لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


انتقام خائن

بسم الله الرحمن الرحيم تحية طيبة وبعد فهذه أولى مشاركاتى فى منتدى قصص القراء التى أرجو أن تحوز الإعجاب انتقام خائن من قصص الجاسوسية

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-07, 02:34 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 11217
المشاركات: 6
الجنس ذكر
معدل التقييم: osama 159 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
osama 159 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي انتقام خائن

 

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد
فهذه أولى مشاركاتى فى منتدى قصص القراء التى أرجو أن تحوز الإعجاب

انتقام خائن
من قصص الجاسوسية
منتدى ليلاس الثقافي
إهداء
إلى كل الأبطال الذين يعملون فى صمت من أجل أمن وأمان مصر

البداية
" سأنتقم ...
نعم ... سأنتقم وسيكون انتقامى مريعاً.
سأنتقم ولن أرحم أحداً ممن وقف فى وجهى ولحظتها سيكون الانتقام مبتكراً ولن يخطر على بال بشر.
سأنتقم من الجميع بلا استثناء.
سأنتقم من الجميع بلا رحمة ولا شفقة وخاصة أسرتى ".
هكذا حدث " سمير " نفسه وهو يقف على سطح السفينة وينظر إلى الأفق وينظر للمرة التى قد تكون الأخيرة إلى مصر ، فهو لا يعلم إن كان سيكتب له أن يراها مرة أخرى أم لا ، وأسند " سمير " ذراعيه إلى سور السفينة ووقف ينظر إلى وجوه المودعين لعله يرى من يشتاق إلى رؤيته ، ولكن خاب ظنه فلم يجد بين الوقوف أحداً يعرفه ،وأحس " سمير " بخيبة الأمل تجتاح نفسه فقد كان يمنى نفسه برؤية حبيبته " ميرفت " وأن يودعها قبل سفره ولكنها لم تأت ولن تأت ، وبعد فترة انطلقت صفارة السفينة معلنة قرب الرحيل والانطلاق إلى عرض البحر ، وأبحرت السفينة و" سمير" ما زال واقفاً فى مكانه ينظر إلى أضواء الإسكندرية وهى تغيب عن عينيه ويتساءل هل سيراها مرة أخرى أم لا ؟.
وجلس سمير فى أحد المقاعد المنتشرة على سطح السفينة وأسند رأسه إلى الخلف وأغمض عينيه وعاد إلى الخلف وراح يتذكر ما حدث له ودفعه إلى السفر والبعد عن مصر وعن حبيبته ومنية القلب "ميرفت".
- 1-
منتدى ليلاس الثقافيالمكان : الإسكندرية.
الزمان :1964 .
" فريد سالم " أب مثل غيره من الآباء الذين يتسمون بالشدة فى تعاملهم مع أبنائهم ولكن " فريد " يتفوق عليهم ببخله الشديد وجشعه وحبه للمال بصورة تفوق الخيال فهو على استعداد لفعل أى شئ مقابل الحصول على المال ومن أى مصدر مهما كان هذا المصدر. وكان يرفض بشدة أن يعطى أبنائه ما يحتاجونه من مال ليستطيعوا مواجهة أعباء الحياة ، بل كان يفضل أن يطردهم من البيت على أن ينفق عليهم.
فلقد نشأ " فريد " فى بيئة غاية فى القسوة فقد ماتت أمه وهو طفل صغير، ولم يستطع أبيه أن يتحمل أعبائه بمفرده فقرر أن يتزوج لكى يُحضر لابنه امرأة تساعده على مواجهة أعباء الحياة وتساعده على تربية الأطفال وتزوج بالفعل من سيدة ظنها أما حنون ستعطف على ابنه ولكنه سرعان ما اكتشف خطأ ما تصوره ولم يعد فى إمكانه إصلاح الخطأ الذى وقع فيه فلقد أنجبت له زوجته الجديدة طفلة ولم يعد أمامه سوى أن يواصل الحياة معها من أجل ابنته الصغيرة.
وفى نفس الوقت فإنه كان يحس بالألم من أجل ابنه الذى يتعذب ولكنه كان أضعف من أن يحمى ابنه من العذاب الذى تصبه عليه زوجته ، فهو لا يستطيع البعد عن زوجته ، فهى ورغم قسوتها البالغة على ابنه إلا أنه كان يحبها ولا يقوى على البعد عنها أبداً فما كان منه إلا أن تركها تفعل ما تشاء مع " فريد " ظناً منه إنها بذلك تصنع منه رجلاً صلباً لمواجهة الصعاب فى الحياة حسبما أقنعته هى بذلك. ومن هنا نشأ " فريد " فى هذا الجو القاسى الملئ بالألم والعذاب ولم يكن فى إمكانه الاعتراض فهو ما يزال صغيراً لا يقوى على مواجهة أعباء الحياة بمفرده ولم يعد أمامه سوى أن يتحمل حتى يحين الوقت المناسب وبعدها سيفكر فى وسيلة تخلصه من هذا العذاب الذى يحيا فيه.
وحينما شب " فريد " عن الطوق ترك البيت كله وراح يبحث عن نفسه بعيداً عن أبيه وزوجته ولكى يبتعد عن العذاب الذى قاساه على يديها.
