المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الديمقراطية الجديدة
الديمقراطية الجديدة
بدأ الأمر بإعلان رئيس الجمهورية عن عهد جديد للديمقراطية أسماه الديمقراطية الجديدة، وقد كان الأمر بمثابة الإصلاح الشامل في كافة الشئون السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية.............إلخ
إنتظم الناس في كل شأن من شئونهم و إنتظم الطلبة فى مدارسهم و جامعتهم و إنتظم لموظفين فى أعمالهم، إنتهى عهد التراخى و الكسل و بدأ عهد النشاط و الحماس و المشاركة الجادة و المسئولة تجاه بلدنا و أصبحت صورتنا مشرفة أمام العالم بنزاهتنا و حيادنا و إعلاننا للحق فى كافة وسائل الإعلام.
منتدى ليلاس الثقافيأصبح الكل متفق وطنى و معارضة فيما يخص مصلحة الشعب و الدولة و عاد شعار الشرطة فى خدمة الشعب بسيادة القانون الذى لا يفرق بين مواطن أو مسئول و أصبحت النظافة فى الشوارع تفوق الوصف و التخطيط السليم للمرافق العامة و عاد للمرور نظامة و إنتظامة بلا حاجة الى عسكرى المرور فالجميع ملتزمون بقواعد و آداب المرور .. إنتهت المواكب التى كانت كارثة للمرور و أصبح الوزراء كسائر المواطنين يركبون المواصلات العامة للوصول الى مقار أعمالهم و أصبح الرئيس يتنقل بسيارة عادية يقودها بنفسه تحمل علامة صنع فى مصر و ذهبت الى عملى ووصلت اليه بلا تأخير و فى إحدى الأيام بينما فى طريقى الى عملى بسيارتى وجدت رئيس الجمهورية يقف بسيارته و يشير الىٌَ بالتوقف و أسرعت اليه لأعرف ما يريد منى فطلب قليلا من الماء للسيارة فأحضرت له جالونا من الماء و رفض أن أملأ له السيارة بالماء و فعل ذلك بنفسه و سألنى عن أى خدمة فشكرته و نبهنى أن لا أقف فى الممنوع و مضى فى طريقه الى عمله و كنت فرحاً و سعيداً بكل هذه التغيرات التى حدثت بفضل الله عز و جل ثم لإعلان الديمقراطية الجديدة ...و
إستيقظت من نومى فقد كان حلما و نهضت من الفراش لأرتدى ملابسى و أفطر و نزلت و ركبت سيارتى لأذهب الى عملى و تعطلت فى المرور ككل مرة و شرد ذهنى فى إحدى إشارات المرور فلم أنتبه الى سير السيارات و نزل احدى سائقى السيارات ينبهنى الى سير السيارات فضحكت قائلا الديمقراطية الجديدة فبسمل الرجل و حوقل و ضرب أخماسا فى أسداسا قائلا ( الراجل باين عليه إتجنن)
ومضيت الى عملى متأخرا كالعادة و جلست الى مكتبى مفكرا فى الحلم و جاء احدى المواطنين لإنهاء أوراقه و ظل يتنقل من مكتب الى آخر حتى إنفجر صارخا فى الجميع فأخذته الى مكتبى و هدأته من ثورته و قلت له مهلا حتى يتم إعلان الديمقراطية الجديدة فنظر الىٌَ بدهشة و إستغرب و تسائل عن إعلان الديمقراطية الجديدة متى؟!... فأخبرته قريبا إن شاء الله يوم أو شهر أو سنة أو لا يتم إعلانه ثم نهضت من مكتبى ضاحكا و الرجل مذهولا .. و نزلت الى الميدان أمام العمل أصرخ و أقول ( الديمقراطية الجديدة فى الطريق .. إحترس ) و نزل الرجل ووجدنى بين إثنان يمسكان بى و يضعانى فى الملابس الصفراء و أستقل معهم سيارة الإسعاف .. و بسمل الرجل و حوقل و مزق الأوراق قائلا ( لا أريد أن أعمل رسميا و سأفتح المحل بلا أوراق تراخيص ..... و حكاية الديمقراطية قديمة أو جديدة المهم الأوراق تنتهى يا ساتر يا رب .. ديمقراطية أعوذ بالله ) 0
مستشفى الأمراض العقلية
عنبر الخطرين
أبو نرمين – علاء رسلان
|