المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
روح الفنان
((لمن أُجرت الشقه))
((لشاب من القاهره))
((شاب؟))
((أجل وشاب أعزب))
((ومعه أسرته...؟))
((لا ..إنه قادم وحده.. ليس معه أحد إطلاقا))
((وحده..؟ وفى هذه الشقه الكبيره؟))
((هذا ما عرفته من زوجى))
ولم تسترسل آمال طويلا مع صاحبة البيت..بل تركتها ,واندفعت الى شقتها تبحث عن أختها الكبرى هدى لتقص عليها ما سمعت من فاطمه هانم
وعرفت هدى ما دار بينها وبين صاحبة البيت من حديث عن الساكن الجديد الذى أجر الشقه التى تحتهم مدة الصيف
وأخذت تكون فى رأسها صوره عنه
أنه لاشك يملك سياره فاخره أحسن من سيارتهم ولابد أنه يكون حسن الملبس رائع المظهر قويا وسيما ولابد أنه يدخن السيجار
وسيجئ معه الطباخ والسفرجى والخادم الخاص...ربما خادمه...
ولابد أن تكون جميله للغايه ولابد أن...واغتاظت هدى من هذه الخادمه
ومن هذا الشاب الوسيم أيضا وسألت أختها:
((أعرفت متى سيأتى))
((غدا فى قطار الظهر))
((ليس فى السياره؟))
((قد تجئ السياره بعد ذلك))
وكفت هدى عن السؤال وتصورت فتى أحلامها خارجا من القطار الفاخر فى إحدى عربات الدرجه الأولى والشيالون يتزاحمون على حمل حقائبه والفتيات فى المحطه ينظرن اليه فى إعجاب حتى يركب السياره الى البيت
وظلت هدى وأختها تحلمان بهذا الشاب وتكثران من الحديث عنه مده طويله من الليل
ونامتا غرارا.. ولما اصبح الصباح..وقفتا فى الشرفه تنتظرانه.
وكلما وقفت سياره تحت البيت أخذتا ترقبان من ينزل من السياره ومعه حقائب السفر..وجاء الظهر ومر ميعاد القطار..ولم يأت أحد بالصوره التى فى خيالهما..
وأخيرا أبصرتا بشاب يحمل حقيبته فى يده ويمشى فى الطريق على مهل
وهو يقرأ أرقام البيوت كأنه مُحصل فى شركة النور ووقف تحت البيت ورمقه بنظره فاحصه ثم دخل
ونظرت الفتاتان إليه فى ذهول..أيكون هو !!! ذلك الرجل النحيل المشعث الشعر.
الذى يرتدى حله قديمه باهته ويجئ ماشيا على رجليه
حاملا حقيبته فى هذا الجو الشديد الحراره..لا سياره ولا خدم..ولا شئ من آثار النعمه
أذلك الأفاق هو الذى ظلتا تحلمان به الليل بطوله
وانسحبتا من الشرفه بعد أن تبادلتا نظرات لها معناها وجلستا فى
الصاله فى انتظار ساعة الغداء
* * *
وفى الأصيل أبصرتا به خارجا من البيت وكان يرتدى نفس البذله وشعره لايزال مشعثا
وهو ينحنى فى مشيته إلى الأمام..ويمشى على مهل كأنه يعرج ووجهه طويل ضامر
وخط أنفه مستقيم. وكتفاه ضيقان وظهره مقوس..
ومشى أمامهما إلى البحروعيناه إلى السماء..إنه لاينظر للناس أبدا.