وكان يسعده كثيراً أن يرى غيره يتعذب وكان يتلذذ فى تعذيب الفتيات ليخلص منهن ما يحسه من كراهية ويغض نحو زوجة أبيه وظل على هذا الوضع حتى قرر أن يتزوج فجأة .... وكان الزواج من فتاة أحبها بشغف وجنون وتحدى الجميع لينال رضاها ووقفت بجواره ضد رغبة أهلها وتحدت الجميع من أجله وتزوجا ، وبدأ " فريد " يحس بالراحة والهدوء فى هذه الحياة الجديدة. ورغم الحب الذى تكنه له زوجته والذى يكنه لها ، إلا إنه أحس بالكراهية نحو أبنائه وراح يعذبهم ويتلذذ فى عذابهم فهو ينفس فيهم كل ما ترسب فى ذاته من آلم وعذاب.
وهكذا نشأ " سمير " فى هذا البيت وهو لا يستطيع أن يتناقش مع أبيه فهو لم يترك لهم مساحة للتفاهم مهما صغرت هذه المساحة ، فكل ما يهمه هو السيطرة على من فى البيت دون مراعاة لمشاعر من يعيشون معه.
وكان " سمير " يحاول أن يتكيف مع هذه الحياة ولكنه كان يجد الفشل قرينه فى كل خطوة ، كان يهرب من البيت باستمرار ليلتقي مع أصدقائه لعله يجد معهم السلوى والأمان وهما الشيئان اللذان لا يجدهما فى البيت وسط أهله ، وحينما تنتهى السهرة يبحث عن مكان ليبيت فيه فلا يجد أمامه سوى مكانان إما أن يبيت فى الطرقات هائماً على وجهه ، أو أن يعود إلى البيت ليقابل موجة من العنت والقسوة فوق ما يتصوره أى شخص.
وكان كل هذا سبباً فى أن ينزلق " سمير " إلى طريق الضياع والفشل ، كان من الممكن أن يدفعه هذا إلى التفوق فى الدراسة ومحاولة تحقيق ذاته بعيداً عن الأسرة ، ولكن أبيه قتل فى نفسه كل عوامل النجاح والتفوق ، لقد زرع فى نفسه اليأس والإحباط والسخط والضيق من الحياة ومن فيها بدلاً من أن يزرع فيها الحب لكل الناس. وكان من الطبيعى أن يكون الفشل حليف " سمير " فى هذه الحياة فمن زرع حصد.
واستطاع " سمير " أن يحصل على الثانوية العامة بصعوبة بالغة والتحق بأحد المعاهد ، وكان الفشل حليفه فى دراسته وهنا ازدادت المشاكل على رأسه ... وراح " فريد " يعمل على تسميم بدنه ليل نهار بالسباب والحط من شأنه ، وتحريض أمه على طرده من البيت كلما تأخر خارج البيت.
وأحس " سمير " بكراهية شديدة للبيت ولمن فيه وأحس بكراهية شديدة لهذا الوطن ، لأن أبيه يعيش فيه ،وكان كثيراً ما يفكر فى الرحيل عن هذه البلاد. ولكن كيف ؟.... ومن أين له بنفقات السفر الكثيرة ؟.... هل يطلبها من أبيه ؟.
إنه على يقين من إنه سيرفض طلبه ولن يوافق عليه مهما فعل ، فهو فى نظر أبيه فاشل ولا يقوى على عمل أى شئ مفيد مهما كان هذا العمل تافهاً ، وكان كثيراً ما يتحدث مع زملائه عن أحلامه فى السفر إلى خارج البلاد حيث الحرية والانطلاق والبعد عن سيطرة أبيه وقسوته ، ويتحدث عن أحلامه التى يتمنى أن يحققها ، وازداد أمله فى السفر خاصة بعد عودة أحد أصدقائه من الخارج ، وحكاياته التى لا تنتهي عن أوروبا وما فيها من بهجة ومتع وفرص عمل للجميع بلا استثناء ، وكان " سمير " يعيش على أمل أن يسافر ويجد نفسه هناك بعيداً عن تسلط أبيه ، ولكن كيف السبيل إلى هذا ؟.
وقرر " سمير " أن يؤجل هذا الموضوع قليلاً حتى تتضح الأمور أمامه قليلاً.
وفى هذه الأوقات كان " سمير " قد التقى بزميلة له فى الدراسة وأحس نحوها بعاطفة شديدة ، لقد أحس نحوها بالحب ...
نعم لقد أحبها حباً شديداً وأصبح لا يقوى على فراقها أو البعد عنها ، فلقد أصبحت بالنسبة له كل شئ فى حياته البائسة هذه ... لقد أصبحت له الأمل الذى يحيا عليه وبه وبسببها فهو ما يزال متمسكاً بالحياة فى مصر.
ولكن هل تحبه مثلما يحبها ؟. إنه لا يعرف شعورها نحوه بالضبط ، لذا فهو حائر لا يدرى ماذا يفعل ؟.... هل يذهب إليها ويخبرها بحبه لها ؟..إنه يخشى أن يُصدم وترفض حبه لها ولحظتها سيفقد كل شئ ، سيفقد الأمل الذى يعيش من أجله ويسعى للنجاح من أجل الفوز به.
إنه يخشى من الصدمة إذا رفضته ، ولكنه سيظل هكذا فى حيرة قاتلة لا يعرف هل تحبه أم لا ؟... لابد له من أن يجد وسيلة ليعرف بها إن كانت تحبه أم لا ؟.
وحاول " سمير " أن يتحدث معها ولكنه فشل فى ذلك ، وفكر كثيراً فى طريقة ليعرف منها إجابة على سؤاله ، وبعد طول تفكير اهتدى إلى طريقة وقرر أن ينفذها.
وراح " سمير " يخط إليها خطاباً يخبرها فيها بما يحسه نحوها من حب ويتساءل هل تبادله نفس الإحساس ، ام هو حب من طرف واحد .. وأرسل إليها الخطاب ، وراح ينتظر الرد.
وطال الانتظار وراحت الوساوس تنهشه.
" إنها لا تحبنى ...
نعم .. إنها لا تحبنى ...
