كاتب الموضوع :
brune
المنتدى :
القصص المكتمله
الجزء التاسع
الفصل الأول
=========
ليل جميل.. يغدق من يسهر أسفله بحنان تلك الأمسية الشاعرية.. تتراقص ذبذبت العرج على الصد والجبين ولكن.. تلك القطعة المخملية المغطاة بالماسات الوهاجة تبعد كل عذر وكل حرج وكل مصيبة..
ليل داكن.. لا بل حزين... لكن.. غشيته رحمة الله عز وجل على تلك العائلة البسيطة.. بأحزانها وبالآم واقعها.. ولكن.. الحياة تستمر.. وهذا شعر حملته تلك العائلة في غياهب قلبها.. من غير أن تعلنه..
سهرت تلك العائلة الجميلة تحت تلك السماء.. ناقصة ولكن.. هذه حكمة رب العالمين...
كانت محادثة جراح مع مساعد بالعصر مريحة جدا وبنفس الوقت مرهقه أيضا.. فبعد ذلك الحوار وذلك الكم الهائل من المعلومات المخفية التي اكتشفها امس.. كان لابد منها وان تهلكه لكن... كل هذا لصالحه.. فتوعد بان يقضي عاما دراسيا مثمرا هذا الفصل .. وبنفس الوقت.. سيلاحق كل من مناير وعبد العزيز الى ان يرفع من مستوى تحصيلهما التعليمي..
ام جراح كانت تبتسم مفتخرة بالظروف الصعبة التي قهرها أبناؤها بغيابها.. لكم كانو اقوياء وشجعان.. استطاعوا ان يتغلبو على غياب ابيهم الذي لطالما احبوه واكرموه.. لكن.. ما يقلقني هي حالة فاتن.. فهي هزيلة بشكل لا يصدق.. وتلك النضارة اختفت.. حبيبتي ابنتي. لا بد وانها قلقة.. وتحمل على كتفيها هموم كثيرة مازالت صغيرة على تحملها.. مناير... لم تتغير.. على الرغم من الملامح الحزينة التي اكتسبها وجهها الجميل.. عزيز.. هدوءه مؤلم.. وغير معهود ولكنه سيتجاوز هذا الشي قريبا..
جراح.. اه عليك يا بني.. كنت اراك طفلا.. فما بالك كبرت وهرمت وأنت في ربيع عمرك.. إن كان الحال يبكي مرة على فاتن.. فهو يبكيك ألف مرة.. كل أم تحب أبنائها ولكن.. احدهم يمتاز في حياتها عن غيره.. وانا امتيازي هو انت يا حبيب قلبي.. يا نطفة الحب التي كللت حبي وحياتي مع ابيك رحمه الله.. رغم انك لا تشبهه ولم تمتص من ملاحه الا انك تتشبه به يوما عن يوم.. وما احلى هذا الشيء بك.. انت عزائي على هذه الدنيا الحزينة..
يطل خالد عليهم وهو يصفر: هلا هلا بالربع.. الا طالعين بره اليوم.. خيااااانه
جراح وهو يبتسم له: حياك اقرب...
خالد: لحظه بس سو لرفيجي درب..
جراح: منو فضوول؟
خالد: أي....
جراح: حياه....
(يلتفت للنسوة) يالله دخلو داخل عن الحر.. خلونا هني وبعد شوي بدخل وراكم
ام جراح وهي تقوم: ان شاء الله..
فاتن: تبون شي ولا عشى
جراح: انا مابي بس حطي لولد خالتج.. اكيد ما كل من الصبح وهو هايت.. حطي له شي ياكله هو وارفيجة الله يرضى عليج..
فاتن بابتسامة حلوة: ان شالله ياخوي.. من عيوني الثنتين..
بمغادرة فاتن ومناير تتبعها دخل فاضل وخالد المنزل وهما تعبان..
ويرمي خالد بنفسه بجنب ابن خالته على تلك الجلسة العربيه بتعب: آآآآآآآآآآآآآآآآآه
جراح بابتسامة وهو شبه النائم: سلامتك من الااااه
يبتسم الاخر وهو مغمض العينين...
لم يجد في خالد ما يوحي انه يريد الكلام فتوجه الى الضيف: يا حيا الله من يانا..
فاضل وهو يستوي بجلوسه: الله يحيك.. شخباركم عساكم اببخير؟؟
جراح وهو يتمطط: والله ماكو أي تغير.. هذا احنا .. (يبسط يديه) على مد يدك..
فاضل: نفس الحال..
ينظر جراح الى ذلك الشاب المضحك النائم وهو مستلقي كالاموات: ههههههههه شفيه هذا؟؟ لا يكون بيودع؟
فاضل: لا بس وايد مشينا ليمن وصلنا هني..
جراح: وين كنتو؟؟ وليش مشيتو ماكو سيارات؟؟؟
فاضل بسخرية: سيارات؟؟ عاد لا تحرجنا ياخي كلها سيارة وحده وطاحت بالصناعية شنسوي بعد ماكو أي سيارة بدلها.. قلنا ناخذ تكسي عشان نروح نحتفل... خذناه روحة والردة مشينا...
استغرب جراح: تحتلفون؟؟ بشنو؟؟ ماظن هالشهر فبراير عشان الاحتفال؟
خالد وهو مغمض عينيه ويديه تجولان على صدره النحيل: لا وانت الصاج فبراير افريقيا... ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ضحكوا الثلاثة..
تكلم جراح بجديه هذه المرة: لا صج صج شعنه تحتفلون؟؟ اكو احتفال وانا مادري
استوى النائم بجلسته وهو مازال مغمض عينيه: بارك لنا.. لقينا شغل...
جراح بصدمة: اوووووووووووووووه.. من متى يا خالد تشتغل
يبتسم خالد وهو يهز راسه ايجابا وعاود النوم
جراح: ههههههههههههههههههههههههههههههه افاري عليك يا فاضل والله انك سويت المعجزة معاه.. شغل مرة وحده.. (يربت على كتف ابن خالته النائم) نقلة نوعية هذي بحياتك...
فاضل يبتسم: اهو ما ياب الشغل ولا شي.. انا اللي يبته له ومت عليه ليمن وافق..
جراح: بس شنو الوظيفة؟؟ ووين؟
فاضل: الوفا للمحاماة.. والله يسلمك (يتهندم امامه وكانه يرتدي ربطة عنق) مراسلة؟
جراح بتفكير: الوفا للمحاماة؟؟؟ (يلتفت لخالد) مو هذي الشركة اللي يشتغل فيها مساعد الدخيلي؟؟
خالد وهو يفتح عينيه وحاجباه معقودين: اييييييييييييييييييييييييي وانا اقول هالشركة مو غريبة علي...
فاضل: منو مساعد الدخيلي؟
جراح: هذا اخو لؤي الدخيلي جان تعرفه؟
فاضل بتفكير: لا والله .. انا ماعرف احد من هالمنطقة الا انتو وولد النهيدي وبدر وبس
خالد: هذا لؤي احلى نكته في الديرة.. ولو انه وايد شايف عمره بس يالله نمشي له..
جراح يبتسم: مافيها شي.. شايف نفسه حلو خلاص له الحق..
خالد: ارجوك.. لاحبه الحين...
فاضل: تعالو ولد النهيدي شلونه من زمان ما شفناه.. من ايام العزا وطاف عليها شهر..
جراح يبتسم والالم يعتصر قلبه.. امضينا شهرا بدونك يا والدي... رحمة الله عليك يا فقيدنا الغالي..
خالد: خله احسن... لا يي عندنا.. بيتنا متروس حريم
جراح: شكو اهو لي يانا بيلس ويا الحريم؟؟
خالد وهو يعقد حاجبيه ويشغل عينيه بشي اخر: لا بس.. انا أفضل لو انه ما ايي بيتنا..
جراح وهو يفتح عينيه: اوه اوه .. بيتنا... صار بيتك الحين
خالد وهو يتربع على الارض: أي نعـــــــــــــم؟؟
جراح ينظر الى فاضل: من متى؟؟ ما دريت؟
فاضل: تركه عنك هذا واحد مامنه فايد!! بيتكم بيته.. بيتنا بيته.. بيت اليران بيته...
خالد يلتفت له : ليش عندك مانع.. يعني لازم اقول لكم اني واحد يتيم ومهيم وما عنده بيت. خلاص بيوت الدنيا بيتي..
انحرج فاضل من نفسه.. فهو لم يكن يقصد هذا المعنى: انا ما قصدت لك جذي يالواطي ليش تفكر جذي بالناس
خالد: لانكم انتو جذي.. ما تبوني يعني ايي بيتكم
جراح: اركد يا خالد.. مو وقت عصبيتك هذي الناس حر...
خالد وهو يقوم: انا اصلا غلطان يومني اييكم...
وابتعد عنهما وفاضل يناديه: وين رايح والله انك فاقد ..
جراح يشير لفاضل: لا خلك منه.. هذا واحد دلوع والكل مدلعه.. خله يتدلع على كيفه وانت قول لي تعشيت؟
فاضل بانحراج: لا والله ما كلنا شي من عصر..
جراح: بس عيل .. الخير وايد..والحين نسوي لك اللي تبيه؟؟ شنو تحب تاكل؟
فاضل: والله اناسة بيتكم مطعم.. عندكم باجة
جراح: هههههههههههههههههههههههههه باجة هالوقت لا عاد ليلك..
فاضل يضحك بهبل: والله شنسوي.. من اليوع .. لو اشوف اللحم ني جدامي كليته..
جراح : ما عليك.. انت انتظر هني وانا ياي لك..
دخل جراح المنزل وهو منكس رأسه وهو يفكر.. لابد وان يخبر امه عن بعثة فاتن ولكن.. كيف.. لا يعرف كيف يستفرد بها.. لابد وان يجد الوقت لكي يخبرها بما قاله له مساعد.. والوصية.. لابد وان يحدد وقتا لها ايضا... ان شاء الله كل شي سيحل.. وكل ما علي فعله هو ان انتظر..
عندما وصل عند باب المطبخ كان على اهبة الكلام ولكنه صمت.. كان خالد جالسا خلف فاتن المولية ظهرها له وهي تعمل .. كان جالسا وهو يتاملها وكانه لا يحس بهذه الدنيا الا بها.. ما باله هذا الاحمق.. وما هذه النظرات الغبية...
جراح بقوة: خالد.. شتسوي هني؟
انتفض الاخير : شنو... بسم الله الرحمن الرحيم.. شوي شوي يا اخي شهالاسلوب.. طيحت قلبي فبطني؟
بنظرة ماكرة: لا تبوق لا تخاف.. شمسوي انت عشان تخاف..
خالد وهو يقف ويديه في جيبيه: مو مسوي شي ويا هالويه... بس مابي اقعد وياكم.. بقعد هني ويا فاتن..
فاتن تبتسم: خذه مني والله ذبحني من مساعة..
خالد بنظرة حزينة لفاتن... متى ستحسين بي..؟؟ الى متى ستعامليني بهذه المعاملة
جراح الذي بدأ الشك يصرع قلبه: يالله انت اقلب ويهك روح اقعد ويا فاضل بس يزهب العشا بييبه لكم...
خالد من غير نفس: اوكي...
وخرج من المطبخ وظل جراح يتتبعه الى ان غاب عن عينيه... الاحمق خالد...
اختفى خالد ولكن جراح مازال ينظر باتجاهه الا انه لم يكن ينظر الى شي.. فافكاره سيطرت عليه اكثر من تركيز بصيرته... وانتبهت له فاتن وهو على تلك الحالة..
