لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-08, 05:35 PM   المشاركة رقم: 221
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 62637
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: الحالمة34 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الحالمة34 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : MALAK المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

منذو البداية وانا اتابع هذة السمفونية الرائعة

من المشاعر الفياضة لا اعرف كيف اصفها ...

رائعة مشاعر سعيد رغم جراحه...

عظيمة منى رغم احزانها ...

متى نرى نهاية لتلك الاحزان

سلمت يمين من خط هذة الرواية

 
 

 

عرض البوم صور الحالمة34  
قديم 04-02-08, 08:54 AM   المشاركة رقم: 222
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8175
المشاركات: 214
الجنس أنثى
معدل التقييم: MALAK عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
MALAK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : MALAK المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم ...
اهلا بك الحالمه ....
يسعدني ان تحوز اجزاءروايتي على اعجابكم...
وهذا يجعلني اتابع الكتابة في هذا المجال .....
تحياتي....

 
 

 

عرض البوم صور MALAK  
قديم 05-02-08, 08:17 AM   المشاركة رقم: 223
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8175
المشاركات: 214
الجنس أنثى
معدل التقييم: MALAK عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
MALAK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : MALAK المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم ...
اولا اشكر كل من تابع ويتابع قصتي....
ثانيا اطرح بين ايديكم هذا الجزء...واعلمكم
انني سوف اضع جزء اخر في وقت اخر من اليوم ...
تعويضا عن التاخير الذي كان على غير ارادتي..
اتمنى لكم قراءة ممتهة..

(21)...