لا .. إننى أشعر بأنها تحبنى ، ولكن لماذا لم ترد على خطابى ؟.
هل يكون الخطاب قد ضل طريقه إليها ؟ هل يكون الخطاب قد وقع فى يد غير يدها ؟.
يا لها من كارثة لو حدث ما أفكر فيه .
لحظتها ستكون الطامة الكبرى ، فلن يرحمنى أبى أبداً ولا أعرف ماذا سيفعل معى ؟ ".
هكذا راح " سمير " يحدث نفسه وهو ينتظر الرد على الخطاب ، وازداد إحساسه بالضياع لأنها اختفت أيضاً من المعهد ، ولم تعد تأتى إليه ، فازداد يقينه أن هناك حدث جلل قد حدث لها وله أيضاً وراح ينتظر وقوع الكارثة فوق رأسه ، وكان يتحاشى الجلوس فى البيت طالما تواجد أبيه فيه خوفاً منه.
وفجأة ....
وصله الرد وأمسك " سمير " الخطاب وراح ينظر إليه هل يفضه ؟ أم لا ؟. يا لها من حيرة وأخيراً قرر أن يفتح الخطاب ليرى ما فيه ، وبيد مرتجفة راح يفض الخطاب وراحت عيناه تلتهم السطور التهاماً وكلما مضى فى القراءة كلما أحس بالراحة تجتاح نفسه فها هى تعترف له إنها تحبه هى الأخرى ولكنها لم تكن تقوى على البوح له بما تحسه إلا حينما تعرف شعوره أولاً نحوها.
وأحس " سمير " بأن الدنيا قد ابتسمت له أخيراً بعد طول عبوس ، وإنه سيقضى مع محبوبته أياماً سعيدة.
وأفاق " سمير " من أحلامه على واقعه الذى يحيا فيه.
وراح " سمير " يفكر ...
" هل سيوافق أبى على هذا الارتباط ؟ .. أم لا ؟.
إنني أعلم إنه حلم بعيد المنال فلن يوافق أبى أبداً على زواجى من " ميرفت" ماذا أفعل ؟.
هل سأظل هكذا طوال حياتى أخشى أبى وأخشى مواجهته.
لابد من المواجهة وليكن ما يكون ".
وهكذا حسم " سمير " أمره وقرر أن يفاتح أبيه فى هذا الموضوع ، وحينما وقف " سمير " أمام أبيه أحس بالضعف يتسرب إلى نفسه خوفاً منه ، وراح " سمير " يستجمع شتات نفسه وبدأ يتكلم وهو لا يقوى على النظر إلى عينى أبيه بل كان ينظر ناحية الأرض ، وحينما انتهى من حديثه راح ينتظر الإجابة من أبيه ، ولكنه لم يجد منه سوى الكلمات الجارحة والإهانة والتهديد بالطرد من البيت لو تم فتح هذا الموضوع مرة أخرى.
وابتلع " سمير " أحزانه وآلامه وخرج وهو يجر أذيال الخيبة وراءه. وسار " سمير " هائماً على وجهه وهو لا يدرى إلى أين يذهب ؟.
وظل يسير على غير هدى حتى كلت قدماه من المشى وراح ينظر إلى البحر وقال لنفسه :
- " لقد انتهت حياتي فى هذه البلاد بعد أن فقدت كل آمالي ولم يعد لى بها شئ.. ولكن كيف أتنازل عن حبى هكذا بسهولة ؟ إنها تحبنى ولابد من أن أحارب من أجل الفوز بها سأذهب إلى والدها وأشرح لى ظروفى لعله يوافق ".
وسكت " سمير " لحظة ثم قال :
- ولكن إذا رفضني أبيها .... فماذا أفعل ؟.
وأمسك سمير " برأسه وأحس بأنها على وشك الانفجار من كثرة التفكير وأخيراً قرر أن يذهب ليقابل " ميرفت " أولاً وبعدها يقرر ماذا يفعل ؟.
وتقابل الاثنان وجلسا سوياً والصمت يلفهما ، وراح " سمير " ينفث دخان سجائره بعنف وهو لا يعرف كيف يبدأ حديثه ؟.
وراحت " ميرفت " تنظر إليه وهى تشعر بمدى الحيرة التى تجتاح حبيبها وأمسكت بيده وقالت له :
- فيما تفكر ؟.
فقال لها " سمير " وهو يتحاشى النظر إليها :
- إننى أفكر فى مستقبلنا الذي أصبح محفوفاً بالمخاطر من كل مكان، ولست أدرى كيف أتصرف خاصة بعد أن رفض أبى زواجنا ؟.
فقالت " ميرفت ":
- إنني ِأشعر بما تحسه ، ولم يعد أمامنا سوى الصبر حتى تنهى دراستك وبعدها تتقدم إلى والدى لعله يوافق على ارتباطنا.
فقال سمير بتهكم :
- إنك واهمة !. فلن يوافق أبيك على ارتباطنا أبداً طالما أن والدى يرفض الفكرة ، ثم من أين لنا بنفقات الخطوبة وغيرها ؟.
- إننى لا أريد منك شيئاً ، فكل ما أريده هو أنت فقط ولا شئ سواك.
فأمسك "سمير " بيدها ولثم عليها قبلة حانية وقال والأسى يملأ عينيه :
- أننى أعرف مدى حبك لى ولكنه قدرنا ولا مفر لنا من أن أحاول مع والدك لعله يوافق على ارتباطنا مؤقتاً حتى تنتهى دراستنا.
فقالت " ميرفت " :
- ولكن ...
فقاطعها " سمير " وقال :
- ليس هناك حل سوى هذا.
وافترق الاثنان وقد اتفقا على أن تحدد " ميرفت " له موعداً مع أبيها وليفعل الله ما يشاء.
******
وفى الموعد المحدد توجه " سمير " إلى بيت " ميرفت " وجلس فى انتظار والدها وبعد أن جاء وتم التعارف والترحيب بدأ " سمير " حديثه وطلب يد ميرفت ، فنظر إليه أبوها وقال :
