لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-07, 02:48 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16524
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: brune عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 69

االدولة
البلدFrance
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
brune غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : brune المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



مسـاعد: تلوميني على حبي لعالية؟؟؟؟ انا الوووم الدنيا لاني حبيـتج.. ولاني لحتى هاللحظة... ما بردت مشـاعري تجاهج لكن انتي ما تستـاهلين... تلوميني على حبي لعالية.. انتي اصلا تقدرين تكونين بمستتوى عالية؟؟؟ لو تموتين ما تصيرين مثلها؟.. عالية حست فيني في كل الظروف.. بصحتي وبمرضي.. بفرحي وهناي.. ولا يوم في حياتها خلتني اعاني من شي.. لكن انتي.. حبج كله معاناه.. وتوسل .. ورجاا.. انا ما ترجيت حب عالية.. عالية وهبتني حبها واهي اللي تحتاااج للحيـاة.. (بدى مسـاعد صوته يختفي في الانتحااابة العنيفة) شكثر اتمنى بهاللحظة لو ان حياتج انوهبت لها .. عشان ما تروح عني.. وما اتيين انتي في دربي..

تقطعت انفاس فاتن وهي تبجي من شدة كلام مسـاعد.. اللي اشبه بالملح على الجرح.. ولكن كل هذا انتقـام منه على اللي اهي اتهمته فيـه..

اما مسـاعد فمسـح ويهه بقوة وهو يسحب النفس المرير من الهوا المتكتل الى صدره المثقل:.. لكن .. كل هذا ما يهم الحيـن.. انا هني عشـان شي واحد.. اني اردج لديرتج.. وانتهي من حياتي اللي شاركتج فيها.. وتروحين في حال سبيـلج..
فاتن وهي تلتفت له وقلبها يدق بخوف مقطع للروح:... شلـون؟
مسـاعد وهو يناظرها والألم المتشارك يغلف روحهم:... كـل شي بيناتنا بينتهي.. وبتروحين في حال سبيلج.. مو هذي امنيـتج من اول يوم عرفتـي ان لي وجود بحيـاتج؟؟
فاتن وهي تحس بان الهوا ما يدخل رئـتها:.. لا..... لا...
مسـاعد وهو يعصب: بلى.. بلى يا فاتن... خلاص.. انتي بتروحين في حال سبيلج.. بتركضين ورى احلامج.. وورى الخيالات اللي كنتي عايشة فيها
فاتن وهي تذرف الدمع الساخن: مسـاعد انا اسـفة


تقربت منه لكنه نفر منها كانها النار: لا تلمسيـني.. ما ابي خيـالج يطيح علي سامعة؟؟؟ انتي خلاص فاتن.. انتهيني مني.. خلاص.. ما عدت افيدج في شي..

فاتن وهي واقفة.. ونحل جسمها يكاد ينكسـر.. ونفسها متلاحق تناظر مسـاعد اللي موخي عيونه الأرض.. وتحاول انها تترجاه فهي تعرف ان كانت لمسـاعد نقطة ضعف. فهو حزنها.. فتقربت منه ..

فاتن: مسـاعد.. سامحنـي..
مساعد وهو يتراجع عنها: فاتن.. روحي لمي ملابسج.. انتي بتطلعين من هني اليوم.. وباجر ان شاء الله احنا بالديـرة.. (يطالعها وهومكسور القلب) امج تحاتيج.. وطلبتني وانا ما عرفت ارد طلبها..
فاتن وهي تتقرب منها.. وقدرت انها تتقرب منه وتحصـره: مساعد سامحني.. مسـاعد سامحني.. تكفى.. انا ما كنت ادري..
مسـاعد وهو يلومها: وشلون كنتي بتعرفين فاتن.. وانتي بعيـدة؟؟ وبعدين ما يهم سوى عرفتي ولا ما عرفتي.. كل شي انتهى
فاتن وهي تمسك قميص مساعد: تكفى مسـاعد.. لا تقول جذي.. لا تقول هالكلام..
مسـاعد وهو يحاول انه يتراجع لكن الطاولة وراه وما يبي يلمس يد فاتن: فاتن خلاص انتهى كل شي.. انتي في دربج وانا في دربي.. يالله وخري عني الحين
فاتن وهي تترك قميـصه وتناظر ويهه بحزن قاتل يذوب الصخر: مسـاعد لا تقول جذي..
صرخ في ويهه بيأس: مابيج خلاص... خلاااااااااااااااااص خلاص.. ما ابيـــــج..


ظلت واقفة جدامه وهي تتمنى منه العطف او الحنية لكن مسـتحيل تلقاها فيه.. مسـاعد خلاص.. صار اشبه بالصخر اللي ما يحن.. وهي ما تستاهل؟؟ الا تستـاهل واكثر بعد..

مساعد بصوت اجش: روحي لمي ثيابج واغراضج..لا تعطلينا هني..
فاتن وهي تترجاه: تكفى ..
مسـاعد: وخري فاتن.. ولا تترجيني في شي صدقيني انا ماقدر اعطيج شي..
فاتن وهي تحس بالهلاك بقلبها: مسـاعد لا تسوي فيني جذي؟
مسـاعد: شسوي فيج؟؟ بالعكس.. انا قاعد أأدي لج خدمة.. ما بغيتي طول هالفترة.. سنة ونص وانا اراكض وراج وانتي تتمنين اني احل عن دربج .. خلاص. أللي تتمنينه بصير..ويالله روحي لمي اغراضـج..
فاتن وهي تتراجع عنه:... ما بلم اغراضي..
مسـاعد وهو ما يصدق الي يسمعه:.. شنو؟؟ ما سمعتج زين
فاتن وهي تتصرف مثل اليهال:.. انت ما تبيني.. اووكي.. انا بعد ما ابيك.. وما ابي احد ... بظل هني..
مسـاعد وهو يعصب: لو على مووووتج ما تتمين هني.. يالله روحي لمي اغراضـج.. ما عندي الوقت كله
فاتن وهي تتراجع عنه:.. لا...


تم يناظرها ويناظر التمرد المينون بعيونها .. لكنها ما كانت تدري انها بهالشي تغذي الوحشية اللي فيه.. كان على وده لو انه يضربها لمن تتكسر وتظل مكانها على الارض.. مثل الخلجة..

مسـاعد: اكسري الشر.. واذا تبين حياتج .. بتروحين تلمين اغراضج وانتي ساكتة..
فاتن وهي تضرب بريلها على الارض: لا.... لا.... لا... ما بلم اغراضي.. ماابي ارد
مساعد: فاتن ما عندي الوقت لج
فاتن وهي تبجي بقوة: ما ابي وقتك.. ولا ابيك.. ولا ابي احد.. ولا ابي الديـرة.. ابي تم هني..
مسـاعد: سكتي .. وانطمي ولا تتكلمين.. ويالله لمي اغراضج..
فاتن: انت ماتقول انك ما تبيني.. عيل طلقني.. طلقني وخلني اعيش بكيفي.. بعيش هني على كيفي... هذي احلامي وامنياتي..

مسـاعد من سمع كلمه طلقني احترق تماما.. وصار راسه شعله من اللهب اللي بتحرق فاتن وكل شي يحايطها...
مسـاعد وهو يتقرب منها ..: تبين شنو؟؟
فاتن وهي تتجرى عليـه:.. ابي الطلاق.. خلنا ننتهي.. والحيـن.. بهاللحظة
مسـاعد: تبين الطلاق؟؟؟ تبين الطلاق؟؟؟؟
فاتن وهي تصرخ عليه: ايـه.. مو انت تبيه بعد.. انا بعد ابيه.. وابيه الحيـن.. طلقنـي..

سكت مسـاعد وهو واصل على قرب من فاتن بصـورة غريبة.. وكان الكلمة اللي تتمناها فاتن على طرف لسانه.. لكن شي خلاه يتوقف عنها.. وتم ينتظرها لمن اهي تنطق .. عشان يخرسها للأبد..
مسـاعد وهو معصب: لمي اغراضج
فاتن تصرخ: طلــقني..
وتحركت كل قوى مسـاعد الشريرة الى شعر فاتن.. مسك شعرها في قبضه يده وسحبها بقوة: تبين الطلاق؟؟؟ معليه.. انا اطلقج.. لكن مو قبل ما تلمين اغراضج..

سحبها مساعد من ذراعها ويرها يرر لمن زهقت روحها وكل ما بدت فاتن مقاومة سحبها اكثر.. فتح باب الغرفة ورماها داخل..
مسـاعد وهو يتنفس بقوة: بتلمين كل اغراضج الحيـن.. ومن غير اي كلام زايد.. والطلاق لاحقة عليـه..
فاتن وهي تمسك يدها اللي انسحبت بقوة: ما ابي ارد... ما ابي ارد
مسـاعد: والله هذا مو خيـار الحين صح ولا لاء؟؟؟
فاتن وهي تمسح عيونها المليانة دموع: ما ابي ارد مسـاعد.. وما ابيك ولا أبي شي.. خلني في حالي خلاص..

مارد عليـها مسـاعد والتفت الى خزانة الملابس.. وراح لعندها وهو يفظيها من الثياب.. يرميها على الأرض او على فاتن
فاتن بصوت كسير: شقاعد تسـوي؟؟
مسـاعد وهو يرمي الملابس او اي شي تطيح عليه يده: اذا انتي ما بتجهزين انا اعرف شلون بجهزج..
فاتن وهي تقعد على الأرض بانهزام: لا تسوي فيني جذي

ما التفت لها وتم يفظي كل شي مليان في الغرفة ويرمي عليها الاغراض.. ومن بعدها سحب الجنطة اللي كانت فوق الخزانة ورماها على الأرض.. وحاول انه يفجها بالعكاز لكن ما قدر.. وفوق كل هذا اهو ما يقدر يقعد على الأرض مثل قبل ..
القى امر على فاتن: عندج حوالي الربع ساعة انج تلمين هالخمام.. ومن بعدها تطلعين من هني.. بنتظرج برع.. وانا ما زهبتي بسرعة يا فاتن نفادهم هالثياب.. بتردين البحرين وياي باجر يعني بتردين؟؟ سامعة ولا لاء؟
ما ردت عليه فاتن.. وانتحبت بقـوة لمن طاحت على الأرض وهي تبجي.. ظل مسـاعد واقف دقايق وهو يحس بالدوخة براسـه.. وصوت انين فاتن يكسـر اللي مايتكسـر فيه.. فبدل لا يقعد ويواسيها وينسيها الدمع والألم والحزن اللي تسببه لها في هاللحظـة.. طلع من الغرفة وراح عند المطبخ.. طلع علبة حبوب يستخدمها لتسكين الألام فيه اذا انتابته.. ومن زود ما كانت يده ترتعش من الغيض اللي فيه طاحت الحبوب كلها على الأرض.. سب ولعن مسـاعد اللحظة اللي يا فيها لفاتن.. وحتى اللحظة اللي انفتحت فيها عيـونه من الغيبوبة..ليته مات فيها ولا قام عشان يصير فيه كل هذا..
تم دقايق يعور في مكانه مثل الأسد المسجون.. لمن استلم احد الكراسي عشان يرميها بقوته الى الجهة الثانية ويستند عند الجدار وهو يتنفس بقوة كان الهوا ما قاعد يدخل..
وما لقى الا فاتن واقفة عند باب الغرفة وإمارات الحزن على محياها مثل منارة بالضوء..
صرخ فيها مسـاعد: ليش سويتي كل هذا يا فاتن؟؟ غرورج وكبريائج.. شوفيه لوين وصلنا اليوم.. (دمعت عين مسـاعد).. كنت بعطيج عمري كله.. وان ما كفتج بعطيج العالم.. كنت اقدر يا فاتن .. لانج كنتي غاليـة علي... لكن الحين.. ماقدر الاقي شي فيني اعطيـج اياه.. لانج...
انكمشت فاتن في زاوية الباب وهي تغطي ثمها بيدينها من شدة البجي اللي فيها.. والتفت لها مسـاعد والدمعة خايرة من عينه..
وبصوت كسيـر: لانج.. ما تستـاهلين .. ما تسـتاهلين ولا تسوين شي عندي...
كانت هذي اخر كلمة قالها مسـاعد.. من بعدها انحنى يلتقط حبه او حبتين من اللي طاحو وشربهم من غير ماي وطلع من الشقة.. دخلت فاتن دارها وهي تجر نفسها جر وتهتز بالقهر اللي فيها.. فما لقت الا انها تصرخ بقوتها بسبب اللي صار..
مسـاعد في غيبوبة.. ومعاق... وصحى. وانا ولا ادري عنه.. والحين ما يبيني ويبي ينفصل عني.. آآخ ياربي ليس يصير كل هذا معاي.. ليش؟؟؟ يوم اني حبيته وصرت ما اشوف الفرحة الا بويهه.. يصير فيني كل هذا..
رمت بروحها على الأرض عند قطع الثيـاب.. وهي تحط راسها على ركبتها والريل الثانية ممدوده بتعب.. عند مؤخرة السرير سندت راسها وهي تحس بالعذاب بعناوينه يحتلها..
فاتن وهي تفكر بصوت مسموع: خسـرتك.. خسرتك وخسـرتك بجدارة.. بجدارة..
------------------------------
حاول جراح انه يلحق على مريم لكنه يوم نزل ما لقى لها ولا اثر .. وين راحت.. وين الممكن انها تروح؟؟ لا يكون بس استقلت تاكسي وراحت للفندق؟؟
تم واقف مكانه عند بوابة بيت هيام الكبيـرة والحديقة الروعة اللي وراه.. حاول انه يسمع لصوت معين في الممنطقة او حركة تدل ان في احد موجود لكن عبث.. فالمكان ملفوف بالصمت.. ودامنه الحين اهو ومريم فظوا المكان لمسـاعد وفاتن انهم ياخذون راحتهم.. خله اهو يدور على مريم.. الللي اهو شبه المتأكد انها ما طلعت من المكان كله..
راح ورى البيت وهو يدور عليـها.. وطول هالوقت وهو يناظر فخامة المكان اللي اهم فيه.. شي مو طبيعي حديقة بيت هيام .. الزرع في كل مكان والورد بعد.. شي بمنتهى الفخامة.. ويوم وصل الى مكان مرصوف بالحجر والقرميد .. لقى مريم هناك قاعدة.. على كرسي وهي تمسح ويهها من الدمع بمحرمة.. تم واقف مكانه محتار يروح لها ولا لاء.. اذا راح فهو بيخترق شي من الاداب والحيا.. لكن مريم اهي بعبارة صديقة درب ومن العايلة.. فتقرب منها شوي وقعد على بعد كرسيين منها..
طبعا مريم انتبهت لجراح بس ما عطته الاهتمام.. لان اللي في قلبها واللي شافته بعينها في فاتن يخليها تنتحب الدهور كلها.. وفوق كل هذا اهي مو مصدقة ان فاتن صارت جذي.. كانها ميتة واللي شافوها اهي مجرد خيال ولا اشعار انها بعدها تتنفس بهالدنيا..
تكلمت مريم وهي تمسح ويهها للمرة ثانية: ماصدقت عيني يوم شفتها.. جذي تسوي في روحها؟؟ ومن سمح لها..
سكت جراح وهو بروحه يفكر بنفس اللي تفكر فيه مريم.
مريم: يعني .. معليه اهي كانت مجروحة... وقلبها متألم بالحقيقة اللي عرفتها.. لكن.. مو جذي.. والله ما تصورتها بتصير جذي؟؟ (بصوت منتحب) كسرت خاطري
جراح وهو يناظر الطبيعة اللي جدامه: هذا الناتج من العزلة.. ومن تجمع الاحزان من غير مفرغ لها.. والواحد لازعل ولا حزن ما يخلي احبابه والناس اللي حواليه.. لان اذا اهو طاح عشرة يشيلونه.. وفاتن ما كان لها احد يكن لها اللي احنا اهلها نكنه لها..
مريم وهي تمسح عيونها بالمحرمة: .. لكن ولا بسامحها.. على اللي سوته بروحها..
جراح وهو يبتسم:.. ما عليج.. تقولينها الحين بس بعدين بتسامحين.. لان الانسان مايقدر يعيش من غير مسامحة اوو غفران.. (تناظره مريم وهو مكسورة الخاطر) لان الحياة تصير اصعب من ما تتصورين والقلب حامل شي على احد..

سكتت مريم وهي تمسح دمعها بخفة.. تفكر بكلام جراح اللي كان منطقي بصورة كبيرة.. لكن شي في كلامه خلاها تتناقض مع نفسها.. اذا اهو يتكلم جذي معناته اهو مو حامل علي؟؟ لان امي اهي السبب اللي يوقف بيناتنا وبين للي يمكن يصير بيناتنا؟؟؟
جراح وهو يحس ان قعدته طالت اكثر من اللزووم..: خلينا ندخل الحين... مب حلوة نقعد هني وهم داخل..
قام جراح من مكانه وهو يمشي عن مريم اللي ظلت قاعدة مكانها لكن قلبه لسبب او ثاني خلاه يلتفت لها ومن غير ما يطالعها ويطالع الأرض..
جراح: .... مريم.. انا ما ابيج في يوم تحملين في قلبج علي.. اذا بالنسبة لي صدقيني انا راح اوافق على كل شي بهالدنيا عشان انج بس ما تحملين في قلبج علي.. انا مافيني اظلمج ولا اظلم اهلج معاج .. انتو عزيزين علي والله العالم.. وصدقينـي يا مريم (ونبرته بدت صورة لصدق احساسه) فقدج ولا بوجودج وانتي فاقدة احد من هلج على حساب.. انا يمكن كنت اقدر اكون هلج كلهم لكن ما بعوض لج ظفر واحد من احبابج... ولا تحملين في قلبج علي صدقيني.. اللي انا حامله على قلبي.. يكفي ترى..
تفاجات مريم من كلام جراح لدرجة انها تمت تناظر في ويهه من غير اي احساس... وهو ظل واقف مرتبك بضع اللحظات ولكن ارتد على عقبه .. ماصدق السيل الجارف من الكلام اللي طلع منه... يمكن كانت هذي اللحظة الخاطئة لكن للشخص المناسب.. يمكن كان هذا الشي اللي بيحرر جراح من عقدة الذنب اللي حاسها رابطته للارض وما تخليه يرفع راسه من زود ثقلها.. يمكن الحين بيقدر يتحرر من مشاعره اللي صوب مريم.. وبيقدر انه يضحي بحبها عشان اخته.. وبيقدر انه يخليها تكمل حياتها وهو بعد يكمل حياته مثل ما يبون..
لكن ليش حس انه في هذي اللحظة خذل مريم اكثر واكثر؟؟؟ ليش هالشعور انه تقاعس او انه تراجع عن شي كبيـر.. وكانه دار بظهره الى حبه الكامل والى مشاعره اللي حاول انه يخبي اتقادها لزمن الله اعلم فيه..
الا وصوت مريم يناديه من نقطة اللي حس انه بيتجادل مع نفسه... فالتفت لها وهو مخفض عيونه بالتراب..
مريم وهي تكبح الصدمة اللي تناولتها:. جراح.. انا ما بي منك... اعتذار.. ولا ابي منك.. اي تبرير..
قطعها جراح وهو يحس بالحزن يكسر حاجبيه: بلى مريم.. بلى.. انا .. سببت لج ولعايلتج
قطعته مريم وهي تبتسم بحنان لهالانسان العظيم للي جدامها: جراح انت مالك ذنب.. لا انا ولا انت ولا احد.. حتى فاتن نفسها.. كل هالامور صارت يا جراح في حكم القضاء والقدر.. ربك قدر وكتب علينا مثل هالمصيـر..
جراح وهو يرفع عين منتحبة: بس انتي كنتي تبجين
ابتسمت مريم وهي تتنفس براحة: كنت ابجي لاني اخيـرا قدرت اكون في الدنيا اللي انا ابيها.. وقدرت القى الناس اللي راحت عني.. جراح انا طول هالفترة ما كنت انا.. ما كنت اقدر احس اني انا اللي اعيش.. كانت انا ولا شخص مثقل بالصبر والانتظار.. لكن الحين.. لقيت اكثر الناس للي احمل لهم مودة وعطف في قلبي.. فاتن ومسـاعد على الرغم من اختلافاتهم.. وانت بعد يا جراح... (ناظرها بحنان) حتى انت..
جراح: الموت يا مريم.. ولا دمعة من عينج.. انتي غالية وربج داري بغلاااج..
مريم وهي تبتسم له: وانت الأغلى.. صدقني.. انت مالك شي تعتذر عليه.. بالعكس.. انت نفسي ويمكن اكثر مني.. انا خسرت اخو طول هالفترة.. وانت خسـرت اخت.. (وبمغايض) وشبه الخطيبة اللي لو تنقلب الدنيا ما تلاقي مثلها.. (انقلبت النبرة الى فكاهة) انا ادري ان اللي كدرك طول هالفترة اهي فكرة اني يمكن ما اكون لك بس.. كيب ات اب.. الدنيا بعدها بخير

ضحك جراح وهو يحس بحرقة الدمع في عينه.. ومريم بابتسامتها الغليضة والغمازة اللي في غزازها تظهر بكل حنان خلته يحس ان بالفعل.. الدنيا اكتملت مثل ما قالت.. الكل تلاقى والكل موجود مع بعضه..وياليت بس لو ان الكل يحل مشاكله ويهتدي لدرب السلام.. جذي الدنيا بتكون احسن.. والحياة بتكون اروع..
جراح: خلينا بس الحين نلحق عليهم.. قبل لا يصير شي ويفوتنا..
مريم وهي تمشي عند الكرسي: باخذ جنطتـي..

تجدم جراح عن مريم وتوه بيمر عن الممر اللي يؤدي الى الملحق اللي كانت فاتن ساكنه فيه.. الا ومسـاعد يطلع.. وويهه مثل الصقيع البارد والرمادية اللي تستفحل بالعالم.. فتكدر جراح وحس ان السالفة فيها شي من العراك..
جراح ومساعد يتقرب منه: شصار
مساعد وهو يبين انه يكبح الم خفي فيه..: ولاشي.. بس احنا رايحين.. وينها مريم..؟
مريم اللي وصلت: انا هني.. شفيك مسـاعد.. (تقربت منه اكثر) علامك
مساعد بعصبية وتوتر: مافيني شي.. مريم روحي داخل وشوفيها كملت ولا لاء.
جراح وهو مستغرب: كملت .. على وين؟
مسـاعد وهو يمشي عن جراح: على الفندق.. مالها قعدة هني..
جراح وهو واقف مكانه بصلابة وكأن الدم بدى يثور فيه: اذا اهي تبي بنمشي.. اذا ما تبي .. نتم وياها.
التفت له مسـاعد وكأن رفض جراح الحالي اهو آخر شي يتمناه..: جراح..لا تصير لي ياهل مثل أختك.. خلنا نمشي من هني.. انا مافيني اقعد اكثـر.. ولو فينا انرد الليلة يكون احسـن
جراح: أنت رد.. انا بتم وياها..

لمع الشـرار بعيـن مسـاعد واقتدحت عيونه ومريم يوم لقطت هالشي بين الأثنين وقفت بينهم بسـرعة
مريم: خلونا من هالكلام والله مالنا حاجة فيه.. لا تزيدون النار حطب.. انا بروح لفاتن.. بشوفها وبتطمن عليـها.. واللي بصير مثل ما اهي تـبي..
تركتهم واهي كل شوي تلتفت لورى وقلبها متزلزل.. جراح ومسـاعد مو متفقين على السالفة؟؟ اكيد .. جراح ما راح يسمح لمسـاعد انه يعامل فاتن بازدراء بوجوده.. لو تطلب هالشي ضربه.. ففاتن عزيزة على الاثنين ومحبوبة يمكن بنفس القدر..
دخلت الى داخل الملحق ولقت باب الغرفة مفتوح وشبه الانين يطلع منها.. فراحت بسرعة تطل على الغرفة.. لقت فاتن حامله قطعة ثياب وهي حاطه راسها على ركبتها وهي تبجي بمنظر يفطر القلب.. فراحت لها مريم بسـرعة
مريم هي تمسح على راس فاتن: فاتن حبيبتي؟؟ علامج؟؟؟ ليش تبجين.. لا هانت دموعج يالغلا.. لا تبجين
فاتن وهي تضرب بيدها بشكل خفيف على ريلها: خسـرت كل شي مريم.. خسرت كل شي.. ما ابي اخسر مسـاعد مريم.. ما ابي
مريم وقلبها متوجع على فاتن: لا تبجين فاتن انتي ما خسرتي شي بعدج.. يالله حبيبتي قومي غسلي ويهج واستهدي بالله.. ما عليج شر يالغلا
فاتن وهي بعده جبينها على ركبتها: مريم خسـرت مسـاعد.. الانسان الوحيد بهالدنيا الي صج حبني وضحى عشاني الكثيـر.. توني اليوم دارية.. تووني..
مريم : فاتن لا تقطعين لي قلبي
رفعت فاتن ويهها المفجوع: مريم.. تدرين ليش انا ما اتصلت ولا تكلمت ويا احد ولا تواصلت ويا احد.. لان في داخلي كنت مجروحة.. كرامتي كانت مهزوزة.. مسـاعد يحب عمتي ..ع.عا..لية.. تعرفين شنو عمتي عالية؟؟؟

مريم وهي ساكتة وتناظر الالم في عيون فاتن وحمرة خدودها
تكمل فاتن وكانها تتذكر شنو كانت عمتها عالية: عمتي عالية كانت ملاك.. الكل كان يحبها.. وانا كنت احبها بس كنت اتمنى لو اني مثلها وكنت اعرف اني ما بصير مثلها.. ويوم كبرت قبل لا يتوفى ابوي كنت اشوووف.. الفخر بعينه لاني .. كنت نسخة منها.. بس بعد تألمت.. لاني ماني عاليـة مريم.. انا فاتن لو ما يدرون.. اتنفس واحس وانا شخص ثاني .. ويوم حسيت اني املك الدنيا بحب مسـاعد.. (وكان الاشراق على ويهها) حسيت... اني ملكة زماني.. كل اللي اتمناه وزود صار بحيـاتي.. حتى أحلامي اللي دوم إرتبطت بمشـعل صارت مثل شعـلة المراهقة الضعيفة بالمقـارنة مع مسـاعد.. لمن دريت.. (وانغمسـت باحزانها) انه يحب عالية .. وفوق كل هذا انه حبني عشان اني اشبهها..
مريم وهي تلم فاتن الى حظنها : يا حبيبتي يا فتون
فاتن وهي تنهار على ريل مريم: مريم انا وايد احب مسـاعد.. مريم انا ما مر علي يوم الا وهو على بالي... مريم... اذبحيني. ما ابي هالحب اكثـر.. ما ابيه اذا بس انا فيـه ..
مريم وهي تبجي مع فاتن: يا بعد عمري يا فاتن.. صدقنيي.. انتي مو بروحج في هالحب.. مسـاعد يحبج اكثر من نفسـه يا فاتن.. لا تعورين قلبج.. انتو تحبون بعض.. بس الظروف ما لايمتكم على بعض.. فاتن هدي قلبج
فاتن: مريم ماقدر.. ماقدر... ما ابي مسـاعد خلاص.. ما ابيه.. والمشكلة اني ابيه لاني ما بقدر اعيش من دونه.. بس احنا انتهينا مريم.. انتهينا وخلاص..(قامت من على ريل مريم ) انتهينا يا مريم من يوم ما مشيت عنه.. لا لا.. من يوم ما قلت له روووح مسـاعد رووح.. كان يبيني افهمه.. يبيني اتفهم مشاعره.. لكن انا .... ماقدرت.. كبريائي كان اقوى مني... اقوى مني.. (تضرب بيدها على الأرض) اقوى مني اقوى مني..

طاحت فاتن على الأرض وهي تبجي بلوعة وحرمان فيها..ومريم وياها وتحاول انها تهديها لكن عبث. .فاتن قاعدة تطلع الكبت اللي فيها ومريم ما حاولت اكثر معاها.. خلتها تبجي مثل ما تبي بس ويا الحنية وويا ويه مـألوف وقلب يعرف للي اهي تمر فيه.. وما منعتها بالعكس.. خلتها تطلع العنان في اظهار عجزها وقلة حيـلتها.. لكن اللي لازم يفكرون فيه الحين اهو مساعد وجراح الواقفين بره.. اللي بلحظة من اللحظات بدى لمريم انهم مو متفقين على اللي يتمناه مساعد..
---------------------
من بعد نص ساعة طلعت فاتن من االملحق اللي حملها مثل المهد الجميل.. تحمل كل اللي اهي تمر فيه وواساها وحظنها بالراحة والاهتمام اللي اهي كانت تحتاجه.. مررت نظرها الى المكان اللي كانت فيه لقرابة السنة.. وحست انها عاشت عمر هني.. وياليت بس لو كان العمر حلو.. وعلى طول طرى على بالها لو ان مسـاعد كان معاها في المكان.. جان اهي بخير وسلامة.. جان ماكو شي بهالدنيا يقدر يوقفها من الصراخ والاعتراف انها سعيدة.. ولقت اللي تبيه..

اكره الحب اللي لمن يعترف بوجوده بس ماكو احد عشان يتقبله.. وهي خسرت الكثير بقراراتها الطايشة.. قرارات اهي ما تحملت حجمها الا بعد ما فهمت ووعت انها كانت من اخطر القرارات اثرا على حياتها..
مساعد ما تكلم ولا قال شي.. كانت ملامحه عبارة عن الصلابة والصمت والخلو من الألوان.. كاان لابس بانطلون بيجي وقميـص اسود ويعري بالعكاز اللي حامله.. ما تكلم ولا قال كلمة وحدة او وجهها لاحد.. طول هاليوم اللي ظلوا فيه كان كل واحد في جهته من الفندق ينتظرون الوقت يمر عليهم عشان يطلعون من هالجحيم الى جحيم ثاني..
جراح ومريم كانو اكثر المتضررين بسبب اللي يصير بين فاتن ومساعد.. على الرغم من الاحلام او الامنيات اللي بنوها في هالرحلة الا انهم ما كانو يفكرون بروحهم.. كانو يفكرون بحاله مساعد وفاتن اللي ما فيها الا الصمت او الدمع الساخن.. وهالحالة ما عجبتهم.. لكن ما كانو يقدرون يسوون شي الا انهم ينضمون لصمتهم .. او انتحابهم..
وصلو الى مطار البحرين.. وبالصمت اللي طلعو منه من بوسطن وصلو فيه الى هيثرو.. ومن هيثرو الى البحرين والسكوت اهو سيد لموقف.. ومسـاعد كانت ملامحه اشبه بالموت لانه ما تكلم ولا نطق بكلمة وحدة... وفاتن عيونها شاردة وسارحة في الفراغ للي بدت تحس بقوته في حيـاتها وتحس بالحرمان اللي طول عمرها تمنته بس من غير مشاعر الحب القوية لزوجها مسـاعد.. بدت تعترف اخيـرا ان مسـاعد زوجها بس بعد شنو؟؟ بعد ما خلاص غسل يده منها وصرح لها برغبته بالانفصـال عنها..
اما في بال مريم فكان الهم هو المتحكم بها.. مهمومة ومن زود الهم ما كانت تقدر تتكلم.. تعبر بعيونها لجراح اللي كان يناظر فاتن ويناظر مسـاعد ويحس بعظم الغلطة اللي ارتكبت بحق هالاثنين انهم ينربطون او انهم يتعارفون..والأكثر.. يحس بالمسئولية لانه اهو الشخص اللي جمعهم مع بعض.. الحب عمره ما كان بهالصورة من الهم والألم. الحب شي جميل على رغم كل شي.. لكن اللي بين مسـاعد وفاتن شي يثير الشفقة في قلب الانسان اللي يعرفهم.. ومن الاحسن لو ان فاتن تبتعد عنه وهو بالمثل..
كملوا اغراضهم ومسـاعد ما كان في حالة تسمح له انه يسيطر على شي.. لان جزء من خططه انه اول ما يوصل البحرين يكمل اوراق الطلاق من فاتن.. وطلاقهم راح يكون سهل نظرا لان ما بينهم شي يستدعي الانتظار للعدة او شي من هالكلام.. فهو عمره ما لمسها.. وهالشي بيسهل عليه الموضوع.. بس ليش الاحساس انه خلاص انتهى من هلحيـاة..
مريم وهي تكلم جراح بهمس عند الجناط وعيونها على فاتن: شصار بيناتهم داخل الشقة.. قالت لك فاتن؟
جراح وهو يراقب مسـاعد: لا وانتي قال لج مسـاعد
مريم وهي تهز راسها بقهر: لا.. والله نفسي ظاااايقة الويل بسبب هالاثنين
جراح وهو يحاول يطمنها: ما عليج مريم.. الاثنين عقلهم اكبر من هالدنيا.. بيفكرون بشي يخليهم يرتاحون من هالشي..
مريم وهي مستغربة من جراح: شلون يعني؟؟
ما قدر جراح يناظر مريم من بعد الكلام اللي بيقوله:.. مريم.. فاتن ومساعد.. على الرغم من الحب اللي يجمعهم واللي يبين للكل.. الا انهم ما يصلحون لبعض.. وما يقدرون يعيشون مع بعض بصورة طبيعيـة.. بسبب كل الاشياء اللي مروا بها في حياتهم.. واللي للاسف الشديد مشتركة..
مريم وهي معصبة: شقصدك بهالكلام؟؟
يسكتها جراح: اوووووووش.. وطي حسج
تهمس له بغضب: قصدك انهم لازم ينفصلون؟؟ انت شقاعد تخربط
يرد عليها بصوت خفيف: عيل شتبين يصير بيناتهم.. يتمون جذي حروب ومعارك بيناتهم طول حياتهم.. اذا انتي ما تشوفين الجانب البشع من هالعلاقة فانا اشوفه.. ومستحيل اخليهم يستمرون بهالطريقة اكثر.. ما اتحمل الذنب اللي فيني..
مريم وهي معصبة: لا تفكر عن احد ولا تتخذ قرارات.. كل انسان حر بنفسه
جراح: كل انسان حر بنفسه اوكي ما اختلفنا.. بس في هالموضوع التدخل مطلوب..

مريم وهي معصبة وترص ظروسها بقوة داخل فكها.. وسحبت بهاللحظة اللي كانت ملامحها اشبه بالبركان جنطتها اللي مرت عليها .. وقطتها على الأرض وهي تهاوش جراح.. كالعادة..
مريم: انت اكثر انسان بارد.. واعصابه على ثلج.. ولاا فوق كل هذا علباله الحلول اللي تمر في مخه اهي الصح.. هاي اخر مرة اكلمك فيها سامع.. دام ان هذا كلامك انا ما ابي اسمعه
مشت عنه مريم وهو يناديها: .. مريم.. مريم.. اوووووووووووووووووف..
كمل جراح الاغراض وبمسـاعدة احد العمال في المطار قدر انه يحطهم على الحمالة... سحب تلفونه عشان يدق على خالد اييهم..
خالد: هلااااااااااااااااااااااااااااااا والله بجراح.. ها وصلتوا؟؟
جراح: هلا فيك.. اي وصلنا.. وفاتن معانا

خالد وهو فرحان: احلف بس.. فتون وياكم.. ياا هي واحشتني السبالة.. انتو وين الحين؟
جراح: في المطار.. كملنا واذا ما عليك امر
قاطعه خالد: اي والله ما علي امر؟؟ يالله اقلب ويهك خمس دقايق وانا عندكم.. حظكم اني في منطقة المطار..
جراح يبتسم: بس عيل تعال.. مع السلامة
خالد: الله يسلمك..

سكر جراح عن خالد وهو يراقب اخته.. وتقرب منها شوي ولقاها قاعدة وهي حاطه يدينها بين ريلها وشادة عليها وعيونها على بره.. والعباية للي لابستها والشيلة كانت شوي مفجوجة.. فشكلها كان يعبر عن حالتها النفسية العميقة..
جراح وهو يبتسم في ويهها : فتون؟؟؟ فتون
انتبهت له : هممم..
جراح وهو يراقب ملامحها بألم ويخفيه بالابتسام: كا وصلنا الديرة.. وخالد الحين بيي وياخذنا البيت..
ابتسمت فاتن ببرود في ويه جراح : .. زين.. ولهت عليهم .. ابي اشوفهم..

ومن بعد هالكلام لفت براسها الى المكان اللي كانت تناظره فانكسرت ملامح جراح وهو يراقب حالة اخته المزدرية..
جراح : فاتن... انا ادري.. انج تفكرين بالظلم اللي ظلمناج اياه.. وبالقدر اللي رميناج فيه.. لكن صدقيني .. (بلمعة الدمعة بعينه على حال اخته تلتفت له فاتن) احنا ما بغينالج الا الخيـر.. الخير يا فاتن.. والله العالم..
بنظرة معبرة طالعت اخوها.. الله عليك يا جراح.. حتى وانا الغلطانة بحقكم بعد.. تخليني انا المظلومة وانتو الظالمين؟؟؟ اي نوع من الاخوان ان يا جراح... اي نوع منهم؟؟ افضلهم ياخوي افضلهم..
ما تكلمت فاتن وآثرت انها ترمي براسها على جتف اخوها .. وتلتف لعنده وتخليه يضمها ويغرقها بحنانه.. وفي نفس اللحظة التفتت الى مسـاعد اللي كان قاعد في الجهة الثانية ومريم قاعدة يمه تسولف وياه وتكلمه وكانها تبيه يفش خاطره.. ابتسم مسـاعد ابتسامة لو انه ما كونها كان افضل.. لانها عبرت عن عجز فيه وضعف اهو عمره ما تحلى به.. وتوها عيون مساعد بتنتقل الى فاتن الا وهي تسكـر عيونها بهدوء عشان لا تخليه يحس انها مهتمة فيـه..
وصل خالـد.. وفي نفس اللحظة وصل لؤي اللي اتصلت فيه مريم.. وصار عليهم انهم يطلعون من المطار.. تحرك مسـاعد ومريم وهم يجرون اغراضهم ووراهم جراح وفاتن باغراضهم.. وما تكلمو الطرفين ابدا.. الا من مريم اللي كل شوي تلتفت وتناظر فاتن الي كانت موخية عيونها وما ترفعها وتلاقي عيون جراح بدلها.. وكانه يسليها ويصبرها على اللي قاعد يصير بين احب الاشخاص على قلبهم..
وصلوا لعند الباب وطلعو منه ولكن افترقو في الطريج.. مساعد ومريم على درب اليسار وفاتن درب اليمين.. وما حاولت حتى انها تلتفت الى مسـاعد لان افتراقها عنه اصعب شي يمكن يمر عليها.. فاكتفت بالدمع الساخن اللي غلف ويهها .. وجراح يراقب هالدموع بصمت وهو عاجز عن اي شي.. اما مساعد فاول ما طلع من المطار لبس نظارته وركب السيارة وخلى شغل الجناط على لؤي..
دقات قلب فاتن ما كانت تصدق ان مالها اي تليية.. هالنداء اللي يصرخ بكل جوارحها ويرتد في الظلام اللي بداخلها ما كان له اي تلبيه.. اما مساعد فكان ما يصدق ان هاذي هي النهاية.. ما كان مصدق انه مر في كل هالظروف ويا فاتن.. يحسها مثل الحلم الكريه اللي يبي يوتعي منه.. لكن ماكو مفر.. ماكو مفر من الفراق.. او من الانفصال.. او انها تكون محرمة عليه مثل ما كانت قبل.. وهذا الشي كان من العظم على مسـاعد انه قضى ليلته في لندن وهو يذرف دمعه بصمت..
ما كان عندي اي كلام اعبر عن حزن الاثنين.. او عن جرح الحبيبين في مثل هاللحظة.. لحظة النهاية بين الشخصين دايما تكون غير معبرة.. او غير محسوس بها.. الا في لحظـتين.. لحظة الاجتماع.. ولحظة الفراق.. مسـاعد وفاتن مروا باللحظتين من غير اي تصريح بالحب..
قلب مسـاعد كلم فاتن وشكى لها الحال
.. بلحظتين يافاتن.. تلاقت احلامنا..وحسيت بحبج صوبي.. وبعدين افترقنا اانا بدرب وانتي بدرب..
ردت فاتن على كلام مساعد..
لحظتين كانت جمعت قصة حبنا.. وبعدين.. رحت في درب.. وانا بدرب..
كنتي شعاع مضوي من الشمس.. او كنتي ابتسامة ربيع..
انت كنت مطر الاحلام.. وكنت حقل الفرحة.
انتي كنتي بذرة الورد اللي ينزرع بالقلب..
وانت كنت الملقى اللي انا ماكان لي وجهة غيـره

------------
كنتي ريحة الهوا الموسمي الحلو.. او كنتي اللون اللي يتلاقى في كل الاطراف..
انت كنت النور في الدرووب.. او كنت في الفضاء او السهول..
انتي كنت المحطة والأمان....وكنتي الوجهة والمكان..
وانت كنت الزمان اللي يحملني من دنيا لدنييا ثانية.


الفصـل الثاني
==========
وصلت فاتن للبيت ويا خالد وجراح اللي ماسكتوا بالسيارة.. حاولوا انهم يرفهون عنها خصوصا خالد اللي لمح الحزن الكبير في ويهها وويه مسـاعد فـتأكد ان الشي جايد لان طبيعة مساعد عصبية وطبيعة فاتن حساسة.. فهذا عبارة عن الحطب والنار.. فما حاول انه يستفسر لو كان في مكان احد ثاني بالعكس.. بدى يشغل مختلف الأغاني اللي تضحك والي تبجي ويمثل البجي عليها وحتى انه قدر يخلي فاتن تبتسم شوي.. لكنها بعدين تراجعت بعذر ان راسها مصدع..

جراح تم ساكت في السيارة لفترة وهو يناظر فاتن من المنظرة اللي جدامه لكن يوم لاحظها انها مسـكرة عيونها بعد عيونه وبدى حوارات متعددة استفسارية ويا خالد..
جراح: شخباره الخبل؟
خالد: اي صج.. ترى غزلان صار لها جم يوم ما يات الشغل.. دقت علي وقالت عندها ظروف..
جراح وهو مستغرب: شلون ما تيي؟؟ عمرها ما سوتها.. بالعادة احنا اللي نطلع وهي اللي تتم..
خالد: هههههههههههاي.. يقول لك عاد.. كانت اهي عون صارت علينا فرعون.. أأاخ الحين انا شلون اتعذر واطلع حزة الظهر حق السبات اللذيذ يمممممممممممممممم..
جراح يضربه على راسه: اي سبات.. انا اللي بسبت وانت اللي بتشتغل.. اكرف ويا لؤي سامع..؟؟
خالد وهو يتكلم بصوت واطي: هاي ان حصلتني يا ويه ال..
جراح :هااااااااااا.. شقاعد تعقر فيه؟؟
خالد: ها.. ولا شي.. بس قاعد اقول.. شزينه ولد خالتي.. عيل جو اميـركا يسوي جذي.. لله الله.. يبيله..