فرحة اللقاء لا تعادلها سعادة الا سعادة العناق بعد طول افتراق..في تلك البقعة من العالم
التي يسكنها الحبيب يشير سهم القلب الذي لا يخطأ اليها ...تركع اليها المشاعر و كانها قبلتها العتيدة تنجذب الاحاسيس الى ذلك الشئ الذي نبض في صدورنا ليخبرنا ان مسكنة هنا بين الاضلاع ..
مهما ابتعدت المسافات الطويلة ومهما اختلف المكان ..لا تغير فينا المعالم التضاريسية اي شعور بالابتعاد
او الغياب ..لا تهزمنا البحار والا الجبال الفاصلة بيننا وبينه ...
فنزرع بين اضلاعنا ورود الحب والعشق والولاء لنهديها اياهم ولو عن بعد...
نقف امام نوافذنا المشرعة نحدق الى الطيور المحلقة علها تحمل الينا منهم رسائل الوصال ...وان لم نجد بين
اجنحتها ما يطفئ لهيب الشوق نعطيها عهود ومواثيق كنا دائما نتبادلها فيما بيننا لتحلها عبر الاثير اليهم
تذكرهم بحروفنا التي كتبناها معا وتطرح بين يديهم قصاصات الذكرى ...
حينما تتلامس يداك مع انامل من تحب او تربطك به علاقة من نوع اخر تشهد عليها المشاعر وتخطها القلوب ...
تتدفق غزير العواطف ..تشعر وكان شيئا قد سرى الى اوصالك وكان تيار كهرباءي يجري فيها يسري في شرايينها ..
تشعر انه يقدم روحك الحائرة تعود اليك بعد فراق طويل..لاننا لا نملك ارواحنا حين يغادر من اصبح يملك صك
ملكيتها ولا يصبح لنا الحق في التصرف فيها ..لماذا لاننا دون ان نشعر نهيئها للقاء من اول لحظة
تستعر فيها الم الفراق ..فيعمل القلب تلقائيا على زيادة نبضاتة كي يواكب تلاطم امواج المشاعر
المستعرة ..فكلمااختلجت مشاعرك في داخلك واكبتها دقات قلبك واصبحت مثلها كالموج اهادر
فتتحسس مكان القلب هناك تعتصر اضلاعك بين اصابعك وكانك تحتضن بذلك اضلاع ذلك
البعيد القريب في نفس الوقت ..
حينما تتذكر عمق الابتسامة وعذب لغة العيون ترتجف اوصالك تنكمش على نفسك تتحرك شفتيك
دون ارادة منك لتلهج باسماء تعرفها وكانها تعويذة النجاة ...
بعد الفراق تتلاقى دقات القلوب قبل ان تتلامس الاعين ..من بعيد تتعانق القلوب وتلتحم الاحاسيس الغارقة في لجة اللقاء بعد الغياب
فتنصاع الاطراف وتستسلم الاجساد لنداء الاعماق ..فتهب اليهم مادا ذراعيك تتلمس فيه انتهاء اشتياقك الذي يعذبك وتهرب بين حناياه الدافئة من غربتك ..وتصم اذنيك عن نداء الخوف والشجن ...
وتهرب بين يديه الدافئة من غربتك ..ترسم بين بين اضلاعة نجوم واقمار لتطيل السهر بينها.. وتصم اذنيك عن نداء الحزن المتكرر الذي يابى الا ان يجرك الى حفرة عميقة وهوة كبيرة ليس لها قرار ...
لولا تلك المشاعر الفياضة والاحاسيس المختزنة مااستطعت ان تعيش يوما ...لولا تلك الاختلاجات
ودقات القلوب المتسارعة لهمدت الارواح دون ان تنتعش يوما ما ...
ان الحبيب سواء كان زوج او صديق او اخ او اب مدعاة لان يغير كل شئ في داخلنا ..سبيل
لقلب اعماقنا راسا على عقب ..كفيل بان يثير فينا عواصف تقتلع كل ماهو من شانه ان يؤذينا.. فنتخيل انفسنا مشفقين كيف يمكن ان نكون من دونهم ..
يعلمنا الصقيع القاسي ان وجودهم الى جانبنا اشبة بالشمس الساطعة بين الغيوم..فلا تلبث هذة الشمس ان تقهر الغلالات الداكنة وتحولها الى سحب صيف ما تلبث ان تنجلي ..ترتجف بنا ارواحنا اذا تذكرنا ساعة الفراق وكان الامطار الغزيرة تضرب بقوة على اضلاعنا العارية الا من الخوف .. فتتراقص تحت نغمة الالم وجمرة الشوق مآقينا ..
فيصبح اللقاء بعده ميلادا جديدا تشهدة حواسنا وتباركة لهفتنا وتفرح به قلوبنا لتهتز في النهاية القلوب فرحا وطربا بالقادم من جديد
والذي يجلب معه سعادتنا اغلى هدية..
والدتي التي كانت لا تسكن على حال كانت تنظر الى باب الصالة الكبيرة بلهفة وكان الباب سوف يكشف عن
حدث عظيم ..انا وسالم الذي رجع في الامس من السفر كنا نجلس نتبادل النظرات الضاحكة ..دون ان نجرأ على اظهار ذلك جليا امام والدتي ..
وبين الحين والاخر نتظاهر عنوة بالجدية عندما نرى والدي يراقب الجميع وهو يتكئ على عكازة الخشبي ولكننا في النهاية لم نتمالك انفسنا من الضحك من ان ينفلت من افواهنا عندما راينا والدتي تسحب الهاتف الخليوي بسرعة وتوتر من يد نورة ..
قطبت جبينها وهي تنظر الى الازار وكانها تحاول ان تفك طلاسم لغة غامضة ..كانت تعض على شفتيها وهي تقربة من اذنيها وتهتز بذلك قرطاها الذهبيان وهي تحرك راسها استنكارا..
مالت عليه اكثر وهي تهتزة بريبة بين اصابعها وكانه المصباح السحري ..وعندما ياست من ان تصل معة الى نتيجة هزت راسها باستنكار
واقتربت مني وهي تمد الي ذلك الهاتف ولا زالت تنظر اليه شزرا وكانها تريدني ان اخلصها منه..ان افك طلاسمة الغريبة العسيرة على الفهم بالنسبة اليها ...اخذته
منها بتردد وانا ارفع حاجبي بحيرة ..فوالدتي ليست على استعداد لتتفهم ان الشبكة مشغولة وامكانية
الاتصال معدومة تماما ..كنت انظر الى سالم الذي بدى شبح ابتسامة على ثغرة ...
_امكانية الاتصال معدومة ..
_الم اخبرك بذلك لماذا لا تصدقيني؟؟
مطت نورة شفتيها بعد ان قالت تلك الجملة بغير رضى ..ربما كانت تريد ان تستعيد بعض من كرامتها عندما اتهمتها والدتي بالعبث او ربما كي يشعر الجميع بانها لحاجة الى اعتذار ولو بكلمة واحدة ...
عندما لم تجد ردا من والدتي يشفي غليلها...نهضت بسرعة وتناولت هاتفها مني لتجلس الى مكانها وتتعبث من جديد في ازرار الهاتف ...
_انا اعلم جيدا ماغرضك من ذلك ..تريدين الاتصال بصديقتك؟؟؟
نورة كانت دائما الطفلة المدللة في العائلة ..فهي الاصغر بيننا والاوفر حظا من الاهتمام والرعاية ..لذلك لم يعجبها تصرف والدتي وتوبيخها اياها بهذة الطريقة ...بيد ان والدتي لم تلقي بالا في تلك اللحظات لكلماتها المتحججة والمستنكرة لتصرفها ...ويبدو ان امي لم تستطع في هذة اللحظات المتوترة ان تهدئ اعصابها فعاودت للمرة الثانية توبيخ نورا رغم انها لم تكن لتفعل ذلك في الاوقات العاديه ضربت نورة الارض بقدميها
وهي تشير اليها وتنظر الي راجية مني ان اوضح لوالدتها الامر..كانت تريد مني بعض المساندة..
_سعيد لماذا لا تخبرها ...
تشاغلت بكم ثوبي الابيض وانا انقل بصري بينها وبين امي التي من المستحيل ان تقتنع بهذا ..على الرغم
من الحنان ودماثة الخلق التي تتميز بهما والدتي الا انها في بعض الاحيان تبدوا شديدة الاصرار على رايها
وكانها تقول انكم لا تعلمون ما اعلم ولا تشعرون بما اشعر ...
في الغالب هي لا تبدوا لحوحة الا اذا شعرت بشئ ما بواسطة الحاسة السادسة لديها ..لذلك كنت اتسائل
مالذي تشعر به الان رغم انها قد تحدثت مع مها قبيل خروجها الى المطار...
مطت نورة شفتيها اكثر عندما لاحظت ترددي وبرودي في اظهار موقف ما حيال ذلك ..لذلك نهضت وهي تمسح شيئا على رموشها ثم القت علينا نظرة غاضبة وصعدت الى غرفتها ..
تابعتها وهي تبتعد وتتلاشى خلف باب غرفتها ...كنت اريد ان االفت نظر والدتي لذلك فمن النادر ان نراها تعامل نورة بهذة الطريقة الا عندما تصبح في حالة لا تستطيع فيها السيطرة على نفسها ..
وانا ادرك انها في هذة اللحظات لاشئ يشغلها الا اتصال صغير من مها الذي من شانه يبدد مخاوفها التي احدثه احساسها الذي لا يخيب ابدا ...
ربما كانت مشاعرها تلك هي من جعلها تشعر بالارتباك والتوتر وكانها ترى شقيقتي