لم يرفع بصره اليهما قط كما يفعل غيره من الشبان
وغاب عنهما فى زحمة الناس
ولما نزلت الفتاتان مع أسرتهما للنزهه فى ساعة الغروب رأتاه جالساعلى مقهى صغير فى الإبراهيميه.. وأمامه كومه من الأوراق..وهو شاخص ببصره إلى البحر
ونظرتا إليه وكان غافلا عنهما سابحا بعينيه فى البحر.. وغاظهما ذلك جدا
ومع أنهما كانتا تنظران إليه فى استخفاف وازدراء..والصورهالرائعه التى كونتاها عنه
انمحت بعد ان وقع نظرهما عليه ..وظهرت هذه الحقيقه البشعه
ولكن حب الإستطلاع حملها على معرفة كل شئ عنه
ولما سألت آمال صاحبة البيت عن هذا الشاب وقاللت لها إنها لا تعرف عنه أكثر من أنه من القاهره وأجر الشقه بواسطة صديق لزوجها
ازدادت رغبه فى أن تعرف أكثر من ذلك أما أختها الكبرى فقد هزت كتفيها استخفافا وابعدته عن دائرة خيالها
وكانت آمال تراه كل صباح ومساء يخرج وحيدا..ويعود وحيدا
ولا أحد يقوم على خدمته...وكانت تسأل نفسها كيف يعيش؟
ومن ينظف له الشقه إنها لم تر البواب أو اى خادم فى البيت يدخل شقته قط..
فكيف يعيش هذا الرجل؟ كانت تراه ينزل الى البحر قبل الغروب ويجلس بعيدا عن المصيفين فى ركن قصى وبيده كتاب وكانت عيناه بين البحر والكتاب
لم يكن ينظر الى النساء العاريات كما يفعل غيره من الشبان
إنه مستغرق فى عالم آخر..عالم كونه بنفسه لنفسه
كانت آمال تنظر إليه فى عجب..ولفت نظرها إليه شذوذه وبروده العجيبان
وبعده المطلق عن الناس وكانت تود أن تعرف ما يقرأ
كانت تود أن تعرف ما يشغاله عن الناس
وكانت تروح وتجئ أمامه وتنظر إلى الكتاب إنه ديوان من الشعر
وجلست على قيد خطوات منه، وهى ترمق الكتاب
إنها تود ان تعرف هذا الشاعرالذى يشغله عن الناس
وقرأت العنوان وكان مكتوبا بخط كبير..إنه ديوان ابن الرومى
وفى المساء كانت مع أختها فى مكاتب الإسكندريه سألت عن الديوان فى مكتبة الإسكندريه ومكتبة الآداب فلم تجده وغاظها ذلك
وكانت أختها هدى تعجب، لماذا تسأل عن هذا الديوان وهى لا تقرأ الشعر ولا تفهم الشعر
وأخيرا وجدت آمال الديوان فى مكتبه صغيره وفتحته عرضا وقرأت
أعانقها والنفس بعد مشوقة إليها وألثم فاها....... 00
من تلك التى يعانقها ويلثم فاها.! وضعت الديوان جانبا ومضت الى الشرفه
وكان البحر يهدر والناس يقلون فى الطريق وأسرتها تعد مائدة العشاء
ولكنها لم تكن تحس بجوع ولم تكن تود ان تجلس معهم كما كانت تفعل كل يوم
إنها تحب أن تجلس هنا وحيده
ما الذى جرى لها؟
ولما جلسو ا للعشاء اعتذرت بألم فى رأسها.. وبقيت فى الشرفه
وسمعت صوت النافذه التى تحتها تفتح
وظهر النور فى عرض الطريق..إنه هو..لقد عاد من الخارج..وسمعت حركه فى الشرفه التى تحتها ولوت عنقها ونظرت..إنه جالس على كرسى طويل ،وعيناه إلى البحر
لا ينظر إلى فوق أبدا..إنه لا يقرأ الان
ولكنه يسبح فى عالم الشعر ويتأمل؛ إنه شاعر..
