بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى الاعزاء اليوم اقدم لكم جزء اخر من مقالات الدكتور مصطفى محمود
وايضا حلقه من حلقات برنامجه الشهير (العلم والايمان)
ومش هاطول عليكم
المقالات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نكون أو لا نكون
كل الشواهد تدل علي أن إسرائيل بلغت الذرورة من الغرور والصلف والتآله والثقة بتفوقها وانتصارها علي شراذم العرب الذين تمزقوا وانقسموا علي أنفسهم وعجزوا عن التجمع تحت أي رابطة.. وبيريز كان يتيه افتخارا وهو يقول.. نحن رمز الديمقراطية الوحيد في محيط من القذارة والتخلف.. وكان يوشك أن يقول.. ولماذا نتنازل لهؤلاء البدائيين المتخلفين.. ونحن قاطرة العلم والتقدم وآلة التطوير والتغيير في المنطقة كلها. ومن أجل هذا نري إسرائيل تتراجع المرة بعد المرة عن كل ما وعدت به من تنازلات.. ونسمعها تدلي بالتصريح ثم تسحبه.. وتعد ثم تخلف.. وتلوح بانسحاب جزئي ثم تعود فتطلب لنفسها أراضي جديدة وضمانات جديدة.. وتأخذ باليمين ما وعدت بالشمال.. وتترك المفاوض العربي يتراقص علي حبل من الأماني الكاذبة وكل يوم يزداد الخلل بين الطرفين أكثر وأكثر.. وقد أحكمت إسرائيل سيطرتها علي منافذ صنع القرار الأوروبي.. وسيطرت أكثر وأكثر علي منافذ صنع القرار الأميركي، وأصبحت علي ثقة من أن الكل ينطق باسمها ولصالحها.. فلماذا تتنازل عن شبر أرض.. مادامت عجلة القيادة في يدها.. ولماذا لا تطلب المزيد.. ما دامت الضحية العربية مطروحة علي الأرض لا تبدو فيها معالم حياة، ولا يبدو أنها سوف تتعافي وتقوم من عثرتها في القريب. وعلي اتساع العالم يشهد الكل عملية اغتيال يقوم بها الدب الروسي لدولة الشيشان المسلمة ولا أحد يتحرك والدول العربية تكتفي بإرسال البطاطين والأدوية، ومجلس الأمن يتفرج وجماعات حقوق الإنسان تطلب الإذن بالتحري.. وما تذيعه الفضائيات هي عمليات إبادة وتسوية للمدن بالأرض وتشريد وقتل للمدنيين بالألوف، وفي هذا المناخ من البلادة والسلبية والخضوع المزري وإغماض العين عما يجري من بشاعات يصبح إيقاع الظلم بالمسلمين هو الأمر العادي.. ويصبح إعلان الحرب عليهم هو الشيء الطبيعي والمقبول، فالإسلام هو الإرهاب وإعلان الحرب علي الإرهاب هو الشيء المنطقي.. أي إرهاب هذا الذي قامت به الشيشان؟! يتحدثون عن قنابل انفجرت في موسكو.. والفاعل مجهول.. والتهم معلقة علي مجرد شكوك.. وفي هذا المناخ يتم تزوير الملف الإسلامي كله تحت ادعاءات كاذبة مضللة.. ويقوم الجيش الروسي بذبح شعب علي بكرة أبيه بدون دليل، ولا يسمع للدول الإسلامية صوت يذكر. كيف ينتظر من إسرائيل أن تحسب أي حساب لهذا العالم الإسلامي.. هذا البحر الطام من البشر.. الذي بلا صوت وبلا أثر وبلا فعل وبلا وجود حتي في قضاياه وشؤونه وفي الكوارث التي تصيبه والاتهامات التي تجرحه.. إن التصريحات تخرج من الدول العربية علي استحياء.. ثم لسبب أو آخر لا تجتمع.. ثم تعلن عن دراسة جادة لموضوع هذا الاجتماع القريب.. وكأنها جزر تائهة في الفضاء.. مع أنها تتكلم لغة واحدة وتؤمن بدين واحد وإله واحد وهدف واحد.. بينما خصومها