- وأين أسرتك ؟ ولماذا لم يأتي أبوك معك ؟.
واحتار " سمير " ولم يجد إجابة على هذا السؤال فواصل الرجل حديثه قائلاً
- إنك شاب فى مقتبل العمر ولم تنتهي من دراستك بعد وليس لك دخل ثابت وأنا أب وابحث لابنتي عن الأصلح والأفضل واعتقد إنك لست أهلاً لابنتي.
فقال سمير متعلثماً :
- ولكن يا عماه ...
فقاطعه الرجل قائلاً وهو يقف دليل على انتهاء اللقاء :
- يؤسفنى أن ارفض طلبك.
ونهض " سمير " وهو يحس بالغضب وحاول أن يتكلم ولكن والد " ميرفت" لم يقبل منه أى كلمة أخرى.
فانصرف " سمير " وهو فى غاية الحزن والأسى ونظر إلى أعلى فوجد " ميرفت " تقف فى النافذة وتشير إليه ، ولكن أبوها أسرع نحوها وجذبها إلى الداخل وأغلق النافذة وأحس " سمير " بالضياع بعد أن فقد كل ما له فى مصر ولم يعد هناك ما يشجعه على البقاء فيها بعد أن أيقن من إنه قد خسر " ميرفت " إلى الأبد.
وعزم " سمير " رأيه على السفر مهما كلفه ذلك من صعاب ومشاكل وقرر أن يطلب من أبيه أن يقرضه المال اللازم للسفر ويرده له حينما يعمل.
ولكن طلبه قوبل بالرفض التام وحاول " سمير " مع أبيه ولكنه أصر على رأيه وحاول معه العديد من أقاربه ولكنه رفض كل التوسلات فلقد قرر ألا يساعده .. فكيف يعطى ماله لشاب فاشل فى حياته ؟ .
هل يعطيه المال الذي تعب فيه من أجل أحلام لن تتحقق ؟.
وإذا كان قد فشل وهو فى وسط أهله ، فهل سينجح وهو بعيد عن أهله ؟. إنها أوهام من شاب فاشل ... إنه على يقين من إنه سيذهب ويعود كما ذهب دون أن يحقق أى شئ سوى الخسارة وضياع المال. وحاول " سمير " مع أبيه للمرة الأخيرة ولكنه أصر على موقفه.
ونظر " سمير " حوله يبحث عمن يخرجه من ورطته هذه فلم يجد غير أصدقائه فراح يستدين من هذا وذاك حتى استطاع تدبير نفقات السفر وبدأ فى تجهيز أوراقه وحينما انتهى من تجهيز تلك الأوراق وتحدد موعد السفر ، أرسل إلى " ميرفت " يخبرها بموعد سفره وإنه يتمنى أن تكون أخر وجه يراه فى مصر قبل رحيله.
وحان وقت السفر واقترب " سمير " من أبيه لكى يودعه فمن الممكن ألا تتقابل الوجوه مرة أخرى وأشاح " فريد " بوجهه عن " سمير " ورفض أن يودعه بل راح يتهكم عليه ويذكره بفشله الذى لاقاه هنا وسوف يجده فى انتظاره هناك.
وأحس " سمير " بالحزن والضيق من نفسه فها هو أبيه يرفض أن يودعه أو على الأقل يتمنى له حظاً سعيداً فى غربته بل ورفض أن ينظر فى وجهه ويبتسم له ولو مرة واحدة فى العمر. وخرج "سمير" وهو يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه فهو يحس باحتقار شديد لنفسه وراح يتساءل هل هو ابن شرعي أم لقيط وجدوه على قارعة الطريق؟. إنه لا يجد إجابة عن هذا السؤال الذي يتردد فى ذهنه كثيراً هذه الأيام.
وحينما خرج " سمير " من البيت نظر خلفه وأقسم أن ينتقم من أبيه شر انتقام حينما تسنح له الفرصة لذلك ولن يسامحه أبداً على ما فعله به طوال تلك السنوات. ولن يكون انتقامه عادياً بل انتقام لن يخطر على بال أى شخص.
ووصل " سمير " إلى الميناء فى رفقة بعض زملائه وراح يتلفت هنا وهناك لعله يرى " ميرفت " ولكنها لم تأت وأحس بالحزن وتذكر كل ما عاناه فى حياته فى هذا الوطن حتى الشئ الوحيد الجميل فى حياته ضاع منه بسبب ضعفه وفشله فى حياته ولم يكن يعلم أن " ميرفت " فى هذه اللحظة تزف إلى عريسها وإنه لن يراها مرة أخرى.
ولكن الآن لا وقت للندم فلم يعد الندم يصلح الآن ، إنه فى طريقه لبدء حياة جديدة وعليه أن ينسى كل شئ ويُلقى خلف ظهره جميع ما مر بحياته من أشياء وذكريات مؤلمة ولكنه لن ينسى أبداً ما فعله أبيه ولابد له من أن ينتقم من الجميع فى يوم من الأيام.
******
وتنهد " سمير " وهو يعود إلى واقعه على صوت الركاب وهم يغنون فرحين بالحفل المقام فى مطعم السفينة احتفالاً بزوجين يسافران معهم على متن السفينة فى رحلة إلى أوروبا لقضاء شهر العسل ، ونظر إليهما " سمير " وترقرت الدموع فى عينيه وتخيل نفسه وهو فى هذا الموقف مع من يحب ولكنه القدر الذى أبى أن يتم عليهما تلك الفرحة، وتنهد " سمير " فى عمق وأسند رأسه إلى مقعده وأغمض عينيه وراح يحلم بما سوف يفعله فى أوروبا من أشياء رائعة ويتمنى أن ينجح فيما هو مقدم عليه من حياة جديدة فى بلاد الغربة..
******
هذا هو الجزء الأول وفى انتظار التعليقات لإكمال باقى القصة

