كاتب الموضوع :
MALAK
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .........
هذا جزء جديد من روايتي والذي اتمنى ان يحوز على القبول والرضى....
كما اخبركم انمواعيد نزول الاجزاء ليس في يوم محدد ...
فكلما وجدت في نفسي القدرة والتهيا للكتابة سوف اكتب واضعة لكم ....
والان تفضلوا....
تركتها وحيدة((18))
بداية جديدة ندخلها من بوابة جديدة او من زاوية جديدة ..نوع من التجديد يضفي على الحياة بعض من الرونق او يبعد عنها بعض الشحوب ..يشعل في النفس حب الحياة ويعيدها متوهجة بعد ان قاربت على الانخماد بعد بدا يصبح كل شئ مثل الرماد ..ويطفئ فيها مايشتعل بين الحين والاخر من حنين ويحيله الى جمرات..ام انه هروب من مشاعر تسيطر علينا الى حد الاستسلام والخنوع..وتخطفنا الى عالم الالم والعذاب..
ربما كان علينا ان نهرب من مشاعرنا التي تتعلق بنا كجنين وليد ..نخلعها وننتزعها من احشائنا حتى وان انتزعنا معها ما تبقى لنا من امل واحساس بالامان ..نتركها بعيدا عنا ونحن نراها تتلوى من بعيد..ربما كان علينا ان نقوي قلوبنا ونظهر الابتسامة العذبة حتى لو كانت تلك الابتسامة زيفا ..حتى لو ان مصدرها تجرعنا للسم ونحن صامتين..
تسائلت هل هذة منى جديدة ام انها لا زالت عالم من الرقة كما اعرفها ..ترى هل مسحت من ذاكرتها ملامح لطفل جمييل او ضحكة لطفلة بريئة ..ام ان لك منقوش في الاعماق كوشم يابى ان يزول ...
انا فقط احدق اليها دون ان اعرف مالذي يدور في اعماقها والاغرب من ذلك لا استطيع سؤالها ..لا اجرؤ حتى على فتق جروحها
ولا اقدر على تحريك الرماد كي لا تشتعل تلك الجذوة مرة اخرى ..
في مرات عديدة هممت ان اخذ تلك القصاصات وارميها في سلة المهملات بل احرقها واذروا
بقايا اجزاءها بعيدا ..ولكنني كنت اتراجع عندما الاحظها دون ان تفطن الي وهي تحدق اليها
بنظرة حالمة اخر النهار قبل ان تضع راسها على الوسادة وكانها حكاية ماقبل النوم ..
ولكنني كنت اعلم انها حكاية تثير الالم وتحرك الامل ..رواية تبعث الخذر على المشاعر
وفي ذات الوقت تزيد الشجن الى حد العذاب ..
لا اعرف بالضبط الى الان مالذي يجعلها سعيدة الى هذة الدرجة وكان دار الحضانة تلك اتتها هدية من السماء ..حتى انها كانت تطيل في الكلام كثييرا عن الحضانة وكانه مشروعها الذي سوف يكلل بالكثير من النجاح ..تسرد قصصا عن الاطفال الذين يرتادونها وكانها تعرفهم كلهم طفل طفل ...كنت استمع اليها وانامشغول باوراقي في بعض الاحيان
لم يكن الانزعاج يظهر على ملامحها ابدا ..
حتى انني كنت اشعر في اكثر الاحيان انها تحدث شخصا غيري في هذا المكان ..فكانت
النظرة الحالمة والحماسة الكبيرة تظهر عليها وهي تريني ذلك الكتاب عن الطفل او تلك
الصفحة من الكتيب الخاص بدور الحضانة ..
على انني كنت استمع اليها وكانني اقف على فوهة بركان ..كنت اريدها ان تتوقف عن كل
ذلك فانا في النهاية انسااااان ورؤية قصاصات صور الاطفال تلك اصبح حكايتي انا ايضا ....
في الليلة التي تسبق اول يوم لها في الدوام كانت سعييدة ..لدرجة انني شعرت بها تتقلب يمينا وشمالا والغريب انها لم تقرا الحكاية في تلك الليلة ..ربما ارادت ان تعيش ذلك على ارض الواقع..
ربما كان الانفلات من السجن النفسي الذي نضع انفسنا داخلة هو من الانجازات العظيمة في حياتنا ..فجهاد النفس اصعب بكثيير من اي جهاد...وقضبانة اشد قساوة وصلابة من من قضبان السجن المادي الحسي الذي نعرفة...فليس من السهل ان تغل يداك ولا تستطيع ان تفك الحبل الذي يلتف حول رقبتك ليخنقك...ومايجعل ذلك اكثر صعوبة ان هذا الحبل الملفوف ...انما انت الذي تلفة حول رقبتك سواء كنت
قاصدا ام ان ذلك كان لا شعوريا...ترى ه تلبت منى على نفسها ووادت احلامها ام انها كانت مصرةعلى تحقيقها لدرجة جعلتها تفكرفي ان تجربالامومة حتى مع اطفال ليسو اطفالها ...
في الاونة الاخيرة اصبحت كثييرة الارتياد على المكتبات التي تحوي كتبا ثقافية عن الاطفال ...اقتنت كثيير من الكتيبات الصغيرة التي تعني برياض الاطفال ...
وكانت تجلس على قرائتها بالساعات دون ان ترفع عينيها عن صفحات الكتاب ...تسائلت كثيرا هل يعني
لها ان تكون مربية في رياض الاطفال شيئا كبيرا الى هذا الحد...ام انها تحاول جاهدة ان تجعل له اهميية
اكثر مما يستحق وتعطية اكبر من حجمة لتخدع بذلك شخصا ما..انا بعقليتي كرجل ربما لا افهم مشاعر المراة كثيرا اتجاة هذة الامور ..على الرغم من
انني رجل متزوج منذ ما يقارب التسع سنوات ..لكن النساء في الحقيقة لا زلن في نظري يكتنفهن بعض الغموض ..فالذي اعرفة انها وظيفتها ان تجالس الاطفال وتلاعبهم الى ان يحين موعد حضور اهلهم وذويهم لاصطحابهم الى المنزل..باختصار جليسة اطفال ..ولكنني اراها تستنفر كل اسلحتها وكانها سوف تضطلع بتربية اجيال كاملة ...تعجبت لماذا تلقى على كاهلها المزيد من العبئ ...اذا كانت ذاهبة اصلا لملئ وقت الفراغ
لا اكثر ولا اقل..فعلى كل حال الاطفال الذين سوف تجالسهم لا زالو غير قابلين للتعلم او التلقين..ان ابرزمشاكلهم هو كيفية الحصول على لعبة ما او الاستيلاء على ما فيحوزة طفل اخر من حلوى او بسكويت...ابتسمت عندما تخيلتها تقف حائرة امام بكاء طفل يشير الى لعبة ..او عناد طفل يصر على
الانزواء والاستيلاء لوحده على حصة زميلة من الطعام..لابد انها سوف تقف حائرة ازاء ذلك..وربما تنادي احدى المربيات لتقوم هي بالمهمة بينما لا تزال هي تقف حائرة..
في صبا ح ذلك اليوم ودعتها وانا على الباب ...وقفت هي قبالتي وعلى ثغرها ابتسامة واسعة ..كانت تتكأ على الباب وهي لا زالت تتبادل معي اطراف الحديث...نظرت الى ساعتي كان علي التحرك على الفور..
اعدت عليها نفس السؤل للمرة العاشرة تقريبا ..فالمسالة ليست سهلة كما تظن وهي لا زالت رغم سنها الناضج لا تملك تلك الخبرة في الاطفال ..
_هل انتي متاكدة انك تريدين ذلك..
_نعم لماذا تشكك في ذلك؟؟
وجهها الصافي البرئ يجعلني اشعر بحيرة اكبر وانا احاول ان افهمها ..كثييرا ما تقطع علي
طريق التغلغل الى اعماقها ..
كيف تكون سعيدة بمقابلة العديد من الاطفال وهي تخفي عني انا الاقرب لها حتى ذلك الكتاب
السري بالنسبة لها..
القيت عليها كلمة وداع اخييرة وتحركت بشكل سريع ...لكنني سمعتها تستدرك وتناديني
التفت اليها وعلى عيني نظرة مستفهمة ...كنت على عجلة من امري ...
رايتها تبتعد ثم تعود حاملة معها لفافة ورقية...كان داخلها بعض الطعام ذلك لاني اخبرتها انني قد اتاخر اليوم ...في العمل لذا اقترحت عليها ان تزور والدتها اذا لم تكن راغبة في ان تبقى وحيدة في المنزل...
اومات براسها وهي تنظر الي بسعادة ...ابتسمت لها وانا اراها تودعني بيدها...قبل ان اخرج اردت ان ارفع معنوياتها اكثر...
_حظا سعيدا..
_شكرا...
قالت ذلك وهي ترتجف من السعادة ...وكانها تتخيل نفسها هناك بين الاطفال...ربما يشعرها ذلك بانها امراة
ذات اهمية...انها تستطيع ان تصنع شيئا ...من وجهة نظرها..
في طريقي الى العمل شعرت ان امامي يوم طويل وشاق ...فنحن لانلبث هذة الايام نتنفس الصعداء حتى
تخنقنا الواجبات الاضافية الجديدة..ولكنني على اية حال اذعنت في النهاية لهذا الخاطر..انه بالرغم من
كل شئ عملي الذي احبة واجدة ممتعا ولا ينقص من حبي له واخلاصي مقدار التعب الذي اشعر به...
منيت نفسي بالحصول على بعض الراحة بعد هذة الفترة العصيبة من العمل..اذ علمت اننا على وشك
الانتهاء من تلك الحقبة الصعبة والمنهكة من من تاريخ الشركة..
مددت يدي الى زر تشغيل المسجل الذي في السيارة اردت ان اسلي نفسي باي شئ كي لا يصبح طريق العمل مملا ..
حركت يدي في اشرطة الكاسيت الموجودة هناك ..كلها اشرطة محاضرات او قران ان ذوق
شقيقي لا يختلف كثييرا عن ذوق ..فالسيارة التي اقودها هي سيارتة تركها معي منذ يوم الاسترحة ..
كانت يدي لا زالت تبحث عن شئ ما شريط موسيقى كلاسيكي مثلا احب بعض الاحيان الاستماع الى موسيقى كلاسيكية تضفي على نفسي مزيدا من السكينة ..
هناك كثير من الاشياء هنا اوراق مالية وهناك دفاتر ملاحظات ..لا تتغير كثييرا عن سيارتي
ولكنها كانت تبدوا اكثر ترتيبا ..فطبيعة سالم بعيدة كل البعد عن الفوضى..
وصل الى اصابعي ملمس لكيس بلاستيكي ..رفعتة الي وانا اتاملة انه خاص لاحدى المستشفيات على ما يبدوا ..لم اركز كثييرا فشخص مثلة كفيل بان يذهب الى المستشفى
لطلب حبوب مسكنة لالام الراس او مقوية للبدن فهو يهلك نفسة كثييرا ..
رفعت حاجبي الى الاعلى وانااتذكره ذلك اليوم في الاستراحة ..مضى على ذلك ثلاثة ايام
تقريبا ..امسكت هاتفي لاتصل به لا اعلم لماذا ولكنني اردت ان اتحدث معة فقط ..
ولكنني انتبهتالى انني قد وصلت الى بوابة الشركة ..فضلت ان اؤجل ذلك الى ما بعد دوامي
الوظيفي ..لابد ان ابارك له على الحمل الجديد..
عاودت النظر الى ساعتي وانا اجتاز بوابة الشركة ..اسرعت بخطوات واسعة الى المصعد الكهربائي..
ضغطت على الزر ووصلت الى الطابق الثاني...لا زلت اذرع الردهة الواسعة بخطوات مستعجلة ...
اخيرا وصلت الى المكتب استلقيت على الكرسي الجلدي...اسندت ظهري الى الوراء كي اخذ نفساعميقا فامامي الكثيير من العمل علي انجازة ..
تنفست الصعداء وفتحت جهاز الحاسوب الموجود على مكتبي..علمت من المدير انه خلال يومين او ثلاثة ايام تنتهي تقريبا الفترة الحساسة التي تمر بها الشركة..اراحني ذلك كثيرا
فقد شعرت ان طاقتي على وشك التلاشي..
كان اليوم شاقا بالفعل فقد استغرقت في العمل حوالي احد عشر ساعة ..متواصلة دون اخذ استراحة او توقف عن العمل..فركت عيناي بشدة وانا انظر الى الشاشة المضيئة المملوءة بالارقام..
تركت تلك الصفحةوذهبت الى صفحة اخرى لاكون فيها بعض الجداول ..وانقل المعلومات الى الجداول الجديدة التي احدثتها..فقد كانت القدييمة تعاني بعض الخلل ..كما انها اصدار قديم..ثبت الاصدار الجديد وانا اتنفس الصعداء ..اخيرا استطيع ان انقل المعلومات ..
كنت مصمما ان انهي عملي في ذلك اليوم لانني شعرت بالعتب يتسلل الى جسدي ولم ارد ان
احمل معي شيئا الى المنزل ..كنت اريد ان اذهب والقي نفسي على السرير لاغط في نوم طوييل..
ساعة الحائط تشير الى السادسة والنصف...كاالعادة بدا الموظفون يتسللون من مكاتبهم كان الارهاق بادي على الجميع ...فقد انهكو جميعا في العمل ...
تناولت مفاتيح سيارتي تاكدت من انني حفظت كل الجدوال في ملف خاص..اغلقت الحاسوب ونهضت متثاقلا اجتاز باب غرفة المكتب..لاحظت ان زميلي لا زال يجلس على مكتبة
تراجعت قليلا لالقي نظرة سريعة عليه...كان يقف امام مكتبة يعدل بعض الاوراق ...ابتسمت له وانا اراه
لا زال يقف امام حاسوبة وعيناه قد بدى الارهاق جليا فيهما...
_الا زال امامك الكثيير...
_كلا ولكن لماالعجلة على اية حال...
_الا تريد ان تذهب الى منزلك..
_ان سيارتي معطلة ...وانتظر ان ياتي
قريبي ليقلني الى البيت..
عرضت عليه ان اوصلة الى منزلة سر كثييرا بهذ الاقتراح وظهر الارتياح على ملامحة اسرع باطفاء حاسوبة وتبعني الى سيارتي الواقفة امام باب الشركة...
لم اصل الى المنزل الا الساعة السابعة مساء ..فقد كان طريق زميلي الى منزلة طويلا ودعني بعد ان
شكرني كثيييرا ..حركت سيارتي بعدها لاصلاالى المنزل سريعا ...
عندما وصلت الى المنزل كنت لا ارى امامي من فرط الارهاق ..حتى انني لم اسحب مفاتيح المنزل من
الباب..تحركت بخطى بطيئة الى الغرفة مباشرة وانا اعد خطواتي لاصل الى السرير...
كنت لا زلت اغير ملا بسي عندماشعرت بوجودها في الغرفة ...شعرت بها تقترب مني لتواجهني قائلة بخوف...
_لقد تاخرت كثييرا ؟؟...
_لقد اخبرتك بذلك!!
_نعم ولكن لم اتوقع الى هذا الوقت ..
_لقد اوصلت احد زملائي الى منزلة ...
_لذلك تاخرت قليلا ..
_هاا اذن حمدلله على سلامتك..
لا اعلم لماذا لاحظت عليها بعض الاحراج ..تركتها مكانها واسرعت الى السرير القيت بنفسي عليه وانا اتمنى ان اغمض عيني باسرع وقت وانام طويلا دون ان يزعجني اي شخص...فلم اعد اشعر باي شئ الا التعب الشديد..
اقتربت من السرير وضعت كلتا يداها على طرفة وهي تتاملني ..كنت اعرف ذلك فلا زال
ظلها يسقط على عيني ..سمعتها تقول بتردد..
_سعيد الا ترير شيئا تاكلة؟؟..
_كلا !!..
_هل اعد لك شيئا ..لتتناولة بعد ان تستيقظ...
هززت راسي وانا اشعر انني اتلاشى كليا...لم توقظني هي بعدها لانني اردتها تفعل ذلك لم اشعر باي شئ بعدها الا احلاما متشابكة متداخلة غريبة...ربما كان ذلك من اثر الارهاق لانني عندما استيقظت شعرت براسي يكاد ينفجر من الالم...
في اليوم التالي شعرت بمزيج من التردد والاحراج و العتاب في عينيها وهي تعد لي الافطار..كانت تصنع لي شطيرة الجبن
وهي تنظر الي بين الحين والاخر وكانها تستحثني على قول شئ ...
_مابك؟؟
_لا شئ!!
قالت ذلك ثم ناولتني الشطيرة لتمسك كوبا وتصب فيه قليلا من الماء الساخن ...تناولت بعدها ملعقة صغيرة واضافت اربع ملاعق ممن الحليب ثم ثلاث ملاعق من السكر...وناولتني اياه ...
_كيف كان يومك بالامس...
عندما شع ذلك النور فجاة في عينيها ...عرفت انها كانت تبحث عن هذة الكلمات في فمي...وكانها تريدني ان ابدي بعض الاهتمام ...يبدوا ان هذا العمل بالفعل بدا يستحوذ على اهتمامها ...
_كان يوما رائعا...
_حقا..
_نعم ان الاطفال في الحضانة رائعيين جدا...
كان تجيبني وكانها طفل صغير يسال عن اسئلة الامتحان الذي جاوب عليها بكل تفوق..سمعتها تسهب في
الحديث عن الاطفال والحضانة...اخبرتني انها حفظت بعض اسماء الاطفال ...قصت علي بعض المواقف
التي جعلتها تنفجر من الضحك...كان هذا الحديث يثير فيها مزيدا من الحماس...بدت تتحدث في الموضوع
باسهاب وتتكلم عن كل شئ راتة هناك...سعدت لا جلها ان هذا يجعلها سعيدة...
_كنت اتمنى ان تسالني بالامس..
_اعذريني فقد كنت متعبا جدا..
_لا باس انا ادرك ذلك...
_ولكنني فقط متحمسة قليلا ...
ثم ضحكت ضحكة صافية وهو تتناول ابريق الشاي لتصب لها منه ...قد عادت منى الى رونقها الى عذوبتها المعهود وكانها شذى وردة...ربما بدت لي انها قد تغيرت قليلا لا اعلم ولكنني لاول مرة اسمعها تتحدث عن امر يهمها الى هذة الدرجة غير المنزل او امها المريضة...
_هل مررت بالامس على والدتك؟؟
_كلا فقد حضرت فورا الى المنزل لانني كنت اشعر بارهاق شديد..
_علمت ذلك لانك لم تنامي تلك اللية ابدا..
ابتسمت لي باحراج وهي تتشاغل بوضع قطع الطماطم المقطعة في قطعة الخبز ..ناولتها
اياي وهي تبعد نظرها عني ..هناك ما يربكها ..
امسكت يدي عندما هممت لابتعد عنها واغلق الباب ورائي ..كانت تنظر الى الارض وهي
تقول ..
_سعيد انا اسفة ..
_لماذا؟؟
_لانني لم اصنع لك غذاء بالامس!!
_لقد عدت الى المنزل وانا منهكة..فاستغرقت في النوم ونهضت قبل عودتك بقليل ..
_لاباس لقد كنت انا ايضا متعبا ولم يكن يهمني ذلك..
في الايام التالية اكتسى نظام حياتنا شكلا جديدا ..فقد اصبحت تستيقظ اكثر نشاطا وهمة وامسى وقتها مملوءا بالتفكير فقط في هؤلاء الصغار...كانت كثيرا ما تحكي لي عن ذلك الطفل المشاغب..
وتلك الطفلة الصامتة ..وعن كيفية تصرفها اتجاة مواقف الاطفال...اطمانيت على وضعها الجديد ...بغض النظر عن وجهة نظري بالنسبة لعملها ...الا انها بدت سعيدة ومتفتحة ...وهذا يكفيني..
على الجانب الاخر بدات ساعات عملي تتناقص تدريجيا وتعود الى سابق عهدها ...فقد اجتازت الشركة
تلك المرحلة الحرجة...وكنت متيقنا ان منى يوما ما سوف تتراجع عن قرارها لتلزم بالمنزل ..
لانه كان باعتقادي انها ارادت ان تملي وقت فراغها فقط وانا خارج المنزل لساعات طوييلة...ربما تكونت عندي فكرة ان المراة عادة لا تستمر على حال...او ربما لم اكن افهم ان عملها الجديد كان مهما جدا بالنسبة لها ...لدرجة انها اصرت ان تذهب الى الحضانة وهي تعاني من حمى شديدة...
اخبرت والدتي بذلك عندما استفسرت عن عدم ..كانت تسالني عنها وعن عملهاالجديد...اخبرتها انها عادت من العمل اليوم وهي بحال منهكة جدا...حتى انني عرضت عليهاان نذهب الى الطبيب ولكنها رفضت ذلك..
وخلدت بعدها الى النوم ..لذا لم تستطع ان تحضر معي اليوم في اجتماع العائلة..الذي كان من المفروض ان تحضرة هي وعائلة شقيقي سالم الذي لا يزال مسافرا ..
ولكن والدتي اخبرتني ان زوجة شقيقي لم تتخلى عن عادتها لذا سوف تاتي بعد قليل لتحضر
معهاالطفلتين ..
_اتمنى ان يرجع بالسلامة واراه ..
عرفت انها تقصد شقيقي التي دائما عهي مشتاقة اليه ..اخبرتني انه قد هاتفها اليوم واخبرها
انه سوف يتاخر لبعض الوقت ..
سالتها عن اخبارة وعن سير عملة في الخارج ...اخبرتني انها لم تسالة عن ذلك كل ما يهمها هو وصحتة ..واكملت بانزعاج وهي تتكلم عن عملة الذي يجعلة دائم الغياب قالت بعدها وكانها تتذكر شيئا للتو..
_انه زوجتة الان في الشهر الثاني من حملها ...
_ها اا جيد جدا...
رايت في عينيها بعض الانزعاج ..كانت تصب لي كاسا من الشاي وهي تنظر الى الاكواب
بشرود ..انا بدوري شعرت ببعض الاحراج..يبدوا ان العذر الذي قلتة لغياب منى لم يقنعها ..ربما كانت تريد ان تقول لي ان زوجة سالم ستحضر رغم غياب زوجها..
فجاة اقتربت مني اكثر وهي تنظر الى باب الغرفة الموارب التي يجلس فيها والدي...اخبرها انه ذاهب ليصلي فرض العشاء ويعود الينا مرة اخرى...امسكت بكتفي وهي تخفض صوتها اكثر...
_بني هل من الممكن ان يكون ذلك حملا ...
_كلا ياامي انها متعبة فقط...
نكست امي راسها وابتعدت قليلا عني ...سرحت قليلا وهي تنظر الى الى الاكواب والفناجين الموضوعين
على الطاولة ...شعرت بخيبة الامل تطفو على ملامحها التي بدا عليه الشرود...
حاولت ان ارفه عنها بعض الشئ ...فانا اعلم مقدار قلقها علي وعلى منى فهي تعتبرها مثل ابنتها تماما ..ومن المستحيل ان يكون شعورها غير ذلك..
كان خوفها وقلقها علينا نحن الاثنين...ورغم ذلك لم تحاول ان تصرح طوال فترة زواجنا بانزعاجها او
هواجسها ...رغم انني ابنها الاكبر ومن حقها ان تخاف علي..وتحمل اطفالي الذي من
المفروض الان قد التحقو بالمدارس في حضنها ..
_اين نورة؟؟
اردت ان اغير الجو بسؤالي هذا ..لم تكمل امي جوابها لاننا سمعناها وهي وهي تنزل من على الدرج وهي تقول بسعادة ..
جعلتنا ننجذب اليها نحن الاثنين ...اسرعت الينا قائلة...
_لقد اتصلت مها للتو..واخبرتني انها سوف تعود قريبا الى البلاد...
_حقا ...ياابنتي الحبيبة لقد اشتقت اليها...
كانت عيناها تبنبض بكثيير من الحب والاشتياق الى ابنتها التي فضلت ..ان تبتعد وتساند زوجها الذي اختارتة بارادتها...وشجعتها عليه هي ...اراهن ان مشاعر الام نهر من العطاء..غريب ان تختار سعادة ابنتها على تعاستها...فمها ابنتها المفضلة...لانها تملك كثيير من صفاتها...
انتابني راحة كبييرة وانا اراها تنهض لتدخل الغرفة التي فيها والدي...يبدوا انها قد نسيت وجودي تماما عندما
علمت بالخبرالسعيد...واسرعت لتزفة الى والدي ..كل ما كان يهمني ان تنسى الامر ولو للحظات...فانا ليس لدي الجواب لتساؤلاتها القلقة ..
تنهدت بعمق وانا انظر الى ساعة يدي...ربما علي ان اذهب..
لكن الذي غير رايي في لحظات هو حضور تلك الطفلتين ..مددت يدي اليهما وانا اهتف بهما ان تعاليا الي ..
زوجة شقيقي كانت تقف مرتبكة بجانب الباب.. لم يكن يوجد احدا غيري ..نكست راسي وانا انادي على نورة التي ذهبت الى المطبخ لاحضار كوب من الماء الي..
انتظر الردود...
التعديل الأخير تم بواسطة MALAK ; 05-01-08 الساعة 06:52 AM
|