بذلك الصوت المخملي لمس الواقع: هاا....
فاتن بصوتها الساحر: حبيبي جراح علامك؟؟؟ فيك شي؟؟
كانت نبرتها فيها الكثير من الاهتمام لدرجة جعلته يغير من سياق فكره: ولا شي فتونه ولا شي.. (يبتسم لها) خلص العشا؟
فاتن: شوووف بعينك؟
التفتت جراح للاكل الموضوع على الطاولة .. وكم كان مشهيا..: عيني عليج باردة فتونة.. صراحة.. (يربت على كتفها) تنفعين تكونين شيف..
كانت تبتسم بزهو وما ان سمعت كلمة شيف حتى اختفت الابتسامة عن وجهها ليحل محلها الغضب: شنوووو؟
جراح: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه فتونه
ابتسمت عندما سمعت صوت ضحك اخيها.. مضى زمن بعيد ولم اسمع ضحكته هذه.. عافاك ربي يا اخي العزيز...
ترقرقت الدمعات بعينها.. ورنت تلك الضحكة في اذنها مولدة الذكريات الحلوة عندما كانو يقضون مثل هذا الوقت مع ابيها في الصالة وهم يضحكون ويتسامرون امام التلفاز.. صدت عن اخيها ومسحت تلك الدمعة الخائنة وبدأت تملأ تلك الصينية لكي ياخذها للشباب..
لكن جراح لم يتحرك من مكانه عندما سمع صوت تلك الانفاس الحزينة المجاذبة... وامسك فاتن من كتفيها بحنان
جراح: فتون....
فاتن بهمهمة: همممم..
لم يتكلم وانما ضمها الى صدره بكل حنان واطبق على يديها واحكم قبضته عليها بكل حب.. والاخرى استسلمت في يدي اخيها العزيز... لا باكية.. وانما شاكرة لربها هذه النعمة.. رحمك الله يا ابي.. وابقاك ربي يا اخي ..
جراح بعد مضي فترة: يالله حبيبتي فتونة.. عطيني الصينية.. وانتي روحي ارتاحي..
تناوله تلك الصينية: تفضل... تصبح على خير..
جراح: وانتي من اهل الخير...
عندما غادرت فاتن عنه هو الاخر خرج من تلك الصالة.. وهو متوجس الفكر من نظرات خالد لفاتن؟؟ يا ترى؟؟ هل هذا المخبول يحب اختي.. او معجب بها؟؟ لكن.. انا لن اسمح له بان يتفاعل اكثر بهذه المشاعر التي تنتابه تجاه فاتن..
وتوقف جراح مكانه
ماذا لو كانت هذه المشاعر قديمة؟.. منذ زمن بعيد؟.... يا ويلتي.. وكيف لم الاحظ؟؟ اااه يا ربي.. ماهذه المشكله الجديدة ؟؟
بقي الشباب في تلك البقعة يتسامرون ويتضاحكون.. الا ان جراح كان يتعامل بحذر اكبر مع خالد.. وخالد الاخر لم يتزحزح التجهم عن وجهه.. فهو لا يطيق هذا الحال مع فاتن.. يريدها ان تفهمه وان تشعر به كما يشعر هو بها .. يريدها ان تحبه كما هو مجنون بها.. يريدها ان.. تبين شيئا- وان كان تافها- يعيد له الهدوء والسكون.. وهذا الأحمق جراح.. ساقتله.. لا يهمني .. سافعل كما سيفعل فاضل.. ما ان احصل على الرتب واجمع ذلك المبلغ المريح سأخطب فاتن.. نعم.. سأخطبها.. وسأتزوجها.. وسيروون..
_____________________________
مر يومين على محادثة مساعد مع جراح ولم يرد الاخير على مساعد بموعد مع العائلة لهذه الوصية التي اصبحت كالدين الذي يحرق اعصاب حامله.. هو لا يريد منهم الا ان يذهب هناك وينظر الى تلك الخائنة ويربكها بنظراته.. لانه لا بد وان اخبرتها مريم عن ما رأيته بذلك اليوم ... لكم اردت ان الكم ذلك الصعلوك الذي وقف وتمتع برؤيتها.. لو كان الامر بيدي...
يقبض ويرخي مساعد يديه اما عيناه الحادتان فكانت تحدقان في الفراغ الذي يترائى به صورة تلك الفتاة.. اه يا فاتن.. ليتك تبتعدين.. ليتني لم ارك بذلك اليوم.. ليتني كنت موليا ظهري لتلك البوابة التي دخلتي بها قلبي قبل منزلي.. ليتني لم اتغلغل بتلك العينين الشفافتين.. وذلك الوجه المنور.. والصفد المتلألئ
اااااااااااااااااااه.. سيجن عقلي.. لابد وانه سيجن.. لابد لي ان انزعك من فكري تماما يا فاتن... تماما.. انتي لست عالية.. ولكنك.. قد تكتبين تاريخا جديدا في حياتي.. انا بغنى عنه ..
في نفس الوقت كانت فاتن جالسه عند شرفه غرفتها وهي تفكر.. تستمع بتلك النسمات الخفيفة التي تتمايل في الهوا متخايلة.. واضعة يدها عند رقبتها وهي سارحة بذلك الرجل الذي اصبحت تكره وجوده في حياتها.. لم ظهر هكذا.. هي كانت لا تعرفه ولا تعرف بوجوده بحياتها تماما.. فكيف ظهر هكذا؟؟ ياربي لا اريد أي عقبات في علاقتي مع مشعل.. لا اريد ان تكون الامور متطورة ولا انت تكون بعقبات انا بغنى عنها.. لكن.. ما الذي انا اريده فعلا من هذه العلاقة..
كنت اريد ان التحق بالجامعة وان احرز تلك العلامات المميزة التي تضمن لي مستقبلا هانيا وتجعلني اساعد في منززلنا واضمن مستقبل اخوتي معي.. لكن.. ااااااااه يا ريت لو كانت الظروف مغايرة.. لكن قبلت في تلك البعثة السخية.. ولكن .. انا لا استطيع ان افعل ذلك باهلي.. فهذه البعثة مهما كانت مهمه بالنسبة لها فهي تظل أنانية منها تجاه إخوتها..
ابتسمت لتلك الفكرة.. ان تدرس في الخارج.. لا وبافضل جامعات اميركا.. لا بد وانها نعمة من الله عليها.. وللاسف الشديد لا تقدر ان تقبلها فهي كثيرة عليها.. لابل متعبة.. لا تستطيع ان تتصور فكره خروجها خارج البلاد لتدرس.. تبتعد عن كل احبابها.. وكل اقربائها.. وعنه.. عن مشعل.. عن حبيب قلبها الازلي.. هذا شي خارج نطاق الامكاان...
مناير التي كانت جالسة وهي تزفر مللا من الروتين اليومي الذي يعيشونه.. لا تستطيع ان تتذمر فهم بحداد على والدها.. ولكن.. هذا الملل قاتل وفظيع.. خصوصا بسفر سماهر الذي لم تستطع منعه.. قبل وفاة والدها وافقت ام سماهر على بقائها معهم .. اما الان فالظروف تغيرت.. ولا تستطيع ان تبقى معهم.. يا للخسارة .. كان سيكون صيفا جميلا.. لكن .. أي جمال هذا بدونك يا ابي العزيز.. لكم وحشني دلالك لي .. ورضاك عني.. ومسحك على راسي وتحببك لي.. ههههههههه حتى مشاجراتك التي لا تنتهي.. تريد مني ان اكون ذكيه ولكنك لا تعرف ان الغبي غبي.. والدراسة لا تمت لي باي صلة.. ياريتك معي.. فشجارك هو ما اشتاق له اكثر شيء.. رحمك الله يا ابي...
مساعد الذي كان جالسا مع احد المحامين يناقش قضية معينة..
مساعد: واحنا بعد يا سالم ما نقدر نتحرك قبل ما يعطونا توكيل بهذا الرهن.. تعرف شكثر صعبة هالمسائل في القضاء عندنا ولازم امية وستين اذن او بصراحة الموكل مو عاجبني موقفة.. يوم عادي والف يتسائل.. الواثق من حركته ما يتردد هالكثر..
سالم: بس يا مساعد انت لازم تحط في بالك انه ريال حوت في السوق ويخاف على سمعته وما يبي يقدم على خطوة بيندم عليها.. واهو كبير وماله في سوالف القضاء ولا غيره .. هذول ناس متعودين على شغل الساهل ما يدروون ان القضاء والقانون التجاري يتحكم في كل شي الحين.. الصغيرة والجبيرة..
مساعد: ما خالفناك ياخوي بس لازم يحكم من موقفه.. قبل لا يلجا للمحامين لازم يتاكد من موقفه.. شكووو ماكو مستشارين؟؟
سالم وهو يتمطط: انا صراحة بعطيه جلسه ويا سمية الجابر واهي بتفهمه مضمونه سمية؟
مساعد: خير عيل.. انت كمل كل شي وانا لي شفت ان الوضع استقر بحدد لك موعد وياه ان صار جانس عشان نوقع على التوكيل..
سالم وهو يقف: يصير خير ان شاللله... يالله بخليك الحين
مساعد: اوكي...
يذهب سالم ويقف مرة اخرى عند الباب: تعال ما قلت لي..
مساعد: شنو؟؟
سالم: شخبارهم اهل عبدالله الياسي؟؟؟ شخبارهم من بعد المرحوم؟
هاااااااا قد عادت فاتن مرة اخرى.. لم يتسنى له حتى ان يبعدها لتعود مرة اخرى لتعكر صفو حياته...
بتقطيبه وهو يزرع عينيه بالاوراق التي امامه: ابخير الحمد لله.. بس باجي موعد عشان الوصية وتكون القضية منتهية
سالم: وفلوس البعثة؟
مساعد وهو يرفع راسه متضايقا: انا مالي شغل تبي تسال روح لام ناصر ( نجاه) واهي تعلمك بكل شي
بنبرة فكاهيه: مسامحه عمي واله طال عمرك ماكان قصدي.. لو فيك هاك الكرسي فلعني فيه .. اسفين حقك علينا
مساعد: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مسامحه يا سالم بس والله مالي خلق هالسالفة .. اصلا اليوم بكبره مو ماشي تمام.. الفكر مشغول.. والشغل ما يتوقف..
سالم وهو يبتسم بخبث: ليمن الفكر ينشغل.. بشي غير الشغل.. وبحاله الاستاذ مساعد الدخيلي.. هذا شي جايد.. روح اطبيب خله يفحصك يمكن شي ماشي..
مساعد: الحمد لله ماكو شي شويه تعب..
سالم وهو يخرج: يبيلك تبدل البطاريات..
مساعد: ههههههههههههههههههههههههههه
غادر سالم ليترك مساعد بتلك الفوضى التي احدثها منذ قليل.. ما بالك يا فاتن لم انتي في بالي منذ الصباح. ابك شي؟؟ لابد وانك تشكين من شي؟؟ والا .. لما تطرين هكذا ولا تجعليني ارتاح؟؟
بالفعل.. في ذلك اليوم كانت الذبذبات قوية وشرارات التوتر تتطاير في كل مكان. حتى جراح نفسه احس لها.. ولكن.. شرارات جراح مختلفة فهي كلها تتوجه الى ابن خالته الذي يقلق حاله.. فمنذ احس بتلك المشاعر الموجه منه لاخته لم تنعم عينيه بالراحة.. لا بل لم يتهنى بنومه كعادته.. بقي ساهرا معظم الوقت وهو يفكر ويسترجع مواقف كثيرة بين خالد وفاتن..