 
 

 

عرض البوم صور osama 159  

قديم 06-06-07, 09:48 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 17728
المشاركات: 34
الجنس ذكر
معدل التقييم: qwerasd344 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
qwerasd344 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : osama 159 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

بداية ممتازة للقصة

في انتظار البقية

 
 

 

عرض البوم صور qwerasd344  
قديم 06-06-07, 11:06 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28017
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: فلفله عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فلفله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : osama 159 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

شكلها روعه .... وين الباقي .... انتظر ع احر من الجمر .... يالله بسرعه....



مشكور ع القصة ... والى الان ننتظر....

 
 

 

عرض البوم صور فلفله  
قديم 07-06-07, 07:24 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 11217
المشاركات: 6
الجنس ذكر
معدل التقييم: osama 159 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
osama 159 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : osama 159 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

تحياتى إلى كل من قام بالرد علىّ القصة وتشجيعى على الاستمرار وهذا هو الجزء الثانى

-2-
وصلت السفينة إلى ميناء نابولي ، وصل إلى حيث الحرية والانطلاق الشيئان اللذان يحلم بهما بعيداً عن سيطرة أبيه وتجبره وظلمه له فى كل وقت.
ها هو قد أصبح بعيداً عن أبيه وعن سخريته الدائمة منه إنه هنا بمفرده يحمل فوق أكتافه أحلام وأمانى كثيرة يود أن ينفذها ويحققها لهدف واحد ألا وهو أن يثبت للجميع أنه ناجح ويستطيع أن يفعل أى شئ مهما كان صعباً أو مستحيلاً.
لم يكن المال الهدف الأساسي لسمير بل كان الهدف بعد النجاح هو الحصول على حريته والانطلاق هنا وهناك والغرق وسط بحور اللذة والشهوة بعيداً عن التقاليد والعادات التى تسيطر على أفكار أهل الشرق.
إنه هنا سيحقق كل أحلامه ولكن المهم أن يعثر على العمل المناسب الذى يوفر له المال اللازم لتنفيذ هذه الأحلام.
وخرج " سمير " للبحث عن عمل فى كل مكان ، وراح يبحث هنا وهناك ولكنه لم يجد العمل الذى يتناسب مع قدراته فهو للأسف لا يتقن أى عمل وهو يرفض الأعمال التافهة ، وهو لا يدرك إنه لابد له من التعب فى بداية الأمر حتى يحقق ما يصبو إليه ، فهو يريد أن يبدأ من نهاية السلم بدلاً من أن يصعد السلم خطوة خطوة ، وقارب ما معه من مال على النفاذ دون أمل فى العثور على العمل المناسب له.
وأوشك اليأس أن يتسرب إلى نفسه وتعرف على بعض المصريين هناك ونصحه أحدهم بأن يعود إلى مصر لأنه وجد إنه لا يصلح لأى عمل ، ولكنه رفض نصيحتهم وراح يسعى .
وأخيراً استمع إلى نصيحة أحد المصريين الذى أخبره بأنه من الممكن أن يسافر إلى جنوب فرنسا حيث مزارع العنب وهناك من الممكن أن يعمل بعض الوقت حتى يتأقلم على الجو العام للحياة فى أوروبا وبعدها من الممكن له أن يسعى للبحث عن عمل أفضل.
وسافر " سمير " فعلاً إلى جنوب فرنسا والتحق بالعمل فى إحدى المزارع لجمع العنب وظل يعمل فى تلك المزرعة حتى استطاع أن يوفر بعض المال وقرر بعدها أن يسافر إلى ألمانيا.
وحينما وصل إلى ألمانيا ، كان الإحساس المسيطر عليه هو الخوف من الغد فهل من الممكن أن يعود إلى مصر مرة أخرى وهو يجر خلفه أذيال الخيبة والحسرة ، ولحظتها لن يستطيع أن يتفوه بكلمة واحدة ، فكيف يتكلم وقد فشل فى العثور على عمل ، بل عاد إلى مصر وهو لا يمتلك أى شئ وهنا لن يتحمل سخرية أبيه وقد يقدم على الانتحار هرباً من إحساسه بالضياع والفشل ،وكان عليه ألا يستسلم لهذا اليأس الذى بدأ يدب فى نفسه بعد وصوله إلى ألمانيا وعدم عثوره على عمل وكذلك راحت النقود التى استطاع أن يوفرها من عمله فى فرنسا على النفاذ دون أن يعثر على عمل من أى نوع.