وقفت السيارة عند البيت.. وغير عن كل مرة ما طلعت فاتن بسرعة وراحت تدور امها من تحت الأرض.. تمت قاعدة بالسيارة وهي تراقب البيت بعجز.. ما تقدر تطلع واهي تعرف ان المكان اللي تبي تكون موجودة فيه اهو غير هالبيت.. لكن بعد طلعت من السيارة ومشت بروحها عن جراح وخالد الي ينزلون الجنط..
دخلت البيت وهي تتنفس الصعداء.. تتمنى لو انها تلقى حظن امها مرمي جدامها عشان تموت فيه براحة لكن حتى هالامنية صعبة التحقيق في الوقت الحالي..
راحت للمطبخ ومالقتها هناك.. وعلى طول تحركت الى الحديقة الورانية اللي يوم راحت عنهها كانت عبارة عن ارض في بدء الزراعة.. فانصدمت يوم دخلت ولقت انها مخضرة والارض مفروشة بالحشيش الحلو اللي ينعش الجو على الرغم من الرطوبة الحادة.. ولقت امها هناك.. واقفة عند اصيص الزرع اللي يم النافورة وهي تربت عليها بيدها الحنونة..
طلع صوت فاتن من الحشرجة اللي انتابت حلجها:.. يمــة,,,
مانتبهت ام جراح لانشغالها بالزرع..وصوت الماي اللي يخر من النافورة
فاتن وهي تعلي على صوتها:.. يمـــة..
رفعت راسها ام جراح وهي تمسح على جبينها من الحر.. الا وتنصدم وهي تشوف فاتن واقفة جدامها لكن اللي صدمها زود ان البنت اللي واقفة تملك يمكن نص من نضارة فاتن وحلاوتها.. لكن ما همها هالشي..
هبت على ريلها وصوتها عالي: بنتي...
تلقفت ام جراح بنتها الواهنة ولمتها بحظنها بقوة وهي تشمها وتبوسها وتضمها لصدرها وشكثر تمنت فاتن وحلمت بهاللحظة طول ايام الغربة..
سحبت فاتن يد امها تبي تبوسها: سامحيني يمة
سحبت ام جراح يدها وهي تبجي: معاذ الله يا بنتي ومسموحة وبالحل يا بعد روحي.. ااااه.. والله ان الروح ردت فيني يعلني ما بجيك يا مسـاعد

وكان الكهربا مسكت فاتن بهاللحظة فتحركت عن امها .. ولكن هيهات تخليها امها.. قعدت تمسح على ويهها وهي تحس بحرارة جبين فاتن اللي كانت محمومة شوي..
ام جراح: فديت عمرج مريضة يمة؟
فاتن وهي تحس بالوهن لكن: لا يمة بس من تعب الرحلة..يومين واحنابالطيارة وانا..
جراح يكمل عليها: ما كلت ولا شي يمة..
ام جراح وهي تلم ولدها الثاني : فديت عمرك..
جراح وهو يبتسم لها:شلونها الغالية؟؟ عساها طيبة؟
ام جراح: طيبة طاب حالك ..
جراح: ها.. بنتج وكاهي بحظنج.. بس قوليلي انتي.؟؟ وفيت يا يمة؟؟
ام جراح وهي تبوس جبين ولدها: كفيت ووفيت يا وليدي.. يعلني ما اشكي فرقاككم يا عيالي.. يعلني ما شكي فرقاكم ولا هم بعدكم عني.. يالله يمة خلنا ناخذ اختك ترتاح بدارها..
خالد: شنو فلم هندي هني ولا ادري.. شركوني وياكم تدرون فيني اموت بالافلام الهندية..

راح وهو يدفع فاتن بخفة وفكاهه عن ام جراح ويحظنها.. وفي نفس الوقت يقرص جراح عشان يخليها
جراح: ااااخ امي لا تاخذها كلها
خالد: بس امك اهي.. امنا كلنا.. بس انا . امي وابوي.. صح خالتي
ام جراح: فديت عمركم عاد لا تخنقووني..
خالد وهو يكلمها بنبرة النسوان: عيااااااااارتج.. اصلا انتي تموتين على تحظن الكشوخ مثلي ومثل هال... دقل..
جراح يمسك خالد من رقبته: من الدقل يالشوكة؟؟
ام جراح: محد دقل ومحد شوكة يالله خلونا ندخل هلكتونا بهالحر..

توها بيطلعون من الحديقة الا ومناير تركض ويا سماهر لفاتن: فتووووووووووووووووووووووون
فاتن وهي تضحك : هلا فيييييييج منووور..

لمت مناير اختها وسماهر اللي شافت جراح فاستحت ووقفت مكانها.. وخالد اللي صار له فترة يلاحظ حيا سماهر من جراح.. وكل مرة يدقل جراح اللي ينقهر ويمشي من المكان..
مناير: يالقاطعة يالكريهه عاجبتج اميـركا ويا هالراس مووو؟؟
فاتن: ههههههههههههههههه عاجبتني .. لكن وجودكم كان ناقصني.. شخباركم عساكم طيبين.. (تلتفت الى سماهر) شلونج سمور.. شحلوج صايرة
سماهر وهي مستحية: عاد لا تخليني اصدق روحي .. بتشقق والله
فاتن: هههههههههههههههه
مناير: اي فتون من صجها لا تخلينها تصدق روحها ما تهد المنظرى ترى.. ههههههههههههههه
عزيز وهو داخل البيت وهجوم على فاتن: فتووووووووووووووووووووون يام القراعيييييييييين..
فاتن وهي تفرح من خاطرها على اخوها الصغير وتروح عنده: عزووووووووز حبيبي..

لوت على اخوها اللي تموت عليه وهو الثاني كبت دمع فيه.
عبد العزيز: عاد ولا اكلمج ولا احاجيج ولا ابي لسانج يطق بلساني
فاتن وهي ماسكة على قلبها: ليش عاد؟؟ من بعد هاللمة ما تبي تكلمني؟؟
عزيز: وينج عيل؟؟ سنة كاملة ماشوفج؟؟ لكن اوريه ولد الدخيلي ان ما نفخت ويهه..
خالد: هههههههههههههههههههههههههههه على نفخ ويهك ماكو
عبد العزيز يهد خالد: خلووود
تخبى خالد ورى خالته: لا افا عليك عبد العزيز شيخ ولا الشيوخ حبيبي..
فاتن تكلم عبد العزيز اللي طعن قلبها بطاري مساعد: عزوز انا خلاص رديت لكم .. وماكو احد يستاهل تنفخ ويهه .. (تبتسم ويهه) شكبر صرت.. ريال فديت عمرك..
عزيز: انا من زمان ريال.. بعد هالمايعين مايقرون بالبيت. .قلت انا قعد وارعى امي.. مو يمة؟؟
ام جراح: ويه على قلبي من الرياييل عدل يمة..

خالد وهو يوقف بالنص بين الكل
خالد وهو يكح:.. احم احم.. يالله.. انا اليووووووووووووم بمناسبة وجود فاتن في البحرين اللي تشرفت ارضها بوطا ريلها.. اني اعزمكم.. وعلى حسابي.. على شاورما السراج ههههههههههههاي..
جراح وهو يقط الكليكس على خالد: دومك بخيل..
خالد وهو يفج عينه: بخيل؟؟ بخيل بعينك.. لا صج صج.. بمناسبة عودة فتون... وحنه مناير الدائبة لمستمرة
مناير: هي هي هي هي بنروووووووووووح البحر
خالد وهو يرفع يده بتخويف عشان تسكت: جبي عاد ولا اخبار الجزيرة. (يكمل وهو نافخ صدره) اعزمكم على طلعة شاعرية جميلة.. انتم كلكم برفقة جميلات الحي هذا.. ملكة العالم .. سعاد القمر.. وملكة البحرين .. فاتن الياسي.. وملكة. ال... (يفكر) امممم.. ملكة التحقيقات..
بفخر ترد عليه مناير :كفووو عليك والله
خالد: هههههههههههههههههه.. مناير .. وملكة الطماط انسة سماهر..
سماهر: مالت عليك يالعسعس..
خالد يكمل: اعزمكم. على احلى ملغووووم.. واحلى بيبسي .. واحلى قعدة.. على بحر من بحور ديرتنا الحلوة..
الكل الا فاتن: هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يي..
خالد يكمل: على شرط.. ان تكاليف الرحلة من الوقود ومن السياقة وكل هالشغلات على اخونا الراس العود.. جراح الياسي.
جراح وهو يكح: عنبووو زاد... الحين انت اللي عازمنا..
خالد: هيه . لا تطالعني.. انا فلس واحد ما عندي.. (يمسك راسه ويساسره) سلفني وبرد لك ان شاء الله بمطلع الشهر.. (يكمل بصوت جهوري) دام ان جراح وافق.. يالله استعدو وارتاحووو فاليوم من بعد الصلاة احنا متحركييييييييييييين ان شاء الله
فاتن وصوتها يطلع من بين الحشد : انا لازم تعذروني. .لليلة ماقدر اطلع.. تعبانة ولازم ارتاح..
خالد: مو شغلنا يا بنت الخالة.. عندج عشان ترقدين من الحين الى الساعة سبع.. اي حوالي.. تسع ساعات متواصلة. ولو سمحتي ما نبي اعتراضات لان ملكة جمال التحقيقات اهي اللي حنت على هالسالفة
مناير وهي تمثل الغزل بخالد: فديت قلبك يا بو وليد.. طول عمرك ما تردني
خالد وهو يتصنع الغثيان: ارجوج.. لا تخليني ارجع.. شقلتي لي.. بو وليد؟؟؟
مناير ويا سماهر يضحكون عليه: هههههههههههههههههه بو وليد ما قلنا بو هباش هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه..
ام جراح تكلم فاتن: يمة اذا ما تبين تروحين باجر ان شاء الله..
فاتن اللي استحت من امها ما حبت انها تواصل الرفض: لا يمة بس.. ولا يهمج.. عشانكم بس ولو اني تعبانة.. بس يمكن راحتي بتكون بهالشي.. (لوت على امها بقوة) من زمان ما كنت ويا هالكثر ناس.. يعلني ما خلى منكم..

صمت الحشد في لحظة .. تأثرا بدمعة فاتن اللي خارت من عيونها.. واللي كان سببها اهو حزنها القاتل اللي ما تقدر تخبيه اذا مو عن الكل.. فهو عن جراح اخوها اللي يعرف..
مسحت فاتن دمعها وهي تضحك: اسفة بس.. وايد فرحانه لوجودي معاكم.. يلا عن اذنكم.. (تلتفت الى مناير) وقظيني منور قبل الصلاة..
مناير وهي متأثرة من شكل اختها:.. ان شاء الله فتون..

راحت فاتن وهي تسحب جنطتها الى داخل الغرفة.. اللي اول ما دخلتها سكرت الباب.. ووقفت وسط الغرفة مكان اللي وقف مسـاعد يوم يا بيتهم قبل لا يسافر.. واستنشقت الهوى الي ظنت ان رئـتها مسدودة عنه.. تمعنت في الغرفة واول ما اسدلت جفونها الستار هطلت المزيد من الدمعات.. مسـاعد ينبض في خفوقها مثل الطبل اللي ما يهدى.. فحست ان قواها خايرة فرمت بنفسها على السرير بخفة.. ولايمت نفسها والعباية اللي عليها بعدها وهي تحاول انها تسكن انات قلبها.. لكن مظهر فراقها عن مسـاعد وكلام قلبها يوم مشى عنها كان يرجع لها بقوة خلتها تحس انها مشلولة الحواس.. مسحت دمعها وهي تحاول انها تتحلى بالقوى.. لكن ما كان لها الا انها تتلوى من الحزن على سريرها وتهتز بالانين القاتل فيها.. لمن استسلمت الى سلطان النوم بقلبها الذايب..
ام جراح كانت واقفة عند دار فاتن وما دخلت.. وكانت متخصرة وهي عاقدة الحاجب.. وتفكر باللي شاغل قلب بنتها بهالصورة.. واهي عندها ملايين الاسألة اللي ما لها اي اجوبة .. وفوق كل هالاسألة اهو.. شلي صار ويا مسـاعد هناك.. وليش فاتن بهالحزن.. مستحيل تكون الدموع اللي نزلت دموع فرحة..
ياها جراح اللي تسبح وغير هدومه:.. شفيج يمة واقفة؟
التفتت له وهي تهمهم: .. همممم.. لا يمة بس.. اختك مادري .. مو داش في بالي كدرها.. (تناظر ولدها وهي مستغربة) شصار بينا وبين مسـاعد

جراح وهو يلتفت الى الصالة اللي كانت مناير فيها ويا عزيز يطلعون التلفزيون.. فسحب جراح امه الى غرفتها اللي في نفس الممر اللي ياخذ غرفة فاتن.. دخل ويا امه الدار.. وسكر الباب وراهم..
قعدت ام جراح وقلبها ياكلها من غموض جراح:... يمة تكلم.. تراك افزعت قلبي.. شصاير؟
جراح وهو واقف عند الباب ومتكتف:. يمة مادري.. بس السالفة ما تطمن بين مساعد وفاتن..
ام جراح وقلبها يدق: شلون ما تطمن..
جراح: .. مسـاعد وايد غامض بطبعه وفاتن ماتكلمت ولا قالت شي.. بس البرود اللي بيناتهم كان واضح وفوق كل هذا ولا واحد منهم كلم الثاني.. (سكت جراح ورفع عيونه اخيـرا) الظاهر ان اللي بينهم ما راح يستمـر اكثر..
ام جراح وهي تمسك قلبها: يمة لا تقول جذي.. هذي حياتك اختك لا تفاول عليـها..
جراح: لا يمة انا ما فاولت.. بس انا شفت وايد طول هالفترة.. وشفت شكثر مسـاعد تعبان وحالته النفسية زفتة وفاتن مثل الشي..
ام جراح وهي تعصب راسها:... يا ويلي عليج يا بنتي.. وانا اقول.. دموعها مو طبيعية.. خر الدموع عندها مثل الميـزاب.. شقاعد يصير في حياة فاتن يا جراح؟؟ عمري قصرت عليها بشي؟؟ عمري ما فتحت لها قلبي؟؟ هل مرة بحياتي ما سمعت للي اهي تبيه.. هل مرة غفلت عن اللي اهي تبيه؟؟؟ ما ادري صراحة انا استعجب لمن كل هذا يصير مع فاتن..
جراح وهو يقعد عند ريل امه: يمة انتي ولله العالم انج ما قصرتي لو الود ودج انج تهبينا عيونج
ام جراح وكانها ما تسمع: انا ادري ان .. بعد وفاة ابوكم اني ما كنت بهالدنيا وغبت عنكم وايد.. وهاي غلطي؟؟ ترى يمة انا ما قدرت اشوف الدنيا من غير ابوكم.. انا احبكم يا جراح لكن احب ابوكم اكثر.. وما تحملت الدنيا يوم غاب اهو عني.. بس لاني شفته يا وليدي ..(ذرفت الدمع) شفته بعيونك وشفته بضحكه فاتن وبمزاح مناير وحلاوة خالد وروعة عزيز .. فقدرت اعيش مرة ثانية.. ولكن الحين مو عارفة انا وين قصرت... مو عارفة؟؟

لم جراح امه اللي بجت مثل الطفلة الصغيرة المرتكبة ذنب.. ولمها بكل قوته وهو حاير ما يدري شالحل او شالمطلوب منه انه يسوي... اغلى حرمتين على قلبه بهالدنيا مليئتين بالحزن والهم والغم.. وما يقدر يسوي اي شي عشان يريحهم.. فكان الشي اقوى من طاقته لانه اهو بعد كان محتاج لرعايتهم وحنانهم... تراودت مريم في باله.. وتمنى لو انه كانت حرمته في هاللحظة.. محد بيخفف عليه هالحزن غيرها.. وغير طيبتها وحنان الامومة للي ينبع عندها مثل الماي الصافي... ااااه عليج يا مريم.. ليتج من نصيبي.. طلعتي انتي الثانية مني وانتي زعلانة.. وانا مادري صراحة شسوي بينكم..
حط راسه جراح على حجر امه وهو مسكر عيونه ينشد الراحة من حظنها الغالي.. وهي تمسح على راسه وقلبها محتار.. لازم تكلم مسـاعد.. لازم تفهم منه هو الموضوع.. لازم ترجع الأمور الى محلها. فاتن رجعت وهذا المهم.. الحين لازم تتعدل كل الأمور والأوضاع..
--------------------------
مسـاعد اللي أول ما دخل البيت سلم على ابوه للي كان قاعد بالصالة وامه بعد اللي ما خلته من الأسـالة والتحقيـقات لكن بصبره الجميل طوف هالمدة تحت نظر عين ابوه اللي كل شوي يهف ويهز راسه عجب من هالمرة..
سكت مسـاعد وخنق الأحساس اللي فيه بيمعة هله.. يبتسم ويسولف ويا هذا ويتكلم ويا ذيج وحتى نورة وفيصـل كانو معاهم.. الا مريم للي دخلت دارها عشان تاخذ شاور وترتاح او لانها مو قابلة بالنتيجة اللي طلعو منها في اميـركا.. وللحين في بالها خطط متعددة.. اهي كانت تبي تجمع الأثنين ويا بعض.. لكن يوم اجتمعوا الظاهر انهم نفسوا عن اللي فيهم من القهـر وقالوا اشياء ما تنقال من جذي عيون فاتن كانت ذابلة ومساعد ما رمى عليها ولا كلمة او بال.. لكن اهي اللي براسها بتنفذه.. واللي بصير يصير. اهي مستحيل تقبل بهالشي.. مساعد وفاتن لازم يرجعون لبعض.. والا النتيجة لن تحمد عقباها..
كانت توها بتطلع من الغرفة يوم سمعت حس لؤي تحت.. معروف بو الفوضى وراعي الهذرة لكبيرة وكان يهلي بمسـاعد.. وتوها بتدخل غرفتها الا تنتبه الى دار اخوها القديمة اللي ظلت على حالها الا من الثياب اللي نزلت بالدار اللي تحت.. بحركات جاسوسية وعلى اطراف الاصابع سكرت باب غرفتها وراحت غرفة مسـاعد..
وقفت لحظات وهي تشم ريحة العود اللي ما تخلى من الدار.. امها ما شاء الله عليها مع ان مساعد ما يسكن بهالغرفة الا ان صوت القرآن او العود ما يخلون منها.. عاد انه الين ما يدخلون الغرفة .. ضحكت مريم بخفة وبدت جولتها الاستطلاعية
بصوت واطي وتفكير مسموع: اي شي يمكن يساعد قضيتنا..
انتبهت الى نفسها..
مريم: شفيني .. صرت منور دقيقة وحدة. اعوذ بالله
قعدت مريم تنبش في الصغير والكبير.. وتلقى الاشياء المثيرة للاهتمام وتلقى الاشياء اللي تخص شغل مسـاعد.. واخيـرا.. طاحت يدها على مذكرات عالية.. بنية مصنوعة من الكارتون وعلى الاطراف مهشمة بعض الشي.. ثلاثة دفاتر مربوطة بحزام جلدي .. طلعتها مريم بعناية وهدوء.. وحطتها في حظنها وهي تحاول انها تفج الحزام..
سحبت اول دفتر.. اللي كانت صفحاته صفرا والكتابة بالخط الأسود الجميل.. فتحت الصفحة مريم وبدت تقرى فيها شي من المعاني..
(فيض العاطفة)..
اليـك عاطفتي يا رجلا لم ادرك ما معدنه حتى هذا اليوم.. تجري كالميزاب..
وبصدق وحلاوة تلاوة الصلاة.. يتردد اسمك بصدى جدران حياتي..
غيبتك وان لم تكن رحومة فهي جميلة.. ايقنت خلالها غلاك..
لم تدرك كم كانت الأمطار سخية.. وكانت سخيـة بالفعل..
تيقظني بحرارتها على جفني وخدي..
ادركت.. ما كانت حيـاتي بالفعل.. تمتلك وما فقدت..
ملكتك انت يا سر وجودي لحتى هذه اللحظة..

هل ستعود؟؟ هل ستطفئ معي شمعة عيدي القادم؟؟!!
يبدو الشي كالحلم الجميل.. لا اتمنى عدم حصوله ولكن.. ككل الأحلام... فهي لا تحدث الا في النوم..

ايقظني يا حبيبي.. ودع الأحلام تحدث في اليقظـة..
وشي بالعامية اشبه بالرسالة السريعة..
وحشتني مسـاعد.. ياليتك ترد بسرعة..
عاليـة

حست مريم بالأسف.. على ضيـاع شي اشبـه بالحلم المكتمل.. أللي يمكن يتمناه كل انسان في هالدنيا.. فما قدرت الا انها تحس بالشفقة على مساعد اللي اضطر انه يخسر شي مثل حب عالية بهالدنيا اللي ما ينوجد بها شي..
وقررت انها تطلع من الغرفة وحملت معاها الدفاتر عشان تقراها.. ويوم بتسكر باب الدرج لقت رزمة ثانية من الاوراق في فايل قرمزي اللون مخملي الغلاف.. سحبته معاها.. وفجته على الصفحة الأولى ..
لقت شبه المقدمة المكتوبة بخط مسـاعد الكبيـر..
(( اشياء لم ادركها الا بعد رحيـلها..
ليتني كنت قد عرفتها قبل فوات الأوان..

فالآن علي العيش تحت ظل غيابها المرهق..
ليتك تعودين.. يا حلمي الوردي.. ))
دقة قلب مؤلمة عمرت مريم.. وشي في خاطرها خلاها تحس ان فاتن ما لها اي فرصة جدام هالكم الهائل من المحبة بين مساعد وعالية..
مريم وهي عاقدة حياتها:.. مادري.. بس يمكن انتي منصوفة يا فاتن.. الله يعينج.
-----------------------
رجع خالد من المسجد اللي صلى فيه المغرب من غير جراح لان الثاني بعده راقد.. من تعب الرحلة بعده ما قام يصلي وحاول وياه لكنه قال انه بيصلي في البيت.. الصلاة صج مالها طعم الا اذا كان في مسجد للجماعة.. والا شي ثاني بلاااش..
تم يمشي وهو في باله الويه الوحيد اللي يرافجه في وحدته.. بنت طويلة ظعيفة شعرها بني وعيونها زرقة وبشرتها من انقى واصفى البشرة اللي يشوفها بالدنيا.. صاحبه احلى ابتسامة واحلى تكشيرة واحلى غضب.. سماء..
من بعد ما تعود غيابها عن عينه حب انه يذكرها بالابتسامة والجد والتعب.. فاليوم اللي بترد اهي فيه ما بيكون خالد اللي كان قبل.. بيكون مثله من داخل لكن في نفس الوقت.. احسن.. عشان تتفاجأ.. طلع من جيب البنطلون اللي عليه السلسلة اللي دايما ترافقه.. مد الخاتم لجدام عيونه وهو يتبسم عليـه وهفه بالهوا شوي وبعدها باسه وحطه في مخباه لانه وصل البيت.. وقبل لا يدخل طبعا طالع بلكونها اللي كان مطفي.. لكن شي في الظلام خلاه يبتسم ويطرش بوسه خفيفة في الهوا باتجاهها..

دخل البيت الا ومناير تركض في ويهه : خالووووووووووووووووووووود تأخريتي حبيبتي..
خالد وهو لايعة جبده منها: ووواع عليج.. لا تقوليلي خالود مرة ثانية.. باسطرج.. انزين وينها سعادي..(الأم)
مناير: امي في دار فاتن..

مشى خالد الى الممر اللي ما خلته مناير يوصل له ووقف عند دار فاتن للي كان الباب مسـكر فيها..
ردت عليه ام جراح: دش يمة..
طل براسـه خالد وهو يبتسم بأعذب الملامح: .. مسـاء الخيـر.. والاحساس.. والطيبة.. مسـاء ما .. يليق الا .. بجميلاته.. ها سعادي فاتنتي.. جهزتوا..
فاتن وهي تسحب السيادة من تحت ريلها..: توني مخلصـة صلاة.. بس خالد انا تعبانة شوي..
خالد وهو يوقف باستقامة داخل الغرفة ويمد يدينه جدام ويهها: فاتن.. ارجوج.. نوو .. مدري بالانجليزي شنو .. بس بمعنى اعتراض.. عاد واللي يسلمج خلينا نطلع.. وصدقيني.. احلف لج ان تعبج ذي ما بتحسين فيه
فاتن وهي تضحك بعجز جدامه: انزين ليش ما تخليه باجر.. ابي اقعد وياكم اليوم
دشت مناير مثل الساحرة : لا لالالالا ولييسللللللللللللمج فتوون حرام لا ترفسين النعمة بريلج . انتي ما تدرين انا صار لي شهر ومقدمة اوراقي اتوسط ولا احد ماعطني ويه.. كل ما روح يقولون راجعينا باجر.. بليـز مس فاتن لا تحرمينا..
فاتن وهي تناظر امها بعجز: يمة شرايـج؟
ام جراح: والله يمة انا من زمــــان ما تنسمت البحر.. زمان صار لي ما طلعت وياكم كلكم.. وخلينا يمة واول ما تحسين نفسج ما تقدرين تواصلين نرد البيت..
فاتن وهي تناظر خالد اللي ينتظر جوابها ومناير الي تتوسل بعيونها ومادة يدينها مثل الهنود.. واخيرا صدر القرار من فاتن:.. يالله نروووح
وتييب مناير: .. كلولولولولولولولولولولوش... ويه ويه.. فتووون بنيتنا الزينة.. ويه ويه فتون بنيتنا الزينة..
خالد: اووووووووووووه عاد هيوو شسكتها الحين
وتصرخ في اذنه مناير: ويه ويه .. خااالووود خااالووود.. (لامها) ويه ويه ســعود ســعود..
وتطلع من الغرفة بصوتها وجراح على الدري: ويه ويه.. جراح وجراااح. ويه ويه.. جراح وجراح
جراح وهو يحك راسه: قسم بالله ان ما سكتي لا شبعج بكوووس..
خالد اللي سمع اللي قاله جراح عاون مناير عليه وتم يطبل على الطاولة اللي يم الباب: ويه ويه .. جراح جراح..
ومناير بصوتها: ويه ويه.. جراح وجرااااح (بحماس الى خالد) طبل لي طبل لي.. (تغني) ويه ويه.. ولنعم وللنعم بمنور منوووور .. ويه ويه.
يكمل خالد: الخبلة منوووور
مناير وهي تغني: ويه ويه.. تحلف يا خلوود..
ويرن التلفون ويقطع على خالد بس الجو الغنائي وراح يرد عليه ولكن صوت مناير الحاد ما خلاااه يسمع شي.. صرخ عليها: منووور ويهد بعدوينج سكتي عاااد.. (التفت الى التلفون).. ألــو..
في الخـط الثاني كان صوت واطي.. اشبه بالهمـس.. او يمكن بسبب بعد مسـافة الخط:.. ألو
خالد وهو ما يسمع الا ان دقات قلبه تسارعت لسبب او ثاني:.. الوو؟؟ من معاي؟؟
الكل انتبه بهاللحظة وتكلم الصـوت:.. خــالد..
تجمد خالد مكانه وهو فـاج عيـنه مو مصدق:.... من معـاي؟؟
ام جراح وهي تتقرب منه وفاتن تطلع من الدار:.. من بالخط يمة..
خالد وهو يحس ان قلبه وقف:... سمـــاء؟؟
توقف الوقت عند الكل.. وصارت الدقات محسوبة في اللحظة وتكلمت سمـاء بصوت باكي:... ايـه خالد.. أنا سمـاء..
ام جراح وهي تلاحظ ملامح خالد اللي انقلبت الى اللون الاحمر وعيونه تغرقت من الدمع:.. سمــاء.. حلفي انج سمــاء... حلفـي
سمـاء وهي تضحك وتبجي في نفس الوقت:.. ايه.. انا سمــاء خالـد... انا سمــاء..
خالد وهو يسكـر عيونه مو مصدق الخبر.. لكن الدمعه انهمرت بعينه.. وبطلعة جراح من الحمام:.. يا بعــد هالدنيـا يا سمــاء.. يا بعد هالدنيـا يا هالدنيا..
سمـاء وهي تحظن السماعة بكل محبتها .. والخاتم يلمع في يدها: .. ولهت عليكم .. ولهت عليكم حييييييييييل خالد حيييل.. شلونكم شخباركم.. نسيتوني خالد..
سكت خالد.. ماقدر يتكلم.. فدموعه كانت اقوى منه.. منعته من الكلام. وما حب يتكلم ويبين انه يبجي .. ويات له ام جراح اخذت منه السمـاعة وهي متلهفة على البنت:.. يمة سمــاء.. سمـــاء انا سـعاد ام جراح..
سمـاء وهي تصرخ بصوتها: يمـــــــــــة ام جراااااااااااح ... ولهت علييييج يمـــة..
ام جراح وهي تذرف دمعة ساخنه وتراقب خالد اللي طلع من الصالة وراح للحديقة بسـرعة:.. وواحنا اكثر يمة واحنا اكثر..

راح خالد الحديقة وهو مو مصدق... تم يتنفس بقوة وهو مو مصدق ان بهالليلة الللي قدر يبتسم فيها للدنيا.. ويحس ان الانتظار حلو.. انقطع عليه كل شي.. وتحققت اغلى احلامه.. سمع صوتها من بعد غيابها الكبيـر والثقيل على صدره.. تم يتنفس وهو مو عارف شلون يتنفس.. قعد على الأرض وهو متـاثر بالحيل.. وفاتن وجراح تبعوووه..
جراح قعد عنده على الأرض خايف عليه: خالد شفيك؟؟ ازمة الظيجة
خالد وهو يهتز بالصياح: ماصدق... انها تصــلت..
جراح اللي ما فهم اللي يقوله:.. شتقول؟؟؟
خالد وهو يرفع ويهه المبتسم بجنون ومبلل بدمعة الى جراح: ماصدق انها ردت.. ما صدق.. حلم ولا علم يا جراح
جراح اللي يضحك بـتأثر في ويهه: .. صدق. علم هذا يا خالد علم..
خالد وهو يصرخ بصوته: يا ربيييييييييييييييييييييييييي يا حبيبي.. يا ربي يا حبيييييييييييبي.. ومن يقول ان الامنيات والدعوات ما تصيــر..
الا ومناير على الباب تنادي جراح وهي تمسح دمعتها من الفرحة: خالد.. قوم سمـأء تبيك

طار خالد من مكانه وراح للتلفون ولقفه بكل حب..
خالد: امـري.. امــري يا بعد عمري امـري..
سمـاء اللي استـحت منه بس بعد ما قدرت تنسى شكثر تحبه:.. ما يامـر عليـك عدو... (بتلبك وخوف وتوتر).. نسيــتني خالد؟؟
انصعق خالد منها.. تراها بعدها صخلة ما تفهم:... نسيــتج؟؟ قولي انتي متى رحتي عن بـالي عشـان انسـاج.. انتي قوليلي.. خاتمي بعده عندج؟؟؟
سمـاء وهي تمده جدام عينـها: كاهو في صبعـي. .انت تحلـم اصلا ااني افج عنـك..
خالد وهو يرتعش من الفـرحة.. : احبـج سمــاء.. والله احبـج
سمـأء اللي وصل عندها مشـعل.. : انزين خالد.. انا بخليـك الحين.. مشعل كاهو يمي.. بدق عليك مرة ثانية..
خالد انصدم يوم عرف ان مشـعل ويا سمـاء: اهو وياج الحين؟؟ وشلون اتصلتي..
سمــاء بتوتر: بعديـن بخبـرك.. يالله اخليك..
خالد وهو يمنعها: لا سمـاء نطري..

الا والخـط ينقطـع في ويه خالد.. استـغرب الحركة وهو ماسك السماعة يناظرها..
كلمته فاتن: شصار؟؟
خالد وهو يسكر التلفون وبعده موليهم ظهره: سكرت السـكة.. مشـعل كان وياها..
فاتن وهي تناظر جراح وهي مستغربة من كون مشعل معاها في نفس المكان وجراح تكلم: مشعل معاها وخلاها تتكلم..
خالد وهو يلتفت لهم:.. خلاها تتكـلم.. وبتكلمني مرة ثانيـة..

سكت جراح وفاتن وهم يطالعون خالد اللي كان هادئ.. استغربوا هدوئه المفاجئ.. ومرة وحدة ينقز في ويههم..
خالد وهو يصـرخ: سمـــــاء بتتصل مرة ثانيها هاهاهاهاهاهااااااااااااااااااااااااي..
واستخف عليهم خالد وهويتنقز في مكانه ومناير ويااااااااه ومرة وحدة ينقز في ويه مناير اللي جفلت..
خالد: ويه ويه.. سموي تصلت.. ويه ويه سموووي بتتصل.. ويه ويه شوي وترد.. ويه ويه
مناير تكمل عليه: سموي تصلت.. ويه ويه شوي وترد.. ويه ويه خالووود .. ويه ويه خاالووود..

واشترك وياهم جراح بالاغاني والنقاز لان الوقت كان وقت فرح.. وعيون فاتن كانت تلاحق ملامح الفرح اللي اجتاحت ملامح خالـد مثل العاصفة وحولتها الى منارة من اضواء الفرح والاعياد اللي بالدرب.. مدت يدينها بعد ما التفت عنهم الى الحديقة بالدعاء.. وحمدت الله على رجوع بعض من الفرح الغايب عن عائلتها..
دخلت الحديقة وراحت عند النافورة... كان النسيم معدوم الا من لطفه عند النافورة اللي تشتغل.. قعدت يمها وهي تتأمل الزرع للي بدى يتكون.. وشجرة الياسمين اللي بدت تغلف الجدران.. مثل ما سمـاء تمنت..
مررت يدها في الماي اللي انساب من بين اصابعها بخجل وارتباك.. ابتسمت الى لجة الماي اللي اهي تخاف منها.. وتذكرت هذاك اليوم الخريفي اللي راحت فيه ويا مسـاعد الى لبحـر. وتذكرت قرب مسـاعد بهذيج اللحظة منها قلبا وقالبا.. مو مثل الحين.. اللي تحسه ابعد من السما عن الأرض...
تنهدت بقوة وهي تخرج لهيب ساخن من القلب.. وتحمدت الله.. وقالت في نفسـها:.. يمكن مو كل قصص الحب تنتهي بسعـادة.. يمكن في نصيبي مسـاعد حب ازلي وخالد لكن.. غير موجود.. لاني من بعده.. مستحيـل.. اقبل بواحد ثاني.. محد جدير بالمقارنة..
------------------------
لؤي اللي مافج مسـاعد. .تم في غرفته ينتظره متى يطلع من الحمام عشـان بس يتكـلم وياه بهالموضوع.. سافروا وصار للسالفة اسبوع.. ولازم الحيـن يتـحرك قبل لا يطلع شي.. لان من يوم ما خبر غزلان باللي يبيه منها مايات الشغل.. ولايظن انها بتـيي الا بعد ما يصير شي..
لؤي وهو يدعي ربه قبيل خروج مساعد من الحمام: ياربي .. ياربي يا حبيـبي.. وفجني.. وخل الذيب يطلعها لي.. عاجلا وليس آجلا.. يارب يارب..
الا وصوت مسـاعد يجفله: شفيك تدعي؟؟؟
لؤي وهو يستوي مكانه: ها.. ها.. ولا شي بس.. كنت ادعي لله..
مسـاعد اللي كان لابس ملابسه من داخل الحمام عشـان لا احد يشوف الريل اللي يلبسها لان اهو بعده مو قادر يتقبلها مع نفسه فشلون مع الناس.. : تدعي لشنو؟؟
لؤي وهو يبتسم: لشي انا ابيه بقوة وسمعت اللي يدعي لربه في غمره الشي يلقاه..
مسـاعد وهو يرتب شعره جدام المنظرة: عاد الشي لازم يكون فيه نية صافية..
لؤي وهو يضحك: اكيد نية صافية يا اخي 120 % واصلا بعد الواحد يتمنى 100 شي عشان يلقى تسعة اعشاره..
مسـاعد وهو يبتسم بخفة: صج والله؟؟ بعد؟؟
لؤي: صدقني ما اتغشمـر وياك.. في المدرسة قبل.. كانت نورة كله تقول ياليت اييب امية وعشرة.. علبالها انا دقم مافهم ان العلامة حدها ميـة.. لان لو كانت العلامة اكثر من المئة الستين ما تنفع
طالعه مسـاعد بحاجب مرفوع: يعني انت كان حدك الستين؟؟؟
لؤي وهو فاج ثمه حس انه انصاد ومسـرع ما غير الموضوع: نرجع لمحور حديثنا.. انها كانت تقول .. يرب مية وعشرين.. وتييب ميـة.. الا سألتها.. انتي ليش طماعة يعني جذي العلامة كلها بدها من امية
مسـاعد وهو يرش العطر ويضحك: انزين خلصني
لؤي: قالت لي يا لؤي اذا تبي تدعي لربك خل دعائك يكووون لاشياء وايد انك تطمح للكثير عشان ربك يعطيك اللي انت تستحقه .
مسـاعد: وايد ناس يخلطون بين الطموح والطمع..
لؤي وهو يفج عينه: خلني اكون طماع في نعمة ربي.. اذا كنت استحقها ليش لااء..
ابتسم مسـاعد ابتسامة مالها معنى.. ولكن في قلبه كانت الابتسامة اخر ما يمكن يقدمه لشي.. : زين.. انت الحين هني عن سالفة غزلان..
لؤي وهو يتسم بالجدية :اي.. مسـاعد انا من يوم كلمتـها واهي ما تيي الدوام.. بس توصل لنا الشغل من البيت.. وانا ما ابي هالوضع يسـتمر.
مسـاعد وهو يقعد على طرف السرير ويم ريله المتضررة اكثر لانه ما يقدر يثنيها:.. انزين.. انا بكلم ابـوي الليلة.. وامي يبيلها يوم يديد.. اهي الحين تعبانة وانت تعرفها ترقد من وقت ماشاء لله عليها.. (ابتسم له بطمأنينة) شقلت لؤي؟
لؤي وهو يبتسـم: حلـو.. وايد وايد وايد وايد (بلهجة ناعمة) حــيلو
مسـاعد يضحك عليه : انت متى بتصيـر جدي بحيـاتك..
لؤي وهو يقعد يم مساعد وبحركة اخوية يلم رقبته بذراعه: يا مسـاعد.. ناس تطيح عليهم الجدية.. وناس الغشـمرة.. احنا في هالبيت.. كلنا ميانين من غير اي تفرقة.. لكن منا مينون هني (يأشر على قلب مسـاعد).. منا مينون هني (يأشر على راسـه) انت ومريم مثل الشي (القلب).. انا ونورة هني (العقل).. لكن ابوي فديت قلبه الاثنين.. وامي... مب مينونة من جذي تلاقيها مختلـفة معانا في معظمـ الأمور..

هني ضحك مسـاعد بقوته على كلام لؤي لمن دمعت عينه ولثاني يطالعه وهو يتنهد..
لؤي : واخيـــــــــرا ضحكت.. يا مال الضعفة مبوووز جنه الا بايقين عشـاك..
مسـاعد وهو بعده يضحك: والله انك... هلكتـني يابو الحلـول..
لؤي : عشان تعرف ان كل هبل بهالدنيا داااااااااااااااهيـة هاهاهاهاهاي ..

بعد فتـرة من الصـمت دارت بيـن الأثنين سـال لؤي مسـاعد..
لؤي وهو يطالع الارض ويطالع عيون مسـاعد:.. شخبارك.. انت وفاتن؟؟
وكأن احد صعق مسـاعد.. لكن مسـرع ما تدارك بروحه
لؤي:.... تصالحـتوا؟؟
مسـاعد وهو يقوم من مكانه بسخرية: غريبة حالة الناس.. اذا فرحوا.. ظنو ان الدنيا كلها فرحانة.. ..
لؤي وهو واقف بظيــج من كلام مسـاعد:.. انا ما بغيت اتدخل واسـف يعني لو لمست وتر حساس فيـك.
مسـاعد وهو يلتفت له وحامل العكاز عشان يطلع: لا عادي خذ راحتـك.. اصلا انا ما عدت اهـتم..

وطلـع مسـاعد وهو يعـري.. من الغرفة الى الصـالة اللي مر فيها على امه واخته نورة .. وطلع من الصالـة الى الممر اللي يؤدي الى الديوانية.. لكن ما طاقت نفسـه احد.. فطلـع من البيت مرة وحدة .. وبدى يمـشي..

 
 

 

عرض البوم صور brune   رد مع اقتباس
قديم 16-05-07, 02:49 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16524
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: brune عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 69

االدولة
البلدFrance
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
brune غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : brune المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



اول مرة يمكن من سنوات يمشـي في فريجهم.. من ليالي مواعده ويا عالية في نص الليل.. الى حتى هذي للحظة عمره ما مشي بين الطرجان.. بدى يمـشي وهو يحس بالعرج يشح من جبينه.. مسحه بظاهر يده وبدى يمـشي بخفـة.. وكانه يهون من دوسه على الأرض.. مشيه ما كان طبيـعي.. كان فيه شي من الضرب على الأرض وريله بعد ما كانت مستويـة.. ولكن هالشي ما عاد يهمه... فكل السبل تؤدي الى روما.. بريل او بغير ريل.. اهو فقد فاتن وفقد كل معاني الاحساس معاها...
ومن غير حاسية بدى يمشـي في درب اللي يؤديه الى فريج بيتـهم.. وهو يفكـر بصمت وعمـق بسالـفة لؤي... اذا هو قرر انه يتزوج فلازم يقرر قبل وين يقعد البنت؟؟ والا يبي يخطبها وبعدين يتصرف في المكان.. خلاص.. اهو لازم يتحرك عن هالموضوع بداله.. راح يكلم احد المتعهدين انه يبدي بوضع القياسات في الأرض اللي ورى بيـتهم.. صار الوقت ان احد يشتغل عليها ويبني حلم من احلامه عليها..
قادته الدروب الى عند شارع بيت بو جراح.. ظن انه لو راح هناك محد راح يلاقيه.. الدنيا ليل والناس مشغولة بجمتعها في بيوتها.. ولكن ما كان هذا الحال عند بيت بو جراح.. كانت الحركة فيه وناس تدخل وتطـلع.. الاغراض تنحط في السيـارة ويدخلون عشـان اغراض ثانيـة. فظل مسـاعد واقف في الظلال وهو مستغرب.. وين رايحين بهالحزة؟؟؟ او بهالليل؟؟
فاتن في دارها لبست عباتها والشيلة بعدها على جتفـها.. كانت تحس بعينها شبه المختفيـة من زود التعـب.. رمت نظرة الى المنظرة تشوف نفسـها.. وما عجبها اللي شافته.. عظام طالعة في ويهها والسواد في زاوية عيـنها بصـورة واضحة وابيـضاض في شفتها وكانها جثة مثلـجة.. تعوذت من بليـس ولفت الشيلة على راسـها وطلعت من الدار الى المطبـخ تشوف ان احتاجوا لها...
راحت لامها:.. يمة خليني اساعدج
ام جراح وهي تحط الخبـز في المحفظة وتسكـرها: يمة ماكو شي تساعديني فيه.. روحي انتي ارتاحي عشان لا طلعنا تكونين جاهزة
فاتن وهي تتنهد بمرارة: ان شاء الله.. بكون برع اوكي..
ام جراح: ديري بالج على حالج يمة..

