كاتب الموضوع :
brune
المنتدى :
القصص المكتمله
قبل لا تتحرك سيـارة جراح وقفت فاتن للحظة ويا مسـاعد اللي كان يكلم امها عن شيء ما تقدر تستوعبه فاتن فتركت نفسها للضياع في
افكارها اللي ما فارجتها.. تحيك فيها وتحيك وتخيط ولا هي قادرة توصل الى النهاية.. يمكن لانها ما تعرف شهالنهـاية.. ما تدري متى
مسـاعد بيكمل لها الموضوع اللي اهي صراحة تحترق عشان تعرف نهايته وتكملته.. وما انتهبت الا ليد امها اللي كانت على ذراعها تحثها
على المسير للرجوع للبيت.. لكن مسـاعد – يوم عطته ظهرها عشان تروح للسيارة- وقفها..
مسـاعد بويه مبيض: فاتن؟؟؟
التفتت له: لبيـه
مسـاعد وهو يبتسم ويكبت ارتجاف في يده:.. انا للحين ما كملت لج .. وان شاء الله باجر القاج عشان اقول لج..
تمنت لو انه يطلب منها انها تظل وياه الحين عشان تخبره لكن... خابت امالها.. فابتسمت له ببرود وارتجاف ألم عميق في قلبها ما تعرف شنو سببه.. حست بالمرض يسري فيها من اللحظة اللي تمنت له فيها ليلة سعيدة وراحت لعند السيارة.. واول ما ابتعدت ملامحه عن عيونها شهقت بخفة تحاول انها توسع رئـتها المكبوتة بالهوا البارد المنعش.. دخلت السيارة وهي تنتظر اللحظة اللي بترفع عيونها عن حظنها لويه مسـاعد.. لكنها انصدمت لاختفائه عن بقعته السابقة..
وغاصت في البرود اللي اجتاحها وتصاعدت فيها انه خيبة الأمل..
لكن.. جبل الصبر والاحتمال ابى الثوران.. فهدأت نفسها بالصبر الجميل اللي راح يعود عليها بكل ما هو رائع ومريـح..
أول ما دخلو البيت طلعت فاتن لدارها اللي كانت في ممر الباب الرئيسي.. تمنت لهم ليلة سعيدة واختفت.. اما جراح فكان عاقد حاجبيه وهو مفكـر.. صج انه خطب مريم وسوى الي عليه بس بعد يحس ان محد مقتنع بحركته هذي؟ ليش؟؟ هالكثر هو صغير.. 22 سـنة سن مناسبة للزواج والاستقرار.. يمكن لانه مو مكمل دراسته.. وشغلته بسيطـة؟؟
بس اهي صغيرة لكن في نشاط متزايد ومستمر.. حتى ان جدولهم من كثر ماهو فاضي ما يقدرون يستقبلون طلبات حتى الصيـف.. بس بعد.. اهو
لازم يفكر بالتوسع والانتشار.. وامتلاك سوق الحرفة باسمهم وجودة عملهم.. وعلى هالأفكار.. راح لداره بعد ما سلم على امه ينام براسه على هالافكار.. صج انها من اتعب المخدات بالعالـم بس من يدري.. من بعد التفكير تطلع نتيجة او افكار يديدة!!
كانت مناير اللي تنتظرهم نايمة على الكرسي بالصالة ومحد انتبه لها الا ام جراح اللي كان تدور في البيت وتسكر المصابيح.. الا الثرية اللي عند الباب لان خالد بعده ما رد البيت.. شلون عرفت؟؟
ما حست بالاكتمال مثل ليلة ان كل عيالها تحت سقف واحد.. وهالشعور كان مستمر من حواللي اربع ليالي.. من سافرت سمـاء.. لكن ولا على
قضاء الله عتب او لووم.. الحمد لله رب العالمين..
راحت لعند مناير: يمـة.. يمة منايـر.. قومي حبيبتي..
مناير اللي تنبهت وهي مثقلة الجفنين.:.. يمة؟؟؟ صيفتوووو وين رحتو؟
ام جراح بابتسامة طاهرة: رحنا مشوار وردينا.. قومي انتي الحين نامي بدارج لا يعور رقبتج هالكرسي..
مناير وهي تحك راسها وزين منها تحمل روحها.. راحت فوق.. وهي ناسية سبب قعدتها في الصالة من المرتبة الاولى.. كاانت تبي صورة
لعمتها عالية الي ما شافتها من زمان.. لكن الحين النوووم كان سلطان على عيونها اللي من دخل الدار تسكرت والله العالم متى راح تفتح؟؟
--------------------
ما زالت الامطار تزخر على الفجر الحلو بحزن القلوب المحبة, منهم يسهر تحتها ومنهم يناظرها خلال النافذه يحاول انه يراقب كل شي ولكن من بعد.. عشان لا تنصدم روحه من وقعها.. ومنهم مكتفي بصوته وهو يرتطم على الأرض ..
مسـاعد كان قاعد في السيـارة من حوالي ربع ساعة وهو متردد ..
يطلع ويروح لفاتن عشان يكلمها.. ولا يرد من محل ما يا؟؟ لان الوقت تقريبا غريب ولكن.. لازم يكمل لها القصة عشان تذوق شي من حزنه وتخفف عليه وطأة الحزن وعلى نفسها الصدمة ان البنت هذي ما كانت وحدة غيـر عمتها!! لكن الارتباك كان اقوى منه.. اهو اذا سوى هالشي لازم ما يتوقع الا شيئين.. عمر من احلى الاعمار ينقضي في لمحة بصر.. ولا يستمر لابد الابدين من دون اي معوقات..
اتصل في فاتن قبل عشان انها تفج له الباب.. والثانية كانت سرحانة من بعد ما صلت الفجر عند الدريشة وهي تناظر المطر بنعومته على الاصيص اللي عند دريشتها.. ورن تلفونها.. وراحت لعنده ولقت ان المتصل اهو مسـاعد فاستعجبت..
فاتن بصوت مصدوم: الو؟؟
مساعد اللي انتفضت روحه من صوت فاتن وحس انه تسرع بالخطـوة: هلا فاتن..
فاتن: هلا فيك... (مستغربة) مساعد شفيك؟
مسـاعد وهويتنفس الصعداء: انا عند الباب فاتن.. فجي لي اياه الله يخليج...
حاولت انها تستعلم منه اكثر لكن نبرة صوته كانت كافية عشان تبين لها انه في حالة ما تسمح له انه يتكلم او يبرر.. فسكرت التلفون من عنده وسحبت الشال الابيض وطلعت من دارها بهدوء.. الظلام كان بعده لاف المكان والهدوء بالاطراف.. راحت عند الباب وفجته ووقفت عنده وهي تراقبه.. لقته واقف عند السيارة وهو يناظر الباب.. راحت لعنده بخطوات سريعة عن المطـر الخفيف..
فاتن وهي مسكرة عيونها عن الماي شوي: ادخل داخل لا..
مسـاعد بعيـون ضايعة: ان شاء الله..
قادته الى داخل البيت وهي متجدمته.. فجت له الباب اللي دخل منه وهو هادئ ولكن انفاسه مضطربة يمكن من التوتر اللي فيه.. راح على
طول ودخل في الصالة الثانية اللي كانت مخصصة للضيوف داخل المنزل.. قعد على الكرسي وفاتن كانت في الحمام التحتي .. سحبت فوطة صغيـرة عشان ينشف فيها شعره المبلل..
راحت لعنده ولقته قاعد على طرف الكرسي وهو ساند راسه بذراعينه المستندين على الركبتين.. وكان منظره يعكس حالته النفسية..
فتقربت منه فاتن وهي تمد له الفوطة وتقعد يمه.
اخذ منها الفوطة وهو يبتسم.. دقق في ملامحها لهنيهة ورد ينشف راسه..
بعد ماخلص تنشيف شعره مد الفوطة لها مرة ثانية بابتسامة ما لقى لها اي رد بالعكس.. كانت ملامحها قلقة وحواجبها مثقله بعقدتهم..
ابتسم بصـورة اريح لويهها عشان تخفف التوتر من على محياها.. ما تدري ان عذابها يعني عذابه..
فاتن بصوت هادئ: تبي شي تشربه..
هز راسه بالنفي وهو يحس بالعبرة متصاعدة فيه..
فاتن وهي تمسك جتفه: مسـاعد.. علامك؟؟ شفيك ياي هالحزة؟؟
وهو يراقب طفوله ملامحها: وليش انتي صاحية للحين؟؟ ما نمتي؟؟
جاوب على سؤالها بسؤال مقارب.. وكانه يبي يقول لها ان اللي مصحيج مصحيني:.. كنت اصلي.. وما ياني نوم... (اصدق فان الصدق ينجيك) ما
يانـي نوم اصلا طول الليلة.. (تناظره) واظنك تعرف السبب..
مسك يدها وخذاها لعنده وهو يراقب صوابعها البسيطة واظافرها المقصصة مثل اليهـال.. وتكلم:.. تعرفين.. عمري ما توقعت اني امتلك بنت مثلج..كانت دايما البنت اللي مثلج اعتبرها مثل بنتي اللي يمكن لو تزوجت في سن معين راح امتلكها..
فاتن وهي تحاول انها ما تبتسم: جم يعني:؟ وانت عمرك سبع سنوات؟
مسـاعد: ههههههههه.. يمكـن.. يصير ترى احنا الخلييج ناس جدا ماشيين صح قبل.. (بتنهيدة) مادري ليش الحين الزمن اختلف.. والناس اختلفت.. والقلوب اختلفت
فاتن وهي تبتسم بطمئنة: انت بروحك قلتها.. الزمن تغير.. وكل ما تغير الزمن يتطلب شي ثاني.. لا تظن ان الامور تظل مثل ما هي.. دوام الحال من المحال..
سكت مسـاعد لفترة وهو يحاول ينظم افكاره وفاتن بالمثـل.. تحاول انها تسترجع لوين توقف مسـاعد عشان تذكره بالنقطة..
ولكن مسـاعد صدمها وهو يتكلم وكانها غير موجودة وكانه سرده نابع من الذكريات اللي كانت مجتاحته..
مسـاعد بصوت حزين: ماتت.. بكل بسـاطة.. هذا اللي كانت تحمله البرقية في طياتها.. ماتت.. البنت اللي كنت في حياتها كلها ما افكر الا في شي غيرها.. ماتت.. ماتت وانتهت من هالدنيا وانا بعدني ارسم اول الخطوات نحو مستقبلي ومستقبلها لكن كل هذا كان بمثابة الظلام اللي ينهي الظل اللي يتبعج.. وما عادت موجودة.. والظلام اللي لفني كان اقوى من تحملي..
انصدمت فاتن.. وحطت يدها على رقبتها وكانها تمنع غصة من الظهور..
او انه حزن مواساة على حال مساعد اللي كان الألم يتضرج بملامحه ويده مشدوده على يده بعد ما ترك يدها.. لكن في قلب فاتن خوف اعظم.. لحد الحين ما عرفت من هذي هي البنت.. واهي مطلبها الحقيقي من كل هالموضوع اهو هوية البنت.. صج ان نهايتها مأساوية.. تموت..
وهي شباب.. انا لله وانا اليه راجعون.. لكن.. مثل المصباح اللي ولع في بالها ومن نوره حست بحرارة الكهربا وهي تسري.. انصعقت
فاتن وهي تطابق مجريات هالقصة بحياة شخص تعرفه... مجرد التفكير بهالشي من غير النطق بالأسم كان كفاية انه يضطربها بعنف وخووف..
الا ان مسـاعد قال اللي يمكن يهزها لبقية حياتها..
كان واقف جدامها وهو منزل يدينه وبويه معذب اعترف لها:... تبين تعرفين هالبنت من كانت؟؟
صرخت في بالها فاتن لاااا.. ما ابي اعرفها...لا ما ابي اعرفها..
خلها في طيات قلبك مثل ما كانت ما ابي اعرف عنها شي.. ماابي اعرف... لكن اللي سكتها وما تركها تنطق بهالكلمات اهو كلام مساعد
امس.. يوم قال لها انتي الحاضر والمستقبل.. وما كو بنت غيرها يمكن تحتله...
مسـاعد يوم حس ان عيونها تعطيه الموافقة انه يكمل... فض السر العظيم.. ويا لدقات قلبه المضطربه:... كانت.... عمتج... ع.. عاليــة...
ماقدرت تحرك ذرة من جسمـها تجاه هالحقيقة.. اقصى ما تقدر في يوم من الايام تستحمله.. الماضي وكيف رجع لها في الحاضر والمستقبل اللي تنتظره بشووق كبير.. عمتها عالية!! واهي وين كانت من هالشي.. كانت صغيـرة صح..
لكنها كانت تعرف كل صغيـرة وكبيـرة.. كانت عيونها معانقة حجرها وهي ما تشوف شي غير السـواد.. مسـاعد كان يتنفس بصعوبة وهو يحسـ انه في لحـظات انهى كل شي جميـل بحياته من عرف فاتن.. ما قدر يصدق ان في يوم من ايامه ذكرى عالية راح يكون اثرها جذي عليه...
بصوت مخنوق:.... فاتن.... قولي شي..
فاتن وهي موسعة عيونها الغير مصدقة وبصوت مخنوق بالعبـرة:.. شقـول؟؟؟
تقرب منها ولكن رد لورى وهو يمرر صوابعه بشعـره بتوتر: اي شي.. قولي اي شي.. بس لا تسكـتين..
ولكن هذا اللي ماقدرت فاتن تمنحه إيـاه.. ظلت سـاكتة وهي مو قادرة الا انها تذرف دمعة ساحقة لكل ذرة صبر فيهـا.. وتوالت الدمعات لحتى وصل صدى جريانها على خد فاتن لمسامع مسـاعد.. والتفت لها يراقبها بحسـرة..
ولاول مرة ما قدر انه يغير عنها شي.. ولهالشي كان الاثر الساحق على نفسيـته..
وقفت فاتن اخيـرا كحركة للحياة غير دموعها العميـقة والمرة.. رفعت عيونها في ويه مسـاعد...
فاتن بعجز: ليش انا؟؟؟؟؟ ليش؟؟؟ تقدر تقول لي ليش
تقرب منها مساعد ومسك ويهها من غير اي تردد: لانج كنتي تمثلين كل شي فاتن.... كنتي الأمل اللي بث الحياة فيني.. انا والله شاهد علي ما كنت
افكر اني اتزوج من بنت ثانية .. وان سويت ما راح تكون وحدة الا كفوؤةه.. ويمكن بعد ما راح احبها.. لكن انتي قلبتي فني كل الموازين..
بعدت روحها فاتن عنه وهي تحس ان يدينه مثل الجمر اللي يحرقها... لمت نفسها على بعضها وطالعته بعيونه: روح مسـاعد..
تسارعت انفاسه بحزن:.. فاتن..
قطعته بصوت كله انين:.. روووح مســاعد.. ماقدر افكر... لا تخلني اقول شي اندم عليه بعديـن... روح.. ونتكلم مرة ثانـية..
ماقدر يرد عليها.. نفسه كانت عزيزة وابى على روحه انه يقعد لها ويتوسلها انها تخليه يقعد وياها.. ومشى بخطوات ما تلامس الارض من زود ما كان متألم.. وقبل لا يطلع من الباب طل على فاتن قبل لا يطلع.. لقاها واقفة وهي ضايعة بعيونها في احد الزوايا... ما استحمل هالمشهد وطلع من البيت بسـرعه.. وركب السيارة وهو يمسك المقود بغضب كبيـر.. شلون صار غبي بهالصـورة.. شك في ظرف اسبوع خلاه ينهي كل الاحلام الحلوة اللي كان يمر فيها والمستقبل اللي بدى يسرع الايام عشان يوصل..
حرك السيـارة بسـرعة.. لوجهـة ما يعرفـها.. يمكن ينتهي اليوم او ما ينتهي.. ادى كل اللي عليه في حياته.. وكاهي اخر تأدية.. ادت بمستقبله
للهاوية..
اما فاتن فكانت مو مصدقة هالشي.. واول ما حست لاختفاء مساعد عنها لحقت وراه برع وهي تدوره.. ما لقت اي اثر له.. تمت واقفة عند الباب وهي مبللة بالماي اللي بدى يهطل بغزاارة تمنع العين من انها تفتح.. تبلل راسها كله ولصق الشال على طرفي ويهها.. وتمت تناظر المكان بعجز.. تتمنى من مسـاعد انه يرجع لها.. ما كانت قاصدة انها تخليه يروح جذي لكن.. في ذيج اللحظة لو تكلمت له او قالت شي.. كان من الممكن انها تجرحه وتجرح نفسـها..
دخلت البيت وهي في شدة الصدمة.. دخلت دارها.. وبتهالك طاحت على السرير وهي مو مصدقه.. انفاسها متلاحقة ومتزايدة.. لمن انهارت وانخرطت في بكاء قوي يهتز له الوجدان..
مساعد وعمتي عالية؟؟ حبيبين؟؟؟ اهو عيل الامير اللي يحرر الاميرة من الملك الشرير.. اهو اللي كانت عمتها عالية تكتب عنه في قصاصات
الاوراق.. اهو م0 الدخيلي.. كل هذا ولا قدرت اهي تعرف هالشي.. شلون زوجوها له من غير ما يقولون لها؟؟؟ شلون سمحووا لهالشي يصير قبل لا
تعرف.. اكيد يعرفون... مستحيل ما يعرفون بهالشي.. وخصـوصا ابوي؟؟؟ من جذي طلب اني اتزوج مسـاعد.. تعويض عن اللي فقده...
رمت براسها على الوسادة بقوة.. وهي تنتحب بقوووة وتكتم اصوات الانين والقهر في المخـدة اللي دفنت ويهها بها..
ما انتهى كل شي.. لكن شي من احتقار النفس ظهر من اللا وجووود وخلاها تكره كل شي يمر في حياتها بكل بسـاطة.. ما كانت الا هدية تعويض
لمسـاعد.. في بداية الشي.. وبعدين حبها.. حبها .. لكن شالفايدة.. كل هالاصرار ان وصيـة ابوي لازم تتنفذ... كل هالترتيبات السريعة.. الكل
تعاقد ويا بعضه البعض علي... ليش؟؟ ليش وانا اللي عمري ما آذيت احد..
تركت نفسها فاتن في هالحرب النفسية لمن قضت عليها الدمعات ورمتها في نوم حزين وثقيل... متى ما تصحى منه راح تشوف الحقيـقة الثانية اللي
بإنتظارها..
---------------------
مر الصبح في بيت بو جراح بهدوء.. طلعوا فيه العيال الى اشغالهم.. خالد بحزنه وشوقه.. جراح ويا افكاره اللي يبي يرسمها على الخشب عشان لا ينساها وسرع صوب الورشة وين ما يلاقي لؤي عشان يخبره بكل شي..
اول ما وصل الى الورشة بالفعل لقى سيارة لؤي موجودة برع الورشة ودخل له بروح الاثارة اللي في نفسه.. ويوم لقاه في المكتب ما شاف الحالة النفسية اللي لؤي آيل لها.. وبدى يصبح عليه ويستعلم عنه بطريقة رسمية.. ومن بعدها
لؤي وهو يبتسم: شخبار النفسية.. اكيد عال العال
جراح بحراج بسيط: والله شقول لك.. القلب مرتاح.. لكن بعد شي في بالي..
لؤي باستغراب: شنو اللي في بالك بعد؟
جراح: لؤي.. انا قررت اني اخذ باقتراحاتك اللي قلتها قبل
لؤي وهو يزفر بهدوء: اي اقتراحات؟؟ ياما اقترح ولا احد ينفذ شي؟؟
جراح: ههههه.. لا اقتراحاتك هذي راح تتنفذ لانها لصالح الشركة.. (ابتسامة عريضة) قررت اني اوسع الورشة الى مفروشات..
لؤي بابتسامة متفاجئة: والله؟؟ زيـن زين.. وشلي خلاك تفكر بهالشي.. مريم؟
جراح وهو يتذكر ويه مريم اللي انطبع بملامحه: مريم..؟؟ مريم صدقني لو صج بتدخل حياتي يعني ربك قدر هالشي.. راح تكون حياتي من اروع الحياة اللي عاشها احد.. لكن بعد.. هالشي لدافع نفسي واهلي بعد.. ولك انت..
لؤي وهو يسخر: انا؟؟ ليش... انا منو بهالدنيا؟
حس جراح لروح لؤي المتألمة:.. انت منو؟ (ابتسامة ) شريكي من يوم ورايح... الورشة من الياسي راح تكون.. نجارة ومفروشـات.. الخشـب..
لؤي وهو يفكر باللقلب اليديد:.. الخشب؟؟؟؟ وانا شريك؟؟
جراح: اذا تبي يعني.. اذا ما تبي مالي الا اروح وادور احد غيـرك..
لؤي وهو يوقف على ريله: تعال.. اذا شريج يعني لي نسبة في الارباح
جراح وهو يزيد له: ونسبة في المصاريف على المكان..
لؤي وهو رافع حاجب: خلنا على اللي قلته.. نسبة في الارباح
جراح: هههههههههههههههههههه نسبة في الارباح والمصاريف..
لؤي اللي سرعان ما تبدلت حالته النفسيـة من الحزن الى الفرح الكبير:.انا شريج؟؟ امتلك شي؟؟ لي نسبه ارباح.. وراتب.. وهالسوالف؟؟
جراح وهو مبتسم: ليش؟؟؟ انت قليل عن هالسوالف كلها
لؤي: حشى على اللي يقوووووول..خلاص ورشة ونجارة ومفروشات الخشب.. من يوم ورايح.. (يفكر) بس تعال الاسم مو عاجبني ...
جراح بحيرة: ليش؟
لؤي: لانه يبين على محدودية.. راح نكون محدودين بس بالخشب.. واحنا لازم ما نكو ن جدذي؟
جراح وهو يحك ذقنه: كمل..؟؟
لؤي وهو يأشر بيدينه: خلنا بعد نتوسع الى الحديد المطاوع.. والجزاز الملون.. والبورسلين والسراميك.. هالسوالف اللي تعجب الناس هالايام.. واذا الله قدرنابعد.. نوصل الى الديكورات والاكسسوارات..
جراح وهو يوقف وعلى ملامحه علامات عدم الموافقة : مادري لؤي ماظن هالفكرة زينة
لؤي : لا جراح لا تفكر في الشي الحين.. فكر فيه على المدى الطويل.. او مو الطويل المتوسط. ما نبي نكوون متأخرين
جراح: بس لازم نحافظ على طراز معين في انتاجنا!!
لؤي: شلون؟
جراح: يعني نكون كلاسيكيين .. بس بطريقة حديثة.. يعني الاصل بس بعد اضافات الحداثة في الاثاث
لؤي وهو يضم جراح: والله احنا الاثنين لا تلايمنا نفكررررررر
جراح: ههههههههههه مثل المدرسة قبل..
بعد فترة من الصمت وكان الاثنين يفكروون..
جراح: بس تعـال... هالاشياء كلها تعني زيادة في رأس المال.. وزيادة في العمال.. والفنيين .. والاختصاصييين.. وناس ذويقة..
لؤي: مافيها شي انا وانت ذويقة وراح نستعين بأهلنا..
جراح وهو يوافق: اي اي.. وتدري.. بطلع خالد من شغله اللي هو فيه الحين وبدخله هني ويانا كشريك.. وهو ما شاء الله عليه حسه في الذوق والتصميم فظيع.. ويقدر يصمم ويخطط ويرسم احلى الاشياء..
لؤي: حلووو.. بس بعد ناقصنا شي... حس رقيق ودافئ ويترك الانطبـاع الحسن لجمهورنا وزبائنا.. حس الحرمة..
جراح: بس وين بنلقى هالحرمـة..؟؟
لؤي وهو يفكـر في الشخص اللي يمكن انتو تفكرون فيه بعد: وحدة.. تقدر تبث مشاعرها من كره او حب او صداقة او ألم في اللي تسويه...
جراح وهو مستغرب: من هذي اللي تتكلم عنها..
التفت لؤي لجراح بعيون هادئة ومستقرة: يمكن ما يعجبك اني ارشحها لكن.. اهي مطلبنا... غزلان..
جراح بصدمة: شنو؟؟؟ انت ينيت؟؟؟ اي غزلان الله يهداك..
لؤي بسخرية: غزلان الكندي..
جراح: لا تستعبط.. اعرف من تقصد لكن.. ما نبيها.. هذي ما وراها الا المشاكل؟
لؤي بخبث: مشاكل؟؟ ليش انت بينك وبينها مشكلة؟
جراح اللي انصاد: ها؟؟؟ شنو مشاكل.. لا بس انا ما اتطمن لهالبنت..تقدر تقول انها ما تعجبني..
لؤي وهو يبتسم بسخرية: يا ربي.. ان جان انت ما تعرف تسويه يا جراح فهو الجذب والضلال... انا عرفت ان بينك وبينها شي من يوم حطيت يدك بيدي عشـان تطيح في حبي مثل ما علمتني... لكن انا مو غبي.. انا لؤي.. اللي افهم واسكت.. وانتظر من الناس انها تيي وتقول.. لكن الظاهر ان هالامنية صعبة التحقق ويا هالناس اللي اتعامل معاها..
ابتسم جراح في ويه لؤي.. يا كثر ما هالريال طيب وقلبه يسع الدنيا والناس ما تحترمه ولا تقدره لشخصه النبيل.. يمثل دور الانسان الغير مبالي والغير مهتم او الغير متوازن لكن يخبي في زوايا نفسه التناقص كله لكل هاللي يقدمه.. وياليته بس لو يستمر جذي عشان الدنيا تكون بخيـر..
جراح وهو يحط يده على جتف لؤي: شوف.. اذا انت تشوفها زينة.. حاجها.. انا بحاول اني اكون متعاون ورسمي قد ما اقدر.. وانت حاول انك تقنعها بس لا تضغط عليها.. خلها بهدوء ولوحدها تقرر ان جان بتدخل في شراكة معانا.. ولا لاء؟؟ اوكيـه!
لؤي وهو يمسك يد جراح بطريقه شبابية: اوكي اوكي مااان I get the message
وتحرك من مكانه مثل اليرادة
جراح يكلمه: وين رايح؟
لؤي: بروح لها.. ما بغيت من الله اييني شي عشان اروح لها واشوفها...
وغاب عن عيون جراح اللي ضحك عليه بخفة.. لؤي. وما ادراك ما لؤي.. لاحط الشي في باله خلاص محد يقدر يغير له هالشي.. وان كان على رقبته مثل السجين.. لكن يا لؤي كل الي نتمناه لك انك ما تتألم بحياتك ولا تعاني لان معاناتك قوية على قلوب معظم اللي حواليك.. كونك السبب اللي يدفعهم للفرح في اوقات المعاناة..
--------------------
مناير في المدرسة وحالة السرحان فيها مزدادة عن كل مرة.. بدل ما تحقر بس سماهر صارت تحقر حتى الأبلة في الحصة اللي كل ما تلاقيها سرحانه تناديها وتفشلها بين البنات.. لمن وصل وقت الفراغ اللي ماقدرت انها تسكت اكثر عن الموضوع لسماهر..
مناير: سمووور لحقي علي..
سماهر وهي تبعد الشعر عن عيونها: ليش شفيج؟؟؟
مناير وهي خايفة: سمووور طلع روميو مو هيـن.. خطيـر وينحسب ألف حسـاب..
سماهر مستغربة: اي روميو (بدهشة) منور انتي تحبين واحد؟
منايـر تناظر سماهر بغباء: سمووور اشفيج.. لمرة وحدة في حياتج حطي عقلج براسج .. عرفي ان الله سبحانه وتعالى خلق الراس له..
سمـاهر: اوهووووووو يالله عاد بدينا هالغشمرة البايخة الثجيلة.. من هذا روميو اللي تتكلمين عنه..
مننــــاير: ومن غيـره لزقة الشـر مشعـلوه؟
سمـاهر وهي تفهـــم: آآآآآآآآآآآآآه.. وشلون ما عرفت.. اكيد.. وانتي عندج سالفة غيـر هال " لزقة الشر" مالج..
مناير باستغراب: ليش؟؟؟ شقصدج
سمــاهر: ما عليج مني وقوليـي شلون خطير وينحس له الف حساب؟؟ وايد متسلف؟؟
مناير: هاهاهها.. بايخة تدرين.. اقول لج طلع واحد مو هين ليش انه صج يحب فاتن اختي الحقييــر
سماهر وهي تمسك صدرها: حللللللللفي.. يا ذا الكرااااهة فتون ومشعلوه .. كلش يلوقون تدرين (بعد تفكير)
مناير تضربها: مالت عليج فال الله ولا فالج اختي عندها ريال يسوى الدنيا ومافيها.. انا اللي ابي اعرفه هذا الحمار مشـعلوه شيبي من اختي فاتن.. ان سوى فيها شي يا سماهر من غير ما اكتشفه قبل واحبطه.. صدقيني.. بمووت..
سمـاهر: انتي اصلا حمارة انتي اللي بديتي كل هذا.. من قالج تصعدين لغرفته وتنبشين باغراضه وفوق كل هذا تسرقين السلسلة والصورة؟؟
منـاير وهي مو قادرة تفكر باللي تقوله سماهر: انتي قصدج ان ما كان لي حق .. اني اخذ صورة اختي اللي عنده وسلسلة عمتي المتوفية؟؟؟
سمـــار وهي تفكر: لا لا.. اتراجع.. لج الحق.. بس مالج الحق انج تصعدين غرفته.. تدرين لو يشتكي عليج عادي يقطونج بالمخفر
منـاير: يحلفوون بس.. انا مناير بنت عبدالله الياسي يقطوني بالمخفر.. لأيش الدنيا سايبة.. بدل لا يقطونه اهو المجرم يعله دوده في بطنه..
سمـــاهر: لا تدعين.. ما سمعتي ابلة الاسلاميات شقالت اليوم.. اللي يدعي ترجع له الدعوة يالله سكتي..
منـاير: بس تدرين.. انا لازم اعرف اهو شقصد باللغز
سمــاهر وهي تقرم الجزرة اللي عندها: اي لغز ما قلتيلي عنه
مناير وهي تتربع جدام سماهر:.. اهو قال لي سر.. ان واحد يحب وحدة وهالوحدة مااتت.. وبعدين يتزوج وحدة ثانية
سماهر تقاطعها: وحدة غير اللي ماتت
مناير: اي اي.. انزين..يتزوج وحدة ثانية تشابه الوحدة الاولى..
سمـأهر: اللي مااتت
مناير: اي اي.. وتشابهها عاد.. وبس هذا هو السبب اللي خلاه يتزوجها..
سمـاهر: يتشابهون؟؟ يعني خوات؟؟
منايـر: اوووف.. لاااااا سموور.. شفتي المثل اللي يقول يخلق من الشبه اربعين
سمـاهر: اي اي اعرفه بس اكيد ما بتشابها مني والدرب.. اكيد لها صلة او علاقة.. بس تعالي اهو قصد من بهالشي..؟؟ واللغز عن منو؟؟ لو حليتيه بتلقين هدية؟ _(تبتسم ببلاهة)_
ما ردت مناير لانها كانت محتـارة مع نفسـها في اللي قالته سماهر.. مو وحدة ثانية بس لها صلة او علاقة.. يعني الشبه راجع للقربى.. ورجعت افكارها لا اراديا الى الاوراق اللي كانو عندها لعمتها عاليـة.. و م0 الدخيلي.. وفاتن اختها... بس بعد ما تقدر تجزم بهالشي لانها ما شافت صورة عمتها عاليـة.. بس لو ما كان الموضوع يخص فتون فليش مشعل قاله لها من الاساس..
مناير: والله يا سمووور .. هذا مشعلوه محد بيكشف سره غيـيري.. صبري علي والله لا فشله بين الفريج هالحرامي اللوتي الجذاب.. يعله الحامية لمن يعجز عن ذوقها..
سمـاهر: اوووووووووووووه منور كافي دعاوي والله حرام..
سكتت منايـر وهي ترجع لافكارها ولتذكير نفسها انها اول ما ترجع البيت بتنبش صورة لعمتها عالية.. اما سماهر فظلت تبحلق في ويهه ارفيجتها.. لاول مرة حست ان مناير مهتمة لصبي.. حتى لو انها اهتمت فيه بكره الا انها بعد تتم مهتمة.. يا ترى.. هل مناير بتحب مشـعل في خضم هالامور كلها.؟؟ هذا شي كانت ما تقدر تحدده سمـاهر في بالها لكنها تحس ان منايـر.. لسبب او لاخر .. معجبــة بمشعل على الرغم من كل اللي تعرفـه عنه..
-------------------------------------------
وصـل لؤي لبيت غزلان وهو يحاول انه يضبط نفسـه.. ماقدر الا انه يرفع جتفه مثل اللي يمارس رياضة وينزله.. عشان يطلع من السيارة ويدخل البيت.. ويوم انتبه لنفسه ما لقى روحه الا داخل حديقة بيت الكندي الكبيـرة والتفت الى جلسة الخشب اللي سووها قبل فترة في ابهى حلة.. واالزراع كان يهتم فيها على الاطراف ويحاول يزرع شي تحتها.. يمكن شجرة ياسمين عشان تقدر تتسلق عليها وتخلف عليها طابع جميل..
ضرب الجرس وياته الخادمة اللي شافها من قبل وخبرها انها تنادي غزلان وما تقول لها ان اللي ياي اهو.. خلاها توصل لها ان واحد من الحكومو يبيها..
راحت الخادمة وهي حاملة هالواجب في صدرها.. ولؤي اللي زادت ضربات قلبه يوم حس ان غزلان على وشـك انها تقابله بهاللحظة.. تم يمسح على شعره الناعم وهو يحرك يدينه يمين ويسـار.. يحـس بالتوتر ولكن بعد يحاول انه يهدي نفسه لان اللي اهو ياي له مهم بالنسبة لكل من جراح واهو وحتى غزلان..
والتفت لباب البيت الرئيسي ولقاها طالعة منه.. وهي لافة شال على راسها بطريقة متراخية.. وكانت مستعدة انها تطلع من العتبات.. وتصنمت يوم انها لقت اللي جدامها لؤي محد غيـره..
مرت على بالها وباله كل الذكريات اللي امتلكوها في كل لقاء لهم.. ولشعور غير مفهوم حسو بالألفة تجاه بعض.. وبعض من الراحة بعد..
خبايا هاللقاء... واكتشافات منـاير اللي ما راح تسااااند فاتن في قضيتها ويا مسـاعد كلها راح تكوون مكشوفة في الجزء الياي...
الجـزء الواحـد والثلاثيــن
===============
بدايـة النهـايـة
----------------
رجع لؤي الى الورشة وهو مسـرع عشـان يخبر جراح باللي وصل له مع غزلان.. اول شي.. كان اللقاء متوتر وشوي محرج للاثنين لانهم ما كانوا مستعدين يتلاقون من بعد اخر مواجهة وخصوصا غزلان.. لكنها قوت قلبها ويوم بدى لؤي يخبـرها بالاقتراح بدت مصغية وتقريبا مهتمة ولكن عيونها ما كانت متركزة على ويهه لانها تخاف انها تغرق اكثر باللي تمر فيه.. فظلت تحرك عيونها يمين ويسـار او في حظنها او جدامها ولكن من غير ما تناظر ويهه.. الاقتراح كان حلوو واللي مقدمه احلى.. ما قدرت تصدق انها بتكون شريكة لهم في شغلهم.. من لؤي اهي مو مستعجبة ولكن من جراح اللي يمكن يحمل في قلبه لها اسوأ ذكرى..
بس بعد .. ما حبت انها تتسرع في شي او انها تخطو خطوة من غير اي تفكير.. اهي لازم تحط في بالها الشراكة مع لؤي وجراح وواحد سمووو به خالد راح يكوون معناته انها راح تتلاقى معاهم وايد وتتعاطى معاهم من غير اي رسميـات وتتناقش وتساوم وكل هالاشياء.. وهذي ما كانت من صفات بنت العز والدلال.. او هالحمل من المسئولية ما كان من شيم او سمات غزلان.. لذا قررت انها تكلم ابوها اللي اخبر منها بسوالف الشراكة ويقدر يعطيها نصايح او تعليمات تخليها ترجح الكفة للاقدر..
قبل لا يروح عنها لؤي التفت لها على الباب.. وبينت لها قامته الطويلة لانها كانت وراه على بعد خطوات بسيطة..
لؤي بصوت متحشرج ولكن ما خلى من النعومة : انسـة غزلان.. احنا ما فكرنا فيج الا ومعرفتنا في حسج الفني والذوق الرفيع.. نعرف انج من وسط عايلة محترمة ولها من الصيط اللي يخز الاوذان (اخفت ابتسامة) وما نبي نفرط فيج.. ولكن بعد.. اطلب منج انج تفكرين زين لان هالشراكة مثل ما بتدر عليج ارباح.. بتدر بعد مسئولية..
غاصت عيونه في ويهها الخجول ونظراتها الهاربة وهي ترد عليه انها ما راح تخذله بقرارها سواء كان بالموافقة او الرفض..
واول ما وصل الورشة لقى جراح قاعد ويا خالد اللي كان متغير 180 درجة.. ويهه اضعف من قبل .. وتحت عيونه حلقات من السواد المخيف وفوق كل هذا التعب اللي كان معلم من معالم ويهه.. لكن شي من النضج او الكبر يلوح في القسمات..
لؤي وهو مستغرب:.. علامك خالد؟؟ مريض؟
خالد يبتسم بصعوبة: لا بس تعبان.. وانت شخبارك؟؟ جنك مستانس..
لؤي وهو يخفي ابتسامة حلوة: توه الوقت على الوناسة.. ان صار اللي في بالي بستانس..
جراح : يعني ما وافقت؟
لؤي وهو يقعد: آآآآه لا للحين ما عطتني كلمة صريحة.. بس هذا قرارها ولازم تتخذه بحذر..
خالد وهو مستغرب: ضايع انا بينكم.. شالسالفة؟؟ ومن هذي اللي وافقت ولا ما وافقت..
لؤي وهو يغير السالفة: انت ليش ما ييت البارحة البيت..
خالد اللي تكلم ويا جراح عن الموضوع او اللي تفهمه جراح حتى قبل ما يتكلم يبتسم:.. كنت مشغول بالدوام!!
لؤي : ايـــــه
خالد: ياله لا تغير الموضوع وقول لي شالسالفة ومن هذي البنت؟؟ (يبتسم له بخبث) ناوي عالعرس.؟؟
لؤي اللي تهلل ويهه وجراح ضحك عليه: ياليت.. من بئك لباب السما قول انشاء الله.. بس بعد.. مو هذا السبب.. وان تحقق السبب الحقيقي (ابتسامة ناصعة) راح يتحقق السبب هذا..
جراح وهو يهز راسه ويبتسم : السالفة وما فيها ان غزلان الكندي.. اللي اخوونا هني ميت عليها .. احتمال انها تكون شريجة معانا في هالمؤسسة اللي بنسويها..
خالد : وليش اهي بالذات
لؤي يكمل وهو يبتسم: لانها بببساطة شقول لك.. حس فني متكامل.. روح ابداع لا متناهية.. جميلة بكل معاني الكلمة.. مو شكلا.. لانها شكلا فيها زخرفة التفاهة بهالزمن المنحط.. لكن جمالها جوهري..
خالد يناظر جراح اللي نزل راسه وهو يهزه ويضحك.. ورد للؤي : انت تحبها؟
لؤي اللي انصدم من السؤال..: شنـو؟؟ (يناظر كل من خالد وجراح)
خالد : اي .. تحبها ولا شنو؟؟ ترى ما يحق لك تتكلم عن البنت جذي الا اذا كنت تحبها او حاطها في بالك...؟
تم يفكر لؤي .. وتكلم هالمرة مع جراح: شرايك انت؟
جراح وهو يرفع يدينه بعلامة استسلام.: لو سمحت.. خلني بعيييد عن هالموضوع..
لؤي يناظره بشر: مالت عليك.. انت كله بعيد وبعيـد.. (يناظر خالد بثقة) انت تشوفني بهالكلام احبها؟
خالد يناظر جراح ويرد للؤي: هذا اللي يبين..
لؤي يبتسم بحرارة: بس عيـل.. كان بها.. احبـها.. وابي اتزوجـها.. اصلا ماشوف بنت تسوى غيـرها..
خالد يبتسم: عاد لا تنسانا بيوم ملاجك نروح وياك..
جراح: ويــــــــــــــــن عاد تبي انت.. هذا عالاقل يبيله خمس سنوات يالله يكون نفسـه
لؤي بخبث وابتسامة ماكرة:.. هذا كله على يدك.. اني اكون نفسي ولا لا.. والا شفايدتي شريج معاكم... يعني من الحين تعرفون اني محتاج اكون مستقبلي لذا نسبة ارباحي لازم تكون اكبر منكم انتو الاثنين ..
خالد وجراح: ها؟؟
لؤي: وفوق هذا.. نسبتي برأس المال.. بسيطة.. شرايكم؟؟؟
-------------------------------------
بليل موحـش استيـقظـت فاتن بعد غيبـة طويـلة عن الدنيـا .. يـوم كامل ابتعدت فيـه عن كل ما افتـقدته في الغـربة.. ولكنـها اليـوم بغـربة تمنـعهـا انها تفتـقد أي شـي ثـاني.. غربـة الـروح والقلـب وحيـرة وضيـاع ما بيـن البقـاء والرضـوخ لهالرجعـة القاسيـة للماضـي أو الرفـض وابقـاء حيـاتها مهجـورة وتيتـم قلبـها بحـب مســحيـل تنسـاه بـعد ما لمـس منـها الـعمـق قبـل الظـاهر..
سحـبت نفسـها بتهالك من على السـرير وهي تلم شعرها اللي تعربك بين بعضه في صـراع.. ولاحظـت ان المطـر بعده ينهمـر ولكن على خفـة .. أول مرة تمطـر الدنيـا بهالطريـقة في البحـرين.. مطر متواصـل من يومـين.. الحمد لله رب العالمين.. رحمة من أعز رب واجل رب.. وياليت لو هالامطـار تغسـل الحزن اللي فيـها وتريح قلبها اللي من يتـذكر عاليـة او مسـاعد بهاللحظـة يأن من الألم..
مـا سمحـت لأحد يشوفها يوم انسـلت الى الحديـقة الورانيـة.. ولاحظت ان الاوراق الصغيـرة في التـربة تظـهر بصـورة خجـولة.. الجريـئة هي اللي منحت لنفسـها الحرية انها تطلع وتلامس حبات المطـر الماسيـة.. دورت فاتن على مكـان يوقظ فيـها ابوها النايم من فـترة.. تبي تروح له وترمي بنفسها وهمومها عليه .. وتبكي حتى ما تزهق روحها من البكـاء.. وقفت دقيقة تحت المطـر وهي مسـكرة عيونها لكن ما كان لها النصيـب من القطـرات المتهامـلة.. فردت على عقبـها وراحت لعند الكـاراج.. بقـايا ابوها هنـاك.. اللي ابـعدوها عن البيـت عشـان ما يسمحون لها انها تفتـح بـاب العـزا لنفسـها كل مـرة ودهـا فيـه..
منـاير اللي كانت في المطبـخ تقطع الفواكه عشان تاكلها لمحـت جسـم اشبه بالروح الهائـمة يطوف بالصـالة ويتوجه لبـاب الكـاراج.. وما تحـركت الا بعد ما غابت هذي الروح.. عرفت انها فاتـن من قدهـا الطويل.. وتحركت بهدوء من بعد ما غابت وقلبها يطرق من الخوف.. علامها فاتـن تمشي جذي وكـانها ما تشـوف شـي جدامـها..
تمشـت منـاير لمن وصلت لباب الكاراج اللي كان مفـتوح ولقـت فاتن تنبـش في شي بالكبـت اللي هنـاك.. وكـانها تدور شي.. وشافت بوكسـات بنيـة تحت ريلها.. واشـياء طالعة منه من زود ما نسـتها منـاير او ما سمحـوا لها انها تتـذكرها .. بـقايا ابوها الحبيب اللي راح عنهم وتركـهم – على الرغم من الهدوء اللي عايشين فيه- في بحـر هائج وحيـرة وشـوق عظيـم..
قعدت فاتن وهي تنبش في الصناديق عن اشيـاء رمزيـة لابوها.. مثـل لحـافه الشـتوي.. ولا جاكيـت المطـر اللي يلبسـه في أيـام المطـر .. ولا السـباط الجلدي اللي يلبسـه في البيت عن الأرض.. وفي وسـط بحثـها لقـت برواز فيـه صورة ابـوها المرحـوم بأيام شبابه .. ومنها فاتن ما قدرت الا انها تشيج بالعبـرة المخنـوقة..
وتبعتها مناير بحزن دفيـن في قلبها.. انهارت على اغراض ابوها المتعددة واللي افتقدها بقوة.. افتقدت دخان الزقاير اللي كان يهفه في فضـاء المكان اللي هو موجود فيـه. افتقدت ضحكته المتبادلة ويا امهم.. افتقدت تأنيبه لها جدام الكل ومراضاته بالليل قبل لا تنام.. وانكبت على صورته وهي تبـوسها بقوة..
فاتن كانت تراقب منـاير وحست انها من زمان ما تعزت بأبوبها.. جراح ما سمح لهم في البيت ولو بلحظة من الحزن .. واشتركن الثنتين في الحزن على ابوهم الحبيب..
مناير وسـط البكـاء: والله... ولهت عليـه فتـون... (تناظر الصـورة) وحشني ويـهه.. وحشـتني يده..
فتحت فاتن ذراعها لاختها اللي رمت بروحها من غير روية في حظنها..: عيل انا شقول يا مناير؟؟؟ شقوووول وقلبي ما هدى من لحظة دخولي البيت.. يبــاا.... يبـا.. يبا وينك.. وينك عنا يبا؟؟ البنت لا فقدت ابوها مالها الا الهوا وصفق الراح بالراح يا يبا... وينك يا عز وذخر راسنا اللي شاب قبل اوانه... يبـا... ليش تروح وتنساني.. واحنا اللي طول عمـرنا شلناك في قلبنا مثل ما نشيـل الديـن والمسئولية.. وين مكانتنا يا الكفيل .. ياللي يا قلبنا تروح وتخلينا..
سكتت فاتن وهي منخرطة في أنين حاد مع اختها .. ما ظنوا انهم بيوم من الأيام راح ينتهون في هالمصير.. يوم كانو صغار كانو يظنون ان ابوهم انسان خالد يظل معاهم للابد.. هم يروحون وهو يظل لهم.. لكن لا.. احترقت كل هذي الاحلام في عيون فاتن من اول لحظة شافت فيها ابوها محمول وراسه يصب من الدم.. وعرفت ان هذا هو اخر الوداع..
تحركت فاتن ويا اختها وهي تحمل بعض الاغراض الخاصة في ابوها الى الغـرفة... وبعد فـترة من البكـاء في حظن اختها قدرت مناير انها تضبط نفسـها وتمسح الدمع من عيـونها اللي فقدت فيها الحـس من شدة الدمع وحرارته..
فتحت صندوق كان مليان بقصاصات واوراق ودفتر جلدي بلون الحليب وعليه ربطة حديدة.. فتحته بهدوء ولقت في أول الصفحات مكتوب شعر.. واكيد موجه لمسـاعد.. لان الدفتر يخص عمتها عاليـة وتذكر هالدفتر زين.. اهو وواحد ثاني كانو مرافقين لها لكن الاول اختفى ما تدري وين راح من ماتت.. والثاني ابوها احتفظ فيه..
فتحت على صفحة من الوسط.. لقت فيها تـاريخ مقـارب لتـاريخ وفاتها.. الظاهر انها حتى بوقت احتضارها قدرت تسرق لحظات عشان تكتب فيها شي من مشاعرها الفياضة لمسـاعد..ز كانت عنوان الخاطـرة لحظـات فرح.. ومقطع كان مظلل بالازرق..
(,, عجبـا من العشـق يا رفاقي.. كيف ان لحظات فرحه قليلة..
احيانا دموع..
واحيانا انين..
احياناا شكوى.. واحيانا حنين..
برؤية وجه الحبيب..
الذي ينير ظلمات لياليي حياتي.. وكيف ان ذكراه تؤلمني..
بظلام اللليل برؤية وجهه..))
مسحت دمعة خانت عيونها ومن عيونها مسحت على خشمها اللي حمر من البجي.. ولمت الاوراق كلها ورجعتها الى داخل الصندوق.. ولاحظت ان مناير تراقب شي ثاني موجود بين اغراض ابوهم بدهشة..
مناير وهي ترفع الصورة اللي تناظرها وتوجهها الى فاتن:.. هذي انتي؟؟؟
استغربت فاتن وسحبت الصورة من يد مناير.. وبعد ما دققت:.. لا هذي مو انا هذي عمتي عاليـة.. ليش تسـالين؟؟
كان شكلها غير لكنها بسرعة ردت وناظرت الصورة برعشة قلب.. ولاحظت الشبه الكبير اللي لاحظته مناير قبلها.. ظلت تناظر الصورة وهي مو مصدقة.. فاتحة عيونها وثمها من شدة الألم انشد.. ولاول مرة بحياتها احست بصفاء الافكار والوصول الى الهدف...
فاتن وهي تكلم نفسها:.. عشان جذي.... تزوجني....
مناير وهي تحل اللغز اللي قاله لها مشعل البارحة:.. سبحان الله.. الشبه كبيـر بينكم... وبعد ماكو شبه..
وقفت فاتن وهي ما تشوف شي.. وحاملة بيدها صورة عمتها: ما صدق.. ماصدق اني كنت ..... بورتريه لعمتي عاليـة.. وهذا هو السبـب الوحيـد...!!! آآآه...
انعصفت فاتن.. واحست بالغضب يعم في اركانها مثل البركان الثائر... وتوها تسحب عباتها وشيلتها وناوية انها تطلع من البيت..
مسكتها مناير: فاتن وين رايحة؟
فاتن: خليني مناير.. بروح اتفاهم وياه.. وانهي كل شي معاه مرة وللابد.. انا مو بدل فاقد.. انا ما تمنيت جذي يصير وياي
مناير الحايرة: ادري يا فاتن انج اكبر من كل هذا.. بس انتي شدراج عن هذا كله؟؟؟ وليش قاعدة تقولينه جذي؟؟
فاتن وهي تعلي صوته: اهو قال لي.. من امس للحين وهو يسمني بكل كلمة ينطقها.. قال لي انه حب وحدة في يوم من الايام (قعدت على الكرسي بذهول) قال لي انها واهو بنو حياتهم بطوب من الاحلام والامنيات.. واساسهم كان الحب اللي لا منازع له.. الا ان البنت ماتت.. وتركته في حيرته وضياعه.. (تعصر عيونها وهي تحط يدينها عند جبينها) شلون كنت غبية وما فهمت نظرته اول ما شافني.. انصدم وانصعق.. وكانه يشوفها اهي ما يشوفني انا.. ويمكن حتى حبه لي الحين.. بسببها .. مو بسببي انا.. (شهقت بصوت عالي ) عمري ما توقعت اني ابغض عمتي عالية لكني الحين استغفر الله ابغضها... شلون صرت مجرد خيال لها... جسد يتحرك ولكن بخيالها.. في عيون الريال اللي بديت احبه بصـورة الظاهر اني كنت غلطانة في توجيهها..
لمت مناير اختها المنهارة بيدينها.. وام جراح اللي كانت توها داخلة البيت ويا جراح توجهت لها من سمعت انينها..
ماسكة صدر ها من الخوف: فاتن؟؟ يمـة علامج فاتـن؟؟ شفيج تبجين يمـة؟
ما تكلمت فاتن ومناير لامة راسها بيدينها
ام جراح وهي تتقرب منهم: مناير يمة شفيها اختج؟؟ ليش تبجي؟؟ شصار وياها؟؟
مناير اللي توها بتتكلم وفاتن تفج روحها من عندها وتوقف في ويه امها:.. اللي صار.. اني طلعت اكبر مغفلة بهالبيت.. اكبر ضحية.. واكبر قربان يتقدم لاحد... عالية ماتت.. ويوم كبرت وصرت نسخة مصورة منها.. ضحيتوو فيني وعطيتوني لمسـاعد.. وابوي .. ابوي اللي افدي عمري كله للحظة اني اشوفه واشم ريحته.. اهو اللي ضحى فيني...
مسكت ام جراح فاتن وهي مصعوقة: يمة حبيتي انتي شقاعدة تقولين..
فاتن اللي ما تسمع امها وعيونها من البجي ظاقت:.. كانت لي احلامي.. كانت لي امنياتي.. وكانت لي حياة غير عالية.. لكنكم .. ما رضيتو تخلوني مثل ما انا... تركتوني اضيع في غربتين.. غربة زواج انا ما عرف زوجي زين فيه.. وغربة بلد ابعدتوني عنكم فيها.. يمـة.. انا مالي حق عليج؟؟ يمة انا مو بنتج..
ام جراح اللي هطلت دمعاتها: يمة فاتن لا تقطعين قلبي بهالحجي.. يمة انتي نور هالبيت ونبراسه..
فاتن بصوت مبحوح من الصياح: عيل ليش رضيتي جراح يسوي فيني جذي.. ليش رضيتي على ابوي انه يسوي فيني جذي.. يغربني ويمزققني ويحشيني بشي.. انا ما كنت مستعدة له ابدا..
تناظر جراح بلوم وعتب والثاني واقف يناظرها مثل الياهل اللي مسوي شي غلط: وانت يا جراح.. يقولون الاخوو اهو السند اللي البنت ما تطلب غيره.. عمد دار حياتها.. لكن انت.. كنت بعد مثلهم.. تركتني في غربة ووحشة وساعدت في فرض امور في حياتي انا ما كنت اقبلها ولكن تجرعت الشي مثل السم ووافقت عليه لمن حلى علي.. ولكن الحين..
ام جراح تمسك ويه فاتن بيدينها: يمة صلي على النبي.. ذكري ربج وتعوذي من بليس.. شمنه هالحجي وليش؟؟؟
فاتن وهي تتراجع عن امها: شمنة هالحجي؟؟؟ شوفي هالصـورة وقنعي...
رمت فاتن الصورة على امها اللي تلقفتها وتمت تدقق فيها.. وانقلبت ملامح ويهها الى شي ثاني.. من الخوف الى اليقين الحزين.. وحطت يدها على ثمها وجراح تقدم من امها واخذ الصورة يشوفها.. بس بعد.. ما قدر يفهم شسبب نزاع فاتن الحين.. التفت لاخته لقاها قاعدة على حافة السرير وهي رافعة راسها بتوسل..
تقرب منها وهو حاني راسه: فاتن..؟؟؟ شفيج؟؟ قوليلي.. هذا انا اخووج قوليلي.. تراني ضايع مادري انتي ليش مرة وحدة حسيتي ان كل شي غلط بحياتج؟؟ صدقييني.. علميني بالسبب.. وانا راح اوقف معاج بكل شي تبينه.. محد راح يجبرج على شي..
فاتن وهي تناظر امها: أسال .. امي.. قول لها... اهي عرفت الحين انا شفيني.... انا فاتن.. وكل من يقول عني عزيزة.. طلعت بدل فاقد على اخر ايامي... ولا كاأني انسانة اعيش واتنفس.. احيا واموت مثل كل هالناس.. لا.. صرت الكوبي الحي.. (بهمس مبحوح) يارب خذ روحي وفكني ..
ام جراح تلم بنتها: يمة لا تقولين جذي.. اشعبتي القلب يا فاتن.. تكفين يمة.. خلاص... اللي انتي تبينه بصير.. محد راح يعترض عليج ولا يقول لج شي...
جراح وهو واقف بنرفزة: يمة شالسالفة؟؟ خبروني لا تخلوني مثل الاطرش بالزفة..
مناير اللي تكلمت وهي تمسح الدمعة من عيونها:.. مسـاعد كانت يحب عمتي عاليـة.. وابوي زوجه منها لانها بس بتكون العوض له
جراح بنكران وصوت مرتفع: شنو؟؟؟؟؟ شهالخربطة؟؟ ابوي يسوي جذي؟؟؟؟؟ ما تستحين على ويهج تتكلمين جذي؟؟
مناير : انا مالي شغل... اهي فاتن تقول جذي..
جراح يلتفت الى فاتن والشرار يتطاير من عيونه: انتي تتمنين بس ريل مثل مساعد يا فاتن.. ريل يحفظج ويحترمج ويصونج وفوق كل هذا يتحمل اللي اييه منج
ام جراح تمسك ولدها: يمة لا تقول جذي لاختك
لكن جراح ما اهتم: تقولين قربان؟؟ قربان انتي قربان؟؟ لا والله اهو اللي ضحى بوقته وراحة باله عشان يتزوج وحدة ياهل مثلج؟؟ شكانت احلامج بالضبط يا فاتن؟؟ ها.. فوق كل هذا اللي لاقيته محد يلقاه مثلج.. احنا كنا عايشين في ظيقة صدر.. وانتي اللي انشرحتي احسن منا.. قولي الحمد لله تراني كنت مثلج ما احمد ربي على نعمته وشوفي لوين وصلت.. عمري 22 سنة واشتغل في ورشة.. وفوق كل هذا اتمنى اني اتزوج لكني بديت اشك في قدرتي على الزواج وللاسف الشديد راح اكووون مضطر اني اتراجع عن هالخطـوة..
مسكت ام جراح قلبها اللي بدى يعورها: يمة جراح.. اسكت يا قلبي.. لا تقول اكثر.. (تكلم فاتن) حبيبتي.. لا تعورين قلبج.. واللي تبينه بصير..
جراح: يمة شنو اللي تبيه يصير؟؟ وين قاعدين احنا يوم ان البنت بظيج صدر تقرر انها ما تبي هالشي.. واذا كان يحب عمتج عالية شفيـها.. عمتج عالية هذي انتي تتمنين انج تكونين مثلها خلقا وخلقا.. انا ماذكر اني كنت بعلاقة قوية معاها.. لكن اذكر انها كانت طيبة وحنونة وعلى مرضها وعلتها كانت تأثر الناس عليها.. ولو كانت اهي عايشة لا تظنين ان مسـاعد بيقدر او يفكر انه يلتفت لج. لذا قول الحمدددد لله انه بغاج ما بغى وحدة غيـرج
طلع جراح من الغرفة وفاتن اللي كانت تتصاعد اناتها انهارت على السرير وهي تبجي بحر قلبها وتصرخ.. كلام جراح القوي عليها خلاها تحس مثل اللي ما منها فايدة او العاطل مخها وتفكيـرها.. وام جراح منسدحة يمها تهديها ومناير اللي ماتحملت الموقف اللي صار في بيتهم طلعت ... لاول مرة .. جراح وفاتن يتناجرون جدام عيونها واهم اللي كانو مثل اللحم والجلد.. هذا اللي يسببه فقد الابوو في حياة العايلة.. عدم الاستقرار وان كل الدلائل بينت على هذا.. يظل البيت خالي من العمد او مركز الارتكاز فيه..
اول ما طلعت مناير احتارت وين تروح.. لسمـاهر.. ولا لسـماء.. لكنها في نص الطريج تذكرت ان سمـاء ما عادت معاهم في نفس المكان.. سمـاء بعد راحت وما راح ترد الا بعد فتـرة.. بتظل بعيـدة وما يعرفون عنها شي.. وهذا بعد اللي تمناه مشـعل.. يعني كل اللي يتمناه قاعد يصيـر وبحذافيره.. تراجعت عشان تطلع على الشارع وتروح بيت سمـاهر.. الا ومشـعل اللي توه مطلع السيارة من الكاراج هرن عليها..
التفتت له وهي فزعـة.. والدمع يكحل عيونها بهدب احمر.. ولاحظ هالشي مشـعل.. ولسبب غريب حس بالذنب يعمر قلبه وخفوقه.. وطلع من السـيارة ولحق مناير اللي تركته ومشت..
مشـعل: مناير... منايــر..
التفتت له وهي تمشي صوبه بحنق وغضب: خلاص يا مشـعل.. اللي بغيته صـار.. اللي جريت وراه في يوم.. تعاسة فاتن وتعاسة البيت كلها صارت وتحققت.. بعد شتبي اكثر؟؟ روح احتفل بنصرك علينا كلنا.. احتفل فينا احنا الفقارى اللي ما تمنينا في يوم من الايام من رب العالمين الا سعة الصدر وراحة البال.. عشنا طول عمرنا بعازة ولكن ما نطقنا فيها بوجود ابوي... راح ابوي وتركنا لحالنا عشان يتركنا في حفنة من الحثالة اللي امثالك.. وان كانت فاتن تحبك وخلتك.. تظن ان هالشي كان بيدها؟؟ تكون غلطان الدنيا كلها قضاء وقدر وكل خطوة نخطيـها محسوبة في كتاب القدر اللي كل واحد منا يحمله.. الانسان مخير مو مسـير.. لكن انت ...
راحت عنه مناير وهو ظل مذهول مكانه مو قادر ينطق بشي.. كان ويهها يصرخ بفداحة اعماله واجرامه تجاهها.. اهي بنفسها.. بنت صغيرة مالها بهالدنيا الا اخو واخت وام.. تتمنى من الله الحفظ والرعاية وسعة البال ولكن.. اهو اليوم يمكن حقق شي اهي كانت تدعو ببعده عنهم.. حاول انه يبعدها عن باله ويفرح نفسـه بانتصاره الا انه ماقدر.. ركب السيـارة وتوجه للمكان اللي يبيه.. وطول الدرب وهو يهاذي بمنـاير وويهها اللي ارتكب فيه اكبر جريـمة بحق التاريـخ..
----------------------------------------------
يا اليوم اللي تحتفل فيـه عايلـة الدخيـلي بفرح بنتهـم وتوجـهها الى بيتها المستقبلي.. قطعة من فواد ام مسـاعد اللي حاولت انها تتظاهر بالفرحة الكبيـرة لكنها بينها وبين نفسـها مسـحت دمعة خائنة من عيـونها ووجهتها الى السماء بدعاااء يجلب السعادة والامن على روس ابنائها كلهم.. مريم اللي كانت في الصـالون ويا نورة متظايقة بسبب تجاهل فاتن لها.. من يومين واهي معتفسة ولا تكلمها ولا ترد على اتصالاتها.. فوق كل هذا مسـاعد الثاني بعد مختفي حتى البيت ما يطبه.. وينه محد يدري عنه.. نورة ما كانت ملاحظة اي شي من هالامور لان الفرحة كانت مو سايعتها لدرجة الانانية .. وهذا من حقها.. محد يستحق انها تعاني عشانه بليلة زواجها ..
مسـاعد اللي كان بايت في مرزعة احد اصدقائه وهو مو عارف اي سبيـل لحيـاته.. من حق يحس ان هذي الايام اهي نهايـة كل شي بينه وبين فاتن.. فاتن ماهي من النوع الحباب اللي ينسى ويسامح.. اهو نفسـه لحد هذي اللحظة ما قدر يسـامحها بذيج الليلة يوم اعترفت له بعلاقتها ويا مشـعل وكيـف كانت.. كان يحتفظ بهالجمرات لنفسه.. اهو ريال ويقدر يتحمل.. لكن الحرمة المخلوقة من عاطفة ومن خيللاء.. ماتقدر تطمئن.. وظرفه يتخلف عن فاتن بألف مرة.. هذي ماكانت اي غريبة.. كانت عمتها.. واكيد بتلوم الكل حواليها على هالشـي.. وما بتسامح احد.. يعرف لطبيعتها.. ويفهمها حتى من غير ما يشوفها..
