كاتب الموضوع :
بحر الندى
المنتدى :
القصص المكتمله
الجـــــزء 52 ... ( ما قبــل الأخيــر )
( بــس إنــت عـلـمني الـجـفا........دامـني عـجزت اعلمك .. كيف الوفا )
مــرت الأيام القليلة بسرعـة خاطفـة وخصوصا على البطلة الثالثة نوف .. اليوم يوم ملكتها حضـر وهي بقممممة خوفها... استعدادها كان سريـع ، والملكـة بتكون بسيطة بضيوف من المقربين جدا.... لكن شي واحد كانت شايلته هم !!! ما تدري كيف بتقابل بدر اللي من تقررت الملكة ،.. ما كلمته ولا قابلته ... آخر مرة شافته كانت بيوم زواج فرح بذيـك الليلة ... ومن بعدها ما شافته ولا حتى سمعت صوته ... طول ما كانت تنتظر يوم الملكة كانت تحاول تتحرى اخباره وتشوف وش استعداداته لكن من غير فايدة محد عطاها جواب واضح ..
الساعة 7 ونص المساء الحين ..وهي بغرفتها بقمة توترها وحيرة أسئلة توديها وتجيبها... تسأل نفسها كيف شعور بدر الحين .. فرحان لأن خطته نجحت ولا العكس !!؟... هو فرحان لأنهم بيجتمون مع بعض ؟؟.. ولا فرحان لأنها بتطيح بين يدينه ويقدر الحين يتصرف معه التصرف اللي يعجبه ؟؟؟...... تعذيب ؟؟؟.... سألت نفسها هالسؤال ..!!.. بدت تخاف لا يكون فيه شي غلط باللي قررته عن هالملكة لأن بدر طول الأيام اللي فاتت ما كان يشجعها وهذا كان مخوفها ...
لبست فستان سكري ضيق على جسمها.. كان منسدل عليه بكل نعومة ورقة ... وتسريحة شعرها خلتها مثل ما هي كالعادة .. نفشت شعرها القصير لفووق واللي كان مميز بستايلها المعتاد .. مكياجها بعد كان هااادي جدا ...
وكل هذا تعتبره كثير بعد على ملكة باااردة مثل هالملكة .. حاولت تكذب على نفسها ان هالملكة ترضيها .. من غير حفلة ولا شي...كذبـت على نفسها ..!!. بالنهاااية هي بنـت ولها أحلاام ، وودها تكون حفلة البعيد والقريب يحضرها لكن بدر حرمها هالرغبـة وهالأمنيـة ... كلمـت نفسها : " خـلاص معد ينفع التمني الحين ... أهم شي الملكة هذي تعدي على خير... وانكتـب لـ بدر "
.... الملكة بالحالتين رح تكون باردة ..حتى ان كشختها واستعدادها البسيط تعتبره مبالغة... وخااصة ان بدر مارح يقدر يشوفها وهو مسلووب البصر.. فمـا كانت تشوف أي داعي للكشخة لو انها بسيطة..
ظلت بغرفتها الى 8 ... وحيدة تتحرى بخوف كيف بتمر هالليلة .. كانت سهى قد مرّتها تساعدها وتشوف اذا تحتـاج شي... حتى أمل دخلـت عليها تتطمـن ... ووقتها قالت
أمل : هههههههههه نوووف للحين مو مصدقة انك بتاخذين بدر هالأطخم ...
نوف : أموووول اذا جاية تغثيني اطلعي برا .. مو ناقصتك
امل عشان تغيضينها : بالله متوترة !!!!
نوف بقهـر : لا بالعكس ...صراحة ودي اقوم انطط اناقز أرقص....
ضحكت عليها امل وعلى تريقتهـا ..
امل : ... مو هذا بدر اللي اعلنتي للنـاس كلها انه العدو اللدود في هالدنيـا...
نوف طفشت منها : امووووول مو وقته كلامك ذا... انقلعي برا ..اذا بتوتريني اكثر ضفي وجهك ولا عاد اشوفك داخله علي ..
طلعـت عنها أمل وهي تضحك ...وهي ظلـت الى هاللحظة لحالهـا
ما تدري تبكي على اهمال بدر لها رغم انها وضحت لها بكل الطرق حبها له وصار عارف أكيد بهالشي.. ولا حظهـا اللي رماها بوسط تيـار يحركه بدر وهي مستسلمة..
وهي جالسه بروحها انفتح باب غرفتها ودخلت عليها دلال كاااشخة وفرحااانة ...اللي يشوفها يقول هذا زواااااااج اخوها،... لا وزواج بأكبر وأفخم قصور الأفراح مو كأنها ملكة عادية ..
ابتسمت نوف وهي تشوفها داخله بمكياج كامل وضحكة فرحانة على وجهها .. هيئة دلال خلقت داخلها تفاؤل عالأقل حسستها بجمال هاليوم ..
دلال : اللـــه وين بدر يشوف...
نوف : عن هالكلام ! مهما قلتي كشختي مارح تنفع .. وش الفايدة اذا كان............
سكتـت ،، والتفتت ناحية النافذة... تشوف السما والسحاب المتناثر والبدر يطل بخجل من بينهم ...كمّلتهـا دلال : قصدك اعمى..!!!... نوييييييييييف لا عاد اسمعك تقولين عن اخوي اعمى.... اخوي كامل مو ناقصه شي .. انا اذا جلست وسولفت معه احسه بدر بعيون... عاااادي ...( تهدد ) .. وبعدين اسمعي مو الحين تهونين وتتراجعين وتقولين مابي اخوك اخوك اعمى...
دفتها نوف من كتفها بقهر : يا هبله وش هالكلام خبلة انا .... لو ابي اقول قلت من زمان .. ولو كنت بقول ما كان ما وافقت من البداية ..
دلال : طيب يالله ننزل... ضيوف ومافيه وش تنتظرين هنا ...
كلامها زادها اكتآب ... وبان لعى وجهها واهتز صوتها : وانت لازم تذكريني .. يعني حرام علي اتخيل ان فيه ضيوف واجلس بالغرفة كم دقيقة... عالأقل حالي من حال أي مخطووبة ... ولا فرحانة يعني ان اخوك اشترط هالشروط القاسية وضغط علي وانا كل اللي همني أرضيه وأحسن صورتي بعينه .. وأفهمه اني مو نوف الأولية ..
تراجعت وهي تعدل العدسات بعيونها ..ودلال شكلها ندمت .. حال نوف جدا حزين ، جدا مكتئبة ومو عارفه تتوقع اي شي ممكن يصير اليوم بينها وبين بدر ... نوف حاسة ان بدر ما رح يفوت هالليلة وبيطلب يجلس معها .. لكن ما تدري وش الاسلوب القاسي الجديد اللي ممكن يستخدمه وياهـا ... تنههدت من قلبها والتفتت لدلال لقتها تميل بفمها يمين ويسار وكأنها تحاول تلاقي كلمة تواسيها فيها
نوف : يلله انزلي وبلحقـك..