يتكلمون العديد من اللغات ويؤمنون بالعديد من الملل وتفرقهم الكثير من المصالح.. ولحكمة لا نعلمها اتفقوا ووحدوا كل شيء بينهم حتي العملة.. بينما تفرقنا نحن واختلفنا علي ماذا.. لا أدري.. هل هو ذنب قيادات أو شعوب.. أو هو التخلف.. أو هو عدم الوعي.. أو هو كل هذه الأسباب مجتمعة وغيرها مما لا نعلم.. وهل تجد إسرائيل فرصة أحلي من هذه الفرصة لتتمدد في شيزلونج وتسترخي في عظمه وتطيح في جيرانها دون أن تسحب لهم وزنا أو حسابا، إنها تكون شديدة الغباء والعمي إن لم تفعل. إن العرب لا يجتمعون لسبب بسيط إنهم في مواجهة فعلية لإسرائيل وهم رغم هذا لا يستطيعون اتخاذ قرار مواجهة جماعية.. والسبب واضح.. أن هذا القرار سوف تترتب عليه التزامات ثقيلة يشفقون منها ويختلفون عليها اختلاف الليل والنهار. ولكنه القدر.. إنه قدرنا يا سادة الذي لا مفر منه.. والحقيقة التي تحاصرنا ولا مهرب لنا منها. إنه المأزق الشكسبيري علي لسان هاملت.. نكون أو لا نكون to be or not to be.. ونحن ذلك الـ هاملت الذي سوف ينتهي به الحال إلي الجنون والخبال.. لكن هاملت كان يتمزق بين حبه لأمه وكراهيته لأمه في حادث مقتل أبيه الذي مات مسموماً.. والأم شيء عظيم.. فكيف ينزع الحياة ممن كانت مصدر حياته!! أما نحن ففي مأزق مختلف.. فنحن نتقاتل علي دنيا. البعض يطلب الدنيا بأي ثمن ولو بالهروب من المسؤولية.. ولو بخيانة مبادئه، والبعض ينظر إلي فوق.. إلي الرب العظيم الذي جئنا من عنده.. ويرغب في إرضاء هذا العظيم ولو أعطي حياته ثمنا. والقضية هي قضية إيمان وكفر وهي روح الإسلام كله. والله أراد لنا هذا البلاء ليكون الفرقان النهائي بين أحبابه وأعدائه والمواجهة قادمة.. والبلاء قادم.. ولا يملك أحد له ردا. ولا تملك إسرائيل سوي تنظيم صفوفها والاستزادة من أنصارها ومن سلاحها ومن حلفائها وانتظار اللحظة الحاسمة وهي تعيش تاريخها كله بعقلية المضطهد الذي أعلنت عليه الحرب في كل مكان.. وتبني حياتها بعقلية المحارب وتقيم دفاعاتها كل يوم علي أن الحرب قادمة غدا.. وتتفاوض بعقلية المقاتل وليس بعقلية المسالم.. وتنشيء مدنها وقراها ومستوطناتها بمبدأ المعسكرات.. وتربي شبابها لتصنع منه محاربين ومرابطين ساهرين علي الثغور والموانيء. العقلية الإسرائيلية هي عقلية قتال وليست عقلية استرخاء وسلام وحفلات شاي ودردشة وترسانة القنابل النووية الإسرائيلية هي إرهاب صريح وانذار رعب يومي لكل جيرانها وعلينا نحن أن نتصرف بما تقتضيه تلك المواجهة وبما يقتضيه هذا التحرش الدائم. وإذا كانت إسرائيل كما تدعي تريد أن تبني سلاما حقيقيا مع العرب.. فما الداعي لترسانة الرعب النووي.. وما الداعي لهذه الغواصات النووية التي تتجول في بحارنا وأسراب الفانتوم التي تزأر في سماواتنا.. وما الداعي لصراخ وزيرها ديفيد ليفي بأنه سوف يحرق لبنان وينسف منشآتها ويقتل أطفالها.. كل هذا من أجل مقتل العميل الخائن عقل هاشم.. وهل كان مفترضا أن تعطي لبنان هذا العميل الخائن جائزة نوبل ونيشان الأرز وتقيم له تمثالا؟! إن إسرائيل هي التي سوف تحشد العرب بتهديدها وتحرشها.. وهي التي زرعت في الماضي البذرة