لاول مرة بعد اعوام طويلة ..بيد انني اتفهم طبيعتها ومشاعرها الجياشة التي اكتنزتها طوال غياب مها لمدة شهرين تقريبا .. وباتت وكانها لا تستطيع السيطرة عليها اكثر..
_هل انت متعب ؟؟
التفت الى سالم الذي يجلس بجانبي وهو يعصر راسة بين كفيه ..رايتة يهتز ثم يبعد كلتا يدية ليقابلني بابتسامة
شعرت معها انه يحاول ان يخفي بعض الام في داخلة داخلة ...
منذ بداية حضورنا الى هنا وانا اشعر بذلك ..سالتة للمرة الاولى محاولا ان اطرد شعوري بالقلق عليه ...
_لا تخف قلت لك من قبل لا زلت متعبا من سفرتي السابقة واشعر بحاجة الى النوم فقط...
_كنت اريد ان اقضي يومي في التعويض عن الايام السابقة لكني لا استطيع اغضابها ..
التفت الى المكان الذي يشير اليه بعينية وانا اتفهم مايقصد..كان حضورنا جميعا لاستقبال مها من الامور التي تسعدها وتشعرها اننا لا زلنا عائلة مترابطة ..نظرت الى ساعتي التي في يدي كنت حاولت ان اصدقة وازيح من بالي منظر عينيه المرهقتين ..
فهو بطبيعتة لايحبذ ان يتحدث عن المة او شعور التعتب الذي ينتابه ...
-هل تعلم بالضبط موعد وصولهم الى المطار..
يبدوا انه القى علي هذا السؤال عندما راى الشرود على ملامحي ..بيد ان سؤاله جعلني اتعمق في تخيل موقف والدتي عندما تدخل مها من الباب ..
في داخلي اعلم جيدا ان موقف مها لن يقل تأثرا ودرامية من موقف امي ..فكلتاهما تملكان فيضا غزيرامن الدموع تذرفانة وقت الحاجة..لا يمكن ان تخذلهما دموعهما ابدا ...
_امي هل احضر لك شيئا من المطبخ ..
كانت تلك النسوة الملتحفات بالسواد يجلسن في الجانب الاخر من الصالة بحيث لا يبدين في مواجهتنا...زوجة شقيقي ومنى وامراة ثالثة ربما كانت صديقة لمها ...
_كلا يا منى لا اريد شيئا...
اجابتها والدتي باقتضاب وهي تنظر الى ساعتها ...منذ ان اعلنت حالة الطوارئ في المنزل والجميع
يشاركونها التوتر والانتظار ...وكانها عدوة قد انتقلت الى كل شخص موجود هنا ....
توارت منى خلف باب المطبخ وبقت ثواني هناك ثم خرجت لتقترب مني ...كانت تفر ك يديها وقد بدى لي ان اقترابها من مكان جلوسنا ...كان لشئ تريد ان تقوله لي انا شخصيا ....
-امي يبدوا ان السكر قد نفذ من المطبخ ...
قالت ذلك ثم صمتت لبعض الوقت ربما كانت تموه لشئ ما تريد ان تقوله او ان تفعله ..والدتي كانت في عالم اخر غير العالم الذي نعيشة ..
لذا هزت راسها علامة على ان المعلومة قد وصلت اليها ثم لاذت بسكوتها مرة اخرى ..استطردت منى بصوت كان خافتا اكثر من المرة الاولى وهي توجة كلامها الي ..
_سعيد هل من الممكن ان تاتي معي الى المطبخ اريدك ان تحضر بعض الاشياء من السوبر ماركت ..
كانت منى تعتبر منزل والدي منزلها تماما ساعدتها على ذلك طيبة والدتي وتشجيعها على ذلك..لذلك من من المالوف ان تدخل المطبخ وتفعل ما تريد ..
تبعتها الى هناك وانا اتسائل في داخلي ترى مالذي في جعبتها..ولماذا افتعلت هذا الموقف لتنفرد بي وجدتها ترتكز على طاولة المطبخ وهي تنظر الى الباب ...
اقتربت منها وانا اشاركها النظر ربما كانت ترى شئ انا لا اراه ...كان راس والدتي يظهر من الخلف
وهي تنكسة راسها كنت واثقا انها تنظر الى ساعة يدها ..اشرت اليها لتقترب من مكاني ربما يشجعها ذلك على البوح بما تريد..
_سعيد ربما تتأخر طائرة مها لبعض الوقت !!
_لماذا؟؟
_تعرضت لبعض الصعوبات في الجو ..فتوقفت في مكان قريب من البلاد!!!
_اهاا اذا كنت تتحدثين معها قبل قليل!!
_نعم لقد اوحيت لها بانني اكلم احدى صديقاتي...
هززت راسي علامة على التفهم ولازال بعض الشرود يسكن ملامحي ..هرشت ذقني وانا اتعجب من شعور والدتي الغريب دون ان تعلم بما حدث ..
فهمت من الصيغة التي تحدثني بها منى انني يجب ان ابتكر قصة ما اخول بها تأخر وصول طائرة مها ..مططت شفتي وانا افكر لا استطيع ان ابتكر لها اي قصة اخرى الا اذا اطمانيت انا اولاعلى وضع شقيقتي تسائلت في داخلي ترى هل هذا فقط هو ما ياخر مها ..
_هل هم بخير؟؟
_انهم بخير اطمأن...
تحركت من مكاني وانا افكر في قصة تبرر لها تغير موعد قدوم شقيقتي ...لا اعلم لماذا شعرت انها
مهمة صعبة للغاية لا سيما وانا والدتي تجلس وكانها تجلس على جمر لا تستقر على حال ...
هل اقول لها ان موعد الرحلة قد تغير لاسباب راجعة الى سياسة الشركة ..وان طائرتهم لم تقلع الا في موعد اخر ..لكن ما الذي يبرر كلامي عندما ترى مها تدخل من الباب ..
وضعت يدي على جبيني وانا لا زلت اقف على باب المطبخ...رفعت نظري اليها تلقائيا وجدتها تنظر الي بريبة ...شعرت
بالارتباك ..لماذا تحدق الي هكذ وكانها قد ضبطتني بالجرم المشهود ...ياالهي انه لها قلبا يستشعر
الاشياء عن بعد انه اشبه بالرادار ...وضعت يدي في جيوب ثوبي الابيض وانا اقترب منها ...
_امي سوف اذهب لاحضار بعض الاشياء ..هل هناك شئ معين تريدينة؟؟؟
_كلا ..ولكن الا تستطيع الانتظار الى ان تأتي شقيقتك ؟؟ربما تحضر في اي وقت؟؟من سيحضرهم من المطار..
رفعت حاجبي وانا احدق تحت قدمي في ارض الصالة انها تصر على تعقيد الامر ..لااعلم لماذا تبدوا لجوجة
الى هذة الدرجة ..ترى هل هو قلب الام الذي لا يخطئ احساسة ...ربما كانت تريديني ان اكشف عما اخبئة بسؤالها الذي تحاول ان يبدوا طبيعيا ...
_امي دعيه يذهب ؟؟فليس من السهل الخلاص من اجراءات المطار..
_انها تأخذ وقتا ..
كان ذلك هو صوت شقيقي سالم ياتي من مكانه هناك ...تلاقت نظراتنا وشعرت بها كثير من التفهم وكانه يقول انه قد عرف كل شئ مايميز سالم انه يستطيع ان ينقذ الموقف دائما بهدوئة ورزانتة ..
_اذا ربما تتأخر لبعض الوقت؟؟
بدت الحيرة كبيرة في عيني والدتي وهي تنقل بصرها بيني وبين سالم ..لم استطع ان ازيد حرف فوق ذلك
ربما لان منى حملتني مشقة هذا الامر ..وربما كي لا افسد الامر بقول شئ لا تحمد عقباه..
لم يكن هذا الوقت القصير يخولني محاوله اضفاء بعض اللمسات الاضافية على القصة التي اخترعها
سالم ..اقتربت من والدتي ربت على كتفها وانا اقول بود..
_عزيزتي اننا لا نستطيع ان نحدد وقت رجوعها بدقة؟؟؟
لم تعقب والدتي على ذلك فقط ابتعدت لتتجه الى المطبخ تاركا ايانا انا وسالم تسيطر علينا الدهشة لموقفها فقد توقعنا ان نواجه عاصفة من الاحتجاجات والتذمر ...
ولكننا فوجئنا بموقفها الهادئ للغاية ..مددت رقبتي وحدقت اليها تحرك شيئا على الفرن ...انتابتني
كثير من الاسئلة وانااسمع صوتها خافتا تكلم منى ....
عضضت على شفتي وانا اسمعها تطيل محادثتها ومنى تستمع اليها ..ايقنت انها قد كشفت كل شئ..عرفت انها سوف تعود الي وتمعن في توبيخي انتهى الامر..
تحركت بسرعة اتجاه الباب وانا اتمنى ان اخرج بسرعة قبل ان تبحث عني ..وتكيل لي سيل الكلمات المعاتبة والموبخة ..
_لا تنسى ان تحضر معك دقيقا ...
_لابد انها سوف تحضر الى هنا وهي منهكه ...ربما تساعدها قليل من الفطائر المحشوة على المقاومة قليلا..فانا اعرفها مستحيل ان تاأكل في الطائرة..
ابتسمت وانا افتح باب الصالة لاخرج منه الى الساحة الكبيرة المكشوفة ..كيف لها ان تعرف ذلك وهذة المرة الاولى التي تركب فيها مها طائرة...لاحظت نافذة المطبخ الخارجية والفيت شبحين يتحركان بهمة ..ترى مالذي قالته لها منى ليجعلها تنقلب هكذا وترى في تاخر مها بعض الفائدة ...بت اوؤكد شكوكي المراة انسان صعب ان تتعامل معه.. الا اذا احتكت بامراة مثلها...فان ذلك كفيل باصلاح الامور ويجعلها على خير مايرام ..