طبعا هو يفهم شعور اخته ولا يستطيع ان يشك بها لان تصرفات فاتن كانت على وجهة واحدة.. دائمة الشجار مع خالد ولكنها حنونه وعاطفية معه نظرا لظروفه وهذا شي معروف منذ كانو صغار.. لكن... خالد... كيف اتت في باله فكرة ان يقع في غرام فاتن.. لا اريد ان اظلمه ولكن... يبدو مغرما بها.. انا رجل واعرف كيف يبدو الرجل عندما يكون مغرما...
كالابله المبهت دائم النظر في الفراغ.. كحالتي عندما احببت مريم.. او عندما بدأت تتغلغل في عروقي كالدم..
ابتسم وهو يسوق تلك السيارة ويتذكر متى احب مريم.. او متى فهم على تلك المشاعر..
كان في السابعة عشرة وهي في الرابعة عشر.. كانو في رحلة عائلية وفاتن كمناير لا تستطيع ان تغادر بقعة من غير توأم روحها مريم.. عرفن مذ كن صغارا بـأنهن الزوج الذي لا ينفصل...
كانت مريم مشاغبة ورعناء لا تفهم شيئا واكثر ما بها انها كانت مغفلة لدرجة الذوبان..
كان هو جالسا بالامام مع ابيه وفاتن مع مناير وسماهر ومريم يتسامرن.. وامي مع خالتي عزيزة والباقون في السيارة..
لم يكن يشعر باتجاه مريم أي مشاعر الا بالالفة وحب العراك والمشاجرة.. كانت تبدو رائعة عندما تغضب وتلمع تلك البندقتين بشرار الغضب.. واجمل ما فيها هو حجابها الذي يخونها وتزحف الخصلات منه هاربه الى الهواء الطلق.. فكم من المرات التي سحب حجابها الى الامام اشارة على انه خارج.. وتغضب هي وهي ترجعه للخلف وتتشاجر معه..
في السيارة كانت متحدثة شرهة.. لا تسكت.. لا بل لا تاخذ فرصة للتنفس.. وابو جراح رحمه الله عليه يفرح لهذه النهمة في الكلام..
مريم: زين فتون.. جان الا اقول للؤيي ياخذ السيارة من ابوي ويسوقها.. الغبي الدقم ما ساقها مثل ما قلت له لاني شفت سعوودي (مساعد) شلون يسوقها وتعرفين لؤي غبي ما يفهم..
فاتن وهي تمضغ السكاكر بشراهه: زين وبعدين؟؟
مريم: عطيني زين حلاو مو بس انتي تاكلين
فاتن: هاج.. كملي زين
تكمل وهي تمضع: جان الا يشغل السيارة عكس ما قلت له ويحطه على الرويس وسيييييييييييييييييييييو يرد على ورى بالكراج..
فاتن: واقردي واقردي شصار بعدين؟
مريم : ماصار شي بس ... اه.. تعبت وانا اتحجى.. قوليلي انتي شسويتي يوم رحتي بيت سميه..
فاتن بحزن: تمللت بلياج سميوو تمت تتخقق بلاعبها ومادري شنو.. مع اني ماحبهم بس كريه جذي
مريم بقرف: اصلا يسميو ماحبها. دومها تاكل الكاكاو اللي اييبه لج.. ادري فيج تحبينه
فاتن: أي والله احبه مريووم ييبي من يوم وايح ثلاثه لج ولي ولسميوو عشان ما تاخذ مالي
مريم: لا عيوني ما ني يايبهه ومن يوم السبت اوريج فيها .. زين خليني اقوللج سالفة ال...
جراح بقله اعصاب: بس خلاص بس والله حرام عليج حرام عليج.. برايه انتي برايه.. قطايه ما تسكتين.. لو قلم خلص... لو يوم كمل.. ولا تخلص سوالفج..
مريم: هو شدعوة انت شكو فيني خلني اسولف مثل مابي..
جراح يلتفت لهم: بس خلاص.. خلاص مريم انتي شفيج والله قسم بالله راديوو خربان على اذاعة وحده.. لا والله مو اذاعة وحده الف اذاعة
مريم: كيفي بسولف.. عمي شوفه
بو جراح: جراح يبا اركد عن البنيه خلها تطلع اللي فيها
جراح وهو مندهش: اللي فيها.. يبا هذي مافيها شي. فيها ان مخها منحوس شوي ومافيها شدة تطم هالحلج
مريم وفاتن : كيفنا نبي انتحجى كيفنا
سماهر: سكتو انزين شوي والله راسنا دوشنا منكم
مريم: وييييييييييييي طاع هذي شتقول.. لو سمحتي لا تتدخلين ويا هالجشمة لا تطيح عيونج
فاتن: ههههههههههههههههههههههههه كفج مريوووووم
جراح: تدرين ان ماسكتي الحين شبسوي فيج
تثير اعصابه : شبتسوي ها.. شبتسيوي.. بتقص لساني
جراح: بقصه لج وبعلقه على رقبتج.. ولا بقطه للقطاو تاكله
تخرج لسانها: امممممممممم امممممممممممممممم ما تقدر امممممم امممممممم فتون قهريه
فاتن الاخرى تخرج لسانها: امممممممممم امممممممممم
بقله اعصاب: بس جااااااااااااااب.. سكتوو... يبا شوفهم
بو جراح: بسكم يا بنيات والله دوشتوونا سكتو شوي خلوني اركز على الدرب
مريم: عمي شوفه قوله لا يتحرش عيب يتحرش ف البنات..
ابو جراح: بس خلاص والله ان ما سكتو لا رد من محل ما ييت واكنسل هالطلعة.. شقولك يابو محمد..
جراح وهو يبلع القهر : ان شاء الله يبا.. بس انت بعد قول لهم
يقطعه بو جراح: مريم وفاتن سكتو لا حذفكم من الدريشة الحين
مريم وفاتن تصرخان في نفس الوقت: حااااااااااااااااااضر عمي \ يبااااااا
ويخنق جراح نفسه بيده قهرا من تلك المشاغبة التي تقبغ خلفه.. ولكن.. وراك والزمن طويل يا ام لسان طويل..
وانتظر حتى يحطون في تلك البقعة عند احد الشجيرات ليلعبو براحتهم.. عبد العزيز وايمن ذهبو حيثما ذهبو.. خالد ظل مع جراح الذي كان ينتظر باقي صحابه لياتو.. وبقولي اصحابه فهم لؤي وبدر اخ سماهر.. وكل لحظه والثانية تتوجه عينيه الى تلك الفتاتين الجالستين عند احد البقع وهما تتكلمان.. يا ربي.. ما بالها مريم .. الا تشبع من الكلام؟؟ الا تخاف ان يجف ماء الحكايات عندها.. وبدأ يدقق في ملامحها ..
واذا به .. يتصرف بما يراه في وجهها..
يبتسم عندما تبتسم..
تحير.. عندما تبدو علامات الانصدام على وجهها والاستغراب
يضيع عندما تتحول نظراتها من المرح الى الحلم..
وفجاة.. داهمت صدره دقات عنيفة وغريبة.. وسيل جارف من الكلمات الجميلة التي لا يستطيع ان يوقف سيلانها.. فتراجع مبتعدا عنهما.. وهو يولي ظهره ويحرك الحجارة برجله..
ولكن عادت عيناه لكي ينظر الى ما خلفه ورائه.. ليجد مريم تنظر اليه بغرابة.. وبعينيها نظرة شابت في قلبه كالنار.. كانت نظرة.. لم يلقى مثلها قبلا.. كان في سن المراهقه نعم.. والتحرش بالفتيات والغزل كان فنه الاول.. لكن مثل تلك النظرات.. كانت جديدة عليه.. فلم يعد يقوى ان يبقي عينيه في عينيها اكثر.. وغادر عنها..
وعند موعد الغداء.. بقيت تلك الشقية تتحدث بلا ملل ولا كلل.. وكانو صحابه قد وصلو.. وخالد المزعج لا يتوقف عن ازعاج فاتن.. اما برشقها بالحجارة من اعلى تلك الشجرة وهي تمتعض منه عند ابيه.. او من حركات سخيفة يقوم بها بملامحه.. كان مقرفا بتلك المرحلة.. مثيرا للاعصاب ومرهقا.. لا يكل ولا يمل .. مثله كمثل مريم.. لا يتعبان .. ويتعبان من حولهما...
عادت تلك الافكار التي اسماها بال"سخيفة" في باله عندما نظر الى مريم وهي تضحك وفمها الجميل يتوسع بشكل جاذب.. وعادت تلك الدقات الى الضرب العنيف الذي يهز بدنه النحيل انذاك.. ما باله قلبي يدق هكذا.. لا بد واني مريض.. لابد واني عليل بشي.. لربما زكام او انفلونزا.. لكن.. حرارة غريبة تسري فيي.. لا بد واني مريض.. متاكد من هذا..
ومع تلك الضحكات والحكايات التي لا تنتهي اصابه الضجر.. لا بل التوتر القاتل.. فبصوت مريم وضحكاتها وتلك الدقات فقد كل ما يستطيع ان يتمسك به...
جراح: بس خلاااااااااااص ما تملين انتي
مريم بصدمة وهي تفتح تلك العينين الواسعتين: بسم الله الرحمن الرحيم
جراح: قسم بالله ان ماسكتي لاوكلج هالجوتي الحين.. ما تسكتين.. نعنبو بالعة راديو انتي.. بالعة راديو.. الناس تبي ترتاح
ام جراح: يما جراح خل البنيه
بو جراح: ولا خلاها حتى في السيارة يناجرها
جراح: يبا ما خلت لنا حال نبي نتكلم نبي هدوء نبي شي ابد ماكو.. شاردة عنج فتون.. مو كل يوم انتي وياها وسوالف اربع وعشرين ساعة
مريم: انت شحارك يعني شحارك.. تبينا انسولف وياك مانبي غصب اهو
جراح: شنو.. تكفين عيدي؟؟ ابيكم تسولفون وياي؟؟ شقالولج بايع عمري انا اقعد اسمع سوالفج البطالة اربع وعشرين ساعة
لؤي: ههههههههههههههيو عندك اياها جراح والله انا صايبني صمم ماسمع منها
بو جراح: لؤي اختك هذي عيب
لؤي: هالا عمي قلت شي.. (يلتفت لجراح وهو يغمز) ها ماقلت لك صمم..
يسحب ابو جراح اذنه: الحين شرايك تسمع
لؤي: ااااااااي أي اسمع اسمع عمي والله الذبذات عاليه وقسم بالله.. اسمعك لو كنت بعيد
يترك اذنه ليجعله مضحكة الكل.. الا جراح التي لم تفارق عيناه مريم الغاضبة.. كانت تبدو حامية.. وكانها على وشك ان ترميه ارضها وتصفعه الى ان يسكت عنها..
بو جراح: يبا مريم بسج خلاص من السوالف.. عندج فتون كل يوم وانتي كل ما مليتي وكان في خاطرج اتسولفين.. سولفي وياها.. ما بتطير منج
مريم وهي تدنو الى عمها بدلال اغضب جراح اكثر: عمي انت تعرف غلاه فتون عندي ماقدر ما اسولف وياها يحن العررررج والله
فتون: يبا انا احب سوالف مريوم.. شوف جراح اهو اللي يتحرش فينا جنه مو شايف خير
جراح مو شايف خير؟؟ خير وين ان شاء الله؟
مريم بدلال: اكيد. .ِشايف لك بنات يطيحون الطير من السما.. ومو قادر تسيطر على مشاعرك
جراح: ههههههههههههههههههههههههههههاي ضحكتيني والله ضحكتيني.. أي بنات اللي تتكلمين عنهم؟؟ جان فتون أي.. هذي بنيه.. لكن انتي.. حشى والله علي
هههههههههههههههههههههههههه
ويرمي براسه في حجر امه.. ومريم تبدو غاضبه لكنها ردت عليه بغرور: يحصل لك انت اول شي بنيه مثلي.. صح عمي... ؟؟
وتخرج لسانها له..
وهو بلا مبالاه: انا اصلا لو ييت ابي احب بنت ماحب بنت مثلج.. شوارب وحواجب صف جنهم كبت.. هههههههههههههههههههه
مريم باحراج: اصلا مافني شوارب.. وقص في لسان اللي قال لك
لؤي وهو يقف بعيدا: ما عليك منها جراح.. قبل جم يوم قايلة لنورة تشيله لها..
جراح: اووووووووووووووووه زين زين.. موس ولا خيط؟ ههههههههههههههههههه
مريم: سخيفين.. وانت لؤي عن الجذب... (بخوف تلتفت الى فاتن) فتون فيني شوارب؟؟
فاتن: لا حبيبتي مافيج.. اقولج قومي وياي عن هالسخيفين..
جراح: أي خذيها بعيد.. شوفي جان فيها لحية.. لا لا مريم طلعتي مغشوشة.. صبي ولا ندري ههههههههههههههههههه
ام جراح: بسك يما
جراح: يما ارجوج.. من يوم ورايح ابيج تلبسين حجاب على مريم.. اخاف تطلع صبي وتطالعج ومو زين
مريم: سخيف تراك... خالتي شوفيه
جراح: لا لا لو سمحت.. يا اخوي العزيز ما نبي أي كلام مع حريمنا.. غيرة في دمنا يا الشيخ
مريم: قسم بالله بتندم يا جراح ... يالسخيف يالمليق
جراح: لو سمحت.. خل عنك الفاظ البنات تراك مكشوووف..
بو جراح: بسك يا جراح
مريم والدموع تتلألأ بعينيها.. سخيف لكن.... اوريك... ان طلعت معاكم مرة ثانية.. هين يا جراحووو يالسخيف..
جراح يراقبها وهو يستمتع بتلك الملامح التي تدفعه الى الجنون: اوه كاهو الشارب ظهر.. هييييييييي حيوو بو الشباب..
ترفع مريم ذراعها الى عينيها باكيه ومغادرة تلك الجماعة وفاتن تلحقها..
فاتن: مريوووم تعالي ما عليج منه
جراح يضحك بحجر امه المتلومة على الفتاة..
ام جراح: يمه جراح عيب عليك هذي مثل اختك
جراح: انا ما عندي الا اختين.. جان اخوي ما عليه ههههههههههههههههههههه
لؤي: كفك جراح ههههههههههههههههههههههههههههههههه
بو جراح: صج انكم ميهل وما تستحون على ويهكم.. جذي تبجي البنت.. عنبوووك ثرك سودت ويهنا جدام الناس.. البنت يايه تستانس وانت منغص عليها معيشتها
جراح : يبا والله صدعتنا قسم بالله لكن انت شوف ان تحجت الحين لا حلق لك هالشوارب.. والله ما يسوى علينا هالطلعة نبي انتنشور شوي لكن ابد مستحيل وياها.. ما تخلي الواحد يتنفسسسسسسسسسس من سوالفها البطالية
ام جراح: قوم روح استسمح منها وطيب بخاطرها..
جراح وهو يهب واقفا: مو رايح.. شبتسوون يعني.. قوم لؤي القعده هني ما تطيب الخاطر..
ام جراح تهز راسها وابو جراح يلومها: كله منج ومن دلالج له.. شوفيه الحين.. لومنا في بنت الناس واحنا اللي قايلين لهم اننا بنونسها.. كاهو سود ويهنا وكله بسبتج
ام جراح: هاو يابو جراح انا شكو.. ولدك دمه حار ودايم يثور وياها.. ترى اخوها كان قاعد واهو الثاني يعذبها مو بس ولدي..
بو جراح :بس هذاك اخوها يعني عادي .. والله انه فشلنا.. لا والله ان ما راح يراضيها لا ما يهنى له عيش..
ام جراح: الله يهداك بس...
وظلت مريم تبكي وفاتن تمسح عليها وتهدئها.. انجرحت بحق من كلمات ذلك الارعن.. لم هو هكذا.. يضع العداء لها.. ويسقيها من كلماته اللاذعة.. لم يحدث يوما وان تقدم لها بكلمات تطيب خاطرها..
بوقت الغداء لم تتقدم مريم لتاكل.. بقيت خارج تلك الدائرة.. وجراح ياكل بلا أي احساس.. وابو جراح لم يمد يديه وهو ينظر الى ابنه عديم الاحساس.. فبعد ما فعله فهو لم يتحرك ويتقدم للفتاة ليتعذر بل بقي ياكل كمن لا يتقدمه شيئا ولا يتخلف عنه..
بو جراح ببرود ولكن اعصابه كانت تغلي: يعني ما بتروح تستسمح من البنت وتطيب بخاطرها..؟؟
جراح بعدم اهتمام: أي بنت؟
بو جراح: مريم من غيرها.. حتى اختك من كثر ما ابنت زعلانه عافت الاكل... وانت قاعد لي هني تهف الاولي والتالي
ام جراح:بو جراح
بو جراح: سكتي انتي .. لا تتكلمين.. قوم.. قوم روح للبنت واعتذر منها وما ترد الا وياها
جراح بصدمة: شنو؟؟
لؤي: لا يكون انت الثاني منطرم..
بو جراح: لؤي
اخفض الثاني عينيه وجراح لم يتكلم وهو يعقد حاجبيه
بو جراح: قوم روح لها..
جراح: انا مو مسئول عنها.. عندها اخوها اللي يطيب خاطرها
بو جراح: وانت بعد بحسبه اخوها.. روح لها وحاجها.. وبيضها يا جراح..
جراح يكاد ينفذ اللهيب من انفه غضبا.. لم عليه ان يذهب لها.. هي من ازعجته بتلك المرمرة التي لم تتوقف للحظه.. لم علي ان اذهب لها واطيب خاطرها...
وهو مجبرا رد على ابيه: ان شاء الله..
قام من على السفرة وهو ينتظر لؤي ان يقوم معه
جراح: قوم يالبطين...
لؤي: انا شكووو اق
قاطعه بو جراح: قوم ويااااااه
لؤي من غير اعتراض: ان شاء الله عمي..
بو جراح بعد مغادرتهم يكلم ام جراح: جذي لازم الرياييل يتعاملون.. مو يسوون اللي بكيفهم...
ام جراح بدلال ولوم جميل: وانا شكووو يا بو جراح تقول لي هالحجي ..
يتمثل بدلالها: وانا شكو يا بو جراح تقول لي هالحجي... انتي.. انتي سبب كل شي في هالدنيا
عزيز: طووووووووووووووووووط ليت حمر ابوي بدى يتغزل.. واااااااااااااااو
بو جراح : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه حسبي الله عليك خلنا انتنفس اول..
كان جراح يجر نفسه وهو ينتظر لؤي الذي يمشي بخفة.. وكل حين يقف وهو ينتظره والاخر يتمختر بخطواته.. يأشر جراح اليه بالقدوم ولكنه يابي.. الى ان ذهب اليه وجره من ياقه قميصه الى اين تجلسان الفتاتان وكانت هناك... توقف جراح قليلا ولكنه عاود المسير وهو متصلب.. سيتعذر ويغادر.. قبلت قبلت.. لم تقبل... لتشرب من ماء البحر.. ماهمني انا.. الا يكفيها اني جئت اليها لاعتذر غصبا عني.. مدللة كريهة..
كانت فاتن تتلفت يمنة ويسرة عن منظر مريم الحزين.. تعرف مدى غلاء اخيها في قلبها.. وان يجرحها فهذا مسببات الكوارث العظمى.. قد لا تتوقف الان عن البكاء.. وقد لا تنسى هذا الموقف ابدا.. وقد .. وقد.. وقد.. يعتمد على مزاجية مريم... فهي ان احبت احبت بعنف.. وان ضاقت نفسها من شي.. يا ويل سبب ضيقها..
وعندما اقترب جراح ابتسمت له فاتن لا اراديا.. فهي تحب اخاها.. ولا تستطيع ان تراه يجر نفسه هكذا لفتاة.. فهو مراهق وبمرحلة الاعتداد بنفسه.. ولكنه يظل طيبا ويكن لمريم المشاعر الطيبة.. فهي وان كانت ماذا.. تظل اخته الصغيرة...
تقدم جراح لهن وهو حرج من نفسه....
ينادي على مريم بصوت خافت... ولكنها سمعته..
جراح: مريم....
لم تلتفت وانما انزلت يدها التي كانت على خدها.. والقت بنظرها الى حجرها الخالي..
جراح: انا ... اسف مريم ( وهو يحرك الحصى من تحت رجله وعينيه لازقة بالارض) ما كان قصدي اقول لج ... الي قلته بس.. انا كنت اتغشمر... واذا انتي ما تحملين غشمرة خلاص.. ما نتغشمر معاج...
يعتذر.. ويرجع الى الغرور هذا.. لكم اكرهه.. لكن لن اسكت عنه هذه المرة
وقفت مريم في وجهه وهي مكفهرة.. لن تتحمل التفاهات منه بعد الان..
مريم: انا لا محتاجة لاعتذارك ولا لغشمرتك البايخة الثجيلة.. من يوم ورايح .. (ترسم بيديها حدا في الهوا) هذا الحد بيني وبينك.. ان تجاوزته يا ويلك وياي يا جراح... سامعني...؟؟
لم تكن تصرخ ولا شي.. وانما لهجتها كانت ثقيلة على قلبه كالمنزل المنهدم.. لا يعرف لما احس انه فقد شيئا غاليا بذلك اليوم.. نعم.. لقد فقد.. فقد كلام مريم معه.. فهي منذ تلك المناسبة لم تتكلم معه الا بالضروريات.. ولم تكن تجلس معهم اكثر.. وهو كان كثير الانشغال بالاصدقاء والجولات مع الرفاق وكل هذا... ومرت السنين وهم بقو على حالهم.. بعيدين... ولكن.. عاشقين...
يا ترى يا مريم... هل ما زلتي تحبيني؟؟؟ اوو.. هل تحبيني كما احببتك... احس بحبك لي.. ولكن... تظل الشكوك سيدة الموقف عندما تكونين في بالي... قد لا تحبيني ولكن.. انا احبك.. وهذا ما يبرر سبب استمرار الحياة حتى الان..
( يا ويل قلبي من جراح )
الفصل الثاني
========
توقفت خطى خالد عند باب منزل خالته.. صمم وعقد رأيه بالتكلم مع فاتن عن ما يجول بخاطره منذ فترة ليست بالقصيرة... هذه مسألة عمر طويل.. منذ كان صغيرا.. اليوم هو يوم التحول في حياة خالد.. لابد وان يخرج من منزل خالته وهو فائزا بقلب ابنة خالته..
تقدم ناحية المنزل وهو يفرك يديه فرحا.. لا بل توترا.. فما سيقوله كبيرا جدا في حياته.. لا يعرف ماذا ستكون ردة فعل فاتن.. قد تصدم.. قد.. تدهش.. لكن.. ستوافق.. اعرف أنها ستوافق.. لن ترفضني.. لا شي يجعلها ترفضه.. كيف ترفضه وهو الرجل الوحيد الذي رأته بحياتها..
بالصدفة كانت فاتن تنزل من على الدرج وهي تبحث عن أمها..
فاتن: يمـــا.. يمـــا
تلبي الأم النداء وهي داخل المطبخ: هلا يمــة
دخلت لها فاتن المطبخ: يمه عندي كوارتين مادري وين آخذهم.. الدار ضويجة وما اعرف وين احطهم.؟؟
ام جراح وهي تفكر: روحي الكاراج يمكن في سعة هناك..
فاتن وهي تعقد حاجبيها: اخاف يختربون هناك؟؟
ام جراح تمسح يديها في المنشفة وتتحرك من مكانها: انا قايلة لاخوج يحرك لي هالكبت ابي اكنسله ما احتاجه.. بس ييبي الكارتون عشان تحطينه فوقه.. ما بياثر..
فاتن تنظر الى الكبت الذي تشير اليه امها.. لابد وانه سيسقط من كثر الاغراض التي تحتويه..
وهي تتشكك: تهقين..
ام جراح وهي تبتسم: وينهم الكوارتين؟
فاتن: الحيين بييبههم..
انطلقت فاتن خارج المطبخ وهي تسرع بخطاها.. الا والباب يدق.. لابد وانه خالد ابن خالتي.. غطت راسها بالغطاء الذي على رقبتها وفتحت الباب.. بالفعل.. كان هو...
فاتن وهي تتصنع الظيق: اووووووووه من صباح الله خير عندنا
خالد الذي كان مبتسما تجهمت قسماته منها: عنبوووووو غيرج انتي ما تخيلين.؟. الناس تسلم وانتي تاخذني بشراع وميداف؟؟؟
فاتن: ههههههههههههههههههه كيفي.. يالله ادخل وسكر الباب وراك..
وتذهب عنه..
اين ذهبت لكن؟..
ولكنه لم يكترث.. سترجع.. وسأقول لها.. وسأنهي هذا الصراع..
تحرك من مكانه وذهب الى المطبخ حيث كانت خالته.. تطبخ كما يبدو.. لا يعرف لم بدأ قلبه يدق دقات عنيفة تكاد ان تهز اركان المنزل معه.. يارب.. صبرني حتى وقت الكلام..
توقف جراح منذ قليل عند شركة الوفا للمحاماة واندهش عندما رأى كبرها وفخامة مبناها.. لا يمكن ان تكون شركة واحدة.. قد تتعدد بها الشركات.. هذا هو المنطق.. لكن.. لاذهب واتكلم مع مساعد.. وهكذا يمكنني ان التقي في نجاه الدلاهمي واستفسر منها بشكل اوسع.. على الرغم من انه قال لمساعد انه يريد فاتن من تتكلم معها الا انه يريد ان تكون حجته قوية مع اخته عندما يكلمها عن هذا الموضوع بحيث ان مقابلتها مع نجاه لن تكون ذات الاهمية..
تقدم الى مركز الاستعلامات وصدق بقوله.. ليس كل البناية لشركة المحاماة.. بل الشركة تقبع في الطابق الرابع..
وتحرك من مكانه وهو يتجه الى هناك.. ركب المصعد وهو يضغط الزر وعينيه تتجولان بلا أي هدف الى ان اغلق الباب وصوت فتاة يجذب الضجيج الى المكان...
الفتــــاة: وقفوو المصعد...
وتحركت يده تلقائيا الى الزر الذي يفتح الباب... ودخلت تلك الفتاة وهي تلهث..
الفتاة: شكرررا...
جراح: أي طابق؟
الفتاة: الرابع.. لو سمحت
جراح: ان شاء الله...
وضغط على الزر .. واغلق باب المصعد.. وجراح لم يلتفت الى الفتاة التي دخلت مذ قليل..
الاخرى كانت تهندم في لبسها وشعرها الحريري المنساب على كتفيها بدلال.. كانت جميلة وانيقة لدرجة فظيعة.. لكن ما ازعج جراح هو رائحتها.. فالعطور تفوح منها بشكل شره ومزعج.. اما عيناه فلم تجولا عليها ابدا..
ورائه كانت المرآة كبيرة والتفتت الفتاة لها لكي تهندم نفسها بشكل افضل.. وهنا.. التقت عيناها بذلك الوجه..
احست بالارتباك وهي ترتب نفسها امامه.. وهو جامد هكذا وكانها غير موجودة.. واستدارت للامام من غير ان تحدث أي ضجة.. فتح باب المصعد.. ودخل عدد من الناس.. واغلق الباب... وفتح مرة اخرى.. وخرج افراد ودخلو افراد.. وهو مازال معها.. لابد وان محطته هي الطابق الرابع..
وعندما وصل المصعد الى الطابق.. ضغط جراح على زر الفتح وانتظرها الى ان خرجت...
الفتاة وهي تخرج مبتسمة: شكرا..
جراح من غير ان يرفع عينيه: العفوووو..
خرجت الفتاة وهي مستغربة منه.. وهو يتبعها.. الا ان خطواته الرشيقة كانت اسرع منها وتجاوزها في ذلك الممر الظيق واختفى عن بصرها... لاول مرة بحياتها.. لا تلقى نظرات الاعجاب التي كانت تتجول عليها كل ما قبعت في مكان... غريب امر هذا الرجل.. لابد وانه ملتزم... ما احلاك ايها الملتزم .. ضحكت بينها وبين نفسها وتوجهت الى الممر المعاكس للذي توجه فيه جراح...
جراح كان يدقق بالأسماء عل كل غرفة.. لم يصل الى اسم مساعد الى الان.. لابد وان يسال احد الموظفين..
جراح: لو سمحت الاخو..
الموظف: هلا اخوي..
جراح: هلا فيك بس.. وين يصير مكتب مساعد الدخيلي؟
الموظف يشير الى الخارج: بعد امش سيدة واول لفه على اليسار.. مكتبه في ممر صغير شوي..
جراح: مشكور الشيخ..
الموظف: ولو...
وتحرك جراح من مكانه على توجيهات الموظف.. ووجد المكتب.. ممره ضيق فعلا.. كيف تمر به جثة مساعد..
اطل من النافذه الصغيرة ورأى مساعد جالسا على المكتب وهو يقرأ في الاوراق التي امامة.. وطرق الباب..
التفت مساعد له وتتوج وجه بابتسامة مشرقة وكانه كان ينتظر قدومه.. وتحرك من مكانه ليفتح له الباب
جراح وهو يبتسم: السلام عليكم
مساعد: وعليكم السلام يا هلا والله.. شرف المكتب والله..
جراح باحراج: بوجودك.. السموحه عاد يايك لعند مكتبك
مساعد: افا عليك يا بو محمد جيتك تسوى الدنيا ومافيها.. حياك الله اقلط ..
جراح: الله يبقيك..
مساعد وهو يجلس قبالته عند الكرسيين المتقابلين: كيف حالك
جراح: يجمل حالك الشيخ وانت شخبارك؟
مساعد: على حطه يدك.. زين عاد اليوم انت عندي في المكتب وانا اللي بغيتك اتيني من زمان..
جراح: ليش في شي؟؟
مساعد: لا بس انا كنت ابيك تقعد ويا نجاه الدلاهمي عشان اتكلم وياها اكثر عن الموضوع.. مع انك رفضت لكن انا كنت ابي هالشي يكون عشان تكون حجتك اقوى عند اختك ليمن تفتح وياها الموضوع..
جراح وهو يضحك: والله انك قاري افكاري.. توووني قاعد افكر في هالشي.. ومن جذي انا ييت عندك هني بلا موعد ولا شي..
مساعد:لا افا عليك المكتب مكتبك حياك الله في أي وقت.. ها شنو تشرب؟؟ جاي ولا قهوة؟؟ ولا عصير؟
جراح بحياء: لا الله يكثر جميلك يايك وانا متريق
مساعد :يالله عاد خلنا نسنعك بجاي محترم جذي...
جراح: اللي تشوفه..
بعد فترة
جراح: مثل ما قلت لك انا اليوم يايك هني ابي اتكلم ويا الاخت نجاة المسئولة وابيها بعد تفهمني بالسالفة اكثر عشان الليلة انا مقرر اني افتح الموضوع لامي ومن بعدها اختي..
كان مساعد يحترق مكانه يحاول ان يعرض زيارته لهم.. لكن: خير ما تسوي.. وعن موعد الوصية؟؟ ما حددت ويا بيتكم
جراح: ان شاء الله باجر الصبح ارد عليك خبر.. الليلة بتكلم ويا الوالدة وبرد عليك خبر اول باول..
مساعد: خير ما تسوي..
تثاقلت امور مساعد في داخله.. لا توجد فرصة سانحة لكي يزورهم في منزلهم الا بموعد الوصية.. هكذا افضل.. فلابد وان الصغيرة ترتقب زيارتي لمنزلهم.. لا اريدها ان تكون مستعدة لي.. اريدها ان تندهش.. وتنصدم... وتحتار..
مساعد: اذا خلصت نقدر نروح لمكتب ام ناصر ..
جراح يهب بالوقوف: خلصت من زمان
مساعد: يالله عيل..
توجه مساعد بتلك الهيبة الكبيرة امام الموظفين يتبعه جراح الذي بدى صغيرا امامه.. لم يكن مساعدا بالضخم او السمين.. لكن هيبته كانت مفروضة على الكل.. وقوة جسده بالغة الاثر في تلك الهيبة..
في مكتب المسئول عن هذه الشركة.. يقبع ابو زياد..هشام الكِندي رغم كبر سنه الا ان هذا غير واضح او جلي عليه.. فقوته وحدة ذكائه تغلب على سنه الكبير.. كان محاميا مشهورا انذاك.. توظف بالعديد من الشركات المرموقة ووكل باشهر القضايا.. وعندما اراد ان يرتاح.. انشأ هذه الشركة الصغيرة انما المثمرة.. وجمع فيها كادر محترما من الموظفين الكفوئين امثال مساعد..
كان كبيرا في السن .. تزوج وهو بسن متقدمة.. وانجب من زوجته الحالية ولد وفتاتان.. احدى الفتيات تزوجت من رجل اعمال وغادرت معه البلاد الى بلاد اخرى.. وابنه يدرس في احدى جامعات اميركا المرموقة.. وبقيت له ابنه واحده تعتبر حبل وريد ابيها.. فهو لا يطيق بعادها وهي كذلك..
في ذلك الوقت كانت هي جالسة معه في مكتبه تسامره.. اسمها غزلان .. وكانت كالغزال من جمالها البليغ.. توصفت بملامح امها الجميلة وبعيني ابيها اللامعتين الحادتين.. الا ان رقتها كانت متفردة بنوعها لا يشابها احد فيها..
غزلان: يبااا متى بتطلع من هني
الاب وهو يكتب في الاوراق: يبا توه الدوام بادي يعني توها الساعه 11
غزلان: خلنا نروح البيت يبا شلك بالشغل والله لازم ترتاح انت هني
هشام بابتسامة: يابوج ان انا خليت شغل المكتب من له؟ لا تنسين انا المسئول هني
غزلان: خل لك موظف بدالك.. انت يبيلك ترتاح يبا.. شرايك.. نسافر باجي الصيف أي منطقة تبيها؟
يترك هشام ما بيده ويلتفت لها: انتي فاضية يبا؟
تهز راسها المسكينة باستسلام: وايد وايد يبا.. من زود الملل مادري شسوي؟
هشام: زين روحي بيت يدتج سلمي عليها دومها متولهة عليج..
غزلان: رحت لها لكن مو هناك.. في بيت خالتي سلوى..