التي اسمها المقاومة.. وهي التي ترويها الان وتنميها بالعدوان والتسلط والغطرسة والجبروت. وزئير الفانتوم هو الذي أيقظ العرب من سباتهم وشجرة حزب الله خرجت من نفس الأرض التي أغرقتها إسرائيل بمياه العدوان والغدر والتربص. وسوف يجتمع العرب في القريب رغم كل العقبات ياسيد باراك.. وسوف تلتقي الدول العربية وتضع يدها في يد ايران.. وسوف تنفتح مصر علي الصين.. وعلي الجانب الآخر من العالم. إسرائيل ستصنع كل هذا بغبائها وعدوانها وعنادها. والعقلاء الذين كانوا يؤثرون التطبيع والمسالمة ومد الأيدي للعدو قبل الصديق، ويرون أن المناخ السياسي العام والمناخ الدولي العام لا يسمح بالمواجهة ويرون أن الظروف لم تنضج بعد للإقدام علي حرب، وأن الرياح المواتية لم تأت بعد بما يدعو إلي التغيير. هؤلاء العقلاء.. سوف يختفون من المشهد الواحد بعد الآخر.. وسوف يظهر إعلام جديد يدعو إلي فكر ايجابي جديد وتجمع عربي فاعل وسوف تظهر روح جديدة تدعو إلي التأهب والاستعداد وترفض الخضوع والمساومة. إن الفلاسفة كانوا يقولون في القديم.. إنك لا تستطيع أن تنزل إلي النهر الواحد مرتين.. والسبب أنك حينما تنزل إلي النهر في المرة الثانية تكون مياه النهر كلها قد تغيرت.. وتكون أنت في واقع الأمر تسبح في نهر آخر مختلف، فكل المياه القديمة قد رحلت مع التيار.. وتكون أنت في نهر جديد ومياه جديدة. وهذا الكلام ينطبق بشدة علي نهر الأحداث الذي نعيش فيه.. فهو الآخر نهر متغير تتجدد مياهه كل يوم بشكل يدعو إلي مواقف جديدة متغيرة وربما مناقضة لمواقف كانت تدعو في السابق إلي المصالحة والتطبيع وقبول الحلول الوسط.. وهي الان تدعو جيرانها إلي شيء آخر وتحث علي موقف كفاحي ايجابي مقاتل وأحذر إسرائيل من أن تشددها وغطرستها سوف تقلب الموقف العربي المسالم ربما إلي نقيضه. وأحذرها مما هو أخطر.. إن نهر الأحداث في العالم قد تظهر فيه مستجدات مفاجئة وغير منتظرة تقلب العلاقات الدولية الثابتة إلي أضدادها. ولا شيء يبقي علي حاله يا سيد باراك.. إلا في عالم الجمادات. حتي الجبال الرواسخ تفجرها الزلازل أحيانا.. ويدفع بها انزلاق القشرة الأرضية إلي أعماق المحيطات لا شيء يبقي علي حاله، والقرآن قال في سورة الإسراء في الآيات ،6 ،7 8 إننا سوف ندخل القدس كما دخلناها أول مرة منتصرين ظافرين.. وهذا ما وعدنا ربنا قبل آخر الزمان. يقول هذا رب العالمين في قرآن يؤمن به أكثر من ألف مليون مسلم. ومقاتلون الشيشان هم بعض هؤلاء المؤمنين.. وانت تعلم من أي جنس هؤلاء المقاتلين. وهناك الملايين غيرهم ممن لا تعلمهم.. الله يعلمهم. والقرآن كان وراء أربعة عشر قرنا من المعارك غيرت وجه التاريخ وصنعت العالم الذي تراه حولك، والأمة العربية في بيان شتوي طويل ولكنها لم تمت يا سيد باراك، وإسرائيل فرخ صغير في حضانة أميركية لا يكف عن الصراخ وصراخ إسرائيل عال والسبب هو الميكروفون الأميركي وليس بسبب قوة حناجركم. وللحضانة مدة محدودة.. ولها نهاية والدول الكبري كالكائنات لها عمر افتراضي حتي الدناصير كان لها عصر وانقرضت ونحن نسكن فلكا دوارا.. لا يكف عن الدوران والحكيم من نظر إلي بعيد.. ولم ينظر طول الوقت تحت قدميه.. مجرد ملحوظات عابرة.. وتأملات.. لمن كان له قلب.. وألقي السمع.. وهو شهيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكايه رجل مستقيم
هل أصبحت حكايه رجل مستقيم من الطرائف النادره في هذا العصر بحيث تحتل الصفحات الاولي في الجرائد وتوضع علي رووس الاعمده وتلفت اليها الانظار ويتحاكي بها الناس علي انها من العجائب والغرائب.. فهذا رجل يرد حافظه نقود بها بضعه الوف من الدولارات عثر عليها في الطريق العام ويعيدها الي صاحبها ويرفض ان ياخذ مكافاه ولا ينتظر ثنائ من احد ولا يريد احدا ان يكتب عنه.. ويمضي الي حال سبيله يلملم اطراف جلبابه القديم ويختفي عن الانظار.. من اي عالم جاء هذا الرجل.. ومن اي كوكب هبط.. ومن اي زمن من الازمان البائده نزل علينا.. وهل يعود الي بلده في مركبه فضائيه؟؟
انه جنس من الاجناس البشريه البائده بلاشك نقرا عنه في الكتب القديمه وفي
قصص الاطفال.. ونعلم يقينا انه انقرض مثل الديناصورات التي انقرضت وانه لم يتبق منه الا هذه الحفريه النادره.
ورغم ان صوت الدين الان عال جدا في الميكروفونات وفي خطب المساجد.. والمسابح نراها تجلجل في كل يد.. ورغم ان اكثر اللحي طالت وارتفع رصيد المواطن العادي من العمرات ومن زياره الرسول ومن الطواف حول الكعبه ومن ترديد الادعيه.. الا ان الدين نفسه غير موجود.. الدين بمعني الامانه والاستقامه والصلاح والعمل النافع وطهاره اليد ونقاء الضمير والزهد في الدنيا وتقوي الله والعمل للاخره.. فهذه الاخلاق اصبحت شيئا نادرا.. والجماعات الدينيه تشغل نفسها بمسائل اخري مثل القائ قنابل المسامير وقتل السياح في مذبحه الاقصر لانهم كفره( رغم ان هذه الجماعات الدينيه تعيش في انجلترا وفي امريكا تحت وصايه وحمايه المخابرات الاجنبيه وينفق عليها الـ
cia
وهي تنفذ لهذه المخابرات خططها الاستعماريه بمنتهي الدقه والامانه).. ما علاقه كل هذا بالاسلام.. وما الخدمه التي يقدمونها.. تلك فزوره اخري في هذا العصر العجيب المليئ بالفوازير والمتناقضات ومن هو الاله المعبود في هذا الزمان؟!!
انه ليس الله قطعا
انه الدولار.. ربما
انه الدنيا.. رغم كل هذه اللحي الطويله واسفار الحج والعمره والمساجد المزخرفه التي تطاول السمائ.. وهو شيطان النفس الذي يزين للنفس كل ما تهوي في جميع الاحوال.. وما اكثر الذين يتصورون انهم يعبدون الله وهم ابعد ما يكونون عنه.. وقد اقنع كل واحد منهم نفسه واقنعه شيطانه بانه يعمل لله وللرسول ولليوم الاخر وانه المسلم الحق وليس له من الاسلام الا الاسم.. وقد فعل من قبلهم القرامطه نفس الشيئ فهدموا الكعبه وقتلوا الحجيج وسرقوا الحجر الاسود وظنوا انهم يخدمون الدين.. والجماعات الدينيه الجديده يسمونها اليوم بجماعات الافغان لانها بدات في افغانستان.
وهذه الجماعات الافغانيه هي التي هزمت الروس في حرب بطوليه بالاموال والاسلحه الامريكيه ثم هزمت نفسها بالانقسام والتشرذم.. ثم مضت تحارب بعضها بعضا في حرب استنزاف لا يبدو لها اخر.
وهي تنفق علي نفسها اليوم من مزارع المخدرات ومن عوائد الافيون والكوكايين والهروين.
