المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الأمل - قصة قصيرة
بزغت أشعة الشمس الأولى كما كانت تبزغ كل صباح على صراخ زوجة أبيها تستنهضها للعمل في المنزل قفزت من فراشها مسرعة لتباشر يوما شاقا كان عليها أن تغسل ألا طبا ق وارض المنزل وكومات الثياب التي تجلبها زوجة أبيها من الجيران ويستمر عملها طيلة النهار ما عدا دقائق تقضيها في التهام الفتات الزائد من مائدة الغداء أما العشاء فغالبا ما كانت تحرمه لغضب زوجة أبيها التي لم يكن يعجبها شيء كانت تتمنى لو تنقلب زوجة أبيها وديعة طيبة وتعيش معها حياة هانئة
وأنها ستعيش معه في أي مكان ولكنه أصر على السفر وان يجعل زواجهم لائقاً بها عند ئد وعدته أنها ستنتظره بفارغ الصبر سوف تعد الدقائق والثواني حتى يعود وستخلص له وعلى هذا افترقا ودموعها لا تفارق جفنيها 0
[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URLوكبرا معا وتحولت ألفتهما إلى حب كبير كانت كلماته سلوتها دائما وكان حبها له يسع الدنيا بأسرها كانت تقول له دائما أنها ستخلص له عمرها كله وكان يقول لها أنها أيام يخلصها بعدها من هذا الجحيم لتعيش معه في بستان من السعادة وفي يوم من أيام الشتاء القاسية التقيا كانت دموعها غزيرة لقد ضربت وأهينت هذا اليوم تأثر لها كثيرا ووعدها انه سيخلصها وانه سيسافر ليعمل خارجا وسيعود بعد عام سيخطبها وسيعطي زوجة أبيها كل ما تريد وان رفضت سيخطفها أخبرته هي أنها ستعيش معه ولو على حصير بال وان حياتها بقربه ستكون قمة السعادة توسلت إليه أن لا يسافر لأنها لا تستطيع أن تبعد عنه كل هذا الوقت .
سافر سامر وبحث عن عمل ولكن الدنيا جافته وأغلقت أبوابها في وجهه وفي يوم من أيام الصيف كان جالسا في الحديقة شاردا يفكر في حبيبته وحاله لقد مضى ستة اشهر ولم يقف على عمل كيف سيعود إليها وبينها هو كذلك مرت به فتاة فتوقفت وأطالت النظر إليه ثم تقدمت إليه وكلمته وأخبرته أنها أرملة وليس ثمة من يساعدها وأنها رأت في عينيه براءة وشهامة 0 اخبرها انه يحب فتاة أخرى وانه لن يتزوج غيرها ولكنها استبعدت فكرة زواجه بها بالمقابل ستؤمن له عملا عند عمله وعلى هذا اتفقا مباشر الشاب عمله كبائع حلويات وبدأت الدنيا تشرق في وجهه أما حبيبته فان جمالها لفت نظر شقيق زوجه أبيها فخطبها ولكنها رفضت وأخبرته زوجة أبيها أن الأيام كفيلة بجعلها توافق ورغم ما تعرضت له من إهانة وضرب لكنها ظلت مخلصة وفيه تنتظر عودته لينفذ ما وعدها به أما سامر فقد سارت أموره على ما يرام ونشا نوع من الألفة بينه وبينها كان دائما يحدثها عن حبيبته ولكنها كانت تصرف الموضوع ويوما أخبرته أنها تحبه وأنها تريده لها زوجا أخبرته أنها ستجعله أفضل السعداء وأنها تملك من الأموال ما ستجعله بها وافر الهناء وأخبرته أن حبيبته ستنال من سيتزوجها أفضل منه حالا وسيسعدها أكثر منه وقالت له انه أصبح جزء من كيانها 000
لم يستطع النوم تلك الليلة كان يفكر في كلامها أنها غنية وسوف تختصر له الجهد والعناء وماذا لو عاد فوجد حبيبته قد تزوجت وماذا لو أخبرت عمها فطرده من العمل فكر كثيرا قبل أن يقرر لقد اخبره عمها انه لا مكان للعواطف في هذه الحياة وعلى العقل أن يقرر أما حبيبته فسوف يأتي من يسعدها ويجعل حياتها أكثر هناء000