هشام: روحي بيت خالتج سلوى.. روحي شوفي بنت خالتج وسامريها مسكينة تلاقينها ملانه مثلج
غزلان وهي تغوص في الكرسي: بروحها تملل يبا.. صغيرة وانا ما أحب ارافج البنات الصغار..
هشام: ههههههههه والله تحيرنا معاج.. يعني الا انا الحين يعني؟
غزلان تبتسم: أي انت.. اصلا انت لازم تحس على دمك وتعرف اني مغرمة فيك ولازم لازم تطيب بخاطري الحين
هشام: والله يا بنتي مادري شقول لج.. زين وين تبينا انسافر
غزلان: أي مكان اهم شي نطلع من بره الكويت...
هشام: نروح جنوب افريقيا؟
غزلان بنظرة غبية: يبا يعني نطلع بره الكويت ماله داعي نروح هالاماكن اللي مانفهم لهم.. خلنا نروح لبنان... اليونان.. تركيا..
هشام: بس انا ودي في جنوب افريقيا
غزلان: مابي اركب على فيل لا تحط هالشي في بالك
بو زياد: ههههههههههههههه من قال انج بتركبين على فيل الحين
غزلان: ههههههههههههههههههههههههه يالله يبا عاد شقلت.. نروح تركيا؟
هشام: والله انا ما عندي مانع يابوج.. شاوري امج وردي علي خبر..
غزلان: زين يالله الحين اعزمني على الريوق
هشام: بسسسسسسج يا بنتي.. ردي البيت احسن لج وقعدي ويا امج تراها اهي بروحها بعد
غزلان بدلال: افا .. تطردني يا بو زياد.. الله يسامحك..
وتهب واقفة..
غزلان: لكن ستندم على هذه العملة يا بو زياد..
هشام: يالله حبوبه ديري بالج على نفسج وهالله هالله في الشارع..
غزلان: افا عليك يبا راعيتها انا... تامرني بشي؟
هشام: تحملي في روحج وبس..
غزلان: بس.. افا عليك.. من العين هذي قبل العين هذي..
والتفتت قبل خروجها: يبا..
الاب من غير ان ينظر اليها: هلا يبا...
فكرت بذلك الشاب الذي راته بالمصعد.. تريد ان تعرف.. هل هو يعمل هنا؟؟: يبا.. انت موظف احد هالايام؟؟
التفتت اليها ابيها وهو يعقد حاجبيه: على ماذكر لا.. ليش؟؟
غزلان: لا يبا ولا شي بس.. انا شفت واحد هني اليوم اول مرة اشوفه قلت يمكن موظف عندكم..
ابتسم ابو زياد: يابوج يمكن موكل ولا هالشغلات مو لازم كل اللي هني موظفين..
غزلان بسرحان: هاااااا...اوكي يبا.. تامرني بشي.. أي صج.. ادير بالي على حالي.. اوكيك يالله تشاااو يبا..
هشام: يقولون في امان الله
تقف غزلان بادب امام ابيها: في امان الله يا ابتااااه
هشام: ههههههههه في حفظه ورعايته..
وعلى هذا غادرت الاميرة الجميلة من مكتب ابيها وهي تتمايل بخطواتها.. كانت تبتسم لكل الموظفات فكلهن على معرفة بها.. لكثرة ترددها على ابيها وزياراتها التي لا تنقطع..
على كل هذا فغزلان لا تدرس المحاماة كما تمنى ابيها ان تفعل.. هي تدرس الادب الانجليزي وتخصصها هو الترجمة.. تحب هذا المجال كثيرا.. وتلقى نفسها به اكثر.. كانت حججها قوية وغير مشكوك بها.. تعلمت هذا من ابيها المحنك.. ولكنها استغلت هذه الميزة باشياء كثيرة.. الا ان الطيش وتصرفات الاطفال لم تفارقها.. ولازمتها ميول الشباب الفاشلة وان كانت هي التي تمتلك العقل الكبير..
عندما خرجت من الطابق متوجهة الى الاسفل تصادفت مع ذلك الشاب الذي رأته قبل قليل.. هل هو متفق معي.. يصعد معي وينزل معي.. يا لهذه الصدف
كان لقاء جراح مع نجاه الدلاهمي قصيرا جدا فهي كانت منشغلة قليلا وما شرحته له كان جيدا والاوراق التي اعطته اياه كانت افضل من أي شي.. وهكذا هو مستعد لان يتكلم مع امه هذا المساء وبالغد... يحلها الف حلال..
وعندما كان سيدخل المصعد ناداه احدهم فرجع اليه..
ياااااااااااا للخسارة
وهاهو المصعد يغلق بابه.. الا ان غزلان امسكت بالزر الذي يفتح الباب بلا أي تفكير.. تنتظره ان يدخل... لا تريد ان تكون وحيدة بهذه الرحلة..
مساعد: شوف جراح انت خذ الوالدة بالهوادة واهي ان شاء الله بتساعدك
جراح: لا انت لا تحط الوالدة في بالك انا اللي متوجس منه اهي فاتن.. ما شاء الله راسها يابس وصعب انها تغير فكرها.. ان شالله الوالدة تكون اهي الورقة الرابحة عندنا
مساعد يمسك بجراح : شوف يا جراح.. حط في بالك شي مهم.. ان هالبعثة اهي مستقبل اختك اللي ابوك بنى حياته عشانها.. حرام نشوفها تضيع هالحلم
جراح وهو يبتسم: افا عليك انا قدها وقدود.. وان شاء الله ما يصير بخاطرنا الا الطيب..
مساعد يبتسم: ما هقيت شي ثاني.. يالله عيل سلم على الاهل...
جراح: يبلغ.. (اراد ان يسلم على اهله.. وان يخصص السلام لمريم.. حبيبه قلبه) وانت بعد سلم على الاهل..
مساعد: يبلغ..
وعلى هكذا غادر مساعد ليرى عمله وهو يحس بالحماس في داخله.. واخيرا ستقعين في قبضتي يا فاتن.. وسابعدك عن منزلك وعن ذلك التافه.. وستكونين لوحدك.. بمقابلتي..
اما جراح فهو توجه للمصعد ليجد بابه مفتوحا وفتاة ما تنتظره... انها تلك الفتاة التي كانت معي قبلا... لكنه لم يطيل النظر اليها واخفض راسه وهو يدخل
جراح: شكرا..
غزلان بحيا: ولووو هذا الواجب
ابتسم جراح واخفض بصره منتظرا وصولهم الى الطابق السفلي..
اثناء رحلتهم القصيرة رنين مزعج عكر صفو الجو .. كان هاتف غزلان يرن باغنيه (( اه يا هوا لو تجمعنا سوا وتاخذنا لبعيد.. تحلى ايامي.. تتحقق احلامي وفي قلبي الفرحة تزيد..))
توترت غزلان والهاتف يرن هكذا بضجيج مزعج.. وتوجهت نظراتها الى ذلك الشاب الواقف.. لكنه لم يعر هاتفها أي اهتمام وهكذا اخرجته من حقيبتها واصمتته..
وصفى الجو مرة اخرى... ليعيد الهاتف الرنين المزعج... وتضايقت مرة اخرة منه.. وهذه المرة رفعته لانها تعرف مزاج المتصل عندما لا يرد على الهاتف
بارتباك: الو... هلا سناء.. هلا حبيبتي شخبارج
الطرف الاخر: اشفيج ما تردين؟؟؟؟ وينج فيه؟؟
غزلان: انا بخير.. انتي شخبارج.. شمسوية؟؟
الطرف الاخر: ويا ابوج في الشركة؟
كل كلمة وعينيها تجولان على ذلك الشاب الصلب: أي انا في شركة بوي.. اذا خلصت بدق عليج اوكي..
الطرف الاخر: اوكي بس لا تتاخرين..
غزلان: ان شالله.. يالله باي..
الطرف الاخر: بايات..
اسرعت غزلان لتغلق الهاتف.. وفتح باب المصعد ليخرج منه جراح بكل رشاقة وهي تتبعه واضطرت قليلا لتسرع خطاها..
خرج جراح وهي خلفه وتوقفت عند سيارتها الفاخرة المركونة أمام المبنى الكبير الفخم... وهي تتبعه بعينيها لتراه يركب سيارة جيب قديمة بعض الشي وبكل مهارة يحرك السيارة من ذلك الموقف ويبتعد عن عينيها... الى حيثما اتى منه..
ابتسمت وهي تضحك على حالها.. لاول مرة بحياتها تمر بهذه التجربة.. ان لا تكون هي الطريدة.. بل المٌطارِدَة.. ما اغباني.. ههههههههههههههههههههههه
دخلت السيارة.. وحركتها.. وغادرت مبتعدة... وكان هذا هو مفترق الطريق بينها.. وبين الشاب القوي..
*****************
في منزل ابو جراح كان خالد جالسا وهو يهز رجليه بعصبية.. فمنذ ان وصل فاتن وخالته منشغلتان.. توضبان اغراضا بالمطبخ ولا تعيرانه أي اهتمام... وعندما عرض عليهم المساعدة رفضتا.. انهما غريبتان.. لم تتركا ما بيديهما لتاتيان وتجلسا معي. هئ هئ .. سابكي الان ..
وانتهت فاتن مع خالتها من الذي كان بيديهما وتوجهتا الى الصالة ليجلسن بتعب..
ام جراح: ااااااااااااااااااااه شحاطه في هالكوارتين يا فتوون
فاتن: يمه اغراض زاحمة داري قلت ارتبهم وشوي الدار يتوسع علي..
ام جراح: الحمد لله بعد كان سبب اننا انحرك شويه من الخمام اللي حاطينه في المطبخ
فاتن: ههههههههههههههههه والله اني بلعت كيلو غبار اليوم..
ام جراح تبتسم: اسم الله عليج عاد انا قلت لج خليه عنج انا اللي بشوف ما رضيتي
تدنو عند امها بحنان: وانا يطيع قلبي اخليج انتي بس اللي اتاذين.. اللي يصيبج يصيبني..
تقبل ام جراح ابنتها: يا عمري بنتي والله..
خالد كان جالسا يراقب ملكة ايامه واحلامه وهي تتدلل عند خالته الحبيبة.. يا ويلي.. ان كنت متوترا قبلا فبهذه الابتسامة الناصعة.. عاد كل هدوئي الى نفسي.. وها انا مقبل على الخطوة المهمة... وسالقي بالقنبلة..
تلتفت ام جراح لخالد: وانت علامك صاير لي معصقل؟؟ ما تاكل؟؟؟
خالد يبعثر بنظراته بعيدا عن عيون فاتن: لا خالتي بس شوي ماكل زين هالايام..
ام جراح: انا بشوف ويا جراح يقلبون الكاراج غرفة لك عشان تقعد عندي.. ما يطيعني قلبي اشوفك تسكن بروحك في بيتكم لحالك..
احس خالد ان هذا هو الخيط الذي سيشده ليصل الى ما يريده: لا خالتي جريب ان شاء الله.. سنة ولا سنتين.. بالكثير ثلاث وما كون بروحي
تبتسم فاتن له وهذا ما زاد من يقينه...
ام جراح بنبرة جميلة: ناوي تتزوج؟؟
خالد ينظر الى اصابعه خجلا: يقولون؟
ام جراح: هاذي الساعة المباركة اللي اشوفك بها معرس.. بس عاد قول لي (وهي تغمز) من هي العروووس؟
توجهت عيني خالد مباشرة الى عيني فاتن المبتسمة.. وبقي يتمعن بها بطريقة شابت في قلب فاتن.. واحسن لاول مرة بحياتها بعدم الامان من خالد... واخفضت عينيها..