قصه طويله لا علاقه لها بالله ورسوله
وهذا هو العصر العجيب الذي يضع اللافتات الدينيه المبهره.. علي بضائع لا علاقه لها بالدين.. ويصوغ المفاهيم السياسيه لافعال لا علاقه لها بالسياسه.. وهناك دائما ضجيج وعجيج ومنشورات واذاعات وفكر مختلط.. وناس يقتل بعضهم بعضا بدعوي الكفر والقاتل فيهم اشد كفرا من قتيله.
والموضوع.. لا شيئ.. سوي النفس وادغالها.. والدنيا وغاباتها.. وعواء الذئاب في البيت الابيض.. ومكائد الكبار في مجلس اللوردات.. وفي بيوت الاستعمار ومراكزه العتيده.. وصراع المصلحه واللقمه في كل بيت علي هذه الارض.. وحكايه العثور علي رجل مستقيم في هذه الدهاليز والكهوف والمخابئ اصبحت شيئا عزيزا مثل العثور علي فص من الالماس في كومه من النفايات او في وكر افاعي او في بقايا حريق.
وهو امل عزيز في هذا العصر الذي انتهت فيه النبوات ولم تبق فيه الا السير والاقاويل والاشاعات والذكريات والاوهام التي تنمو في عقول البعض فيظنون بانهم من اهل الخصوصيه في التدين وانهم رجال اخر الزمان ولكن الخير موجود رغم هذه الاعشاب الطفيليه التي نمت في حديقه الاسلام والحق موجود رغم غلبه الباطل.
ولا اشك في وجوده رغم ندرته.. ومن حين لاخر نعثر علي حفريات نادره تدل عليه مثل صاحبنا الرجل المستقيم ولو اختفي الخير من هذه الارض لما طلعت عليها شمس.. وانا مازلت ابحث عن الرجل المستقيم في شوق الواثق المطمئن ومن يصادف منكم هذا الرجل فليخبرني بعنوانه فاني اريد ان اتعلم منه واتادب علي يديه واترسم خطاه واهتدي بهديه ولا تحدثوني عن مهدي منتظر.. فقد قابلت اثني عشر من هولاء المهديين.. وكلهم اولي بهم عنبر الامراض العقليه في الخانكه.
والمهدي الحقيقي لا يعلم انه مهدي.. فالرجل الصالح لا يعلم انه صالح بل هو يتهم نفسه علي الدوام ويري ان ايمانه دون المستوي الواجب.. وانه مقصر.. ويقولون ان هذا المهدي لن يطلب البيعه بل سوف تاتيه البيعه رغما عنه فيعتذر عنها.
وقد يكون هذا المهدي بعض
احلام هذه الامه وبعض امانيها التي تراها في احلام يقظه.
والعطشان يحلم بالمائ الزلال.. ولا يرتوي رغم كثره الماء من حوله وهذه الامه عطشي حتي اعماق نخاعها.
وهي تقرا القران وتزداد ادراكا لنقصها وتزداد عطشا الي مكانتها المفتقده.
متي ياتي رجال اخر الزمان؟!! هكذا يتسائل مشايخنا.. الله وحده هو القادر علي ذلك وهو وحده صانع الرجال وهو وحده صانع الزمان وصانع كل الازمنه ومالك الابد والديمومه.
وقد جائنا بالانبياء والاصفياء والاولياء والصديقين والشهدائ الذين زين بهم صحيفه التاريخ من قبل.. واخرجهم وحده من باطن الغيب وجعلهم مصابيح الهدي.. ونجوم السعد
والله خلاق لا يكف عن الخلق
والله منان يمن علينا ولا نملك ان نمن عليه بشيئ
ابحثوا معي عن ضاله الوقت وعن جوهره العصر المكنونه عن ذلك الرجل الصادق المستقيم ابحثوا عنه في كل جنبات الدنيا.. وفي الانترنت.. وفي كتب الطالع.. وابلغوني يا ساده متي عثرتم له علي اثر.
ولا تقولوا لي انه مات.. وان الدنيا خلت من اهل الخير.. فهذا مستحيل.. فالطيبون هم ملح الارض ولكن لا احد منهم يعلن عن نفسه.. ونوادي الجولف وكلوب محمد علي وجماعات الروتاري والليونز والصفوه من رجال المال والاعمال ونجوم الشهره واهل الصداره والمهاره لايدرون بهولاء الاخيار الابرار ولا يعرفونهم ولا يكشفهم ربنا الا لخاصته فهم اهل الستر الذين اخفاهم ربنا غيره عليهم واسدل عليهم ستره صيانه لهم من الابتذال.