بدى ان الكل اصبح في حالة من السعادة والراحة المشتركة ..عودة مها جلبت لوالدتي مزيدا من الصفاءء الجمييل
في عينيها ..نحن اخوانها لم ندرك اننااشتقنا لها بهدذة الدرجة الا عندما ضمتنا الى ذراعيها واحدا واحدا ..
زال الخجل وتلاشى التحفظ اذابة البعد والاشتياق ..
عندما ازاحت ذلك الوشاح الاسود من على وجهها كنا ننظر اليها بترقب ..كنا نحاول ان نترصد ما بقي
من تلك الفتاة او ما تغير او ارتحل ..سيطر علينا الفضول ونحن نراها تقف بجانب زوجها وتمسك بيد الطفل الصغير وكانه ابنها لا ابن زوجها..
بدات عيناها هناك تبحثان عن شئ تنظران الى كل اركان المنزل التي سكنت فيه ستة وعشرون عاما ..لاحظت ابتسامة كبيرة مشتاقة على ثغرها وهي تتفحصنا جميعا ..
افلتت يد الصغير الذي يلوذ بهاواسرعت الى ذراعي والدتي وراسها تلثمة بقبلاتها..طوقت رقبة والدتي وكان ردحا من الزمان كان يفصل بينهما ..
ذرفت عيناها مزيدا من الدموع حتى امتزجت مع سيل دموع والدتي ..حسبنا ساعة اللقا دهرا لا ينفك
ينقضي ..انسلت ذلك الغطاء الحريري الذي يغطي شعر والدتي ..
انشغلت والدتي عنه اشغلها عن ذلك حرارة اللقاء وكمية الشهقات المتواصلة ..اقتربت من ذلك الرجل الذي لا يلبث ان ينكس راسة بعد ان يراقب زوجتة لعدة لحظات ...
مددت يدي اليه وانا اضع كفي على كتفه ..كلانا كنا نراقب ذلك المشهد دون ان يرغب احدنا في الكلام وجدنا ان كل شئ يعبر عن تلك اللحظات الا الكلمات و الحروف فلن توفي مقدار الاشتياق ابدا..ولن تجسد ما يتدفق هناك غزيرا من الاعين والقلوب في لحظات اللقاء..
يبدوا ان الرجل الجديد الذي انضم الى العائلة قد انتابته بعض الدهشة او قليل من الشرود لا اعلم ربما
فاجاتة كمية الدموع التي تذرفها زوجتة وكانه ينبوع قد تفجر من قبل ..
في قرارة نفسي كنت اقول انه لاشك سوف يتعود على هذة المشاهد كثييرا ..وسوف يحفظ عن ظهر قلب
كل تفاصيلها ..ربما كان عليه ان يعرف ان مها وامي كالشجرة والارض ..
لا يغسل همومهما الا الدموع الغزيرة كقطرات المطر التي تضرب في التربة فتسقيها بعد طول جفاف..
اشرت الى النساء لبحثن لهن عن مكان اخر ليسقرين فيه ..اردت ان يجلس احمد معنا لبعض الوقت ..
كان بودي ان ازيح بعض الحرج الذي بدى على ملامحة وكان واضحا من طريقة وقفتة ...
ابتسمت للطفل الذي تعلق باذيال ملابس والده ..عرضت عليه ان يصاحبني امسكت يده وصحبتة الى
قلب الصالة الكبيرة ليترك يدي ويعود ليجلس بجانب والده ..
هز سالم راسة الى زوج شقيقتة ومد يده ليه وقف الاثنان وتبادلا التحيه ..كانت مها وامي لا زالتا تواصلان طقوسهما ...امسكت امي بوجه شقيقتي وامعنت التحديق فيه ..
كنت اتمنى ان تلتفت ولو قليلا الى الرجل الذي يجلس بجانبي ..يبدوا انها لم تلاحظ وجودة او ان وجود منى قد انساها ذلك ..واصلت التدقيق في وجة شقيقتي وكانها تريد الاطمئنان على شئ ما ..ربما اعتقدت ان طول فترة الغياب قد غيرت شيئا من هنا او هناك..
_مابك لماذا يبدوا وجهك شاحبا هكذا؟؟
_لاشئ اشتقت اليكم فقط!!ظننت انني لن اراكم مرة اخرى!!

شهقات مها التي اصبحت اكثر ارتفاعا وجذعها الصغير الذي بدا اكثر اهتزازا قد حرك شيئ في
اعماق والدتي جعلت انفاسها تتلاحق..هناك شئ يجعلها تتعلق بوالدتي بهذة الطريقة ..تخيلت ما قد يتبادر
الى ذهنها وهي تنظر الى احمد مليا ..
_احمد ماذا بها؟؟
_الشوق اليكم ههه..
بدى الكثيير من الحرج على ملامح احمد وهو ينظر الي ..لاحظت ذلك حتى وهو يطلق ضحكتة لصغيرة المحرجة ..اخذت نفسا عميقا ونهضت مقتربا من مها التي لا زالت تنكس راسه وتهتز بشدة ..يجب ان لا تثير مزيدا من القلق في نفس والدتها فكل شئ على مايرام الان ..
لم ارى من اللائق ان تظل في نوبة بكاءها بينما زوجها يجلس وقد سيطر عليه الاحراج ...كما ان امي قد توجه اسئلتها اليه اليه وكانه سبب ارتباكها ..
_مها كفى الان!!!لا داعي لكل ذلك عزيزتي!!_سوف تثيرين الهواجس في نفس والدتك انتي تعرفينها ..
_ان زوجك على حق!!

ربت على كتفها وانا اوافق احمد على كلامة ..شعرت بانني لا استطيع ان ابدي اي فعل او انطق باي كلمة عندما تعلقت بعنقي انا الاخر ..لم ارد ان انظر الى زوجها كي لا ازيده احراجا ..
ربت على ظهرها وانا احاول ان تمالك اعصابي ..في الحقيقة لا استطيع اتعامل كثيرا مع مواقف كهذة ..
فلا يفلح ابدا بعض التماسك الذي اظهرة ..ولا يلبث جأشي ان يتلاشى وسط تلك الدموع ..تمنيت ان
تبتعد كي لاتطيل احساسي بعدم السيطرة ..
_اشتقت لكم كثييرا!!
_ونحن ايضا..
كنت صادقا في ذلك على اني لم اجد مسولا لمبالغتها تلك فامر الطائرة قد انتهى الان ..كل النساء يبدون كاطفال عندما تنتابهن هذة الحالة من المشاعر ..فلاتستطيع ان ان تربت على اكتافهن ..حينها سوف يستغرقن اكثر في ذلك فلا تعلم اي الحلول تتبعها معهن للتخفيف من روعهن ..

بيد انه يتملك شئ غريب يجعلك ترغم نفسك على التعاطف معهن ..ابعدتها عني بلطف وانا امسح دموعها بطرف اصابعي اردت ان اطيل النظر الى وجهها ..
ولكنني عدلت عن ذلك عندما شعرت بالصغير يلتصق بها ..عجبت من سرعة استجابتها للمسة الصغير..
تركتني اواصل التحديق بدهشة اليها بينما ركعت هي وضمت الصغير اليها ..
_ماذا تريد ياحبيبي؟؟
_لا تبكي!!
_لن ابكي!!اعدك!!
امسكت بيد الصغير وابتعدت لتجلس على الكنبة الكبيرة بجانب زوجها ..كانت الصغير يميل راسة على
كتفها وهو يحاول ان يبعد نظرة عن الجميع ..وكانه يقول كل ذلك بسببكم انتم ..
جلست بجانب والدتي وانا احاول ان افهم الموقف الذي حصل للتو..هل لهذا الصغير الكثير من التاثير
عليها بحيث افلح وبكل سهولة على تغيير حالها بشكل مفاجئ ومدهش..
_ابي كيف حالك؟؟
اسرعت الى راس والدي الذي استقر للتو بعد ان ترك المكان لبعض الوقت ليقضي فرض الصلاة ..امسكتة بين كفيها وطبعا كثييرا
من القبلات على جبينة الذي غزى الشيب شعيراتة القليلة ..
_السلام عليكم كيف حالك ؟؟
اشار والدي الى احمد الذي هم بالنهوض ليفعل مثلما فعلتمها قبل قليل ..اكتست وجهه ومحياه علامات الرضى وهو يرى مها تجلس
بجانب زوجها ..ربما راق له المنظر فلم يستسيغ ان يتغير من وضعة شئ...



اجازة احمد كانت تمتد الى مدة اسبوعين تقريبا وبعدها سوف ينطلق الى تلك البلاد ليواصل مسيرة دراستة
العليا بالاضافة الى مهمة علاج ابنة الوحيد مازن ..
كانت منى تذهب الى منزل والدي كثييرا في هذة الايام ..انا من ناحيتي كنت اعذرها لان تلك صديقتها المقربة الى درجة انها كانت تكلمها كل يوم تقريبا في فترة السفر..

مها كانت تقتطع وقتا من يومها لتاتي وتجلس مع والدي ووالدتي وشقيقتها نورة التي ابت الا ان تاخذ منها وعدا
بذلك..ورجتها ان تاتي لتنام معها ليلة ما لتعيد بذلك بعض من الايام السابقة ..
اصبح احمد اكثر تفتحا وانشراحا وهو يرافق مها الى منزل والدتي ...ويبدوا ان والدتي كانت تريد ان تعتذر
له بطريقة اوباخرى عن موقفها ذاك ...
فكانت تطلب منه هي الاخرى ان ياتي كل يوم مع زوجتة ..غير انه بطبيعه الحال كان يعتذر منها بلباقة
متعللا ببعض الاشغال او متعذرا بشئ من العمل الذي لا يؤجل ...
_كفى !!
قالت مها ذلك وقد اعتلت وجهها حمرة خفيفة وهي تسمع نورا تستمر في مداعبتها ..لم يكن يمر موقف
او اتصال بين مها وزوجها الا اصبح حديث الساعة بالنسبة لنورا ..
_لم يمضي على بقائك هنا نصف ساعة لماذا يهاتفك اذا؟؟
_انه يطمأن على مازن!!
-ولماذا يفعل ذلك مادام معك؟؟
-كفى يا نورا نحن نعلم لماذا!!
ازداد وجة مها حمرة وهي تلقي علي نظرة خاطفة ..اسرعت بالنهوض وامسكت بيد الصغير لتذهب الى
المطبخ متعللة بشئ ما ..ابتسمت لموقفها على الرغم من ان مضى على زواجها قرابة الشهرين ..لكنها لا
زالت تشعر بالاحراج والخجل من تعليقات نورا اللاذعه ..
_انها تخجل بشدة!!
مالت علي منى وهي تنظر الى باب المطبخ وتتابع ضحكاتها المكتومة مع نورا المشاكسة ..لم تكن منى لتفعل
ذلك وهي ترى والدتي تجلس معنا ..
لم تلقي بتلك الكلمة تضامنا مع نورا الا عندما تاكدت ان والدتي صعدت الى الطابق العلوي لتحضر شيئا
ما ..عندما عادت مها اسرعت زوجتي الى الطفل وتناولت طعامة الذي كانت مها تحاول ان تطعمة اياه..
اجلستة بجانبها وقالت مبتسمة وهي تقرب الملعقة من فم الصغير..
_انا سوف اطعمة...
-هيا يمكنك الان الاتصال بزوجك اللحوح !!
_وماشأنك انتي؟؟
_كفى يا نورا من حقة ان يفعل ذلك!!
قالت منى ذلك وهي ترسم على ثغرها ابتسامة شقية ..بينما اسرعت نورا لتجلس بجانب شقيقتها وهي تسحب الهاتف الخليوي بعد ان سمعت للتو رنة لرسالة قادمة ...
_مالذي يريدة؟؟
_كفاااااا!!دعيني ارى الرسالة!!ربما كان شيئا مهما ...
_ومالمانع من رؤيتنا اياها!!
_ان دمكما ثقييل جدا...
اختطفت الهاتف من يد نورا واسرعت الى الطابق العلوي وهي تنظر الى الاثنتين شزرا ..ربما شعرت انها لن تستطيع الاختلاء برساله زوجها الا اذا اغلقت على نفسها باب غرفتها السابقة ..
شاركتهم الضحك وانا اتذكر منظرها الذي يثير الشفقة .. لا تستطيع صد هجوم منى ونورا العنيف فآثرت الانسحاب قبل ان تسقط دموع الاحراج وتبلل رموشها ..
بينما تابعت منى حاولات التقرب الى الصغير العنيد ..نفضت ملابسي ونهضت عازما على الذهاب الى المجلس الخارجي لاجلس قليلا
مع والدي ..فاليوم لم يحضر سالم مع عائلتة ..القيت نظرة اخيرة على منى ورايت الطفل الصغير يلتهم الطعام التهاما ..رددت في نفسي
ليست من ان لم تعقد صداقة وطيدة مع هذا الطفل..ولكني رجوت ان لا تجلب هذا الصداقة بعض المتاعب ..


حاولت ان استرخي على السرير وانا اشعر بالصداع يحيل راسي نهبا لمطارق عنيفه ..كانت منى تجلس الى
جانبي وهي تحاول الاتصال للمرة الثالثة برقم مها ..تحسست اسفل ظهرها وهي تحاول تضيق عينيها اللتان تنظران الى شاشة الهاتف الخليوي ..كان موقفا لا نحسد عليه بالفعل ..للتو شعرت ان دقات قلبي بدات بالتباطؤ والاستقرار ..
_الا زالت لا تجيبك..
-كلا انها لا تجيب..
رفعت منى عينيها الى سقف الغرفة وهي تتخلل شعرها الحريري باصابعها ..كان يبدو عليها التفكير العميق
عضت على شفتيها وهي تعاود النظر الى شاشة الهاتف الخليوي ..
_لا تحملي نفسك اكثر من ذلك..
-اتمنى ان يكون الطفل بخير..
قالت ذلك بخيبة وهي تنهض متوجهة الى التسريحة وتحرك بعض الاشياء هنا وهناك ..رايتها تتنهد وهي تعادود الاتصال مرة اخرى ..انا اعرف منى جيدا اذاشغلها امرا ما ..
ربمايحتل تفكيرها ذلك الموقف الى الان ولا تستطيع نسيانه ..تسائلت هل كان اثر السقطة قويا لهذة الدرجة
على الطفل الصغير..انا واثق ان منى كان غرضها ان تنقذ الصغير ..رايتها بعيني تحتضنة ..
فأداة حادة كتلك التي كان يمسكها في منزل والدي الذي تعود ان يحضر اليه كل يوم تقريبا..كانت كفيلة ان تحدث في يدة جرحا بليغا..مها كانت مستغرقة في عمل وجبة خفيفة له في المطبخ ..بينما غافلها هو وخرج متسللا باداة حادة اخذ يعبث
بها ..لم يكن امامها الا الاندفاع اليه ودفعة بعيدا كي لا تسقط تلك الاداة عليه وهو يرفعها عاليا..
كنت في المجلس الخلفي اجلس مع والدي عندما سمعت صرختها تاتي من الداخل ..اهتزت يدي بشدة وانكب الشاي على ملابسي فشعرت بحرقة تتسلل الى جلدي..
دق قلبي بشدة وانا اترك والدي دون كلمة واحدة لاهرول الى الباب الرئيسي ثم اتجاوزة دون ان اعبا ان قدمي لا زالتا حافيتين
كان الدم يسيل من ذراعها وهي تحتضن الصغير ونظرة من الذعر تستقر في عينيها ...
عرفت ان ذلك له اثر شديد على منى على الرغم من انها ايضا قد سقطت معه على الارض وتاذى ظهرها ..وعلى الرغم من ان الطفل الشقي قد نسي ذلك بعد مدة قصيرة ..واخذ يعبث بشئ اخر في الصالة الكبيرة ..

عرفت ذلك منها وحفظتة عن ظهر قلب لاتستطيع الا التشاغل بترتيب المطبخ او تحريك الاشياء على الطاولة او حتى تغيير محطات التلفاز عل ذلك يخفف وطاة الشعور المزعج الذي تشعر به..
-لم اقصد ان اوقعة ..
_يكفي ذلك يا منى المهم الان هل تشعرين بالالم..
_كلا انه الم بسيط اسفل ظهري نتيجة للسقطة..
_والجرح الذي في ذراعك؟؟
_لم اعد اشعر بالالم فيه..ولكن لا اعلم لماذا بالغ الطفل في الصراخ...
_ربما فوجئ بموقفك !!
كانت تبدوا عليها الحيرة لذلك..وضعت الهاتف على الطاولة الصغيرة واقتربت من السرير لتمد بجذعها عليه وهي تتأوه رفعت ذراعها تغطي عينيها وهي تضع يدها الاخرى على اسفل ظهرها ..
اقتربت منها محاولا ان اواسيها قبل ان تنفلت مني عبارات كنت اعلم انها سوف تجرحها ..هذة المرة خوفي عليها كاد ان يوقف دقات قلبي المتسارعة ..استوطنتني رغبة كبيرة في داخلي كانت تدفعني لان اقول لها لماذا تؤذي نفسك لهذة الدرجة ..لماذا
تحاولين ان ترسمي حياتك دائما على نهج التضحية..رغم ان ذلك يكلفك كثيرا..ولكن الكلمات انزوت في الداخل تصارعت
فيما بينها ..وسقطت في قعر اعماقي مهزومة ..
استمر الصداع ينهش راسي نهشا ..فلقد شغل بالنا ذلك الصغير كثيرا بصراخة ولم نشعر بالهدوء الا بعد ان عدنا من المستشفى وطماننا الطبيب لاصابتة الطفيفة ...
لاحظت عليها الانزعاج وانشغال البال ..اعتدلت على الاجانب المواجه لها وانا اسئلها باهتمام..وعيني تتفدان جرحها الذي يبدوا واضحا على ساعدها ..
_ماذا بك؟؟
_لاشئ اشعر ببعض الصداع ..
_لا تشغلي بالك..فالصغير بخير..لماذا تبالغين في الشعور بالذنب..
_؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-هل تريد حبوب لمنع الصداع..
_نعم رجاء..
قالت ذلك بعد صمت قصير ربما لتحاول ان تغير الموضوع ..عندما عادت واعطتني الحبة تناولت هي حبتها ووضعت الكاس على الطاولة ..ورفعت شعرها المتناثر الى
الاعلى بيدها ثم وضعت راسها على المخدة ووجهت وجها الى الجانب الاخر..
وضعت انا ايضا كاسي جانبا واطفئت الانوار لاعود واستقر الى جانبها ..اشعلت ضوء الابجورة بجانبي
فاصبحت ارى بقعة الضوء المصوبة علي بينما سبحت الغرفة كلها في الظلام ..
امسكت كتابا لاسلي نفسي به الى ان يحن النوم على جفني فياخذني الى اعماقة ..حاولت ان اركز في سطور الكتاب السياسي..الذي احب دائما ان اقرا منه...
استمريت بين الحين والاخر اضيق عيني وافتحهما فالصداع لا يزال مستمرا ..ومنى لا زالت تتحرك على
الجانب الاخر ..انه طبعها دائما والذي يشكل لها الكثير من المشاكل والارق ..هززت راسي وانا انظر اليها تتحرك
عزمت على ان اجنبها مشاق كل ذلك واطلب منها على الحد من شعور المسؤوليه العظيم امام الاخرين ..
فليس كل الاشخاص يملكون روحا سمحة وطيبة مثل احمد زوج مها الذي حاول ان يخفف عني الكثير من
الاحراج..يكفي ماحدث لها في المرة السابقة عندما اثارت تلك المراة عاصفة هوجاء..لسنا بحاجة لكثير من
المشاكل..ان ذهني في هذة اللحظات مشغول كثيرا ويزدحم بالهواجس والافكا المتلاحقة ..هرشت جبيني بيدي وانا اتذكر ان علي ان احدد موعدا لعبدالله لنذهب انا معه الى منجرة سالم ...
_لا اعلم متى بالضبط سوف اذهب الى المنجرة ..فانا لا اذهب اليها كثيرا هذة الايام ..
تخللت يديي خصلات شعري المشعثة دون ترتيب وانا احاول ان اجد مسوغا لتاجيلة الكثيير لهذة المقابلة ..مططت شفتي وانا اتذكر الحاح عبدالله الكثير على الذهاب هناك ..انا بين امرين اشعر معهما بالانزعاج اصرار عبدالله وتهاون سالم ... بت اتسائل عن سبب هروبة من المصنع
هذة الايام لم يعد كما كان يشدة اليه طموحة ..لا اعلم لماذا يبدوا لي هذا الامر جليا ..ترى هل هناك مايشغلة ويجعله يتوارى عن الانظار ..ام انه حقبة من حياتة لا تلبث ان تنجلي ويعود كل شئ كما كان..
_مشاغل ..
دائما مايردد هذة الكلمة دون ان يفطن الى انها قد استهلكت كثييرا من قبله ..حتى والدتي باتت تشك بانه اصبح
لايفكر بها كثييرا وامست تظن ان عائلتة باتت تاخذ عقلة الى درجة انستة قلقها عليه وشوقها لرؤيتة ..
ربما ان اختلي به ولو قليلا في المرات القادمة ..ربما يكون هناك سر في حياتة لا يستطيع ان يفشية لنا او ان يفصح عنه ..ربما تمنعة طبيعتة التي تابى ان تقلق الغير عن التنفيس عن نفسة..
حاولت في النهاية ان ابعد كل شئ عن تفكيري القيت نظرة اخيرة على شعر منى المتناثر..فكرت ان اخذها غذا الى الطبيب اذا لم يتحسن الجرح ..هذا بالاضافة الى الاوجاع اسفل ظهرها ..
في اللحظات التاليه كاد النعاس يطبق على جفني لذلك وضعت الكتاب جانبا واطفات نور الابجورة ..

اتمنى لكم قراءة ممتعة...تحياتي...

 
 

 

عرض البوم صور MALAK  
قديم 05-02-08, 02:23 PM   المشاركة رقم: 224
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8175
المشاركات: 214
الجنس أنثى
معدل التقييم: MALAK عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
MALAK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : MALAK المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

انتظر ردودكم؟؟؟

 
 

 

عرض البوم صور MALAK  
قديم 05-02-08, 09:07 PM   المشاركة رقم: 225
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31367
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: طال السهر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طال السهر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : MALAK المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الأخ : موسى

كنت ولازلت مبدعاً .. وكنا ولازلنا ننتظر غيوم إبداعك
لتطل علينا ..

الفراق وسط عائله ملئيه بالحب والأشواق
يكون له أثر كبيراً خصوصاً في قلب الأم ..
أبدعت في وصف ذلك الشوق فعلاً هكذا هم أمهاتنا
حفظهم الله ..

جميل جداً .. واصل ابداعك نحن معاك


تحياتي لك
طال السهر

 
 

 

عرض البوم صور طال السهر  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية