كاتب الموضوع :
brune
المنتدى :
القصص المكتمله
غزلان في غرفتها الكبيرة الفخمة وثيابهها المنثرة بطول الغرفة وعرضها.. قررت انها تزور بيت ام جراح اليوم ولازم تبين في اووج اناقتها.. وبعد بهالزيارة اقنعت امها بصعوبة انها تيي وياها .. استحت الام نظرا للعلاقة السطحية او المعدومة.. تعذرت سماء بكل اللي تقدره لامها لكنها ما قدرت تقنعها الا بشي واحد وصار من صالحها.. التعامل اليديد بين ابوها وجراح.. وروحات ابوها الدايمة له او حتى زيارات جراح للمكتب.. اهي ما شافته من بعد هذاك اليوم لكن اكتفت صراحة لانها بينت له انها مهتمة فيه.. لكنها مو بس مهتمة فيه.. فكرة الحصول عليه صارت تحدي بالنسبة لها واهي لازم تكون قد كلمتها.. مستحيل تخليه يضيع من يدها عشان بنت بسيطة مثل مريم.. جراح محتاج لبنت راقية وستايل وبرستيج مثلي.. واهو الظاهر متاثر منها يعني ما يبيها تضيع من جذي اوهم نفسه انه يحبها وانها شي بحياته..لكن اذا عرف باهتمامي فيه وبحاجتي له بيفرق بيني وبينها .. وان شاء الله يشوف اني انسب له منها.. ياااي عليه.. يخبل هالولد.. مخبلني وعافس افكاري..
ودخلت عليها اختها ((غصون)) اللي كانت توها راجعة للكويت ويا زوجها الدبلوماسي... ويوم شافت الفوضى تعجبت...
غصون: يا الله غزلان.. شسويتي بالدار قلبتيها فوق تحت؟؟
غزلان وهي تدور في الكبت: هذا وانا للحين ما لقيت اللي ابي البسه.. غصون شوفيلي البلوزة اللافندر.. ماركة كلوي..
غصون: الله يهداج وين بلقى لج ويا هالعفسة
غزلان: وووووه والله بمووت غصوون ساعديني لا تعورين لي راسي زود
غصون: زين خلي عنج هاللون.. الحين شتا ليش ما تلبسين شي تدرجي.. يعني البني ولا الاخضر.. حلو عليج ويا لون شعرج
غزلان وهي واقفة يم المنظرة تتخيل اللي قالته اختها: تهقين؟
غصون: اي.. وايد يليق عليج وبيبين لون شعرج زين..
والغبية غزلان على طول راحت بفكرها بجراح.. يا ترى شنو لونه المفضل.. اهي كل مرة تشوفه كانت تلقاه بالدشداشة.. ويوم رد من اميركا كان لابس جاكيت رياضي احمر.. يمكن يحب اللون الاحمر.. ما يندرى ..
غزلان: بلبس احمر...
غصون باستغراب:.. شعرج احمر وهدومج بعد.. لا لا.. خليه لمرة ثانية ولبسي اللي قلت لج عليه
غزلان : اوكيك. بلبس... (وهي تمد يدها للكبت) هالجاكيت.. وو... اممم (مدت يدها لتنورة قصيرة بكسرات متداخلة...) شرايج؟؟
غصون: حلوو.. لبسي وياهم بووت رفيع..
غزلان: اكيد... متأكدة حلوين..
غصون: اي حلوين.. وبعدين على اللي سمعته من امي واللي سمعته منج انهم ناس بسيطين يعني حدهم سوق المباركية..
غزلان بغيض: غصوون.. ارجوج.. هالعايلة وايد قريبة علي قلبي وما احب احد يستخف بهم.. اهم بسطاء لكن قلبهم كبير..
غصون: بسم الله عليج عاد شوي شوي.. اللي يسمعج يقول لج مطلب منهم..
غزلان بتوتر:.. شقصدج يعني.. انا .. زرتهم مرة ويا سماء.. بنت خالتي سلوى.. ولقيتهم طيبين..
غصون وهي تزفر: على العموم انتي حرة.. طول عمرج كنتي حرة وبتظلين حرة يعني لو قلنا وعيزنا محد بيسمع لنا..
غزلان: you are so right about this..
غصون: عيل انا بخليج الحين.. بنزل.. ما اقدر اتاخر الليلة عندنا عزيمة عشا..
غزلان: وانتو كل ليلة عزيمة.. ما قريتوا من رديتو من ايطاليا..
غصون: شسوي.. هذا حمود ما يكل ولا يتعب.. ولكن انا شعلي.. بيني فريق تقديم مآدب وكل الي علي اني اختار لون الزهور والزاوية اللي بنخلي الطاولة فيها...
طلعت غصون من الدار وغزلان تفكر في اختها.. من تزوجت صارت انسانة سطحية وهمها في مظهرها.. كانت غير قبل لا تتزوج.. روح الحماس وحبها للحرية والتفكك من القيود الاجتماعية مخليتها غير عن البنات.. لكن من تزوجت حمود تغيرت.. طالعت روحها بالمنظرة وتخيلت روحها حرمة جراح.. راح تتغير 100 درجة.. بتصير ابسط من جذي.. وبتصير احشم من جذي.. يمكن اهو من النوع اللي ما يحب الا البنات المتحجبات. نظرا لذوقه المريع في اختيار بنات مثل مريم.. لكن انا اقدر اخليه يستخف علي اليوم... بخليك يا جراح تصير مثل الميت فيني.. ومن درجة ما تموت فيني بتكره الحياة بدوني.. ههههههههههههههههههههاي..
-------------------------
جراح اللي كان في الورشة مو حاسس بنفسه ابد.. مو الصبح وهو راقد على المكتب.. يعدل في رقدته بعد.. من زود التعب اللي يواجهه يوميا نسبة النوم عنده صارت قليلة.. وحتى بسيطة.. فلذا كان يعوض هالنوم في النوم بالشغل.. اللي ينتج عنه تعطيل في الاشغال..
رن تلفونه وانتفض من مكانه وهو يتثاوب.. شاف ان لؤي المتصل
جراح بصوته المتروس نووم: الوووو
لؤي: يخسسسسسسس هالصووووت وراعيه القاطع اللي ما يستحي على ويهه
جراح: جب جب .. انا اللي ما استحي ولا انت ؟؟ما تسأل عني من رديت ولا شي.. خلاص.. صرت ريال بيتنا خلاص طلعت من القرووب
لؤي: جب ولا كلمة انت اصلا اكبرررررر خاين واكبرررررر لووتي.. انا تدري ليش متصل فيك.. عشان شي واحد بس
جراح: شنوووو
لؤي: ختفتفتفتفتفتوووووووووووو عليييييييك..
جراح: مالت عليك يالحمار..
لؤي: وينك في.؟؟؟
جراح وهو يتثاوب: في الورشة بعد وين..
لؤي: كل هنااااك؟؟؟
جراح: هذا وانا كل هناك والشغل متعطل.. والله محتاج لاحد يساعدني لؤي ما اقدر احط بالي على كل شي..
لؤي: يالهيسسسسس الاربد وانا وين رحت..
جراح وهو يتذكر كلام مساعد عن لؤي: اي تعااااااااااال ذكرتني.. صج تبي تشتغل وياي؟؟
لؤي: ماااااااالت عليك تو الناس تعرض علي الشغل.. ياخي شغلني ابي اتزوج والله ذايبة حناياي وانا العي بهالسالفة...
جراح: لا تلعي ولا شي.. تعال اي وقت.. والا اقول لك.. خلني اعلمك من الحين دامك فاضي..
لؤي: شدراك اني فاضي؟؟
جراح: انت دومك فاضي واكيد قابض هالسيارة وتلوووي فيها..
لؤي وهو يمثل بالصياح: احبك جراح.. دومك حاس فيني.. ياخي شهالقلب الحنون اللي تحمله في صدرك.. ابوووووس قلبك انا..
جراح وهو يضحك: يا عيني عليك انت يا ناعم يا رقيق.. يالله هز طولك وتعال ولا تتاخر
لؤي: عطني العنوان زين...
من بعد ما عطى جراح لؤي العنوان سكر التلفون وويهه متهلل.. واخيييرا لقى له المساعد.. ومن بعد.. اعز رفيج على قلبه ومن الاهل ومصلحتهم مشتركة. الحين ما باقي الا اسنع له الشغل زين بس طبعا شغل مثل هذا ماكو ضمانات ولا شي من هالكلام لكن الاجر زين.. ويمكن يعتبر هالشغل مؤقت لمن يلقى شغل احسن منه.. ومن يدري يمكن يتوسع شغل الورشة.. وتصير في يوم شركة.. بس لا نطمع ونخلي الاشياء تمر بهدوء.. مثل ما كانت..
-----------------------
االانتظار للساعة اربع كان مثمر .. ومريم طول هالوقت استغلته عشان اشياء مفيدة لها.. مثل تدريم اظافرها وياا اختها نورة .. ومن بعدها صبغت شعرها بلون افتح من لون شعرها وصار جنان من بعد ما غسلته وسشورته.. ولبست بهالمناسبة بدلة بتدرج اللون الاخضر اللي اهي مغرمة فيه .. وتفننت عاد هي في الميكب الي حاطته عشان تبين انها انسانة متألقة ومرة وحدة بتخبر ام جراح بسالفة سفرها.. هالشي بفرحهم لانهم بيردون وياهم فاتن.. يا الله فتوون ما يندرى شلون تغيرت ولا تعدل شكلها..يمكن نحفت ويمكن زادت البطة ادريبها اذا كانت بروحها تسوي العمايل..
اللي كانو بيروحون بهالزيارة اهي مريم واختها نورة لان امهم بتروح تعزي ناس من جيرانهم..
نورة: زين من بياخذنا؟
مريم وهي تحط الماسكرا: مساعد الي بياخذنا..
نورة: وليش مو لؤي؟؟ احسن .. عالاقل بنوصل بسرعة
مريم: لااا مو جذي.. اناابي مساعد ياخذني قبل محل جذي اشتري فيه هدية..
نورة: وااي انتي ليش ما قلتيلي انا بعد بشتري هدية
مريم بظيج: يعني يا نورة رايحين بيت الناس وهو يديد شلون ما تفكرين بهالشي..
نورة: لا زين زين قلتيلي.. لكن الحين ششتري لهم
مريم: اي شي.. انا باخذ لهم هاي آله القهوة ويا الكاباتشينو.. وورد.. ومساعد قال بيشتري هدية غير لهم..
نورة: اووف عيل انا ششتري لهم؟؟
مريم : اي شي تحفة فنية ولا شي..
نورة وهي تفكر: لالالا تدرين.. انا بشتري لهم شي من محل انتيكات.. شي جذي ديزاين وشموع وهالسوالف.. حلو صح
مريم تبتسم لها: من خبيرة الشمع كل شي حلوو
نورة: هههههههههههههههههههههه.. زين انا بخليج بروح اسنع روحي
مريم من غير ما تناظر نورة: انا بروح من غير عباة..
نورة التفتت لها: بخليج مساعد؟
مريم: ملابسي حشام يعني وكلها بالسيارة روحه ورده
نورة: اممم صح.. عيل انا بعد بروح وياج نفس الشي..
مريم: بخليج فيصل؟؟
نورة بحالمية: ويـــه من فيصل.. هذا لو اقول له اشرب سم عني يشربه
مريم: ويــــــــــــــــــه عااااد عطونا شوي
نورة بهجوم: ماكو يالله ذلفي.. ههههههههههههههههههههههههههههه
راحت نورة ومريم تضحك عليها وتدعي في قلبها ان الله يحفظ اللي بين اختها وريلها.. ومن اختها وريلها اييها اهي ويا جراحوو الحمار وخلاص يرتاحوون.. ملت من الهبال وياه والاستهبال .. الحين كل شي لازم يتعدل.. مو بيتهم زهب.. خلاص اهوو قال لي هالشي انه بيي يخطبني.. فديت عمره والله لو يبيني اروح وياه المحكمة وبس خلاص بواااااااااااااافق. فديت عمره والله..
جراح اللي شاف ان لؤي ما يفهم شي في الحسابات خله مسئولية الطلبات والعمال عليه وهو استلم الحسابات والتوصيلات.. ومرة وحدة صارت الشغلةا سهل منها ما في.. ويمكن بعد يحتاجون واحد ثالث بس خلهم يشوفون الاحوال وهم اثنين بعدين يقررون..
وتم الشغل باسهل ما يكون وتوصلوا لشي.. ان شاحنه وحدة ما تكفيهم ويبيلهم اكثر.. عشان يقدرون يوصلون الشي مرتين في نفس الوقت لمكانين مختلفين.. وهالفكرة كانت طبعا من رؤيا الشريك اليدد لؤي اللي كان مستمتع من قلب.. شغلانه سهله وما يبيلها حك مخ وعوار راس ولا مدير يصرخ ولا شي.. الدوام من 8 الى اربع استراحة ساعتين من 12 الى 2 وشاحلى من هالشغلانة. والراتب بعد زين على قد الحال
جراح وهو مبتسم: ها شرايك بالشغل
لؤي وهو ميت من الفرحة: لا تحاجيني والله ان رديت البيت زين.. ههههههههههاي
جراح: شدعوة كله الا شغل
لؤي وهو بطريقته المبالغة في وصف مشاعره: تعرف شنو يعني قعدة البيت؟؟ اااااااااه يا جراح دماااااااااار هذي تحطم كل اللي فيني.. مئدرررررش ائعد اكتر هناااك يا رااقل..
جراح: هههههههههههههههههههه اوكيك يا سنية بس خلاص.. الورشة ورشتك ووقت ما تبي افتحها واشتغل
لؤي: لاني احب النجارة بعد واحب الابتكار
جراح يذكر لؤي بالمدرسة كان يرقد طول الوقت وبحصه التدريب المهني يقوووم..وضحك عليه.. وبالسوالف مني ومناك ابتدت سالفة لا خطرت على بال جراح ولااا مالت حتى..
جراح: متى السفر؟
لؤي: اوووف لا تسكت.. يوم الخميس السفر والوصول يوم الجمعة وامي حاشرتنا بالبيت وعافسته بزعلها؟
جراح: ليش؟؟
لؤي: بعد مساعد مو كفاية انه هو بيروح بعد بياخذ وياه مريم ..
بهت جراح... مريم... ليشششششششش: من بيروح وياه؟
لؤي: الريم العصلا...
رجف قلب جراح.. هاذي الحمارة شلون تسافر وما تقول لي : ومن قال لك انها بتسافر ويا اخوك؟
لؤي وهو يضحك بسخرية: ما يحتاج الاستعدادات على ساق وقدم.. ومريم الله يهداها لو ماتبي تعرف احد يدري كفاية اغراضها وسوالفها اللي يدري عنها حتى راعي الجمعية..
سكت جراح وهو يحس بمرارة تطوف في حلجه.. ومن متى تدري اهي بهالسالفة؟ وما فكرت حتى تخبرني.. شلون بتسافر.. وشكثر بتم هناك.. تظايق جراح من غير اي سبب.. يمكن لانه كان متوقع انها تكون موجودة ومعاه بنفس الديرة خصوصا والحين ردوا بيتهم والمسافة قصرت يعني حتى لو ما شافها يطمن قلبه.. ليش بتسافر معاه.. لكن معليه انا وراج يا مريم.. تروحين وتسافرين وتيين على كيفج وانا هني مثل الطرطووور.. هيّن..
لؤي: انزين وين اخذ هذا؟
جراح من غير نفس: خذه المكان اللي تبيه
استغرب لؤي: زين شفيك انت الحين؟
جراح وهو يقوم : مافيني شي.. انا بروح البيت بتم هني؟
لؤي: لا ما بتم الحين يرد مساعد والغدى بينحط..
جراح: يالله عيل خلنا نقفل..
راح لؤي لعند المكتب وجراح عند العمال وقال لهم انهم بيسكرون مبجر اليوم.. مع ان الشغل اللي كانو مخططيين انه يزهب اليوم ما زهب لكن باجر يوم يديد وان شاء الله يصير كل شي لانه ان تم هني اكثر ما راح يركز والتركيز اهم شي ..
طلع جراح ويا لؤي من بعد ما سلمه نسخة من المفاتيح.. وركب سيارته جراح وعلى طول تحرك الى بيتهم...
-------------------------
غزلان وهي فاضحة امها في البيت: ياا الللللللله يممممممممممة لا تعطلينا خلينا نروووح
ام زياد وهي تنزل من الدري والعباية بيد الخادمة تبخرها لها وبحزم: غزلان علامج يمة مقروصة جذي الناس توها ما استراحت في بيتها لو تخلينها لبعد باجر يصير خير..
غزلان بانزعاج كبير: لا والله؟.. شرايج ما نروح لهم مرة وحدة
ام زياد: يمة والله فشلة ماعرف الحرمة ولا شي..
غزلان: يمة هذي فرصتج انج تعرفينها
غصون وهي واقفة عند الدري: والله انا مادري انتوو رايحين تخطبون لهم ولا تزورونهم.. هذول ناس بسيطين وكل هالاستعدادات مو مهمة لهم يا غزلان
غزلان وهي متوترة: شوفي غصووون مالج شغل زين انا بسوي اللي بسويه
غصون تكلم امها: هذا اخر الدلع والدلال شوفي شمسويه فيكم هالبنت
غزلان: والله موتي حرة مو كل يوم انا بنتهم الصغيرة
ام زياد بحزم وهي تسكت الثنتين: بس.. بدن.. يالله سكتوووو لا اادبكم انتو الثنتين..
واحتراما للام الوقورة انتهى النقاش بين غصون وغزلان اللي كانت مرتجفة من شدة التوتر.. مجرد فكرة انها تشوف جراح تخليها ترتعش.. ولااا هالمرة بعد بتشوف اهله اللي من زمان ما شافتهم.. يا الله يصير كل شي اوكيه وما تطلع لي عقبات انا بغنى عنها..
وطلعت الخادمتين الثنتين من المطبخ وهم حاملات الهدية الكبيرة من نوعها اللي هي عبارة عن تحفة فنية ولا اروووع.. وغصون يوم شافتها..
غصون بدهشة: وين بتخلونها هذي؟؟
غزلان: بناخذ اليوكن اليديد ..
غصون: اهاا.. ههههههههههههههه
غزلان اللي تنرفزت وصرخت: يمـــــــــــة شوفيها
ام زياد: غصووون يمة خلج منها والله حرام عليكم ذبحتونا خلونا نروح لا بارك الله العدووو
وطلعت ام زياد ويا بنتها المدللة وغصون اللي رن تلفونها توجهت له.. ركبوا الخدم الهدية تحت اشراف غزلان الي تمت تصارخ عليهم عشان لا يصيبها شي.. شعرها الطويل كان مغطي ظهرها كله وطريقه انسيابه كانت رائعة والبدلة اللي عليها كانت مخليتها عملية ورقيقة الا بلمحة الاناقة الخشنة الا وهو البوت اللي ساقه طويل.. ودخلت السيارة ويا امها اللي كانت حلقة الافكار تدور في بالها بصمت عن بنتها.. اليوم راح يتضح كل شي.. حالتها النفسية اللي قبل جم يوم.. وهالتوتر اللي صايدها من هالزيارة.. واهي اللي ما تحب الزيارات العائلية .. والله ما يندرى شنو اللي يمر من تحت راسج يا غزلان.. الظاهر ان كلام غصون كان صح.. بسبب دلعنا ودلالنا لها صرنا عاجزين عن كلمة لا في ويه غزلان.. الله يستر منج يا بنتي. ويطلعنا من الي تحت راسج..
================
مساعد الي كان هادئ من ليلة المناجر ويا فاتن محد عرف شنو سبب هدوئه.. يمكن هذا الهدوء ما قبل العواصف.. ويمكن هدوء ما بعد العواصف.. يرد البيت مبجر وياكل زين ومسترخي .. والله اعلم شنو الي يدور في باله للمسكينة فاتن..
مريم اللي نزلت على الساعة ثلاثة وشافته قاعد ياكل ويا امه اللي تسولف له.. وتفاجأت يوم شافته..
مريم: هلا مساعد..
مساعد ياشر براسه لانه كان ياكل.. وهو من طبعه الهدوء وقت الأكل..
مريم وهي تقعد..: يمة خاطري في قباقب متى بتسوون لنا؟؟
ام مساعد: قولي لابووج اهو الصياد مو انا..
مريم: بــيــــه ان جان على ابوي الواحد يهون.. من متى قايلة له ابيه وكل مرة نفس الشي (تقلد على بحة صوت ابوها) المرة الياية كم شيخة الحريم مريم عندنا؟
ضحك مساعد على مريم وهو موطي راسه واستلمتها امها: عيب عليج هذا ابوووج..
مريم: ابوي على عيني وعلى راسي لكن ليش يوعد وما يوفي..
الا بدخلة الابو اللي توه راد من البحر ولابس وزار وبيده كيس : ام مساعد... يوووووه يام مساعد..
ام مساعد وهي تهب له: هلا هلا بالغالي كاني..
بو مساعد: وينج انتي من ساعة اناديج
ام مساعد: استغفر الله توووك وصرت من ساعة؟؟
بو مساعد: خذي الجيس لا بارك الله في العدوووو
مريم وهي تضحك لابوها: يعطيك العافية يبببااااا هههههههههههههاي
بو مساعد: وانتي علامج شاقة الحلج بالنص.. قومي ويا امج ونظفي السمج
مريم بصدمة ومساعد نقع منا لضحك عليها: يبا.. شلون؟؟؟ انا.. مريم .. ام الدل والدلال.. اللي الخادمات يحوشون يم ريلي انظف سمج.. فشررررررررررر بالمصري بعد..
بو مساعد: شنو يعني امج احسن منج بشنو؟؟ والله لو تنوزنون يا بنات الديرة كلكم مثل ام مساعد ماتيوون..
مريم: اوب اوب يبا لا تغازل
ام مساعد بحيا تدعي لبو مساعد: يارب يخليك لنا ذخر وسند يا نظر عيني
مريم وهي تصم اذنها: لاااااااااااا ماابي اسمع تخربوووناا انتوووووو
بو مساعد وهو يقعد على الطاولة: يخربونها ست الحسن والجمال.. بنات هالزمن ينخاف منكم
مساعد يضحك وهو ساكت على كلام ابوه.. ولكن مسرع ما استلمه..
بو مساعد بسخرية: وانت؟؟؟
مساعد بصدمه: سم يا طويل العمر..
بو مساعد: سم يا طويل العمر... شفيك ساكت ومقلقل روحك على اختك وانت العن منها
مريم : هههههههههههههههههههههههههههههاااي عمري ابو محد يطلع مظلوم وياااه.. يبا.. خلنا في موضوعنا
بو مساعد: تخلخلت ظرووووس
مساعد ومريم يكملون: العدووو (مريم بروحها ومساعد يضحك) زين يبا.. وين القباقب اللي وعدتني فيهم؟؟؟ ها.. ؟؟ ها ياااا خلف هاا.. وين الامانة وين الوعد.. يبا الكويت امانــــة وبناتها امانة لا تكسرون بخاطرهم؟
بو مساعد وهو يناظر مساعد: انا ابي اعرف هذي باي يوم يات.. يوم اللسان وطوالته... للقباقب لازم نروح فيلجا وانا مووو نوكر (خدام) ريلج اللي ارووح لج وايي..
مريم بحيا: وااااط يبا.. كسرتني.. ما ادري ان كنت اتجبر مرة ثانية ..
مساعد: انا اعرف شلون اجبرج.. يالله روحي لبسي ورانا درب نتشرى ونرجع..
بو مساعد: وين رايحين.. (يكلم ام مساعد) وانتي ما علمتي عيالج منج الا الهياتة.. ودي اشوف هذاك المعصقل ولا نووورة ابد ما اشوفهم وهذي كل يوم ما حطت العباية على راسها وهيّت بالفريج..
مريم: يبا رايحين بيت المرحوم عبدالله الياسي..
بو مساعد بكل احترام: اهاا.. رايحين بيتهم.. الله يرحمه.. روحي يبا وشوفي عمه اخوووج ان جانها محتاجة شي.. بعد احنا اهل ونسايب ما يصير ما نواصل..
مريم: ان شــــــــاء الله يبا.. من هالعيــن وهالعيــــن..
راحت مريم ورى اخوها مساعد وتوه بيدخل غرفته اهي قدرت تلحقه وتوصل له..
مريم: سعوووود سعود سعود..
مساعد يلتفت لها بكل هدوء: هلا..
مريم تقلد عليه: هلا.. شنو هلا قول لي..
مساعد بحيرة: شقول لج؟
مريم وهي تحوس ثمها: .. شصار بينك وبين فاتن؟
مساعد يعقد حواجبه: شنو يعني يصير؟؟
مريم: ماتكلمتوا يعني من هذيج الليلة؟
مساعد وكأنه ما يذكر شي: اي ليــلة؟؟
مريم: ليلة العرس.. ليلة المعركة العالمية.. اللي راح تلفونك ضحيتها..
مساعد وهو يلف راسه عنها: مريم ماعندي وقت لهالسوالف وروحي تزهبي ونادي نورة بعد عشان نروح.. ما ابي اتاخر وراي اشغال..
دخل الغرفة وسكر الباب ومريم واقفة مكانها بصدمة.. شفيه هذا؟؟ ماكلين حلاله.. والله ويا هالويه.. مالت علي انااللي ملاحقة وراك.. بس غموضه هذا اكيد وراه شي.. وانا ما يصير اسكت عنه.. لا يكون بس هون عن فتون وما يحبها.. اقوم اتصل في ارفيجتي واشوفها قبل لا امشي..
فاتن اللي كانت تتعمد انها ترمي تلفونها في مكان غير عن اللي اهي فيه ما سمعت الرنين المتعدد اللي كانت مريم تسببه باتصالاتها.. والسبب الحقيقي ان فاتن كانت في سابع نومة.. طبعا في غرفة مساعد اللي تعودت تنام هناك من سفره.. على الرغم من انها حاملة في قلبها عليه الا انها ما قدرت تتخلى عن الاحساس اللي يتولد فيها بالنوم في هالغرفة.. طبعا الراحة اهي اهم شي..
يوم عجزت مريم خلت عنها الاتصال.. وراحت تتزهب للزيارة التاريخية.. وهي مو عارفة شنوع من التطورات النفسية اللي راح تولدها فيها..
-------------------
في هذيج اللحظة وصلت غزلان ويا امها لبيت ام جراح اللي كانت ما تدري بهالزيارة.. وكانت قاعدة في الصالة ويا بنتها مناير وهم يطالعون التلفزيون.. ويوم رن الجرس الجديد تلفتت ام جراح اول الشي مستغربة بس بعدين عرفت..
ام جراح: يمة روحي شوفي من عند الباب..
مناير وهي لازقة في التلفزيون: يمة قولي لعزوز
ام جراح: تدرين ان اخووج ما قر في البيت من ردينا.. روحي ردي يمة ريلي تعورني ماقدر اقوول
مناير وهي تلتفت: يمة.. انتي ما تدرين ان اكثر حالات الاختطاف للبنات المراهقات تكون في خدر بيوتهم؟؟ يعني يردون على الجرس مثل حالتي؟؟
ام جراح وهي تهف: اووووووووووووووووووووووووووووووف..
مناير : اي يمة .. تخيلي يعني لو رحت ارد على الباب وما رديت لج؟؟ شبصير عليج وانا بنتج الثانية وحبيبة قلبج
ام جراح بعصبية: روحي ردي على الباب وان شاء الله يخطفونج على قولتج عشان افتك من قرقتج..
مناير وهي مو مصدقة:.. من صجج يمة؟؟ ما تبيني؟؟
ام جراح بعصبية زايدة: منووور ويهد روحي ردييي..
راحت مناير وهي مخبصة ملامحها .. وتمت تتوعد في الزاير اللي ياهم هاللحظة.. احد ايي بيوت الناس بهالوقت.. صج يعني ماكو احساس..
فجت الباب بملل وهي تصيح: نــــعــــم..
ومسرع ما راح صياحها وتعدلت وقفتها يوم شافت بنت حلوة وانيقة وياها وحدة عيوووز.. لحظة اهي تعرف هالبنت.. مرة ياتهم... بس شنو اسمها نست...
غزلان بفرح: هلا منوور شلونج حبيبتي..
مناير بصدمة: .ه.. هلاا فيج
وراحت غزلان وتمت تبوس في مناير اللي مو متعودة على هالنوع من التصرفات..
غزلان: امج هني؟
مناير: اي... امي هني... حياكم الله..
غزلان بفرح كبير: الله يحيج..
وراحت مناير وتبعتها غزلان ويا امها اللي كانت مفتشلة.. الله يطلعنا من اللي في راسج يا غزلان..
دخلت مناير البيت وراحت لامها بسرعة..وقالت لها وام جراح من زود الصدمة والارتباك وقفت مكانها ولا هي عارفة تسوي شي.. وياتها غزلان بكل محبة وفرح وكانها ماشافتها من زمان..
غزلان: شلونج خالتي شخبارج؟
ام جراح بابتسامتها العادية: الحمد لله ابخير انتي شلونج عساج طيبة
غزلان: الحم دلله ابخير.. (تاشر لامها) هذي امي ..
ام جراح باستقبال رحب: هلا والله توه ما نور البيت..
ام زياد: الله ينور دنيتج.. شلونج شخبارج.. مبروك عليج
ام جراح بحياها وتواضعها: الله يبارج فيج.. حياكم تعالو قعدو...
غزلان: لحظة بس اشووف السايق..
ام جراح: على راحتج..(تكلم ام زياد) حياج الله تفضلي..
ام زياد المحرجة: زاد فضلج الشيخة..
وتمو الحرمات قاعدين ويا بعض ومناير اللي راحت غرفتها تغير هدومها مستغربة من هذي البنت.. اهي عارفتها بس مو ذاكره اسمها.. والله الظاهر ان امي بعد مو عارفتها.. ليش مااروح لسماء واتاكد منها عن هالبنت؟؟؟ اي والله فكـــرة..
ولمعت فكرة ثانية في بال المحققة مناير.. ليش ما تروح بيت سماء ومرة وحدة تستكمل اللي بدته في التحقيق عن هذا المشعل .. من يدري يمكن اليوم راح تعرف اشياء توصلها للحقيقة عن هالشخص.. يمكن راح تعرف اذا له علاقة خاصة بعايلتهم واذا احساسها هذا طلع صحيح.. فديتني والله احسن محققة في هالدنيا.. لوو يصطفون كلهم ما يلاقون مثلي بهالدنيا..
غيرت هدومها مناير ونزلت تحت عشان تروح بيت سماء.. وعند باب البيت وقفتها غزلان وهي تمسك يدها
غزلان: وين رايحة؟
مناير باحراج واستغراب: رايحة بيت ارفيجتي ليش؟
غزلان وهي تبتسم: قعدي وياي ابيج تونسيني
مناير: ههي.. كاهي امي وامج قعدي وياهم وبيونسوونج
غزلان: ابيج انتي تقعدين وياي انتي وايد حبوبة واحسج راعية سوالف
مناير في خاطرها:: يا بنت الناس لا تفشليني انا اسمج ماعرفه ليش تتلزقين:: :- انشاء الله في المستقبل نقعد ويابعض.. بعدين مسافة الدرب وانا رادة لا تحاتيني
غزلان: انتظررررج ترى لا تتاخرين
مناير بابتسامة زائفة: فديتج والله مابتأخر عليج..
وراحت عزلان عن مناير داخل البيت تاركتها في تساؤل .. هذي البنت واحد من الاثنين.. يا هي تحس بالوحدة وياية بيتنا.. يا حاطة عينها على شي.. ما يندرى.. هفهفت مناير.. والله مشكلة.. من يوم بدت التحقيقات صار لها بدل الشغل عشرة.. حتى هذي غزلان يبيله الواحد يستكشف عنها.. الحين اروح لسماء واخليها تعلمني بكل شي..
------------------------
كانت فاتن نايمة لكن عادتها بالصحو من وقت ما خانتها.. وكاهي الساعة تسعة واهي عند المطبخ تزهب لها الريوق.. نسكافيه عادي وسندويجات بالبيض والمايونيز والدياي.. تفننها بالسندويجات يخليها ملكتهم.. من خلال انعكاس صورتها من جامة الكبت لاحظت انها ضعفت اكثر من قبل.. وشي ثاني بين لها هالشي اهي ملابسها الي تسبح فيهم.. والله حاله.. انا لازم اسمن اكثر من جذي ما بين لهم اني تعبانة صحيا ولا شي.. بس هالأنفلونزا سوت سواياها في يومين.. بس معليه.. الاكل الدؤوب بيرجع كل شي.. عطلة الكريسماس كانت مبتدية من بداية مرضها .. و بتستمر الىالسنة اليديدة.. احلى شي انها راح تقضي سنتها اليديدة يا اهلها.. عشان تتمتع بأيامها.. لكن لو راحت وفكرت بتشوف انها حتى بالكويت بتكون حرم مساعد خلف الدخيلي.. يعني لازم لازم اطلع وياه واشوفه ويشوفني.. خله يشوفني حلاله لكن اهو اللي بيندم على اللي سواااه.. انا مو مستعدة اتنازل قبل ما هو يتنازل ويترك حب السيطرة الي فيه..
وبمتعة تمت تحسب الدقايق والساعات على وصوله.. هالمرة وصوله راح يكون شي مغاير تماما..
==============
سيارتين وقفوا عند بيت بوجراح بنفس الوقت.. سيارة جراح وسيارة مساعد.. ومريم من شافت جراح دقات قلبها خانتها وبدت تطفر منها اليه.. وشعور من الفرحة غمرها لكن اهي لازم تحاسب على وجود اخوها وياها.. واول ما نزلت من السيارة ويا مساعد ونورة سلم جراح على الاثنين وتم واقف وياهم بالسوالف اما هي وقفت بعيد عند اخوها وابتسامة رضا على شفاها كان جراح غافل عنها..
يوم التفت جراح لها مسرع ما بعد عيونه عنها.. ما يقدر يناظرها وهي اللي بتسافر عنه؟.. شلون قدرت تسوي جذي؟ ما تخبرني بسفرها عني.. هين يا مريم ان ما خليتج تهونين عن هالسفر..
نورة وهي تأخر مشيها عن مساعد الي خط الدرب كله ووصل للديوانية
نورة في اذن مريم: واااي يا محلاااه..
مريم: اووش سكتي.. ذبحني نورووه
نورة: جبي ياللي ما تستحييين.. عيني عينج
مريم بصدمة: انتي بعد..
نورة: انا غير.. انا اكبر منه..
مريم: يالله عاد حللتيها..
بهذيج اللحظة طاف جراح من جدام مريم ونورة اللي واصلوا دربهم الى باب البيت.. ومريم اللي ما كانت ملاحظة ظيج جراح وفسرته انه ملزوم فيه لان نورة ومساعد معاها..
دخلووا البيت... ووقفت مريم مكانها من الصدمة اللي شافتها.. هالبنت.. اسمها غزلان.. يوم رد جراح من السفر شفتها هني.. بنت خالة سماء.. اخت مشعل.. شيايبها هني..
التفتت ام جراح الى الحضور الجديد وحتى الظيوف الا وهي عزلان وامها.. ويوم تلاقت عيون الخصمتين تطاير الشرر في عيون غزلان.. يعني ما ياز لها اتيي الا اليوم؟؟ وانا هني؟؟
ودخلت مريم بكل هدوء هي واختها وهم حاملين الهدايا اللي يابوها واستقبلتهم ام جراح احلى استقبال يمكن حتى حز بخاطر غزلان هالشي لكن شي واحد لازم تفهمه ان مريم رابية بهالبيت .. ومعزتها من معزة اولاد هالام الطيبة.. لكن يا خوفي لو ان هالام بعد حاطتها في بالها لولدها.. وانا اللي ابي اكسبها شبيصير علي..
-------------------------
مناير اللي دخلت لسماء بكل هدوء ظلت قاعدة في الصالة وهي تنتظرها اتييها وبنفس الوقت كانت مأخوذه بأناقة البيت وكشخته.. يعني بيتهم صار شي جميل.. لكن هالبيت ما يعلى عليه.. وكأنه قصر. اهو بالفعل قصر.. كان هالبيت من اكبر البيوت اللي انبنوا في هالفريج.. وتحركت روح التحقق في مناير وقامت على حيلها وهي تستكشف هالبيت.. عشان الدلائل والحقائق.
راحت وهي تتمشى عند طاولة كان عليها اطارات متعددة لصور اهل البيت.. يمكن اكثرها كانت لحرمة وولد.. وهالولد كان مشعل ما غيره.. وتمت تراقب ملامحه مناير بحاجب مرفوع مثلها مثل شيرلوك هولمز.. تمت تتمنظر فيها وتدقق وتدقق لمن اندعس خشمها عند عينها .. ويوم لاحظت اشياء خياليه دارت في بالها وقفت وهي تمطط ظهرها اللي كان منحني طول هالوقت.. مو حاسة بالشخص اللي كان واقف يناظرها..
ويوم التفتت تفاجأت انها شافته..(موضوع البحث) :: مشعل ::
وقفت وهي تناظره بشموخ وبين الصمت تكلمت:.... انتظر سماء.!
مشعل بابتسامة راقب ملامحها.. قريبة وبعيدة بنفس الوقت من فاتن:.. انتي اخت جراح صح
مناير بغرور: اي نعم.. صح..
ابتسم مشعل: دقايق بس وتنزل لج سماء.. اهي شوي تعبانة اليوم
مناير:.. اوكيك.. بنتظرها...
استغرب مشعل من تصرفها الجاف او المغرور شوي لكنه ما عطاها اي اهمية.. وراح عنها .. اما هي ظلت تناظره وهي تتوعد فيه. انا لازم اكتشف حقيقتك.. لازم..
ومن بعد ما راح مشعل ياتها سماء وهي لابسة البيجاما.. وعيونها متنفخة وكشتها منشورة.. استغربت مناير يوم شافتها بس تذكرت الخلاف للي دار بينها وبين خالد..
سماء وهي تلم مناير: منووووووووور
مناير: ويييييييه شوي شوي على عمرج؟؟ علامج سماء
سماء وهي شويوتبجي: بموت منووور
مناير: وخري زين.. احد يموت على هالمعصقل..
سماء: منور ذبحني ولد خالتج
مناير: تراج للحين ياهل..خلي عنج خلوود وسمعيني عندي لج سالفة
سماء باستغراب: سالفة؟
مناير: سالفة خطيــــــرة
سماء تسكتها: صبري.. (تتلفت.. اكيد امها قاعدة في مكان وهي تتسمعهم) تعالي وياي داري لا احد يسمعنا
مناير: اوكيه
وراحو الثنتين لدار سماء..
----------------------------
مشعل اللي طلع من البيت اول ما بيركب سيارته شاف جراح طالع من الديوانية ومعاه شخص.. ويوم تعرف على ملامحه ظل واقف وهو يتمنظر فيه.. هذا هو ال****.. خطيب فاتن.. شسوي هني؟؟ لا يكون... لايكون فاتن ردت؟؟؟ وينها طيب؟؟ ماشوفها؟؟؟
---------------------
مريم من بعد ما تلقت اتصال من مساعد وسكرته..
مريم وهي تقوم: يالله خالتي احنا بنروح
ام جراح بصدمة: بهالسرعة
نورة بابتسامة: تعرفين مساعد دومه مشغول.. وخصوصا باجر السفر بعد انشغل زود وزود..
ام جراح: ويييه.. الله يردكم بالسلامة ان شاء الله ووياكم بنتي بعد..
مريم بابتسامة حلوة ومرحة: ويردني وياهم بعد
ام جراح بصدمة: انتي بعد؟
مريم: اي انا بعد ليش ماوح ويااااهم يحليلي ما رحت اميركا بحياتي
ام زياد تضحك لها: ولله يمة انا رحتها وياريتني ما رحتها.. تكسر الريل والعظامة..
مريم: لا عاد خالتي انا محد بيقنعني.. لازم اروح بروحي واشوووف
ام زياد: روحي وان ما انا قنعتج انتي بتقنعييين
مريم بحالمية: وي فديتني منو قدي..
ضحك الكل عليها وهي على الرغم من راحتها الا ان نظرات غزلان لها وهدوئها ما طمنها.. تذكرت مريم هالبنت وموقفهم السابق وشلون كانت لازقة ونعومة ويا جراح وكانها بتكسر ظفرها.. لكن هين لج انا وراج يا بنت الناس ان ما خليتج تندمين على هالشي..
غزلان: يمة احنا بعد لازم نروووح..
ام جراح: يا الله عليكم يا ما كله يا ما خله..
ام زياد تبتسم: لا ياوخيتي بس بنتي بالبيت وخليتها بروحها
ام جراح: ليش ما يات وياكم جان كملت القعدة
ام زياد: ما تقصرين الشيخة.. يالله.. على العموم تشرفنا بمعرفتج
ام جراح: الشرف لنا الغالية.. ولو
وبهالشي.. طلعوا الظيوف كلهم مرة وحدة.. غزلان وامها اللي راحو عند سيارة السايق اللي انتظرهم ومريم ونورة اللي راحو عند سيارة اخوهم.. ومشعل اللي كان يراقب كل شي من داخل سيارته المعتمة.. يراقب الكل لمن طاحت عيونه على خالته وبنتها.. كانو واقفين عند السيارة بس تكلموا فيما بينهم وتوجهوا للبيت.. وظل هو يشغل نفسه لانه مايبي يفوت على عمره مراقبة مساعد.. اللي كان مثل الصخر ساكت وهادئ وما يهز حتى راسه.. دخل السيارة ويا خواته وتحرك من المكان الى مكان ثاني... ومشعل ورااااه بهدوء..
جراح اللي يوم شاف مريم طالعة نزل عيونه لكنه رفعها مرة ثانية يوم شاف غزلان.. ومن شافه يناظرها.. مريم ما غيرها.. والتفتت بين الاثنين بقهر وهي محترقة من داخلها.. يعني انا يوم ناظرني نزل عيونه.. ويوم شافها؟؟ ما اقول الا مالت عليــــــك..
جراح اللي نزل عيونه عن غزلان تم يناظر الارض ويوم مشت مريم صوبه ما قدرت تمنع نفسها من كلمه وحدة..
مريم بصوت واطي: مالــت عليك يوم انك تشوفها قبلي..
رفع جراح راسه لا اراديا من كلامها. يعني لاحظته؟؟ خلها تولي.. باللي مااااااا يوفج.. مو اهي بتسافر ولا فكرت تخبرني.. يالله خلها تصطفل.. يعلها ان شاءالله ما ااا ترضى..
ركبت مريم السيارة وغزلان اللي كانت تنتظر وياامها اللي تبي تزور اختها دامنها موجودة في المنطقة.. ويوم راحت الام عند بيت خالتها تقدمت اهي صوب جراح اللي كان واقف..
غزلان بابتسامة: السلااام..
جراح من غير ما يرفع عيونه: وعليكم السلام..
غزلان وهي تراقب ملامحه وكان يبين انه متظايج: خير جراح.. فيك شي؟
جراح وهو يرفع راسه بحيا: لا سلامتج.. ما فيني الا العافية.. وانتي فيج شي؟
غزلان بصدمة: لا ما فيني؟؟
جراح: الحمدلله.. يالله... مع السلامة..
ومثل كل مرة ما خلاها حتى تكمل السلام وراح عنها: الله يسلمك..
دخل جراح البيت وهو معصوف من مريم.. يعني اهي تزعل وانا اراضيها لكن انا لو زعلت ما تهتم ولا تحط ببالها.. خلها تولي.. تروح وترد على كيفها انا مالي شغل فيها
طول الدرب حاولت مريم انها تحبس الصرخة اللي فيها.. ياريتها بس تقدر ترد بيت ام جراح عشان تداوي هالمغرور.. لكن ماله داعي.. اهو ما يستاهل.. يناظر غزلان جنه ما شاف خير.. خل غزلان تنفعه... خله يلقى منها اللي ملاقيه مني طول هالسنين.. لكن خلاص يا جراح.. انت لازم لازم تتأدب. وان كان هالشي على حساب راحتي..
مساعد اللي لاحظ سكوت مريم في السيارة ويوم وقف عند البيت
مساعد: مريم؟؟
مريم بهمهمة حزينة: هممم
مساعد باستغراب: علامج؟؟ فيج شي؟
مريم: لا.. ابي اروح البيت
مساعد: كاهو البيت جدامج..
التفتت مريم وشافت انهم وصلوا.. الظاهر انها كانت سرحانه طول الوقت..
مريم: اوكيه.
مساعد: لا تنسين تزهبين اغراضج باجر من الصبح احنا طالعين..
مريم: ان شاء الله
قالتها وهي تسكر الباب وحاسه بالحزن لبلعومها.. لو احد يكلمها بتنفجر من الصياح عليه الحين.. ليش جذي.. ليش يعني قبل لا اسافر يعني لازم اتكدر.. وانتبهت لنفسها وهي بغرفتها... اهي ما خبرت جراح انها بتسافر..بس اكيد مساعد قال له يعني وشنو الفرق لاغبت عنه يومين.. كاهي غزلان اللي بتملي وقته عليه.. وبهالفكرة ما قدرت مريم اكثر وغطت عيونها وغابت في نحيب يديد.. مسرع الفرحة اللي صابتها عشان تطير في دقايق..
--------------------
مناير اللي نزلت من دار سماء وهي تتساسرها.. وتوشوش في اذنها وتطمن سماء عن موضوعها ويا خالد تفاجأت يوم شافت ان ام زياد وغزلان كانو في الصالة ويوم شافت غزلان مناير عند سماء استغربت. يعني سماء اهي ارفيجة مناير؟؟
مناير: يالله سموي انا بروح
سماء: اوكيك
مناير: خلج صاحية باللي قلت لج عليه وبتنجحين
سماء: ولي زين مسوية روحج ناصحة
مناير بنظرة اجرام: صج لا قالو لا شبع ال::
سماء وهي تدفعها: ولي ويا هالراس..
طلعت مناير من الباب وسماء اللي ما كان لها مزاج لخالتها او بنت خالتها بالاحرى كانت مجبورة انها تروح وتسلم عليهم..
اما مناير اللي طلعت من البيت تفتح رباط جوتيها الرياضي ونزلت تصلحه.. ويوم رفعت راسها لاقت مشعل اللي رد من متابعة مساعد لبيتهم جدامها..
مشعل يبتسم: حاسبي لراسج
مناير بذكاء: انا محاسبة له لكن ناس ما يحاسبوون
مشعل بغرابة: شقصدج؟
مناير:مع السلامة..
وراحت عنه وهي متنفرة منه.. هالانسان فيه شي مو عاجبني مادري.. سماهر تشوفه وسيم وحلو وعيونه مادري شقالت عنهم لكن انا قلبي ما يطمني منه.. فيه شي غريب شي يخلي الواحد يحترس منه. وانا لازم اتكشف هالشي
مشعل ظل واقف وهو يفكر بهالبنت الصغيرونه..صغيرونه لكن لسانها طويل.. وعلى طول تذكر فاتن.. كانت التضاد لهالبنت.. فيها ملمح من ملامحها بهذاك اليوم اللي وقفته بنص الشارع لكنها بعد تختلف.. فاتن كانت مثال للنعومة والرقة لكن هذي...
هز راسه ودخل بيتهم..
----------------------------------------
اليوم السفر.. اليوم الموعود.. ما قدرت فاتن فيه تنام ولا تستريح.. تحاتي هالوقت اللي قاعد يمر بسرعة ويخلي موعد ملاقاتها بمساعد اقرب واقرب.. يا الله بكون بروحي وياه في نفس المكان.. ما اقدر اتخيل هالشي.. اهو قال لي يا الخميس بالليل او الجمعة وما ادري ليش احس اني ارجح الخميس.. يمكن يبي يسويها لي مفاجاة.. يا قلبي اي مفاجاة اللي انتظرها انا اليوم بنقتل بنذبحج منه.. لكن.. انا لازم اكون اقوى من جذي انا توعدت في نفسي وتحلفت اني ما خليه يأثر فيني.. وين مايأثر.. اول ما قعدت وياه كنت اكرهه.. ويوم راح ندمت على روحته.. ويوم بيرجع لي انا قلبي مادري وين احطه.. قلبي اللي خاينني وراح لصوبه ومنتظر وصوله اكثر من اي شي.. يا الله صبرني.. صبرني على لقياه..
مساعد اللي كان يزهب الاغراض في المطار ويا مريم ونورة ولؤي معاهم .. تركو الام وهي تبجي فراق بنتها وولدها ولا كانهم بيغيبون فترة وبيرجعون.. وعيون مساعد وتفكيره كانو مشتتين.. يعني اهو بجسمه موجود لكنه غايب عنهم.. روحه وتفكيره ويا فاتن.. ولوما مريم معاه جان الشي راح يكون مختلف.. يمكن عادي اخذها من شعرها واضربها بالحايط بعدين اخذها والمها لصدري واباريها.. يا حبيبتي يا فاتن.. يا اقوى متحدية واصغرهم.. يا ربي شهالتوتر اللي قاعد احس فيه .. ما بصير شي.. بدخل عليها بشكل عادي وبكون عادي وما بكلمها ولا حتى بعطيها ويه.. ههااه.. هذا اذا اهي اهتمت لوجودي.. لا ومريم بعد عنصر التشيت راح تكوون فعالة وياها.. بتلزق فيهاوانا الصفر اللي على اليسااار.. اصلا مفاجأتي لها راح تكوون كافية.. مريم اللي راح توقف لها وتفهمها اني انسان لازم القى اللي ابيه يا تستحيل حياتي الى الجحيم.. وفاتن لازم تعرف هالشي وتحترمه بعد لو تبي.. لاني مو مستعد اربي يهال.. وعلى سالفتها اللي سوتها هذاك اليوم... انا اوريها... كف ما تبي غيره
لؤي: مساعد.. مســـــأعد؟
مساعد وهو يلتفت بجفل: ها ها هلااا فيك
لؤي يبتسم بخبث: هاا.. فكرك مو وياك.. ويا الحبيبة .. اقول ..مو هذي الخطوط اهي نفسها اللي رحت معاها هذيج المرة
مساعد: اي انا رحت هناك وعجبوني صراحة وقلت اذا اضطريت اني اسار مرة ثانية بسافر على هالخطوط..
لؤي : بس عيل يا قلبي يا اخوي.. تحمل بروحك وحط بالك على مريوم يمكن بهالشيلة علبالهم اهي من جهات او جهات
مريم وهي تضرب لؤي: عمى بعينك شنووو جهات والله شرفهم هالشيلة ويا راسك
لؤي: وااااااااو اثنينهم مزاجهم مثل الفلفل.. يالله اخليكم انا الحين وراي الشغل
مساعد باستفراب: اي شغل؟
نورة وهي تناظر مريم من تحت لتحت: وي ما تدري الحين لؤي يشتغل ويا جراح في الورشة
مساعد يبتسم: اووه.. شي حلوو والله.. يالله بالتوفيج.. ديرو بالكم على امي ولا تخلينها بروحها يا نورة
نورة وهي تنزل عيونها بحيا: والله من زمان ما خليتها بروحها وتطمن
مساعد: يالله عيل.. بخليكم..
لؤي :تحملو بروحكم..
وانطلق مساعد ويا مريم وهم رايحين عند التذاكر ..
------------------------------------------------------------
رن جرس البيت في شقة فاتن اللي جفلت مكانها وهي توقف.. يا رب.. ما يصير.. الحين يا.. لا ماصدق وين ايي الحين.. تو الناس على رحلتهم.. وراحت هي عند الباب تفتحه وارتااااااااحت يوم لاقتهم ميشيلا ويا جورج وبناتهم الثنتين...
الحوار دار بالانجليزي بس مترجم بالعربي
لبست الشال بسرعة وفتحت الباب: هلاااا والله
ميشيلا : هلا بيكي
جورج وهو حامل الاغراض الباجيه: كيفك ستي فاتن
فاتن: منيحا الحمد لله.. انتو شخباركم عساكم طيبين
جورج: منااح.. شو مافي اخبار عن استاز مساعد
فاتن وهي ترتعش من داخلها: لا والله بس الليلة بالترجيح او باجر يبكونون موجودين
ميشيلا: الله يجيبهم بالسلامة ...
وظلت فاتن ويا هالعصابة الصغيرونة الي متعوها لكن ما زالو عنها التوتر.. ظلت تفكر في نفسها ان جان مساعد نسى اللي سوته وياه .. وقدر بينه وبين نفسه انه يسامحها ويخلي اللي صار يعدي ويطوف.. لكن لا.. انا اللي سويته فيه مو جليل.. سكرت التلفون في ويهه وهذا شي لا يغتفر عليه.. يا الله كان لازم يعني تسكر التلفون في ويهه.. وكان لازم تتجاهله وت ما كانت مريضة.. يعني حرام يا ناس انا ما قدر اتهنى بنومي ولا ليلي..
بوسط احاسيس التوتر اللي جاست فاتن كان الخوف عامر خفوقها.. سبب ماتقدر تسيطر او تفكر بحقيقته.. يمكن طول الرحلة الي اهي مرت فيها من قبل ساند هالخوف اللي فيها.. لكن اهي ليش تخاف.. تحط املها في رب العالمين ويخليها تكون في احسن حال..
-----------------------------
جراح اللي كان في الورشة قاعد وحاط راسه على الطاولة.. مو نايم كالعادة لكن الصداع اللي حلس على راسه ما خلاه يرتاح بنووومه .. وعشان ما يقعد في البيت راح الورشة وقعد فيها قبل العمال وقبل الكل.. وهويفكر في مريم اللي بتسافر اليوم واهي زعلانة منه.. لكن هم انا زعلان على سفرها ومو طايق الدنيا بدونها.. يا ترى اهي حست بنفس الشعور يوم انا سافرت؟؟؟
وسد خده للطاوله وهو يحس بطعم الفرقا مثل المرار في حلجه.. حتى الدمعة شوي وتسري من عيونه.. يا الله يا مريم شلون خليتج تروحين من غير ما طيب خاطرج.. كبح جماح قلبه امس انه ما يروح لعند دريشتها مثل كل مرة ويقول لها او يعبر لها عن اللي يتخالج مشاعره.. الغرور كان اكبر منه ووحش الكبرياء استيقظ عنده..
مادري شكان ينتظر انها تييه بروحها وتستسمح منه.. لو كنت متكبر مرة مريم كلها على بعضها غرور.. احبــــــــج يالمغرورة.. وان رديتي.. لا مني لج الهدية.. هدية حبنا.. هدية بتخليج تطقطقين براسسج من زود وناستج.. بتقدم لج.. واللي فيها فيها.. 21 سنة 21 سنة.. الي اكبر مني ما يسدون روحهم انا ساد عمري ولله الحمد.. باخذج يا مريم.. باخذج وبخلي عيوني تتكحل بشوفتج يا نظرها..
---------------------------------------
مرر الوقت على فاتن مثل السحاب والغيوم على الشمس الي بددتها باشعتها الساخنة.. وصارت الدنيا ليل.. منورة بنجوم المصابيح والاضاءات وعيون فاتن ترتقب الباب اللي بيندق..
ميشيلا وجورج راحوو من زمان وظلت اهي بروحها تنتظر وصول مساعد.. الساعة الحين 12 ونص بالليل.. وكلها دقايق واهم يكونون موجودين... يا الله قلبي مو قادرة اضبط مشاعره.. مو قادره.. احس انه بيغمى علي لو شفته.. ما ادري.. مادري شهالاحساس اللي يمر فيني.. مو قادرة ارسى على بر من هالمشاعر..
وبسبب او اخر مرت على بالها الدبلة اللي عطاها اياه مساعد.. لبستها على رقبتها جم يوم لكن حست انها اهانة لهالنوع من الارتباط.. فالحيوان هو اللي يكبل من رقبته دلالة على الملكية.. وخلتها بمكان محفوظ لمن تستعد لهالشي.. وما تدري ليش ان كل عروقها وجهت عقلها وارسلت لها رسائل ان هذي هي اللحظة... هذا اهو الاستعداد يا فاتن.. هذي اهي اللحظة اللي كنت تنتظرينها من زمان.. كاهي ياتج وتحينت لج قبل دقايق من وصول مساعد..
راحت الغرفة... واي غرفة.. غرفة مساعد... فتحت احد الادرااااج ولقت الجيس المخملي .. قلبته فوق يدها وانسابت السلسلة مثل الحرير على كفها الاحمر.. والدبله تدلت بين صوابعها.. رفعت الحلقة اللا متناهية وطالعت فيها..
وتخيلت
لو ان حياتها كانت
حلقة لا متناهية
من الزعل والخصام
الرضا والتفاهم
الحب والهيام
ما راح تكون سعيدة؟؟ ما راح يكون هالشي كفيل انه يخليها تعيش بين السحاب. وبحب مساعد اللي اهي تدري فيه راح تكون مثل الاميرات.. وملكة زمانها؟؟
بفرح كبير.. سحبت الدبلة.. ومررتها على بنصرها النحيل.. دخلت الدبلة لمن ثبتت عند العنق..
وبصورة سحرية.. تحولت البنت الحزينة الى اميرة.. تلمع النجوم حواليها.. واسرار الحب تنكشف لها .. وتتفتح الورود بغير مواسمها.. وتنفلق الصخرى وتنبت محل الشق وردة جورية تندت اوراقها بعذب الماء.. اللي حلاوته كانت سبب للونها الراقي المزدان بحمرة الدم الناضج المخفوق بضربات القلب..
وهي على هالحال دق الجرس.. وعلى عكس حالتها االلي قبل شوي يوم تفتح الباب .. الخوف والتوتر والارتباك.. كان ويهها مشرق باحلى ابتسامة.. فتحت الباب وهي تنشر نور الابتسامة للشخص الزائر.. وانصدمت.. يوم لقتها ميشيلا.. بوجه مرتعب وخائف..
فاتن:.. ميشيلا؟ هذي انتي؟؟
ميشيلا بخوف: ايه هيدي انا فاتن...
فاتن باستغراب: نسيتي شي؟؟؟
ميشيلا وهي تدخل: حبيبتي جورج بدو يدخل.. فيكي تلبسي اشاربك..
فاتن اللي انصب قلبها من هالغموض: ان شاء الله..
راحت عند الكرسي اللي مجابل التلفزيون وهي ترفعه وتلفه على راسها كانت قناة الاخبار تشتغل.. وتمت عيونها على شاشة التلفزيون وجورج يدخل البيت ووجهه مكفهر مثل ميشيلا..
انتبهت فاتن الى التلفزيون اكثر لاقته بث مباشر.. نقل حي لوقائع طائرة منكوبة.. تبع خطوط شركة معينة.. ما استغربت الخطوط لانها كانت فيها يوم يات اميركا باول الايام.. وتمت تراقب الوضع اكثر واكثر.. ولجت الدقات بقلبها بعنف... ورفعت عيونها لميشيلا وجورج اللي كانو يراقبون ملامحها بحذر..
فاتن بحيرة: شنو يعني؟؟
جورج وهو يقعد عند الكرسي:.. مدام فاتن.. زكري ربك.. ماحدا ضامن عمرو
فاتن بصدمة: شنو؟؟ شقاعد تقول.. شصاير؟؟
ناظرت التلفزيون وجابلت جورج..
وانفجرت في ويهه بهدوء: .. لا... تظن مساعد؟؟ لاااااااا شنو من صجك.. اصلا لو تحسبها اهو .. على خطوط.. ثانية.. واصلاااا الوقت ما... ما يسعف...
جورج وهو يناظر مرته بخوف وميشيلا تتكلم: حبيبتي.. هيدا الخبر منئل من شي ساعتين.. ونحنا اتصلنا منشان نعرف مساعد على اي خطوط..
فاتن وهي تغطي ثمها...تنتظر احد يتكلم.. ولكن صوت التلفزيون كان مثل الوزز في اذن الواحد..
وبصوت عالي كان محد يسمعها:... وو.. اهو على اي خطوط..
جورج وهو يناظرها بتحسف:.. مساعد على هيدي الخطوط...
ظلت فاتن ساكنة مكانها.. لاول مرة بحياتها ما مر في بالها اي طيف من طيوف التفكير.. ولا فكرة.. ولا لمحة لشي من هالاشياء.. الصمت القاتل... وكلمة وحدة... مساعد على هذي الخطوط...
رفعت عيونه المذعورة الى التلفزيون وهي تراقب الطيارة كيف تشتعل بالنار.. والمعلق يعلق بحزن ويشكي للمذيع عن خسارة فادحة في الارواح البشرية..
سكرت عيونها بخوف ووجه مساعد الباسم وطوله وعرضه وملامحه و ,,, و .... و...
كان شريط ذكرياتها اللي بدى قصير ويا مساعد مر جدام عيونها .. وبصرخة الاستغاثة جالت كلمة ضائعة في دهاليز عقلها... كلمة يمكن للأسف الكبير يات متأخرة..
وبهمس ميت من قلب فاتن: .... لاء
الجزء الثالث والعشرون
الفصل الاول
-------------------
بهدوء الانتظار .. وبسكون الفجر البارد .. ترقب القلب سماع خبر يكذب هالصدمـة الكبيرة في نفسها.. تراقب الوضع من الدريشة.. ترتقب وصوله.. ترتقب وقفته عند باب البناية عشان يهدي قلبها الذايب.. قلبها الملتاع اللي مو عارفة شلون تخليه يسمع للواقع ويصدق انه ما راح ايي.. ان مساعد خلاص... ما عاد بالدنيا..
شدت بعيونها تذرف الدمع سكاب.. ما قدرت توقف رجفان شفاتها الا يوم حطت يدها عليها.. وحست بالوهن يعم جسمها فتكورت على نفسها لمن طاحت على الارض .. تـلوع قلب فاتن على حبها المذبوح.. على حبها الصريع.. على جنيــن حتى ما ربى فيها وكاهي تشيع جثمانه وهي بعيدة عنه..
لوعة الحرمان يا ربي.. جربتها في ابوي.. ومساعد الحين ... بس هالحرقة يا ربي شأسبابها.. ما حسيتها على ابوي .. تقبلت قضائك وقدرك.. وحسيت بفراغه.. لكن هالانسان.. غيابه شاب النار بين ظلوعي.. ما اقدر.. احس باللهيب يمر فيني مثل مرر الرياح والسحب .. أأأأأأأأأأأأأأأأاخ
تكورت بنفسها على هذيج الارض الباردة وهي تشكي الم ينزع منها الروح.. وتمت على ذيج الحال وهي تناجي ربها .. يا الله.. يا الله.. يا الله.. نزعة الايمان بفاتن قوية .. من صغرها.. تعودت انها تتقبل قضائه وقدره لو شنو صار فيها .. مع انها تظل حزينة معظم الوقت واهي تعرف ان حزنها ما راح يرجع لها شي.. لكن في هالحالة مو عارفة تسوي شي... قضاء ربها في موت مساعد ما كان مفهـوم لعقلها اللي علقت فيه الآمال والامنيات الكبيرة في هالعلاقة..
ظلت نايمة على الارض وهي حاطه صبعها اللي فيه الدبلة يم شفايفها.. تحسس دفو هالحلقة .. وكانها نابعة من دفء مشاعر وأحاسيس مساعد لها..
اهو كان بس دفء مشاعره؟؟ ولا رقته؟؟ ولا قوته؟؟ ولا ضعفه؟؟ ولا قلبه الطيب الحنـون.. ولا .... ولا .. حبه.. حبه الشفاف اللي ينسـاب من عمـق القسـوة اللي فيه.. وينتشر ويمحي كل اثر من آثار الحـزن ويبدد غيوم البجي من عيـونها..
يعني خلاص؟؟ انتهى كل هذا؟؟ انتهى مساعد وانتهت مشاعره؟؟ انتهى دفئه وعمق احساسه.. انتهت كل هذي العطايا والهبات.. يا الله.. اغفر لي يا ربي ..لاني ما شكرتك على نعمك اللي غطيتني بها ولكن ما حسيت بها.. اغفر لي...
-----------------
بالليــلة اللي طافت من بعد ما سمعت الخبر فاتن من جورج وميشيلا انتظرت بعض الوقت.. انتظرت بعض الدقايق.. او يمكن الساعات ما تدري ما حست بالوقت ولا بشي.. كان الفراغ لافها والدمع اهو المؤشر الوحيد على انها تتنفس.. ظل جورج يتصل ويبلغ سلطات معينه منها السفارة ومنها خطوط الطيران عشان يأكدون الخبر عليهم.. وكلهم جاوبوهم بنفس الشي نظرا لحجم الخسارة الفادحة في الارواح البشرية... نعلمكم بهالشي في وقت لاحق وما عندنا اي حصيلة مؤكدة عن عدد الضحايا..
من بعد ما فرغ جورج من هالاتصالات تم يناظر فاتن وهو يحس بتأنيب الضمير.. ولو انه غير مسئول عن شي أنبه ضميره على هالبنت الصغيرة اللي يمكن ترمـلت.. ويمـكن لاء. الترجيح في هالسالفة صعب لان مشكلة لو الانسان رجح بحياة احدهم او موته.. لانهم لو رجحوا ان مساعد حي راح يكون الامل قوي .. واذا ياتهم الصدمة بعكس هالامل راح تكوون الصدمة أكبر واكبر.. لذا التزم الصمت ووجه نفسه لربه وهو يدعي ان ترجيح الامل اللي الزمه لنفسه بس يكون صحيح.. وان مساعد يكون على قيــد الحياة..
ظلت فاتن ساكنة وهي تناظر الفراغ وتنتظر مثل ما كان جورج وميشيلا منتظرين.. لمن وردهم الأتصال من تلفون جورج.. اللي هز رنينه البيت وارجف كل عضله في فاتن وجورج .. واستحال لونها الى البياض التاااام بسبب الخووف والتوتر والارتبـاك ورد عليه جورج بكل هدوء
جورج: ايه ايه.. ايه مايكل .. هيدا انا شو الاخبار.. (يسمع وهو يزدي ريجه وفاتن وياه بنفس الاحساس وميشلا تضمها) اهاا... اهاا... طيب في كويتيين هونيك؟؟؟ ( ارتجف فك جورج وهو يصلب ملامحه) طيب... شوف لي .. شوف لي اسم.. مساعد.. مساعد خلف الدخيلي.. (وكانه يحتج الطرف الثاني) ياخييي شوف وبس انا بدي اعرف ...بعرف بعرف انكن مشغولين والعدد كبير بس بدي اعرف.. طيب لمين اروح مشان اعرف.. السفارة.. (وهو يأشر لقلم وورقة) ايه.. شو اسمه الشخص؟؟ ايه... متاكد راح توصلن الليست.. اهاا... شو اسمو... اهاا.. ايه سجلتوو.. ايه ايه سجلتوو لك شو بيك.. طيب... يالله ميرسي مايكل عزبناك معنا.. ايه ولو.. يالله تيك كير..
سكر جورج عن مايكل وهو يلف الورقة في جيبه ويهب وهو واقف
ميشلا: شو جورج؟؟ شو الاخبار؟
جورج وهو يناظر فاتن بحذر:.. ما بعرف.. العدد كبير والسلطات مشغوله بمعرفة.... عدد الجسس لكل سفارة.. اكترهن خليجيين..
سكرت فاتن عيونها.. مو مصدقة.. يا الله... يا الله كون لي امل بداخلي.. انه للحين حي..
جورج: انا بدي روح هلاء.. ميشيلا بدي اياكي تضلي هوون مع مدام فاتن
فاتن بصوت مبحوح:... لا... اذا تبين تروحين روحي
ميشلا: لا حبيبتي بدي ضل وياكي هون.. مافيي خليكي لحالك..
فاتن: انا اوكي.. البنات مالهم احد في البيت.. روحي لهم شوفيهم..
ميشيلا: البنات بخير ومعاهن جارتنا مسز دايفيدز وما راح يصيرلن شي..
فاتن بعجز لانها مو قادرة على المجادلة اكثر: على راحتج...
----------------------
من بعد هالانتظار اللي طال لجم ساعة طل الصبح عليهم واضطرت ميشيلا انها تروح لبناتها وتركت فاتن لحالها.. تنازع الوحدة والوحشة اللي في قلبها والالم والصراع اللي تواجهه في قلبها.. يا الله.. مصعب هاللحظات.. ما اشدها وما اقساها علي.. ولا خبر وصلني من جورج ولا شي.. وكل ما طال انتظاري زاد تعمقي في فكرة انه ما راح.... ما راح يرجع لي بخبر عن مساعد..
ظلت على حالتها في البكاء والنحيب.. ولمن حست ان الارض حفرت لها مكان حاولت بكل جهدها انها تقوووم وتحرك جسمها.. ويوم وقفت على حيلها رن التلفون... وقبضت على قلبها بقوة.. يــاربي.. من هذا اللي متصل.. ويا مساعد على بالها وبكل لهفة قبضت على السماعة وبصوت يرتجف
فاتن:.. الووو..
كان جورج.. وامبين ان المكان اللي هو فيه مليان بالفوضى: الو... مدام فاتن
فاتن وهي تعلي صوتها:.. هلا جورج...
جورج اللي كان يمسح دمعته بهذاك الوقت:.. مدام فاتن ازا فيني هلاء ميشيلا رح تكون عندك.. بدي اياكي تجهزي وتجي معها عمركز الاغاسة هوني بملحق السفارة بالمطار..
ضربت فاتن على صدرها من الحسرة... ملحق السفارة بالمطار... يعني.. الخبر وصل... الخبر مؤكد... يا ربي... يا ربي: .... ان شاء الله...
جورج وهو يحتسب لربه:.. مدام فاتن...
فاتن وهي ترتعش:... هااا..؟؟!!
سكت جورج وما كمل... وظلت كلماته معلقة بالهوا اللي غصبنا عنها فاتن فهمتها... وسكرت السماعة.. راح دارها وهي تترنح.. وعيها وصوابها ما كان وياها.. كان في اتفه شي يمكن تفكر فيه.. تلبس اي لون؟؟؟ اسود؟؟ ولا عادي.. حكت راسها بيدها اللي ترتعش.. وطلعت لها بانطلون اسوود وتي شرت بنفس اللون وفوقهم لبست جاكيت طويل بني .. ربطت الحزام اللي فيه من غير ما تزرره ولفت الشيلة على راسها وحملت التلفون وطلعت بالصالة.. وقفت عند الكرسي وحست لنفسها ترتعش.. دخلت شعرها بارتعاش وهي تتلاقط انفاسها.. تخشعت حناياها من الخوف والارتباك وصارت مو عارفة... هل تعد نفسها للفاجعة اليديدة بحياتها.. ولا تتعامل الشي بكل هدوء وتتفائل. . لكن تذكر صمت جورج وتنشد ملامح ويهها استعدادا للبكاء ولكن تسكت نفسها كل شوي.. لمن رن تلفونها.. وكانت ميشيلا...
ما عطلت فاتن انها ترد على التلفون او شي مماثل.. وكل اللي سوته انها سكرته في ويه ميشيلا وطلعت من البيت من غير حواس.. دخلت مرة ثانية وسحبت مجموعة المفاتيح وهي ترتعش .. تمسك بهم بيدينها الثنتين.. وقفت عند الباب بره واهي ترتعش.. تدور مفتاح الباب لكن غشاوة الدمع كانت مالية عينها فمنعت عنها الرؤيا..
طاحت المفاتيح عنها على الارض.. وانحنت عشان تاخذها لكن الضعف اللي فيها خلاها تطيح على الارض .. وانهارت فاتن مرة ثانية.. لكن لملمت شتات نفسها وقامت وهي تسحب المفتاح الصح.. مسحت دمعها بكم الجاكيت.. ونزلت من على الدري.. لمصير الله اعلم محفوف بشنو؟؟
|