تنهـد ولكن كل نفـس ياخذه يأجج النار اللي في صـدره.. كل شي يضيع من يده من غير حاسية وهو متقبل كل شي.. كان يظن ان ماضي فاتن عظيم لكن اللي جرى منه اعظـم.. يعتـرف.. ان هدفه من زواج فاتن كان استرجـاع عالية اللي ما راح ترجع بيوم.. ولكن .. اهو حب فاتن.. حباها لانها فاتن.. لانها قمة التعاسة والفرح في آن واحد.. الدموع والضحك .. الراحة والظيق.. الحلاوة والمرورة.. وفوق كل هذا.. انها فاتـن.. البنت اللي صرخ في ويـهها مرة ووجه لها اعنف المخاوف.. واللي يوم شافته بعد ما انتشرت اشاعة كونه على هذيج الطائرة.. تمنته فوق كل الاماني بهالدنيا.. عرف انها بدت تحبه.. لكنها ما اعترفت بهالشي.. يمكن لانها ما كانت متحققة من هالشعـور.. او انها تنتظر شي مثل هذا عشان تستبت قرارها الصحيح.. وكل شي الحين راح يكون في يدها..
ياه فهد صديقه صاحب المزرعة.. لقاه قاعد على عتبة البيت الخالي.. وهو ضام ركبة وهاد الثانية.. وقعد يمه وهويبتسم ويحط يده على جتفه..
فهد: شخبارك؟؟
مسـاعد من غير ما يلتفت له:.. الحمد لله.. وانت..
فهد وهو يدقق في ملامح مسـاعد: فرحان تصدق..
مسـاعد يلتفت له : دوم يارب مو يوم
فهد: عاد تدري ليش؟؟؟ لاني من زمان ما شفتك.. بس بعد متظايق..
مسـاعد : متظايق وفرحان..
فهد: لان الظيقه هذي من عظم الحزن الي فيك.. انت ملجت يا مسـاعد وبعد.. ما تهنيت بحيـاتك..
مسـاعد: يمكن لاني ارفض التخلي عن المـاضي..
فهد: انت تقول له ماضي يا مسـاعد.. يعني شي مضى وراااح.. ليش ما ترضى اتتخلى عنه؟؟ بتنهي حيـاتك يعني على هالسبب.
يبتسم مسـاعد بمرارة: ترى هالماضي.. اهو هالحاضر..ويه من الماضي وعى لي وياني في الحاضر.. ولكن بقلب مختلف.. وعقل مختلف.. ظنيت اني فيوم من الايام ما راح تمنى منه.. بس في هاللحظة.. انا مستعد اني اتوســــل لهالقلب وهالعقل.. انه يقبل فيني.. لاني يا فهد .. صرت بلا اي هدف من دون هالاثنــين..
فهـــد: ساعات يا مسـاعد ملامح الماضي ترافقنا الى الحاضـر. بس احنا لازم نفهمها على زمنها.. كل زمن يطلع اللي يتطلبه في الناس.. وماكو شي ايي من الماضي.. خلك افظن من جذي مسـاعد.. وافهم من جذي صدقني انت بتلاقي كل الخير لو تتمنى بس في لحظة شي.. للحاضر نفسـه..
تنهد مسـاعد وهو يقوم من مكـانه.. تمشى لوين ما الخيـول ترعى.. لـقاها في منتهى الحرية حتى بالقيـد اللي اهي عايشـته.. لانها تعرف انها بهالمكان راح تكون آمنه.. اهو عاش حياته مقيد بالماضي لانه يعرف انه راح يكـون آمن فيـه.. لكن وين الأمان الحيـن؟؟ وينها الحريـة..؟؟ وينها الطمأنينة وسعـة الصـدر.. الظيـقة هذا كل اللي يعرفه.. ظيق البعـد عن فاتن وعن الراحة اللي تبثها من خلال نظراتها.. كلماتها اللي لمن تنطق بها ترسم احلى حيـاة وان ما كانت تعني هالشي.. خيالها الرقيق والراقي..
وطى راسه وهو يكبت الدمعة اللي فيـه.. لكن هيـهات.. سالت منه وهي تخشـى ذل جفنه.. لكنها بعد.. تشجعت.. لان حتى هذي الدمعة ذرفت نفسـها سعيا الى الحرية من الماضي.. اللي قلبه بعد وده لو انه يطلع منه لكن..
ظل واقف وغروب الشمس يلوح على ويـهه مثل الذهب الناصـع.. وعرف ان بغياب الشمس اليوم.. حياته بتم مظلمة الى الأبد.. اي احلام او اماني بالحيـاة ويا فاتن في ظـل الحب.. معدومة..
تحرك من مكانه وهو مقرر الرجعة للبيت.. ركب سيارته.. حك ذقنه اللي كان مغطى بشعر اللحيـه.. وحركها وتوجه الى البيت.. حيث الواجبات اللي عليه هالليلة بزواج اخته.. لازم يكون متواجد وحاضر بالروح والقلب.. وان كانو هالاثنين غايبين في صالة بيت بو جراح مثل ما تركهم قبل يومين..
------------------------
لمت كل الحقايب والاغراض.. وقعدت مكانها وهي مسـتعدة لهالرحيـل اكثر من اي فتـرةبحياتها.. الهروب كان عنوان هالحركة.. هروب من كل شي.. من حب مسـاعد اللي يفتت قلبها مثل الصخر بالاسيد.. عرفت بغيرتها الشديدة من انسانة ميتة انها مو بس تحب مسـاعد.. الا تحبه من زمن طويـل حتى .. قبل لا تنولد وقبل لا تنبعث حية الى هالدنيا.. حبته في شخص مشـعل اللي كان عليـه في يوم من الايـام..
حبته في شتاء الدنيا القارس ولا حرها القاهر.. حبته في اوراق الخريق اللي تتساقط.. وثلج الجبال اللي يذوب.. وحمم البركان اللي تبرد.. والبكاء والفرح الحلم والحقيقة.. مسـاعد كان متواجد فيها من أزل الأزلين.. حتى في كرهها له.. اكتشفت انها محتاجته.. عمرها ما تلاحمت في رجل كثر هالانسـان.. لكن من المستحيل تبقى وياه قبل ما تتأكد من كونها اهي اللي يبيها.. مو بدل الفاقد اللي يربط نفسه فيه بالماضي..
لازم يعرف – قالت في بالها – اني مو عالية.. اني فاتن.. ولازم يترك الماضي ويتنحى عنه للابد لاني انا حاضرة وحية واعيش.. واعرف انه بعده ما تخلى عن الماضي.. واكبر دليل.. اعترافه لي.. كان من الممكن انه يتناسى كل شي ويبتعد عنه..
مسحت دمعتها على طرقة باب.. وتبعها الشخص الحزين.. خالد.. بابتسامة راقية تعلو قسمات ويهها..
خالد: خلاص.. رايحة؟
فاتن تبتسم: بعد نص ساعة بتييني سيارة المطار..
خالد وهو يستند على جدار الباب..: وبتخلينا كلنا ؟
فاتن وهي تنزل عيونها بدموع يديدة: خليتكم من قبل.. وواصلتوا حياتكم..
خالد: بس ليش فاتن؟
فاتن وهي تبتسم وتمسح الامطار الغزيرة على خدها.. : الاجازة ما بقى لها الا اسبوع.. لذا بروح عشان اكمل اشغالي قبل لا ارجع للكورس..
خالد وهو يبتسم: لا تستهبلين.. هل حقيقة ان وجود بنت ثانية بحياة مسـاعد آذتج لهالدرجة؟؟
فاتن وهي تعصر عيونها: لو تألمني جان عادي ادوس على الألم.. لكني بدل فاقد يا خالد.. تعرف يعني.. اني مجرد وجه... والباقي اهم يخترعونه في بالهم... (غطت ويهها بييدينها) شكثر كنت مغفلة... قربـان.. هذا هو اسمي..
تحرك خالد وسحب كرسي التسريحة اللي في غرفتها.. وحطه قبالها وقعد عليه.. وواجه فاتن.. وهو حاط يدينه على ركبته..
خالد: فاتن.. افهم كل شي تقولينه.. ويمكن انا بعد معصب على هالشي نفسـه.. بس انتي تعرفين زين ومؤمنة.. ان كل اللي وقع عليج.. اهو قضاء ربج .. صح؟
فاتن وهي تتنهد بقوة: ونعم بالله.. قضاء الله ونعم بالله يا خالد.. لكن الانسان مخير ماهو مسير.. قدروا انهم يمنعون هالاشياء كلها من انها تصيـر.. الله صح يقدر علينا اشياء.. لكن بعد نقدر نخلي الشي يكون وقعه اخف من جذي.. كانو يقدرون يخبروني على الاقل من البداية..ي عطوني مهلة للتفكير والانغماس في الشي اكثر واكثر.. ما تظن؟؟
خالد يبتسم في ويهها: عمرج ما كنتي غلطانة يا فاتن.. دومه كلامج كان يعبر عن الحق.. شوفي.. ان جان جراح عصب الحين. فمرده بتبرد اعصابه.. لكن عرفي انا بعد وراج.. ولا تحاتين ولا تعورين قلبج.. سوي اللي يريحج ولكن اللي يرضي ربج بعد..
فاتن: انا واثقة من اللي بسويه.. ومن جذي.. (مدت يدها الى ظرف على السرير.. ) اسلمك هالامانة توصلها الى مساعد اول ما تشوفه..
خالد يناظر الظرف باستغراب: شنو هذا؟؟؟
فاتن تبتسم: موجه لمساعد.. اهو الوحيد بهالدنيا اللي بيعرف شيعني هالظرف..
خالد: متاكدة تبيني انا اخذه.. والا ما تبين تاخذينه انتي..
فاتن: لا متأكدة.. ماقدر اشوفه بهاللحظة..
وقف خالد بعد فترة من التحديق في ويهه فاتن.. وابتسم لها.. تمنى لها رحلة طيبة وسعيدة.. وطلع من الحجرة... حمل الظرف عنده وهو رايح الغرفة يبدل ملابسه عشان يروح زواج نورة ..
---------------------------
نزل جراح اللي تلبس وجهز ولكن بنفس ظائقة.. طل براسه لدار امه اللي كانت مو موجودة فيها.. وشاف ان باب غرفة فاتن مفتوح بس ما تجرأ انه يدخل عليها.. الليلة بتسافر.. حجزت بروحها واكدت كل شي والليلة رحلتها الى نيويورك ومن نيويورك الى بوسطن.. الله يهديها ان شاء الله ويرضى عليها.. ما يقدر يتحمل فراقها او يتحمل التصرفات اللي تتصرفها.. لكن اهي حرة في اللي تسويه.. ما راح يتدخل اكثر عشان ما يحمل مسئولية احد.. اهي افهم منه بألف مرة..
دور امه بكل مكان وعجز يلقاها.. لكن في بقعة ما فتش فيها عليها.. الا وهي عند نبتة سمـاء.. تسقيها بدمعها وفراقها.. وتوه بيروح لعندها الا وخالد الي جهز بعد نزل من على الدري.. وتلاقوو بنص الدرب وراح جراح لعند امه.. وخالد ما تجرى انه يطئ عند الزرعة عشان ما تهيج احزانه في هالليلة .. وظل يتابعهم من على الباب..
جراح راح لعند امه اللي كان ترش الماي على الزرعة وهي تمسح دمعها..: يمة.
انتبهت له : هلا يمـة.. دقايق بس ازقي الزرع واييلك.
جراح يبتسم ويمسكها: يمة.. الله تجهزي عشان نروح العرس..
ام جراح وهي تشد على جفنيها: وين نروح ياو لدي واختك بتسافر الليلة.. بقعد وياها..
جراح: الحين بتييها سيارة المطار
ام جراح بحزن: ليش ما تاخذها انت..؟؟
جراح: يمة انتي ما قلتي خلوها على اللي تبيه.. اهي ما تبيني اتحكم في حياتها على قولتها.. خليها على راحتها.. انا ما راح اكره فاتن بيوم او اححتقرها.. بس يحزن قلبي اني ماقدر اكون جزء من حياتها.. مثل ما هي تبي تمشي حياتها صدقيني.. انا بعد ابي امشي حياتي.. بس لا تتكلم جذي عن نفسها وتجرم ابوي جدامي.. ما راح اتحمل يمة.. انا كنت مجرم ابوي طول حياتي واتمنى بهاللحظة (تهدج صوته بلبجي) انه يكون موجود عشان اعتذر له واطلب سماحه..
ام جراح وهي تلم جراح وتمسح على جتفه: يا حبيب قلب امك انت.. يعل عيني ما تبجيكم يا عيالي.. وان كنتو بعاد عني..
التفتت وشافت خالد واقف على الباب وهو يناظرها بعيونه الحلوة.. طول عمرها كانت تقول ان خالد يحمل بهالدنيا احلى نظرة حب تقدر الام او الاخت او الحبيبة تلقاها.. وراحت لعنده وهي تبتسم مخالطة للدمع اللي بعيونها..
مسكت ويهه بيدينها وهو يتحاشى عيونها: ما بغيت اني اخليك على راحتك.. تحزن وقلبك يهتاج على فرقاها. .بس قلت.. مثل ما القلب ينجرح الانسان احكم في شد الجرح.. وانت اخبر منهم كلهم يا خالد بالجروح.. ضبطت جروحك كلها جدام الناس بضحكة ويههك المننور... يمـة انا ما خليتك لاني مو مهتمة لك
خالد يلمها ويسكتها: ولا تقولين شي ولا تنطقين.. انتي كلامج هذا اهو اكبر جرح لي.. انا فاهمج يمة.. صدقيني.. انا ما بغيت كل هذا يصير لي.. بس من انا اذا ما تعذبت.. ؟؟ تقدرين تخبريني؟؟
ام جراح وهي تأشر لجراح انه اييها .. ولمت الاثنين بحظنها: الله لا يحرمني منكم.. يعلني ما ابجي عليكم.. كفانا ما بجينا يا عيالي.. مع ان البجي يتجدد فينا بتجدد الارض وقشرها.. لكن ما على عزا رب العالمين اي عتب.. ان حبك ربك يقولون بلاااك.. وبلا محبة رب العالمين فخر وعز علينا.. تعالو وياي.. خلونا نكون ويا اختكم.. عشان ما تظن انها ما عادت بلا اهل..
راحت ام جراح ويا هالاثنين وكل واحد منهم يمسح عين دامعة.. ووقفوا على باب غرفة فاتن وام جراح اهي اللي دخلت.. واللي من شافتها بنتها طاحت عليها بالحظن وهي تبجي بصياح عالي وقوي.. وام جراح ما ضبطت نفسها ابدا وتركت لنفسها العنان..
باست جبين فاتن وبين حواجبها وخديها المبللين:.. يمة انا ما بغيت لج المضرة.. ولا بغيتج تكونين مثل ما تظنين.. صدقيني.. انتي بنتي واخاف عليج وانتي قطعة مني وعزي وشرفي بهالدنيا..
فاتن: ادري يمة.. بس لاتبجين خلاص.. انا ما ببجي فلا تبجين انتي الثانية...
ام جراح: يمة لا تعذبيني بفراقج.. يمة لا تعذبيني بغيابج عني.. فديت ويهج اللي ما ابات ليلي من زود ما اهوس به.. يا ثمرة فرح وراحة من حملتج لحد ما اشوفج بنت كبيرة.. حكمي قلبج وعقلج وقرارج وسوي اللي يرضى فيه ربج وقلبج.. وما يحتاج قلبج يرضى فيه لان الدنيا سجن المؤمن يا بنتي.. وجنة الكافر...
فاتن وهي تمسح عيونها: ان شاء الله يمة..
وقطعهم صوت هرن السيـارة اللي بتاخذ فاتن الى المطار..
وفاتن: كاهي يات السيارة.. تحملي في اخواني يمة.. وفي روحج.. واول ما الاقي سماء بعطيكم خبر..
ام جراح: ان شاء الله يمة..تحملي بروحج .. وهالله هالله بذكر الله
فاتن: لا اله الا الله ..
حمل كل من جراح وخالد جناط فاتن وهي حملت السوت كيس الصغيرة اللي فيها لابتوبها وحاجياتها الشخصية.. خلت كل شي.. ويوم جهزت التفتت الى خالد.. توصيه بالامانة
فاتن: لا تطول ياخالد وعطني خبر بسرعة على الشي..
خالد: افا عليج ..
تناظر ام جراح: استستمحي من مريم ونورة وخبريهم ان طرى علي شي وما قدرت اظل اكثر..
ام جراح: ولا يهمج يمة بخبرهم..
تناظر جراح للمرة الاخيرة.. والدمعة خانتها بهذيج اللحظة,,: مع السلامة..
جراح وهو يوجهه لها عيون ذليلة من الدمع:.. في امان الله..
دخلت فاتن السـيارة.. وتحركت بها بعيد عن البيت.. وبكل خطوة بعد تجددت فيها الاحزان.. ومرت بالصدفة عند الشارع اللي يطل على بيت مريم .. لقته مزدان بالمصابيح والانارة وكانه كتلة من اللهب.. ومن كل اعماق قلبها تمنت الفرح والسعادة لهم كلهم.. ومن يا مسـاعد على بالها سكرت عيونها بشدة.. وانتظرت من خالد انه يؤدي الامانة..
---------------------------------
مريم اللي زهبت ولبست وصارت من جميلات السهرة خرب على جمالها اهو تجهم ويهها .. وتخلف فاتن عنها.. لسبب اهي تجهله وما تقدر تفكر فيه.. وحطت في بالها ان فاتن يمكن ما بتروح صالون بس انها بتتعدل في البيت وبتيي لحالها.. وبعد هذا ما مشى عل بالها.. هذا الزواج كانو يستعدون له من وصلو البحرين لحد هاللحظة وباخر الشي ما تحضر فاتن؟؟ اكيد السالفة فيها ان..
زهبت نورة وطرشت عليها عشان اتييها.. ويوم دخلت مريم على نورة نست كل اللي يخليها تعصب او تكره نفسها.. وطالعت نورة بانبهار واهي تسمي بالرحمن عليها..
كانت مثل رسمة بالحلم.. ويا فستانها الراقي والطرحة اللي مثبته بورد وتشتبك بتسريحة الشعر وتنزل على اليد وتلتف فيها مثل الحية.. والفستان الوسيع ذو الذيل الطويل المذهب واللي عليه وردات بلون الكريم الوردي.. تكسب الفستان رونق مختلف وجديد.. والمكياج كان متدرج بالوردي والذهبي وخطة الاسود على عيونها.. والاكسسوار الخفيف اللي كان هدية من مسـاعد على الزواج .. عبارة عن قرطي ماااس مربعيين ضخمين كلفوه ثروة.. ولكن ما يغلى على اخته العروس..
نورة وهي متوترة: شرايج؟
مريم اللي ابتسمت: والله مادري شقول لج.. جنج من حور العين
نورة بفرور: واحلى بعد.. تهقين فصوول بيغمى عليه؟
مريم: بيغمى عليه بس.. انا اشك ان ليله العرس الاولى بتكون في المستشفى... (تكلم المزينة) خففي من هالحلاوة لو سمحتي مافينا شدة على ريلها
المزينة: المفروض اننا ما نخفف عليه هذي حرمته ولازم يفتخر فيها
نورة: انا جذي ولا جذاك حلوة ويفتخر فيني
مريم: لا لا فيصل ما يستاهل الجلطة اللهم يا كافي الشرر..
ضحكت المزينة عليهم.. واتصلوا بمسـاعد عشان اييهم.. صاحبنا جهز ولبس بهدوء وصمت مصاحب بطنين في الاذن.. وينتظر هالفترة باحر من الجمر.. اكيد فاتن بتيي.. ما يصير ما بتيي عرس نورة .. ان ما يات عشانها فمريم ما بتخليها.. بتيي الليلة اكيد.. ومن اشوفها ما بسمح لها انها تغيب عني ابدا.. لازم تفهم.. اني احبها ومستحيل افرط فيها...
ما شال اللحية واكتفى بالثوب الاسود من تحته الياقة البيضا.. والشماغ الابيض كان مثل التاج على راسه. لبس الساعة اللي شرتها فاتن له.. وطلع من الغرفة وهو يحس ان شي مفقود بحياته.. شنو كان مايقدر يتوصل له بالضبط.. بكل خطوة يخطوها يرجع لوراه.. يتاكد انه ما نسى شي.. لكن لا.. كل شي موجود معاه.. الهدية اللي بيعطيها لنورة وزوجها.. مفاتيح السيارة.. لكن لحظة..
اللي فاقده اهو شي معنوي .. مو مادي.. لان الصرخة اللي بداخله كانت تبين فراغ.. او شي ضايع.. او على وشك انه يضيع.. تعوذ من بليس ومسك قلبه وهو ينزل من الدرج وطلع من الباب.. وتوه بيرد يدخل عشان يسكر الباب.. الا خالد في ويهه..
خالد بابتسامة: مبــروك..
تحايوو ومساعد قال: الله يبارج فيك.. عقبالك ان شاء الله
خالد: انت الاحق بهالشي..
مسـاعد وهو يتنهد بخوف: الله يسمع منك.. السابقون وانتو اللاحقون.. (تلفت يمين ويسـار يدور على فاتن ) ما ياو الاهل؟؟؟
خالد: خالتي تتجهز وجراح بياخذها الى الصالة مباشرة.. وهذا(يطلع الظرف من مخبات الدشداشة) لك.. موصية عليه فاتن..
تسلم مساعد الظرف وهو يكبت ارتجاف في نفسه.. ويوم مسك الظرف ارتعش من غير اي احساس.. خالد ابتسم في وويهه وحط يده على جتفه
خالد: مهما كان اللي يحويه الظرف.. تاأكد.. اهو من حسن تدبير وتفكير..
وراح عنه وتركه في داومة من الأفكار.. واول ما سواه مساعد انه فتح الظرف.. ولقى فيه اوراق مثل الرسالة.. ويوم فجها لقاها ثلاث صفحات.. بلع ريجه بصعوبه وراح داخل السيارة وسكر الباب وفتح الليت وقعد يقرى..
|