ابتسمت فاتن لامـها وطلعت من عندها بالمطبـخ.. ظلت ام جراح دقيقة ساكنة عن الحركة وهي تفكر بحال بنتها.. يا الله.. شالحل وياها؟؟ شلون نقدر نردها لفاتن القبلية.. مع انها مستحيل ترد.. لان ردتها معناته ردة ابوها.. او رجعة الايام السابقة كلها.. ولكن من اللي يقدر يرد الايـام ويرد الاحلام والأحزان.. الناس مسرع ما تهرب منها..
بصوت حزين وهي تواجه الجدار: الا انتي يا بنتي.. شاقية بهالدنيا.. لذنب الله أعلم به!!
طلعت فاتن من البيت وهي تتنسـم الهوا السـاخن.. تراقب عزيز ومناير اللي كانو رادين من بيت سمـاهر وهي معاهم.. فابتسمت.. تذكرت الايام اللي كانت اهي تروح لمريم تجرها وياها عشان تطلع وياهم وجراح يسحب لؤي.. وكانو من اسـعد الاصدقاء.. الحين.. بسببها.. ما تقدر تشوف مريم .. ولا جراح يقدر يعزم لؤي مثل قبل.. صار كل شي موقوف بسببها اهي..
فاتن وهي تقعد على العتبة اللي يم البيت:.. ربي سامحني. على العلاقات اللي قطعتها بين الناس.. ربي سامحني..
ضمت ريليها الى بعض مثل طالبة مدرسية ومدت براسها الى السماء تراقب النجوم المرصعة بعناية في السمـاء.. بأحسن تفصيل.. وما حست الا بالعيـون اللي كانت تراقبـها من بعيـد.. فحولت عيونها من السما الى الزاوية البعيـدة من الشـارع.. فما قدرت تشوفه واضـح.. وقفت مكانها وهي متحيرة من الشخص اللي هناك.. فما لقته الا ملتف ويمشي على عقبه طالع من المكان.. فما كان منها الا انها تمشي ورى هالشخـص عشان تلحق عليه قبل لا يروح لان قلبها خبرها من هالزائر بهالليل..
وقفت مكانها يوم وضح بعينها العكـاز اللي كان يتكئ عليه هالشخص.. وفي قلبها نادت بحر يوفها اسمه يا الله يلتفت لها..
ونداها كان مسموع.. التفت لها مسـاعد وهو يحس بالتعب في صدره.. رماها بنظرات كلها شوق وتعبير عن الحاجة في ستر الليل اللي كان حليفه.. فهو ما يبيها تنتبه لنظراته.. ما يبيها تسمع للكلمات اللي همست بها شفاته.. ما يبيها تعرف اهو شيبي منها.. لان هذا معناته انه رضخ لها.. وهو ما يبيها..
مسـاعد في غمـرة الاحساس والدمعة في موق عينه:: ليتج تعرفين شكثر بهاللحظة اتمنى لو انج معـاي.. جان عجزت كل حروف وكل كلمات وكل اشعار العالم عن وصفها.. لكن.. للأسف.. عافج الخاطر وانتي اللي بالخـاطر..
------------
نهمة على قراءة كل كلمة ... وفوق الكلام كانت تعيد القراءة لان اللي مكـتوب شي من ارض ثانية من عالم ثاني.. عالم ماله اي حدود ولا له بالسواد اي علاقة او صـلة.. شي من وجودية الله عز وجل.. شي متخالط بالقرآن وشي بالدعاء.. وشي بالحلم الجميل.. وشي بالمستـحيل
.. دنيا المسـتحيل.. كان هذا عنوان المذكرة اللي كانت تقراها.. وكانت الثالثة واخر وحدة كتبتها عالية.. ومن زود الالهام اللي فيها فكانت مكتوبة في كل صفحة.. ويمكن التواريخ متقاربة مع بعضـها البعض.. وكاانها مشت تباعا.. كل شي يجر لثاني.. حياة ثانية او عالم ثاني.. عالم ماكو منه بهالدنيا الا في خيال الشاعر..
وكل كلمة تقراها مريم تحس بعقم المحاولة.. وشكثر فاتن كانت قليلة حيلة تجاه معرفة شي مثل هالاشياء.. مع انها يمكن ما قرت هالكتب.. اهي يمكن ما عرفت الا القليل اللي خلاها تبتعد.. لكن لو قرت هالاشياء..
مريم وهي تمسح على جبينها:.. لو قريتي هالاشياء يا فاتن.. جان مات الاحساس بداخلج.. المنافسة شديدة يا بعد عمري.. الله عانج طول هالفتـرة..
خلصت من المذكـرة مريم وقطتها.. ما تقدر اكثر على القراية.. تسندت على الكرسي وهي ماسكة الدب جراح وهي حاسة بقلة الحيلة.. يعني اهي كانت تفكر وعندها خطط واشياء عشـان توصل فاتن لمسـاعد .. لكن بوجود هالاشياء اللي لا يمكن بقائها او الاستغناء عنها راح تظل عارض وسبب لبعد فاتن عن مسـاعد.. ياليت بس في شي مثل السحر او المعجزة اللي يخلي هالمذكرات شي بسيـط وماله الاثر المعنوي الكبير..
مريم وهي تكلم الدب: بس يا جوجو اذا انا اللي مالي شغل بالسالفة تأثرت.. شعن مسـاعد اللي كانت كل هالاشياء موجهة له .. اوووووووف يا دنيا ليتج بسسس تكونين اكثر مسـاعدة من جذي..
وسكرت عيونها دقايق.. ولكن مسرع ما سكرتها .. تذكرت الملف اللي حملته من درج مسـاعد.. وعلى طول سحبته مع ان كان عندها فكـرة اولية عن اللي يمكن يكون فيه.. اكيد نفس الكلام موجه الى عاليـة.. شي من قلب مسـاعد موجه الى قلب عالية في زمن الحب اللي جمع بينهم..
فجت المـلف.. ولفت على الصفحـة الأولى من بعد المقدمة.. شي بتاريخ يديد.. يمكن قبل تسعة شهور.. اي قبل الحادث اللي مر فيـه مسـاعد... فعلى طول طارت عليه مريم تقراه .. يمكن تلقى الفرج اللي اهي تسـعى اليـه..
_حقيـقة أخفيـتها_
مضت سنين طويلة يا عزيزتي عالية وانا لم اكتب لك شيئا.. لربما لم اجد بداخلي ما قد يسعفني او يوفي بحق غيابك يا غاليـتي.. اما اليوم.. فلم اجد نفسي الا ماسكا هذا القلم.. وطابع حبنا هو الختم على رسالتي هذه.. فياليت بريدك يستقبلها.. لاني محتاج الى وجودك..
عاليـة..اتذكرين المرات اللي كنتي تطلبين مني فيها جاهشة بالبكاء. انا احب احدا غيرك.. وان اقبل بالتغيـير.. وارضخ لرحيـلك.. لم استطـع ذلك.. لم استطـع ذلك حتى رأيتها.. مع ان رغبتي بها بدأت بك.. ظننت اني سأمسـكك اخيـرا واضعك على عرشك في قلبي.. لكن.. لم تكن هي انتي.. بل كانت عاصفة هوجاء لا تمتلك منك اي خصـال.. وما احلى هذه العاصفة اللي اجتاحتني.. وجعلتني كما كنتي انتي جعلتني يوما.. ولربما اكثر..
اعذري وقاحتي.. واعذري تجاسري عليك بالكلمات.. فهذه الفتاة افقدتني صوابي.. لست مسـاعد الذي كنتي تتمنين منه الضحك على اقل الاشياء. الذي يكتب لك هذه الرسالة عاشق مراهق ينتظر خفية رؤيتها او لمح شكلها او سرقة ابتسامة عذبه منها.. والآن.. تقفين انتي يا حبيبتي الازلية عائقا بيننا .. فهي قريبة مني الان ولكني انا البعيد.. بسبب سرك الجاثم في صدري..
ضائـع انا يا عالية فاخبريني يا نجمة دربي.. واهديني ان استطعتي.. فدربي مليئ بالاشواك.. واي جهة قد توقعني في بحر الضيـاع..
اخبريني يا حبيبتي.. وعلميني .. كيف ارضي الاطراف... كما طلبتي مني يوما ان احب غيـرك..
حائـرك.. مســاعد
انصعقت مريم.. كانت هذي هي الورقة الرابحة اللي يمكن ما تلاقي مثلها .. فقامت تدور بين الاوراق اكثر يمكن تلاقي شي احسن من هذي..
وبصوت مسموع كان البحث جاري عندها..:.. عالية... حبي لها مسـتحيل.. .. صعبة المراس.. ما اجمل ضحكها... فاتن..
سحبت الورقة.. وعلى طول بدت تقراها. وكانت الرسالة هذي موجهة الى فاتن.. وما كان لها اي تاريخ بس الظاهر انها يديدة.. ويديدة اي بمعنى انها صايرة قبل جم يوم..
توها مريم بتقرى الا وبصوت الباب يندق عليـها.. من زود الصدمة جفلت.. وما قدرت الا انها تقعد وهي مصعوقة مكانها.. بس لا يكون هذا مسـاعد.. لانه ان عرف ان عندها هالاوراق كلها.. بتروح وطي..
لمت الاوراق اللي تبيـهم.. ورتبت باقي الاوراق في مكانهاوهي تصوت على اللي عند الباب:.. انزين .. دقايق بس.. (تكلم روحها) لمي الاوراق لا يلايمونج في القبر اليوم..
جمعت كل شي ورمته تحت السـرير. والاوراق اللي خذتها خلتـها تحت مخدة الكرسـي.. وراحت وهي تسحب شعرها الطويل على جتفها.. وفجت الباب وهي تكتم انفاس الحماس اللي فيها..
وبالفعل.. كان مساعد:.. ربع ساعة عشان تفجين الباب. شقاعدة تسوين..
طلعت له مريم منالباب:: ه.. هلا والله .. حيا الله مسـاعد نور الدخيليه كلهم.. وليش معبل على روحك جان دقيتلي وانا انزل لك..
مسـاعد وهو يتجاهل اللي قالته:: وينه لؤي ما شفتيه؟
مريم : في داره يمكن
مسـاعد وهو بدى يعصب: لو هو بداره جان ييتلج ..
مريم وهي تنتفض: انزين اتصل فيه جوفه وين
مسـاعد وهو يلتف على عقبه الى الدرج: ماابي اتصل فيه اهو مو مهتم فليش انا اهتـم..

توه بينزل الدرج ومريم بتدخل دارها الا وصوته يناديها مرة ثانية
مسـاعد: مريم
نقزت من الخرعة: .. هلا هلا..
مسـاعد وهو يراقب نفضتها : انتي شفيج؟؟ كل ما حاجيتج تنقزتي...
مريم وهي ترتجف مثل المجرمة جدامه: الله.. الله يهداك مساعد انت طالع اسلوبك بالحجي... بعدين لومني.. حاكرني جني الا سارقة شي... امر ياخوي. فيك شي..

مسـاعد وهو يسحب نفس طويـل.. ويحس انه محتاج للراحة لان جسمه يشتعل من الحرارة .. فتعوذ من بليس ..
مسـاعد:.. آنا اسف.. ما كان قصدي.. بس....
مريم وهي تناظره بحنية: بس شنو؟
مسـاعد وهو يطالع ويهها المبتسم ومرة وحدة نسى الكدر كله.. وعطاها ابتسامة:.. بس ولا شي.. اسف.. و... تعالي تعشي وياي.. ما ابي اقعد بروحي..
مريم وهي تبتسم بمرح: بس.. ولله ما طلبت.. يعلني افدى الدخيليه بس لانك منهم.. قول ان شاء الله يدوسني مركب ولا اغلي دخيلي غيـرك.. يا بعد عمري يا سعووودي..
مسـاعد وهو يناظرها بحاجب مرفووووع: عيااااااارتج يام الجمبزة.. يالله بسرعة نزلي.. كملي اللي شاغلج وتعالي..
مريم وهي تضحك: هيهييهي.. اوكيكي.. الحين نازلة

لف عنها مسـاعد ونزل من الدرج وهي ما عاقت ودخلت الغرفة.. سحبت المذكرات والملف.. راقبت الدرب وهي طالعة وحست ان الجو خالي.. فعلى طـول دخلت دار مسـاعد وحطت الاغراض مكانها من غير ما تسكـر الباب.. الا وهي تلتف عشـان تطلع من الغرفة.. تلاقي مسـاعد واقف جدامها..
ارتعدت فرائصها.. ما صدقت اللي اهي طايحة فيه من موقف.. بينحرها.. الا بيشرب من دمها..
مسـاعد بصوت جليدي وساكن:: شتسوين بداري؟؟؟؟
آثرت مريم الصمـت.. واصابعي بعـد.. وبننتظر.. اللي يمكن تقدر تقوله وتبرر لمسـاعد وجودها في الغرفة..
اشياء بدت تبين شمس الحقيقة.. لكن بعد.. من بعد معافاة الخاطر.. في امل للرجوع؟؟
حلم جراح الازلي بوجود مريم في حياته.. هل راح يتحقق؟؟؟ وهل راح مريم تكون من نصيبه؟؟

لؤي وطيشة.. راح يمكنه من الحصول على غزلان للمرة وللابد؟؟
شهالغموض الي تحمله مكالمة سماء. ومشعل شلي وداه لهناك؟؟؟
غيوم الحزن اللي بدت من اول بوادر القصة.. هل من الممكن انها تنقشع وتطفي نووور من انوار الامل والحيـاة والفرحة؟؟؟
نظرة الحب.. راح تكون موجهة ممن؟؟؟ ولمن؟؟
تابعو كل هذا مع قلمي.. انا حمران النواظر .. في الجزء الخامس والثلاثين..
و..الأخيــر .. من نظرة حب..


الجزء الخامس والثلاثين - الأخير
الفصـل الأول
============
مسـاعد بصوت جليـدي يسأل مريم مع انه عارف اهي شكانت تسوي :.. شتسوين في داري مريم؟؟
مريم وهي تفرك صوابعها ببعض:.. ها.. ولا شي مسـاعد بس.. كنت محتاجة .. لملف اوراق.. وانا ادري فيك تحب القرطاسية .. قلت اشوف عندك (اختفى صوتها لان شكل مساعد كان ابعد من التصديق) وقلت يمكن...
تقرب مسـاعد منها وهو حامل العكـاز ونظرات التأنيب بعيـونه:.. مريم.. اذا في هالدنيا انتي ما تعرفين تسوينه.. فهو الجذب.. واذا في شي انا اكرهه اكثر من حياتي فهو دوران الناس علي..
مريم وهي منزلة عيونها بحيا:.. آسـفة.. ما كان قصـدي..

مسـاعد وهو ينحني الى الكومودينو ولكن بصعوبه كبيرة.. فاضطر انه ينزل على ركبـه وحدة وبصراع شديد.. فتح باب الدرج وطلع اللي توها مريم حاطته.. وسكر الباب وبنفس الصعوبة اللي نزلها قام على ريله..
كان حامل المذكرات بيده وشريطهم منحل عنهم لان مريم كانت بويه السرعة تلمهم مع بعض عشان تخبيهم قبل لا يجكها ..
مريم وهي تبرر بويه متلوم: صدقني مسـاعد ما كان قصـدي اني اتعبث..
مسـاعد وهو يلوح بويهها عشان تسكت:.. مريم.. هذي اول مرة.. احد يسوي فيني جذي.. يتعرض إلى اشيائي الخاصة اللي حتى انا ما اروح لها الا في اوقات العازة.. لا تظنين انج عزيزة على قلبي معناته كل شي مسموح لج.. انا ارضى بكل شي.. الا العبث ب.. (دور على كلمة تناسب هالمذكرات وما يات الا هالكلمة على باله) ببقايا حياتي..

رمى الدفاتر على الكومودينو والتف على عقبه عشان يطـلع.. ومريم ظلت واقفة مكانها والذنب يغطيـها من فوق لتحت..
مريم وهي تفكر بصوت مسموع من بعد ما غاب مساعد: بقايا حياتك؟؟ هذي مو بقايا يا مساعد هذي دنيا كاملة وللاسف منتهية انت مو راضي انك تتخلى عنها.. يا ترى لو تخليت عنها يمكن تصطلح أحوالك..؟؟؟
لكن ما كان لكلام مساعد اي اثر عكسي عليها .. النقيض تماما.. كلمه للي كان كله ألم وحزن شجعها انها تقوم باللي عليها القيام فيه.. الا وهو الفكرة العبقرية اللي لازم تخط اول خطواتها في سبيل حصولها ونجاح تحقيقها..
دخلت دارها وسحبت الأوراق اللي خذتهم.. وتمت تناظرهم شوي.. حوالي 11 صفحة بس شي زين يعني.. مافيهم كتابة زايدة او من هالكلام..
طلعت دفتر من درجها وقعدت على الكرسي وهي تحط افكار معينه تقدر توصل هاللي مكتوب الى فاتن.. فاتن لازم تعرف ان لعالية وحب عالية الكبير والدفين ند او قرين الا وهو حبها في قلب مساعد ولازم تعرف ان حب مساعد لها يمكن اقوى واعنف من حبه الى عالية.. بس شلون يا مريم شـلون؟؟؟
مريم وهي تعض شفتها وتفكر:.. اذا انا سويت كل هذا لازم احد ثاني يعاونني.. ما بقدر اسوي كل شي بروحي؟؟ من اقدر اعتمد عليه واوليه كل الثقة اللي فيني..؟؟ من ياربي؟؟ من هو اقرب واحد لي.. ولفاتن ولمسـاعد ولهالمسـألة..
فكرت في جراح .. لكن من بعد اللي قاله في المطار اهي مستحيل تكلمه مرة ثانية .. ما توقعته يكون بهالمباشرة او بهالانهزامية انه يفكر بفصل فاتن عن مسـاعد.. شلون قالها.. لو كان فيني حيل جان رميته على لارض ودست في بطنه
مريم: مادري شلون بثق فيك مرة ثانية يا جراح.... (عقدت حواجبها) بس مادري ليش.. احسك ان اكثر واحد يمكن يساعدني في هالشي.. لكن ما منك فايدة لو تبي الصج.. (تغيرت ملامحها الى التوسل) ياربي يا حبيبي شلون اقدر افتك من هالسالفة الحين والى الأبـد.. شلووون؟
ياها صوت لؤي من تحت الدري وهو يناديها عشان العشـى.. وكان هاي النداء اللي بيخليها شوي تغذي افكارها.. لكن وجود مساعد معاها في المكان بيخليها تحس بالذنب..
مريم وهي تقنع نفسها بالعكس:.. لا يا مريم.. لازم ما تحسين بالذنب.. حسي بالذنب ان تم اخوج بهالحالة وهو مو قادر يتنفس الهوا ليش انه مثقل بالهم والغم.. خلج اقوى من جذي.. ولازم تحلين هلمشـكلة الكبيرة.. لكن من بيساعدني فيها.. انا بروحي ماقدر اسوي كل شي..
يمكن ما يا في بال مريم الشخص المناسب اللي يقدر يخليـها تنفذ اللي براسـها.. عندها شخص لا يمكن تعويـضه ابدا .. البنت المناسبة لتنفيذ مهمتها.. جراح لا يمكن الاعتماد عليه.. لانه مستحيل يشترك بهالشي من بعد ما كان اهو الطرف الاساسي في حدوثه ..
فكري زين يا مريم.. بالانسانة اللي بتفيدج اكثر من ما تتصورين...
-------------------------
مسـاعد ما تعشى .. طلع برع وتم قاعد في الحوش وهو مو طايق الهوا اللي يتنفسـه.. لؤي يدور عليه لان عرف من امه انه كان يدور عليـه. وتم يدور عليه في طول البيت ورد لامه وهو مغتاظ
لؤي : يوووووووووه وينه مساعد ادوره ما لقيته
ام مساعد: روح له بداره.. توه كان هني من شوي
لؤي : مادري وينه ما شفته
ام مساعد وهو تغضن ملامحها: مادري شفيكم انتو الاثنين كل ماقعدتوا بسبستوا ويا بعض..
لؤي وهو يغايض امه:عندنا سر ما نبيج تعرفينه
التفتت له وهي مو مصدقه: عندك اسرار وتخبينها عني يا لؤي؟؟ ليش يمة؟
لؤي وهو يتصنع الزعل منها: عرفت انج ما تحفظين اسرار..
ام مساعد وهي تضرب على صدرها: ياويلي من هالصبي.. من متى انا ما حفظت اسرار؟؟ الحين انا امك يالميهود
لؤي: yeah yeah yeah.. علينا هالحجي.. عيل ام خويلد شدراها عن اني يوم صغيـر.. (بحرج وهو يتأكد ان المكان ما فيها احد وكمل بهمس) كنت اسويها بالفراش
ام مساعد اللي انفجرت بلضحك: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه يا حسرة عمري.. كانت تكلمني عن ولدها خويلد تقول انه ما يمسك روحه.. فقلت لها انك يوم صغيـر مثل الشي بس كبرت صرت احسن والحمدلله..
لؤي وهو شوي يقطع هدومه:.. يمة انتي تدرين انج احرجتيني. هذي اسرار خاصة ودفينه وبغاية السرية. .شلون تروحين تنشرينها جنه غسيل هندي؟؟؟ هاااا؟؟
ام مساعد: هههههههههههههههههههههههههه يعلني ما ابجي عليك يوم اللي تبجيه لعيون.. عاد انك مستحي.. كنت صغير يا لؤي؟؟
لؤي وهو يذكر الماضي التعس: اي صغيـر..عمري 7 سنوات والحالة مزدريه.. خليها على الله بس.. (يناظرها بغياض وهي مستمرة بالضحك) اي اي ضحكي. لكن ما بخبرج بالسر اللي بيني وبين مسـاعد ( وبحركة غياض عاد انه يحرها بيدها) حرة خاطرج بس تعرفين بس ما بقول لج
ام مساعد بغرور: انت اللي ما بتقول لي...؟؟ لكن مساعد وين عن امه وين.. بخبرني وبدري بكل شبر وزاوية..
لؤي وهو يتصنع البغض لامه:... يال.... يالحلوة (وتكشف اسنانه عن ابتسامة جميلة تهز القلب)
ام مساعد وهي تلمه لصدرها: مو احلى منك يا بعد عمريييي..
لؤي بعد ما باس خد امه:.. خليني انزين الحين بروح ادور على اخي العزيز..
ام مسـاعد: وشوف ابوك بعد بالديوانية.. والله ان هالريال مينني ما يقر بمكان..

------------------------
بعد يومـين من محادثة سمـاء ما سمع منها خالد.. وهذا كان سبب لأرقه وتعبه.. اهي وعدته وما تقدر تخلف بالوعد.. وخالد ما كان قابل بخلافه.. لان ان سماء قالت له بتتصل معناته بتتصل.. بس ليش تأخرت هالكثر.. يومين كاملين.. الله يعين.. وهذا الثالث..
خالد وهو يفكر بصوت مسموع: الله يصبرني على الانتظار الطويـل..
لؤي وهو يرمي الدفتر على الطاولة بالورشة: اي انتظار طويل؟؟
التفت له خالد وهو جفلان:.. نعم؟
لؤي وهو يشرب ماي من الكولر اللي بالمكتب: تقول انتظار طويل اي انتظار؟؟
خالد وهو يتذكر الموضوع:.. سمـاء.
لؤي وهو متخصـر بعد ما شرب الماي:.. للحين ما اتصلت..؟

هز راسه خالد بالنفي..
لؤي وهو يخفف عنه الموضوع:.. يالله معليـه.. مثل ما انتظرت تسع شهور.. ما فيها شي لو انتظرتها جم يوم.. (يبتسم له) صدقني.. اللي اتصلت فيك بترد تتصل..
خالد وهو يبتسم: الله يسمـع منك.. لان والله صابني حفوز ياخيك.. الله يعينني بس..
لؤي وهو يحوس عيونه يمين ويسار: مو بس انت اللي فيك حفوز
خالد وهو يناظره من ورى جتفه لانه كان قاعد على المكتب:.. ليش .. مساعد ما تكلم ويا هلك؟
لؤي وهو منزعج من هالشي: اي.. انا اللي ابي اعرفه شلي ينتظره اهو اكثـر.. صدقني ان ما تكلم اهو انا بتكلم
خالد وهو يوقف ويناظر لؤي بنظرات جدية: لو تبي نصيحتي انتظر اخوك.. سياسته اقوى منك شوي.. واكيد سببه مقنع اللي يخلي الموضوع يتأجل..
لؤي : بس لمتى.. ؟ علبالك انا متعود اني ما شوفها طول هالفتـرة.. ماكو الا شام اللي يروح ويرد من بيتهم.. وان سألته عنها تم يضحك لي مثل.. المهرج بوزو
خالد: هههههههههههههههههههه.. يغايضك.. ما عليك منه
لؤي: اي عدل يغايضني.. الا يتسبل علي بويهه ان راح لها مرة ثانية ويلس يتطنز ماله الا اله النجارة آسنع ويهه.

دخل جراح المكتب وهو يسمع ضحك خالد العميـق ولؤي قاعد.. قط رزمة الاوراق اللي بيده وقعد على الكرسي وهو يقط القلم من حلجه ويتنهد بقوة..
خالد: شغل ها؟
جراح: اااااااااخ.. قول لي.. توني راد من الوفا... المحاسبة هالشهر زادت.. وشي يختص براس المال.. ولازم اراجع كل هذا.. اااااخ .. لو راد الجامعة جان احسن لي من كل هالسوالف..
لؤي: والله لو اشغال شاقة ولا هالجامعات .. ياخيك لوث ولغاثة على قله الفايدة.. تدرس فاينانس اخرتها تصير سكرتير ولا كليرك.. خلنا في ورشتنا الحبوبة.. تعيننا ونعينها.. الله يرحمك بس يا عمي والله انك سويت لنا خيـر يابو الخيـر
جراح وهو يبتسم من دعاء لؤي لانه كان في محله وخالد يسأله: ماكو خبر من البيت؟
جراح وهو محتير: شخبره؟؟؟
خالد: ما خبرتك خالتي ان جان سماء اتصلت؟
جراح وهو يناظر خالد بعجز: حنتك هذي اهي الي تأخرها.. يا ريال مثل ما انتظرتها طول هالفترة مالك صبر تنتظر جم يوم.. اهي خبرتك انها بتتصل جريب صح
خالد وهو متنرفز: جريب.. بس اليوم الثالث لها.. وانا فيني حفووز يا جراح
جراح وهو متنرفز: والله مو بس انت اللي فيك حفوز..
لؤي وهو يهدي الوضع: اووووش اووش اوووووش.. الظاهر ان كثرة قعدتنا هني خربت عقولنا.. شرايكم.. نتغدى؟؟ على حسابي؟؟
جراح وهو مسكر عيونها وساند رقبته على الكرسي: ماقدر اروح مكان.. وراي اجتماع باجر ولازم اتحضر له..
لؤي وهو يحاول يغري جراح: حتى لو قلت لك ان الغدى... جيلو كباب.. كوبيدة.. (فتح عيونه جراح وناظر لؤي ) مع الرز الابيـض.. (ابتسم جراح بلذه) والزبدة الساخنة.. (يتقرب صوبه بحاجب مرفوع) والبقل واليريير.. ؟؟ اممم شرايك؟
جراح: ااااااااااااااااااااااااااه.. ههههههههههههه خل تولي الاجتماعات.. هيا بنا للجيلو كباب..
خالد: هيـــا..
--------
في بيت بو زياد كان الجو هادء .. على الرغم من ان الليله اهي ملاااج زياد من هيـام.. اللي الكل تقبلها بكل حرارة لحلو معشـرها وطيبة قلبها ودلالها.. والاهم.. حب زياد الكبيـر والمثير للفرحة.. كان يحبها بصورة غير طبيعية خلت من غزلان اسيرة هالبنت اللي ملكته قلبا وقالبا..

سبب ثاني للفرحة ان غصون ردت بيت ريلها بدر واخيـرا بعد المصالحة والورد.. واللي يعرفونه انهم ينتظرون ولاده غصون بفارغ الصبر عشان اول شهر عسـل لهم..
لكن كل هذا ما ابعد لؤي عن فكر غزلان اللي تنتظر اليوم اللي بيوفي بالكلام اللي قاله لها .. وتمت ايام في الشك والتساؤل عن مدى جدية لؤي.. يمكن كان يمـزح او ما كان واثق من الكلام اللي قاله.. قاله عشان بس يطمن نفسـه.. او عشـان يثبت شي لرجولته او من هالكلام.. لكن شي كان بعيونه كل ما تتذكره يخليها تحس بالأمان.. وان لؤي له مصداقيته الكبيـرة في قلبها وتثق فيه.. ما راح يخيب ظنها..
كانت قاعدة عند بركة السباحة.. وهي تراقب الماي الساكن .. لابسة برمودا جينز وتي شرت وسيـع رابطته عند الخصـر بحركة الثمانينات وشعرها الغليض ملموم على طرف على شكل عجفة خفيفة تتهادل منها خصـل.. ووسط لجة الماي تهييأت لها ملامح لؤي الطفوليـة.. فضحكت.. لان حلاة ويهه تخليها تحس بانتعاش غريب في قلبها..
وماكانت تدري من اللي كان يراقبها من حوالي الدقيقة..: ما شاء الله عليج.. تضحكين بلا سبـب..
لتفتت غزلان فلقت اخوها يتقرب منها وهو مبتسم وشكله ملووح بالشمس الصيفية: هلا زياد.. (بنظرات متشككة) كنت تتجسس علي؟
زياد وهو يمثل دور البريء: معاذ الله. كنت بس ياي اسبـح في البرجة وجان اشوفج غايصة فيها.. قلت ما بعكر عليج المنظر للي ايا كان في عيونج..
غزلان وهي مستحية: ماكان اي منظر في عيوني
يغايضها زياد: والله؟؟ يقولون يا اختي ان البنت في هالدنيا ما تضحك بلا سبب الا عشان شيئين..
غزلان وهي تحس بلتوتر شوي: شهالاسبـاب..؟
زياد وهو يمد ريله على كرسي التشميس: يا انها تشوف رجل احلامها.. او انها تتخيل نفسـها ملكة زمانها..
غزلان: الناس تقول والا سخافتك تقول
زياد: سخافتي بس انا بعد اعتبر من الناس..
ترمي عليه الفوطة: هي هي هي ..
زياد :ها ها ها ...
غزلان: بعديـن.. انا ما ضحكت؟؟
زياد وهو يقعد ويجابلها: والله؟؟ عيل من اللي كانت قبل شوي ..(يقلد عليها) . اهيهيهيهي..
غزلان وهي منحرجة ترمي عليه الفوطة الثانية وهي مبتسمة: سخيـــــــــف.
زياد: هههههههههههههههههههههههه.. انزين خبريني؟؟ تقول امي ان صار لج اكثر من اسبوع وانتي ما تداومين؟؟ شصاير؟؟ متهاوشة ويا احد!!
غزلان وهي منحرجة لسؤال اخوها:.. امي ملاحظة؟
زياد: صعب عدم الملاحظة لكونج اربع وعشرين ساعة متواجدة في البيت..
استوت غزلان بقعدتها وواجهت زياد::.. زيوود.. بخبرك بشي.. بس اوعدني انك تتفهمني..
زياد : يتعلق بالشغل
غزلان وهي تفكر:.. لحد معيـن..
زياد: spell it out gurl
غزلان وهي تبتسم في ويه زياد.. اللي عمره ما قالت له شي الا وحفظه سر في قلبه:.. في واحد.. طالبني للزواج..
زياد وهو بعده يسمعها: زين؟؟
غزلان بحيا: هو.. يشتغل وياي... وانت تعرفه...
زياد استغرب:.. اعرفه؟؟؟ من وين اعرفه؟؟
غزلان وهي تنكمش على روحها من الحيا:.. اخو مسـاعد.. لؤي..
زياد وهو يحاول يتذكره ويوم تذكر فج عيـونه::.. هذاك الطويـلل؟؟

هزت راسها غزلان
زياد: ابو عيــون لامعة
هزت غزلان راسها ولكن بابتسامة حيا
زياد يكمل:... اللي شعره طويل وابيض
غزلان : اي بس خلاص عاد..
زياد: ههههههههههههههههههههههههههههههههه.. (سكت شوي من الضحك والتفت لها) بس هذا خبري فيه خبل.. مو ويه عرس؟
غزلان وهي منصدمة من كلمة زياد: خبل؟؟ ايــه.. لا تقول عنه خبل.. اهو فكاهي.. و.. كلامه غرريب شوي.. لكنه طيب القلب..
زياد وهو يعوي ثمه: والله؟؟ بس؟؟ وبعد شنو؟
غزلان بحيا: هههههههههههه.. مالت عليك عاد زياد..
زياد وهو يهدد: هيه.. يوزي لا كفخج الحين.. حبيبك حلو لا تاكله كله.. انزين وهو تقدم لج الحين ولا لاء؟
غزلان: لا .. وانا من يوم ما كلمني عن هالموضوع.. ما رحت الدوام
زياد: امممممممممم زين زين.. تفكير سليم منج..وشالمطلوب مني يعني؟
غزلان وهي مستغربة:... ولا شي؟
زياد: عيل ليش مخبرتني؟
غزلان وهي حيرانة: ياهي بلوة وياك.. الحين اخوي ولازم تعرف عن اخباري.. ولا خبرتك تقول لي شالمطلوب؟؟ رخصة بناء الشيخ؟
زياد: هههههههههههههههههههههههههههههههههههه حمارة مو قصدي جذي.. بس كنت اسألج.. شالمطلوب مني يعني لو صار وتقدم
غزلان وهي تحس بغباء زياد المصطنع عشان بس يغايضها: ايه يووووز عني لا كفخك الحين.. والله مب ويه احد يسولف وياك.. ولا يخبرك شي
زياد: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله عاد.. انزين خبريني الحين.. هذا هو لؤي بو عيون كبار ولامعة وشوي حلوو وشوي جذاب
غزلان اللي انحرجت منه بزيادة: قووووووووووووووم ول عني والله انك راعي مذلة..
زياد وهو يلحقها الى عند البرجة: انزين غزلان وشعره طويـل.. وكله ينكت يازعم هو خو مستر بن؟؟

ما تكلمت غزلان لكنها صدمت اخوها الي كان وراها ودزته الى داخل البرجة وهو طار في الهوا .. ضحكت عليه غزلان وتمت واقفة دقايق تنتظره يطلع من الماي عشان تتطمن عليـه.. لكن زياد ما طلع وتم جسمه يعوم في الماي.. فتوقف قلب غزلان عن الحركة.. مدت روحها الى الماي وهي تناديه
غزلان بخوف:.. زياد؟؟ زياااد؟؟ ياربي شسويت فيه زيااااااااااااااااااد..
ومرة وحدة ينط في ويهها ويسحبها من يدها : انا تقطيني في الماااااااي؟؟

سحبها ورماها في الماي بصرخة مدوية وصلت لاخر الشارع..
----------------------------
في مزرعة فهد كان مسـاعد قاعد وهو ما يعطي شي اهتمام.. غير ريله الممدودة على الكرسي الخشبي وهو يناظر العشب وكانه ينتظر من انه ينمو.. يتمنى لو ان الوقت يعود ويرجع.. لورى.. لهذاك اليوم اللي لقى فيه فاتن.. انه ما يطلع من البيت.. او انه يظل في المكتب لوقت متأخر مثل عوايده.. وما يصير اللي اهو عليه الحين..
وصل له فهد اللي قعد يمه وهو مبتسم: تصدق..ييتلك اكثر من مرة في المستشفى.. لكن اختك كانت هناك.. وكنت اسلم عليك من بعيد.. ما اصدق انك ليوم هني وياي..
مساعد وهو يبتسم لفهد : اان بروحي مادري شلون اليوم هني..
فهـد: قلبك ملتاع يا مسـاعد وانا احس فيك.. تعال داخل.. هني معانا واحد توه ناشئ.. قاعد يغني وصوته يخبل.. شرايك؟
مـساعد وهو متظايق: مادري فهد.. ماظن فيني مزاج للكدر زود..
فهد وهو يسكت عن مساعد دقايق.. سحب زهرة صفرا صغيرونه في يده وهو يبتسم:.. تدري مسـاعد.. الحب الصجي يقولون اهو اللي يلوع القلب قد ما يقدر.. هو اللي يخليك تحس ان الدمعة بموق عينك.. هو اللي يحسسك بالانتعاش وهو اللي يحسسك بالموت..
مسـاعد وهو يتنفس بحرارة: لا يا فهـد.. مهما كان..الحب لازم ما يكون بهالصعوبة..
فهد وهو يضرب على جتف مساعد بخفة: تدري.. انا شنو في بالي؟؟؟
مسـاعد: شنو؟؟
فهد: انت تحب هالبنت.. اكثر من اللي قبلـها.. ان هذي البنت محركة فيك اكثر من ذيج البنت..
مسـاعد وهو يبتسم بسخرية: انا مت يوم ماتت عالية..
فهد وهو ينط عليه: بالضبط.. انت مت يوم ماتت عاليـة.. واللي يموت لحبيبه ما يرد للدنيا.. لكن انت بلى.. رديت للدنيا.. وحييت مرة ثانية.. وحبيت مرة ثانية.. وشوف انت شلون ميت بحياة حبيبك... فشنو تفسيرك يا مسـاعد؟

ما تكـلم مسـاعد وقوة شهق نفس من الهوا.. حاول انه يبتسـم بس ما قدر الا انه يرخي ملامحـه.. لمن رفع عيونه الى فهد اللي كان مبتسم بحنان فلا اراديا ابتسم معاه مسـاعد
مسـاعد: شخبارك انت؟؟
فهد وهو يهز راسه: مثل الحـال.. حبيبتي الأولى والاخيـرة اهي هالمزرعة..
مساعد: مو ناوي تعرس؟ طلع الشيب براسـك؟
فهد وهويضحك: يابوك خل العرس لاهـله.. تو الناس علي..
مساعد وهو يهـز راسه: لو تبي النصيحة من واحد مجرب.. بلااااش.. العرس لأهله..
فهد: انت قوم الحين خلني اسمـع الللي هناك.. بوحميـد بعد موجود..
مسـاعد: خلني بس جم دقيقة وبيي لكم..

انصاع فهد للي طلبه مسـاعد منه.. وراح عنه وهو يالس يناظر فرس من الفروس.. كانت واقفة بمكانها وشعرها على عينها وكانها مو طايعة تمشي ويا الباجييـن.. فظلت مكانها وهي تناظر الجهة المعاكسـة للي الخيول الباجية تروح صوبها.. لسبب او ثاني حس مسـاعد بان هالفرس اهي فاتن اللي كل العالم يمشي بتيار واهي بالتيار المعاكـس.. وهالشي زرعته في نفس مساعد بعد..تم اهو يمشي بعكس التيار..
وتذكر مريم اللي ماشافها من قبل يومين يوم كانت بداره وهي تتعبث باغراضـه.. كان معصب حزتها ومافكر عدل .. لكن الحين مع الوقت بدى يتـذكر الاشياء اللي كانت مريم تتعبث بها.. وفجـاة يا على باله الملف اللي اهو يكتب فيـه. لا يكـون اهو بعد تعبثت فيـه؟
حمل روحه وبدى يمـشي وهو مسرع الى داخل المزرعة..وهو يقول في نفسه: لو سويتيها يا مريم.. ما بتلومين الا نفسـج..
صوت على فهد وطلب منه انه يقطه البيت بسرعة بحجة ان شي طارئ وفهد ما عطل وعلى طول تحرك بالسيارة الى بيت مساعد..
-----------------------
طلعت مريم من غرفة مسـاعد من بعد ما رجعت الاوراق اللي اخذتها ورتبتها صح مثل ما كانت.. على نفس التاريخ ما كان يبيله شي.. وراحت دارها وسكرت الباب وراها..

فكرة انها تطبع الاوراق بخط مسـاعد ساعدتها وايد.. الحين اهي بتطبعهم على آلة كاتبة او بالكمبيوتر عشان توصلهم لدار النشر الي تبيهم يصدرونه على شكل كتيب.. حوالي عشرين رسالة عندها .. وبعض الرسايل منقسـمة الى قسميـن.. حصيلة كافية ونافعة..
ابتسمت بينها وبين نفسها لكونها داهية وتفكر:.. والله انج يا مريم طلعتي مو هيـنة.. الحين لازم القى لي اللي بيعاوني في توصيل هالمذكرات .. من ياربي من ؟؟ لازم احد جريب من فاتن عشان اهي بعد يوصلـها..
ومن الصدفة.. طرت مناير على بال مريم بسـرعة.. وتمت تفكر فيها وتفكر بالمحقق كونان في نفس الوقت.. مناير والمحقق كونان واحد. والي عرفته مريم منها ان اهي بنفسها بواسطة تحقيقتها توصلت الى طبيعة العلاقة بين فاتن ومشـعل.. ومساعد وعالية.. اكيـد بتقدر انها تكمل وياي هالشي؟؟
مريم وهي تنقز للتلفون: ياحبيبتي يا منور شلون مافكرت فيـج شلووون؟؟
ودقت مريم على رقم بيت ام جراح.. وانتظرت دقايق الا والتلفون مرفوع.. بس بصوت رجالي..
جراح: الوو؟
انصعقت مريم من صوته وتمت ساكتة شوي وهي تسمع حسه .. وتبتسم بخبال..
جراح وهو يعيد كلامه: آلوووو؟
وماكو جواب من مريم..
جراح: اخر مرة.. الوووو
مريم تكلمت الحين بصوت انعم من المعتاد: مناير هني؟
جراح اللي ما ميز صوتها: دقايق اختي

ضحكت مريم.. اختي؟؟؟ يازعم الحين كلش ما تعرف من اللي متصلة..
الا ومناير على التلفون: هااالوووووو
مريم وهي تضحك: هلا منوووووووووووووري..
مناير عرفت مريم: هلا هلا مريمي..
جراح وقف يوم عرف المتصلة مريم. اما مريم: هلي هلي يا بعد جبدي.. شالونج؟
مناير: والله باخير.. انتي شاخباارج
مريم: ههههههههههههههههههه مالت عليج انا زينة
مناير: عيل انا ناحوول ههههههههههههههههه
مريم: هههههههههههههههههه غبية.. زين قوليلي.. انتي شعندج الحين؟
مناير وهي تطالع التفاحة اللي في يدها: تفاحة .. ليش؟
مريم: هههههههههههههههههههههه هالغباء بس.. زين بقول لج.. انا ابيج في شغلة مهمة وضرورية وتتسم بالخطورة؟
مناير وهي فرحانة: يااااااااااااااااااا ربي ولله ييتي من السما ريووم .. بروحي ملانة ماكو شي احقق فيه.
مريم: خوش عيل.. بمر عليـج اليوم.. وباخذج وياي.. بس هااا.. لا احد يدري..
مناير وهي تراقب جراح الواقف وراها عند المطبخ وتهمس: ولا يهمج.. انتي فصلي وانا البس..
مريم: زين.. يالله بس خبري امج سامعة عشان تخليج تطلعين وياي؟
مناير بهمس: اوكي مان..
مريم: هههههههههههههههه.. يالله بايات..
مناير وهي تهمس: باي..

سكرت مريم الخط ومناير استغلت الخط المسكر انها يازعم تنهي المكالمة من غير ما تثير الشكوك..
مناير: اي اي افا عليج حبيبتي.. لا لاعاد... لاتوصيــن حريصة.. بخبرهم العذال.. هههههههههههههههههههههه سرررج في بير يا بعد عمري.. بالمبارك بالمبارك.. باي باي حبيبتي..
سكرت مناير التلفون وعلى طول جراح وراها
مسكها من يدها: شلي تباركين عليه لمريم؟؟
مناير: ااااااااااااااخ شليت يدي يعل يد العدو الشل.. (فج يدها) سر بيني وبينها.. انت شكووو
جراح يرد يمسك يدها: منور تحجي بسرعة لا جلعها لج
مناير وهي تصرخ: قول الله لا يبارك في لرياييل.. ياخلود بشعري والا انت بذراعي.. خلوني بحالي يعلكم حريم يطلعون القرون من راسكم..
جراح: بتتكلمين ولا شنوو
مناير: بتكلم بتكلم.. (فج جراح يدها وهي تأن) اااااااااااااه.. يعلك ام السلبخات على راسك..
جراح: شفيها مريم متصلة فيج؟؟
مناير وهي تتصنع التجاهل: ولا شي.. بس تبي تخبرني.. ان في واحد مكلم اخوها عشان يخطبها.. بس مساعد عطاه مهلة قبل.. وهي تبيني اتحقق لها عنه..
جراح للي من القهر والعصبية مسك مناير من اليدين: تحققين في شنووووو؟
مناير وهي تصرخ: يمةةةةةةةةةة.. يدي.. شليت يدي.. يمـــــــة
طلعت ام جراح من المطبخ: شفييييج منور ويهد ويا هالصراخ
مناير: شوفيه يمة.. شل يدي يمة شلــها.. فجني
جراح: مو قبل ما تتكلمين
ام جراح: فجها يا يمة لا تسوي فيها شي..
فج جراح مناير وهو يصارخ: بتتكلمين ولا شنو الحين؟
مناير وهي تتخبى عند امها: مو مخبرتك ولا شي.. (تطلع لسانها) زين..
جراح شوي ويمسكها : والله لا ذبحج اليوم
ام جراح: علامك يا وليدي شتبيها تقول لك.
جراح وهو يصارخ: مريم متصلة تقول لها ان واحد متقدم لها.. واهي الخايسة مب راضية تخبرني من هوو..
ام جراح اللي عظت على شفتها: مناير.. حبيبتي انتي شعرفج بالصبي؟
مناير اللي حست ان جذبتها بتوديها في داهية: اخت الصبي ويانا في المدرسة.. ومريم سألتني اني اوصل للبنت واعرف عن الصبي.. وبس.. (ماجذبت مناير لانها اهي البنت واللي متقدم لمريم اهو جراح)
ام جراح: مالت عليج وانتي شحااادج على الناس؟؟؟
مناير: يمة انا محققة شفيج
ضربتها ام جراح بخفة على جتفها: قول الله لا يبارج في عدووييينج

اما جراح فسحب المفاتيح اللي كانت على التعليقة الي عند الجدار.. طلع منا لبيت وهو معصب وام جراح تلحقه..
ام جراح: يمة وين رايح بهالعصر
جراح: يمة خليني..

ركب جراح السيارة وعلى طول من شغلها تحرك فيها بسـرعة.. ودخلت ام جراح الى مناير وهي مععصبة
ام جراح قول الله لا يبااااااارج فيج من بنيه.. شسويتي في اخوج دقيقة وحدة؟
مناير اللي بدت تحس بعظم المشكلة اللي سببتها: ماسويت فيه شي يمة.. وثانيا هو شدخله.. انا واسولف ويا البنية شكووو يقعد يتسمع كل كلمة
ام جراح وهي تمسكها من يدها: والله يا منور ان صار شي في اخووج ما تلومين الا نفسـج
مناير وهي شبه المسكرة عيونها من خوفها من امها: انزين.. يعني هذي مو حزة اني اخبرج.. ان مريم عازمتني على طلعة وياها
تفجرت اعصاب ام جراح وجان ترمي يد مناير: ذلفي عن ويهي يالفرااااااقة..