ولهذا يعيش وحيدا ولهذا يعيش فريدا
وبعد العشاء جاءت أختها وجلست معها ولأول مره تشعر أن أختها ضايقتها،ولم تعرف لذلك سببا
* * *
واستمر عبد المجيد على حاله لا يعير باله لحد من سكان المنزل ، ولا يلتفت الى الفتاتين اللتين كانتا ترقبانه فى غدوه ورواحه ،وفى حركاته وسكناته فى البيت وكانت هدى على الرغم من انصرافها عنهتعجب لشذوذه وغرابة أطواره
أما آمال فكان يغيظها منه أنه لايحس بوجودها معه فى منزل واحد
وهى لم تشعر نحوه باى عاطفه ما فليس فيه ما يحب
وكل الشبان الذين تراهم حولها وفى البيت أحلى منه شكلا وآنق ثوبا وأكثر قوه
ولكن صورته مع هذا ..كانت لا تبارح خيالها أبدا
وفى مره من المرات كانت نازله من البيت ومعها أختها
وكان هو واقفا على بابه يتهيأللخروج . فلما رآهما دخل واغلق الباب
وقد غاظهما ذلك جدا وجعلت آمال تلعنه فى سرها هذا الصعلوك الأفاق يفعل هذا
وضحكت هدى حتى أحمر أنفها
وقالت وهى تميل على أختها:
-إنه خجول كالعذراء..يا آمال خجول..هذا الأفاق خجول
-إنك مخطئه .إنه يحتقرنا..إن انفه دائما فى السماء
ونزلتا إلى البحر واختلطتا بالمستحمين من فتيان وفتايات
وكان النهار رائعا وكان البحر هادئا كالحصير
* * *
بعد أيام قليله من هذه الجفوه التى بدرت منه على السلم
لاحظت آمال أنه لم يبرح المنزل..لم ينزل البحر ولم يتريض
حتى غرفته المطله على الطريق لم يفتح نافذتها..
ولم تره جالسا يطالع كما اعتادت أن تراه كل ليله، وهى عائده مع أسرتها من الخارج..أسافر؟
أبدا إن النور مضاء كالعاده فى الصاله وفى بعض حجرات البيت
كيف يعيش هذا الأيام كلها من غير طعام..؟إنها لم تر البواب أو احد الخدم يحمل له شيئا من الخارج..قد يكون مريض هذا المسكين
ولا احد يعوله.. ولا احد يمرضه ..وتصورته وقد ازداد نحولا!
وفى صباح يوم رأته خارج من البيت وكان شاحب الوجه تبدو عليه آثار المرض الشديد
ومشى متمهلا حتى رأته يجلس على مقهى قريب من دائرة الشمس..
وكان قد اعتمد برأسه على كفه وأطرق
وظلت تتأمله من بعيد..وفى نفسها شتى الإنفعالات
أحست نحوه بالعطف على حاله..إنسان وحيد يمرض فى بلد غريب
ولا يجد اخا او اختا ولا اما تسهر علية، انة مسكين .. لابد ان تفعل لة شيئا..
بعد ساعة رأتة ينهض ، ويتحامل علي نفسة حتي دخل البيت ... انة مريض .. ومريض جدا.
واخذت تروح وتجئ في الشرفة . اترسل الية الخادمة؟..ما الذي تفعلة لهذا المسكين .. ووجدت نفسها تهبط الدرج ، وتنقر بيد مرتعشة علي بابه ، وفتح الباب ، ونظر اليها بعينين منطفئتين.
وكانت تنظر الية في استحياء .
وقالت اخيرا بصوت خافت
((جئت اسالك ان كنت تحتاج لشئ ، فقد لاحظنا انك مريض... ولم تبرح منزلك منذ ايام))
ورفع وجهة اليها في سكون ، وقد عاد اليه بعض البريق : ((اشكرك ..ان هذا كرم منك
((
(( انني لم افعل شيئا حتي الان))
ثم حملت الية كوب من اليمون عصرتة بيدها .. وهبطت بة السلم ، وقد شعرت لاول مرة في حياتها بشي لذيذ هز كيانها ، وجعلها اكثر حيوية واكثر نشاطا ، وشعرت انها تفعل شيئا عظيما.