ابتسمت دلال بقوة وشجعتها : شكلك خايفة من اخوي ... نوف لا تخافين ترا بدر مهما قال لك يظل بدر نفسه مارح يتغير...
دمعت عيونها ..أتمنــى يا دلال
دلال : لحوووول صااااااااايرة ماصلة ترا ودمعتك عالباب .. من متى وانتي كذا يا نوف ما خبرت دموعك سهله..
ابتسمت نوف وجففت دموعها بأطراف اصابعها .. وكلمات دلال خلتها تقرر وتصمم من هاللحظـة ، تسترد قوتها السابقة.. دموعها ماكانت سهلة انها تطلـع.. ومن اليوم ورايح رح تقوى.. وترجع مثل ما كانت أول .. خلاص ما رح تسمح لدموعها تنزل من اليوم وطالع .. اصلا الدموع ما كانت من صفاتها ..
نوف : يلله ...
عالساعة 8 ونص كل الحريم والبنات بالصالة ينتظرون .. حتى ام فهد ونجلاء وندى حضروا ..
الساعة تسع كانت نوف جالسة مع الحاضرين بصمت ما تتكلم مع احد ويمكن عذروها على اساس انه توتر وخجل لكن نوووف مو يم الخجل ابد .. هو توتر وخوووووووف وترقب من مواجهة بدر القريبة ...
سمعت ابوها يناديها الساعة تسع وربع ..وقااامت وهي تمس فستانها على جسمها وتمشي ،... وندى ترسل لها بوسااات بالهوا ، وتعطيها قوة وداااافع بحركاتها التشجيعية.... ابتسمت نوف لها وغااابت بالمجلس وين ما ابوها ينتظرها ... شافته واقف والدفتر بيده وأول ما وقفت قدامه ...فتحه لها وشافت بصمة بدر وتأملتهـا لفترة طويلة لحد مااانسـت نفسها ...حست بأبوها يشد على كتفها فـ رفعت راسها له شافته مبتسم .. دمعت عيونها وسااالت دموعها.. لكن الدموع هالمرة مالها علاقة ببدر.. نظرات ابوها الحانية وابتسامته أثرت عليهاا مرة ...
ماقدرت رمت نفسها بحضنه ودها تفجر كل الكبت بداخلها ،...بدر عذبها ... واذا عقب كل اللي سوته هذا ومارح يفيد معه .. وقتها صدق بتمووت ..
مسح ابو احمد على راس بنته .. مسكت نوف القلم من جديد وسمت بالله .. ووقعت ...
شال ابوها الدفتر من جديد وغاب عنها .. ظلت متسمرة بمكانها وعينها عالباب اللي اختفى منه...
كيف تصدق الحين انها صارت زوجته ... أنا ؟؟...أنا؟؟؟؟... هالانسان اللي كنت أحقد عليه من كل قلبي.. الانسان اللي كنت حاااقنه عليه ولما أشوفه احس بغثيان ولوعة .. الانسان اللي ما عرفت معنى للكـره الا معه وبسببه ... الحين صرت زوجته وحلااالـه ....!!!!!!!!!!!!!!!!!
غطت وجهها بيدينها مو مصدقة هذي كيف الدنيا تدور ... ذلت نفسها لبدر وهو ذلّها .. مثل ما كانت تذله من قبل ... اليووووووم نفذت اللي يبيه وهي اللي كانت تحلف على نفسها انها تضايقه وتبهذله كل ما شافته ..
الحيــن حقَقْـت له اللي يبيـه وبإراااادة مني ..بإرااااااااادتي الكااااااااااملة ...
كان فيه كنبة بهالغرفة راحت وجلست عليها ما ودها ترجع للصالة لكل المجتمعيـن... تنتظر وكأنها متأكدة ان بدر بيطلبـها ،، رغم انه للحيـن ما قال شي....
تمت بهالمجلس نص ساعة تقريبا تسامر نفسها وتشجعها ... لين حست بأحد يدخل الغرفة ،..رفعت راسها شاافته أحمـد...
ابتسامته الأخوية الحنونة ونظرته اللي وكأنه يناظر طفلة .. خلتها تلتفت يمين من غير لا تناظره
احمد : مبروك يا عروس...!
نوف غمضت عيونها : وش تبارك لي عليه يا حسرة ... انا حتى مو حاسة مثل ما تحس أي بنت ..
احمد وهو يقرب سأل بحنية : متضايقة ؟؟؟؟؟؟؟؟
نوف بابتسامة كااذبة مسرع ما اختفت وتلاشت : أحاااول ما اتضايق...
سكت شوي .. لكنه فجأة ضحك من أعمااااااق أعمااااقه ..ضحكته العاااالية المفاجئة بددت كئآبة هالغرفة ... خلت نوف ترفع راسها له مستغربة
نوف : شفيك ؟؟؟
احمد وهو يفرك عيونه .."يضحك ويسكت كل شوي" : لا بس... مستغرب من هالدنيا ... نوف اختي وبدر عدوها اللدود ..!!... يجتمعون مع بعض تحت رابط الزواج !!!.... شي غريب ...!!
نوف بكآبة : يحق لك تستغرب... حتى انا ما تخيلت ولا يوم بحياتي ان هالشي ممكن يصير...
ضحك احمد من جديد ونزل على ركبته قدامها ، وابتسم بوجهها ...ولأول مرة يصارحها ويقولها : ...تدرين عاد ... رغم انك كنتي تحقدين على بدر وكارهته من قلبك ... ورغم اني كنت اشوف انك تعنين لبدر شي كبير... ورغم الحرووب اللي كانت بينكم ... لكن كنت دايم احس ان فيه شي بيجمعكم مع بعض ... كنت حاس مثل هالنهاية..!
نوف مستغربة : كنت حاااس ؟؟؟؟؟؟؟..
احمد مبتسم : ايه ... رغم تصرفات بدر الشيطانية ناحيتك الا اني كنت احس انه بسبب شي كبير في قلبه لك... وكنت انتظر دايم منه انه يطلبك ... لكن هالغبي كان يزيد النار حطب بينكم ويخليك تزيدين حقد عليه بدل لا تخفين ... هالغبي يحاااول يرضيك دايم لكن ماكان يعرف ..ويمكن من معزتك بقلبه كان دايم يجننك ...
ضحكت نوف تمنع دموعها وهي تسمع هالكلام من اخوها .. كلام وكأنه يداويها .. كلامه وكأنه يطيب خاطرها .. ويقول لها عن كل اللي كان يحسه عن بدر لأن هالوقت أنسب وقت ..
نوف : كل هذا كنت تشوفه ... وساااكـت !!!!
احمد : ما حبيت أتدخــل حبيت أشوف كيف بتكون النهاية... ومثل ما توقعت بدر ما تحمـل ..وخطبك ... لكن طبعا عقب ما فاااز بقلبك ..بقلـب أشقى بنت فالكون
ابتسمت : وعرفت بعد انه فاااز بقلبي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...