سكرت مناير عيونها من صرخة امها.. ويوم اختفت عن الساحة فجتها وهي تهز راسها
مناير: انا وين الله قطني بهالعايلة؟ ماكو احترام ولا تقديـر.. اطلع اروح لسم سم احسن لي.. وين ما اكون انا المحترمة .. مو بين هذولي..
-------------------
توها مريم بتلبس عباتها وفلت شعرها عشان تلمه عدل.. الا وطرقات على بابها..
مريم وهي عند الباب تفجه: نعم؟
مسـاعد يناظرها بحاجب مرفوع.. بعده حامل عليها: مريم.. انتي يوم تعبثتي بغراضي.. صار انج تعبثتي بملف؟؟
مريم وهي تتصنع الجهل وبعيون بريئة: ملف؟؟ اي ملف؟
مساعد وهو ما يصدق براءتها: ملف كان تحت الدفاتـر.. وفيه اشياء انا كاتبها..
مريم وبعدها تتصنع: لا ما شفت ملف.. لو شفت جان خبرتك
مسـاعد وهو يرفع حاجبه زين: واثقة؟
مريم بابتسامة براءة: اي واثقة..
مسـاعد: زيــن.. (يطالع العباية) اشوفج لابسة؟؟ على وين؟
مريم: بمر على مناير اخت فتون وبطلع وياها..
مساعد مستغرب: مناير؟؟؟ وليش مناير يعني؟
مريم تبتسم: زين مو بس فاتن ارفيجتي حتى اختها..
مساعد وهو عاقد حواجبه:... ما وصـلج خبر.. من .. مناير.. عن.. اختها.. (ابتسمت مريم لا اراديا وسرع مساعد) مو عن شي ترى بس.. كانت اهي شوي تعبانة بالرحلة.. كان باين عليها؟
مريم وهي تهز راسها: لا.. ما ياني خبر منها
مساعد: انزين انتي ما رحتي لها؟
مريم: لا والله ما رحت..
مساعد منصدم: ليش؟
مريم: ما صار جانس .. وانا شوي مشغولة هالجم يومين
استغرب: مشغولة عن فاتن؟
مريم: اي.. بس قلت اليوم اذا مريت على مناير يمــــكن. اشوف فاتن. مادريو الله من بعد اللي صار بيناتكم ماظن ..
قطعها مساعد : زين تحملي في روحج..

ومشـى عنها من بعد الدخلة في الكلام.. لكن مريم ما حست بالاهانة او شي.. حست بضعف مسـاعد ومدى اشتياقه اللي يكبله باشياء ما تقدر تفهمها.. ويوم دخل داره وجهت له مريم كلام من غير ما يسمعه
مريم: صدقني يا خوي.. ان ما خليت عيونك تنفتح على درب السعادة.. ماكون انا اختك..
اما مسـاعد على طول توجه الى الدرج.. وطلع منه المذكرات وسحب الفايل معاهم.. تم يدقق في الاوراق وفي ترتيبها.. لقاها مثل ما اهو تركها.. اهو دقيق في سوالف مثل هذي.. لكن بعد ما دخل في راسه ان مريم بتجيس المذكرات وما بتنتبه الى الملف..
مسـاعد: واثق.. الا متاكد.. انج لمستيهم يا مريم.. بس.. انا بنتظر انتي شناوية من هالتصرف؟؟
------------------------
تم جراح واقف يدور بالسيارة وهو منقهر .. وقلبه متوجع على هالخبر.. ولام نفسه ليش اهو اجبر مناير انها تخبره.. اهي ما كانت تبي تقول له لكن اهو اجبرها.. عشان شنو عاد..عشان عوار القلب والقهر.. ماقدر يفكـر بهالشي اكثـر.. وتصل بلؤي عشان يتاكد منه..
لؤي: ولكمو ولكموووووووو حبيب ألبي..
جراح: لؤي.. صج اللي سمعته
لؤي وهو يرفع حاجبه: وشلي سمعته
جراح: ان مريـم.. .. (قالها وهو يحس بالغصة).. مريم متقدم لها واحد؟
لؤي وهو منصدم: مريم متقدم لها واحد؟؟
جراح للي حس شوي بلبهجة؟.. يمكن يطلع الشي كله جذب: يعني ما عندك خبر
لؤي بدى يعصب: اكيد ما عندي خبر عيل ليش اسألك بنفس الوقت اللي انت تسألني اياه؟؟ غبي ولا ابي اطول بالسالفة.. شلون جذي؟؟ علبالهم انا الطوفة الهبيطة اللي يسوون كل شي من وراها.. هين يالدخيليه.. ان ما عفست عليكم البيـت..
جراح اللي شوي ويضرب راسه بالجامة بسبب غباء لؤي: لؤي.. تكفى.. مو حزة الذكاء الحين.. انت روح تخبر ورد لي والله من يوم قالت لي مناير وانا
قطعه لؤي: ومناير شدراها
جراح : مريم مخبرتها بلتلفون اليوم.. .. (سكت لانه المرورة سادت في حلجه) تكفى لؤي
لؤي وهو يدخل صالة البيت:ولا ولايهمك دقايق بس وراجع لك..
جراح: اوكيه

سكر لؤي التلفون عن جراح وطلع من غرفة الأكل الى الصالة وهو نافخ ويهه من الزين على مساعد, امه وابوه..
لؤي وهو متخصر: شلوووون يصير كل هذا في البيت وانا مادري؟
انتبه له مسـاعد وامه اللي تكلمت: شلي صاير؟؟
لؤي وهو مجثي ويهه عاد انه معصب: لا تسوون روحكم ما تدروون (وصرخ بصوته) مريوووووووووووووووووووم.. مريم وثول براسج نزلي..
مسـاعد وهو عاقد حواجبه من صراخ لؤي: شفيك انت تصارخ... حد ماكل حلالك؟؟؟
لؤي: دامني الطوفة الهبيطة في البيت بصارخ قد ما ابي يالله تحسوون بجيمتي بهلبيت.. (ويرد يصارخ) مريم.. مرييييييييييييييييييم والنحاااسة قول امين
مسـاعد وهو معصب: هاه.. ما تسكت انت.. حسك لاخر الشارع
بو مساعد: هذي اخر الدلع.. اتييب عيال واتربي. وحريم يخربونهم.. اخرتهم جذي يطلعون (ياشر على لؤي بيده) طول هيـلق وعقل قد البستـك.. مالت عليكم من عيال.
لؤي اللي انحرج من كلام ابوه تبهدل شوي: يبا.. لا تقول لي جذي.. انا ولدك مو ولد اليران ؟
بو مـٍساعد وهو يطم ولده: جب ولا كلمـة.. انت بعد لك ويه اتكلم.. انت كلمتين على بعض ما تقدر تيودهم.. ما تبيني اقول لك شي..
لؤي وهو بملامح تهكميـة: قول عني جذي.. وبتنصدم بعدين اذا شفتني شي عوود بهالدنيا
بومسـاعد: شي عـود؟؟ اش شي عوده.. والله لو ما ولد عبد الله جان انت للحين راقد لعز الظهر وسهران لويه الفيـر
خلاص.. تحطمت معنويات لؤي.. وصار مخه يفكـر بطريقة حزينة انرسمت على ملامحه: افا.. انا الحين جذي؟؟ ومادري من اللي هذاك اليوم يقول والله انك بيضت الويه يا لؤي؟؟؟ معلية.. الايام بيننا يا بوووي.. (وينادي) مريـم ووصمـــــــخ
تعكر مزاج مساعد بالحيل وام مساعد ردت على لؤي وصراخه: البنت مو هني ..
لؤي: وينها عيل؟
مساعد: ليش ما تدق عليها وبتعرف اهي وين..
لؤي : اخسر رصيدي عليها؟؟ لكن هين.. ان ردت دواها عندي
ام مساعد: انت ما تقول لنا على شنو اتحندى من الصبح للحين؟؟
لؤي وهو يفكر.. يقول لهم السالفة ولا لاء:. سالفة بس سمعتها وابي اعرف الصج فيـها..
مسـاعد اللي راح فكـره بعيد: لا تسمع كلام الناس على اختك..
لؤي: لا لا تحاتي السالفة مو خطيرة لكن.. انا ابي اعرف
مساعد وهو يفقد اعصابه من لؤي..: شالسالفة لؤي؟ تكلم ولا ما يصير لك خير..
لؤي: سمعت.. من مناير اخت جراح ان مريم خاطبها واحد
ام مساعد بصدمة: ومناير شدراها
لؤي: بنتج مخبرتها..
مسـاعد وهو يفكـر: وانت منو مخبرك؟؟ مناير؟
لؤي تلعثم.. اااخ منك يالذيب.. تصيدها ولا عليك:.. سمعـت من ام جراح لاني رحت بيتهم من شوي..
ام مساعد: الله واكبر عليك توك داخل المطبخ متى رحت
لؤي وهو يفكر بهالشي:.. أي صح.. لا لا الصبح رحت لهم.. وينج وين عاد الحين الظهر..
مساعد اللي مو مصدق ولا كلمة: وما يا على بالك الشي الا الحين؟؟
لؤي وهو يتجتف ويوقف مكانه: عاد الحين لا تفتح لي تحقيق.. انا موووو السالفة هني.. يالله الحين خبروني...
مساعد تنهد بقوة وام مسـاعد صرخت بصوتها: نخبـرك بشنوووو؟
لؤي : يااااه خبروني .. من هذا اللي خاطب مريم..
ام مساعد: والله محد خطبها ولا احد طلبها ولا عندنا خبر بهالسالفة.. إلا اذا مسودة الويه عندها سوالف من ورى ظهرنا.. معلوووم ما عطينها الثقة والسيارة وكل هالسوالف تدش وتطلع على كيفها..
بو مسـاعد: بسج عاد عن بنتي.. اهي برع ولا تتكلمين عليها جذي..
ام مساعد: محد خربها غيركم انتو الاثنيـن.. مساعد بدلاله وانت بدلعك.. يالله انا الحين وين ادري عن اخبار البنت.. من الغرب.. يالله تاخذ بروحي وتفكني من هالعيال والله انهم نقمة مب نعمة..
مسـاعد اللي انقهر من كلام امه: وانتي الحين على طول؟؟؟ بس ما عندج الا هالكلام.. يمة الله يطول لي بعمرج نطري مريم قبل ترد البيت واستعلمي منها.. شدراج ان يمكن لعب عيال ولا شي من الشغلات
ام مساعد وهي تقوم من مكانها: قول الله لا يبارج في بناتج يا سعاد.. كل وحدة انقم من الثانية .. ادري عن سوالف بنتي منهم .. ياويلهم ان صاب بنتي شي من تحت راسهم

وكأن كلام امه حربة في وسـط قلبه.. احد يدعي على فاتن واهو موجود.. قام مسـاعد من مكانه وويهه معصـــوف وكانها الهوجاء العاتية.. ناظر امه بسـقم وكـأنه يلومها على اللي قالته من شوي.. الحين فاتن واختها نقمة؟؟؟ واهي اللي كانت تعتني بهم مثل بناتها..
طلع مسـاعد من الصالة من غير ما يوجه لهم كلمة وحدة.. واستلمها عاد بو مسـاعد
بومسـاعد وهو معصب ويزمجر بالبيت: وانتي يعني ما كفااااااج حال الولد الا تزيدين عليه.. انا ابي اعرف شي واحد.. انتي امه ولا عدوته؟؟ والله حشى على العرب ما لقوا مثلج ام..
ام مساعد: العرب؟؟ تقول لي العرب؟؟ انت خبرني في ام من هالعرب اللي تتكلم عليهم مثلي.. عيالها ما يسمعون كلامها وكل شي من الباب الشرجي.. يالله تاخذ بروحي و تفكني..
بو مـساعد وهو يقوم من مكانه: والله الاعمار بيد الله عاد ان جان الله بياخذ عمرج هو اللي يقرر هالشي مو انتي..

وقبل لا يطلع من الصالة انتبه الى لؤي وطالعه بكره
بومسـاعد: زين.. زين اللي سويته الحين؟؟ هييت باخوك وامك؟؟ وعلى من؟؟ على اخـتك؟؟ مالت عليك والله من صبي.. طول عمرك بلا سالفة .. وحتى هاللحظة..
سكت لؤي وهو يحسـ بعظم المسئولية الملقاه عليه. شسوى في دقيقة وحدة.. او بالاحرى شسوت جذبة مناير في دقيقة وحدة بالعايلة... وشلون ان سالفة بسيطة تيي بالمـزاح لكنها تكبر وتصير سالفة كبيـرة.. يالله الحين لؤي شلون بيحلها.. ولا مناير.. شلون بتبرر هالمزحة الثقيلة..

 
 

 

عرض البوم صور brune   رد مع اقتباس
قديم 16-05-07, 02:50 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16524
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: brune عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 69

االدولة
البلدFrance
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
brune غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : brune المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



وصلت مريم عند بيت ام جراح.. وقبل لا تنزل تأكدت من الاوراق اللي كانت حاملتهم قبل شوي.. هذوول هم.. ولاز م تاخذهم لاحد دور النشر عشان مهمتها تكـمل..
في بالها فكرت:.. خوش اختيار اهي مناير.. كتومة وتحفظ السر وفوق كل هذا بتكون عيولة وياي واذا انا تحركت خطوة فهي بحماسها بتسبقني بخطوات وبتنتهي المهمة ان شاء الله على سـلام..
طلعت مريم من السيارة وهي ترتب الشال.. وبشوق كبير اندفعت الى بيت بو جراح .. ولهت على فاتن وولهت على جراح وعليهم كلهم ومن سفرهم للحين واهي ما زارتهم.. ان شاء الله بس يكونون بخيـر..
ضربت الجرس وانتظرت ثواني عشـان تدخـل.. الا والباب ينفـتح.. بويه فاتن الشاحب..
كانت الهالات السودة محايطة جمال عيونها اللوزية.. والتعب والارهاق بادي عليها وفوق كل هذا النحف الكبيـر..
مريم وهي تبتسم بالتغصيب في ويه فاتن الحالية:... يا بعد عمري يافاتن..
وكأنهم يتلاقون للمرة الأولى لموا بعض بحب وغمرة الشوووق وصلت إلى حنجرتهم بالعبرة.. أما مريم فهي أرخت الدمع بعينها لكن فاتن اللي جف الدمع من عينها اكتفت بابتسامة مثل الطير المذبوح.. ترف عيونها وتتهادى جفونها على بعضها بتعب الحزن
مريم وهي تمسح على ويه فاتن: يا بعد عمري والله.. فديت هالويه وصاحبته..
فاتن بكآبة تنعكس من لمعة ضروسها:.. صلي على النبي.. جني ميـتة...
مريم: بعد الشر عنج.. في شارون ولا فيـج.. شلونج
فاتن وهي تدخل مريم الى البيت: الحمد لله.... (وعيونها طالت نظرتها بعيون مريم تكشف لها الحال الصجي) عايشيـن
مريم وهي ماسكة يد فاتن بقوة: دوم يالغلا مو يوم..
فاتن: لمن ندين بشرف الزيارة
مناير وهي تنزل من فوق.. لابسة تي شرت قطني يده طويلة باللون الابيض وفوقه تووب تركوااااز وسيع وبانطلووون ابيض وسيـع بعد..: لشيخة الدار وحرمة الديار.. مناير الجميلة
مريم: ايوا ايوا ايوا الكشخة.. جان خبرتيني عاد انا بعد خاطري اكشـخ..
مناير: لا يا عيـــــــــــــــــــــــوني.. انا كشختي بروحها ما شارك بها احد..
فاتن وهي مو عاجبها لبس مناير: وانتي شلون بتطلعين جذي..؟؟
مناير وهي تطالع فاتن باستغراب: شفيج فاتن؟ ملابسي واسعة وما تظيـق..
فاتن: أي ملابسج واسعة بس بدل البنطلون البسي تنورة.. اصلا ليش ما تلبسين عباه وتفكين عمـرج.. أستر واحسن من هالخرابيط.
مناير: عاد انتي الحين الي تتكلمين؟؟ فتون انتي رادة من اميركا ولا افغانستـان.. خليني يابوج اكشخ أي عباية ما عباية.. مو كفاية الحجاب.
فاتن وهي مستغربة منطق مناير..: لا يا مناير.. اذا بتطلعين لبسي لج تنورة
مريم: أي منور.. الصراحة كشختج ما عليها كلام.. بس مو لوحدة متحجبة.. لبسي لج تنورة وسيعة بتطلع وايد احلى..
مناير وهي تطالع فاتن بعيون ظيجة:.. اااخ منج.. الله يعلم شكنتي تلبسين في اميـركا..
فاتن: ما كنت البس الا ملابس محترمة.. (توها مستوعبة الوضع) انتوا بتطلعون ويا بعض..
مريم حست بالتوتر شوي وخافت لا تفهم فاتن الوضع غلط.. ومناير تكلمت: أي بنطلع.. مريم عازمتني على الغدى صح مريوم؟؟ (تغمز لمريم )
فاتن تناظر مريم بعيون بريئة وساذجة ومريم حلجها شبه المفتوح مو عارفة شتقول:.. الله يهداج.. أي غدى بالحزة.. (تناظر فاتن) بنروح مشـوار.. بيت بنية ابي اعرفها ومناير تعرف اختها... بتدلني على بيتهم..
فاتن: أعرفها البنت؟
مريم : لا لا... ما تعرفينها؟؟
فاتن بويه حزين باحساس الانعزال:. ما كانت ويانه بالمدرسة يعني؟
مريم اللي حست من نظرات فاتن بشي حزين:.. لا ... اهي وياي بالجامعة.. (كرهت نفسها ليش انها جذبت) وتصير اختها ارفيجة مناير بالمدرسة
فاتن وهي تسكـــت نفسها:.. أهاااااا
مريم وهي متلعثمة:: ح.. حياااج فاتن اذا بتييين..
فاتن وهي تناظر مريم بعيـون اسية وهي عارفة انها مو مرغوب فيها:... ما تقصرين والله. .بس احس روحي تعبـانة شوي.. وماقدر اطلع.
مناير من على الدري: وهذااني بدلت البنطلون بتنورة.. عسى حلووو انســة فاتن؟؟؟
فاتن من غير ما تلتفت لها تنسحب: اي حلو.. عن ذنكم..

بهدووء سحبت فاتن نفسها وراحت لدارها.. سجن يديد يضمها ويلم احزانها ومخدة يديدة تنشف دموع الحر اللي فيـها.. ومريم ما فارجت عيونها خيال فاتن الحزين.. وزاد اصرارها اكثر واكثر انها تبيـن لفاتن شكثـر اهي محظوظة مو منقووم عليها من حب مسـاعد..
مناير وهي تناظر مريم :.. مادري ليش احس ان اللي تبين تسوينه بيعود بالخير على فاتن
مريم وهي تلتف لها والدمعة خايرة من عيونها: ماتدرين.. شكثر يفطر قلبي منظرها .. بس انا لازم اكون قوية.. لان القوة بحاجة لها في هالمهمة الصعـبة من نوعها..
مناير وهي تلم مريم بخفة: يا بعد عمري يا مريم.. والله لو الف الدنيا كلهاماقدر اكون ربع اللي انتي فيه لفاتن.. صج اني اختها..بس بعد.. ماقدرت اوصل لها للي انتي وصلتي له..
مريم وهي تضرب مناير على جتفها: لاتقولين جذي.. انتي عندج اللي انا ما عندي.. عندج دم فاتن وشوييييييييييييه من حلاها
مناير: لا والله؟؟ وهالشوية شكثر؟؟
مريم : ههههههههههههههههههههههههههههه شوية بس .. مو وايد..
مناير: يالله جدامي لا زخج بالعقال..

وطلعوا الثنتين بحبور وحماس على الشغلانة اللي هم مشغولين بها.. ولكن هذا ما منع مريم من القاء نظرة اخيـرة الى البيت.. تذكرت دريشة فاتن القبلية.. اللي كانو يقظون بها ساعات وهم يعدو النجوم اللي بتكون زينة دارهم في المستقبل.. وينها النجوم الحين يافاتن؟ ؟ لكن اوعدج.. بدل هالنجوم.. راح تكون مصابيح الافراح متوزعة بحيـاتج..
وتحركت السيارة.. اما عن مناير فهي محتارة ما بين انها تخبر مريم عن اللي هببته ويا جراح ولا تسكت؟؟ بس اذا سكتت يمكن يعود عليها هالتصرف بالعكسـ.. لكن يالله احلى ما في هالدنيا اهي الصراحة.. واصدق فان الصدق ينجيك..
مناير وهي تستغل صمت مريم : مريم... امممم.. ممكن اقول لج شي..
مريم من غير اهتمام: هممم. قولي..
مناير وهي متشككة: بس اخاف تسطريني من بعدها!
مريم متفاجئة تلتف لها:.. ليش عاد؟؟؟ _(تناظر ملامح مناير الشبه نادمة) الشي كريه؟
مناير: يعتمــد. على وجهة نظـرج..
مريم وهي تهز راسها: عادي قولي.. بس اذا ما عجبني الشي.. بكفخج
مناير: بس مو بالقوة
مريم: يعتمد.. على وجهة نظري
مناير وهي تبل ريجها: .. جذبت على جراح.. وقلت له... ان.... امممم
مريم تنتظر: شقلتي له؟
مناير:.. قلت له... ام... انج.... ان اكو واحد... خاطبـــج

مريم ما تكلمت.. وتجمدت يدها على السكان لدرجة انها شوي وتنحرف عن الدرب.. حتى انها انحرفت وسيارة ثانية ضربت عليها الهرن بقوووة خلتها توتعي.. بعيونها المتوسعة بصدمة تناظر مناير وشفتيها مزمومتين من الخرس اللي صابها...
مريم بهمس:..شقلتي؟؟؟؟؟؟؟
مناير: طولي بالج مريم ما صار شي بس..
مريم وهي تقطعها: شقلتي له؟؟؟ انا انخطبــت.. منوور قول الله لا يباااااارج فيج..
مناير وهي تحس ان العرق بدى يظهر على جبينه: اووووه.. سكتي عاد.. وي هالويه.. انا اسوي لج خدمة

وقفت مريم السيارة على طرف من احد الشوارع والتفتت الى مناير
مريم: شقلتي له؟؟؟؟ مناير شفيج انتي ياهل جذي؟؟ عيب عليج والله عيب.. مو كافيتـج هالحالة الي احنا فيها؟؟ تقومين تجذبين
حست مناير ان جبل كبير على راسها من شدة غضب مريم .. لكن اهي ما عندها سالفة:.. مريم علامج.. لا تحاجيني جذي.. انا مسويتلج خدمة ترى..
مريم وهي ما تصدق وماسكة راسها بيدينها: ياربي عفوك ورضاك
تكلمها مناير بهدوء: انتي تقولين ان حالتج ويا جراح ما تسر.. تدرين ليش؟؟ لان انتو سكتوا عن سالفتكم فترة طويلـة لدرجة ان الكل برد على هالموضوع..
مريم وهي معصبة: واللي صابنا قليل يا مناير فيا لفترة الاخيرة؟؟؟ ما كان على مااظن الوقت المناسب لاحتفالات او انانية.. (مسكت جبينها وكانها تعاني من صداع) شسويتي يا مناير

زعلت مناير من مريم اكثر من نفسها لانها بغريزتها عرفت ان جراح اللي ساكت طول هالفترة بيتحرك الحين.. وبيبدي للكل رغبته في مريم من يديد بحياته.. لكن هالخبلة شعلمها..
مناير وهي تتكلم بهدوء: ادري انج معصبة الحين وتحسين اني سويت شي كبير وغلط لج.. لكن صدقيني.. يوما ما بتشكريني.. لانج ما جفتي جراح شصار فيه يوم خبرته.. بغى شوي واين
مريم وهي معصبة: وانتي مستانسة ليش انه ين؟
مناير وهي تبتسم بخفة: اكيد.. هالشي بين انه بعده يحبج وعلى وده يموت ولا يفارجج..
مريم وهي تحرك السيارة بظيـج: انتي مشكلتج ياهل وما تعرفين
مناير ويه ترفع حاجب: .. والله؟؟ ياهل؟؟ مادري كبر عيالج ويا هالويه .. ياهل قالت لي.. يابوج انا ادري عن هالسوالف اكثر منج.. علبالج بس انتي وفتون ويا محادثاتكم لقبلية تعرفون؟؟ انا اطالع تلفزيون واعرف لهالسوالف.. انا التحرية الخطيرة اللي بمخططاتي كل شي يصير.. انتي بس نطري..

لسبب او اخر غريزة مريم ما كانت لذيج الدرجة متظايقة.. لكن بعد.. اهي ما تحتاج للمشـاكل عشان تتم مخططها بسهولة.. لكن مناير ليش يا على بالها انها تخبر جراح عن هالشي؟؟ شي بدر من جراح خلاها تسوي اللي سوته
مريم بهدوء وهي عاقدة النونة:.. ماتدرين انتي يا مناير.. ان باللي سويتيه تقدرين تحطمين اللي انا ابي اسويه.. عشان يصير اللي انتي تتمنينه من جراح
مناير:.. وانتي شتبين تسوين؟؟
مريم وهي تدور على الدرب اللي بياخذه الى مكتبة النشر:انا يا مناير مخططة اني انشر خواطر او نوع منا لرسايل اخوي مساعد كاتبهم لعمتج عاليـة.. في هالايام يخبرها انه حب وحدة ثانية غيرها.. الا وهي فاتن.. ولان فاتن ومساعد الحين على شفير الانفصال.. انا بييب لهم الشمعة اللي بتنور دربهم..
مناير وهي فاهمة: أهاأااااااااااااااااااااااااا
مريم: عرفتي شلون؟؟ من جذي ما ابي شي يصير باللوية والهوشة.. ابي كل شي يصير بالتمام عشان ما انتوهق..
مناير: انتي شخوفج الحين؟؟ ان جراح يكلمج
مريم وهي تضرب على السكان بخفة: ياليت والله.. المشكلة ان جراح ما بيكلمني انا.. بروح يكلم ادقم واحد في هالديرة والدنيا كلها..
مناير وهي تضحك: مسكين لؤي..
مريم: انتي تقولين مسكين.. انا اقول بلوة.. لؤي بيعصب.. السالفة جذب صح لكن اهو شي ثاني بيكون في باله.. بظن ان البيت خبو عنه هالسالفة او ما شركوه.. فبتصير فظيـجة وبقلاقل بعد..
مناير ضربت على جبينها من اللي قالته مريم لانه عين الصح: اووووووووووووف.. والله اني... بس تدرين مريم .. غريزتي تقول لي ان هالجذبة البيضة.. بتعود علينا بالخير..
مريم وهي تأمل هالشي بقوة:... الله يسمـع منج... الله يسمـع منــج..

كملت مريم دربها وهي تفكـر بهالشي اليديد اللي طلع لها.. الله يعين بس لو ارد البيت.. ان شاء الله لؤي بس ما نشر السالفة وخرب كل شي.. اوووف منج يا مناير.. ياليتج بس ما تتدخلين.. وتخليني امشي كل شي براحتي.. جذي انا ما اتحمل الضغط وما اقدر اسوي شي عدل.. الله يستر بس. الله يستر..
-------------------------
قعد مساعد بداره حوالي الساعة الكاملة وهو مو قادر يتنفـس.. يحس بان الحياة فجأة بانت صعبة بعيـونه.. وان المعاني غابت وفوق كل هذا.. المعنى اختلف.. فكانت الحياة لازم تكون صعبة ولكن تتخللها الحلاوة.. لكن الحيـن.. ماكو شي غير المرورة.. والانهزام..
حس ان ماكو شي بيرده مثل قبل غير الشغل.. وين ما يقدر يحرق الوقت ويستنزفه بالشغل والانغماس في الأعمال.. بس اللي عرفه من بوزياد انه لازم يظـل فترة عشان النقاهة..
نقاهة قال _تكلم فكر مساعد- الواحد يتنقه بالفرحة.. بالجو المريح.. مو بعوار القلب والصداع.. وريل مقطوعة.. وزواج على شفير الهاوية.. اشياء تعل القلب زود عن علله.. وتخليه عاجز حتى عن التفكير بصواب..
الا ويرن تلـفونه ويقطع عليه سبيل افكـاره.. وكان لؤي المتصـل.. ماحب مساعد يرد عليه لكنه ضغط زر الرد على المكالمة..
مسـاعد: الو..
الطرف الثاني ما كان فيه صوت احد يتكلم.. ولكن صوت مسجلة بهالاغنية:.. ابتسـم.. هدي اعصابك.. خلي راسك بين ايديا.. وخذ بوسة صلح مني كافي واتدلل عليا.. اتدلل عليا.. (غاب صوت الاغنية وانفرجت شفاه مساعد بابتسامة وتنهيدة حزينة ولؤي يدخل عليه الغرفة) ياهبة ربي من السمـا.. واجمل هدية.. رااااح للعشرة اعد لك.. واحد.. (وينط له عند السرير) شوووف تعااااااااااااال بوسني.. كم مرة ابوسك.. حبيبي.. ههههههههههههههه

ضحك مسـاعد وهو موطي راسه ولؤي عنده..
لؤي: تعرف.. عندي اخوي.. مرة علمني شي.. عمري ما نسيته..
بغصة كبيـرة نطق مساعد: شعلمك اخوك؟
لؤي: ان الانسان.. يغلط.. هذا شي في فطرته.. لكن الانجاز انه يقدر يسامح ويتسامح مع نفسه واغلاطه.. واغلاط الغيـر..
مسـاعد وهو يحس الدمعة ساقطة لا محال: ... اخوك انسان جدا غبي.. اعذرني
لؤي وهو يحط يده بحنيه على جتف مسـاعد: لا والله.. اخوي اكثر انسان مظلوم بهالدنيا... وياليته بس. ياليته.. يستسلم لمرة وحدة بحياته لاحزانه..ويشاركها.. وبيلاقي الناس اللي مستعدة انها تضحي بكل ما عندها عشان تحمل هم من همومه..

رفع مساعد راسه بابتسامة اخر رمق من الشجاعة.. وناظر لؤي اللي كان مبتسم له بحلاوة طفولية ملامحه.. وعيونه اللي دووم كان مساعد يلاقي فيها الدرب الى الماضي والطفولة... فما كان فيه الا انه يصغي للنصيـحة.. ويستسلم مثل ما طلب منه لؤي.. ولقى ان جفونه تراخت.. واطلقت العنان للدمع الساخن من عيونه.. اول شي حاول بيأس انه يستوقفها.. لكن ماقدر.. فاهتز جسمه كله بالنحيب.. وتهالكت القوى العظمى كلها في معركة خاسرة اما جيش من الدمووع الجرارة.. ونطقت شفاهه بالعجز اللي اهو فيه
مسـاعد: تعبـان يا لؤي.. تعبـان..
كان هذا كل اللي قاله مساعد.. من بعدها غطى ويهه بيدينه وبدى يبجي مثل الياهل الصغيـر.. وما كان من لؤي الا انه يدمع على اخووه وعلى حالته اللي وصل لها.. ولمه بكل حب واخوية ما ظن انه يمكن يحملها بحياته كلها.. لكن في هاللحظة تواجدت هالحنية وهالعطف وهالحنان فيه مثل الحاجز الواقي..
تباعد مسـاعد عن لؤي وهو يبجي مثل الياهل..:... ما تصدق يا لؤي.. شكثر انا ... احبــها.. احبـــها يا لؤي .. وقلبي يعتصـر كل مرة يذكر فيها اني خلاص مابيها... وكان احد يمسـكه ويفتته ..
لؤي: ليش يا مسـاعد؟؟ ليش ما تبيها؟؟ تقول تحبها؟؟
مسـاعد: صعب.. صعب اني اتلاقى وياها مرة ثانية...... فاتن صارت بعيدة لدرجة اني ماقدر اوصل لها.. وانا بعد.. ما عادت تهمني هالامور.. كل اللي اتمناه اني انسى.... او اموت .. بس لكن... اذا مت بعد ما برتاح... ويني من عقاب الله اللي ارتكبته بحقها...
لؤي وهو مستغرب: انت بشنو غلط بحقها؟؟؟ انت عيشتها عيشة اهي ما تلاقي مثلها
مسـاعد وهو يبتسم:... اخاف اخبرك.. وتروح تخبر اخوها..
لؤي وهو يحس بالخوف:... ليش؟؟
مسـاعد: فاتن يا لؤي.. كانت تحب واحد ثاني... يوم ما فكرت انها تكون لي... (يناظر لؤي) تحب واحد اسمه مشعـل.. للي يم بيتهم
فتح لؤي ثمه بصدمة:... مشعل النهيـدي ما غيـره؟؟؟
مسـاعد وهو يناظر جدامه:... وانا ييتها.. وانتزعتها من بين يدينه ومن احلامها اللي كانت تأمل بها انها تكون معاه... من غير رحمة.. وانانية.. واستكبار على ضعفها.. واستغليت اهلها ضدها.. واهي من العجز.. سكتت ورضت بللي ياها..
ماصدق لؤي. وكان اللي يتكلم وياها مو اخوه الطيب الحنون:..ماصدق
مساعد يكمل بألم: جم مرة لقيتها تبجي.. وجم مرة لقيت بعيونها نظرة... خلتني انسلخ عن جلدي.. وكانها تطلب مني .. تفسير.. عن اللي سويته فيها.. وليش سويته... ما كانت تدري.. انها سفينة النجاة اللي لولاها انا كنت بعدني غرقان ويمكن اموت بعد..

ابتعد لؤي شوي عن مسـاعد اللي مسح ويهه كامل عن الدمع.. وتم يراقبه للحظات.. ويحاول انه يبرر اي شي من اللي يقوله مسـاعد.. لكن الصدمة كانت كبيـرة.. مشعل النهيدي ما غيره؟؟
مسـاعد..: بعدين.. في اميـركا.. تغيرت الاحوال.. تبدلت.. او يمكن لانت.. او يمكن اهي رضخت بقدر الله.. بس بعد ما قدرت تتحمل الاسلوب اللي كنت اعاملها فيه.. كانت تفهم حبي لها على انه سيطرة وتملك.. وما ترضى فيه.. لكن اهي ما كانت تدري انها شي كبير ومهم بحيـاتي.. مهم لدرجة العجز ساعات..
لؤي وهو يمسك اخوه مرة ثانية ويمسج على جتفه: صل على النبي مساعد..
مسـاعد وهو يتنهد بقوة يزفر السخونة من صدره:.. اللهم صلي وسلم عليه.. (يكمل) من بعدها.. صار كل شي مثل الحلم... قدرت اوصل لفاتن... حسيت لها فيني ولي فيها.. بس بعد.. شي كان قاعد على صدري مثل الحجر.. اللي ما يخليني اتنفس الا بالقوو..
لؤي وهو متسائل: شنو اهو..
مسـاعد : .. قبل لا ... يوم كنت مراهقـ.. او توني بمرحلة الشباب... حبيت بنت ثانية يا لؤي.. وهالبنت ماكانت غريبة... كانت عالية عمـة فاتن..
طامة ثانية على راس لؤي اللي نايم بالعسل:.. اللي توفت بالسل؟؟؟
مسـاعد: ايه.. اهي نفستها.. توفت بالسـل قبل لا ارد من بريطانيا.. وضاعت من يدي.. ويوم لقيت فاتن.. حسيتها الروح اللي ردت لي من بعد غياب طويل.. شبهها بعالية كان فظيـع لدرجة اني حسيت ان عالية حييت بقدرة الله مرة ثانية... وقررت اني املـكها..
لؤي: .. يا الله... كل هذي اسرار..
مسـاعد يكمل وهو يسحب نفس:.. يوم خبرت فاتن بهالشي... ثارت ثايرتها... حست اني خدعتها. او انها قليلة.. او انها بديلة... لانها تعرف ان عمتها عالية كانت خاصة بشكل كبيـر في قلوب كل من عرفها.. وحست انها مو جديرة انها تكون محبوبة عشان نفسها... وطلعـت فاتن من الديرة بليلة زواج نورة.. وصار اللي صار من بعدها... لحد هذي اللحظة..
لؤي:... يعني انتو بتتفارقون عشان هالشي؟
مسـاعد وهو يتنفس بقو:... مادري يا لؤي.. مادري احنا بنتفارق على شنو؟؟؟ بس اللي اعرفه اني خلاااص.. ما عدت ابيها في حياتي.. احبها واعشقه بجنون وشوفتي لها قبل جم يوم بأميركا بلت الطين زود... لكن... انا وايد ألمتها.. يمكن حان الوقت اني اخليها تعيش حياتها مثل ما تبي.. اهي مو ناقصة عذاب ولا جرح او الام زيادة تحملها في نفسـها.. كفاية اللي يا مني لها.. كفاية..

شي من احساس الشهامة تخلل لؤي لاخوه... لكن شي اقوى خلاها يحس بضعف وقلة حيـلته.. لدرجة انه ما حس ان هذا هو مسـاعد.. او يمكن هذا هو مسـاعد من زمان لكن خبى كل هذا في سبيل انهم يكونون مرتاحين اكثر منه.. او انهم يلاقون اللي اهو مو لاقيه..
مسك لؤي مسـاعد بقوة وهو يحاول انه يهديه: صدقني يا مساعد.. انت ما سويت شي غصبن عن احد او ضد ارادة الله والعياذ به.. بالعكسـ.. انت كنت جزء من هالقضاء والقدر.. وهذا كله نصيب الله.. وما ظن الامور لو ما كنت انت داخلها كانت بتكون اخف او احسن..
التفت له مساعد وهو يسخـر:.. شلون يعني؟؟ يعني انها بتكون العن من ما هي عليه الحين
لؤي بمنطق لاول مرة يشوفه احد متحلي به:.. معليه خلنا نعفيك من وجودك بحيـاة فاتن وهي قدرت تواصل بقصة حبها مع مشعل. لكن انت حط في بالك.. لو كان بينهم نصيب جان الله ما حطك بينهم.. لان فاتن في مكان او جهة من العالم ومشعل – اللي اعرفه واعرف ستايل حياته- في اتجاه ثاني.. فاتن شخصية قوية ولها حضورها لكن مشعل كان يتبع كلام امه في كل شي.. ولا تنسى بس الفرق الاجتماعي بيناتهم.. مشعل مرشح بيوم من الايام انه يكون حاكم اميركا لكن فاتن شنو؟؟؟ فاتن يمكن تكوون احلى ام وزوجة لكن مو من هالنوع من المناصب اللي راح تعجبها .. خلنا نعترف.. بيت عمي بوجراح الله يرحمه بسطـاء ومالهم بالفخفخة او هالامور.. وما راح تتأقلم..
مساعد وهو يحس بمنطقية كلام لؤي:.. والزبـدة..؟
لؤي يبتسم: لا زبدة ولا سمنة.. لا تظن انك انت لو ما دخلت بحيـاة فاتن راح تكون اخف او احسن من الظروف الحاليـة.. فكر فيـها على انك المنقذ لمستـقبل مليئ بالهجران او يمكن البرود... انت يا مساعد في قدرتك انك توفر لفاتن البساطة اللي اهي تتمناها في قرارة نفسـها.. مو مشـعل..

كنت عيون مسـاعد في ويه لؤي اللي بث الأمل.. او نوع من التخفيف على نفسه بمنطق من ذهب.. وتفهم وعقل متفتح ومفكر.. مو معقولة ان كل هذا بلؤي.. ابتسم مساعد مع نفسه ووخى نظره الى الأرض..
لؤي مستغرب ابتسامته:.. علامك تبتسم.؟. لغزيلي ياك..؟
مسـاعد يناظر لؤي بنظرة تهكمية.. لو شنو صار ما يووز عن خرابيطه:.. اي غزيل..؟؟ بس مستغرب منك صراحة.. ما توقعتك جذي تفكـر.. حتى اني ما ظنيـت انك تتمتع بمنطق صاحي جذي
عاد لؤي ما صدق روحه ان اخوه يطريه مثل هالاطراء وبدى يستغر وهو يمد يدينه : والله المثل يقول تحت السواهي دواهي.. ولا تخاف الا من المهابيل.. لانهم في يوم من الايام بيحكمون العالم..
مسـاعد وهو يضحك: هذي اللي اتمناها تصيبر.. انك تحكم العالم ابشوفك شلون تحكمه ههههههههههههههههههههههههههههههه
لؤي: لا تستهزئ بقدراتي لو سمحت.. خلك اتيكيت وقول لي عفارم عليك اوليييييه هههههههههههههههههههههههههههههههه

ضحك مسـاعد مع لؤي بخفة .. لانه احس انه اخف من قبل.. شي فيه ثقيل وتزحزح.. يمكن عقدة الذنب اللي بددها لؤي عن سماه.. وخلاه يحس ان كل اللي يصير قضاء وقدر الله ولعبته على الانسان عشان يلقى درب الصواب من غير ما يطلبها من الله.. لان الانسان يملك قدرة عظيـمة على التفريق بين ما هو غلط وما هو صح.. اللي يجوز واللي ما يجوز.. وهذي هي نعمة من نعم الله المتعددة على خلقه اللي ما يمر عليهم يوم واحد يوقفون ويقولون الحمد لله على نعم الله..
لؤي: شلون الحين؟
مسـاعد: الحمد لله احسن (ويتذكر الموضوع اللي كلمهم فيه قبل شوي) تعال.. الحين شسالفة مريم واللي خاطبها؟
لؤي: انا بروحي حالي من حالك.. جراح اتصل فيني وهو منعصف وحالته حاله
مسـاعد رفع حاجب في ويه لؤي للي اخذه الحماس: وجراح شكاره؟
لؤي وهو يحوس ثمه: يعني يا مساعد انت ما تعرف ؟؟ تدري ان جراح يبي مريم ..
مسـاعد والألم يرجع في صدره:.. يبيها وبسبتي بيوقف نصيبهم من بعض... تدري يا لؤي.. انا عمري ما تمنيت واحد لمريم غير جراح.. مادري ليش..حسيتهم لايقين على بعض.
لؤي: انزين انت دوى امي في هالبيت.. ليش ما تكلمها.. ترى جراح ميت والله وهو يبي مريم لكنه يدري ردكم شنو بيكون.. خوو هو يخبر طبع امك..
مسـاعد وهو يهز راسه بأسف: امي صارت غير.. مو مثل قبل.. كل هذا الغيرة تسويه فيها؟؟
لؤي يبتسم: يا مساعد امي مثل اي ام.. من تشوف ضناها مريض او تعبان بسبة حد بتكره الدنيا اللي يابت الكدر لعيالها..
مسـاعديبتسم: وخصوصا لو كان هالكدر يمسهم من خاطر.... انا لله وانا اليه راجعون.. انت خبر جراح انه لا يخاف.. انا بتكفل بالموضوع ويا مريم
لؤي وهو يضرب جتف مساعد بخفه: ايه ايه ايه.. تتكفل بسالفة مريم؟؟ وسالفتي انا؟؟؟ ما بتتكفل فيها؟
مسـاعد: انا اللي ابي اعرفه انت شعايلك على البنت..بروحهم مشغولين بملاج زياد مالهم بارض للسوالف الزايدة..
لؤي وهو ماسك قلبه: الحين انا سالفة زايدة؟؟ مالت على العدو وانا اللي احسبك عوووني .. الله يسامحك بس..
مسـاعد يبتسم بحنان اابوي: تحبها؟؟؟
لؤي: قد الفرح في اليووووووووووف وقد السنين.. اشقد اودها لا تسألنييييييييييييييييييي لان كل شي انكتب فوووووق الجبين (اغنية علي بحر اشقد احبج)

----------------------
طلعت فاتن من دارها على صوت الجرس.. واستغربت ان محد رد عليه لانه تم وقت طويل وهو ينضرب.. راحت وهي تسحب الشيلة بيدها وتزحف من وراها .. لمت شعرها الحريري الصغير ورى اذنها ولبست لشيلة وراحت عند الباب..
ردت على الجرس من التلفون: نعم؟
صوت رجالي صدمها:.. السلام عليكم؟؟
فاتن وهي مستغربة من الصوت: وعليكم السلام؟
الصوت: ام جراح موجودة؟
استغربت فاتن.. من هذا الي يبي امها: اي نعم موجودة .. من اقول لها؟؟
سكت الصوت الرجالي لدقايق.. وحست فاتن ان الوضع غريب.. ففتحت الباب وهي متخوفة من الصمت اللي اكتسبه هالشخص.. اول ما فجت الباب لقت واحد ماعطها ظهره.. وندت بصوتها وهي تحس ان انفاسها تخف بشكل غريب..

