
ابو فهد : تكلم ... نورنا ..
حاس نايف بوزه : خلاص مابي اتكلم ...... شكل الثقة معدومة عندك ..
هز سعود راسه على ذكائه : يقول بيصير ضابط يدافع عن وطنه .. مثلي !!!!
ابتسم ابوفهد ابتسامة وسيعة : والنعم فيك .. والنعم في اللي خذيته قدوة لك
ضحك سعود : لا عمي .. شدعوة ... كل واحد وفيه عيوبه
ابوفهد : إلا والنعم فيك .. والف والنعم .. انا افتخر فيك لمجرد انك زوج بنتي ..
سعود : تسلم عمي ماتقصر كله من ذوقك ...
- السلام عليكم ..
التفت سعود وقام : أهـــــــــــــلاً ابوفيصل ... هلا والله
تقدم كل واحد للثاني وسلم عليه ..
فهد : حيالله من جانا ... متى الوصول ؟
سعود : من ساعة تقريبا .. الا انت شعلومك ؟
فهد : عايشييييين .. عسى مرتاحين بجدة ...؟
سعود : ماشي الحال .. مرتاحين
فهد : اهم شي اختي ترتاح .. انت مو بمهم
سعود : الله يسامحك .... مقبولة منك .. بس بعد أقولك اختك بعيوني ..
فهد : لا حبيبي اختي عيونك ماتكفيها ضيقة عليها .. هي يبيلها قصر ويالله يشيلها ...
ضحك سعود : بعد الله يسامحك .. بس اذا تبي تتأكد رح اسألها وتقولك الصدق ..
فهد : ااااااايه بروح لها بدون ماتقول ..... يالله انا رايح اسلم عليها .. وراجع اخذ اخبارك ..
سعود : الله معك ..
راح فهد طالع من المجلس وقابلته امه داخلة وشايله صينية القهوة... وسمع ترحيبها لسعود .. واختفى الصوت وهو داخل الصالة ....
دخل الصالة وهو يغني بصوت مسموع ... : ياناسينا ياناسينا .. وش اللي ذكرك فينا ..
ترانا ماتوقعنا .. بعد هالغيبة تجينا ...
انتبهت نجلاء اللي كانت تتكلم مع شوق بحماس ... وضحكت : حرام عليك ... انا انساكم !!!
راحت له وضمته ... وهو بدوره حظنها : الا ناسيتنا ونص ... والا بالله عليك متى آخر مرة دقيتي علي وسألتيني عن اخباري ... بس الظاهر ان سعود موب هين نساك حتى اخوك ..
وخرت عنه وظربتها بخفة .. : سعود شي ثاني .. انت بالقلب وهو بالقلب ... بس طبعا هو غير ..
فهد باستنكار : لاااااااااااااااااه ..!!!!! ... سعود قلبك علي ... موب انتي نجلاء الأولى ..
نجلاء : لا انا نجلاء بشحمها ولحمها ... بس انت لا تصير حساس ودلووع ..
فهد : ليش شايفتني بنية حساسة ودلوعة تزعل من كلش ... ..
(قال هالكلام وهو يناظر شوق وندى )
ندى : وش قصدك ؟
فهد بعد ماجلس جنب نجلاء : مااقصد شي ... بس أنا صادق .. كلكم يالبنات طينة وحدة ..
كانت شوق تناظره بهدوء ... ولا صدرت منها ولا ردة فعل وحدة .. وظلت طبيعية مثل ماكانت مع نجلاء قبل شوي ....
بس في داخلها عرفت انه يقصدها بكلامه ... ويقصد موقف البارح .. بس انا معذورة .. موقف محرج صدق ... خاصة مع واحد شخصيته مثل شخصية فهد .. انا ماعرفته زين ... بس من كلام ندى عنه .. وسوالف الكل عنه وهو صغير .. وهو في هالعمر ... خلتني اعرف جوانب في شخصيته ...
فهد : ها بشري عن العيشة بجدة ... حلوة ؟
نجلاء : ما اخبي عليك .. هي حلوة .. بس اللي مضيق صدري بعدي عنكم
فهد : لا تخافين سعود رح ينسيك حتى نفسك ( غمز لها )
نجلاء بحيا : فهيييييييد ... انت متى بتترك عنك هالحركات ... اعقل لأعطيك كف الحين
فهد : لا لا .. لا تعطين كف ولا شي .. ( وهز راسه بحسرة مفتعلة ) كذا تعاملين أخوك بعد هالغيبة ... ما اقول الا ياحسافة تربيتي فيك .. سعود الدب قدر يغيرك ..
انقهرت نجلاء ، مدت يدها وقبصت ذراعه : ما الدب الا انت .. وبعدين انا اللي مربيتك موب انت اللي مربيني ..
فهد : آآآآي ..
نجلاء : بتترك هالحركات عنك ولا شلون .. ؟
فهد : بترك بس فكيني .. تعورين
فكته ..... وقعد يفرك مكان القبصة ..
فهد : آآآآآح ... ماتركتي هالقبص عنك ..
نجلاء : لا ماتركته .... وان سمعتك تتكلم عن سعود بالشين مرة ثانية ياويلك ..
قام فهد وهو يضحك : انا رايح لرجلك حبيب قلبك .. مايصير اجلس عند البنات واترك الرجال .. ( وبنغمة ناعمة قال ) كني بنية ...
طلع .. وظلت نجلاء تضحك عليه .. مشتاقة لسوالفه وحركاته ...
* يتبــــــع * ...
|