وهم الفقراء الاغنيائ عن الكل بما هم فيه من خصوصيه حال يخفون كراماتهم كما تخفي المراه عورتها ويانسون الي الظل ويرتاحون الي الخفاء.. لا تعلمهم الله يعلمهم ولا يبدي منهم الا ماشاء ان يبديه وقتما يريد ان يبديه وهولاء هم الصالحون حقا الذين اذا رووا ذكر الله.
واني لشديد الشوق الي رويتهم.. شديد الشوق الي التعرف بهم.. فهم مرافئ الامان في هذا العالم الذي يمتلئ بالضجيج والشرور والزيف واللاجدوي هذا العالم الذي يمتليئ بالزحام والتكالب علي المغانم والمنافع.. ولا منافع ولا مغانم.. بل سراب وهباء وقبض الريح.. فالايدي التي تدفن الموتي سوف تنادي غدا علي من يواريها التراب.. والقاتل وقتيله سوف يتمددان جنبا الي جنب طال الزمن او قصر.. وما الزمن الا برهه.. وسانحه من سوانح الوهم.. وبين كان ويكون.. تخطيئ جميع الحسابات وتخيب كل التوقعات وتحدث كل المفاجات ولا يعلم الغيب الا الله.
والكل بين يدي هذا الغيب بلا حيله.. يقول ربنا عن هولاء السكاري بخمر الدنيا كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعه من النهار وفي ايه اخري.. كان لم يلبثوا الا ساعه من نهار يتعارفون بينهم.
وهذا شان الدنيا بطولها وعرضها.. ما كانت الا مجرد ساعه تعارف.. لقاء عابر بين الكل علي رصيف قطار.
وقد تقاتلوا علي هذه الساعه وأشعلوا الحروب وخاضوا المذابح والمجازر وكسبوا الساعه ولكن خسروا في مقابلها الابد كله.
وأومضت الساعه وانتهت وخلفت لهم الابد المديد عذابا بلا انتهاء.. هكذا سوف يرون صحوه البعث ابادا من الندم المرير تحيط بهم من كل جانب وكل هذا من اجل ساعه زمان.. كيف اعماهم الطمع عن رويه الحقيقه.. كيف اعمتهم الغفله وكيف اضلهم الامل.. وكيف اغوتهم المكاسب الزائله وكيف ابرموا تلك الصفقه الخاسره التي خسروا فيها انفسهم وخسروا كل شيئ وما اسعد هولائ الذين ادركوا الامر قبل الفوات وافلتوا من قبضه الغوايه.. هكذا يصبح اهل الاستقامه محل الحسد من الجميع ساعتها وهكذا سوف يغبط الكل هذا الرجل المستقيم ويتمنون مكانه.. وهكذا سوف يعلو شان الاستقامه وتصبح حلما عزيزا يتمناه الجميع ولكنه طمع في غير مطمع فالزمن قد مضي في اتجاه واحد وما مضي منه لن يعود وعماره الدنيا التي انهدمت لاسبيل الي عودتها وما ضاع من فرص لا سبيل الي استردادها.
تري هل نعتبر.. تري هل نعقل.. تري هل نفيق من غفلتنا.. ومن حسن الحـظ اننا مازلنا في الدنيا لم نبرحها.. ومازالت هناك فرصه.. مازلنا علي الشاطيئ ولم تنته الساعه بعد.. مازال فيها بضع دقائق وبضع ثوان قبل اغلاق دفتر الكون.
نعم.. مازال هناك بضع دقائق وبضع ثوان الله اعلم بطولها وفي الامكان ان نعمل شيئا.
هل نغنم هذه الدقائق ونغنم انفسنا ونصبح هذا الرجل المستقيم النادر المثال؟؟؟ ولو لمدي لحظات.
هل نفلت من قيد العاده المعتاده ونصبح من اهل الاستثنائ.
هل..؟؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه هى حلقه اليوم وهى بعنوان
(( التلقائية ))
الجـــــزأ الاول
الجــــــزأ الثانى