وحينما أيقن " سمير" من أن الفشل والخيبة هى مصيره بعد أن فشل فى العثور على فرصة عمل فى أى مكان ، لم يجد أمامه سبيل سوى أن يقصد أقاربه المتواجدين فى ألمانيا لعله يجد لديهم المخرج مما هو فيه من ضيق وضياع.
وبعد فترة من الانتظار ، استطاع معارفه أن يوفروا له وظيفة مناسبة فى إحدى الشركات المشهورة فى ألمانيا.
وهنا أصبحت الأحلام واقعاً لا مفر منه فهو يحصل على راتب يستطيع به أن يفعل ما يشاء وانغمس " سمير " فى العمل وهو لا يبغى سوى جمع المال.
وبدأ رويداً رويداً فى استطلاع العالم الجديد وساعده المال الذى جمعه من عمله على الانغماس فى عالم جديد بعدما ضعف أمام إغراء المدينة الساحرة.
وانغمس وسط بحر هائج من اللذات لا ينتهي أبداً ، وغرق فى شهواته وراح يلهو هنا وهناك وساعده راتبه الكبير على ذلك ونسى كل شئ عن الماضى ، وراح يسعى لأن يحقق لنفسه شخصية جديدة على مقاعد مقهى " برنسيس " فى ميونيخ حيث الخمر والنساء بلا حساب أو رقيب.
ولم يكن " سمير " يعرف إنه موضوع تحت المراقبة الصارمة منذ أن وطأت قدميه ذلك المقهى ، فقد كان البعض يُحصى عليه حركاته بل وأنفاسه ولم يشعر " سمير " بأى شئ غريب فقد كان غارقاً فى بحور اللذة والخمر يعب منها بلا حساب ، وانغمس حتى أذنيه فى الوحل بحيث أصبح من الصعب أن يخرج مما هو فيه بعد أن ذاق حلاوة الحياة الرغدة البعيدة عن رقابة الأسرة والعادات والتقاليد البالية.
وحينما تأكد من يراقب " سمير " من أنه قد أصبح أسير الخمر والنساء ، بدأ فى تنفيذ الخطة التى وضعت من قبل ألا وهى التقرب منه ثم إغراقه فى مزيد من بحور اللهو حتى أذنيه ، وهنا تحين اللحظة الحاسمة التى لا مفر منها ويسقط صريعاً فى أيديهم رافعاً يديه إلى أعلى طالباً منهم مساعدته فى الخروج مما ورطوه فيه من قبل ، ويصبح الفرد على استعداد لأن يفعل أى شئ مهما كان حتى يخرج من الورطة التى سقط فيها بمحض إرادته.
وبدأت الخطة ....
وفى ذات ليلة وبينما " سمير " يجلس فى المقهى يحتسى الخمر إذ جلس بجواره رجل أنيق الملبس ، ويدل شكله على أنه عربى الأصل ، ودار بين الاثنين حديث حول الطقس والحياة فى هذه البلاد ، ومن خلال الحديث استطاع " سمير " أن يعرف أن نديمه يدعى " أبو سليم " وهو من بلاد الشام وهو يعمل فى مجال المقاولات ولديه العديد من الاتصالات فى أنحاء أوروبا، وهو يجلس هنا فى انتظار صديقته التى أقبلت من بعيد وهى تخطر فى رشاقة ، وأقبلت الفتاة نحوهما وهنا أحس " سمير " بالذهول فقد فوجئ بفتاة ذات أنوثة طاغية وترتدي ثياباً تظهر أكثر مما تخفى ، وأحس " سمير " بالحرارة تلفح رأسه وأحس بها تدور بلا خمر من منظر صدرها العارى أو سيقانها المرمرية الرائعة ، وأخبره " أبو سليم " أن الفتاة تدعى " جينفيف يارد " وأحس بالسعادة البالغة تجتاح نفسه حينما وافقت على الرقص معه ، وراحت تحرقه بنيران أنفاسها ، وحاول " سمير " أن يقاوم سحرها الشديد عليه ولكنه فشل فقد أحس إنه قد أصبح أسير هواها.
وحينما أعطته رقم التليفون بناء على رغبته ، أحس بأن قلبه قد توقف عن النبض فقد كانت أقصى أمانيه أن يراها مرة أخرى لا أن يحصل على عنوانها ورقم الهاتف الخاص بها.
وحينما انصرف " أبو سليم " وفى صحبته " جين " أحس " سمير " بأن روحه قد سُلبت منه ، وأنه لن يقوى على فراق تلك الفتنة الطاغية ، فكيف له أن يقاوم هذا الجمال الطاغى ؟.
وراح يطاردها بمكالماته فى كل وقت ويحاول أن يحصل منها على موعد أو كلمة تطفئ النيران المشتعلة بداخله ، ولكنها كانت ترفض طلبه فى إصرار عجيب. وتكررت المقابلات بين " سمير " و" أبو سليم " عدة مرات وكان " سمير " يحاول أن يسأل عن " جين " ولكنه لم يجد الإجابة الشافية من " أبو سليم ". وحينما أحس " أبو سليم " أن " سمير " قد أصبح طوع بنانه اتصل به ودعاه لزيارته فى بيته ولم يتردد الأخير فى قبول الدعوة بل كان فى لهفة شديدة لرؤية " جين ".
وحينما حان الموعد أسرع " سمير " إلى منزل " أبو سليم " وجلس وهو يتلفت حوله بحثاً عنها ، وأقبلت بعد فترة " جين " وهى تتحرك كفتنة تتحرك معها الرغبات وتثور وتعلن عن نفسها فى قوة ، وكم تمنى " سمير " لو منحها كل غال لديه للفوز بقطرة واحدة من أنوثتها. ولكن كيف ؟. وأبو سليم موجود ، وكأنما أحس الأخير بما يدور فى خلد " سمير " فانصرف بعد تلقيه مكالمة هاتفية ، ونظر إلى " سمير " وأخبره بأنه لن يتأخر. وهنا أصبح " سمير " بمفرده مع " جين " التى اقتربت منه وراحت تفيض عليه من كئوس النشوة حتى خارت إرادته وسقط صريع هواها بلا مقاومة أو نقاش. وبينما " سمير " فى أحضانها الدافئة لاح له طيف " ميرفت " فتنهد بصوت مسموع فنظرت إليه " جين " وقالت له :
- ما بك ؟.
فقال سمير :
- لا شئ سوى إننى تذكرت بعض الأشخاص فى هذه اللحظة.
فقالت جين بدلال بالغ :
- وهل تفكر فى غيرى وأنا بين يديك.
فابتسم سمير وقال :
- لقد تذكرت الفتاة التى كنت أحبها فى مصر والتى كانت ترفض أن تمنحنى مجرد قبلة بسيطة ، أما أنت فتختلفين تماماً عنها فأنت أجمل فتاة رأيتها ولن أتركك أبداً مهما حدث.
فعانقته فى حنان وأسبغت عليه من بحور جمالها ما حار فيه عقله ولم يعد يرى فى الدنيا سوى تلك اللحظة التى يعيشها بين أحضانها الدافئة. ولم يكن " سمير " يعلم أنه فى هذه اللحظة يجلس البعض يحصى عليه أنفاسه التى يتنفس بها فى أثناء لهوه ومجونه مع " جين " وتم تسجيل كل ما دار بينهما فى تلك الليلة دون أن يعلم. وانتهت الليلة وانصرف " سمير " وهو يشعر بنشوة غريبة تجتاح نفسه فها هو قد حاز على ذلك الجسد المثير ، لقد أحس أنه قد امتلك الدنيا بما فيها بعد أن استطاع الاستحواذ على قلب تلك الفتاة الرائعة الجمال.
وراح " سمير " يمنى نفسه بقضاء ليلة أخرى بين أحضان تلك الفتاة ولكن كيف السبيل إلى ذلك ؟.
أنه لا يدرى كيف يستطيع أن يحقق ذلك الحلم ؟.. ولكنه لن ييأس وسوف يترك الأيام تفعل به ما تشاء لعلها تحقق له من يحلم به.
*******
وانقضت عدة أيام دون أن يرى " سمير " جين " أو يستطيع العثور عليها فلقد كانت تتهرب دائماً من مكالماته الهاتفية بحجج مختلفة ، وراح " سمير " يدور حول نفسه كالأسد الحبيس لا يدرى من أين السبيل إلى الهروب مما هو فيه؟ لقد أحس " سمير " بأنه يوشك على الجنون لو لم يرها مرة أخرى لقد أحس بحبها يتغلغل داخل قلبه. نعم إنه يحبها ويشتهيها فى نفس الوقت.
وراح يبحث عنها هنا وهناك ولكنه فشل فى العثور عليها ، وحينما بدأ اليأس يدب فى قلبه .. كانت النجدة فى الانتظار.
وأخيراً وبعد طول انتظار اتصلت به " جين " وطلبت منه أن يأتى لزيارتها فى البيت ، وكأنما كان " سمير " ينتظر تلك الكلمة فانطلق مسرعاً إليها تاركاً كل شئ خلفه دون أى اعتبار لمصلحة العمل الذى يعمل به ، وحينما رآها أمام عينيه لم يتمالك نفسه وألقى بنفسه بين أحضانها وراح يسألها فى لهفة عن سبب اختفائها كل تلك الفترة ، ولماذا لم تجيب على مكالماته الهاتفية المتكررة ؟.
وابتسمت "جين" وهى ترى لهفة " سمير " عليها ونظرت إليه وقالت :
- إنه العمل يا حبيبى ...
فقال سمير :
- وأين أنا من عملك ؟ لقد كاد عقلى أن يذهب من التفكير فيك ، إننى أحبك يا جين ولا أقوى على فراقك أبداً ...
وأمسك بيديها وطبع عليها قبلة حانية فابتسمت " جين " وراحت تربت على رأسه ثم ضمته إلى صدرها وهى تقول : - لقد أحببتك أنا الأخرى ولكننى لا أستطيع أن أبقى معك إلى الأبد فهذه هى المرة الأخيرة التى نتقابل فيها .
فنظر إليها " سمير " فى ذهول وقال بجزع :
- ماذا تقولين ؟ .. أننى لن أقوى على البعد عنك بعد الآن فلقد أصبحت لى كل شئ فى هذه الدنيا ولن أسمح لك بالابتعاد عنى مهما كانت الأسباب.