وتناول منها الكوب ، وقال لها ، وهو يبتسم ابتسامة خفيفة ، وعيناه الصافيتان تنظران اليها في سكون ودعة :
(( انا لا استطيع ان ارفض هذا من يدك....))
وتمتمت بشئ ، وصعدت الدرج بسرعة وقلبها ينتفض .
وفي الغداء ارسلت الية حساء ساخنا وخبزا ناشفا ، فقبلها ، وبعد ان تناول الطعام نام قليلا ، ووجد ان روحة القوية وارادتة الجبارة تعملان في داخل نفسة ، واستكثر ان يظل هكذا طريح الفراش ، وفتاة من اسرة ارستقراطية تمرضه وترسل الية طعامها. وطرح فكرة المرض عن نفسه .. وخرج يتمشى قليلا ، ثم ركب الترام الي المدينة . وابتاع لها كتابا لأديبة مصرية ، وارسله اليها مع خادمتها ردا علي صنيعها معه .. واحس بعد هذا بالارتياح الشديد ، وازاح صورتها عن ذهنه .
وفي اليوم التالي لم يعد يفكر فيها اطلاقا.
* * *
وجلس في مساء يوم في الشرفة يطالع ، وكان يرفع بصره من حين الي حين الي البحر ، ويرتد بة الي المارين تحته في الطريق ، ورفع بصره مرة فراي امال مطلة عليه من النافذة ، وظلت تنظر اليه مبتسمة ، ووجهها يفيض ايناسا وبشرا
واخيرا حركت شفتيها :
(( كيف حالك اليوم؟ ))
((احمد الله واشكرك ))
((انني لم افعل شئ))
(( بل فعلت كل شئ))
(( ابدا ..اشكرك علي هديتك))
(( اقرات الكتاب؟))
(( اجل ... ساعة ما ارسلته ))
(( واعجبك ؟))
(( للغاية..))
..وسمعت امال من يناديها .. فحيته بايماءة من راسها وانصرفت
وعاد يقرأ ويسائل نفسه ... أيحب هذة الفتاة .. ابدا.. انها من اسرة ارستقراطية ناعمة تتكلم الفرنسية.. وتعيش في جو خانق من التكلف.
وهو رجل فقير وفنان طليق .. شتان ما بين تفكيرة وتفكيرهم!
اما امال فقد كانت علي توالي الايام تزداد وجداً به وتعلقا وقد وجدتة رجلا يغاير غيره من الرجال . فهي لم ترة عندما ينزل البحر ، يحاول التحدث الي الفتيات كما يفعل غيره من الشبان الذين هم في سنه . كما انها لم ترة جالسا في المقهي مع غيره يصخب او يلعب النرد او يحتسي الخمر.. انه يعيش في عالم خلقة لنفسة..
وقد اعجبتها طريقتة الهادئة في الحياة ، وهو وان لم يكن جميل الشكل ولا اخاذ المظهر ، لكن روحة هي اجمل شئ فيه ، وهي التي تأسرها ، وتاخذ بمجامع فؤادها ، وصوته دائما ينفذ الي اعماقها ، وتحس وقعه الحلو في نفسها .. وحديثه ليس معادا ولا مبتذلا .. انة لايردد كلمات الاخرين كالببغاء الحمقاء. وحتي عندما يصمت يكون اشد أسرا ، واعظم فتنة !
تعبث يداه الناصعتا البياض بالكتاب ، وتتركز عيناه السودوان في عينها .. فتحس برجفة .. وتحس بهما تقران سرها .. فتغض من طرفها .. وتحول وجهها عنه .. ولكنة يظل مع ذلك ينظر اليها ،
وكأنه يسر لانها ترتجف . وكانه يسر لانها تحس بقوة روحه الجارفة تطغي عليها .