فاتن: نعـم؟
التفت لها مشـعل وويهه مبيـض.. لكن في عيونه كان الوضوح ولفرحة المرسومة وكأنها المنال لكل ما يطمح له بصره من اول ما وصل الديـرة .. انصدمت فاتن. ما كانت تدري تبتسم فرحة لشوفة شخص مهما كان بيظل قلبها يحمل له شي ما بتقدر تحمله لشخص ثاني.. خصوصا كونه الشخص الاخير اللي لاقته قبل لا تروح عن الديرة بهذيج الفترة..
توها شفايف فاتن بتنطق بكلمة للترحيب.. الا شخص ثاني يظهر من جهة الحايط.. كانت سمـاء بشال ابيض وويه محمر من التعب او ارهاق.. لكن بالمرح والفرحة الكبيـرة.. ابتسمت لها سماء فما قدرت فاتن الا انها تطلع من عند العتبات وتروح لها عشان تفج الباب..
تحرك مشـعل خطوات بعيد عنهم لان سماء رمت بروحها بمعنى الكلمة على فاتن للي لمتها بحب وحنان.. ضمتها فاتن بدمعتها الفرحاانة وقلبها المهتـاج بوجود سماء مرة ثانية بيناتهم.. مع ان فاتن ما كانت موجودة بكفاية مع سماء الا انها في يوم من الايام كانت الانسان الوحيد اللي تقدر تشكي لها غدر الزمان..
فاتن وهي تمسح ويه سمـاء: فديت عمرج والله.. ماصدق انج موجودة بيناتنا مرة ثانية
سمـاء: انا اكثر منج.. اول ما وصلت المطار بست ارض الديرة.. ما صدقت عمري ههههههههه
فاتن: هههههههههه حبيبتي والله (مسحت دمعتها وناظرت مشـعل اللي كان واقف وهو موخي راسه..) حياكم الله..نورت الديرة بكم..
رفع عيونه مشـعل لها بابتسامة خفيفة:. بنووورج...
رسمت فاتن المرح على محيـاها وناظرت سمـاء: دخلي.. امي بتين اذا شافتج..
سماء وهي تتجاوز فاتن: من غير ما تقولين..

دخلت سماء البيت وهي تركض وفاتن ظلت واقفة وهي تناظرها بضحكة... لحتى ما التفت الى مشـعل اللي كان يبتـعد عن البيت الى بيته.. حسته فاتن منبوذ وهالشي ابعد ما يمكن يكون.. مشعل له وجوده ومكانه في قلوبهم وحياتهم لو شنو صار..
فاتن: ما بـتدخل مشـعل
التفت لها وهو منصـدم:... ادخل؟؟؟؟ بيتـكم
فاتن وهي توسـع البوابة:... حياك الله .. تراه بيـتك.. يا خوي..

ما كان يدري.. هل هو حزن ولا صدمة.. ولا شعور بالانتماء القوي للي مثل الصفعة.. او يمكن صفعة الوعي فيه.. فاتن تناديه باسم اخوي... هذا اللي صاروه الحين؟؟ اخوان؟؟ قبل فترة كانو احباب والعذاب بالدنيا مجسد باساميهم.. لكن اليوم صاروا اخوان؟؟ طيب ليش الشعور مغمر وليس مؤلـم؟؟؟
ابتسم مشـعل لها وهو بعده مندهش.. وآثر الدخـول على الرجعة للبيت الخالي الفاضي.. وفاتن دخلت وياه البيت.. مع انه كان غريب وماله صله فيهم الا انه في ذيج اللحظة كان اخوها.. وحزء ما تقدر تمحيه من حياتها وحياتهم..
يوم دخلو ما لقوا ام جراح ولا سمـاء في المكان.. فتأكدت فاتن انهم في الحديقة .. اكثر مكان مها تقعد فيه.. فراحت هناك ومشعل ظل واقف مكانه عند غرفة الضيـوف..لقت فاتن امها وسمـاء متلايمين بحب وحنان وابتسامة من بعد الدموع..
يوم التفتوا الى فاتن راحت لها سماء:.. فتون مو مصدقة اني بينكم.. يوم قال لي مشـعل اننا رادين الديرة ما صدقت عمري.. بغيت اين..
فاتن وهي تلمها: صدقي.. انتي اخيرا بيناتنا وما راح نخليج تروحين من عيـوننا .. بسالج؟؟ شسالفة الحجاب؟
سمـاء بحيا: خلاص تحجبت.. انا تحجبت قبل لا اروح بس هناك ما خلووني واضطريت اني افصخه والحين لبسته ..
فاتن وهي تغمز لها: للابد؟
سماء وهي تلم فاتن: يا بعد عمري يا فتووون للابد .. (ترفع راسها) وينها منور وعزوز وجراح.. وخالد؟؟؟
فاتن : منور طلعت ويا مريم وعزوز ويا عيال خالتي عزيزة وجراح وخالد اكيد بالدوام بعدهم ما ردوا..
دارت عيونها حوالي المكان.. لقته اشبه بقطعة من الجنة.. وفرحت وايد يوم درت ان المكان صار صورة مجسدة عن اللي هي تمنته.. والتفتت الى ام جراح

سماء: مثل ما تمنينا خالتي.. المكان اشبه بالجنة.. واحلى بعد
ام جراح تمسـك ويه سماء بيدينها: بالحب يمة الدنيا تعمر.. والصغار تكبر.. والحياة تصير أحلى.. الكره يقتل كل شي في حياة الانسان فلازم الانسان يتعلم يسامح..لان مع التسامح ايي الحب..

وانتبه نظرها الى خيال احد في الصـالة..
ام جراح وحاجبها معقود: من هذا اللي واقف بالصـالة
فاتن: يمة هذا مشـعل خو سمـاء..

ابتسمت وشالت بعمرها وطلعت من المكان.. واول ما ظهرت من الباب التفت لها مشـعل اللي كان واقف ونظرة الانكسـار بعيونه.. حس بالغيرة من سمـاء والحب الكبير اللي يكنونه لها هالعدد من الناس.. اكيد اهي مميزة.. ولا هالناس ما تيي تحب احد مني والدرب.. والا اهم شي مميز.. اللي يتركون كل شي يلمسونه او يربونه او يتعايش معاهم بدرجة من التميـز..
ام جراح وهي تبتسم في ويه مشعل: حيا الله من يانا.. حمد لله على سلامتك ي وليدي.. انت واختك..
مشعل والدمعة عند الجفن: الله يسـلمج ويحفـج من كل شر..(كادت انفاسه تنقطع من شهقة البجي اللي فيه) خالتـي.. سامحيــني.. سامحيـني ..
ام جراح وهي مستغربة منه: اسامحك؟؟ اسامحك على شنو؟؟ يمة انت ما سويت شي غلط اسامحك عليه؟
مشـعل وهو يناظرها بعيونه الحلوة ويناظر فاتن وسمـاء: بلى خالتي.. انا غلطت بحقكم.. وغلط كبيـر.. ما كنت اتـصرف على طبيـعتي.. ما كنت ادري.. او يمكن دريت.. بس ما اهتميـت.. انكم ناس طيبة وتخافون ربكم.. سامحيـني خالتي..
ام جراح وهي تتقرب منه بابتسامة امومة: يمة احنا ناس عادية.. نفسنا نفس كل هالناس.. ما نتمنى الا رضا الله ورحمته علينا.. مع ان دنيانا ما رحمتنا لكن بعد نقول الحمد لله.. لان كلمة الحمد لله تخففف اشياء واشياء.. وانت يا يمة ما تصرفت الا بناء على غيرتك على اختك.. والا من يرضى على الغلط؟؟؟ ما يصير يا ولدي.. الله ما يرضى.. فلازم احنا بعد ما نرضى.. انت اللي سامحنا يا ولدي.. بدى منه ومن عيالي شي ما يسـرني لهاللحظة.. لكن اتمنى منك رضـاك ومسامحتك..
مشعل والعبرة خانقته: خالتي انا اللي... ؟؟؟

سكت مشـعل لان العبـرة ما عانته على الكلام اكثـر.. فاستسلم للدموع وهو مغطي ويهه بيدينه الطويلـتين.. تارك العنان للكل انهم يشاركونه بالتأثر.. واكثرهم سمـاء اللي راحت عند اخوها ومسحت على جتفه تباريه وتهديـه.. اهي اكثر انسانة تنصف اخوها.. وتنصف حالته.. يمكن لانها اكثر وحدة تأذت منه واكثر وحدة عاصرته في معاناته.. فأول ما وصل عندها مشـعل وهو مبتسـم قبل اسبـوع ما صدقت عمرها وعرفت ان هذي اخر ايامها بالغربة.. وما راح تطول حالتها اكثـر.. فسامحت اخوها حتى من غير ما يبدي كلام وياها..
حب مشـعل لفاتن كان عذري.. وكان اشبـه بالبنت الصغيـرة اللي لمن تنحرم تنكبت نفسها فتفرج عن الكبت بحالة من الطوفان العاطفي.. ولكن حب مشـعل لفاتن اتسـم بالغضب المؤقت.. اللي سرحان ما استفحل الى عقدة من الذنب وقلب فياض بالمسامحة والأعتذار.. وهذا اللي بان يوم تلاقوا في المطار.. ويوم تلاقوا عند الباب.. وهذي بوادر السلام بين حبيبين سابقين.. اثروا الاخوة والصداقة على الحب اللي كان من الممكن انه يعمر بيناتهم.. من يدري.. يمكن هذي الصداقة تأسس اللي ما يتأسس بين الناس.. الصداقة عمرها كله كان كنز.. لكن الحب كنز مؤقت.. ينتهي بالفراق.. او النهاية المسالمة او السعيدة..
----------------
توه خالد واصل عند البيت.. وتلاقى ويا فاضل اللي كانت حالته حاله مثل ما هو مبين من دريشة السيارة.. فطلع له خالد وهو راكن السيارة عند باب البيت.. راح لفاضل اللي طلع من السيارة وعيونه محمرة والنحل والهالات السودة مغطية عيونه.. تصور خالد ان الشي اكيـد كبيـر..
فاضل وهو مبتـسم ابتسامة الهزيـمة الساحقة:.. مالي في الطيب نصـيب يا خالد.. مالي فيهم نصيـب.. الليلة ملجتها.. بتملـج وتنساني وتتجدم بحيـاتها.. وانا من لي؟؟؟؟ من لي انا؟؟
خالد وهو يبتسم في ويه فاضل ويعيد كلامه: مالها اهي في الطيب نصيب.. وهذا نصيب يا فاضل.. ربي وربك مقدره علينا كلنا.. اذا اهو قاسمه؟؟ من احنا عشان نعتـرض.. انا لك يا الغالي.. لا تتكدر ولا تنسى اللي لك بهالدنيا غيرها..

لم خالد فاضل اللي كان منهزل من الحزن اللي فيه.. سميـة بيملج عليها واحد ثاني من بعد ما رفضت فاضل.. لانه ما يناسبها اجتمعايا.. فهو مو الفارس المغوار على الفرس الابيض اللي يبني لها قصر في الصحرا ويحولها لها الى جنه الاعناب والرياحين.. فاضل شخص من عدة اشخاص ما يقبلونهم البنـات.. ليش انهم بس ذوي دخل محدود.. ويرعون عائلة.. ويمتـلكون رضا الله.. سمـية رفضت حب فاضل لاسباب ما تنتمي الى الحب.. فهل تظنون ان اسبابها قويـة؟؟؟ يمكن.. لكن كل شي الله سبحانه تعالى يقسمه ويوزعه على كل نفسـ راغبـة.. عل وعسـى تقنع الناس وتقول الحمد لله رب العالميـن..
خالد يرفع راسه عن فاضل: تعال البيت.. خلنا نتغدى اليوم غدى سنـع.. اكيد خالتي مسويتلنا قباقب اليوم
فاضل وهو يمسـح ويهه المغرق بالدمع وخشمه: اشووف.. الريحة واصله لسبايدي.. هههههههه
خالد: ههههههههههههههههههههههههههه
الا وعزيز يطلع من البيت وهو فرحـان..: خلوووود تعال شوف من عندنا..
خالد وهو شبه المسكر عيونه من الشمس: من يعني؟؟ غير كرشـتك..
عزيز: هاه؟؟ طلعت مو ويه مفاجآت مالت عليك عاد.. ادخل وشوف..
خالد: يلا يلا.. شيل دبتك وانجلع.. (يناظر فاضل) انا مادري هذا قاعدة عسكرية ولا شنو بالضبط؟؟ ويهه ديرة
فاضل: وخصـره خط الاستواء..
خالد: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

دخل كل من خالد وفاضل الى البيت والأول يزقر عشان يسوون درب للريـال.. واول من لقاهم في الصالة كانت امه وفاتن.. وعلى الكراسي قاعد مشـعل.. ويمة سمـاء المبتسمة والمليانة حماس بشوفه خالد...
وقف وهو باهت مكانه.. يناظرها .. ويناظر مشـعل في نفس الوقت.. وفاتن تناظره وتنتظر منه اي ردة فعل.. لكن ويهه كان هادئ ولكن نفسه متلاحق. فبدى عليه انه مو قادر يستوعب انقطاع الهوا عنه جذي.. فسحب الانبوب وتنشق منه ومن بعدها.. وقف مرة ثانية يناظر مشـعل وسمـاء..
قام مشـعل من مكانه:... شلونك خالد؟؟؟ عسـاك طيب..
ما تكلم خالد وظل يناظر في مشـعل.. لا يكون هذا ملعوب من ملاعيبه؟؟؟
مشـعل وهو حاز في خاطره صمت خالد.. لكنه معذور:.. انا اليوم يايلك.. وعندي طلبين.. الاول اهو رضاك يا خوي.. والثاني.. اهي اختي.. اللي بخليها في عهدتك.. تتحمل فيها وتراعيها وتعطيها من اللي كنت دوم تغرقها به..
ما كان خالد يسمع ولا كلمة.. حلج مشـعل كان يتحرك.. لكن مخه كان في مكان ثاني.. الى اليوم اللي خذو سماء منه.. خذوها بعيد وحرموه منها.. والى اليوم اللي انحرم من فاتن فيه.. لكن ما كان بالألم نفسه اللي عاناه يوم سمـاء راحت اختفت عن عيونه في المطار..
مشـعل محرج ووهو ينتظر جواب خالد على اللي طلبه منه.. فكر للحظة لو انه يرفض.. ويرفض اخته؟؟ ويرفض كل شي؟؟ شلون بيقدر مشـعل يعيش بهالذنب..
مشـعل:.. خالد... ؟
فاتن تروح عند خالد:.. خالد؟؟؟ مشـعل يحاجيك..
انتبه خالد وكانه يصحى من عالم ثاني..: شنو؟؟؟ (يلتفت الى مشـعل) شتبي؟؟
مشـعل وهو يبتسم:.. ياي اطلب منك السماح(يتقرب من خالد وفاتن تتراجع) ابيك تسامحني يا خالد... وابيك تاخذ اختي بعهدتك...
مثل الماي البارد المنصب عليه: ليش؟؟؟؟
مشـعل: ليش؟؟ يمكن لانك احسن انسان يمكن يعتني فيها ويراعيـها ويعاملها مثل ما اهي تبي واكثر.. ولانك تستاهل..تستاهل يا خالد..

سكت خالد.. وكانت عيونه تتجول ما بين سمـاء وفاتن.. وشوي لمشـعل.. يصير؟؟ يصير يعني؟؟ اللي يطوف فيه بهالحزة ممكن بهالدنيا؟؟ ان الانسان يصحى بكل هدوء ويمارس يومه بروتين ينقلب مرة وحدة ويتحقق فيه اكبر احلامه؟؟؟ ظن ان هالشي ما يصير الا في القصص.. او يمكن الافلام.. لكن الحياة؟؟؟ هالكثر اهي كريمة؟؟
خالد وهو يكبت العبرة فيه: من صجـك؟
مشـعل وهو يبتسم:.. لو تبي. بهاللحظة اخليكم تعقدون.. بس انا مو ولي امـرها.. وهالشي ما بيتحقق الا اذا سامحتني... (يغمز له) فشرايك؟؟؟
خالد وخى عيونه للارض شوي.. مو قادر يصدق للي يمر فيه:.. بشـرط..
مشـعل وهو متخوف:... سمـه؟
خالـد وهو يناظره مباشرة:.. اذا انت سامحتني...

ابتسـم مشعل من كل قلبه والدنيا مو سايعته.. فهز راسه.. وتقرب من خالد وتلايمو على بعض.. الواحد يباري الثاني من الجروح اللي سببوها بيناتهم.. الزمن يشفي كل الجروح.. ويمكن مسامحة الناس بعد مهمة.. فاتمنى من كل انسان حامل بهالدنيا على انسان ثاني.. يتناسى غروره العظيم ويبدى بالتسامح.. بيلاقي طعم الدنيا متغير.. واليوم باشراقه او غروبه متميز.. والابتسامة لها طعم ثاني.. لان الحمل فيالقلب.. مثل الدين.. اللي يتسدد.. او ما يتسدد.. ويترك الى يوم القيامة فيفصل الله عز وجل بين الانسان والانسان.. وليش الانسان ينتظر الى يوم القيامة اذا اليوم جدامه.
Carpe diem
امتلكو اليوم.. واللحظة.. وانسوا المستقبل اللي يمكن ما يكون بمثل وفاء اللحظة للي انتي تعيشونها.. وللي تقدمه لكم من فرحة ومن هنى..


الفصل الثاني
---------------
ليـلة مليـانة بالأفراح على قلـبين.. تمسـكوا بالحب لمن وصـلوا الى تلاوة من محكم كتاب الله.. وقروا الفاتحة.. ووافقوا على عهود ونـذور بينهم تخليهم في حالة من الهدوء لبناء ركيزة مدعمة بحب وحنان وعطـف.. من قبل الاثنين..

تلايم الكل حواليهم من أهل واصحـاب.. ولكن في نفس الوقـت.. اختفت صداقة وحيدة بيناتهم.. فاتن .. اللي راقبت اوج حبهم في شتا حزنها القاسي.. وفرحت وقت استدعاء الفرح.. وما كلفتهم بحزنها على العكس.. الا تمنت انها تكون متأثرة بهالحب وهالعاطفة البليغة بيناتهم..
يات اللحظة الحاسـمة لهيـام.. الي يمكن ما حستها كاملة بغياب فاتن الظاهر.. فهي ما امتلكت صديقة مثل فاتن.. تحبها عشان نفسها ونفسها وبس.. لكن مريم كانت موجودة.. في خضم الاحداث.. تراقب كل شي وهي جاهلة بهالناس اللي اهي متخالطة معاهم.. لكن كان الشي بعد يعتبر مهرب لها..
ثلاثة ايام مرت من روحتها للمطبعة ويا مناير.. والاصدار في قرب تنزيله وهي كل اللي تقدر عليه انها تدعي.. مع ان المحتوى قليل مثل ما خبروها.. الا انها ما تقاعست ولا تنازلت عن لحظة وحدة.. صحيح انها واجهت مشـاكل بسبب جذبة مناير.. وحصلت زف وهواش ومناجر من امها.. لكنها خبرت اخوها وابوها اللي يهموها ان هالشي كله جذب في جذب.. ومحض زيف.. وكان عبارة عن مزحة ثقيلة.. ولكن هالمزحة الثقيلة كسابقة من السوابق عادت بالخيـر.. فجراح تحرك على دمه.. وتكلم مع لؤي عشان يتفق ويا مساعد في موعد..يروح لهم جراح مرة ثانية ويخطب مريـم.. ويتمنى منهم هالمرة الموافقة الحاسمة اللي بتفصـله بين السعادة او التعاسة.. مع ان الكفة ترجح الى التعاسة الا ان كل شي جايز في اخر اللحظة..

لاحظت مريم جمال هيـام الاغريقي من نوعه.. كانت غريبة الملامح مو مثل كل البنات.فبياضها متناقض مع لون عيــونها الجميل.. يا انها لابسة عدسات او ان عينها جذي طبيعية ما شاءالله.. ما كانت تدري مريم انها اهي نفسها محض انتباه.. لان التناقض اللي كان فيها اقوى من اللي في هيـام.. فبسمرة بشرتها.. وعيونها الخضـرا المايلة للانفتاح تخليها محط اهتمام كل شخص يناظرها..

اما غزلان.. للي بانت في ابهى حلاتها اهي وغصون قدرت انها تسرق الاضواء بعد.. وخصوصا في قلب ام مسـاعد.. فهي كانت تراقب كل حركة من تحركاتها.. وتلاحظ مدى رشاقتها ومدى امتيازها وفوق كل هذا.. مدى عراقتها وتأصل جمالها... لدرجة انها ما قدرت تكبح نفسها عند مريم ونورة..
ام مساعد وهي تناظر غزلان:.. شوف الجمال.. وشوف الحلا.. والرقة... اي .. جذي الواحد ياخذ له حرمه.. اتييب البخت لعند بابج... مو مرت اخووكم.. اللي ما تييب الا السقم اعوذ بالله..
تظايقت نورة يمكن اكثر من مريم لان الثانية متعودة.. اما نورة فهي متظايقة لان امها ما تقدر ولا ذرة من مشاعر ولدها الجياشة تجاه هالبنت اللي تقول عنها تييب السقم.. نورة مو عمية ولا هي عديمة احساس.. ويمكن في لحظة من اللحظات حست او فكرت بطريقة انحيازية الى اخوها ولكن اهي معذورة.. لكن فاتن تتم البلسم اللي بيشافي جراح اخوها.. تكفيها الايام اللي شافته فيها وهو مو مصدق ان فاتن له.. مو عارف كيف يوصل لها.. والأهم.. محاولاته اللي يمكن محد توقع انه ينفذها لبنت ثانية غير عالية.. اكيد فاتن بدرجة من التميز الي تخلي مـساعد على مكابرته.. ميت عليها..
مريم وهي تسولف ويا نورة:.. شوفي الاجسام والموديلات؟
نورة وهي تهمس بابتسامة: لا تحطين راسج براسهم.. عيال هوامير ذيلين
مريم: عيال هوامير؟؟ انزين انا ابوي سمــاج وينه الحين؟؟ انا بعد بنت هامور
نورة: هههههههههههههههههههههههه في فرق بين هامور ينكل.. وهامور ياكل..
مريم: مالت عليج عااااااااااد يحصل لج خلوووف ويا هالويه
نورة وهي ماسكة بطنها: ااااااخ لا تخليني اضحك يذبحني اللي داخل
مريم: ويه يعلني افداه يعرف لج .. طالع على خالته حبيب قلبي..

الا وغزلان تتقرب صـوبهم.. وام مساعد شاقة الحلج بالنص..
وجهت كلامها الى مريم: حيا لله من يانا
مريم بابتسامة ناصعة: مبرووك عليكم عروسكم.. يارب يتهنون ويا بعض.. وعقبالج
غزلان وهي تغمز لمريم: وعقبــالج..
ام مسـاعد: يمة انتي مو مخطـوبة...
انحرجت غزلان من ام مساعد.. وتمنت هاللحظة لو انها تخبرها انها تنتظر ولدها لكن:.. لا والله خالتي.. بعدني.. الظاهر ان القطار بيفوتني
ام مساعد: ويا هالحلا وهالجمال ماظن.. اثريج ما تعرفين امهات هالزمن..
مريم وهي تعقب على امها بخبث: اي واله اثريج ما تعرفين لهم.. هوامير.. ياكلون.. ما ينكلـون..

ضحكت غزلان ونورة وام مساعد تلتفت على مريم وعيونها شرار ومريم ابد مو ماعطة امها ويه وتناظر في مكان ثاني او اتجاه ثاني هربا من الحريجة..
غزلان: على العموم حياكم الله وزارتنا البركة والله ان الافراح ما تكتمل الا بحضور الاهل والقرايب..
ولكن.. استغربت مريم بعد.. غزلان ليش تتلزق فيهم.. باين عليها من ويهها انها تبي تكون جزء منا.. واكبر دليل.. اهو تنازلها عن جراح للي غصبن عليها تسويه.. لكن انها تتقرب منا هذا شي ثاني.. ليش يعني؟؟حاطة عينها على احد؟؟ على مسـاعد مثلا؟؟ لان ياويلها لو صج.. محد بيوقف في ويهها غيري.. ما صفى لها جراح بتاخذ مسـاعد
مريم وهي تفكر بهمس:.. والله لادوس فبطنج لمن تكرهين الريياييل لو صج الي في بالي..
ام مسـاعد: شنهو اللي فبالج
انتبهت مريم:.. ها.. فبالي؟؟ شنو فبالي؟؟ ماكو يمة سلامتج... يمة تبين كيك؟؟
ام مسـاعد: عساج ياربي ريل ياخذج ويفكني منج..

تنهدت مريم.. ياليت ولله يا يمة.. ريل ياخذني ويفكج مني.. ويفكني انا بعد من حياة العزوبية اللي بديت املها.. وخصوصا مع فكرة ان وجود جراح بحياتي مهدد.. لكن لا.. انا متاكدة ان مساعد او ابوي ما بيرضون بهالشي.. بخلوني اكمل حلمي الوردي .. واجتمع بحبي العذري.. والاقي اللي اتمناه.. انا مو غير عن الناس.. لي احلامي اللي اتمناها تحقق.. وما بسمح لاي اعاقات تافهة مثل بغض او كراهية امي لاخت جراح انها توقف بدربي.. اذا اهي بغضها بيعميها عني.. فانا ما بتسامح مع هالشي..
غزلان في طرف ثاني وهي تشرب العصيـر.. وفستانها الحريري يتطاير ما بين سيقانها فيبين تفصيـله ودقه خياطه الانيـق.. ياات عندها اختها اللي كانت بعد متأنقة بفسـتان خاص بالحوامل وعلى العكس.. الفستان كان من اروع مايكون عليها وما كان يبين عليها البشاعة في اي ملمح.. واول ما وصلت عند غزلان مسكت يدها..
غزلان: عدال عدال.. ما نبي يصيبج شي.. نخاف على روحنا بعدين من ريلج
غصـون وهي مستحية: فديت ريلي.. والله يا غزلان مادري شقول لج. صج ان الفرقى تخلي الناس تحس لبعضها.. احس روحي غير يا غزلان.. لي سبب اعيشه ولي هدف..وفوق كل هذا.. اكو طعم للعيشة..
غزلان وهي تلم اختها: فديت عمرج يا غصون.. والله انج تستاهلين كل الخيـر..

التفتت غصون الى المعازيم تراقبهم.. وانتبهت الى ام مساعد وبناتها.. والتفتت الى ام مسـأعد اللي كانت تراقبهم بابتسامة
غصون: اخ منج.. الظاهر انج لفيتي خيوطج على عمة المستقبل.. مبروك عليج
غزلان بحيا: شلفيت خيوطي؟؟ اصلا اهي ما تعرفني زين..
غصون: والله؟؟ (بخبث) انا يوم طالعوني مثل ما تطالعج ام مساعد كلها اربع شهور وانا فبيت ريلي.. مع اني كنت اعرفه قبل لا اتزوجه.. مقدما يا غزلان مبروك عليج.. وان شاءالله اكون قادرة اني احظر عرسج..
غزلان وهي منحرجة: انتي ماتيوزين.. هذي مشـكلتج
غصون : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

------------------------------------
في صالةالرياييل اللي كانت عبارة عن خيمة راقيـة مفتوحة بحديقة بيت بو زياد اللي كان يتخللها الجلسة لخشبية.. كان لؤي قاعد ويا مسـاعد اللي الهدوء صار جزء منه..محد كان متوقع ان مساعد يظهر في العرس.. لكنه ياهم وصدمـهم كلـهم.. ولكنه بعد ما اختلط باحد الا بو زياد وزياد اثناء المباركة.. والا معظم الوقت كان قاعد ويمة اخوه.. لان اابوه را ح الحداق بروحه كعادته كل ليلـة..
لؤي: امففففففف.. عمري ما يا في خاطري اني اروح ويا ابوي حداق كثر هالليلة..
مسـاعد وهو مبتسم: متملل؟
لؤي يناظر مساعد بطفولية:.. بيني وبينك.. محتـار..
مسـاعد: من شنو؟
لؤي: الله يدري ..
مسـاعد وهو يتجاهل السالفة: على راحتك عيل..
احترق لؤي: ادري فيك بتقول جذي..
مساعد يبتسم ببرود: لؤي. هالموضوع مو وقته.. بكلم بو زياد
لؤي: متى؟؟ اذا نزل النبي عيسى؟؟؟
ناظره مسـاعد ببرود.. : لؤي؟؟
لؤي: شنو لؤي؟؟ لؤي يحترق هني ولا احد مهتم فيـه.. (برجا) مساعد دخيييييييل والدينك كلم ابوها... قول له على الاقل انك تبيه في سالفة.. خذ لنا موعد.. يابوك اي شي من هالسوالف.
مساعد يبتسم: جم تعطيني؟
لؤي وهو يمسك عند رقبته: اي شي.. ورقبتي سدادة

اختفت ابتسامة مساعد.. لان ماكو شي بهالوقت اهو يبيه غير فاتن.. ولؤي ما يقدر اييبها له
مسـاعد: عطني دقايق بس..
قعد لؤي مكانه وهو مو مصدق.. تجدم مساعد والظاهر ان الكل مشفق على حاله وعطوه درب.. وهالشي ابدا ما عاون مسـاعد.. كان على العكس يحسسه بضعفه وعجزه.. حتى ولو هو يمشـي.. لكن مشي على اعضاء صناعية يختلف مليون مرة عن الاعضاء الحقيقية ولكن شجاعة مساعد اخفت هالألم في اعماق نفسه اللي بدت تعطي نفسها ترياق.. وهالترياق اسمه :ما بترجع مثل ما كنت يا مسـاعد.. عيش وضعك: وبانهزام القوة اللي كان يتحلى فيها بيوم تقدم الى ابو زياد اللي ابتسم له بقوة كبيـرة ومشجعة.. وسوى له مكان يمه..
بو زياد: حيا الله من شرف علينا.. يا هلا والله
مساعد: هلا فيك.. الشرف لنا..
بو زياد: عاش من يانا والله.. مع اني كنت بزعل عليك لو تأخرت علي خمس دقايق زيادة
مسـاعد وهو مستغرب: ليش عاد؟؟ كل هالزوار وتزعل علي
بوزياد وهو يقرب راسه من مسـاعد: تدري انك ولدي الثاني.. وما ارتاح انا يا مساعد الا وياك.. شي فيك مني.. يخليني ارجع لروحي قبل..
مسـاعد بحزن عميق ولكن بابتسامة شجاعة/ هذا ايام قبل.. الحين تغير كل شي.
بو زياد: حتى الحين... وانت في غمرة الاحساس اللي تمر فيـه...
مسـاعد وهو يغير الموضوع: انا يايك في موضوع شوي.. حساس..
بو زياد اللي تخوف من مسـاعد وموضوعه .. لأا يكون بس استقالته:.. شهالموضوع؟
مسـاعد: خير ان شاء الله.. بس الوقت ولا المكان مناسبين لمثل هالمواضيـع.. حدد لنا موعد عشان انشـوفك..
بو زياد وهو يمسك يد مساعد: خبرني يا مسـاعد. شلموضوع..؟؟
مسـاعد وهو ما يلاقي مخرج ثاني الا بقول الموضوع بشكل مختصر:.. الله يسلمك.. يايينك نخطب بنتك.. غزلان.. لاخوي لؤي..
استغرب بوزياد من مسـاعد: اخوك لؤي؟؟؟ وينه اخوك؟؟ اللي وياك؟
مسـاعد وهو يبتسم: اي هذا هو..
بو زياد: هذا صغير..
مساعد: ههههههههههههههههه.. لا يغرك ويهه الطفولي.. هذا كبير ماشا الله عليه.. طاف ال23 سنة.. وبنتك مثل ما تعرف تشتغل وياه.. وهو معجب فيها وما يبي يفرط فيها
بو زياد: عندك حق..
استغرب مساعد: في شنو؟
بوزياد: لا المكان ولا الوقت مناسبين لهالكلام..

حس مسـاعد لحساسية بو زياد.. وضحك عليه.. لان اللي يتكلمون عنها مو اي وحدة.. هي بنته ومدللته وحبيبة قلبه الغالية.. وبيحس بالافتقاد لو احد كلمه عنها.. واتفق ويا مسـاعد على باجر العصر في ديوانيته .. عشان يتكلمون عن الموضوع..
مشى مساعد عن بوزياد وهو يودعه.. ولؤي اللي كان واقف برع الخيمة احتار مساعد وين يلاقيه.. طلع من الخيمة وهو يتصل فيـه..
رفع لؤي وهو متخوف من قلب: شنو؟؟ رفض؟؟
مسـاعد: انت وينك بالأول؟
لؤي وهو حامل السماعة: وراك بالضبـط..

التفت مساعد الى لؤي اللي كان واقف وشكله ماينحسد عليه.. الخوف واصل الى عقدة حواجبه.. ابتسم له مساعد بصدق عشان يطمنه.. لكنه بعد ما حرك فيه شي.. تم لؤي كانه سارق حلاوة او نص دينار من ابوه..
راح عنده مساعد: علامك لؤي؟؟؟
لؤي: علامي؟؟ انت ماتلاحظ ريلي شلون تتنافض؟؟؟
نزل مساعد عيونه الى ريل لؤي وضحك: مالت عليك.. وتبي تتزوج؟؟ ياخوي الزواج للقلوب القوية.. اذا بترتجف ريلك من اول غير رايك بسرعة قبل لا يفوت الاوان
لؤي وهو يصطلب لا اراديا:.. ليش؟؟؟
مساعد وهو يبتسم: لان باجر بعد المغرب بنروح لهم

فقد لؤي توازنه ومال عند مساعد اللي مسكه بقوة لكن كان على وشك انه يفقد توازنه.. لان اللي يحمله شي صناعي وما يحمل قوة كبيـرة..
مساعد وهو خايف: لؤي علامك
لؤي وهو شبه المحموم: ماصدق.. من صجك انت؟؟ ليش باجر زين؟؟ ليش مو بعد باجر؟
مساعد وهو مشكك: انت قلت لك باجر وجوف ويهك.. بعد تتم يومين على حالتك هذي.. ؟ شفيك لؤي؟؟
لؤي وهو يمسح العرق من جبينه: ماصدق مساعد.. اني بتزوج
مساعد وهو يمشي عنه: بعده ما صار شي وانت جهزت؟؟
لؤي وهو يلحق وراه: يعني تعرف شلون مساعد.. الف بنت في الدنيا.. لو غزلان مو اهي اميرة احلامي؟؟ شبسوي فروحي؟؟
التفت له مساعدبنظرة ناكرة:... لؤي...
فهم لؤي كلام مساعد:.... ان شاء الله.. بهدي .. شهيـــــق_( شهق بقوة) زففيــــــــــــر(زفر براحة).. يودني مساعد (وفقد توازنه
مساعد: يااااااااااااااااه لؤي كل شوي بمسكك..خلنا نروح لابوي..
وقف لؤي مكانه وهو منصدم: نروح له ؟؟ وين؟؟ المركب؟
مساعد وهو يبتسم: من زمان ما تنسمت هوا البحر.. خلنا نروح لابوي..
لؤي: يالله خلنا نروح.. بس من الحين اقوللك.. تخاطر لو تخليني اسوق.. يمكن افقد توازني ولا شي..
مسكه مساعد من رقبته:.. عشان اخذك واحذفك في البحر رحلة بلا عودة..

-----------------------------------------
في بيت ام جراح كان الكل مجتمع... فاتن وخالد وسماء ومناير وجراح وعزيز وعزيزة وعيالها.. والجوو كان صاخب بهم.. يلعبون المونوبولي.. وخالد وجراح ضد مناير وسماء.. وفاتن منعزلة بزاوية تراقبهم بابتسامة وعيون عزيزة واختها على البنت اللي فقدت مزيةالحياة..
عزيزة: خانت حيلي فتـون..لمتى بتظل جذي؟
سعاد: ياليت ادري.. جان اعيل في الايام.. بس عشان ترد بنتي مثل قبل.
عزيزة: ليش ما تروحين وياها العمـرة
سعاد بحزن: وين اروح والعيال في البيت؟؟ لو المدرسة جان معليه..
عزيزة: انزين روحي وياها ويا جراح.. وانا بتم هني ويا عيالج..
سعاد: لا ما كلف عليج يا خويتي
عزيزة: هو عليج.. الحين انتي ياما تكفلتي بالقنبلتي اللي عندي (تضحك سعاد) ما تبيني اتكفل بعيالج؟؟؟ خذيها يا سعاد.. خلي رعاية الله تردها .. البنت يختي صايبتها عيـن.. وانضربت بأربعين ايامها..
سعاد وهي تناظر فاتن: والله ان قلبي تعبان على بنتي.. مادري شفيها.. مادري ليش احس اني خلاص خسـرتها.. فاتن منصابة من وفاة ابوها..
عزيزة وقلبها حزين: خانت حيلي .. يعل عيني ما تبجيها... شقولج سعاد؟
سعاد وهي تفـكر: مادري والله.. اليوم بحاجي راعينا..
عزيزة تبتسـم.. وتناظر خالد وجراح ومناير وسماء اللي يلعبـون بمرح.. وركزت على خالد اكثر:.. ويلي من هالصبي.. بطيحنا في ورطة
سعاد: من قصدج؟
عزيزة بهمس: خالد... انتي ما تعرفين اهل البنت يا سعاد.. تراهم ناس كبارية.. ام احمد يارتي سولفت لي عن ام البنت.. راعية مشـاكل وما تعامل الا مخافر وشرطة..
سعاد بتحدي بسيط: ان جان اهي قوية في اللي اقوى منها.. واصلا بعد ما بخلي البنت جذي.. لازم ابعد بينها وبين خالد.. ما خليهم جذي.. عيب يا خويتي الله ما يرضى. صج انهم قاعدين جدام عيوني بس بعد يتم غلط..
عزيزة تبتسم: بس بعد..ردت الروح فيه..
سـعاد تبتسم:.. اي والله.. مو بس فيه.. الا فينا كلنا..

بانشغال سعاد وعزيزة عن فاتن..استغلت الاخيرة الفرصة انها تنسحب من المكان.. كغير العادات الى خارج البيت.. مو الى الحديقة او لغرفتها.. لبست شالها وقعدت عند الباب وهي تراقب النجوم باتساع السماء العريضـة... تغرق الكل برحمتها وعطفها ولمسة الله الشافية تطال القريب والبعيد.. سكرت عيـونها فاتن وهي تذرف دمعـة ساخنة.. اهدتها الى مجموعتها الغالية من الدمع.. الى صاحب هذه الدموع.. مسـاعد..
يوم عن يوم – جال في بال فاتن هالكلام- يوم عن يوم يا مسـاعد حبك يعمر في خفوقي مثل الشرارة اللي بدت تحرق كل مافيني.. حتى اني ماطيق المكان بلياك... ماطيق النفس من غيرك.. ياليتني بس اقدر اوصل لك.. لو فيني جان رميت بعمري عند ريلك.. يالله تقبل فيني مرة ثانية.. ماقدر اصدق اني سبب تعاستك كلها.. وسبب اعاقتك..
ان جان اكو شي يقتل فاتن باللحظة اهو ان مساعد لحق وراها بالمطار بليلة سفرها.. مثل ما لحقت عليه اهي قبل .. لكن الفرق فيما بينهم انها لقته.. لكن اهو.. لقى الاعاقة بدلها.. ويوم قصت عليها مناير حادث مسـاعد من للي سمعته من مريم ماقصرت عليها.. خبرتها بالضبط اللي صار..ان مساعد ظل فترة محتبس عنه الاوكسيجين بسبب ان السيارة انضغطت عليه.. وطاح في غيبوبه.. وانجرحت الريل بشدة ان الجرح ما الئم واضطروا انهم يقطعونها من الركبـة.. والقدم الثانية انقطعت اثناء الحادث..
نزلت فاتن راسها على ركبتها بحزن قاتل.. من يوم عرفت من مساعد انه معاق ومقطوع الريلين ما رمت بعيونها عليه عشان لا تجثي على ركبتها من الفاجعة.. ما تصورت نفسها قريبه منه باي شكل من الاشكال.. لانها مستحيل تقبل في شي اهي اضرت فيه..عقدة الذنب اقوى منها .. وفوق كل هذا اهو ما يبيها خلاص..
متى يا مسـاعد تطلقني وتفكني من هالمعاناة.. عالاقل لو صرت محرم علي يكون الوضع احسن من اني اعرف انك قطعة مني وما اقدر الاقيك.. هالعنى وهالمعاناة كلها بتروح وتخليني بحالي..
ما لاحظت فاتن الشخص اللي وقف عند الباب وتم يناظر حزنها العميـق بقلب مسلي..
وهو يقعد مشعل عند الباب كلم فاتن: انتي بعد الليل غدر فيـج؟
انتبهت بجفلة.. ولاحظت من مشعل بس ريله الممدودة على الأرض وويهه كان مخفي ..: .. ياليته الليل.. على الاقل ينقشع وايي النهار.. انا غدرتني الدنيا بحالها
مشعل وهو يبتسـم:.. الله يعينج.. مريت باللي مريتي فيه.. وما اتمناه لاحد..


سكتت فاتن لدقايق من صمت البكاء.. ومشعل يتناهى لمسامعه شهقاته الخفيفة.. فابتسم وشاركها حزنها.. لدرجة انه غصب الدمع يسيل..

مشـعل: تدرين يا فاتن...حزنج هذا.. ذنبي انا.. ما كنتي بتمرين بكل هالاشياء.. لوانا..
فاتن تقطعه وهي تمسح دمعتها: لا تقول لو... لان لو ما تنفع بهالوقت..
مشـعل وهو يمسح دمعته المريرة: لمشكلة اني ماقدر وصف لج اللي كنت امر فيه.. لانه في مثل هالحظة يمثل شي ... ماله معنى...


سكتت فاتن وهي تخر من الدمع الغالي..

مشعل: فاتن..تؤمنين ان القلب يقدر يحب أكثر من مرة..
وعلى طول تذكرت فاتن مسـاعد. اهو قدر يحبها من بعد حبه الدفين لعالية.: يصير.. ليش لا..
مشـعل وهو يناظر السمـاء:.. حتى لو كان الحب القبلي. عميق بعمق الجدران وشقوقها..
فاتن وهي تغمر قلبها بيدها :.. مادري..
مشـعل وهو مبتسم:..ابجي يا فاتن.. وخلينا نبجي.. يمكن سموم الدهر اللي طاحت علينا تختفي.. او تنمحي..


مسحت فاتن دمعها من غير قصد.. وكأن الوقت داهمها.. او اهي تطاولت عليه وصار من الافضل لو انها تبتعد عن وجود مشـعل.. ولكن يا في بالها سؤال.. واستفسار اهي محتارة منه..

فاتن: امك وابوك؟؟ وينهم؟؟
مشـعل وهو يتنهد بقوة.. لان هذي هي الحرب الي اهو لازم يستعد عشان يواجهها: كالعادة.. امي في رحلاتها الدبلوماسية.. وابوي في رحلاته الغير دبلوماسية.. اللي الله أعلم بها..
فاتن وهي توقف:.. مشعل.. ليش رديت سمـاء.. وليش رجعت انت.. وليش غيرت كل اللي صار.. صار وانت سمحت له انه يصير ويتقبح بافعال نندم عليه اليوم.؟؟


وقف مشعل وولى ظهره لفاتن وتكلم بمشـاعره اللي كانت مخبية عنها فما قدرت تعرف اهو في اي حالة من الحالات العاطفية

اسهب لسان مشـعل: فاتن.. انتي فيوم ابكيتي القلب مرارة وشعلتي فيني اللي ما يحترق.. ايماني .. ايماني اللي رحيلج زعزعه.. ولكني استرجعته بشي ابعد من الايمـان.. لكن بعد.. بدموع سمــاء بهذيج الليلة.. وبلحظة الحرمان الي عميت نفسي عنه لكن لقيته فيج يا فاتن.. لقيته وانتي في المطار.. وحيدة منعزلة وغريبة.. يمكن اشد غربة من الوضع الي كنت فيه. لانج كنتي في غربة قلب... وغربة حب... اما انا... فكنت في غربة غيابج عني.. وما كنت متوقع انج تحبين واحد غيري... (التفت لها على اخر جملة.. لقاها واقفة والدمع محيـــر الكون باسراره) .. يا فاتن.. اكتشـفت.. اذا انتي نبع الطيبة بحياتنا هذي الي نمر فيـها.. ما سوينا لج وللي حواليج الخير.. لمن نسـويه..
فاتن وهي تبجي بحرارة وتحس بالتعب يتخللها:... تعب هالدنيا... تعبتني هالدنيـــا.. تعبتني عقد الذنب.. وتعبني مصيري.. ماصدق ان في انسان يشقى مثلي... ماصدق..
مشـعل وهو يكابد دمعة في ويه فاتن: اول عذابج بدى بسببي.. ويمكن انا اللي كنت محققه.. سامحيني يا فاتن.. سامحيني.. لاني ما كنت شجاع بحقج وحق اللي كان بيناتنا يوم... لكن هذا نصيب الله فينا.. انتي تروحين وانا اروووح.. ونرجع بالاخير اخوان..
فاتن وهي عتبانة على الزمن:... بلش هالمرض.. مرض وساقمني وباليني.. باليني وما يخليني اهنى لا بليلي ولا نهاري
مشعل وهو يبتسم ويناظر في فاتن باخوة عظيمة اكتسحته:.. يقولون يا فاتن من حبه ربه بلاه... فشـرايج انتي؟؟


سكتت فاتن وتمت تناظر مشـعل اللي بان لها مثل ليلة سعد في صيف حار ومتعب.. ابتسمت وسط الدمع وهام نظرها بغرق الدمع.. وما فتحت عينها من بعدها الا مشـعل داخل بيـتهم.. وهي واقفة عند الباب تناظر الفراغ.. حست بالانتماء لاول مرة لشي غريب وعجيب.. حست بشموليتها في رحمة الله..

مسحت ساخن الدمع: يمكن... يرحم الله دمعي الجاري.. ويردك لي يا مسـاعد..

 
 

 

عرض البوم صور brune   رد مع اقتباس
قديم 16-05-07, 02:51 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16524
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: brune عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 69

االدولة
البلدFrance
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
brune غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : brune المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



وصـدرت اولى نسـخ الكتيب اللي حضرته مريم بعنـاية.. كانت صفحة الغلاف رسمـة وردة حمرا متمايلة وكانها آيلة للسقوط.. لكن الظل اللي يتخللها اهو اللي يحميها من السقوط.. وكانه مساعد اهو الوردة والظل اهو عاليـة اللي تحميه وتمسـك طوله عشان لا يتهافت.. اما عنوان الكتيـب من بعد البحث الجاد والطويـل وصل الى.
((ما بعد الحـب..))

مريم وهي تكلمها مناير بتأثر:.. حلـو مريوم
مريم وهي ساكتة تتمنظر في الغلاف.. وكأنها تحس بنقصانه..
الريال اللي مريم متعاقدة معاه: هذي مثل ما قلت لج يا اختي نسخة اولية ونقدر نعدلها لج.. احنا سويناها جذي عشان نبينها لج..
مريم وهي تناظره بفراغ.. ما تدري اهي بالضبط شتحتاج: مادري والله.. اهو حلو.. وبليغ لكن بعد احسه فاظي..
الريال وهو يطلع لها الواح عشان يراويها: شوفي عندج اكثر من قطعة .. قرري بينهم.. ومثل ما خبرتج قبل.. تقدرين انتي بنفسج تييبين الصورة اللي تبينها.. مهما كانت بسيطة احنا راح نغيرها لج ببرامج الكمبيوتر..

تمت مريم تتصفح في الصور وهي محتاجة صورة بليغة.. صورة يقدر اي احد اول ما يلاقي الغلاف يشوف اي نوع من المعاناة مجسدة في الصفحات..
فلقت من بين الصـور صورة واحد واقف وراسه موطـى.. وكانه واقف على حافة شي ويناظر بللي تحت.. وحطت صبعها كفاصل بين لصفحات.. وتمت تدور بين الصـور ولقت صورة قديمة لقلم من الريش.. والحبر متناثر يمين ويـسار.. على الورق وعلى الصبع اللي ماسك القلـم.. فما قـدرت الا انها تتنـهد بحبـور.. وحتى مناير بعد تمت تناظر الصور وياها
مناير باندهاش: مريوووووووم الصور روعة..
مريم وهي تناظرها بفرحة والتفتت الى الريال:.. ابيك تخلط بين هذي الصورة (تقلب الصفحات)وهذي الصـورة.. ابي الريال يكون ورى كالخلفية وهالقلم والريــشه في المقدمة
ابتسم لها الريال: فهمت عليـــج.. انتي مري علينا باجر ان شاء الله وبتكون النسـخة بيدج.. وتقدرين تحطين عليها لمســـاتج او افكارج..
مريم وهي فرحانة: مشكور ياخوي وما تقصر..
الريال: حياج الله الشيخة اي وقت..

طلعت مريم ويا مناير وهم فرحانات.. بالاخص مريم .. لان حلمها اخيـرا بيتحقق.. واخيرا فاتن والعالم كله بيعرف اي نوع من العشاق اهو مسـاعد.. واي نوع من الحب بعده موجود في هالزمن..
مناير وهي فرحانة: ماصدق مريوووم.. اخيــرا بيطلع الكتاب.. اخيــرا بقدر اقرااااه واعرف السبب اللي خلاج تسوين كل هذا
مريم وهي تلف بالسيارة من البارك: تصدقين منور.. عمري ما حسيت اني انجزت شي مثل هذا.. صدقيني.. الكتاب بيكون شي فظيــع.. شي كبيـر بيرد القلوب لبعضها..
مناير: بس انا اللي مو عارفته انتي ليش قررتي انج تنشرينه.. جان عطيتي فاتن الاوراق وبلا لف ولا دوران..
مريم وهي تضحك: حلوة ذي لف ودوران... يا مناير.. الشي جاهز جذي على بطنه مو حلو.. لازم يكون فيه شويه تعب عشان الناس تقدره.. انا ادري ان من بعد ما ينزل الكتاب مسـاعد بيكفخنـي.. لكن بكون شجاعة وبستمر الى النهاية..
مناير : اي عرفت لكن ليـــــــــش؟؟
مريم: يا مناير.. احنا في زمن الحب صار شي مرتبط باللاخلاقيات.. وكل الناس تقول وينهم عشاق قبل اللي حبهم ما يموت.. شوفي مساعد في حبه لعالية كان يحيا.. وبحب فاتن يضحي بحب كان سبب حياته.. اخوي مساعد على الرغم من كونه تمثال القوة في حياتي الا انه طلع انسان يعيش على مطلب من احد ثاني.
مناير : وهالشي يبينه ضعيف؟
مريم: لا يا مناير.. هالشي يبينه انسان مثلنا مثل الكل... انسان يمكن اكثر محتاج لوجود اشياء معينه في حياته.. اشياء تبين للمجتمع ان الحياة لابد وانها تكون مليانة بألوان.. وان كان الحزن والهم منها.. فهي الوان ولازم يتحلى بهالانسان في حياته..

سكتت منــاير وهي تحس بكلام مريم البليغ.. صج كلامها.. كل انسان محتاج للألوان بحياته.. الوان الحب والوان الصداقة والمعاناة والفرحة والدموع.. والا ما كانت حياته فيها اي نوع من انواع التجارب.. لكن شحيله اللي ما يكبت حزنه او معاناته..
قطت مريم مناير عند البـاب.. وقبل لا تروح عنها نادتها
مريم: منوور.. حسج .. لاحد يعرف باي شي من اللي نسويه.. لا تخترب كل المخططات.. بعدين من لنا ذيج الساعة؟؟
مناير وهي تبتسم: افاعليج.. انا قدها وقدووود.. مع ان السالفة مافيها اجرام ولا اسرار الا اانها بعد لسبب نبيـل..
مريم: وييييييييييييه ماقدر عليج.. نبيل ولا عبدالله
مناير: يالله ذلفي.. سلمي على نورة..
مريم بابتسامة: وانتي بعد سلمي على الكل!!!

---------------------------
لؤي متحقرص.. يحس ان التوتر شـل حركــته.. من يوميـن راحو بيت بو زياد وكلموهم عن اللي يبونه منهم.. الا وهي غزلان.. وبو زياد ما رد عليهم بالحال وطلب منهم مهلة عشان البنت تفكر.. مع ان لؤي ظن ان السالفة ما فيها تفكير لان غزلان عطته الموافقة او الاجازة انه يروح ويطلبها لكن المهلة خلته يتراجع عن هالافكـار.. لو ان غزلان غيرت رايها.. او ابوها فهمها ان الفقير عمره ما يستوي ويا الغني.. وانه وانه وانه.... لكن لااا.. اهي قالت ايه.. قالت ايــه..
جراح وهو يناديه داخل البنك بهمس: لؤي... لؤي
انتبه له لؤي:.. هااا؟؟
جراح: وينك ... انا احاجي من مساع؟؟
لؤي وهو يرف بعيونه: لا ولا شي.. شكنت تبي؟؟
جراح: وقع هني عشان القرض..
لؤي وهو مستغرب: ليش؟؟ قبلو كفالتك..
جراح وهو مبتسم: ايه قبلوها.. ويالله وقع هني..
لؤي وهو فرحان لكن بنفس الوقت خايف: جراح ما ابي اورطك.. لو مثلا ما رضت
جراح: وقع انت الحين لا اغز القلم بعينك.. ما رضت.؟ على كيفها ؟؟ ان ما رضت انا اعرف شلون اخليها ترضي
لؤي وهو يتحمس للمزاح: شلون؟؟ بتكسر سيارتها ولا تقط راس حصان في سريرها؟؟؟
جراح: لا اكسر سيارتها ولا شي.. بس انشر اشاعة انك بتاخذ منور اختي واخليها توصل لها.. وبعدين خلاص..
لؤي وهو يفكر: منور؟؟ اي والله انا شلون ما فكرت باختك.. شوف ان ما رضت غزلان انا باخذ اختك اوكي..
جراح اللي انصدم من كلام لؤي: جب يالله جب.. تاخذ اختي؟؟ اصغر عيالك وتبيها.. يالله وقع
لؤي: هيهيهيهيهيهيههيهييو... خاف المســـكين.. انا اخذ منور؟؟ ليش ناقص ينون؟؟ (يتنهد بقوة) مادري ليش.. في قلبي احساس ان اللي اتمناه ما بصير..
جراح وهو يتنهد: تفائل بالخيـر يا حظي.. قول انشاء الله يصير خير.. لا تصير لي بعد جذي فاقد الأمل.. رب العالمين موجود وانت تيأس
لؤي وهو يقوم: استغفر الله رب العالمين... زين انا برد البيـت ما حس ان فيني قدرات ابداعية اليوم

طلع لؤي من المكان وهو متنرفز.. ما يقدر الا انه يتشائم بالموضوع.. لانه شاف ويه بو غزلان يوم خبره مسـاعد بذيج الليلة..وذكر شكثر كانت قصرهم في ابهى حلاته بذيج الليلة.. وشكثر بانت حياة لؤي اقل بهرجة من المكان البسيط.. وقدر يعرف –من غير ما يخبرونه- عن اسلوب حياة غزلان.. وعرف غلااها في قلوبهم..
مسح جبينه بقوووة وعنف وكانه يبي يبعد الافكار من باله.. تخصـر وهو منزل راسه.. يطالع ذرات الغبار الي حتى اهي ما كانت متماثلة.. بعضها غامج والبعض فاتح.. بعضها يتحلى بصفة خاصة والبعض ما ينذكر...
لؤي وهو يلبس النظارة:.. يا ترى يا غزلان انا وانتي راح نكون ذرة غبار؟ \
راح البيت لؤي وفي الدرب تلاقى مع مريـم اللي كانت توها داخلة البيت.. ابتسمت في ويهه وما رد عليها لابتسامة.. فاستغربت مريم هالشي وما وقفت اكثر عشان تفكر.. دخلت البيت وما لقت احد بالصالة قاعد.. راحت المطبخ من بعد ما قطت عباتها وراحت عند الماي تشرب.. الا ولؤي يدخل.. ويرمي روحه على الكراسي وهو شبه المنســدح..
طلعت مريم من المطبخ وهي تبتسم ولكن بعد مستغربة من حال لؤي..
مريم وهي ترفع معنوياته:.. واساب مان.. واي يو ساااد؟
لؤي وهو ماد البرطم: ناثن.... من وين ياية
مريم: مشوار ويا منور!!
لؤي وهو يعدل عيونه تحت النظارة: ما جنها كثرت طلعاتج ويا منور؟
مريم وهي رافعة حاجب بخفة: حتى لو .. علامها منور عشان ماطلع وياها
لؤي: وييييييييييييع.. عاد طلعي ويا بنات من عمرج.. مو وحدة كبر بنتج لو انتي من بنات اول وتزوجتي وانتي صغيرة
مريم: ههههههههههههههههههههههههههههههه.. مالت عليك عاد..
لؤي وهو يتقرب من مريم : مريوم.. قوليلي.؟؟
مريم: شاقول؟؟؟
لؤي: انا قبيح؟
مريم وهي تنفجر من اضحك: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههاي. .
لؤي وهو زعلان: مالت عليج عاد...
مريم وعينها تدمع: اذا انت قبيح انا شطلع ام سودة للي عيوني ملحة مثل الصابون؟؟
لؤي وهو ينفخ ويهه: انتي ليش جذي لازم تدخلين في السوالف..
مريم وهي تنحني له: انت مو قبيـــح.. انت جميـــل واجمل انسان شفته بحياتي..
لؤي وهو يبتسم بطفولة رائعة: يعني ما بترفضني غزلان..

سكتت مريم وهي تفكر بالموضوع.. من حق انصدمت يوم عرفت من امها انهم رايحين بيت بو زياد يخطبون غزلان للؤي.. حست ان بالفعل جدار صدمها.. مع انها اعتذرت وما راحت لانها كانت مشغولة في اشياء ثانية بالبيت.. لكن بالفعل انصدمت.. لؤي يعني ما غيره معجب في غزلان.. وشلون اهي ما قدرت تعرف هالشي؟؟ يمكن لانها كانت مشغولة زيادة عن اللزوم.. لكن اللي تمنته من كل قلبها مريم ان غزلان تكون من نصيب لؤي.. لانه من صج معجب فيها.. وما قدرت مريم تعرف حقيقة هالشي الا يوم بدت تدقق في ملامحه وهو مستعيل ويعيل الكل وياهم.. وشلون كان على وشك انه يبوس يد مساعد اللي عصب في اخر اللحظة..
مريم: تكون غبية... وام حمار لو رفضت.. وحتى لو ارفضت..اهي الخســرانة!!.. يوم انها ما تناسب دخيلي مثلك يا نظر عيني..
لؤي وهو يسند راسه على الجدار: مادري يا مريم.. فيني احسااااس الله لا اييبه لاحد.. انها بترفضني..
مريم: قول لي سبب واحد يخليها ترفضك..
لؤي: غناها...
مريم: الفلوس وصخ دنيا
لؤي وهو يفكر: حياتها الراهية..
مريم: فقراء يغنيهم الله..
لؤي وهو يناظر مريم بابتسامة: الجمال..
مريم وهي تشمر يدينها: عاد لهني وخلاص..

جان تحط يدها على رقبة لؤي الي كان يضحك من قلبه على مريم وعلى حبها الكبير والجنوني واعتدادها بنفسها.. وشلون ان حالتهم الاجتماعية ما تفرق عندها ولا تهمها.. صج ان جراح محظوظ بمريم.. ولمعت الفكـرة في راس لؤي..
مسك يدين مريم: بسج عاد خنقتيني من قلب..الا اقول لج وينه مسـاعد..
مريم: مادري عنه.. خلنا نروح له غرفته..
لؤي: يالله.. مرة وحدة اتسلف منه ما عندي فلوس..
مريم وهي تضرب بيدها على ويه لؤي: مالت عليك وتبي تعرس..
يدفعها لؤي: جبي مالت عليج..

راحت مريم ويا اخوها عند دار امها من بعد بحثهم اللي ما لقوا فيه اخوهم... كانت ام مسـاعد قاعدة عند سيادة الصلاة وهي تقرى قرآن..
احتارت مريم: ندخل ولا شنو؟
لؤي بهمس: اذا تصلي بنعرف واذا القرآن دقيقة وحدة ما بتعطلها...

اتفقت مريم ويا اخوها ودخلو.. ولحسن حظهم ان امهم انتبهت لهم..رمت مريم بنظرات الاستنكار وابتسمت في ويه لؤي..
ام مساعد: هلا يمة..
لؤي وهو يقعد عند امه على الأرض: هلا بالغالية الطيبة,, تقبل الله يمة
ام مساعد بابتسامة: منا ومنكم يمة..
لؤي وهو يطالع مريم ويطالع امه: يمة وينه مساعد؟؟ دورناه وما لقيناه؟؟
ابتسمت ام مساعد: اخوك اليوم داوم بالشغل بس متـاخر.. تملل من قعدة البيت وأنت تعرفه زين موته ولا الفراغ..
استغرب كل من لؤي ومريم لكن في نفس الوقت مدحوا شجاعة مساعد انه يرجع الشغل من يديد باللي فيه:.. والله انا طول عمري اقول ان مساعد سوبر مان لكن اليوم طلع خوش سوبرمان..
ام مساعد: اخوك على اللي صابه من اللي ما يستحون ولا يرحمون..(تنهدت مريم واستدارت عشان تطلع) الا انه طلع من كل شي قوي.. اخيرا اهو تربيتي مو تربية احد ثاني..
لؤي وهو ينشد مريم: تعالي هني.. وين رايحة؟
مريم وهي تناظره بحزن: بروح أكل..
ام مساعد بنغزة: اكيد بتاكلين.. طالعة من حزة الغدى والله العالم وين رايحة..
مريم وهي واقفة بألم: يمة انا خبرتج انا وين بروح ومع من بروح.. وانتي لو ما عجبج هالشي جان قلتيلي لا تطلعين
ام مساعد وهي حاوسة ثمها: والله قلما همني وين بتروحين ولا وين بتيين البنت اللي تمشي كيفها على الكل مو بنتي.. (بهمس علبالها محد يسمع)ياليتني يبت بنت وحدة وعشرة صبيان..

تجرعت مريم كلام امها بكل قبول.. وانسحبت من الغرفة تحت انظار لؤي اللي كان مشفق عليها.. لكن على غير العوايد هالمرة اهو كان مستعد انه يكلم امه عن هالسالفة.. لان مريم لا تستاهل ولا سوت الشي اللي يمكن يخلي امه تقول لها مثل هالكلام..
لؤي: يمة .. ساعات الانسان يظلم بهالدنيا بداعي ظلمه... والمظلوم لا ظلم احد ما يتم مظلوم.. لا تظلمين مريم يمة.. مريم طيبة وما تبي الا الخير اللي انتي يمكن ساعات بداعي غيرتج علينا ما تشوفينه..
ام مساعد: انا ما شوف الخير لكم؟؟؟ ليش ان شاء الله يعني هالكثر انا انانية وما اهتم لكم؟
لؤي وهو يمسك امه: يمة جوفي انتي شلون تقولينا الكلام من غير حتى ما احنا نفكر فيه.؟؟ يمة اسلوبج ويانا في الفترة الاخيرة... من طيحة مساعد ما كان يساعد احد فينا على انه يعيش في جو مرتاح في البيت.. (يبتسم لها بحنان) ويمة انتي اللي كنتي دوم تدوسين على اليمر عشان نعيمنا احنا.. شوفي مريم شكثر محتاجة لج.. وانتي ما تكلمينها الا باسلوب يسم الخاطر.. هذي مريم يمة ولا نسيتي
اغرورقت عيون ام مساعد: ومريم نستني يا لؤي.. ونست اخوك وطيحته وعناه وتعبه ووقفت ويا هذيج البنت اللي من دشت حياتنا اهي وعايلتها احنا ما لاقينا خيــر .. لا تلومني يا لؤي.. انا شفت ولدي ينذبح بدل المرة مرتين ومو قلب هذا اللي يستحمل.. وخصوصا في الضنى .

سكت لؤي لان ما كان على كلام امه أي تعقيب.. فقامت ام مساعد وهي تحمل القرآن وتسحب السيادة من على الأرض
ام مساعد وهي تذرف دمع: بعدكم ما صرتوا أهل ولا والدين.. فشلون بتقدرون تحسون او انكم تقكرون باللي انا افكر فيه واللي انا صرت اعيش فيه من حملي بمساعد لحتى هاللحظة ومريم تسوي اللي تسويه بس عشان تغضبني..
لؤي بنظرة حنونة: ما يا على خاطرج ان هالشي يمكن يساعد مســاعد بدل لا يظره؟
جذبت ام مساعد لانها تعرف ان روح ولدها في ذيج البنت: لا... ما خطر لان اخوك ما يبي البنت وخبرني بهالشي.. اهو يبي يطلقها باسرع وقت.. بس يخاف عليها ويخاف على اهلها...

ماصدق لؤي ولا كلمة وقام من مكانه...
وقفته ام مساعد قبل لا يطلع من الدار: اسمعني يا لؤي.. لا تظن انك في يوم من الايام اذا سويت شي بخلاف رغبة اهلك انت بتفرح بهالشي.. حتى لو انا ما كنت راضية فما بقدر اسوي شي.. لكن رب العالمين يقدر يسوي اشياء.. رضا الله من رضا الوالدين...
ابتسم لؤي في ويه امه: غريبة مووو يمة؟؟ ان الله وصانا عليكم وعلى رضاكم.. يمكن ساعات انتو تنفذون اللي يضرنا من غير ما تدرون... وما تقدرون تلاقون شي من وصايا الله اللي تخليكم تحطون بالكم علينا... المال والبنون زينة الدنيا يمة... والزينة ما لها الا الفرحة.. لكن شوفينا كلنا الحين ... ولا واحد فينا مرتاح بحياته.. ليش انج مو راضية عن واحد فينا... فشرايج الحين يمة؟؟؟


سكت لؤي وتم يناظر امه اللي كان الحمق واصل لخشمها منه.. لكن اهو بويهه الملائكي والطيب انسحب من الغرفة ومن البيت كله مرة وحدة... يكفيه اللي فيه.. وتمنى لو ان مساعد موجود عشان يقدر يخفف اللي فيه..لكن هذا امتحان لك يا لؤي ولازم تجتازه بروحك في هالوقت.. لان اهلك وناسك وربعك واصدقائك ما راح يكونون موجودين لك طول الوقت.. انت لازم تتخذ اصعب القرارات في حياتك ولا زم تتحمل عواقب كل شي وتتحمل ضغوطات كل الاشياء اللي تتمناها تصيــر...
-------------------------

بحـــيرة وقفت غزلان جدام المنظرة وهي تناظر شكلها.. يومين من طلب ابوها منها انها تفكر في موضوع لؤي.. مع ان تنبيهات ابوها كانت لا تعد ولا تحصى الا انها ما شكلت أي فرق بالنسبة لها.. وهالحيرة اللي داهمتها من زيارة بيت الدخيلي بيتهم.. للحظة وما اطول هاللحظة فكرت بحياتها ككل.. شلون كانت وشلون اهي وشلون بتصير لو مثلا اهي قبلت بلؤي.. لازم تفكر -وان بينت طريقة تفكيرها سطحية – بمستواها الاجتماعي والعاطفي والعائلي اللي بتكون اقل منه في كل النواحي.. لان لؤي مو مثل فهد زوج غصون اللي يمتلك تجارة واسهم وثروة طائلة وحسابات في البنوك..

دخلت غصـون الغرفة وهي تطل براسـها: مشغولة؟؟
غزلان وهي تناظرها من المنظرة: لا ابد... (تلتفت لها) حياج


دخلت غصون ببطنها الكبير وهي تزفر.. واستراحت على الكرسي الوثير اللي عند الزاوية يم الدريشة

غصــون: ااااه.. متى بس يطلع هللي في بطني.. عمري ما توقعت الحمال بهالصعوبة
غزلان بابتسامة وهي تقعد على السرير وتمسك العمود المتوسـط: صعب لكن حلو مو؟
غصون بابتسامة ماكرة: اذا عندج واحد يدلعج ويحبج ويبوس الارض الي تمشين عليها
غزلان وهي ترفع حاجبينها بخبث: شقصدج؟؟ تحريني
غصـون: معاااذ الله.. هههههههههههههههههههههههههه ..


سكتت غزلان وهي تناظر غصـون وكأن الكلام على لفظـها لكن شي ما يمنعها من الكلام

غصـون وهي تفكر بللي يمر في بال غزلان: محتـارة؟؟؟
غزلان وهي تناظر غصون بعيون ذاهلة:... شدراج؟
غصون بابتسامة عريضة: اعرف لهالنظرة زين ما زين ابيه.. ما ابيه... زين لي.. مو زين لي.. شي طبيعي وعادي..
غزلان وهي مستغربة برود اختها واستخفافها: تظنين الشي هين ولا بسيط؟
غصـون: اكيد موسهل ولا هين ولا بسيط... هذي حياة كاملة انتي لازم تفكرين عنها
غزلان: حياة كاملة... وشخص غريب يدخل هالحياة الكاملة..
غصون بابتسامة: هذا شي ما توقعته فيج
غزلان: شهالشي؟؟
غصون : حيرتج في لؤي.. توقعتج بتوافقين على الحال..
غزلان بحزن: مادري غصـون.. قبل كنت افكر غير.. ويوم صار الصج.. تغيرت افكاري كلها...
غصـون: مثلا؟؟
غزلان وهي تقوم من مكانها وتمشي وسط غرفتها:... ان الاحلام الوردية مالها اي حقيقة في عالمنا هذا.. ان البيت الصغير اللي في ديرة صغيرة صار ما يكفي.. ان لؤي.. (تلتفت الى غصون) ما راح يلبي لي نص اللي انا القاه هي من غير ما طلبه..
غصـون وقفت وتوجهت الى الباب.. ولكن غزلان انصدمت من حركتها.. وقبل لا تطلع غصـون وقفت مكانها والتفتت الى غزلان:.. غزلان.. انا في هالحظة.. وانا حاملة هالولد اللي في بطني.. وبعهدة زوج مينون فيني.. اتمنى لو ان في يوم من الايام مساعد سوى هذا كله لي.. او انه التفت لي بلحظة.. لان كل هالفلوس وكل هالسعادة الزائفة مالها اي معنى لو كنتي في بيت صغير ولكن مليان حب.. طالعيني.. وتعلمي مني.. ان احنا نحيا مرة وحدة.. ونموت مرة وحدة.. نحب مرة وحدة.. ونتزوج مرة وحدة..


بعد كلامها اللي اجاب على الأسألة اللي مرت في خاطر غزلان في أيام.. وبينت حقائق اهي كانت غايبة عنها.. طلعت غصون من المكان وهي مخلفة اشبه بالشفقة واحساس بالنجاة في قلب غزلان .. ووكان كلام غصون اهو كل ما احتاجت له غزلان...

غزلان وهي تتكلم:.. مسكينة انتي يا غصون...تمنيتي ريال حب بعمق.. وحب مرة ثانية بصورة اعمق.. ولكن ما قادر يتنهى في هالشي.. يمكن لو انتو الاثنين تلاقيتو كنتو بتسعدون؟؟
------------------------------------

مسـاعد على التلفون:... لا يـمة.. هدي بالج.. يمة ما قصدها شي... ولا لؤي قصده شي.... (تهفف) يمة وللي يسلمج عاد.. اكسري الشر.. زين لا تبجين... هه. ولا عشان خاطري؟؟؟ افا يام مساعد.... انتي تبجين انا يتزلزل كوني... يالله عاد عشان خاطري..
ام مساعد وهي تبجي في التلفون: ولله .. والله اني متحسفة.. ليت بطني انشق ولا يبت هالاثنين.. ولا اختك بعد قالبته علي... انا لؤي يقول لي هالكلام.. انا يا مساعد؟؟؟؟ انا شذنبت بدنياي عشان يصير كل هذا معاي.. عيال انتو؟؟ عيال ولا عوووق؟؟
مسـاعد وهو مو طايق حال امه: يمة انتي بس هدي بالج واله ما يسوى عليج.. واوعدج اول مارد البيت (يطالع الساعة) ما باقي شي ترى.. كلها ساعة وانا عندج وبكلم هالثنين.. انتي بس لا تعصبين اكثر..صحتج يا يمة..
ام مساعد: انت بس لو تسوي لي اللي انا ابيه.. صدقني.. مو صحتي.. الا ساااس الصحة كله بيرد لي.. سو اللي يرضيني يا يمة .. اسمع كلامي وانا امك..
غير الموضوع مساعد 180 درجة عشان لا تزيد امه من آلامه: يالله يمة انا بخليج الحين وابيج تهدين اعصابج.. فمان الله الغالية
ام مساعد: فمان الكريم يا وليدي..


سكر مساعد التلفون وهو مشدود الاعصاب وكانه بيخنق احد.. يا الشغل عشان يشرد من قرقة البيت والفراغ القاتل... ولكن كل شي قاعد يلحقه مثل الشي اليوعان اللي ما يخليه يهنى ولا يرتاح ويعيش في حالة دائمة من الصراع والتوتر القاتل..

حط كوعينه على الطاولة وسند راسه وهو ماسك جبينه... كان شعره مرتب بالجل ومصفوف بطريقة حلوة لكن الي مشوه ملامحه اهي اللحية الغير مرتبة والهالات السودة والضعف الغريب اللي انتاب جسمه من التوقف عن الرياضة.. حتى انه يوم دخل المكتب ما تعرفت عليه موظفة لااستقبال الا من بعد ما ابتسم لها برسميته الجميلة.. وتم الكل يناظره ويرافقه بعيونه وهو يمشي الى المكتب.. عمره ما مر بهالموقف المحرج في حياته كلها.. لكن لكل شي بداية.. وهذي بداية حياته العملية بالعاهة المستديمة اللي فيه.. العرج كان واضح وصلابة مشيه على الأرض كانت ملاحظة وبقوة في المكان.. لكن اهو ما اهتم.. مشى وهو رافع راسه.. وخشمه يقطع الهوا مثل السيف في النفحة الساخنة.. لمن وصل الى المكتب وعطى نفسه الفرصة انه ينهار على الكرسي بتعب نفسي اكثر منه جسدي... وتم يشتغل ويستفسر عن الحسابات اللي هو مسؤول عنه فعرف ان بو زياد شخصيا كان يهتم فيها من غير تدخل احد... وكل شي رجع له في اللحظة اللي اهو وصل فيها.. وبوزياد ما كان يقدر يكون فرحان اكثر.. على الرغم من انه متوجس من خطبه لؤي لغزلان الا ان اللي في البيت يظل في البيت والشغل له حرمته ومكانه الخاص..

تم يدور على رزمة اوراق من بعد ما سكر التلفون عن امه واتصل في الموظفة البديلة عن نجاة اللي عندها اجازة الأمومة...

الموظفة: هلا استاذ مسعد
استغرب مساعد من تغير اسمه: اسمي مساعد... ابي اسألج عن اوراق حساب المالكي... وينها ؟؟
الموظفة باحراج : اهي عندي انا قاعدة ادخل بيانتها في الجهاز واول ما خلص بييبها لك
مساعد: وييبي معاج البريد الخاص...
الموظفة: بس انت قلت انك ما تبيهم ايوم
مسـاعد: عندي ساعة فاظي بقعد افرزهم الحين.. ولا عندج مانع؟
استغربت الموظفة وقاحة مساعد الخفيفة لكن وقاحتها اهي اكبر يوم انها تسأل وتترادد مع مديرها:.. دقايق وهم عندك..

سكر مساعد عنها وهو يتحلطم..

يات موظفة ووقفت عند الموظفة البديلة:... ههلووو
الموظفة البديلة بمزاج متعكر: ما عندي وقت..
الموظفة الثانية: ويييي علامج؟؟ جن قارصج فار ههههههههههههه
الموظفة البديلة: مو فار.. قولي الا صابين علي ماي بارد..
الموظفة الثانية: اوووووووووووه.. قصدج الجليد.. المعروف باسم مساعد الدخيلي؟؟؟ ياخيج تعودي ترااااج بعدج باول يوم وياه
الموظفة البديلة: ليش اهو شفيـه؟؟؟
الموظفة وهي تقعد عند الطاولة: بس صاده حادث وقطعو ريله وتم في غيبوبة فترة طويلة.. ولا فوق كل هذا الظاهر ان خطيبته راحت برع وجن ماتت..
الموظفة البديلة وهي مستغربة وفاجة عيونها: حلفي؟؟؟ وا عليه ما يستاهل..
الموظفة الثانية: عادشقول لج.. الدنيا جذي يا وخيتي غدااارة..
الموظفة البديلة: عيل خليني اكمل الي عندي لا تغدر فيني الدنيا.. كلش مالي خلق الزف والهواش.. كفاية بو زياد باول الأيام..


بعد فترة من الدقايق دخلت الموظفة الى مكتب مسـاعد اللي كان يتصفح في ملزمة عقد لحساب يديد عند مكتبه يحتاجون الى نصيحته فيها.. كل هالامور اللي يتوكل بها مساعد من شأنها انها تخليه يحس بالثقة بالنفس.. ويحس لغروره واعتداده يرجع فيه .. ويوم التفت الى الموظفة البديلة لقاها حاملة بوكس بني كرتوووني فيه البريد الخاص بمسـاعد .. لاحظها لقاها بنت هزيلة الغباء يبين على ملامحها الا ان السذاجة غالبة شكلها فتخليها جميلة ومشفوق عليها..

حطت البوكس على الطاولة وسحبت الملف اللي كان على غطاه: هذا هو الملف اللي طلبه.. وهذا البريد... وترى معظم الرسايل فتحها بو زياد .. الرسايل اللي تتعلق بالحسابات طبعا..
سحب مساعد البوكس لعنده: واهي فيها اشياء غير الحساب..
فكرت الموظفة وهي مسكرة عيونه وحاوسة ثمها ومساعد يراقبها باستغراب.. وفجاة لمع شي بعيون البنت: اي لحظة نسيت شي..
طلعت من المكتب تحت استغراب مساعد واستنكاره لهالبنت.. : الله يردج على خير يا نجاة..
دخلت الموظفة وهي حاملة مغلف بني مسـكر : وهذا الشي بعد وصلك من فترة.. فترة طويلة شوي.. وكان عند نجاة..


شهالشي اللي ياه من فترة ولا احد فتحه.. هذا الشي اللي طرى على بال مسـاعد.. واخذ الظرف من عندها واهي اخذت دربها وطلعت من المكتب..

حط مساعد المغلف بعد ما دقق فيه لفتـرة.. وسحب البوكس لعنده للرسايل الموجودة في البريد.. لكن شي حاس في نفسه خلاه يمد يده الى الظرف ويفتـحه.. طلع بداخله لقاه رزمة من الصور وبينهم ورقة.. طلع الورقة لقى فيـها اللي انكــتب

<< ما كان عندي شي فرحت اظهر الصـور.. وطلعت.. وقلت ارسلها لك.. يمكن تعجبك.. فاتن>>
مؤرخة قبل الحادث وقبل سفرها وحتى قبل رجعتها.. فشي ارتعش في من الصميم.. وسحب الصور من الظرف بسرعة... وانسابت الصور ما بين يدينه على الطاولة وبعضها على الأرض لانها زلقة..
اول صورة طاحت بيده اهي صورته ويا مريـم بابتسامة اخوية حلوة.. والصورة الثانية كانت صـورة مريم بس وهي تضحك بعمق قلبها وحامله شعر البنات اللي تموت فيه.. فابتسم مساعد.. ولف على الصورة الثالثة لقاها صـورة لفاتن وكانها مو منتبهه في الصـورة .. كانت ملامحها جميلة مثل ما عهدها.. منحوتة واشبه بقطعة من الجمال.. ونظرتها اهي نظرة الغرابة والغموض اللي حملتها بعيونها من اول ما عرفها.. لاخر مصادمة له وياها..
والتفت الى الصورة اللي طايحة على الأرض.. سحبها وهو يكابد اللي فيه من اشجان متجمعة.. لقاها صورة له اهو وفاتن واقفين يم بعض.. وكانهم ملتفتين الى الصورة.. شي في الصورة خلاه يحس باهتزاز قوي فيه.. كانت فاتن لاصقة فيه على جنب.. والدبلة واضحة للعيان بلمعانها.. وكانهم لبعض.. وكانهم مخلوقين من بعض... فاستغرب وجوده في الصورة.. استغرب كونه هالشخص واستغرب كون فاتن هالانسانة اللي شافها قبل جم يوم... واللي حملها بتعبها واحزانها الى البلد وغادر عن عيونها مرة وللأبد.. ماقدر يناظر الصورة اكثر.. فقلبها على الطاولة وسكر عيونه وسند راسه على الكرسي.. نفس الألام تمر فيه من يديد.. ونفس التوجعات.. لكن ماكو اي دوى مناسب. ولا شي يخليه يحس بخفة الشي او خفته..
يوم حس ان حالته خفت.. رفع الصورة مرة ثانية.. وتم يدقق فيها.. يحاول يلقى شي من الحقيقة في الصورة غير ضوء الشمس الساطع.. وحقيقة كونهم لبعض.. والتفت الى الصور الباقية.. ولقى الصور ممزقة للقلب.. ابتسامة فاتن الناصعة.. وضحكها الطفولي ويا مريم.. وصور ثانية لها ويا جراح باول ايامهم في اميـركا.. وين ما كان حزنها تاج جمال تحمله مثل البجعة بعنفوان الكبرياء.. ولها صـورة لحالها في الشقة ماخوذة.. واقفة عند الدريشة اللي تطل على الشارع واللي دايما كان يلقاها هناك مثل الطير المحبوس.. كانت تناظر للي برع.. والصورة اللي بعدها كانت تناظر اللي يصورها بنظرة الغموض..
ترك مساعد الصـور وهو يحس انه يتلاشى من الوجود.. ابتلع غصة عميقة وبغضب جامد تسللت اصابعه الى الصور عشان يشقها.. لكن وهو في نص عمليته حس ان في شي يمنعه من اتلاف الصـور.. لان الحقيقة الصارخة كانت موجودة.. فاتن له واهو لها.. لكن عند من؟؟؟ من من الناس اللي بيقبلون رجوعهم.. غروره وكبرياءه يمنعه وبشدة.. يطالبه بالذبح .. بتعقير هالحب اللي يعمر مثل الجمر واللافا بخاطره ونسيان اللي صار..

وطاحت عيونه على صورة فاتن اللي واقفة فيها وتناظر اللي يصورها.. وحس انها موجودة. مو في الصورة بل في المكان معاه..
خاطبها بصوته الكسـير:.. اصعب الأوقات.. اهي بالرفض والقبول.. وانا رافضج..لكن كل اوداجي تقبلج برحابة... اهديني بدل الغموض.. نظرة الحب يا فاتن...نظرة حب خالية من الدمع.. وخالية من الألم.. وخالية من اللوم... ولانج ما بتقدرين... فما راح يكون لنا اي مصــير..
---------------------------------
كان الجو ساكن في ذيج المغربية والكل في حالة من السكون.. مشعل في البيت قاعد وهو يتسمع الى الاسطوانات وهوسه فيهم.. وسماء في بيت خالتها كالعادة وهي حاسة بالدنيا اللي مو سايعتها.. خالد ما كان يتواجد في البيت بسبب هالشي.. عشان يخليها على راحته وعشان ما يخلي اللي ما يرضى الله عنه يصير.. بعده وعدم تواجده في البيت ما يأثر عليه لان فرحة وجودها بينهم وفي نفس المكان اللي هم فيه تغطي على كل شي..
حس مشـعل لفوظى صايرة تحت.. فتوقع انها يمكن سمـاء ويا احد من من بيت بو جراح.. وتمنى في خاطره لو انها تكون مناير.. لانه من رد مع سماء ما لقاها ولا شافها.. وتمنى لو انه يلاقي ويهها السمح مرة ثانية.. فنزل من غرفته الا ان وقف عند استراحة الدري اللي في المنتصف.. وشاف الغير متوقع...
كانت امه وهي لابسة نظارتها الانيقة وبدلتها الدولتجي قبانا العاجية وهي تكلم الخادمة عشان تدخل اغراضها الى غرفتها.. واهي تناظر المكان التفت الى ولدها الواقف بصدمة وابتسمت بقوة وسيطره..
سلوى: ولدي الغالي.. تعال سلـم على امك..
نزل مشـعل بتردد وهو يحاول انه يبتسم بزيف لكن ما قدر الا انه يمد شفاته شوي.. عشان يرد ويوقف مكانه بصدمه اكبر من الأولى.. هالمرة اللي دخل البيت كان ابوه.. وبنفس مظهر امه كان ابوه.. في منتهى الرقي ومنتهى الأناقة...
مشـعل : يبا؟؟؟
سلوى وهي تتقرب من ولدها: مفاجاة صح.. ما لقينا روحنا الا في نفس الفندق ونحظر نفس المؤتمر.. فكان هالشي كفيل انه يشعل شراره الحب من يديد .(تضحك بتصابي غبي) شخبارك انت؟؟ ومتى رديت من السعودية؟
بو مشعل: مشعل شلونك؟
راح مشعل عند ابوه يحيه:.. هلا فيك يبا.. حياك الله..
سلوى: زين حبيبي ما قلت لي.. متى رديت من السـعودية..

مشعل اللي مو عارف شيخبرهم.. ان سماء وياه هني في البيت.. وانه غير كل اللي اهم سووه في يوم.. وانه تغير عن الي اهم تمنوه منه في يوم.. ما عرف شيقول لهم..
مشعل: قبل جم اسبوع..
ام مشعل وهي مستغربة: جم اسبوع؟؟ انا متصلة في جنا.. وما قالت لي انك موجود...
مشـعل وهو يبرر: لا بس كنت مشـغول شوي وما صا..

الا وبفوضى سماء اللي تدخل بضحكــتها العالية واللي صارت مألوفة من ردت للحين.. لكن الضحكة اختنقت في الحنجرة يوم لقت ابوها واقف ويم مشعل واقفة امه.. وكأنها بريلها ترجف من قوة الصدمة والخوف انها ترجع للي كانت فيه في يوم..
بو مشعل بصدمة :سمــاء؟؟؟ شتسوين هني؟؟؟؟
وقفت سماء وعيونها شبه السايحة وهي تناظر اخوها اللي انقذها في يوم وتتمنى لو انه ينقذها مرة ثانية.. لكن المشكلة هالمرة اهو اللي يتمنى النجاة قبل اخته..
سلوى بغضب كبير: انتي ما تقوليلي شلون رجعتـي.. وشلون خلوج تطلعين من هناك واحنا مشددين على كونج في محيط المدرسة طول الوقت.. يا نتفة الشر انتي..
وتوها كانت بتروح عند سمـاء اللي متقدة من الخوف والتوتر الا مشـعل يمسـكها..
سلوى وهي مستغربة من ولدها: مشعل؟؟ اختك شلون هني..
مشعل من غير ما يناظر امه بعيونه: يمة.. سماء انا رديتها...

سكت عنها مشـعل وراح لعند سمـاء.. ووقف مجابل امه وابوه ومخبي سماء وراه.. ورفع عيونه وهو يناضل للشجاعة..
مشـعل: سماء خلاص.. ما بترد اميـركا مرة ثانية.. مكانها هني في بيتها وبين أهلـها..
بو مشـعل وهو مندهش: لا والله؟؟؟؟ وبأمر من هالكلام
مشـعل وهو يتوسل ابوه بعيونه: لا بأمر احد ولا برغبـة احد.. كافي انانية يبا.. سماء انسانة من حقها تعيش مثل ما كلنا نعيش..
سـلوى: انت ناسي شلون نزلت خشمنا للقاع بعمايلـها؟؟
مشـعل وهو يتوسل امه بعيونه: يمة.. سماء ما سوت شي غلط.. كل اللي تمنته في هالدنيا اهي نظرة الحب منج او من ابوي.. او حتى مني انا... (يلتف لعندها ويناظر عيونها اللي معانقة الأرض من الخوف) سماء يمة اكبر مظلومة بيناتنا.. وانا ما هنا لي بال وانا عارف اننا ظالميـنها..
سـلوى وهي تصرخ وتهز اركان البيت وياها: هذي نطفة شر.. ولازم نســحقها ونسـحق غرورها علينا.. اليوم ان سكتنا عنها باجر شبتسوي ويا سخافتها ويا ولد اليران؟؟
بو مشـعل: سلوى كافي صراخ
سلوى وهي ترتد على زوجها مثل الحيا: وانت اللي ما لك حق تتكلم... انت اللي يبتها وحطيتها على قلبي وهدمت حياتي وحياة ولدي بسببـها.. انت السبب في كل شي.. فلا تتوقع مني اني اسكت اكثر.. (تناظر مشـعل بكره وبشاعة) عمري ما توقعت ان ولدي ينجلب ضدي.. لكن شاقول.. جبان من ظهر جبان... وان جان انت ما تقدر تردها من محل ما يات.. انا بردها..

تجدمت سلوى خطوات ومشـعل يتراجع ويا سمـاء عنها وبدت انات الاخيرة تصدر بوضوح تعلن خوفها وارتباكها.. ولكن اللي وقف سلوى هالمرة كان مشـعل بيده وهو يمنعها
مشـعل: يمة.. يمة وانتي امي الغالية واحلفج باللي اغلى ما عندج. خليها يمة.. خليها بيناتنا يمة كافي فرقى وكافي قطيـعة
سلوى: مستحيل.. انا مستحيل اخلي سبب تعاستي على الأرض تعيش وياي.. كافي 18 سنة وانا اناظرها شلون تكبر وشلون تنهي كل شي انا ابديه.. كافي .. وجودها في حياتي غلط بغلط.. (وبدت حقيقة مشاعر سلوى المجروحة كمرة تظهر) اهي اللي حرمتني من كل فرحتي بهالدنيا.. اهي اللي خلتني اصير اللي اصيره.. اهي ووجودها الغلط في حيـــاتي.. انا كان لازم اذبحج يوم كنتي صغيرة عشان ما خليـــج..

واختــفى صوت سلوى بصفعة زوجها العميــقة اللي خرست كل الألسن.. سماء من شدة صوت لصفعة تشبثت بظهر مشـعل وكانها ما تبي تفارقه.. عيون مشـعل كانت متوسعة على منظر امه المنكــسر واكثر شي على ابوه اللي يبين ضخم وكبيـر في ذيج اللحظة.. اولى ردات الفعل العنيفة من ابوه تجاه سلوى وكلامها الجارح على مدى السنين..
سلوى وهي منصعقة:..... حسيــــن؟؟؟؟
بو مشـعل وويهه مشتعل يمــر:.. كافي يا سلوى... كافي..... كفاني ما ياني منج على طول هالسنين..... كفاني .. وكفااااها بنتي منج... غصبــن عليج.. رضيتي ولا ما رضيـــتي.. سمـاء بنتي.. البنت اللي يبتها عن حب.. مثل مشـعل.. اللي يبته عن حب.. .حبي لج.. أللي عمرج ما حسيتي فيه ولا بتحسين فيه دام هاي افكارج...
سلوى وهي تتوعد فيه: انت جنيت على نفسكـ.
بو مشـعل وهو يناظرها بشزر: انا جنيت على نفسي قبل 23 سنة.. اول ما تزوجتج.. تزوجتج بقلبي لكن انتي عمري ما شفتي قلب.. شفتي فلوس ومنصب ومركز وكل هالأمور.. ظنيت انج بتتغيرين.. لكن لا.. وتلوميني لو رحت ودورت على حب انسانة ثانية.... ؟؟؟ مالج حق..
ســلوى وهي معصــبه: مالي حق؟؟؟ مالي حق؟؟ من اللي هجر الثاني يا حسين.. من اللي ياب التعاسة لبيتنا؟؟ من ؟؟ انا ولا انت؟؟؟ كنت تقدر تصبر .. لكن لاأ.. ما ياز لك الصبــر..
بومشعل: اصبر؟؟ واشكثر اصبر عليج.. اربع سنين وانا انتظرج واصبر عليج لكن انتي ما كنتي ولا في يوم تهديـــن.. لكن هذا مو وقت الكلام.... (يلتفت لسمـاء) سما يبا.. تعالي يمي..
سلوى: خذ بنتك واطلع من بيتي.. وانا بتم ويا ولدي..

ابت سماء الروحة وظلت متشبثة ولكن بقوى اكبر بأخوها اللي منصعق مكانه من اللي يصير...
بو مشـعل وهو يراشيها:.. سما يبا.. تعالي عندي.. ما بسوي فيج شي... تعالي...
سلوى: روحي ويا ابوج وهاتي ولدي..
بومشعل: تعالي حبيبتي.. تعالي ويا ابوج..
هزت راسها سماء برفض ودمعتها تحرق خدها.. : مابيك.....
تألم بو مشعل من كلام بنته وبانت آلامه على ويهه ومشـعل اللي تكلم: .. احنا بنطلع من هني..
بو مشعل وهو يحس بان احزان الدنيا طاحت على ظهره:.. وين بتروحون
سلوى تعيد السؤال: وين بتروح مشعل؟؟؟
مشعل وهو ماسك يد سماء : بنروح بيت الشالية.. او اي مكان يظمنا.. لكن خلاص.. احنا ما نبيكم... (يكلم امه) خلي البيت والمركز الاجتماعي لج يمة.. احنا ما نبيه خلاص... وانت يبا... خلك هني ويا اللي تصبر عليها وتصبر عليـك...عيشو حياتكم.. لانكم مشغولين من العقاب.. احنا نزل فينا عقابكم... ولتهتونا بحياتنا لحد هذي اللحظة وين ما تبون تقسمونا بيناتكم.. انا لامي وسماء لك.. اعرفوا اننا ما نبيكم.. ما نبيكم.. انا بتم لاختي واختي بتم لي.. وهذا شي لا انت ولا امي بتلاقونه يوم لا فيكم .. ولا فينا....

ترك مشـعل امه وابوه وسحب سما معاه لفوق عشان يلمون اغراضهم ينسحبون من المكان نهائيا... وقفت سلوى مكانها وهي تحس ان المكان فظى مرة وحدة من الكل.. لان حتى بو مشعل انسحب من البيت وطلع.. ولا تدري وين راح.. لكن قلما يهمها هالشي يروح وين ما يروح لكن ولدي ما ياخذه وياه.. ولا تاخذه بنته العقربة... فلحقت ورى مشعل لداره.. ولقت الباب مفتوح وهو يسكـر جنطته اللي مافجها.. كانه يحس انهم لو ردوا بيخلفون هالنوع من التعاسة عليهم..
سلوى وهي تلم مشـعل بعصبية: مشعل.. انت عمرك ما مشيت خلاف كلامي.. عمرك ما سمعت شور غير شوري.. غيرت سماء بالك.. قدرت انها تسم قلبك علي يا يمة .. هالحيا الرقطى
مشـعل وهو ينفض نفسه من امه بعصبية: يمة بس خلاص.. كافي يمة كافي... حرام عليج.. حرام عليج ذنب هالبنية حاملته في رقبتج وما يهون عليج حالها ولا لدقيقة....؟؟ تلومينها على اللي انتي سويتيه
سـلوى بصدمة: يمة... هذي انا امك.. مو وحدة غير... تفضل الدخيلة علي انا؟؟
مشـعل ودمعته جارية بغير تصديق: يمة اي غريبة واي دخيلة؟؟؟ يمة هذي من لحمنا ودمنا.. هذي اختي يا يمة.. اختي اللي تحملت فيها وحبيتها على كرهج لها.. حبيتها وحملتها في قلبي مثل الوردة اللي انتي ما تعرفين لقدرها.. يمة انتي لو تدرين غلاج في قلب سمـاء ما قتي هالكلام..
ام مشعل وبتصرف جنوني تلم مشعل لقلبها بتشبث وكانه بطير: ما بخليها تاخذك مني.. ما بخليها تاخذك مثل ما اخذت امها ابوك... ما بخليها
مشعل يحاول ينفض نفسه بلطف من امه: يمة خلاص ما عاد لج اي سلطة علي... ما تقدرين تمنعيني
سلوى وهي تصرخ وتنفض مشعل من بين ايدينها: لااااااااا... انت ولدي.. انت ولدي محد ياخذك مني... محد.... ان كانت اهي بتاخذك.. فبذبحها.. ابذبحها قبل لا تحرمني منك...

وطلعت من الغرفة وهي تمشي وتتخبط في مشيها ومتوجهة لغرفة سمــاء الي كان بابها مغلق .. وفجته بقوة كبيـرة لدرجة ان سماء اللي كانت واقفة تناثرت الثياب من يدها على الأرض.. وانقضت عليها سلوى مثل الوحش الضاري ماسكة رقبة سماء..
سلوى: انتي السبب.. انتي السبب في تشتت بيتي.. موتي وريحيني منج.. موتي..
سمــاء وهي تتضرع بصوتها المخنوق من يدين سلوى: ... مش... عل..

دخل مشعل الغرفة وشاف امه على هذيج الحالة وهي متحكمة في سماء اللي استغرب من عدم تحركها من شي... وفج امه بسهولة عن سماء وهو يضمها ويكبح جماحها المينون..
مشـعل وهو يحس بان قلبه متقطع: يمة كافي... كافي عليــج
سلوى وهي بين يدين ولدها: كله منج.. كله منج يا قطـعة الشر.. ما دخلتي حياتي الا وانتي معفستـها.. يعلني افقدج وافقد حسج من حيـاتي.. ياليتج تموتـين.. ياليـتج تموتيــن..

سماء ما تحملت الكلام اكثر.. ليش تتم في هالمكان وهي عارفة ان لها مأوى وان لها ملجـأ يسوى عن هالمكان الف مرة.. لو ما اخوها جان اهي ما تحملت ولا دقيقة قعده وياهم.. فطلعت من الغرفة وهي تسابق دمعها في الهمول.. وطلعت من البيت متوجهة بيت ام جراح اللي كانو ينتظرونها ترجع عشان يبدون غدى. وهي كانت رادة البيت من البداية عشان تعزم مشـعل مثل ما خبرتها ام جراح.
دخلت البيت ودموعها تخر وجسمها منهلك ومنهارة اعصابها واول من تلقفها كانت مناير..
مناير بخوف: علامج سموي.. ابطيتي.. (لاحظت ويهها المفجوع) سما شفيج... يمة لحقي على سمـاء..
طلعت ام جراح ويا فاتن من المطبخ وراحوا لعند سماء اللي كانت على وشك انها تنهار على الأرض وهي تردد: مالي اهل بهالدنيا.. ياليتني اموت...
قعدت ام جراح عند البنت المسكينة وهي تهدي فيها: يمة سما علامج.. علامج يمة توج طالعة من هني وانتي تضحكين..
سماء وهي حاطة راسها على ركبتها: محد يبيني خالتي.. ابيهم وما يبوني.. ابيهم وما يبوني خالتي... ابي مشعل.. هاتو اخوي .. وينه اخوي..

الا وعند الباب الجرس يضرب وام جراح اللي كانت ويا سما ما قدرت تطلع.. فطلت مناير على الباب.. ولقته مشـعل ومظهره يثير الشفقة في قلب الواحد..
راحت مناير عنده ووقفت بعيد شوي: مشعل علامها سما.
مشـعل وهو يلهث من التعب: ما فيها شي.. بس الله يخليج مناير تحملو فيها لمن ارد..بروح افتح الشاليه وارد لكم.. وباخذها من هني.. لا تخلينها تروح البيت.. خليها قاعدة عندكم..
مناير: انشاء الله.. بس تحمل في روحك..

ناظرها مشعل وكان يشوفها للمرة الاولى.. كاهي تحققت امنيته انه يشوفها.. لكن من بعد شنو؟؟ من بعد ما انهكه احساسه بالموت.. خلاص.. يحس ان ما بقى بالعمر قد اللي مضى وان اكو شي بصير لا محالة.. شي لازم يصير عشان يجمع سماء بالعايلة.. وهو لازم يقبل باي شي عشان سماء.. لانها بنت.. والبنت من تطيح ما تقوم مرة ثانية..
راح مشـعل بدخلة مناير البيت اللي تلقفتها سمــاء بلهفة: مشعل اللي عند الباب
مناير وهي تقعد عندها: ايه.. يقول لج تمي هني لمن يرد من بيت الشاليه وياخذج..
سماء وهي مرتعبة مكانها: راح عني وخلاني.. لا... مشــعل

طلعت سماء من البيت وهي تترنح ورى اخوها.. ولكن ماقدرت تلحق الا على غبرة سيارته .. تمت واقفة في نص الشارع وهي ملوعة وتبي اخوها... ما تبي تفارجه.. لاول مرة من عهدت اخوها تحس بمرارة فراقه.. وكان روحة مشعل مالها رجعة...
دخلت سماء بيت ام جراح وهي تبجي وتندب اخوها وكانه مات ...
ام جراح وهي تلمها: يمة حرام عليج اللي تسوينه في عمرج .. اخوج ما صار فيه شي.. راح يرتب لج البيت الي بتسكنين فيه..
سماء وهي غرقانة في حظن ام جراح: ييبو اخوي.. ابي اخوي.. أبييه خالتي.. ييبو اخوي...
ام جراح وهي تكلم فاتن: يمة روحي فتحي دارج خليني اخذها هناك ترتاح
فاتن وهي تقوم وقلبها منصاب: ان شاء الله يمة..

راحت فاتن وفجت الباب وتبعتها ام جراح اللي قومت سماء وخذتها الدار.. قعدت كل من مناير وام جراح معاها وفاتن ظلت واقفة على باب الغرفة وتراقب سماء اللي مو راضية تكفي بجي.. ولكن في قلب فاتن اللي في يوم حمل حب مشـعل بعناية شبه الخوف عليه..
فاتن بصوت منخفض: الله يحفظك يا مشعل. .وين ما حطت خطاك..
-----------------------------------------
تم الليل متوتر.. على كل عائلات قصتنا.. في بيت مسـاعد كان كل من لؤي ومسـاعد ومريم وامها متكهرب الجو عندهم.. مسـاعد كان صمته غريب وأثير.. وكانه متظايق بس هالمرة لظيق يحسه فيه فاتن.. ولكن آثر السكوت على الكلام والسكون على الحركة..
اما لؤي فالتوتر اللي مكتسحه مخليه يحس بالشلل والغثيان ومانعه من الكلام او راحة البال.. ومريم ويا امها ما يتبادلون الكلام.. وام مساعد حتى ما ترمي مريم بأي نظرة.. لكن مريم ما اهتمت لهالشي.. دامنها ما سوت شي غلط.. فهي بعيد عن الشك او القلق.. لكنها لاحظت حاجبين مساعد المعقودين .. وتنهداته اللي كل شوي تصدر منه..


الا بصوت لؤي يطـلع بهدوء..: مساعد.؟؟
مساعد بهمهمة من غير ما يلتفت له: هممم
لؤي وهو يناظر مريم اللي انتبهت له:... ما تظن ان طال الوقت وما وصلنا رد منهم..
التفت له مسـاعد: يوصلنا رد من من؟
لؤي وهو مستغرب: من الدكان؟؟ من بيت بو زياد بعد.. عيل من بيت من؟؟
مسـاعد وهو مستغرب: وليش هم اللي يتصلون فينا؟؟ اهم اللي خاطبينك والا انت اللي خاطب بنتهم
انصعق لؤي: يعني انا اللي لازم اتصل؟؟؟
مسـاعد وهو يحس بالقهر من غباء لؤي.. : اكيد يعني ليش انت ما تدري؟؟؟
لؤي وهو يضرب على جبينه: وانا صابر ثلاثة ايام على شنو يا حظي؟؟؟ يا حظي يالعثر... انزين يصير انا اتصل فيهم؟
مسـاعد وهو متظايق وماله خلق لاي شي: سو اللي تبي تسويه يا لؤي.. (وقام مسـاعد من مكان) بطلع شوي اشم هوا.
ام مساعد: وين تطلع بهالحر يا ولدي؟؟ الرطوبة تكسر العظام..
مسـاعد: ادري بس محتاج للهوا.. كتمة البيت موقفة قلبي... خليني بطلـع..


ومن غير ما يسمع كلام احد.. سحب مساعد عكازه او رفيج دربه الحالي والدائم.. وطلع من البيت وهو يرفع شعره عن جبينه.. الظاهر انه بقصه خلاص. الحر ما يسوى..

اما لؤي مسك مسـكة على امه يا تتصل يا ما يصير خير الليله ..: يالله يمة .. اتصلي..
ام مساعد: يمة وين اتصل فيهم بهالليل.. خلها لباجر
لؤي: لباجر؟ ناوية علي اموت ... انا من رحت لهم اي قبل ثلاثة ايام وانا نفسي ذايبة.. يلله اتصلي فيهم وعرفي شرايـهم..
ام مسـاعد: يمة والله عيب ناس يبون يرتاحون احنا نسألهم عن بنتهم..
لؤي: يمة وللي يسلمج اللي عافيج يالغالية.. اتصلي فيهم .. عاد يمة والله اترجااااااااج لا تذليني زود..


بعد هالترجي الي يشيب القلب حملت ام مساعد التلفون.. يمكن لانها اهي تحمل اللي يحمله ولدها من توتر.. ودقت الرقم واتصلت.. ومريم لاصقة في لؤي وهي تنتظر وياه احد يشيل التلفون..

كانت الخدامة اللي شالته: yes who's speaking?
ام مسـاعد: يه هذي من اللي تسولف بالعنقريزي.. شوفها يمة حاجها..
لؤي: شوي الا تطلع امها مافيني..
ام مساعد: وامها ليش تهذر بالانجليزي.. يمة خذ وحاجها..
سحب لؤي السماعة وقطه على مريم اللي انصدمت: شنوو؟
لؤي: كلميها..
مريم اللي مسكت السماعة وهي منصدمة ما عرفت الا انها ترد:.. هلووو any body on the line?
الخادمة: yes who's speaking??
مريم: is om zeyad home?
الخادمة: yes one minute


تم الهدء فترة وهي تنتظر احد يرد.. الا والصوت اييها برخيم الحنجرة..
ام زياد: ألو؟؟؟
رمت مريم السماعة على لؤي اللي رماها على امه وكأنها جمرة وتكلمت ام مساعد بعد ما رمت الاثنين بنظرة حارقة: الو.. السلام عليكم
ام زياد الي عرفت الصوت: وعليكم السلام يا هلا والله..
ام مسـاعد: يا هلا فيج يالغالـية علومج خويتي.. عساج طيبة
ام زياد :: بسماع صوتكم والله.. شخبارج شخبار العيال وبو العيال
ام مساعد: نحمد الله على نعمه الوافرة...
ام زياد: حيا الله ام مساعد.. والله استغربت تأخركم علينا.. قلنا مادري يمكن غيرو رايهم.. ههههههههه
ام مساعد: لا وين.. حد يلاقي القمر ويرفضه.. قلنا نعطي البنت وقت تفكر.. بعد هذا قرار الحياة كلها
ام زياد: بارك الله فيج خير ما قلتي يالشيخة.. عالعموم... احنا ننتظركم وننتظر زيارتكم وتشريفكم لنا..
ام مساعد وهي مبتسمة وتناظر لؤي اللي يقرم اظافره: بشرينا يام زياد..
ام زياد وهي تبتسم:... الله يجعله نسب الخير والعافية يا خويتي.. ويهني العيال في بعض.. مبروك عليج يا خويتي..
ام مساعد عرفت ان هذي هي الموافقة: الله يبارج في عمرج ان شاء الله.. انا اخبر مسـاعد بالموعد وان شاء الله نكون عندكم في الجريب..
ام زياد: ان شاء الله على خير وسلامة
ام مساعد: مبروك عليج يام زياد..
ام زياد : الله يبارج في حياتج
ام مساعد: بخليج الحين.. وتصبحون على خير..
ام زياد: وانتو من اهل الخيـر والعافية..


سكرت ام مساعد عن التلفون ولؤي كان متحقرص مكانه يبي يفرح بس يخاف منالفرحة لان اكيد قلبه ببيوقف..

لؤي وهو ماسك امه من الطرفين: شقالو لج .. شقالو لج؟؟؟
ام مساعد: وي شوي علي عاد انا مافيني حيل تهزني جذي..
لؤي وهو يخف على امه: يمة واللي يسلم والدييييييييييييييينج الا تخبريني.. شقالولج..
ام مساعد وهي تبتسم بغرور: اصلا شبيقولولي غير نسب الخير والعافية... هههههههههههههههههه
لؤي: يعني وافقت؟؟؟
ام مساعد: لا والله بعدها تفكر..اكيد وافقت مالت عليك من صبي..


وقف لؤي مكانه ومريم تصفق مكانها وهي تشجعه.. تم واقف وهو مسكر عيونه بقوووووة وكانه مو مصدق.. وفجأة راح التوتر ويه مكانه حلاااوة المستقبل اللي يشوفه جدام عيـنه.. غزلان فيه والحب والحنان كله فيه. وما قدر الا انه يصرخ ويقول..
لؤي: واخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــرا
---------------------------------------------
تم يمـشي وهو عارف خطاه وين بتحمله.. لكن ما حب انه يتكلم او انه يفصح لنفسـه.. وترك لنفسه العنان انها تقوده لوين ما يبي... لمن وصـل الى تقاطـع بيت فاتن.. ولقى الراحة تسري في صدره بخطى انيقة وهادية ومتسللة.. وتم واقف مكانه وهو مسـتعد انه يرجع من محل ما يا.. لكن شي فيه سحبه لجدام.. وظل يمـشي لمن وصـل الى جريب البيت ولقى انوار البيت كلها والعة لكن شي من الهجران في البيت.. وصل لعند الباب والتفت الى بيت النهيدي المجابلهم وحس بشي ثاني قاعد يصير.. التفت لبيت بو جراح لقى الباب مفتوح للباب الرئيسي.. فكر يدخل او مايدخل وفجأة سمع النحيب القاتل يطلع من البيت.. ودق قلبه بعنـف.. وبهـدوء دخل البيـت وهو يسحب نفسه على درجات الممر.. لمن دخل البيت وهو متوجس من اللي يصـير.. لكن ما طاعت نفسـه يدخل اكثر..يمكن احد مو متغطي ولا شي.. فصوت بصوته

مساعد: يالله..

وتم ساكت فترة وهو ينتظر احد يرد عليـه.. وكان عاطي ظهره لمدخل البيت من داخل وهو مجابل الدرب اللي يا منه.. والتفت يوم حس ان احد موجود... فلقاها فاتن وهي مصدومة من شوفته في المكان.. لكن صدمتها ما كانت اللي تهم مسـاعد.. كان ثوب العزا اللي لابسته اهو اللي شعب قلبه عليها.. فتم يناظرها وانفاسه تتلاحق بحرارة..
مسـاعد: شصاير؟؟؟
ما تكلمت فاتن وهي تناظر مسـاعد وكأن دعواتها قبلها الله وكاهو مساعد هني عشان يغمرها بعطفه وعزاااه في هاللحظة الكريهة..
تقرب منها مساعد وهو متوتر: فاتن تكلمي لا توتريني.. شصاير..
تلاحقت انفاس فاتن بسرعة ورى بعضها.. وشهقاتها بانت بقوة.. فما كان فيها الا انها ترمي بروحها في حظن مسـاعد وهي مو عابئة بشي من الماضي او اللي صار بيناتهم.. اهي ماقدرت تشوف بهاللحظة الا زوجها وحاميها والحظن الدافي اللي يضم احزانها..
حال مسـاعد كان ما ينوصف.. منه حزن فاتن الشديد وكونها في حظنه وهي ترتعش من الصياح.. حاول انه يتمسك بغروره ويفجها عنه لكن حس بان الغرور ماله مكان بهاللحظة.. لان الله الوحيد العالم باللي قاعد يصير الحين.. فاسترخت يده على راسها وهي يهديها..
مسـاعد: اوش فاتن.. سكتي.. سكتي وخبريني شفيج.. شصاير؟؟
فاتن بانفاس متقطعة في حظن مسـاعد: مشــعل... مشــعل مات... ماااات مسـاعد مات..
ما سمع مساعد الا كلمه مات..: من مات؟؟؟؟
فاتن وهي ترفع راسـها بعيونها المعذبة في ويهه: مات مشعل.. مشعل خو سماء.. مات اليوم... مات مات يا مسـاعد.. اخو ولقيته.. ومات.. ماااات .. مات مثل ما مت يا يبا... اااه عليك يا يبا... اااه عليك..

ورمت فاتن براسها على صدر مسـاعد وهو منصدم من اللي قالته... وعلى طول تذكر مشـعل.. مشعل الصبي اللي لقاه واقف ويا فاتن بذيج الليلة.. ومـشعل اللي تناجر وياه على اخته بهذيج الليلة ودافع عن خالد ضده.. وهدده وما كانت علاقتهم مصقولة مثل ما كان يمكن تكون.. لكن كل هذا في طرف وموت شعلة الشباب في طرف ثاني.. فما كان فيه الا انه يغمر فاتن بقوته كلها ويلمها وهي واقفة معاه عند مدخـل الباب...
مشـعل يموت؟؟ يصير هالشي؟؟ ومتى مات؟؟ وكيف مات؟؟ وشلون مات؟؟
يموت الاخو .. ويموت الحامي والمدافع.. ويموت الحب القديم؟؟ واخيرا تساوت فاتن مع مساعد.. كلن يبكي حب ميت..
اللي يحبونهم ماتو.. لكن اهم يحبون بعض. هل راح يكون هذا حدث سعيد لهم؟؟ انهم يعرفون بحياتهم ويقدرونها ويتمسكون بها لاخر رمق؟؟؟
وجراح وومريم .. من بعد توفيج لؤي.. شراح يصير فيهم؟؟ هل راح تتكون الاحلام وتتحقق؟؟ هل راح يمتلك كل واحد منهم الثاني؟؟
وسماء.. على موت اخوها.. هل راح تعرف نظرة الحب من امه؟؟؟
تابعو الجزء الأخير.... والفصل الاخير.. من قصتي.. التي حملتها بقلبي.. نظرة حب..

 
 

 

عرض البوم صور brune   رد مع اقتباس
قديم 16-05-07, 02:52 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16524
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: brune عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 69

االدولة
البلدFrance
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
brune غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : brune المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



الفصل الثالث والأخير
---------------------
كان العزا من اشد العزاءات حزنا.. ما جفت عين وحدة عن الدمـع.. كل نسوان الفريج تلايموا في الصـالة اللي حجزها جراح واللي تكفلووا بالعزا من صوبهم.. لان بيت النهيدي محد يعرف عنهم شي.. وخصوصا امه اللي طلعت من المستشفى ولا احد يدري وين راحت.. وقامت بالواجب ام جراح وام زياد وام مسـاعد..

ظلت جثة مشـعل يوم كامل في المستشفى من بعدها بالليل- ككل ليل اهو ظل يسهر فيه يشكي لنجوم الليل باللي في قلبه- اندفن في بقعة ارض.. ومن اللي تناقلوا الصبيان.. ان ما عمرهم لقوا دفن سهل مثل هالدفن..وكان مثواه الاخير كان ينتظره فلاقاه بالمحبة والراحة واليسر.. واخيـرا يا مشـعل لقيت الوطن اللي بيضمك ولا بتفارقه ولا بتحس انك غريب عليه او انك منبوذ..

سمـاء وعت بعد يوم من دفن اخوها من صدمتها العميـقة.. بدت بعزا نحيــب اهلكت كل اللي حواليها وخصوصا ام جراح.. لكن بعد ما واساها الجميـع وخبروها بالعذاب اللي يمكن تحمله لاخوها ببجيها.. كفاها الدمع اللطيف اللي يعبر عن عاطفتها وفقدانها.. وترجع لرب العالمين في قظاااه.. وفاتن اللي اعتنت بها اشد عناية تحملت كل اللي يصير في سماء وكانه حلو وبادر على قلبها.. لان مناير كانت غير متواجدة لحزنها المنفرد وحالتها النفسية الصعبـة واللي احتفظت بها بهدوء وانعزال وصمـت..

عزا الرياييل تحمله كل من مسـاعد وجراح وبوزياد اللي كان عليهم الاثـر العميـق من الصدمة.. لان مشـعل كان في شعلة بشبابه الجميل.. الكل تذكر ويهه الحزين والجميل وحياته اللي شقى فيها.. حتى ان ام زياد بوسط بجيـها تحمدت الله على راحته.. لانه ما لاقى في حياته اللي يخليه يفرح او يتهنى او يرتاح.. كان قاعدة تحقيق احلام كل من ابوه وامه متجاهلين احلامه او رغباته الخاصـة..

كل من الشباب عاش الوضع بصعوبة.. واكثرهم جراح.. اللي كل ما يذكر مشـعل ويذكر اللي صار ينهار ويبجي.. وخالد هو اللي يواسيه او مسـاعد.. يذكرونه ان الموت وواجب على انسان والواحد ما يبجي الميـت الواحد لازم يفهم من موت احد ان الموووت ماله اي تاريخ ا موعد.. والانسان اذا ما تجدم بعمل الخير بيروح لربه من غير اعمال او انجاز او اجد .. وتيمعوا شبيبة الحارة كلهم وهم يعزوون بعض بوفاة واحد كانو ينتظرونه مثل نجم سهيل بربيع الليل.. لسبب او ثاني.. كان مشعل يمثل الحلم الجميل اللي تمنوه في حياتهم لكن فقرهم منعهم.. لكنهم ما درو انهم كانو يمثـلون لمشـعل الحلم اللي بيخليه يعيش هاني القلب..

بو مشـعل ما بان الا بعد يوم كامل من العزا.. وطلب شوفة بنته سماء.. الا انها رفضت هالشي بحجة انها ما عندها اهل.. وكانت حالته تبجي العيون وهو منكسر ظهره لخـسارة ولده الشاب..

شباب يا عيوني يا مشـعل.. ما لقت عينك من حلو الدنيا الا بسيطها.. ومرارها حملك يا وليدي وسط ترب .. الله يعين قلوب ذاكرينك يا نظر عيني.. ويقوي قلوبنا على فرقاك..

كانت هذي هي الجملة اللي مرت في قلب ام جراح اللي ما تعرف الصبي زين.. الا انها تذكر حماس جراح يوم كانو صغار وقت لا ذكر مشـعل وشلون بيكون الوضع اذا رد من اميـركا..

اما فاتن فهـي في حالة من الصمت كحالها في هالامور.. تهتم بالصغيرة والكبيرة.. تشيل الكل.. يمكن هالمرة اخف من وفاة ابوها.. لان مسـاعد شالها في اللحظة الصعبة وقت ما تمنت احد يكون موجود عشـانها .. ومو اي احد.. حبيب عمرها اللي ما تتمنى غيـره..

ظلت تذكر مشـعل بابتسامة تحرق قلبها وتخليها تذرف دمعة ساخنة فتيي لها مريـم وتسكنها..

غريبة حال الدنيا اللي ترد الناس لمحبتها في الموت.. حد لاحظ منكم.. ان الموت على كونه مفرق الا انه يجمع بالناس..؟؟؟ يفرق احباب عن احبابها ولكن يجلب العزا من الشرق والغرب ويرجع الدم لعلاقاته... سبحان الله. ماكو شي وجده الله في الكون الا وله سبب ومنفعة.. رحمك الله يا مشـعل..

في اليوم الثالث للعزا والاخير كان من المقرر ان يكون هناك عشى للمعزين بالليل.. لكن محد ياب للحريم اي خبر او طاري عن هالموضوع.. ومريم كانت حاذفة تلفونها في جنب اللي كان كل من لؤي ومسـاعد يخبرونها ان الغدى بيوصل لهم على الساعة 12 لكن من يرد؟؟؟

وكانت فاتن في مطبـخ القاعة اللي حجزوها وهي تضبط الجاي للحريم.. يوم شافت تلفون مريم يـرن.. فحاولت انها تضربه على السايلنت ويرن بروحه لكنها بالغلط ضغطت عليه مرتين فتسكر الخط في ويه المتصـل.. وكان بالصدفة لؤي ..

ولؤي وهو واقف يم مسـاعد عند باب ديوانية الرياييل: علامها هالغبية تسكره في ويهي..
مسـاعد وهو ياخذ تلفون لؤي: خلني انا بتصل فيـها..


ويرن التلفون مرة ثانيـة وفاتن توها بتطلع من المطبـخ وهي تشوف ان المتصل لؤي. وقبل شي شافت حوالي 5 مسد كولز بس من عنده اهو.. الظاهر ان السالفة خطيـرة.. بس اهي ما تقدر توصل لمريم لانها ما تدري اهي ويـن.. فجاوبت اهي على الخـط..

فاتن بصوتها المجهد . ان كان شي يفضح فاتن في الحزن اهو صوتها.: ألوو
مسـاعد اللي ما ميز الصوت: الو.. مريم وينج انتي ما تردين على التلفون
عرفته على طول فاتن لان قلبها رجف يوم تسمع الصوت:.... انا مو مريم... انا فاتن...
سكت مسـاعد وهو يناظر التلفـون وحس بهذاك الاحساس يوم ضمها اول ما خبـرته عن مشـعل.. الرفض والرغبة.. لكن شي فيه خلاه ينعم باحساس الراحة:.. فاتن شلونج؟؟؟
فاتن وهي تكابد ابتسامة على شفاتها: الحمد لله ابخيـر.. وانتو؟
مسـاعد: الحمد لله.. وينها مريـم؟
فاتن وهي تتلفت: مادري وينها.. كانت هني من شوي.. بروح اناديها
مسـاعد وهو يوقفها: لا لا لا... ما يحتـاج.. بخبرج انتي...
فاتن: شصاير؟
مسـاعد وهو يناظر لؤي اللي يبتسم بخبث في ويهه بشزر: سلامتج بس خبري الوالدة ان غدى الحريم الساعة 12 بيوصـل..
فاتن: الساعة 12؟؟
مسـاعد: أي الساعة 12 (تظايق من ابتسامة لؤي والتف عنه) لا تنسين تخبرينهم
فاتن: ان شاء الله ما بنسى..
مسـاعد وهو يكابد رغبته انه يظل يتكلم وياها: يالله.. مع السلامة
فاتن وهي تحس بالحزن لرحيـله: الله يسـلمك..


سكر مسـاعد عن فاتن وهو يناظر التلفون بشوق.. اكبر غبي اهو انا اللي اسكر عنها الخط وانا مشتاق لها بالحيـل.. وعطى لؤي تلفونه.. وقبل لا يروح ناداه لؤي..

مسـاعد وهو يرف بعيونه: لؤي الله يخليـك..
لؤي وهو يمسك يد مسـاعد: اذا انت تبيها لا تضيـعها مسـاعد..
مسـاعد وهو يلتف عنه: مو وقته هالكلام؟
لؤي وهو يوقف في ويه مسـاعد: مساعد.. يا اخوي ويا حبيب قلبي.. حط عينك بعيني... متى بيكون وقت هالأمور؟؟؟ ما تخبرني متى؟؟؟ شوف مشـعل لوين وصـل؟؟؟ مات وارتاح من هالدنيا وبلاويها.. لكن انت يا مساعد حي.. وفاتن بعد .. ليش تضيعون هالفرصة على نفسـكم.. ليش ما تتعلمون من الناس ومن اللي يصير بهالدنيا؟؟ كل هذي دروس يا مسـاعد فليش ما قاعدين تفهمونها؟؟


سكت مسـاعد وهو يناظر لؤي بحيـرة.. كل اللي قدر عليه اهي الابتسامة والابتعاد عن لؤي وعن كلامه..لان الدروس هذي ما تقدر تتخطى حواجز وحوايط الكبرياء والغرور او مرحلة التيقن ان الصفحة الاخيـرة مالها اي وجود.. النهاية المفـتوحة اهي المتوقعـة.. ولمن طاعة القلب بهالوقت الحرج؟؟ لمن؟؟

راح لؤي لداخل يشوف ان جان احد محتاجه فالتفت الى جراح اللي كان قاعد تحت خالد ويمهم بو زياد وبومشـعل وهم بحالة من الصمـت العميـق... دخل لؤي بكل احترام وشموخ وراح وقعد عن جراح على جهة اليمـين..

اللي التفت له خالد.. فهمس له: متى بييبون الغدى؟؟
لؤي: احنا ما عندنا غدى.. شي عشا بالليل؟؟
خالد وهو يمسـك بطنه:يوعان حدي..
جراح وهويناظر خالد: يوعان رد البيت؟
خالد وهو منزل عيونه: لا لا .. بتم...
جراح وهو يبعد عيونه الحزينة والمتعبة: لا رد البيت خالد.. اكل لك شي وتعال مرة ثانية..
خالد: انت ما تبي شي؟
جراح وهو حاط ذقنه على ذراعه اللي لامه ريليه: لا .. ما بي شي...
خالد وهو يستعد: نص ساعة وراد لكم..
لؤي: اوكي تحمل في روحك..


طلع خالد من المسـجد وهو متوجه للبيت.. اما جراح فظل على صمته ولؤي معاه وهو يراقب صمته وسكوته.. يمكن سكوت جراح نابع لكونه الوحيد اللي جابل جثة مشـعل بأول ما صار الحادث.. حتى ان ظروف الحادث كانت لدرجة من الغموض ان الواحد ما عبل على نفسه يسأل شلون صار او شالسالفة؟؟

لؤي: جراح.. انا ادري فيك ان قلبك شاقي بهاللحظة.. والله يعينك على فرقى مشـعل.. لكن انت ما يصير تحط كل هالاشياء في قلبك وتسـكت.. تكلم يا جراح.. قول اي شي.. ما يصير تكبت.. ترى بصير فيك شي والله ما يرضى بأذية النفس!!!
جراح وهو يذرف دمعة ساخنة من عينه بهدوء ملائكي: شقول لك يا لؤي.. خلاص.. انا ما عاد فيني كلام.. انا مو واحد ولا اثنين اللي تحملت اللي يصير فيهم.. انا تحملت ثلاثة.. والحمد لله ان مسـاعد قام بسلامة.. لكن اللي صار فيهم الضررر ناس عزاااز على قلبي .. اولهم ابوي.. وبعدين مسـاعد.. والحين مشـعل... (يناظر لؤي بنظرة حزينة) تذكر شنو كان مشـعل يا لؤي..؟؟
حط لؤي يده على جتف جراح ويواسيه: قول انا لله وانا اليه راجعون... كان يومه يا جراح ولا انت ولا انا كنا نقدر نسوي اي شي.. تصبر وصبر قلبك.. تراه قضاء الله.. بس اللي انا مو فاهمة.. انت شلون كنت هناك في موقع الحادث؟؟؟ ورحت وياه بالاسعاف للمسـتشفى.؟؟

قعد جراح يتذكر.. ويذكر كل اللي صار معاه للؤي.. بروح محروقة وقلب ملتهب.. قبل ثلاثة ايام.. وبالضبط على المغرب انتبهت دورية شرطة تمر على الشوارع الى سيـارة مقلوبة عن ثكنه رمـل.. جريبة من منطقة الشاليهات ولان المنطقة شبه الخالية فمحد انتبه لها.. وخبرت الدوريات وعممت على طول المحطات هالشي.. وبعدين طلعت مروحية تكشف عن الموقع وبالصدفة كان جراح توه راد البيت ودرى بللي صار بالضبط وخبرته فاتن ان مشـعل يا عند البيت وخبرهم انه بروح يضبط الامور في الشاليـه ولحد ما ينتهي يتحملون في سمـاء.. لكن شي في نبرة فاتن من بعد ما راحت عنهم امهم حذر او خوف خلى من جراح يتحرك صوب هناك.. مع انه ما يدل لكن اللي يسـأل ما يضيـع.. وسأل سمـاء عن بيت الشالية وهي عطته المواصفات الدرب.. مع انها الحت انها تروح وياه الا انه رفض وما خلاها.. لان قلبه كان حاس مثل ما كان قلبها اهي حاس بالخوف والوجس على أخوها..

جراح وهو يكمـل السرد للؤي:... سفطت عند الشارع.. كان هناك فوظى.. مطافي وهيلكوبتر.. وزحمة وصفارات الاسعاف داوية المكان.. توجس قلبي.. وطلعت من هناك.. وسألت احد عن اللي صاير.. قال لي ان سيارة كاديلاك منقلبة.. (ساحت دمعة جراح وتهجد صوته) عاينو اللي فيها وطـلع صبي متوفـى..

سكت جراح وهو يبكـي بحر قلبه. ما يدري ليش يبجي جذي.. معروف ان قلب الريال يجلده الله بالصبـر.. لكن في موت مشـعل اللي لقاه جراح في موت نفسه.. يمكن الشباب؟؟ ويمكن الاحلام؟؟ او يمكن شي اهو اكتشـفه عن مشـعل وخلاه يعرف بمدى ظلـمه..

لؤي وهو يمسـح على جتف جراح: بسك يا جراح.. ترحم على الريال.. ترحم ولا تبكـي.. قول انا لله وانا اليه راجعون.. ارتاح يا جراح من هالدنيا ومن بلاويها..
جراح وهو يكمل وحالته مزدرية من الحزن الملوع:.. قعدت خمس دقايق وانا اطالع في ويهه بالمستشفى.. لاني تعرفت على السيارة فخذوني عشان اتعرف على الجثة.. خمس دقايق وانا اطالع ويهه يا لؤي... كان يبين عليه الألم.. كان يبين عليه انه في عنا.. وما له احد.. ماله احد في ذيج اللحظـة..


سكت لؤي عن جراح اللي كان في حالة مزدرية.. ما يدري ليش .. ولكن باول يوم عزا ما كانت حالته جذي.. ولكن من امس لليوم واهو معتفس.. يمكن صحى من الصدمة.. او يمكن وعى على شي دايما الانسان يلاقيه في نفسه.. الصحوى.. او يمكن الاعتراف بحق النفس على النفس... او يمكن اكتشف شي خلاه يحس بالضعف النفسي وينسى الجلد والصبر؟؟

جراح وهو يسحب نفس ويطلعه بتنهيدة:... وكل هذا في صـوب.. واللي عرفته عنه في صوب ثاني... في صوب ثاني يا لؤي... مشـعل مو بس مظلوم.. مشعل ذنبه في رقابنا كلنا.. كلنا يا لؤي.
لؤي وهو مستغرب: شلي عرفته يا جراح؟؟؟ شكان فيه مشـعل..
جراح وهو يناظر لؤي بحسـرة:.. مشـعل كان...


ويققطعه مسـاعد اللي يا عندهم وهو يعـرج وبشكل متوتر يتقرب من بو مشـعل فسكت جراح وتم يراقب الوضع..

بو مشـعل كان ساكن فترة ويوم خبـره مساعد باللي كان ياي له قام على طوله وطلع من المسيد بسـرعه ووراه بو زياد ومسـاعد.. جراح مسح دموعه وقام ويا لؤي على طـوله.. واللي بقو في المسيد بعد وياهم.. محد كان داري بشي من اللي يصيـر.. ولكن وحده مساعد يعرف..

مشى بو مشـعل بسرعة في الشارع لان المسيد كان قريب من البيت.. وكان مشيه يبين حاله من الطوارئ.. خانت حيله ريال توه متوفي ولده الشباب ويمشي بسرعة يكابد مصيبة ثانية صايرة في بيـته..

اول ما دخل البيت لقى الخادمة وهي واقفة برعب تحت بالصالة

بو مشـعل: وينها ماما
الخادمة وهي تبجي: She is in meshal's room
بو مشـعل وهو يهـز راسه:.. لا حول ولا قوة الا بالله..


وكان الصراخ عالي والكل يسـمعه .. ويوم راح فوق لقى سلوى تكسر في اغراض غرفة مشـعل وكانها في حالة جنونية.. وقف دقايق وهو يراقب حالها المينون وشكلها المخيف وكانها كانت ضايعة في ظلمات ظلمها .. ورجعت اخيرا للدنيا عشان تلاقي خبر وفاة نور عيونها مشـعل..

سلوى اللي التفتت الى زوجها:.. كله منك يا حسييييييييييييييين. كله منك.. ضيعت ولدي ياحسين.. ضيعتني وخليتني اضيع ولدي.. وين القى ولدي يا ناس وين القاه؟؟ قبره ما دله يا حسين. مادل قبر ولدي يا حسييييييين.. وين ولدي.. يمة يمة وليــدي .. وليدي يمة..

راح لها بو مشعل ولمها ودمعة عينه ساكـبة ويهديها..

بو مشعل: بسج يا سلوى.. استغفري ربج.. ولدج ارتاح من هم الدنيا وعناها..
سلوى وهي تتنافض في حظن زوجها: مابي.. مااااااااااااابي راحة وماااااابي دنيا بلياك يا مشـعل.. يمة مشـعل. .رد لامك يا مشـعل.. رد لي يا يمة رد لي.. ياربي لا تعاقبني في ولدي.. لا تعاقبني في ولدي يا ربي.. ربي استغفرك .. ربي استغفرك وخذ روحي ورد ولدي للدنيا..


والتفتت الى صورة مشـعل الي كانت على الطاولة.. والمفجع في الصورة انها كانت كبيرة وترسم ابتسامته الناصعة الجميلة.

طاحت على الأرض سلـوى وكبر السن بان عليـها بهول مصيبة ولدها:.. يمـة ما بغيت هالدنيا الا لك... الا لك يا يمة... يمة ليش تروح عني؟؟ ما بغيت هالدنيا يا يمة الا لك.. لك يا وليـدي.. تروح وانت بعز شبابـك.. ااااااه.. من لي من بعدك.. من لي من بعدك يا الحنووون.. حنيت علي بزماااني القاسي... اااااااااه يا ولدي... اااااااااااااااه عليك.. راح ولدي يا حسين.. يا حسين ولدنا راح.. رااااااااااااااح رااااااااااااااااااح..

جالت حسرات ام وابو على ولد يمكن ما عرفو منه الا كل الطيبة.. وما لقو منه الا كل البر وكل الايمان وكل العفة والطيبة والطهارة في قلب شاب امنياته ما تعدت رضا الوالدين.. وانه يلقى حبيبه حلم فيها من نعومة اظافره.. عشان يصحى من هالحلم بعايلة متقطعة.. وحبيبة يقدر عليها الرب انها تكون من نصيب ريال ثاني.. ويعيش اكثر فترة فوظوية بحياته ويلاقي مصيـره في حادث سيارة وينهي حياته..