احمد : ايه طبعا
نوف : كيف عرفت ؟؟؟
احمد : كل تصرفاتك واضحة بعد ما يبيلها .. وخصوصا من طيحة بدر بالمستشفى
نزلت راسها وهي تلعب باصابعها : من وقتها وانا دايم أحاول أخفي اهتماامي وما دريت انه فضحني .. وخصوصا قداامك ...
احمد : هههههههههههههههههه ... وسعي صدرك وافرحي .. وصدقيني بدر بيرجع مثل ما كان لكن طبعا بشطااارتك
بعد هالكلمة رجع يقوم واقف على حيله ونوف رفعت راسها تطالعه .... كلاااامه رفع معنوياتها وعطاها ثقة... إنها تقدر تسوي كل شي وترجع بدر مثل ما كان ...
طلع عنها من جديـد ... لكن بعد دقيقة رجع يطل عليها وهو يضحك على نفسه : الله يرجـك .. جاي عشان سالفة ونسيتيني ...
نوف : اي سالفة ؟؟؟؟
احمد : بدر.... يبي يجلـس مع زوجتـه ...
ابتسم بوجهها وهي مسكت على قلبها .. احساسهـا كان بمكانه بدر لا يمكن يفوت عليه هالفرصـة.... هيأت نفسها لجروح جديدة وكلام قاسي جديد ... بدر كل يوم له وجه وكل يوم له أسلوب .. هالمرة بأي طريقة بيتعامل معها !!؟؟؟؟
بالمجلـس الرجال انفضوا ما بقى غير بدر جالس... وسلمان جلس جنبه قبل لا يطلـع وهمس باذنه : مصر يعني تبي تقعـد وياها ؟؟؟؟؟
بدر شوي ويكفخه : ياخي تراها زوجتي صارت...شلون يعني ما اقعد معها ...وبعدين يكفي اني مستحمل هالحالة ...بسمع صوتها وبنحرم من شوفها ...يلله انقلع عني مابيك تشوفها وانا لا.. اكيد هي جايه الحين
سلمان : ههههههههههه الله يقطع بليسك حبيبتك هذي مابيها ... ما تصلح لي .. انت وياها تصلحون لكن انا هالنوع ما يناسبني .... ( بنبـرة أهدى ) انا عرفت النوع اللي أبيه...
بدر : ناوي تلحقني يالأخ... خلاص نويت تعرس...
سلمان وهو يبتسم : خلاص وانا اخوك كلمـت صاحب الشان ....
بدر ابتسم : من ورااااي ولا تقول ..!!
سلمان يتهزى : انت خلك في بلوتك... استحمل عمرك الحين..
بدر : كنك تتطنز !!
سلمان : انا اتطنز !!.. لا حاشااا لله ..الله لا يبلاني في اللي بلاك ..والله ينعم عليك
بدر ونط في باله شي :..الا تعال ..كل الأمور جاهزة..!!...مابقى شي ؟؟؟؟
سلمان : لا كل شي تماام.... بكرة الفجر..الساعة خمس...لازم نكون هناك ..( وحط يده على كتفه )
بدر حس بقلبه ان نوف الحين جايه.. ودف سلمان بكوعه : يلله اقلب وجهك ... الحين اكيد جايه
قام سلمان واقف وهو مبتسم : ايه عاد ما وصيك... ارفق عليها الموضوع اللي بينكم وانتهى .. واليوم المفروض تبدى من جديد..
بدر وهو متملل من كثر نصاااايحه : انا اعرف اتصرف معهاااااا بس انت اقللللللللب وجهك تراك غثيتنـي سلمانوووووه
سلمان : ههههههههههههههههه
وطلع عنه وهو يضحك على رفيقه ..أتمنـى هالمرة تتصرف معها كزووج يا بدر ...اتمنى تريح نفسك وتريحهـا !!
كانت نوف رايحه للمجلس بخطواات مترددة ،.. مجبوورة على هالخطوة .. لازم تقابله مافي شي الحين يمنع ويخليها تقول لا...!!.. وصلـت هناك باقي لها خطوة وتكون على حدود الباب .. بس ما كملت هالخطوة وقفت قريب من الباب قبل لا تدخله .. طلت براسهـا بهدوووء وحـذر ... أنفاسها المرتبكة والمتسارعة مع ريحـة عطرها ، نبّـه بدر على وجودهـا.. لكنه ظل ساااااااكت وكأنه مو حاس بـ قربها...
بعد ثواني تقدمت لداخل المجلس ، وشافت بدر جالس ومنحني للأمام.. ويديه على اجناب راسه وكأنه يفكر بشي ومتعمممق فيه... لكن هو بالواقع كان يعد خطواتها اللي يسمعها ، وقلبه هو الثاني صار صارووخ ..... مازلتِ...مازلتِ تأثرين علي كل هالتأثير.... كذبت على نفسي لكن كذبتي ما تدوم.. وأكتشف كل لحظة انتي فيها معي انك انخلقتي تعيشين بقلبي وبشراييني .. وفـ كلـي...!!
نوف قربت منه بصمـت ...ما تدري وين مكانها .. ماتدري ضايعه بهالغرفة... تجلس جنبه !، ولا الثلج من بينهم للحين ما ذاب ومالها حق تكون بهالقرب منه ....اقتنعت بهالخاطرة المتشائمة وراحت جلست مقابله.... عالأقل هذا أفضل مكان تشوف وجهه فيه....
بدر حس انها ابتعدت عنه..، حس بخوووفها ودقات خفوقها ،.. وكيف ما يحس وهي جزء من روحـه ، هي احساااااسـه ...
ظل ساكت يشوف وش النهاية معها ..اما هي اقتنعت انه مع هالعمى اللي في عيونه لا يمكن يكتشف وجودها ... عرفت انها هي اللي مفروض تبدا.. وتتكلـم..!
بس وش تقول ؟؟؟ وش تنطق ؟؟... هي ما جهزت ولا كلمة حتى تقولها ... كانت بس تنتظر بدر يطلبها ويكلمها ... كانت مقررة تتخذ دور الصمت من البداية ...
طااال الحال...ومرت عشر دقايق...ونوف كل ما تفتح فمها ،..تسكـت بسرعة ودوامة من الحيرة والجبن ياخذونها...
نطـت من مكانها مرتاعه يوم سمعته يقووول : ...لهالدرجة...!!
نوف من غير وعي : همممم؟؟؟؟... ( مو مستوعبة )
بدر : اقول لهالدرجة انا مخيـف...ما كنت اخوف لكن انتي حطيتيني وحش بعيونك وجبرتيني اشوف نفسي وحش مو انسان !
نوف وصوتها يرجف وهي متأثرة من نبرته اللي ما تدري كيف تفسرها : ....بـدر !!!
بدر : وبعدين ليش جالسه بعيد ... ولا مو مالي عينك اني زوجك ؟!