ام جراح: هلا والله بوليدي...
ووصل جراح الى المنزل .. وحاجبيه المعقودان ينبهان بعدم راحته...
التفت خالد الى جراح الواقف وهو ينظر.. وسلم عليه: هلا جراح
جراح: هلا فيك خالد... (مازال حاجباه معقودين) الا هني من الصبح؟؟
احس خالد بالاحباط.. : لا بس ما عندي شي قلت..( ترتطم عيناه بفاتن) قلت اسلم على خالتي وبنت خالتي... (يلتفت الى جراح) وانت وينك فيه؟؟
جراح : هني وهناك.. اسوي لي اشغال معينه... شخبار الشغل؟؟؟
خالد: وينك ووين.. للحين فاضل ما راح قال لهم ولا ردو علينا خبر. ان شاءالله ان شاء الله بعد سبوعين انا مداوم
فاتن بنبرة مهتمه ولكن متحفظة: ناوي تشتغل؟
التفت اليها خالد وبعينيه لمعان غريب: اكيد .. انا وراي مستقبل ابنيه وحياه لازم ارتبها عشان اللي في بالي يصير..
لقد كانت واضحة.. كالسهم في منتصف الدائرة.. انها تلميحات غريبة من خالد اليوم.. ما باله.. هل ارتطم راسه بالارض وهو ينهض هذا الصباح؟؟ هذا السؤال كانت يتبادر في ذهن فاتن.. وهي تحس بالانزعاج البسيط..
فاتن: عن اذنكم..
عندما غادرت فاتن جلس جراح مكانها مقابلا خالد.. والام همت بالنهوض..
ام جراح: بقوم اسوي لهالمعصقل لقمة ياكلها.. والله انه كاسر قلبي..
جراح: يمه انا بعد سويلي شي ميت من اليوع..
ام جراح: طالع لي بلا لقمة ولا شي يجيس بطنك..
جراح: تعرفيني يمه انغث لو اكل من الصبح...
ام جراح: ان شاء الله حبيبي دقايق والريوق زاهب..
عندما غادرت الام واصبحت بعيدة عنهما.. تبادلا الاثنين نظرات مشوبة بالشك...
جراح: خالد...
خالد: سم
جراح: سم الله عدوينك.. بس.. بغيتك في كلمة راس
كان يعرف خالد ماذا يريد جراح ان يقول له.. فهو ان لم يحس بتلميحاتي.. فهذا معناه انه صخر لا بل اعمى..وجراح بعيد كل البعد عن صفات الغباء والعمى.. فهو حاد البصيرة وذكي ويفهم الحركات وهي " طايرة"
خالد: قول..
جراح: مو هني.. بعد شوي.. ابي استشيرك بشي ما دامك موجود.. واخذ رايك في هالموضوع وبعدين نشوف احنا الاثنين..
خالد: اوكي...
وبقي خالد متشككا مما سيقوله له جراح.. اما جراح فكان ينظم الكلام في باله ليقدمه لابن خالته بطريقة مفهومة حتى يكون ضامنا لردة فعله ويحبس رغباته تجاه اخته.. وهكذا سوف يضرب عصفورين بحجر.. تأييد خالد.. وابتعاده عن اخته في الوقت الحالي..
**********
مشعل الذي كان جالسا في المنزل بغرفته يسمع لاحد الاشرطة الموسيقيه ويحاول ان يدخل التعديلات بها.. هواياته المفضلة.. دمج الاغاني والتغيير فيها.. كثير من اعماله تحتوي الغربي والشرقي.. او القديم المعدل بالجديد.. وهذا شي يفخر به امام الكل.. رغم تدينه والتزامه الا ان حبه للطرب فضيع ومستحيل..
كان يصنع شريطا جديدا يبقيه معه الى ان يحين الوقت ليقدمه الى فاتن لتسمعه.. عبارة عن رسالة حب اليها .. يبين لها مدى حبه ومدى شغفه بها.. يا حبيبتي يا فاتن .. كم احبك..
واثناء عمله هذا دق باب غرفته.. ورد عليه وعينيه مغمضتين.. ومقطوعه شهرزاد مدارة..
مشعل: تفضــل
ادخلت تلك النحيلة راسها الجميل وابتسمت بعذوبة لاخيها الذي كان مغلقا عينيه.. واستغربت من وضعه وانتبهت الى جو الغرفة الشاعري.. مسكين انت يا روميو يا اخي... ههههههههههه
ودخلت الغرفة واغلقت الباب من خلفها..
سماء: ماقدر انا صراحة اويلييييييييييييي...ههههههه
مشعل: اوووووووص...
وضعت يديها على فمها وتمت باقية وهي صامتة تستمع لهذه الموسيقى.. ولكن ليس منها ما يجذب انتباهها.. فهي تحب الاغاني السريعة ذات الضربات القوية.. وهذه الاغاني ليست من ذوقها..
وانتبه لها مشعل: خير انسة سماء.. فيج شي؟
سماء وهي تتمطط على السرير: مافيني شي بس .. ملانه وقلت.. اروح اقعد ويا اخوي الحبيب..
مشعل يبتسم بدهاء.. اخيها الحبيب.. لا.. انها تضمر شيئا: بس حبيبتي انا مشغول شوي... روحي وبعدين انا اييج
سماء: مشعل من زمان ما طلعتني بسيارتك
مشعل: اوه هههههههههههههههههههههههههههههه (ينظر الى ساعته) حطمتي الرقم القياسي في الضغط يا سماء.. قطيتها مباشرة
تغمز الصغيرة: مافي فايدة من المذلة.. يا أي ويا لاء.. غيرووو مافيش...
مشعل: ههههههههههههههههههههه .. بس انا حبيبتي ماقدر اطلعج اليوم ..
سماء بحزن: لييييييش؟ قسما بالله انا بنتحر هني قبل لا تبدي المدرسة.. بتذبحوني انتووو بهالصيف.. لا بالصيف اللي فات حبستوني باميركا وهالصيف هني.. مو حاله هذي معاكم ياخي..
مشعل بدهشة: اوب اوب اوب.. شوي وي .. عدال على عمرج يا بعد الغالين لا يصيبج شي. ولا يهمج.. هاتي عقالي وغترتي وخلاص بنطلع.. بس وين تبين تروحين؟
سماء: مادري.. طاقة جبدي خذني بيت خالتي ام زياد
مشعل وكان نفسه ضاقت به: وين؟؟ سموي تدري بي ماحب اروح هناك وايد..
سماء: عاد مادري انت اخبر مني في هالديرة.. خذني وين ما تقدر.. ( تنزل عنده وكانها تترجاه) لو نااااار جهنم بعد حلوة.. اهم شي بره هالبيت...
مشعل يدعو ربه: ياربي يا ساتر الاحوال استرنا ويا هالبنت.. ( يلتفت لها) قومي.. قومي اطلعج لا تنتحرين علينا وتيرينا لدروب احنا بغنى عنها..
سماء بلهجه سينمائيه: أي ترى اقول لك انا خطر على المجتمع.. احمو الناس مني .. هاهاهاهاي
مشعل: قلبي ويهج.. بقول لج.. ماكو طلعة معاي بلبسج الماصخ هذا.. لبسي عباه وشيله وتعالي..
سماء بصدمة: شنو؟؟ عباه.. وشنووو؟
مشعل: وشيله او لفافه اوو شاورما اللي تلبسونه عل راسكم.. ماطلع وياي بنات مفاصيخ.. شكو ما عندي غيره اطلعج جذي جدام الناس.. لا حيا ولا مستحى من رب العالمين
سماء: انا ادري ان اخرة الشي مذله بس يالله.. اهم شي اطلع من هالبيت.. والباجي الله يحله.. مشعل: يالله بسرعة كاني زهبت وان تاخرت بمشي عنج..
سماء وهي تطير: دقاااااااااااايق وانا عندك...
ابتسم مشعل لاخته المجنونة.. مسكينة .. ملت كما مللت انا من المنزل ومن هدوئه.. لو كان اهلنا مختلفين.. لما احسسنا بهذه الوحدة وهذا الفراغ..
في مجلس منزل ابو جراح كان كل من خالد وجراح جالسين.. احدهما يتكلم والاخر يستمع.. ويستمع بالم وبضيق في صدره.. يستمع الى اشياء هوو لا يريد ان يعرفها.. يعرف اشياء من شأنها ان تحرق قلبه على محبوبته الوحيدة..
لم يصدق ما يسمعه من جراح.. وكم تبدو لهجته عادية وهادئة.. وكان الدنيا لا تموج بعينيه كما هي بعيني.. تبتعد عني فاتن؟؟ لاربعة اعوام.. لبلد قد لا اصل لها ولا بعد الف سنة.. فاتن بعيدة عني وعن قلبي وعيني.. تعيش هناك بالغربة؟؟ سمعت عن هذا الموضوع لكن لم اظن ان فاتن قد تقوم به.. ان تبتعد.. وتهاجر.. وترحل...
اااااه على قلب خالد الحزين.. فبكل كلمة يلفظها جراح له ينزف منه الف جرح ومن كل جرح الف اخر.. مسكين قلب العاشق عندما يسمع كلاما من شانه ان يشيب القلب قبل الراس..
احس جراح لمدى سوء حاله ابن خالته.. وكم يبدو حزينا ومتجهما وكم الحرقة بالغة الاثر في قلبه.. لابد وانه متالم لما اقوله.. لكن.. لابد له وان يعرف.. لا بد له وان يفهم ان فاتن لها مستقبل عليها ان تتبع خطوات محددة لكي تسير على الوجهه الصحيحة.. اسف يا خالد.. ااسف على حالك الصعب.. فانا والله لا اتمنى ان اكون مكانك.. لا اتحمل .. ولا اظن اني ساتحمل لو تبتعد مريم عني هكذا.. على الرغم من بعدها.. الا علمي بوجودها بالقرب من قلبي وتتنفس الهواء الذي اتنفسه كافٍ لكي اجدد عهد الحياة كل يوم بصحوتي..
ظل خالد ساكتا بعد ان انهى جراح ما كان يقوله... ويبدو عليه الانتظار.. انتظار لردة فعل او لكلمة من خالد تبين له أي جانب هو يشجع..
جراح: شرايك يا خالد في اللي قلته لك..
كان خالد يتالم واخر ما كان يوده هو الكلام..
جراح: انا ماقلت لك هالكلام عشان تسكت لي.. انا ييت وخبرتك عشان اعرف رايك في هالموضوع..
ولكنه ظل ساكتا..
وهنا احس جراح انها الفرصة المناسبة لكي يفهمه...
جراح: يا خالد.. لا تظن اني مو حاس لك.. ولاني عارف لمشاعرك تجاه فاتن.. انا مو من زمان اعرف.. توني الا من يومين فاهم هالشي.. لكن.. هاليومين.. فتحت عيوني عليك وعلى تصرفااتك طول هالسنين ويا فاتن.. وقدرت افهم.. وقدرت اعرف فاتن شنو بالنسبة لك.. واسالك بهالمشاعر اللي انت موجهها لاختي.. انت شنو تتمنى لها بهالدنيا؟؟
خالد: كل الخير والعافية..
جراح: وهالخير و العافية؟؟ تظنه بييها بهالشي؟
ينظر اليه خالد والدمع يتلألأ بعينيه: جراح حرام عليك بسك .. ذبحتني..
تلوم جراح على نفسه ولكن.. القسوة مطلوبه.. : يا خالد.. انا ادري بمشاعرك واحس لك والله وقلبي معاك.. لكن انت افهم مسئوليتي تجاه اختي.. انا ملزوم اني استمر بهالشي ولو كان على اني ادوس على مشاعرك ولا على مشاعر فاتن او امي اوحتى انا... مصلحة فاتن بهالوقت اهي اهم شي بالنسبة من كل شي.. لانها جزء من وصية ابوي الله يرحمه.. والوصيه دين يا خالد على رقبه الواحد..
اطرق خالد مفكرا... ولا يعرف لم سالت الذكريات في باله وتوجهت الى ابو جراح.. يتذكر محاضراته الطويلة العريضة على مائدة الطعام.. في الرحلات.. في المساء عندما يجلسون امام التلفاز.. تعبه وكده.. حتى وصلت ذكرياته لذلك اليوم المشئوم عندما توفى ابو جراح .. واحس بالدين الذي يتكلم عنه جراح.. وغصبا عنه.. احس به في رقبته هو الاخر.. هذا حق ابو جراح عليهم.. ان يضمنو مستقبل بناته.. فالبنات.. هم مجرد ودائع يحتفظون بها لكي ياتي يوما ما احدهم ليستلمها.. ويكمل مسيرة الحفظ.. والصون..
مسح دمعه الذي كان على وشك ان يسيل.. وتكلم .. بصعوبة
خالد: لا تشغل بالك يا جراح.. ولا تحط اهميه لهالشي.. لان انا وياك.. وان شاء الله لو كلمت خالتي بعد اهي الثانية بتكون وياك.. مستقبل فاتن مثل ما قلت دين في رقابنا.. لازم نوفيه لابوك الغالي.. الله يرحمه
ابتسم جراح بفخر... ياااااااه.. كم كان العبء ثقيلا على رقبته.. وكم كانت المسئولية كبيرة.. والان.. بمشاركة خالد.. اصبح كل شي بسيطا وسهل المنال.. لا بل سهل التحقيق.. الحمد لله رب العالمين
وقف جراح ووقف معه خالد
يمسك بكتف خالد: يا خالد.. انت ما تقدر تتصور شكثر انت ريحتني بموقفك هذا.. وابي اقول لك شي ثاني بعد.. انت اذا حسيت ان لك حق بفاتن.. لا تخلي مصلحتك اللي نصب عيونك.. انتو اثنين.. مو واحد.. لازم تفكر بمصلحتكم انتو الاثنين.. واذا انت من صجك تحبها وتظن انا مالك في هالدنيا غيرها واهي منيتك.. محد راح يغير هالشي ولو هد جبال العالم كلها..
نظر خالد الى عيني جراح.. فكما ذبحه منذ قليل.. ها هو يعيد له الحياة بهذه الامال العريضه ولكن .. اين..
خالد: هذا الوقت اختك صارت دختورة وبتشوف حالها علينا
جراح: شدعوة.. يبا احنا ما عندنا دختورات اللي تطيح من جيمتنا.. جانها دختورة.. انت صير مهندس.. لا تنسى.. انت عندك نسبتك اللي تدخلك الجامعة.. وبشهادة الجامعة انت راح تقدر تسوي كل شي.. كل شي يا خالد
خالد: مو صايده قال جبه علىويهه.. لكن يالله.. اتوه الناس على هالحجي.. انا خلني اشتغل الحين.. وبعدين يحلها الف حلال... لكن تعال قول لي..
جراح: هلا
امسك خالد ياقه جراح بكل قوة هزته وصدمته بعض الشي: ان ضاعت فتون من يدي بسبتك .. والله لا ذبحك واشرب من دمك...
جراح: اويييييه من عاشق الغبرا.. هد ياقتي لا اهد بطنك اهني..
اخل سبيله خالد وهو ما يزال يتوعد: انا ادري ان فاتن الحين يعتبر مستواها افضل من مستواي.. لكن انا بكبر من نفسي وبكون احسن منها.. ترى الكويت تسوى اميركا وطوايف اميركا كلها..
جراح: افاري عليك.. انت جذي تعجبني..
ابتسم خالد.. وكيف لا اعجبك.. كل انسان عندما يبيع عمره لاحدهم يكون محط تقدير الناس.. انا اموت.. والناس تفرح.. الحمد لله .. ربنا تقبل منا صالح الاعمال..
خالد: يالله انا اخليك الحين
جراح: وين
خالد: تعبان شوي ابي انام.. والعصر اكون عندكم ان شاء الله
جراح: مو تقطع عاد (يبتسم) ماقدر ماشوفك... اييني مغص..
خالد: شرب اينوووو.. ههههههههه يالله في امان الله
جراح وهو ينظر اليه مغادرا: في حفظه ورعايته...
بمغادرة خالد المجلس تصاعدت الدموع بعينيه حارقة كل بقعة في جسده.. النار تشتعل في قلبه والحرارة الغريبة تسري في كل عرق وفي كل جزء من عقله.. يا ربي..كيف رضيت بهذا الشي؟ كيف وافقت على ابتعاد فاتن؟؟ انا احبها فكيف انى لي ان اقبل ببعادها.؟؟ حبيبتي فاتن؟ استبتعدين عني..؟ تتركيني لغربتي وحيدا.. ؟ انا وحيد في هذه الدنيا.. ولم اشعر بهذا يوما بفضلك.. والان.. انتي من ستغادر دنيتي... يالله.. صبرك يا رحمان.. اكاد اموت مكاني ولا استطيع ان افعل شيئا..
دخل خالد السيارة وهو يحس بالالام تتصاعد في قلبه.. والدموع الخائنة سالت على وجناته حزنا وقهرا.. ما اقسى هذه الدنيا.. كيف ستبعدني عن حبيبتي الوحيدة.. وانا.. كيف قبلت بهذا الشيء؟؟ يا الله...
اخفض خالد راسه وهو يبكي بحرقة قلب..
وفي تلك اللحظه عند باب منزل النهيدي
مشعل: نص ساعة وانتي اتعدلين .. حشى عليج شمسويه.. كلها الا عبايه لابسته وخلاص
سماء: اهي عبايه ولا فاندايشن احطه في ويهي ولا شرايك انت؟؟ لازم البنت تكشخ بكامل كشختها واهي طالعة والا ما تحلى طلتها..
مشعل وهو يمتعض من رائحتها: نعنبوووووو صابه العطر صب عليج.. نعنبووووو هالريحة.. تدرين ان الملائكة تلعنج
سماء: لا تتبلى على الملائكة.. شكو الملائكة تكرهني.. لاني متعدلة؟
مشعل: أي.. تدرين ان المتبرجة ملعونه من اول عتبه تطئها ليمن ترد بيتها؟
سماء بدهشه: وي مادريت.. خلني اروح ابدل ملابسي واطير شويه من ريحة العطر
مشعل: بعد.. اقول .. خلج خلج مكانج... العصر نظهر منالبيت.. الحين وقت صلاه وانتي وحدة فاظية..
سماء تتذمر وتضرب برجليها واهي تقف عند الباب: العصر يعني ماكو هئ هئه هئ يااااه مشعلوووو باذبحك والله بذبحك
مشعل: اووووووووووص سكتي فظحتينا انتي هني.. يالله دخلي داخل الحين انا بروح اصلي والعصر بطلع وياج والله العظيم
سماء: احلف مرة ثانيه
مشعل: والله العظيم ورب الكعبة بطلعج خلاص عاد لا تفظحينا اكثر..
سماء تقفز فرحا: هي هي هي بطلع هياااا هيااا ايوا ايوا
يدفعها لتدخل: أي هيا هيا بتطلعني
تكلمه وهي موليه ظهرها وتلتفت وهي ترقص فرحا: من صجك وعد..
مشعل يضحك: هههههههههههههه ايه ايه وعد وعد..
سماء: فديت مشعليييييييييي يا بعد المشاعل والله
مشعل: قسم بالل هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
دخلت فاتن وغادر مشعل متوجها للمسجد للصلاه.. وخرجت فاتن خلفه وهي تركض..
مشعل: شفيج بعد
سماء: عطني مفاتيج السيارة جنطتي نسيتها داخل..
مشعل: هاج وحطيه بعدين في درج الكومودينوو
سماء: اوكيك يا كيك
رمى المفتاح وغادر .. وهي توجهت عند السيارة لتخرج حقيبة يدها.. وعندما اغلقت الباب استدارت لتدخل المنزل ولكنها توقفت... واستدارت مرة اخرى للامام.. لعند منزل فاتن.. كانت هناك عيون تراقبها.. وتنظر اليها.. لم تعرف عيون من.؟. وبقيت تنظر اليها الى ان تعرفت عليها..
مذ خرجت سماء لاول مرة من المنزل منذ قليل حتى هذه اللحظة وعيون خالد لا تفارقها.. كانت المشهد الحي امامه ينظر اليها غير مصدق هذه الفتاة المعتوهة.. كيف تتحرك في الشارع وكانه لا حسيب لها ولا رقيب.. ولكنها ترتدي عباءة.. والجميل.. الذي اندهش منه هو احساسه بالفخر بها .. قبل ايام .. كانت ترتدي ملابسا فاضحة.. والان.. العباءة.. الحق يقال.. تبدو انسانة صحيحة بهذه الملابس.. ولكن الجنون مصيبة..
اما سماء فراقبته وهو داخل السيارة.. وعندما تحركت لسيارة متقدمة ناحيتها لم تتحرك وانما وقفت وكانها تنتظر منه ان يمر ناحيتها.. وبالفعل
مرت سيارة خالد ناحية سماء الواقفة وهو ينظر اليها مبتسما.. وابتسامته هذه كانت كالسهم القاتل الذي طار في قلب تلك الشقية... محدثة الاثر الكبير الذي من شانه ان هدم كامل اركان ثباتها في تلك اللحظه..
احست بالدوار.. ما هذا الاحساس.. ما هذه المشاعر الغريبة.. لم هذه الحرارة في وجهي..؟؟
هذا الغبي.. ما باله يبتسم كالاهبل.. غريب امره .. احيانا يضحك واحيانا يصرخ واحيانا ينتقد... ما اغباااااه..
وظل خالد يسوق السيارة وفكره اعاد التوجه الى فاتن ليشعر بالحزن.. لكن .. عادت ذكرى تلك الفتاة بالعباء ة السوداء تطرق ابواب فكره.. هذه الفتاة.. ما امرها معي؟؟؟ لم هي بفكري هكذا...؟؟
سبحان الله.. لا يطيح بعباده أي ظلم.. انما العبد من يظلم نفسه.. والا ربنا فهو لكريم معطاء..
يا ترى يا خالد.. هل سماء هي العطية من ربك .. لكي تتخلى عن افكارك تجاه فاتن...؟؟
ويا ترى يا خالد.. هل هي حبك الحقيقي.. وفاتن تظل الاعجاب الغير منتهي..؟؟
جراح واصبح له العديد من الحلفاء على اخته في مساله السفر.. هل سينجح بهذا مع امه..؟
هل ستوافق؟؟
ام سترفض؟
فاتن؟ كيف ستكون ردة فعلها؟؟؟ ما ذا قد تفعل..؟؟
مساعد... ما هي الخطط التي يرسمها في موعد القاء وصيه الاب.؟؟
ومشعل.. ماذا ستكون مشاعره عندما يعرف بسفر فاتن؟؟
هل سيظل العاقل الفاهم الذي لا يريد الخراب لعلاقته مع اخيها؟.
ام ان الحب سيهوره ويلقيه في دروب " الشتات" (( هيهيهيهيهي مقطع الاغنيه((
|