وحدد موعد الزفاف وقضى ليلة من أجمل ليالي حياته كانت الضحكة لا تفارق ثغره وكانت حبيبته تئن تحت وطأة الضرب الشديد الذي تعرضت له كانت تبكي بدموع غزيرة ولكن عزائها الوحيد أن حبيبها الغالي سيعود بعد سبعة أيام 0 سبعه أيام قبل نهاية سنة على وعده لها لا زالت تذكر كلماته الحنونة ووعده لهابا لعودة بعد سنة لينقذها من هذه الحياة القاسية إلى سعادة ليس بعدها سعادة وستكون دائما بجانبه ستنام على قبلاته وستصحو على همساته ستطهو له أفضل الطعام ولن تسمح له أن يطيل غيابه لأنها ستشتاق إليه كثيرا يكفي انه غاب عنها سنة كاملة ومرت الأيام السبعة وجاء يوم الميعاد فتزينت وتعطرت ولبست أفضل ما عندها وخرجت مرات كثيرة إلى حيث كانا يلتقيان كانت تخرج فتتخيل انه دخل بيتها خاطبا فتعود مسرعة وتدخل بيتها فتتصوره في مكان لقائهما
فتخرج مسرعة جاء المساء وظلت الليل كله ساهرة وأشرق الصباح ولم يأت وانتظرت يوم ويومان ومضى الشهر الأول والثاني ومضت سنة أخري ولم يات000
قررت في نفسها أن تنتظر عمرها كله لأنه وعدها وسوف يأتي انه يحبها ولن يستبدل بها أي فتاة سواها 00[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URL
لعله مريضا كم كانت تتمنى لو أنها بجانبه أن كان مريضا لتسهر عليه أو لعله يعمل أكثر أنها تعرفه يريد لها زواجا يليق بها 00 وزادت ضغوط زوجة أبيها وتسلل المرض إلى جسمها الجميل وخطت التجاعيد على وجهها الصافي البري وغارت عيناها الصافيتان كانت تنظر إلى المرآة وتقول سأخبره إن جمالي إنما ذهب لأنني كنت انتظر وأنني عندما أعيش بقربك سيعود إلي ذلك الجمال000
ووصل نبا زواجه إلى زوجة أبيها فأخبرتها بذلك فانكرت وقالت إنها واثقة انه لن يفعل ذلك وأنها إنما تقول ذلك لتضغط عليها لتتزوج أخيها ومضت عشر سنوات ولم يبق من جمالها سوى هيكل عظمي مكسو بجلد رقيق وقررت السفر إلى حيث اخبروها وسافرت ورأته بعينيها وماتت جذوة الأمل التي كانت تشعل حياتها فبدا الموت يدنو منها رويدا رويدا وعندما أحست أنها على سفيره طلبت من زوجة أبيها ورقة وقلما وكتبت رسالة ورجت زوجة أبيها إن توصلها اليه000
عند الصباح سافرت زوجة أبيها التي رق قلبها وهي ترى الضحية تموت أمام عينيها طرقت بابه وسلمته الرسالة ثم عادة مسرعة دون أن تنطق بكلمة000
فتح الرسالة وقرافيها000
*** عزيزي الغالي سنوات طويلة مرت على فراقنا ولا زلت أحبك لا زلت بالنسبة لي نبض حياتي ودمي الذي يجري في عروقي لم أفكر يوما أن أكرهك أو أنساك رغم كل ما فعلته بي فقد غفرت لك ويكفيني أن أراك سعيدا بعد إن أيقنت أن القدر قد كتبني شقية في هذه الحياة ولم يملكني من السعادة سوى ذلك القسم الضئيل عندما كنت أراك والذي لا زلت أحس حلاوته لست اطلب منك اليوم وأنا على حافة الموت سوى أن أراك وتقع عيناي عليك فهل أنال منك ذلك أم أن الموت يسبقك إلي000
*** محبتك دائما وأبدا حتى الموت ***
000اغرورقت عيناه بالدموع وخرج مسرعا مسافرا اليها000
0 في الطريق كانت الأفكار تحتدم في رأسه كيف سيراها 0 ما سيقول لها0 سيطببها على حسابه في أفضل المستشفيات وسيعيد لها السعادة التي حرمت منها طوال السنين الماضية000
عندما دخل بيتها كان الجميع صامتين كانت ممدودة على سرير بالي وقد غطي وجهها0 كشف الغطاء عن وجهها ونظرا ليها كان ترسم على شفتيها ابتسامة لم يدري هل هي ابتسامة شكر على قدومه المتأخر أم أنها ابتسامة الخلاص من هذه الحياة التعسة000
على قبرها زرف الدموع الغزيرة قبل أن يفارقها إلى الابد000
الثلاثاء 14 \\ 3\\ 2006\\
|