فقالت جين بنبرة يغلب عليها الحزن : - إنه العمل ..
فقال لها سمير وهو يضمها إلى صدرها :
- سأذهب معك إلى أى مكان تذهبين إليه.
فقالت جين : - مستحيل.
فقال لها سمير :
- لا يوجد شئ اسمه مستحيل ، وسأثبت لك أنني صادق فى كل كلمة أقولها. أننى أحبك منذ أن رأيتك أول مرة ولا أستطيع البعد عنك ثانية.. لقد تركت وطنى الذى تعذبت فيه كثيراً بحثاً عن وطن جديد ، وحينما رأيتك أحسست أنك قد أصبحت أهلى ووطنى وحياتى كلها ولن أتركك ترحلين أبداً.
فقالت جين وهى تبكى :
- وأنا أيضاً .. لقد ذقت العذاب كثيراً فى حياتى خاصة بعد موت والدى وخروجي للبحث عن عمل ، وواجهت الكثير من الصعاب حتى حصلت على تلك الوظيفة التى أعمل بها ، ورغم ما توفره لى تلك الوظيفة إلا أننى أفتقد الصديق والحبيب الذى أبثه أحزانى وآلامي.
فقال سمير:
- أليس أبو سليم صديقك ؟.
فقالت جين :
- لا .. إنه رئيسى فى العمل ، أننى بالنسبة له سلعة تافهة يروج لها مجاناً لقضاء بعض المصالح.
فنظر إليها " سمير " وقال : - وما هى طبيعة ذلك العمل ؟.
فقالت جين :
- لا أستطيع فانا أخشى على نفسى منهم .
فنظر إليها " سمير " وقال لها :
- لا تخشى شيئاً فطالما أنا معك فلن يقوى أى شخص مهما كان على أن يؤذيك ، ولكننى أريد أن اعرف كل شئ عن طبيعة عملك الذى تخشين البوح به إلى ؟.
فقالت " جين " وهى تنظر إلى سمير :
- أنني أعمل مع إحدى المنظمات الدولية وقد طلبت منى بعض الأعمال ولكنني فشلت فى تأدية تلك الأعمال.
فقال سمير : - وما هى تلك الطلبات ؟.
فقالت جين فى ضيق واضح :
- لقد طلبوا منى أن أترجم لهم بعض الأخبار المنشورة فى بعض الصحف المصرية والعربية ولكنني فشلت لضعفي فى اللغة العربية.
فقال سمير :
- وكيف يمكننى أن أساعدك فى عملك هذا ؟.
فقالت جين :
- بأن تترجم لى بعض الأخبار لكى أرسلها للمنظمة.
فنظر إليها وقال لها :
- اطمئني فأنا لن أتركك ترحلين بعيداً عنى مهما حدث.
وأعلن " سمير " موافقته على مساعدته فيما تحتاج إليه من معلومات فأحضرت " جين " له بعض الأوراق وبعض الأخبار المختلفة عن الاقتصاد والسياحة والسياسة فى مصر وطلبت منه أن يترجم تلك المقالات. وراح " سمير " ينفذ لها ما طلبته ، وحينما انتهى من عمله ضمته إليها وأذاقته من رحيقها حتى ارتوى.
*******
وفى اليوم التالى أقبلت " جين " على " سمير " وبعد أن جلسا سوياً فى أحد المطاعم ابتسمت له وقالت :
- أن رؤسائي مسرورون جداً من العمل الذى قمنا به وقد أرسلوا لى بمكافأة كبيرة نظير هذا العمل.
وأخرجت مظروف صغير من حقيبتها وناولته لسمير الذى نظر إليها وقال :
- ما هذا ؟.
فقال جين :
- إنه نظير العمل الذى قمت به.
فقال سمير :
- ولكن هذا المال من حقك أنت .. فأنت من تعملين معهم وليس أنا.
فابتسمت " جين " وقالت :
- اطمئن فلقد أخبرتهم بكل شئ وأخبرتهم عن مساعدتك لى فى إعداد هذا التقرير ، وهذا المبلغ هو نصيبك نظير هذا العمل.
فأخذ " سمير " المظروف وفتحه فوجده ممتلئ بالماركات وقدمت له " جين " ورقة وطلبت منه التوقيع عليها فنظر إليها متسائلاً عن تلك الورقة فقالت له:
- إنه إيصال باستلام المبلغ .
فوقع " سمير " على الإيصال وبعد فترة من الوقت انصرفت " جين " لحضور اجتماع فى الشركة مع " أبو سليم " على وعد باللقاء فى المساء.
*******

 
 

 

عرض البوم صور osama 159  
قديم 26-06-07, 01:06 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 32047
المشاركات: 34
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ferassun عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ferassun غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : osama 159 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

حلوة جداً جداً

 
 

 

عرض البوم صور Ferassun  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية