كاتب الموضوع :
طموحة
المنتدى :
الارشيف
- رسالة-
استقبلت حياة الرسالة كما تعودت أن تستقبل الرسائل في العادة, و لكن الرسالة هذه المرة كانت مختلفة جدا جدا...
لقد قرأت الإسم الذي تنتظره بفارغ الصبر:"زبير"
فتحت الرسالة بسرعة و عصبية و راحت تقرأها:
"حبيبتي حياة سلام الله عليك:
يؤسفني أن أخبرك هذه المرة أيضا أنني لن استطيع الحضور...
اعلم ان الغياب طال و لكن الظروف تغلبني و ما علينا إلا الاستسلام لأمر الله
ارجو أن تصبري و تثبتي و سنلتقي إن شاء الله
زبير"
مزقت الرسالة بعصبية, و راحت تجوب انحاء الغرفة و هي ترمي بالكلمات جزافا:
يا ربي .. لماذا.... يا لحظي العاثر .............
و لكنها سرعان ما انتبهت لوضعها و اسرعت إلى كبسولة الأقراص المهدئة التي أصبحت تلازمها دوما,, تناولت قرصا مع الماء و جلست على الأريكة تبكي و تتذمر و تتمتم بكلمات عصبية سرعان ما تحولت إلى العدم.. الصمت و الهدوووء..........
فتحت حياة الباب لصديقتها سلمت عليها, جلستا في اريكة كبيرة بالصالة...
و راحت حنان تسأل في شغف" ما الذي حدث؟؟؟
ردت حياة و رأسها متجه نحو الأرض و يديها على جبينها : و ماذا هناك غير الموضوع نفسه؟؟ انه زبير .... لقد أرسل لي رسالة جديدة من هناك... و يقول فيها ما قاله دائما: حبيبتي لن احضر هذا العام ايضا.. اصبري .. اثبتي..
لقد كان واضحا بانها تستسلم لحالة عصبية تدريجيا بدون شعورها..
اجابت صديقتها بهدوء و ترقب لحالتها:
و لكن لماذا يثيرك هذا ؟؟ اليس من المعقول ان يكون ما يقوله حقيقة؟؟؟ لماذا عليك ان تستسلمي دائما لهذه الخيالات؟؟؟؟؟
- خيالات؟؟؟ اوهام؟؟؟ هل تتحدثين بجدية يا حنان؟؟
هل توجد زوجة تصبر كما صبرت؟؟ و تثبت كما ثبتت؟؟؟ و هي امام كل هذا الغياب.. و امام كل هذه الاوهام و الاحداث التي مرت بي؟؟
- و لكن الذي آلمك هو عقلك و الوساوس التي تستسلمين لها عند أي اشاعة او قصة
- وساوس؟؟ انت تزيدين همي .....اتعتقدين هذه وساوس؟؟ انها حقائق ..
- حقائق؟؟؟ ايها الحقيقة؟؟؟ انه في فرنسا يلهو مع النساء؟؟ ام حقيقة انه في السجن؟؟ ام حقيقة انه أحد افراد الجماعة الذين قامو بالعمليات التفجيرية مؤخرا؟؟ أي حقيقة بين الحقائق؟؟ بالله عليكي تبيني ما تقولين و ما تفكرين اتظنين الادوية امرا محببا؟؟ لقد اصبحت مريضة الاوهام......
و لم تنتبه الى ان كلامها من شانه ان زاد الامر سوءا فلم تدري بالفتاة الا و هي ترد بعصبية زائدة على اتهامات صديقتها او على الاقل كما راتها هي:
"ما الذي تقولينه؟؟؟ هل انا من اخترعت هذه الحكايات؟؟ و هل انا مريضة؟؟ و هل انا من اراد لنفسه ان يحصل هذا؟؟؟؟ انت صديقتي و تقولين ذلك ماذا عن الآخرين؟؟؟ لقد تخلى الجميع عني: اهلي احبابي , اصدقائي .. حتى انت انقلبتي ضدي... انا لا استغرب ذلك...
ادركت حنان انها زادت الطين بلة و ما عليها الا استدراك الامر بتهدئة صديقتها و التهوين عليها...
امسكتها بحنان و ارشدتها للأريكة أجلستها و قالت: لا باس عليكي ..أنا احبك و أنتي صديقتي لن اتخلى عنك ابدا... و هدا لن يحدث ابدا... فاطمئني و لا تكرري الكلام ثانية انتي اختي هل سمعتي !!!!.
و عندما اطمأنت لهدوءها, قالت مساندة:
اسمعي هاتي العنوان الذي ارسل لك منه الرسالة و اعدك انني سارسل احدهم الى هناك, فمعارفي في فرنسا كثر و لن نعدم الوسيلة في الوصول اليه....
نهضت حياة كطفل صغير تؤنسه حلوى ملونة و غلافها براق, نهضت راكضة تبحث عن غلاف الرسالة.....
- يا الهي اين هو؟؟ انني لم ارميه.. و لم امزقه...لقد مزقت الرسالة لانني لم ادر بنفسي و...
نظرت جيدا اسفل طاولة صغيرة بقرب سريرها فوجدت ورقة بيضاء عرفت انها ما تبحث عنه, حملتها بسرعة و ركضت الى حيث صديقتها:
لقد وجدته !!! اخيرا انظري ها هو العنوان:
- ........................؟؟؟؟ و لكن اين العنوان؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد وجدت الظرف فارغا !!!!!! لا عنوان عليه !!!!!!!!!!
لم تستطع حياة النوم, غارقة في أوهامها و خيالاتها...و كانت حنان تنام بجانبها, و لكنها تغط في نوم عميق..
و كأنها تحسدها الآن !!!!لقد قالت في نفسها بكل وضوح: لماذا هي تغط في نوم عميق؟؟؟ لماذا هي تعيش الاستقرار النفسي؟؟ و لماذا أنا أعاني؟؟ إنني أجمل منها.. و أظرف و اغني..
و مع ذلك فهي ....
قاطعت أفكارها الشريرة لأنها تذكرت أن النائمة بجانبها صديقتها التي وقفت الى جانبها بعد ان تخلى عنها الجميع...
و فجاة.. انتصبت من فراشها مرتعبة إثر طرقات قوية على الباب, و صوت الجرس الذي لم يتوقف...
مالت على صديقتها:
- حنان ... حنان... استيقضي احدهم على الباب !!!
- اممممممممممممم , قالت و هي بالكاد تفتح عينيها.
- أرجوكي أفيقي من أحلامك الوردية أنهم سيقتلعون الباب انهضي أنهم سينقضون علينا !!!!
- ما هذا؟؟
نهضتا سريعا تلفان لباسا سريعا حول جسميهما, و ركضتا برعب نحو الباب تتحسسان هوية من سيكسر الباب عليهما خلال الليل المظلم... الليل الغادر...
و سالت حنان بصوت مرتجف كما يرتجف جسمها النحيل من الخوف..
- من؟؟ من؟؟؟
أجابها صوت رجل مرعب خلف الباب و هو يركل الباب بقوة أكثر من قبل:
- هيا افتحي يا امرأة نحن الأمن ... هيا افتحي..
نظرت كل واحدة الى الأخرى بدهشة و رعب معا !!!!!
و لكنها اتخذتا قرار مشتركا: لنفتح الباب و أمرنا على الله..
فتح الباب...
و ظهر رجلان ضخمي الجثة.. يلبسان السواد.. و لا يظهر من وجهيهما إلا العينان..
لقد صدمت الفتاتين... انه الليل...رجلين غريبين و ضعفهما في تلك اللحظات..........
و لم تفهما من الرجلين الا ان حياة مطلوبة للتحقيق مع المخابرات.... بسبب زوجها الهارب من العدالة..................
زوجها الارهابي !!!!!!!!!!!!!!!
|