المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
ابن العكروتة
دي كانت كلمة عمتى الله يرحمها "ابن العكروتة" معدناش بنسمع كلمه زي دى دلوقتى يظهر موضتها بطلت زى مبطلت كل كلمه جميلة وبقينا نسمع ابشع الشتايم من الاهالى لاولادهم .... انا لحد دلوقتى وانا عندى 22 سنة وعمتى توفت من سنين مش عارف يعنى ايه عكروتة بس اكيد كلمة مش وحشه ممكن يكون فى شخص رقيق ومؤدب كده حتى وهوا منفعل لكم ان تتصوروا كانت بتقول ايه وهيا مزاجها رايق وكمان لما كانت بتقولي كده كانت بتضحك عمرها مكشرت فى وشى ولا زعلتني شئ غريب معتقدش ان حد ممكن يعاشر حد سنين بدون مواحد فيهم يزعل التاني انا دلوقتي وانا برجع شريط زكرياتى مع عمتى عيشة مش قادر افتكر في مرة زعلت منها .... كانت بلا شك عبقرية منها لان ده محصلش معايا انا بس لكن مع كل ولاد العائلة الى ربيتهم وكانت ليهم ام تانيه بس متهيقلي انى كان ليا معزة خاصة فى قلبها او هيا الى خلتنى اعتقد كده زى معملت مع كل العائلة كانت انسانة جميلة بكل ما تحملة الكلمة من معني.. الله يرحمها كانت حظها قليل فى الدنيا كانت محدودة الجمال من حيث الوجة والجسد اذا اعتبرنا ان جمال الشكل دة جمال لكن الجمال الحقيقي يكمن فى الروح اتاخرت فى الجواز بسبب موضوع الشكل والجسم ولما قاربت على الاربعين جه اخيرا ابن الحلال ولما اتجوزوا ربنا اراد ان يجيها سرطان فى الرحم وتشيله يعنى مفيش ولاد زوجها قرر انة يتجوز وتفضل هيا كمان على زمتة لكنها رفضت كان عندها عزت نفس وكرامة وشخصيه حساسة جدا ولما رجعت لبيت العائلة كان كل واحد من اخوتها الرجالة خد شقة واختها الكبيرة مع جوزها في الارياف هتقعد فين في النهاية بنلها ولدى رحمة الله عليه غرفة فوق السطح وده تزامن مع كبر سن جدتي ومكنش حد من ولادها مستحملها كانت جدتي عيشة معانا وبعدين طبعا طلعت عند عمتى فوق عمتي كانت صاحبة مرض الكلة وموضوع الرحم ده ادى الى نقص بعض الهورمونات من جسمها وابتدت رجلها تتعب شوية شوية لحد مبقت تقريبا بتتحرك بالعافيه ورغم كل ده خدمت عمتي جدتى سنين الى طعنت فى السن الى ان اصبحت ذى الاطفال الرضع الى حتي ميعرفوش يدخلوا الحمام .... صعب بعد كل ده كله انها تكون قادرة حتي علي الابتسام لكن دة بالنسبه للانسان العادى لكن عمتى عيشة مكنتش عادية استحالة عينك تقع عليها وهيا مكشرة دايما كانت بتضحك وتفرق سعادة وحنان ودفئ على كل الى حوليها .... وزى كل ولاد اخوتها عدتنى ابنها انا كنت الاخير اصغر واحد فى العائلة كانت مربية حمام في غرفتها لسة فاكر المنظر وانا جيلها الصبح بدري والحمام بينط على السرير وبيخبطها بجناحة عشان يصحيها تحطلوا الاكل كانت بتاكل الحمام كل حاجة سكر ملح بواقي الاكل كل شئ وكانت مسمية كل حمامة اسم كانت كل متجلنا زيارة تجيب معاها جوز زغاليل اعتقد انها كانت مربياه عشان يونسها في وحدتها الى كانت كفيله تجنن اى حد انا لسه فاكر السبرتايه الي كانت بتسخن عليها الاكل وناكل واحنا على السرير مفيش لاتلفزيون ولا بوتاجاز ولا حتي غسالة ولامروحه ولا حاجة خالص حياة من ابسط ما يكون اضيت فى الغرفة دى اجمل ايام حياتى كانت بتلعب كوتشينة عشان تقتل الوقت لكن للاسف مكنتش بتلاقى حد يلعب معاها منتدى ليلاس الثقافيغير الاطفال هيا الي علمتنى الكوتشينة وياما لعبنا مع بعض كانت بتحب القصب وكنت كل مجلها اقعد امص قصب معاها كانت بتتفنن فى قتل الوقت هتعمل اية .... توفت ستى بعد مخلصت على شوية العافية الى عند عمتى عيشة واصبحت عمتى وحيدة تماما... بعد زلزال 92 سلم البيت القديم وقع والحمام لما اتنقل عند عمتى فاطمة زعل على مكانة ومات وا تصلح البيت حتى القدر بخل عليها بالحمام لكن كانت بتقطع العيش البايت قطع صغيرة جدا وتاكلة لليمام فى السطح عمرى مشفت حد قدر يستانس اليمام قبل كدة لكنها كانت مربية قط اسود مبيفرقهاش ابدا انا فاكر يوم ممات القط عمتى قعدت تعيط عليه... كانت عملة لنفسها جو اسطورى غرفة بسيطة فوق السطوح بدون أي اجهزة كهربية وحمام وقط حتى كلمتها انا فاكر وانا صغير لما كنت بروح من عندها باليل كانت بتقولي متخفش امشى والقمر ماشى معاك كنت فعلا بقعد ابص للقمر القية ماشى معايا ومونسني ومكنتش اخاف من العتمة .... لما كبرت عرفت انها كانت من زمان بتحب ابن عمها عزت.. لسة فاكرهافى مرة جت عندنا هيا وعمتى فاطمة قالت لولدي يامسلم فاطمة عايزة تسلم على عزت قبل متسافر كانت عدت الستين في الوقت دة لسة فاكر ابويا وهوا بيبتسم وبيقولها حاضر يا عيشة عم عزت ده مات بدون ميتجوز مات وحيد انا فاكر يوم ما مات كانت زعلانة قوى وقعدت تبكى بحرقة ومفتتش شهور الا وهيا متوفية ماتت عمتى على ايدى كنت اول مرة اشوف فيها حد بيطلع في الروح كانت رافعة ايديها ومركزة عينيها وبتشاور علي حاجة مش موجودة وكل منزل ايديها تشاور تاني زي ميكون فيه حد قدمها بعد ماخدناها المستشفي توفت هناك زعلت عليها قوى قعدت ابكى ومكلتش لمدة يومين ... وحشتني عمتى عيشة ووحشتنى كلمة يابن العكروتة الى كانت بتقولهالى وهيا بتضحك وانا بسرقها فى الكوتشينة لحد دلوقتى وانا ماشى فى مكان ظلمة بلاقي نفسى ببص للقمر الى بحس انة ماشى معايا ومونسى
|