المنتدى :
الاسرة والمجتمع
أساليب لتفادي خلافات الرأي بين الأبوين
إن طريقة الاتصال وأساليب الحوار التي يضعها الوالدان هي النموذج الذي يتبعونه ويطبقونه في شتى مجالات حياتهم،
لذلك يشجع الأخصائيون الآباء على ملاحظة الجلسات التي يدار بها النقاش داخل الأسرة وبالأخص عملية حل الخلافات.
من الطبيعي أن يختلف الوالدان حول أمر ما، ولكن من غير المستحب أن يتشاجرا أمام الأبناء لما في ذلك من أضرار نفسية واجتماعية عليهم، والطفل عندما يرى ويسمع الخلاف بين والديه قد يكوّن فكرة سلبية عن الحياة الزوجية خصوصاً إذا انتهى النقاش بعنف قد تنتج عنه أضرار جسدية ناهيك عن الأضرار النفسية. ومن ناحية أخرى: إن الاختلاف في الرأي أمام الأطفال قد يؤدي إلى انقسام الأطفال إلى جانب أحد الوالدين، مما يؤدي إلى مشاكل في الاتصال والتفاعل بين أفراد الأسرة، هذا بالإضافة إلى أن الفائز دائماً أو ( غالباً ) بعد الاختلاف يعطي انطباعاً لدى الأبناء بأنه الأقوى في حين يرى الأبناء الطرف الخاسر على أنه ضعيف وجدير بالشفقة، وتشير الدكتورة أنوار إلى تركيز الاختصاصيين على ضرورة تأهيل الراغبين في الزواج وتدريبهم على مهارات الاتصال، وهذا إجراء وقائي ومفيد جداً حيث يجنب الوالدين الوقوع في مثل هذه المآزق.
•كيف تتصرف الأم ؟
وتنهي الدكتورة الخرينج حديثها بالإشارة إلى التصرف الصحيح الذي يجب أن تتبعه الأم عندما يخالفها زوجها أمام أبنائها قائلة:
يجب على الأم أن تتجنب الدخول في مناقشة قد تحتمل الاختلاف في الرأي مع الزوج أمام الأطفال إذا كانت تعلم أن زوجها عنيد ويتعمد مخالفتها في الرأي، وعلى الأم أيضاً إنهاء المناقشة في هذا الوقت وتأجيلها إلى وقت لاحق لا يتواجد فيه الأطفال، ومن الضروري أيضاً أن تتحدث الأم إلى أطفالها وتوضح لهم أن الخلاف بين الأب والأم أمر طبيعي وتستمع إلى ردودهم حول هذا الشأن حتى تتأكد من عدم تأثير خلافاتها مع الأب على الأطفال أو تدارك الموقف إذا أحست أن صورة الوالدين بدأت تنكسر عند أبنائها. في النهاية نشجع الأم على ألا تتخذ أي قرار لوحدها دون علم الزوج، وإذا كانت تعلم أن الزوج سيخالفها فمن الأفضل أن تخبر الأبناء بأنها ستفكر في الأمر وتناقشه مع الأب ثم تخبرهم بالقرار النهائي، وبذلك تكون قد تفادت حدوث أي شجار أمام الأبناء قد يؤثر سلبا على صورتها ومكانتها كأم، وفي الوقت نفسه يتعلم الأبناء أن بعض القرارات تحتاج إلى استشارة الآخرين كما أن النقاش والاستماع للرأي عادة صحية لا تعني السلبية أو التبعية .
• مواقف طارئة
هناك مواقف طارئة لا يستطيع الوالدان أن يتفقا على موقف واحد تجاهها مسبقاً، فكيف يفعل الولدان إزاءها؟
إضافة إلى مواقف لم تكن قد خطرت على بال الوالدين ليتفقا مسبقاً عليها؟ فكيف يكون التصرف المثالي؟
هنا يحسن أن لا يخالف أحد الوالدين الآخر في الأمر الذي وجهه إلى الطفل، ويؤجل معارضته له ما بعد قيام الطفل بالأمر وفي غيبته حتى لا يشهد خلاف أبويه.
ومثال ذلك أن تفاجأ الأم بأن الأب يكلف ولدها بحمل شيء ونقله إلى مكان آخر.. وهي ترى أن هذا الشيء ثقيل جداً على الطفل.. وأن وزنه لا يتناسب مع سنه..
من الخطأ هنا أن تقول الأم للأب أمام طفلهما: أليس في قلبك رحمة.. كيف تريده أن يحمل هذا ؟ إنه ما زال صغيراً!!
بل يجب عليها أن تنتظر لتفاتح زوجها بهدوء في غياب الطفل.. وليس أمامه.. وتشرح له كيف أن تكليفه غير مناسب لسن ولدهما.. وإذا كانت خشيتها على الطفل تدفعها لعدم الانتظار إلى ما بعد فيمكنها أن تقوم بمساعدة الطفل في حمل ما كلفه به أبوه أو حمله عنه.. دون أن تطلب منه رفض أمر أبيه له.
•الخلافات الأسرية من أهم أسباب الأمراض النفسية عند الأطفال
في دراسة شملت (110) أسرة أمريكية تضم أطفالاً تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة وخمسة أعوام أجراها معهد العلوم النفسية في أتلانتا تبين أن هناك دلائل قطعية على وجود علاقة بين شخصية الطفل المشاغب، كثير الحركة العنيد، المتمرد والعدواني، وبين الأم كثيرة الغضب، التي تصرخ دائماً وتهدد بأعلى صوتها حين تغضب.
وهكذا تلتقي الدراسات التربوية والأسرية على أهمية استقرار الأسر في صحة الأبناء النفسية، وعلى دور الخلافات الشديدة والشجارات الدائمة بين الزوجين في فقدان الأبناء لهذه الصحة النفسية أو قدر منها.
• حقوق الأبناء
الأطفال في حاجة إلى محيط أسري هادئ يشعرهم بالطمأنينة والأمن، أما النزاع والاختلافات فهي بمثابة عاصفة عاتية تدمر مشاعر الطفل وتقذف في قلبه الخوف والقلق، وإذا كانت هناك هموم تعكر صفو الحياة فينبغي على الوالدين معالجتها بعيداً عن الأطفال، فالابتسامة والحنان والمحبة والرعاية هي حق الطفولة، وهي من واجبات الوالدين.
6 أساليب لتفادي خلافات الرأي بين الأبوين
في سبيل نجاح الزوجين في حفظ الأبناء بعيداً عن خلافاتهما، والعمل على تحقيق الوفاق بينهما هناك مقترحات استشارية مفيدة:
1- الحرص على محاورة الأبناء بهدوء، دون هياج أو غضب، وشرح أخطائهم لهم وآثارها السلبية مع الأمثلة المقنعة.
2- عدم الاختلاف والمشاجرة أمام الأبناء والتعهد على ذلك، بغية حماية الأطفال من الآثار الضارة لهذه الخلافات وأيضاً تقليل أوقات الخلاف.
3- عدم انتقاد أحد الزوجين الآخر على أسلوبه في تربية ابنه أو ابنته في حضورهما، وليؤجل هذا النقد إلى وقت آخر بعيداً عن الأولاد.
4- اجتناب ضرب الأبناء إلى أقصى حد، فكثيراً ما تكون النظرة الحازمة أو الكلمة الحاسمة أشد على الأبناء وأجدى من الضرب الذي هو تشفٍ أكثر منه تأديباً.
5- مضاعفة التسامح بين الزوجين في الأوقات الحرجة، والتغافل عن زلات بعضهما وعدم تتبع الأخطاء والمحاسبة على كل شاردة وواردة.
6- مراعاة مشاعر الآخر وفهمها لأن من أسباب الجفاء الذي يباعد بين الزوجين إهمالهما الثناء، أي ثناء كل منهما على صاحبه.
المصدر مجلة ولدي العدد (74)
|