غمضت عيونها وهي تتنهـد.. بدييييينـا !!! : ... لا بس.... خفت اضايقك
بدر : الكنبة وش طولها وتاخذ خمس اوادم ..الا ان كان تبين تجلسين بحضني ترا ما اخالف
نوف احمر وجهها وحسته يتتريق : ... لا مابي...انا مو مطيحه الكلافة لهالدرجة.. وما اجبر نفسي على احد
بدر سكت هالمرة ... وهي تراقبه تنتظر منه أمل بسيـط يصلح الوضع بينهـم....
بدر : ..تعالي....
ما تحركت بالبداية وظلـت مثل المسمار بالجدااار من غير حركة ولا استجاابـة ..
حس بدر انها بمكانها : تعالي عندي... ليش جالسه بهالبعد لا تخافين ماني مسوي شي...
نوف باكتئاااب وضعف ،... ومحاولة اقناااااع : قلت لك انا مو خايفه..انا بس مابي اضايقـك ...
هـدت نبرته وريّحتـها : طيب تعالي مارح تضايقيـني وانتي عارفه هالشي...
ماتدري ..بس لا شعوريا قامت من سمعت كلمته ... صحيح مافيها معنى مباشر لكن عالأقل ريحـت قلبها ان بدر اليوم هااادي مو مثل آخر مرة ... راحت له بهدووووء وجلست جنبه لكن طبعـا ما قدرت الا تخلـي فراااغ بسيط بينهم ... بدر حس بوجود هالفراغ ، مد يده ومسك يدها ( ولع وجهها) وسحبها لما صارت قريبة أكثر من قبل... ترك يدهـا بسرعـة ، وما عاد لمسها بعد كـذا طول ما كانوا جالسين مع بعض.... هاللمسة زااادت ضما نوف اكثر من قبل.... حتى انه كان يكلمها من غير لا يواجهها بوجهه.. وكل اللي كانت تشوفه جانب وجهه..
بدر : ... والحين ؟؟؟
نوف محتارة : ...الحين ايش ؟؟؟
بدر : وش الخطوة الجاية ؟؟؟
سؤااله كان غريب جدا ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...
صمــت عميق مر .. قطعته نوف من جديد : أي خطوة ؟؟؟؟
بدر من غير مشاااعر واضحة : ما أدري .. أسألك وش تبين تسوين الحين !
نوف بضييييق : تسألني أنا ... أنا مالي راي اصلا ليش جاي تسألني ! مو انت اللي قررت الملكة تكون بهالشكل من البداية ..وانت اللي قررت مافي زواج ولا في حفلات ..جاي تسألني وش ابي الحين ...انت من البداية قررت اللي تبيه انت وانا وافقت .. من البداية ما كان فيه اهمية للي أبيه .. كله اللي تبيه انت ..أنت ..
كلام انفجرت فيه وما حست فيه الا يوم انتهت منه .. حطت يدها على فمها بارتباك ما تدري اللي قالته صح ولا لا.. ما تدري كان الوقت المناسب ولا لا ... لكن بدر ظل ساااااكت
رغم ان كلامها أثر فيه كل تأثير وحس بالوجع بصوتها ..كان عارف باللي تحس فيه من طلباته الصعبة ... بس مع هذا ظل مثل ماهو ما بان أي تاثير على وجهه ..
وكمّـل طلباته الصعبة بطلـب أصعب : .. وفرتي علي المشوار .. حلو انك فاهمه .. ذكيه وفاهمتني من البداية
ما فهمـت عليه : .. وش قصدك ؟؟
بدر : ..أنا حاليا مو مستعد ...
حسـت بصخرة قاسية تطيح على راسها : مو مستعد ؟؟؟ وش قصدك من هذا كللللللللللله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بدر : يعني مو مستعد .. مو مستعد للحين اصير زوج .. ( بنبرة غريبة ) خصوصا لك إنتِ..
نوف شوي وتنهار ما فهمـت ولا شي : شلون يعني ؟؟؟؟؟؟
بدر : يعني بتظلين مثل ما انتي لحد ما أكون مستعـد ..
معد فيه كلام تقدر تعبر فيه عن اللي قاعدة تسمعه .. أو الفكرة اللي في راسه .. مو هو كان يبي الزواج !!!.. والحين ليش يقول مو مستعـد !!... شلون... اذا معد صار يبيني يقووول ليش يسكت .. يقوووول ويريحنـي..
نوف بجرح : شكلك ندمان .. اذا معد تبيني قووول ترا عادي صرت كلي جروح جرح واحد أكثر ما يضر.. اذا معد تبيني قووول لا تستحي ولا تخاف .. قول ..قوول يا بدر قول ليش ساكـت..
كاااان صامــت ما علّق على كلامها وهي تبي منه كلمة وحدة يا يقرّ يا ينكر .. بس صمته البارد كأنه إقرار بكلامها ..
قامـت واقفة ، وحـس بدر انها ابتعدت عنه وقلبه راااح معها ...
بدر : نوف !
نوف بصوت مجروح ضايع ما يدري وش يسوي :.. وكم تحتـاج حضرتـك ..عشان تكون مستعد تشيل مهامك كـ زوج لي ؟؟؟
" زوج لي " .. كانـت غريبـة منها ..حلووة بصوتهـا .. جيشـت عواطفه بس مسك نفسه لا يخرب كل شي ينوي يسويه عشانهـا .. عشانها بس مو عشان غيرها ..
نوف : ها ... سنة سنتين .. عشر سنين مية سنة .. كم تحتاج ؟؟؟
بدر بهدوء : يمكن ... أكثر من ما تتصورين ... كم تعطيني انتي ؟؟؟
نوف ما فهمـت : كم اعطيك ؟؟.. تسألني أنا ؟؟... انا ما ودي أعطيك ...ولا دقيقة حتى يا بدر ..
نزل راسه تحت واخفى ابتسامته ،.. ونوف مو قادرة تشوف وش قاعد يدور في وجهه من أشياء...
أخيرا رفع راسه ورجع لقنـاعه الأول ..القناع اللا مبالي : عالعمووم هذا اللي عندي ... شهر شهرين ثلاث شهووور .. على حسـب ..
نوف بحسـرة : انت ايش نااااوي ؟؟؟
بدر : ناوي أريح نفسي ...
كلمته كانت تشيل كثير من المعاني.. لكن نوف ما شافت لهالكلمة الا معنى واحد بس ..
نوف : اذا الشي اللي يريحك انك تخليني بهالشكل معلقة .. خلاص سو اللي تبي انا ماعاد يهمني شي
قالت هالكلام تبي تأثر فيه .. لكنه كمـل بسخرية كاذبة تخفي وراها مشاعر محموومة : يعني راضية تصيرين معلقة لما أستعـد أشيل مهامي كـ زوج لك ؟!!.... حلو بكـذا انتي تساعديني .. وما تخليني احس اني ظلمتـك ..
استسلمـت نوف وعرفت انه يتتريق عليها ..جلست بأقرب كنبة قريبة لها بعد ما تعبت من اللي هي فيه .. وأول ما جلسـت قام بدر واقف
بدر : أنا ما ناديتك الا أبيك تعرفين هالشي زين .. حاليـا أنا مو مستعد.. ومثل ما انتي عارفه ،.. طلبي كتب كتاب وبس .. يعني لا زواج ولا غيره ... اذا صرت مستعد ذيك الساعة بقولك تجين لبيت زووجك ..
نوف بقهر وبهجوووم : أظـن من حقي حفل زواج ..!!!
كان توه بيمشي بس رجع ( وهو يضحك عليها من داخله.. أموت فيك ) : بدينا نغير راينـا هاه... اتفاقنا من الأول كان من غير حفل ... وبيظل كذا ... وبعدين عاجبك يعني عريسك يسوي زوااج وهو بلا عيون .. أنا مو ناقص كلام الناس ها ... افهمي هالشي زين يا نوف ...
نزلت راسها ندمانة : .. ط... طيب آسفة ....
ابتسـم قلبـه ..لكن وجهه مثل ما هو... تحرك من جديد وهو يقدر بخطواته الباب ..وقبـل لا يطلع سمع نوف من وراه
نوف : ولمتى بظل معلقة كذا ؟؟؟..
بدر ببرود : قلت لك لحـد ماكون مستعد استقبلك بحياتي ... شهر شهرين .. خمسة عشرة .. ( نوف تسمعه وهي حابسه العبرة )
بدر : ايه وقبل لا انسى ... بكرة انا مسافر ...
نوف منصدمة : مسافر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟... وين ؟؟؟؟
بدر : رايح مع سلمان الصين ... عندنا شغل هنـاك ..
نوف بخوف : ولمتى بتظل هناك ...؟؟؟؟
بدر : خمس ست شهور ... ويمكـن أكثر !!
انهبلـت نوف وهالمرة بدت تكلمه وهي تصيح : وتخليني معلقة كل هالفترة ..
بدر بحززم وصرامة : بدينا مناحة ..!!!.. قلت لك وقت ماكون مستعد برجـع وباخذك .. ( علا صوته يخفى مشاعره اللي بدت تغلبه ) لكن الحين انا مااااااااني مستعد افهمي هالشي يا نوووف ولا تعيدين هالاسطوانة ... يلله سلام ..
طلع من عندهـا وقلبه معهـا جوا ...نوف مسكت المخدة الصغيرة جنبها وعصرتها بين يديها وهي تحاارب عشان الدمعة ما تنزل .. حطـت كل حيلها بهالمخدة لما كادت تقطعهـا... بيذبحني !!..ناوي يذبحني ناوي يعذبني أكثر... خمس ست شهور ويمكن أكثر !!!!... كثيـر !!..كثييييييييير علي يا بدر .. هذا كثير !!!
ندى تركـت صالة الضيوووف عقب ما حسـت ان نوف طولت فراحت تدوّر عليها.. ما كانت تدري انها عند بدر لأن ندى توقعت لو في تخطيط مثل هذا اكيد نوف بتقولها عنه ... راحت تتطمـن وتشوف وش صار... مرت على الغرفة اللي كانت فيها نوف تنتظر.. دخلـت على بالها بتلقاها ..بس ما لقـت أحد... انتبهت لجوال نوف محطووط على طاولة صغيرة بجنـب الكرسي اللي كانت هي جالسه عليه .. راحت له وانحنت تاخذه ... ولما استقامت واقفة ، حسـت بإنسـان واقف وراها مباااشرة ... لدرجة حست بصدره يلامس ظهرها ... تجمـدت ووجهها احمر لأنها عرفـت مين هو !!... بس سوّت حالها مو حاسه فيه وفتحـت الجوال تقلب فيه تبي تنشغل وقلبها يركض يركض يركض... حست نفسها غبية بهالتصرف بس مافي يدها حيلة.. انتظرته يتراجع عنها لكن كان واقف وراها مثل الظـل ..
يوم طوّل عنادهـا ووقفتها .. مد يده قدام وجهها ومسك الجوال وخذه من يدهـا... هالمرة صدق ارتاعت ، شهقت والتفتت وهي ترجع لورا من حركته اللي فاجأتها ...
احمد : ههههههههه عسى ما شر !!!
ندى وهي مبلمة من الارتباك : روّعتني ..!!!
احمد : .. جد والله ( يتتريق ) .. ولو اني داري انك حاسه فيني من البداية بس متجاهله ..
ندى : لا... لا ماحسيت.. كنت سرحانة افكر
احمد : اهاا... صدقتك !
سكتت ولاحظـت انه يتأملها ويتأمل فستانهـا الأسود .. أخيرا ابتسـم
احمد : ..جايـه تدوّرين عني ؟؟؟؟؟
تخدرت من نظراته ، وأحرجهـا سؤاله ... هي كانت جاية تدور على نوف ، بس ما حبت تكسر بخـاطره..
ابتسمت بنعومة :... تقدر تقوول ..!
احمد : ...والله ؟؟؟؟
ندى : ... ليش مو مصدق !!؟
أحمد : ... مدري أصدق ولا... عقـب سالفة المطعم صرت أحسك تهربين مني ... خجلااانة للحين مني...
ضحكت وهي تحاول تتغلب على خجلها : .. اليوم غير... واذا على سالفة المطعم أنا ..آسفة عليها... أدري قلبتها عليك صياح ومناحة ..
ضحك بعذوبة : ... عاد لو تدرين ان ملح ذيك الليلة كانت دموع هالعيون ....
وسكت وهو يطالعها منزله راسه تلعب بأصابعهـا.. رفعت راسها وشافته يطالعها بصمـت عمييييق ونظراااات طويلة من غير لا يحرك له رمش !!..
بتصيح !..بتصيح !.. لو ما وقـف عنه هالحركات بتصيـح ..!...
بسسسسس يا ندى توك الحين تقولين آسفة بترجعين تخربينها الحين ...!!
فجأة نطق : على فكرة ... هالفستان عليك....... ( سكت يدوّر الكلمة )
ناظرته تنتظره يكمل : ..... شفيـه ؟؟؟؟؟
احمد : ... معجبـك ؟؟؟؟؟؟
استغربـت : ايه معجبني لو مو معجبني ما لبسته ... ليش ما اعجبك ؟؟؟؟
عفس ملامحه : مدري... ما أعجبني
انصدمت من رده .. نزلت راسها تناظر نفسها من فوق لتحـت مو مستوعبة ... كلهم قالوا ان هالفستان عليه روعـة ... شمعنى هو !!!
رفعت راسها بعبرة خانقتها : ... وانت ما تعرف تجامل !!!!!!
ابتسم : .... مو معجبك رايي؟؟؟
ندى : لا مو معجبني .... اذا هالفستان مو حلو أجل وش الحلـووو ..!!
ضحك على عصبيتها الخفيفة : ههههههههههه .. انتي..
تجاهلت كلمتـه وعدلت سير الفستان اللي طاح من كتفها...
احمد : .... انتي اصلا بأي شي تجننين... قمر !
ناظرتـه وابتسامته الهادية هي هي ما تغيرت ...
ندى عشان تغير الموضوع : الا نوف وين ؟؟؟
احمد فهمهـا وضحك : هههههههه يعني انتي جيتي تدورين نوف مو تدوريني...
ندى كلاها الحرج خلاص... : لا بس .. طرت على بالي...
احمد : نوووف مشغولة الحين مو فاضيتلك..
ندى : اجل ما دام كذا ارجع للصالة احسن..
احمد : هههههههههههه هروب ؟؟؟؟
ندى تمثّل القوة : لا ليش اهرب !؟!؟!
احمد : ... هههههههههه طيب روحي .. ونوف شوي وجاية ..
ندى ابتسمـت : ... تبي شي ؟!
احمد : ..سلامة قلبك...
تحركت من قدامه وراحت للباب وقبل ما تطلـع.. التفتت له تشوفه وابتسـمت بنعومة وخجل لابد منه ... رد لهـا الابتسامة وطلعـت..
وعلى كـذا انتهـت الملكة ..
الفجــر الساعة خمـس.... بمطـار الملك خالـد بالرياض كان سلمان يمشي ومعه بدر ، وعامل بالمطار يدف عربة الشنـط وراهم .. وقـف سلمـان في سير قطع التيكيت .. اخذ تذاكرهم ورجع لبدر الواقف ينتظره
سلمان : ها بدر... كلها ساعة الا ربع وتكون على طيارة ماخذتـك ألمانيـا... متحمـس ؟؟؟؟
ابتسم بدر : أكثر من ما تتصور... افكر بس أرجع مثل ما كنـت .. بس عشانها ... ( وهو متأثر)...قلبي معورني عليها والله ..
سلمان بلوم : شكلك ماسمعت نصيحتي يوم اقولك خف عليها .. أظنك زدت العيار حبتـين ..
بدر : ما قدرت ما قدرت .. مابيها تشك بشي...
سلمان : هههههههههه أفكارك العجيبة هذي بتجنن بنت عمك وهي على أول شبابها .. خف من هالأفكار شوي قدامكم العمر ... لا تجيب يومها يا بدر هههههههه
بدر : كم مرة قلت لك لا تحاكمني على تصرفاتي ... كم مرة قلت لك انا اذا كنت معها وكأني أفقد شعوري افقد السيطرة ... ولين افترقنا كني فاقد الذاكرة ما اذكر وش سويت بالضبط ولا أدري كيف سويت ..
سلمان : هههههههه نفسي اعرف وش هالسر اللي فيها مهبـل فيك ومو مخليـك ثابت ..
بدر : لا تسألني لأني ماعرف الجواب
سلمان : هههههههههههههههههه ( وشاف اثنين واقفين ينتظرونه ).. يلله تعال ابوك وأحمد واقفين ينتظرونك
راحوا لمكان ما كان ابو بدر وأحمد واقفين ينتـظرونهم .. أول ما شافه أبوه ابتسم
ابو بدر : ها بدر ما وصيك على نفسك ... كنت ابي اروح معك لكن انت الله يهديك مو راضي
بدر : قلت لك يبه لو جيت معي بيشكون... خلك مع امي وخواتي أحسن .. ومثل ما وصيتك مابي أحد يدري.. أنت وأحمد وبس .. غيركم لا يدري لين أرجـع !...
احمد ابتسم : سرك في بير يالحبيب...
بدر وهو يناديه بيده : أحمد تعال شوي بقول لك شي ..
قرب أحمد مبتسم ، مسكه بدر من ذراعه وسحبه بعيد شوي ..وهمس له : اسمع لا أوصيك .. أهم شي نوف ... نوف لا تدري تفهم .. أنا قلت لها اني رايح للصين وصدقت .. أدري بيضيق صدرها وبتتكدر.. بس مابيها تعرف لحد ما أرجع ... تفهم ؟؟؟؟؟؟
أحمد : أفهم !!.. على هالخشم ... اوامرك مطاعة ..
بدر : احمدوووه أعرفك حنيّن زيادة عن اللزوم ... خلك صخر لا تأثر فيك دموعها.. ولا تقولها عن أي شي <<< أول واحد يتأثر بدموعها خخخ
أحمد : قلت لك لا توصي حريص..
رجع بدر لأبوه اللي خذاه بحضنه يودعـه : تروح وتجي بالسلامي يابوي ... بدعي لك بكل صلاة ان الله يكتب لك بكل خطوة صلاح وعافية وتوفيق
بدر : تسلم يبه رضاك علي أهم شي...
ابو بدر : روح الله يرضى عليك ويكتب لك اللي فيه الخير ...
هاللحظـة سمعوا اسم رحلتهم تُعلـن والمتوجهة لألمانيا وتحديدا برلين .. سلم سلمان على ابو بدر واحمد .. وتوادعوا وهم يدعون لبدر وسلمان بالسلامة ...
توجهـوا لصالة المغادرة وجلسوا ينتظرون قريـب من بوابتهـم .. وخلال نص ساعة كانوا قبـال باب الطيارة يستعدون يدخلونهـا ..عازمـين على السفر لأرض ثانية يأمل فيها بدر يلقـى فرصتـه الثانية للحيـاة ..
................................
................................
~
~
مر أربع أيـام على اللي صار بين فهـد وشوق... والوضع بينهـم مثل قبـل مافيه أي اتصال من أحدهم للثاني ... فهـد قرر وعزّم ما ينهـي مشكلته مع شوق الا لمـا يعرف من كان ورا هالسالفة كلهـا .. قرر يروح الشرقيـة ويصلح كل شي لكـن قبل هذا ، لازم يعرف مين كان ورا هالسالفة غير شذى ..
الشي اللي قاهره ومحيره ، كيف وصلت لشوق بالذات !!! .. وكيف عرفت انها حبيبته أصلا ، اذا كان على اسم العائلة فـ ندى بعد لها نفس الاسم وما صار لها اللي صار لشوق... عالأقل ندى تقريبا بعمر شذى أما شوق اصغر منهم كيف عرفت ؟!؟!؟!...
هو عارف نفسه مو غبي ولا غشيم...
السالفة مو صدفة ..هم استقصدوا شوق لأنهم عرفوا انها تعـني لـه وتهمّـه.. وهو ما قال لشذى عن بنت عمه ابد فكيف عرفت..!!؟؟؟؟؟
وهو جالس على الكرسي الهزاز بغرفـته ،، ويهز نفسه " للأمام والخلف " بتفكييير عميق يحاول انه يلقى اجابة..
تذكر ... تذكر البنت اللي قالت له السالفة... أو قالت له نص السالفة ، وقتها ما تدارك نفسه ولا تمالك اعصابه ،، من سمع باسم شذى داخل بالموضوع عرف انها مسوية مصيبة.. ونسـى نفسه لحظتها..
نااار القهر للحيــن تشتعل بقلبه ومارح يسكت الا لما يعرف مين ورا هالساالفة كلها... شذى ما تعرفني ولا تعرف احد بعايلتي ... مين قالها عني وعن شوق !!!..
رفع تلفونه ..!.. بس تذكر بخيبة أمل انه كلم البنت من جوال شوق ...والشي الوحيد اللي يذكره اسمها " بدور" ..!!
بس وش ينفع الاسم ما رح يفيده....
تشنجت ملامح وجهه وهو يتذكر شذى... ما غيرها .. بتعترف له بكل شي، غصب طيب بتعترف..
رفع تلفونه ثاني مرة ودق عليــها...
بهالوقت كانت ندى بالسيارة مع مها راجعين للبيت من الجامعة.. وندى واصلة معها من الطفش بسبب غياب شوق ...لا فهد راضي يتكلم عن شي ،.. ولا شوق اللي ردت على مكالماتها.. كل واحد منهم ساااااكت ومو راضي ينطق... وبدت تخاف لا يصير شي كبير ممكن ينهي اللي بينهم..
تنهدت ومها جنبها بالسيارة ..كانت طايرة من الوناسة مو مصدقة ان الخطة كان لها هالمفعول القوي .. مفعول وصل شوق للشرقية... روووحة بلا رجعة ان شالله ...
كانت مها قد اقترحت على ندى ترجع معها ، او طلبت منها تاخذها بمعنى أصح.. فرصة مها تزور بيت ابو فهد يمكن تصادف فهد .. وتقدر تشوف المفعول عليه ،.. اكيد الحين قاعد يتعذب...
ابتسمت وهم يوقفون عند الباب.. نزلت ندى بصمت والتفتت من الذوق تعزمها مع ان ندى مالها خلق ضيافة احد.. بس قالت : ما ودك مها تنزلين عندنا شوي ؟؟
مها ابتسمت..وهذا مرادها.. وخصوصا انها تأكدت من وجود فهد بسبب سيارته الواقفة : ليش لا ... بس مارح اطول شوي وراجعه للبيت
ندى مجاملة : على راحتك..
نزلت ندى ودخلت داخل ومسكت الباب لما دخلت مها بعدها ... مشت مها وراها لين وصلوا الصالة... أخيرا تركتها ندى بعد ما استأذنت بتروح تغير ملابسها وترجع..
جلست مها لحالها تنتظر والعباية عليها والطرحة طايحة على كتفها ..
وهي جالسه سمعت صوت عمر جاي يركض نازل الدرج بطفاااااقـة...
مها : شوي شوي لا تطييييييييييح
وقف عمر على آخر درجة وناظرها ... قرب منها بهدوء ووقف قدامها وهو مكشر.. استغربت حالته...
عمر معصب : ... ليس جيتي ؟؟
مها : ليش جيت؟؟؟.. أبي أشوفك .. ولهانة عليك ياخي...!( تتريق عليه)
عمر :... روحي لبيتكـم... ( طردة)
مها : ماني رايحه قاعدة على قلبك
فجأأأأة صرخ بوجهها وخلاها تفز : انتتتتتي وععععععععععععععععه
مها : ليييش يا عمر عيب عليك ؟؟
عمر : ليس جيتي ؟؟
مها : بدل لا تقول حياك الله
عمر : مااا حبــك
مها انقهرت من قلــب.. مااا بقى الااا هي : تكفى يالنتفـة حبنـي... تكفى ترا بموت لو ما حبيتنـي.... ( بصرامة ).. عيب عليك !
عمر ما اهتم لها : لا تقولين لي عيب... لاااااااا تقولين
بدا بنوبة صرااااخ وهو يهددها تسحـب كلمتـها مثل ما يسوي مع غيرها... بس هي ظلت سافهته ، وجالسة بمكانها من غير حراك... تنرفـز عمر صدق يوم ما عطتـه وجه ووقف عالكنبة جنبها .. وقرب من اذنها وصـرخ فيها : ياحمااااااااارة لا تقولين عييب... أنا أحثن منك أنا بطططططططططل...
مها : يااااا بثـرك انتا واحد مو مؤدب...
نزل عالأرض ورفس ساقها رفسة محترمة وراااح عنها منحاش يركض... رجع يطل عليها وهو يصرخ : محححد يحبـك انا ماحبك..سووق ما تحبـك ... نايف ما يحبك وفهههد بعد ( بدا يعدد الناس كلها وكل اللي يعرفهم ،،، وهي محتررة منه ) وندى وماما ومنى وككلللللل النـاث...!( طلع لسانه وتركها لحالها ويا الجدار )
خذت نفس وهي محروقة بزر ويقولي هالكلام ، لو قمت عليه كان عرفت أسكتـه هالملسون ما علمه طوالة اللسان الا شوق هالـ...............
ما كملت أفكارها ... انقطعـت وهي تسمع صوت خطوات نـازلة الدرج .. خطوات بطيـئة ومهيبة .. خطوات مشية فهد أكيد.. رفعت الطرحة وقبل ما تقدر تغطي وجهها كان فهد قد وصل تحت ... لاحظها جالسة ومعفوسة حالتها ، لمح وجهها لكن بسرعة عطاها ظهره بطريقة عدم اهتمام ، ..واهتمامه كله على عمر اللي سمع صوته قبل شوي ..
فهد : عميييييييير... وش هالصرااخ !!!
سمع صوت اخوه جاي يلعلع من المطبخ : الحماااارة تقولي عيب .. انا بطل يا فهد ..وهي سريرة ( شريرة) ..
فهد : مين ؟؟؟؟؟؟
عمر : ماااااااااااااااااااعلف... طلعهااااا من بيتناااااااااااا
هاللحظة التفت فهد ناحية مها والابتسامة بسبب عمر اختفـت ،، وحـل مكانها جمووود وبرود ... شافته مها يرخي قبضة يديه ويقبضهم من جديد... رفعت عينها لوجهه ما شافت فيه أي علامات للحـزن ، وكأنه عادي ما خسر شي .. ماعرفت وش قاعد يفكر فيه لكن ملامح وجهه الجامدة أربكتها .. وتـرتها.
ما تدري ليش حست ان بعيونه شرر متطاير أو كانت تتوهم.. أو يمكن اللي سوته خلاها دايما تخاف منه ...
بالأخير تحرك فهد ومر من قدامها طالع للحديقة ..
واختفى عنها من غير ما يقولها كلمة .. أو حتى يسال عن أخبارها أو أخبار أهلهـا.. طلع من غير سـلام !!...
نزلت ندى بعد شوي وهي مغيرة ملابسها.. جلست مع مها شوي.. جابت لهم شي بااارد وجلسوا شوي سوالف عن الجامعة وكل ما حاولت مها تعرف اخبار شوق تلقى ندى تغير الموضوع بطريقة ذكية وكأنها ماتبي تسولف فيه..
بعد نص ساعة أو ساعة الا ربع قامت مها بتروح ..
مها : يلله ندى عن اذنك ...
ندى : اذنك معك
طلعت مها لحالها من الباب..وراحت لباب الشارع بعد ما غطت وجهها... وقبل لا تمتد يدها للباب بتفتحـه سمعته يناديهـا..
- مهـــااا..!
التفتت لوراها شافت فهد جاي وملامح وجهه زاادت جمود وقسوة.. بصرااحة خافت .. كان حاط عيونه بعيونها مباشرة ..عالأقل ينزل عيونه عنها مو كذا ...
مها : نعم فهد بغيت شي ؟؟؟؟
صدمها جوابه : ....بغيتك ..!
مها : نعم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رفع حاجب : لا يروح فكرك بعيد .. افتحي الباب!
أمره الحازم خلاها تفتح الباب...وأمرها ثاني مرة : ..اطلعي...
بلعت ريقها وهي تطلع الشارع .. طلع وراها ومسك الباب وسكره .. التفتت تواجهه لكن قلبها بدا يطبل...أول مرة تواجهه وهو بهالحالة الغريبة ..
طال سكوته وهو يناظرها بنظرات تخترقها .. سألته بخوف : وش... بغيت ؟؟؟؟
رماها في وجهها مباشرة : ...صحيح اللي سمعته ؟؟؟
مها : وش ..سمعت ؟؟؟
سكت وهو يرفع حاجب وينزل حاجب... : انتي عارفه وش اقصد ..!!
مها : وش تقصد...( تجرأت ورفعت راسها بثقة ) اذا فيه كلام عندك ولا لا تخليني واقفة بالشارع بهالشكل... مابي اكون سالفة بلسان الناس..
استفزه كلامها وتقدم خطوة ناحيتها : انتي لو ما تبين تكونين سالفة بلسان الناس ما ماشيتي اشكال واطية سمعتهم واصلة للسما ...
استغـبت كلامه وسوت نفسها مو فاهمه : مين تقصد !!.. اذا تقصد اختك وبنت عمك هذا..........
انخرست وما كملت يوم شافت عيونه تتطاير النار منها .. ويده بأي لحظة ممكن تنمد لها
فهد : كلمة ثانية تمس اختي وزوجتي لا تلومين الا نفسك.. فاهمه يامها ولا تبين افهمك ترا ما عندي مانع المرة الاولى شذى هالمرة انتي ..
مها ساااااااااااااكتة وقلبها غاص بالخوف..
فهـد : ما صدقــت يوم عرفت ان لك يد بكل اللي صار لشوق .. ما كنـت اظن انك وحدة من اللي يشيلون قلـب أسود داخلهـم ..
مهـا : الحين جاي وش تبي ؟؟؟؟؟
فهد : تدرين اني لو ارتكب فيك جريمة الحين محد رح يلومني ... ليش وصلتي شذى لشووق وعشان ايــش!!!!
سكتت ما ردت ..
فهد صرخ بالشارع ومها خافت لا تنفضح : ما تنطقـــين !!!!
مها : مالك شغل ليش وصلتها لشوق... شذى كانت تحتاج المساعدة عشان ترد لك الصاع وانا اظني سويت خير يوم ساعدتهـا ..
فهد قرب منها خطوة وهي تراجعـت ثلاث خطوات ومن الخوف صدمت بسيارته الواقفة وراها ..!!... عيونه كانت تخيفها من عصبيتها ... وقف على بعد خطوات منها وسد عليها الطريق
فهد : خير ؟؟؟؟؟... خيــر ؟؟؟؟؟؟.. أي خيــــر؟؟؟؟؟..
مها بخوف : لا تصارخ .. وخر بروح بيتنا .. وخر عن طريقي ولا ترا بصرخ وأفضحك !..!!.
ضحك وهو معصب : يعني تفكرين صراخك بيفكك مني ...( علا صوته ) سؤاااااال وجااوبي ليش سويتي كل شي سويتيه.. غلطت عليك شوق بشي؟..أذتك بشــي؟؟؟
مها تكابر الخوف : وخخخخخخخخخر لا تحمل غيرك ذنبك ..
فهد ما هدا من الصراخ : وش اقول انا عنك..تستخدمون شوق سلاح وش تسمينه هذا حتى اليهودي ما يسويهـاا بأخووه !!
مهااا خااافت من صراخه ووصلت حدها خوف .. لا شعوري تحركـت وما اهتمـت انه كان واقف بطريقها ..تجاوزته بعد ما ضرب كتفها بكتفه لكن ما اهتمت أهم شي تتخلص من الموقف اللي هي فيه.... ركضـت بسرررعة بعيد وتوقعـت انه بيلحقهـا.. لكن يوم خذت مسافة كافية التفتت له برعـب.. شافته واقف مكانه ويناظـرها بابتسامة سخرية على وجهه .. وكأنه مو متعـب حاله عشان يلحقهـا.. مو متعـب حاله عشان يعاقبها ، لأن عقابها بيكون على رب العالمين...
حطـت يدها على قلبـها وهي تتنفس ..مو مصدقة حسـت انه كان بيذبحها ..ما صدقت انها قدرت تبعد من قبضته ورررركضـت بعييييد عنه ناحية بيتهم ..أما هو اكتفى بمراقبتها وبس !
يوم غابـت عن عينـه .. نطق بصوت مسموع : أشـوف فيـكم يوم كاني ما قدرت آخذ حق شوق بيدي ... نشوف فيكم يوم..
نطقهـا ودخل البيت .. شاف عمر واقف بوجهه عند المدخل والضيق على ملامحه الطفولية ..
عمر : ماحبها!!!!
فهد ابتسم رغم الهـم اللي بقلبه : ليش ما تحبها ؟؟؟؟
عمر : عسان سوق ما تحبها !!..
على اسم شوق تنهد فهد : ...وانت وش دراك ان شوق ما تحبها ؟؟
عمر : عساني ما احبها..
فهد : ...ههههههههههه والله انك محشش... ادخل قدامي الله يرجك من ولد..
قرب فهد منه وشاله من خصره بيد وحدة مثل الخروف
عمر استااانس : هههههههههههههههههه فهد سوق بالسرقية صح ؟؟
فهد : ايه بالسرقية ... يا كثر اسئلتك.. شتبي الحين ؟؟
عمر : متى بتجي ؟
فهد : ..................
عمر : أبي ألوح هناك... سوق تقول فيه بحر هناك... أبي اسوفه
فهد : يقالك الحين ما قد شفت البحر..؟؟
عمر : لا..... أبي أثبح ...
فهد : مافيه بعدييييين ..
نزله عالكنبة وطلـع فهـد جواله ... تردد يرسـل لشوق رسالة يبين فيها شوقه لها...وانه متمسك فيه للأبـد .... بس تراجع بالنهاية... الرسايل ما عاد تنفع .. لازم يتحرك الحين !!
|