وتاخر ذات ليلة في الخارج ، ولما عاد للبيت وفتح حجرة نومه وخرج الي الشرفة ، ووجد امال تطل علية من النافذة . ولعله كانت تنتظر عودته..وإنها الوحيده الساهره فى بيتها..ونظر إليها فى عجب:لماذا تهتمبه هذه الفتاه لماذا؟
وقال لها بصوت خافت:
((لماذا أنت ساهره؟))
((إن منظر البحر جميل الليلهوأنا ألقى عليه النظرات الأخيره لأننا راحلون بعد غد))
((حقا..؟))
((ولماذا تسأل..ولماذا تهتم؟))
((أريد أن أتأكد لأستريح من هذه الجلبه التى فوقى))
((أنضايقك؟))
((طبعا..فما أكثر خدمكم ..وما أكثر أطفالكم..إننى لا أنام إلا فى الساعات الأخيره من الصباح))
((آسفه لك..))
((وماذا يجدى الأسف؟))
((أتود أن تعرف الحقيقه؟))
((أجل..))
((إنهم راحلون جميعا..وسأبقى وحدى..سأبقى وحدى لأجرب حياة العزله مثلك))
((إنك لن تستطيعن ان تمكثى فى البيت وحدك ساعة واحده..))
((ولماذا تستطيع أنت؟))
((لقد تعودت ذلك..ثم أنا لا أعيش وحدى بل تؤنسنى دائما أطياف أحبها))
((خيالات الشعراء..؟))
((سميها ما شئت..))
((ومتى تزورك هذه الأطياف؟))
((كلما كنت وحدى..))
((سأتركك إذا لترى هذه الأطياف التى تحبها))
((............))
ودخلت آمال ،وسمع صوت النافذه تغلق وظل هو مكانه مرسلا بصره إلى البحر وفى رأسه تدور أحلام لذيذه وكان السكون العميق والظلام المحيط به ومنظر البحر فى الليلوهو يصفق بأمواجه ويرقص قد جعله ينسى نفسه ويبقى مكانه طويلا..ثم أحس بالبرد فنهض وأغلق باب الشرفه وذهب إلى فراشه
* * *
وفى مساء اليوم التالى سمع صوت الباب يدق ولما فتح الباب وجد آمال واقفهأمامه ولابسه ثوبا أزرق آيه فى الذوق والأناقه..وبيدها كتاب وابتدرته بقولها:
((لقد جئت لك بهذا كتذكار))
((ما هو ))
((ديوان من الشعر))
فانتفض سرورا ومد يده نحوها وتناول منها الكتابوهو يبتسم
ونظر إليها فى سكون وقوه...وظلت واقفه أمامه ساهمه..
فتناول يدها وكانت لينه حاره فى يده الخشنه..ونظر فى أعماق عينيها وهمس:
((لا أدرى كيف أشكرك))
ووجدها تتقدم منه وتكاد تلتصق به،فشدها إليه ،وأغلق الباب
برجله وضمها الى صدره ضمه قويه
* * *
وفى صباح يوم السفر..ادعت آمال المرض
وبعد نزاع طويل بين الرجال والسيدات فى الأسره تغلبت السيدات أخيرا
وأجلت الأسره سفرها إلى الشهر التالى....!
الــنــهــايــه
هذه أول قصه أنشرها فى المنتدى
قصه أحبها كثيرا وأعاود قراْتها بين الحين والآخر
لذا أردت أن أنشرها
وهى من تأليف الكاتب محمود البدوى من مجموعته القصصيه العربه الأخيره وهذا للأمانه فى النقل
لو أعجبتكم شجعونى لنشر المزيد
وإن لم تعجبكم فأعتذر مسبقا
التعديل الأخير تم بواسطة ♫ معزوفة حنين ♫ ; 24-04-11 الساعة 01:06 PM
|