كاتب الموضوع :
kariemi
المنتدى :
الارشيف
أعتقد أن المقارنة لا يمكن أن تحدث لأنك اخترت – أخي العزيز – شيئين مختلفين لتقارن بينهما، فأحمد خالد توفيق يكتب ما يمكن أن نطلق عليه "أدب المغامرات" أو "أدب المراهقين"، وهو أدب وسيط بين قصص الأطفال والقصة الفنية، بينما نجيب محفوظ يكتب الرواية الفنية ذات المحتوى الفلسفي التي تلقى الاحتفاء والاهتمام من النقاد.
إجاثا كريستي وصلت قمة الإبداع والنضج في القصة البوليسية، وجابرييل جارسيا ماركيز وصل برواية الواقعية السحرية إلى منتهاها، كلاهما مبدع مسيطر على أدواته، لكن لا يمكن المقارنة بينهما، إلا لو كتبت إجاثا كريستي رواية تستخدم أدوات الواقعية السحرية، أو كتب ماركيز رواية بوليسية تعتمد على التشويق.
هل وصلك ما أرمي إليه ؟
أحمد خالد توفيق أول كاتب عربي يكتب في مجال الرعب والخوارقيات، ولديه أسلوبه المتميز، لكنه لا يكتب القصة الأدبية الفنية التي يكتبها نجيب محفوظ، لهذا لن نستطيع المقارنة إلا لو استطعنا المقارنة بين الفيل ووحيد القرن !.
نجيب محفوظ كاتب متفرد ظهر في وقت كانت الرواية العربية فيه ماتزال في مرحلة الحبو مقارنة بنظيراتها في القوميات الأخرى، فحملها على ظهره وعبر بها في بضع عشرات من السنين كل ماعبرته الرواية العالمية في مئات السنين. وإذا كان الكتاب الروس قد خرجوا من معطف جوجول، فلن أبالغ لو قلت أن الأدباء العرب خرجوا من حارة نجيب محفوظ. نجيب محفوظ صاحب فضل لا يمكن إنكاره على الرواية العربية.
وأحمد خالد توفيق مثّل – وما يزال - مرحلة هامة في تطور أدب المغامرات العربي – غير المهتم وغير المحتفل به – وساهم في تكوين وعي العديد من الشباب بكتاباته وترجماته للأدب العالمي.
قد تكون لديك مشاكل مع المحتوى الفلسفي أو الفكري الموجود لدى نجيب محفوظ، وتفضل عليها كتابات أحمد خالد توفيق الواضحة المباشرة التي لا يوجد شيء بين سطورها أكثر من المتعة والتشويق، وهو أمر من حقك تماماً، لكن ما ليس من حقك هو أن تقلل من قامة شامخة كنجيب محفوظ.
تحياتي
|