جراح اللي كان واقف ويا مسـاعدعند باب بيت بو مشـعل: شصاير مسـاعد؟
مسـاعد : مريم في بيـتكم وخبرتني انها شافت ام مشـعل تدخل البيت وهي بحالة مو طبيعية وقلت لبو مشـعل وهو ياها.. لانه كان يدورها وين طول هالفـترة..
لؤي وهو متظايق: الله يعينهم... فقد ولد بهالعمر؟؟ ولا ولد مثل مشـعل؟؟ عزيز وغالي... الله يعينهم
مسـاعد وهو يناظر لؤي وجراح بنظرة غريبة.. يعني الصبي كان صغير.. لكن شالساحر في مشـعل الي يخليهم يحسون جذي:.. الله يعين الجميـع على فرقا الاحباب... زين انا رايح البيت والعصـر برجع المسيد..
لؤي: يالله انا ويـاك..
مـساعد: لا انت خلك وخذ مريم وياك..
لؤي : شلون مريم ترد؟؟ وغدى الحريم؟؟ وامي ونورة؟؟
مسـاعد الي تظايق: اووووووه بس عاد.. نسيت.. كله تسأل.. ياهل انت تسأل هالكثر؟؟؟


وبحيـرة كل من جراح ولؤي راح عنهم مساعد وهو يمشي .. رافقته عيونهم المستغربة والمتحيرة من تصرفه وعصبيته؟؟

لؤي بهمس: اي اي صرخ علي.. ياهل انا تصرخ علي جذي؟
جراح وكأنه تفهم ليش صرخ مسـاعد .. يمكن لانه فكر باللي يفكر فيه مسـاعد:.. كلن متعذب بهالدنيا.. لا تصعب الامور على الناس يا لؤي.. خل الناس تكابر باحزانها..
لؤي وهو مسـتغرب:.. شفيك انت بعد تتكلم بالسنسكريتية؟؟
جراح وهو يناظر بيتهم المجابل بيت النهيـدي:..واحد ثاني غيري يحس بالألم والقهر ليش ان كل شي صار من وراه.. لكن مادري ليش احس انه لو صار ما كنت بتظايق بالعكس.. كنت بفرح وبيفرح الجميع وياي!!
لؤي للي ضاع: انا ضايع.. شقاعد تتكلم عنه..
جراح وهويناظر لؤي:... تصدق ان مشـعل كان يحـب فاتن!!!؟


لؤي اللي عارف بهالحقيقة تظاهر بالتفاجئ.. لكن يمكن ما تظاهر لانه بالفعل تفاجئ من معرفة جراح بهالشي

لؤي: وانت شدراك؟
جراح وهو يناظر البيت:.. سمعت فاتن تكلم سمـاء ومريم بهذيج الليلة.. وتخبرها بانها تعاني مثل ما اهي تعاني.. لانها في يوم حبت مشـعل وهو عانى بعد يوم انها تزوجت واحد ثاني.. وان الدنيا مقسومة على الانسان بافراح واحزان بالتساوي.. عشان يذكر بني ادم ربه في كل الظروف..
لؤي وهو متحير من جراح: وانت شرايك في هالموضوع؟؟؟
جراح وهو يناظر لؤي: شتتوقع؟؟؟ اني اعصب؟؟ اني اتنرفز؟؟ اني اكره الدنيا اللي حوالي.. بالعكس.. انا احس اني ظلمت ناس وايد وانا اظن ان اللي اسويه صح...
لؤي وهو يمسك جراح من يده: جراح.. حسك تتكلم جذي مرة ثانية.. وحسك تفهم احد ثاني من هلك او من الناس بهالشي اللي انت عرفته.. مشـعل مات يا جراح.. والله يرحمه.. واذا بتذكره تذكره بالخيـر.. لكن لا تعود وتذكر هالشي جدامي مرة ثانية
جراح وهو مستغرب ردة فعل لؤي: لؤي علامك؟؟ شوي شوي عاد.
لؤي وهو يتمالك نفسـه: ما علامي شي.. بس... خله يرتاح .. ولا تحس بالذنب عليه يا جراح.. هذا اخوي اللي متزوج اختـك. ويحز فيني مثل ما يحز في خاطر فاتن او مسـاعد.. ولازم نكون عيال هاليوم.. لان اللي صار بالأمس يظل في الأمس..
جراح يبتسم في ويه لؤي بحلاوة الروح: صح كلامك.. اللي بالأمس يظل بالامس.. انزين.. دامنا يم البيت..خلنا ناكل شي..
مشى جراح وكانه بيروح البيت الا ويقطع عليه الدرب لؤي: شنو شنو بيتكم.. خلني انا بوقف على الباب وبطلب لك اكل..
جراح وهو مستغرب: الحين البيت بيتي وانت اللي تطلب لي الأكل؟؟
لؤي وهو يتخصر: لا عيل اخليك تدخل البيت واختي هناك مدخنة..
جراح وهو يفج عينه ويبي يقهر لؤي:.. اللاي.. مريم داخل.. يالله عيل انت اخوها وخلنا نروووح الشيخ ونعقد..
لؤي وهو يمسك جراح: لو فيني جان انا اللي اسوي هالشي لكن ... (يتنهد بحرقة وهو يتصنع الجلد) كل تأخيرة فيها خيـــــــــرة
جراح: هههههههههههه الله يعينك على ما ياك.. تخلينا نروح ناكل الحين ولا شنو؟
لؤي وهو يمشي ويا جراح: خلنا ناكل لنا لقمة شي..والله ان اللي قاعديصير يجثي المعدة عن شي.. بس يالله ربك كريم كل الامور لازم تنحل في يوم من الأيام..


دخل جراح ويا لؤي من الديوانية المفتوحة بداعي أيـام العزا.. واول ما دخل جراح البيت من المطبـخ سمع حس بنات متيمعات هناك.. فتحنن ويات له فاتن من الباب الوراني للحديقة الي فيه ممر يؤدي الى باب المجلس..

فاتن: لبيـة جراح
جراح وهو يبتسم لها: لبى قلبج.. بس ييبوا لنا شي ناكله بطني لزق بظهري.
فاتن بابتسامة تعب: ان شاء الله ياخوي.. دقايق واييك..
جراح وهو يرد من محل ما يا ويلتفت لفاتن مرة ثانية:.. مريم ويـن؟
فاتن وهي تفج عينها بويهه: عيب عليك
جراح وهو مثل الياهل مستحي: زين عاد امزح وياج.. مب زقرت انتي
فاتن وهي تدفعه: هههههههههههه اي مو زقرت.. يالله روح..


راح جراح وفاتن تلتفت عنه الا مريم في ويهها من الباب.. فضحكت لها فاتن

مريم وهي مستغربة: شفيج تضحكيـن
فاتن وهي ماعطة مريم ظهرها: ولا شي..
وبهالحركة عرفت مريم ان فاتن فيها شي.. فراحت لها ووخلتها تلتفت لها وهي تمسك بيدها: فتون حياتي علامج؟؟؟
فاتن وهي مستندة على الطاولة بظهرها وهي تبتسم بحالمية.. وكانها ردت لزمان أول:.. مادري بس.. جن الزمن عاد فينا يا مريم.. وين ما جراح يسألني عنج وهو يبوق شوفاتج وانتي في البيت.. ووين ما لؤي قاعد في الديوانية لنص الليل.. وابوي قاعد في الصـالة .. او قاعد عند زراعته... بس الفرق.. ان مشـعل راح.. ويا مكانه مسـاعد.. (تهجد صوت فاتن لحظة وعيونها ترف بقوة) ياااااااه.. مقواها... مقواااه رحيل مشـعل من الدنيا..
مريم وهي تتقرب من فاتن بابتسامة مواساة:.. عظم الله اجرج يالغاليـة..
فاتن وهي تمسـح دمعها بخجل وكان مالها حق انها تبجي: اجرنا واجرج ...


مسكت مريم يد فاتن المرتجفة اللي على ويهها ونزلتها.. والابتسامة ما فارجت ويهها لمن انهارت فاتن على جتف مريم وهي تبـجي بقوة على الخسـارة الكبيـرة.. ومريم بعد الثانية.. بجت هالمرة ويمكن تعزوا الثنتين بعزا بعضهم..

كل وحدة منهم ذكرت ايام الضنا والسهر والتعب .. ذكرت ايام الدموع ما كانت مالحة وجريانها يخط صفحة الخد ولكن يكبر ويسقي شي بداخلهم.. صج ان الدمع ما يجدم ولا يأخر.. لكن ذكراه على القلب تبين ان الانسان ظاق من الدنيا اللي ظاقه.. الحزن ما يجيس المظلوم او المحتاج.. الحزن يجيس اللي شاقي ومبتلي بهالدنيا..والمثل يقول من حبه ربه بلاااه.. فما احلاها دموع اللي تسقي من دمع العين وتبين حب رب العالمين في الأنسان..
----------------
على الليل تيمعت عائلتي كل من الكندي والنهيـدي. او ما تبقي من النهيـدي في بيت مشـعل الله يرحمه من غير سمـاء لانها ما تبي تطلع من بيت ام جراح ومحد غصبها او اجبرها.. يمكن لانهم يعرفون ان مالها مكان بين سلوى وحسين او يمكن انها لو تواجدت بهاللحظة وياهم راح تكون العاقبـة وخيـمة..

سلوى من ياها الطبيب وعطاها المهدئـات ما طلعت من دارها وحسين الا هو بو مشـعل تم قاعد في الصالة ويا زياد وحرمته وغصون وغزلان وام زياد اللي قلبها ذايب من الحسرة على شباب مشعل المهدور ولكن بصمت وبو زياد بعد ساكت من الحزن وحسين كان في حالة من الصدمـة واللا وعي.. كان الجو ممتلئ لكن القلوب خاوية ومافيها اي نوع من انواع الكلام اللي يمكن يصلح او يسد او حتى يعيد شي من اللي انفقد.. يا ترى ليش الناس تفكر بهالاشياء من بعد ما ينفقد شي عزيز او غالي.. ليش القيمة ما تطلع الا بعد ما يموت احد.. وليش الناس ما تجتمع الا من بعد الضيـاع..؟؟؟

بو زياد يكلم حسين:.. يا بو مشـعل.. البنت ما يصير تظل في بيت ناس غربا.. صج انهم يحبونها ولامينها لهم.. لكن انت متى بتتعلم من الدنيا؟؟ على كل اللي صار فيكم.. بعد مفرطين في واحد من عيالكم..
حسين: ماقدر اردها.. سلوى بتين.. وكفاية الي سويته فيها لحد هاللحظة.. كفاية اللي ياها من الله .. ما ابي اشيج قلبها زود بوجود سمـاء..
ام زياد بصدمة: والبنت؟؟ من لها يا خوي؟
حسين وهو موطي راسه: محل ما اهي صدقيني اريح لها من هني.. على الأقل اهناك لها احد تقول له يا يمة..
ام زياد: تتم بنتك وغريبة عنهم.. علبالك لمتى الناس بتتحمل الاغراب على قلبـهم..مهما كانت طيبتهم.. الظفر ما يطلع من اللحم
حسيـن اللي قلبه منصاب على سماء ولكن يعاني بصمت عشان سلوى:.. لا يام زياد.. الظفر طلع.. سماء غلـطة.. ولازم ما نرد لها.. خليها محل مااهي.. ربج اللي بيقدره اهو المكتوب..


عم الصمت او يمكن الذهول في عيال بو زياد.. وحمدوا الله وغصوصا غزلان على نعمة الوالدين.. صج ان الواحد لمن يناظر احوال الناس يتعجب.. وينتبه الى نعم الله وافضاله عليه بللي موجود.. عمرها ما اعتازت بيت غير بيت ابوها او حظن غير حظن امها.. لكن سماء المسيجينة عبرة وعظة للناس عشان تفهم.. ان ورى المتع والملذات تقبع المسؤوليات..

في سيارة زياد كان الصمت لاف الموجودين.. من هيام وغصون وغزلان وحتى زياد نفسه. ويمكن زياد اكثـرهم لانه كان على علاقة شبه الوثيقة بمشـعل وكان يحسـ بانه مظلوم.. لكن الحين تبين احساسه وتحول الى حق ويقين .. وعيون هيام اللي عاشقته تراقب صمـته وذهوله المقارب لها.. ولكن حبت انها تخلي كل شي اذا رجعوا البيـت..

وصـلو البيت وغزلان وغصـون نزلو.. وكان فهد زوج غصون موجود في البيت وواقف عند الباب يوم حس للصـوت.. فيوم لقاه زياد في البيت حس انه لازم يقط هيـام الحين بيتها.. او يمكن يختلي وياها ويفش له بمكنون صدره.. على الله تخف ظيقة الصدر اللي فيه بوجود هيام اللي راح تواسيه..

حست هيام لصمـته وسكونه لانه بعده في السيـارة فحطت يدها الدافية على يده وصعقته فالتفت لها بجفل

هيام بهدوء: علامك؟
زيـاد وهو يناظر ويهها لسمح.. ويحس ان الدنيا بعدها بخير بجمالها:.. ولا شي.. اقطج البيت؟
هيـام وهي تبتسم: اذا ما تبي امي تطردني يعني؟؟
زياد وهو يحس بالظيق: حرمتي بعد شنو تطردج


آثرت هيام الصمـت لان زياد مو في مزاج المرادد.. وتركت له العنان انه يتحرك بسيـارته ويمشي في الطرجات.. واما هي فظلت يدها على يده وهي تمسح عليها بحنان عشان تبين له انه له احد في هالدنيا وان همه ملموس في قلبها بشغف وعناية.. لمن مال زياد وابتسم لها من غير ما يلتفت لها.. ويوم وصل للبيت.. ظلت هيـام قاعدة بالسيارة يم النافورة اللي صايرة جدام باب البيت الرئيسي من داخل الحوش..

هيـام:. أروح الحين ولا شنو؟
زيـاد وهو يلتفت لها: على راحتج.. تروحين ولا تظلين
هيـام وهي مستغربة: is that so?? اوكي عيل.. تصبح على خير


توها بتطلع الا يمسكها من ذراعها

زياد: بال عليـــج.. ما بغيتيها من الله.. هالكثر مليتي مني
هيام وهي ترجع على الكرسي ومتصنعة الزعل: بعد.. عشان تعرف ان كلمة على راحتج اتييب لي الاسهال..
زياد بابتسامة مقاربة لضحك: بال عليج اسهال مرة وحدة.. طلعي قبل لا تخيسين الدنيا..


رمت هيام نظراتها القاتلة الى زياد فلاحظت انه محتاج لهالضحك.. ولكن مسـرع ما انمسـحت ضحكته وحل مكانها الحزن والهـم.. فسكرت هيام الباب وظلت قاعدة بالسيارة وهي تراقب انهيـار زياد اللي كان في هدوء وسكون عميـق.. لمن سالت الدمعة من عينه وهو يحط يدينه على ويهه ويشد على جسـمه بقوة.. فتقربت منه هيام وهي تمسح على جتفه..

زياد وهو يبجي: كل شي يهـون.. الا ويهه .. ويهه يا هيـام ما كان مرتـاح.. شي من المعاناة فيه.. تعب وارهاااق.. وعنى وضنا...
هيـام وهي تذرف الدمع من التأثر: الله يرحمه.. ترحم له يا حبيبي.. ترحم له واحمد لله..
زياد وهو يمسح دمعه على طول ويهه: الله يرحمه.. الله يرحمه... (تنهد بحرارة).... الله يرحمك يا مشـعل.. ويغمد روحك الينة... وتلاقي هناك اللي ما لاقيته بحياتك كلها يا خوي..
هيـام بعد فترة صمـت تكلمت لزياد:.. كل هالاشياء يا زياد تصير عشان عبرة او عظة الانسان يتمسك بهـا.. ويعرف ان الدنيا ما ترحم اللي ما يرحم دنياه.. كل انسان وياكل من اللي يسويه.. خل هالشي فبالك..
التفت لها زياد وهو يحس بعمق كلماتها :.. ما شاء الله عليج... (رفع حاجب) مسوية روحج فاهمة الحين.. يالله برع..
هيـام وهي فاجة عينها::.برع؟؟؟؟ اوكي.. (عصبت على خفيف) باي..
توها بتطلع الا ويمسك يدها زياد بضحكه خفيفة:.. خلج خلج امزح وياج
هيـام وهي تسحب يدها من يده: مزحك ثقيل مثل ويهـك..
زيـاد وهو يقوي من سحبه: خلج اقووووووووووول..


-----------------------

مريم اللي بعدها في بيت ام جراح قاعدة وياهم في دار فاتن اللي سكنتها سماء من اول ما ياتهم بذاك العصـر وهي منهارة الى حتى هذي اللحظة وهي بعدها بانهيـارها.. قلب خالد ملتاع عليها بس بعد عاذرها.. وام جراح تراشيها على اللقمة اللي ما ترضى تحطها بحلجها.. وفاتن ما خلتها من حظنها او صدرها الحنون.. ومنـاير متفرغة بحالها ويا سمـاهر بدارها اللي ما طلعت منها ولا راحت حتى خلف مشـعل من شدة وطى الحزن على قلبها الصغيـر..

كانت مريم قاعدة ويا ام جراح وفاتن بدار سمـاء اللي عزيز بعد كان قاعد فيـها وهو منكس الراس ويسمع حنيييين سمـاء اللي يقطع القلب. كان واطي.. لكن بكل شهـقة تنسـمع حناااياها الفاقدة.. وام جراح مالها الا شيلتها تمسح فيها دمع ساخن على حال البنت..

تقربت منها ام جراح وهي تمسـح على ركبـتها:.. يمة سمـاء.. بسج يا روحي.. بسج .. كافي ونين .. صبيتي هالقلب يا بنتي.. سكتي خلاص .. سكتي وفوضي امرج لرب العالميـن..
سمـاء وهي ترفع راسها بابتسامة حنان:... مادري ليش.. احس انه في اي لحظة بدق الباب ويناديني... اروح وياه البيت مثل كل ليلة...
ام جراح وهي تبتسم وتكابر الدمع:.. ترحمي عليه يا بنيتي...
سمـاء وهي تحس بالموت من كلام ام جراح: اترحم على اخوي وهو بعده على الدنيـا؟؟؟
مريم انهارت من كلام سماء وفاتن غطت عيونها بويهها وتكلمت ام جراح وهي تون: .. يا يمة حرام عليج هالكلام.. رحمي قلووووبنا يا يمة.. رحمي قلوبـنا..
سمـاء وهي ترمي براسها على المخدة وتنادي باسم مشـعل:.. مشـعل.. شعـول.. مشـعلي.. حبيبي ياخوي... حبيـبي.. ارحمني يا خوي وعود لي..
طاحت فاتن على راس سمـاء وهي تبوس جبينها:.. حبيبتي سمـاء.. عمري خليج اقوى من جذي.. انتي ان جان خسـرتي اخو بهالدنيا.. احنا خسـرنا ابو.. والابو ما يتعوض..
سمـاء وهي مسكرة عيونها وهي حاسة ان حشاها يتقطع:.. ولا الأخو... ااااه على اخوي.. كنت عارفة ان محد بيردني من غربتي غيره.. ردني من غربتي وغربني بالدنيا.. غربني يا فاتن.. غربني
فاتن وهي تبتسم لها.. هالبنت اللي قلبها الله العالم شكثر بيتحمل بعد:... قولي الحمد لله يا سماء ان اخوج مات وراح لربه.. ناس غيرج يموتون بهالدنيا وما لهم احد يعزي عليهم.. قولي الحمد لله يا سمـاء.. وقومي صلي لج ركعتين يسلي الله فيهم قلبج.. قومي صلي وانا ويـاج..
مريم وهي تقعد عند سمـاء بابتسامة: وحتى أنا..
لكن سمـاء نادت باحد ثاني هاللحظة:.. وينها منووور؟؟؟ وينها مناير.. اهي الي بتعرف للي في قلبي... منووور وينها..


وطار عزيز في ذيج اللحظة الى غرفة مناير.. عشان يلبي طلب سمـاء اللي نادت لرفيجتها الحبيبة.. ويوم وصل عزيز للغرفة لقاها مسـكرة فدق الباب بقوة..

عزيز وهو يمسـح دمعه المسيجين: منووور.. منووور فجي الباب ..سماء تبيج تحت..
مناير وهي قاعدة على السرير وقلبها ملتاع والدمع سجاب على خدها: عزيز ماقدر انزل... ماقدر..
سمـاهر وهي تناظر مناير بحنية: منور حبيبيتي نزلي لهم.. سماء تبيج.. واهي محتاجتج
مناير: ماقدر .. ماقدر سماهر.. ماقدر اجابل ويهها.. ان جابلته بشوووف... (سكتت مناير وهي تعض على شفتها..) مادري ليش احس اني كبرت بعمري يا سماهر.. مادري ليش...؟؟؟؟
سماهر وهي تلم مناير:.. معذورة.. اذا حبيتيه انتي معذورة..
مناير وهي تحط راسها على جتف سماهر:.. ما حبيته يا سماهر.. ماسمي اللي حسيته له حب... ما كان حب.. الحب اهو حب فاتن لمسـاعد.. وحب جراح لمريم.. اللي حسيته لمشـعل كان بدايات شي حلوو... خسارة ما تم عشان اشوف لوين يوصل فيني الدرب
سماهر وهي تمسح على خد ارفيجتها:.. نصيب ربج يا حبيبتي.. امج تقول نترحم عليه عشان الله يرحمه في يوم الحساب
مناير وهي تشيل راسها من على جتف سماهر وهي تمسـح دمعـها اللي صبت منه الغالي وهي بصغر سنها .. طول هالايام وهي قاعدة في دارها كانت تتكلم وياسمـاهر وتناجيها وتشكي لها الحال وسماهر اعلم بهالحال.. فلذا كانت تعاونها وتهديـها..


سمـاهر: خلينا نقرى له الفاتحة..

سكتن الثنتين وهم يقرووون له الفاتـحة على روحه.. ومافارجت الدمعة عيون او اهداب مناير الجميـلة.. في قلبها حست ان مشعل لو ظل زود بهالدنيا كان بيكسبها ويكسب قلبها بحب.. لكن القلب اللي يحب مرة ما يحب مرة ثانية.. وان حب ما راح يكون حبه بنفس الجنون..

عزاي بهالدنيا يا مشـعل بفراقك.. لو اني اعرف ان اللي مر في قلبي مر في قلبك بيوم.. او لحظة.. او حتى ثانية..

مناير وهي تمسح دمعها وترتب شعـرها وتناظر سماهر:.. ننزل؟
سمـاهر توقف بابتسامة: اوكي..


طلعت مناير من فوق ويا سمـاهر.. وخبت الجلابية السودا اللي عليـها تحت قدمها.. ولكن حتى بحزنها كانت مناير آية في الجمال. .يمكن حتى انها تغلب فاتن بحلاوة ملامحها البيضا وعيونها الواسـعة.. وصلت لعند دار فاتن ووقفت على الباب.. لقت سمـاء توها بتقوم من على السرير.. فتهاتفت الدمووع على خد الثنتين يوم تلاقوا.. وسمـاء بدى عزاها مرة ثانية وهي تعرف ان مناير حملت في قلبها يوم مودة غير الناس لمشـعل.. وحتى مشعـل نفسـه.. فعادت بذاكرتها الى ليلة قبل وفاة مشـعل.. يوم كان وياها..

كانت سمـاء قاعدة في الحديقة ويا مشـعل عند النافورة اللي قعدوا يمها في يوم من الايام وهو يشكي لسماء حبه لفاتن.. ولكن الحال كان غير.. كانت سماء حاطه ريلها في الماي ويا مشـعل الي رافع بانطلونه ويلعب بالماي وياها.. ويوم سكـن لاحظت انه مهموم.. او يمكن محتار بشي..

سمـاء وهي تضربه على جتفه بدعالة:.. شقاعد تفكر فيـــــــــــه؟
مشـعل وهو مو مصدق حركتها: شوي شوي عاد يالدعلة.. جتفي طاح
سماء: هاهاهاههاهاااااااااااااااي.. عيل لا تسرح مرة ثانية وتخليني..
مشـعل وهو يبتسم: ما سرحت بشي..
سمـاء وهي منصدمة من ابتسامة مشـعل الناعمة: ياويل قلبي.. علامك تتبسم جذي؟؟؟ مشـعل (بخوف) لا يكون
مشـعل وهو محتار: لا يكون شنو؟
سماء وهي محتارة: لا يكون حبيت فاتن مرة ثانية؟؟؟
مشـعل وهو منصدم من نفسه لانه انصدم من كلمة سماء: صلي على النبي.. شنو احبها مرة ثانية .. (سكت شوي ورد كمل) اصلا انا ما قل حبي لها فيوم عشان احبها من يديد.. لكن حبي لها الحين تغير.. صار حب اخوة.. اخو لاخته..
سماء وهي تتنهد: اشـــــــــــــوى.. وانا اللي خفت بعد.. ترد لي السايكو اللي كنت عليه قبل فترة
مشـعل وهو يرمي الماي على ويــهها: سايكو بعينج.. يازعم تعرفين تتكلمين انجليزي..
سمـاء: كيفي.. بتكلم عنقريزي قد مابا.. Go' that
مشـعل وهو ينفجر من الضحك: مالت عليج اقوووووول..


بعد شوي ملاعب وتسالي بين الاثنين سكت مشـعل مرة ثانية.. وانتبهت له هالمرة سماء من قلب وطاحت فيه طق على جتفه

مشـعل: بس بس عاد طيحتي جتفي..
سمـاء: من هي .. تكلم بسـرعة...


مشـعل ناظر عيون سماء بحيا وكانه يناظر عيون مناير بويهها.. اشياء كثيرة بسماء تذكره بمناير.. يمكن لانهم بنفس العمر تقريبا.. وفيهم من الشقاوة نفسها نفسها.. لكن شي في مناير يخليه يحتار ويبتسم خجل غصبن عليه..يمكن لانها صغيـرة؟؟؟

سماء: بتتكلم و لا شنو انت الحين؟؟
مشـعل وهو يناظر سمـاء: سموي.. تظنين الانسان يقدر يحب مرة ثانية؟
سمـاء وهي تبتسم بعمق وتجابل مشـعل: منور صح؟
انصدم مشعل واستوى بقعدته: شدراج؟؟؟
سماء وهي تضحك: هههههههههههههههههههههههههههههههاي ياخذ بليسك.. مو الاخت الكبيرة الصغيـرة..
مشـعل هو يشربكها: تدرين لو تخبرينها شبصير فيـج؟؟؟؟
سماء وهي تتألم من مسكة يده القوية: ههههههههه اااه ما بقول لها والله ما بقووول.. آآي بس خلاص والله ما بقوووول..
مشـعل : حلفي...
سماء وهي فاجة عيونها الزرقا الفاتحة: ااااااه.. والله العظيـم..والله العظيـم (خلاها مشـعل هالمرة وهي تمـسح على يدها من الألم) قول الله لا يبااااارج في عدوينك.. جذي تسوي فيني؟؟؟
مشـعل: عشان لا تقعدين تناحسين..
سماء وهي تتناسى ألم يدها:. بس تعال قول لي.. شلون بدى كل شي؟
مشـعل بحيا: اصلا ما بدى شي عشان تسألين
سماء: بالعربي مافهم هندي..
مشـعل: هههههه.. (سكت وهو يتنهد بسحب النفس من دااخله).. مادري.. ببس فيها شي. يخليني اضحك في عز حزني.. فيها شي من حلاة الرووح.. اللي يخليني احس .... بمادري شلون..
سمـاء:... بس اهي تعرف عنك ويافتون!!
مشـعل وهو يتذكر ايام قبل: لا تذكرينـي..
سماء:ما اابي احبطك.. ان جان بصير شي في المستقبل.. بس مناير نفسها عزيزة.. وفيها غيرة وغرور.. يمكن غير عن بيت خالتي ام جراح كلهم..
مشـعل: لاحظت هالشي... بس انا ما اتمنى شي ولااا في بالي اي شي من هالكلام..
سماء: بس اي...بقول لك.. ما انكر اني لاحظت فيها شي غريب من يوم رديت ...
مشـعل وهو يناظر سماء بشك:... جذابة؟
سمـاء بنبرة صادقة:.. صدقني.. فيها شي غريب.. منور قامت مرة وحدة.. وجمالها زايد ومزهوة.. وكان اللي مجملها اهو شي في قلبها..
مشـعل وهو يتمصخر على سماء: صج والله؟؟ قصي عليي عاد اصغر عيـالج هني؟
سمـاء: والله .. وربي شاهد على كلامي.. شفيك انت.. انا حرمة واعرف للي في قلب الحرمة.. الحب يجمل الروح ويجمل الشكـل.. لان على عنا الحب هناك راحة..
مشـعل وهو يتمصخـر على سماء اكثر: ولله؟؟ وبعد ليلى احمد؟؟؟ شعندج؟
سمأء وهي تضربه على جتفه بنفس القوة القبلية..: لا تتمصخر انا من صجي اتكلم
مشـعل وهو يرميها بالماي: جبي يالله جبي.. ويا هالراس..
سمأء: اااه.. لا تبللني..
مشـعل وهو يرميها بالماي: بيييييييييي القطوة... مياو ميااااااااااااو هاج الماااااااااااي..
سماء: لااااااااااااااا..


ورجعت سماء للواقع وهي لامة مناير بقوتها.. وتبجي على جتفها وتبث لها شوي من المشـاعر اللي في قلبها..

مناير وهي تخبي حزنها الكبير بويهه سماء بهمس ما يوصل لاحد: عظم الله اجرج يالغالية.. سامحيني.. بس انتي ادرى بالي في القلب..
سماء: ادري فيج.. لا تعلميـــني.. (رفعت سماء ويهها وجابلت مناير) ولهت عليـج لكن..
مناير: حتى انا بعد...
فاتن وهي تتقرب من الثنتين : يالله .. خلونا كلنا نتيدد ونصـلي الركعتـين.. يالله يهدى قلبنا..
مناير: ان شاء الله..


تيددن البنات وتوجهوا للقبلة وصلت كل وحدة منهم ركعتـين لله يسكن فيها قلوبهم من الحزن اللي غاشي محيـاهم.. ويم فرغن قعدوا في الصـالة وهم يحسون بالتعب القوي ينخر جسمهم.. الا انهم ما قدروا على النوم بسبب الارهاق..

ام جراح وهي تسولف للبنات: سمعوني.. انا قالت لي خالتكم قبل جم يوم شي.. وانا ما شلته من بالي.. وباللي قاعد يصير حسيت انه لازم يصير.. شرايكم لو نروح كلنا العمـرة؟
فاتن ابتسمت من قلبها على هالشي.. لان ما كو شي احلى من قرب الله لقلوبهم: ياليت والله..
مريم: للاااااااااااي.. لو نروح كلنا بعد يكون احلى..
فاتن وهي تناظر مريم ومتوجسة من كلمة كلنا.. يعني حتى مسـاعد: بس لو نروح احنا الحريم بروحنا وايد احلى.. شرايج امي
ام جراح: والله انا هاي قصدي.. انا وخالتكم عزيزة.. والبنات. ومريم بعد خبري امج اذا تبي اتيي.. ونروح كلنا
مريم: بس خالتي يبيلنا محرم.. في ذيج اللحـظة.. يعني ما يصير نروح الا وياه
ام جراح: مادري عنكم يا يمة.. خاطري تسافرون وياي.. وتتصافى القلوب على بعضها.. اللي قاعد يصير لا يرضى عنه الله ولا رسوله.. (وخت فاتن راسها ولمت ام جراح سماء لها) ومرة وحدة يهدي قلبج يا بنيتي
سماء وهي تتكلم بسذاجة: يمة انا عمري ما رحت بيت الله..
ام جراح بابتسامة: خلاص عيل.. الحين بتروحينه.. شرايج؟
سماء وهي تريح جبينها على صدر ام جراح: يا ليت يا يمة.. يا ليـت..


مريم وتلفونها يرن يمـها.. وكان برنامج صورة المتصل شغال عندها فنزلت صورة مسـاعد ومن بعدها بين رقم المتـصل.. وعيون فاتن اللي يالسة يمها على التلفون بحسـرة وهي تناظره ولكن كابرت وبعدت عيونها وردت مريم على التلفون..

مريم: هلا مـساعد..
مسـاعد: هلا فيج.. مريم خانم متى بتردين لبيت؟
مريم وهي تضحك بخفة: والله ما عندي سيـارة.. شرايك اتيي لي..


فاتن التفت الى مريم اللي نست ف لحظة ان مسـاعد معاق وما يقدر يمشي سيارة او يسيطر على مركبة..

مريم وهي تنتبه لغلطها: سوري مسـاع..
قطعها مسـاعد: ما عليج.. شرايج تمشـين؟؟ بييلج لعند باب بيتهم..
مريم هي فرحانه بخفة: اوكي.. ماكو شي احلى من ضوء القمر المنعكس من عينيك الشفافتين
مسـاعد وهو يشيل السماعة من اذنه بحيرة.. علامها مريم: مريم شاربة شي؟؟
مريم: لا والله بس يالله تعال.. شكلي تسودنت من التعب..
مسـاعد: ربع ساعة وانا عندج..


سكرت مريم عن مسـاعد وهي تتنهد.. اشوى ان مزاجه اوكي بروحه حسس بزيااااااداه هالايام.. لكن تعال.. اهو ليش وافق انه اييني .. ومشي بعد.. صارت هواية عنده المشي من البيت الى بيت فاتن؟؟؟

ام جراح تكلمها: يمة تمي للعشـا؟؟
مريم: لا ما فيني.. المارد بييني بعد ربع ساعة..
ام جراح :بيمشي؟؟ يمة مب تعب عليه.. خلي جراح يوصـلج ولا دقي على لؤي؟
مريم: بيني وبينج مسـاعد يبيله هالنشاطات.. لانه حاكر روحه في البيت.. توه الا من جم يوم راح المكتب.. الحمد لله قاعد يطلع من عزلته شوي شوي..


وخت فاتن عيونها للارض وعيون كل من مريم وام جراح وحتى سماء عليـها.. يراقبـون معاناتها.. لان مساعد قاعد يطلع من حكرته وعزلته اما اهي فحالها ما زال نفسه..

قعدت تتذكر باليوم اللي ياها .. وخبرته باللي صار لمشعل.. هداها بهدوء وحنان وطلب منها انها تتماسك لانه لازم يروح الحيـن ويسـتعلم عن الشي ويـتاكد.. وقبل لا يطلع من البيت التفت لها وهو يناظرها بشـوق وشي من الغرابة او يمكن حتى الفرحة بوقت صعيب مثل ذاك.. لكن اكيد اهو قدم لها اللي قدمه لانه حسها محتاج له.. او انه استحى يبعدها عنه.. لكن اهي شحالها من بعد ما لمته. تاججت كل شعلة حب في قلبها لزوجها.. وحست بمدى احقيته في قلبها..لكن شعن قلبه اهو؟؟؟

وهي سرحانه صحت وهي تسمـع حس مريم وهي تتكلم بالتلفـون وتسـكره..: خالتي.. معليه يدخل مسـاعد..
التفت فاتن الى مريم وهي منصدمـة وام جراح تكلمت: مادري والله يمة..
مريم: لا بس يبي يخلف على سمـاء ويمـشي..
فاتن قامت على طولها:.. عن اذنكم
مسكتها مريم: وين رايحة
فاتن وهي تحاول تتعذر: لا بس.. بروح مريم.. مشغولة شوي..
مريم وهي تعوي ثمها: مشغولة بشنو
فاتن: بروح اسبـح.. احس روحي تعبانة وابي اريح شوي..
مريم وهي تهمس لفاتن: ان ماقعدتي والله لا فشـلج اليوم!!
قعدت فاتن بعد ما دفعتها مريم وحس الجرس انسمـع.. : بروح اشـوفه..


بس تحركت مريم قامت فاتن من مكانها عشان تشرد. وام جراح تستلمها هالمرة

ام جراح: يمة فاتن روحي المطبـخ سوي عصيـر لريـلج..
التفت فاتن لامها بشكل اللي صابين على ماي بارد: لمن؟؟
ام جراح: ريلج؟؟ بعد لج ريل غير مسـاعد؟


مررت فاتن عيونها على سمـاء ومناير لقت شبه الابتسامة حقت الطماشة على ويوههم لارتباكها..وما قدرت الا انها ..

فاتن: ان شاء الله يـمة..

وراحت فاتن المطبـخ وتخبـت بزاوية في المطبـخ ومناير عدلت شيلتها عدل وانسمـع حس مساعد في البيت وهويتحنن..

مساعد: يا الله..
ام جراح: حياك الله وليـدي.. حيا الله مسـاعد.
مسـاعد وهو يدخل البيت ويظهر .. كان لابس دشداشه بخلج صيني فصايرة جنان عليـه مع شكله النحفان .. : السلام عليـكم
الكل: وعليكم السلام..
عدلت سماء قعدتها وام جراح اشرت لمسـاعد على الكرسي.: حياك يمة حياك فبيتك..
مسـاعد وهو مغمور من ام مسـاعد وعيونه على البنت الصغيـرة اللي قاعدة يمها:.. الله يحيج ويبجيج.. شلونكم..عساكم طيبين؟؟
ام جراح: بخير يمة بعناية الله.. وانت شخبارك؟
مسـاعد: ما نشكي باس.. (يلتفت لسماء بابتسامة تسلب اللب) سماء شلونج؟
سماء وهي ترفع عيونها الحزينة وانفاسها تتصاعد منالبجي: ابخيـر..
مسـاعد وهو يراقب البجي اللي بدى يستحل ملامحها: علامج؟؟ بتبجين؟؟ لا عيب عاد.. لمتى بتبجين؟؟؟ ما تدرين ان الصياح يعذب المتوفي؟؟؟
ولا اراديا نزلت دمعه سماء وهي تنزل عيونها: بلى أدري..
مسـاعد وهو يبتـسم لها ويسليها بكلامه: تحملي يا سمـاء.. وصبري.. وصبري روحج بذكر الله.. بدل لا تضيعين وقتج في الصياح والذكريات.. اقري القرآن وختميه لروح اخوج.. بهالمرحلة انتي ما بينفعج شي ولا بينفع خووج غير ذكر الله.. خذيها مني انا وانا اخوووج..
التفتت سماء له وهي تناظر ويهه الحنون:... ان شاء الله..
مسـاعد وهو يبتسم في ويهها: بنت بحلاتج لازم ما تصيـح.. مو كل الناس تتحمل دموع البنات الصغار..
سماء ابتسمت على خفيف وهي تمسـح دمعتها: ان شاء الله...
مسـاعد: عفية عليج... (يلتفت لمناير بحلاوة الروح) شلونج مناير شخبارج؟
مناير وهي هادئة: الحمدلله ابخير.. مع اني شرهانه على ناس لكن الله كريـم..
مساعد وهو يناظرها بمرح: افا عاد. .كل شي ولا شرهج.. ما عندنا عذر ترى
مناير وهي تبتسم: لا عادي شدعوة.. الشرهه مو عليك يا خوي.. (وتصوت على فاتن) علامج فاتن رحتي تسوين عصير صرتي عصيـر..


بطن فاتن بذيج اللحظة تشنج بسبب كلام مناير اللي ضحكت عليه ام جراح وسماء ومريم بعد.. وكلها ثواني بعد نفس طويـل طلعت فاتن وهي لافة الشال الابيض على راسها والجلابية السودا مظهرها لونها الجميـل الوردي.. وعيونها كانت على الأرض وهي تحمل الصينية.. اما مساعد اللي كان ما عطها ظهره في الصالة يتجنب شوفه ويهها لانه بعده ما نساها وهي في يده بذيج الليلة يواسيـها.. لكن اهي اكيد ندمت على اللي سوته.. او يمكن اهي كانت محتاجة وما لقتني الا انا...

تجدمت فاتن بالعصير الى مسـاعد: بسم الله..
رفع مسـأعد عيونه لفاتن بسرعة وسحب القلاص بتوتر: مشكـورة..
فاتن بصوت خفض: بالعافيـة


حطت الصينية على الطاولة وتوها بتمشـي.. الا مريم تمسـكها

مريم وهي تكلم ام جراح: خالتي قولي لمسـاعد اللي قلتيه مساع
مسـاعد وهو يخفي توتره بالكلام: شصاير؟
ام جراح المنحرجة: والله يا وليدي.. انا فكرت اني اشيل البنات وياي واروح العمرة.. اسبوع ولا اسبوعين ونرد.. عاد نبي مريم اتيي ويانا.. ومريم يبيلها محرم ويـانا.. وعاد هي قالت من اولى غيـرك؟؟
انصدم مسـاعد من كلام ام جراح.. يسافر؟؟ ويا فاتن؟؟ والعمـرة .. this is too much : لا خالتي. وين اسافر.. مع ان الله بيت الله ما يتفوت.. بس انا هالايـام صحتي ما تسمح لي السفـر
مريم بصوت منخفض: صحتك ولااااا؟؟؟
مسـاعد وهو يرميها بنظرة وفاتن تراقبه من غير ما يدري:.. اذا تبون خلو لؤي.. ومرة وحدة تروح امي ويـاكم..
مريم: ماظن امي تروح.. لان نورة في شهورها الاخيرة.. (بحزن) يمكن حتى انا بعد ما ترضى..
ام جراح: لا عاد انا بحاجيها.. لازم يمة تخاوينا.. ما عرفنا العمرة بلياج يا مريم
مريم وهي تتدلع على مسـاعد: شرايك مسـاعد؟؟ يالله عاد تكفى خلني اروح
مسـاعد: ما قلت لج لا تروحين بس بخلي لؤي يروح وياكم..
مريم وهي متظايقة: بس انا ماعرف اسافر الا وياك..
يناظرها مساعد وهو يتحسس خبثها .. ما تعرف تسافر وياي ولا ناوية افلام هندية.. وهني غمزت مريم لمسـاعد ويبست راسه زيادة: لا ماقدر مريم.. ولؤي ما فيه شي..انتو قرروا الحين.. واول ما يصير هالشي انا بحجز لكم كل شي على حسـابي..
ام جراح: لا يمة ما نبي نعبل عليك
مسـاعد وهو يناظر ام جراح بعتب: افا عليج عاد يا خالتي.. لا عبالة ولا شي.. بعدين انا من الأهل.. (وكانه يكلم فاتن هالمرة) صح ولا لاء؟
ام جراح: من الأهل يمة وعلى عينا وعلى راسنا.. بس الحال ميسور يايمة.. وما له داعي كل هالكلافة
مسـاعد وهو يحط العصير على الطاولة: لاعاد انا جذي ازعل..
ام جراح وهي محتارة: ياهي الخيبة ..


ضحك مسـاعد على ام جراح وبدخلة خالد البيـت ويا جراح.. اللي انصدموا من شوفة مساعد قاعد ويا الأهل

وعيون خالد على سماء تكلم جراح: مساعد عندنا.. ؟؟ ماصدق... حيا الله من زارنا..جيف حالك؟
مسـاعد وهو يوقف بجهد: بخير الله يحيك ويبقيك..
خالد يسلم على مساعد: العلوم بو خلف..
مساعد: علوم الخـير.. ومن صوبك؟
خالد: الحمد لله طيب..
جراح: علامكم متيمعين


وفاتن تنسحب بهدوء من المكان وتتخبى في المطبخ تحت نظر مسـاعد: لا والله ولا شي بس.. مقررين يسافرون العمـرة..
مريم اللي لحقت فاتن ما غابت عن بال جراح لكن ما بين هالشي: والله؟؟ خوش شي.. وانا وياكم.؟؟؟
ام جراح: اي يمة عيل من وين لنا المحرم.. ؟؟
خالد:افا عليج خالتي؟؟ وانا وين رحت..
ام جراح: فيك الخير والبركة يا يمة بس انت منت بمحرم على مناير..
خالد: شلون يعني ما رووح؟؟؟
جراح: لا شوف.. نروح كلنا بالطيارة.. احسن حل..
مساعد : والله خوش حل.. عاد انتو نطروا خير ربكم.. اسأل البيت قبل جان يروحون؟
جراح: ليش انت ما بتيي؟؟؟
مسـاعد : لا والله اسمح لي.. صحتي شوي ما تساعد..
فاتن وهي تضم يدينها بقوة في المطبخ ومريم وياها: فتون علامج
فاتن وهي متظايقة: ما علامي شي...
جراح: لا صج.. خلك عاد ما تحلى السفرة بلياك..
مساعدوهو يحط يده على جتف جراح: حلت دنياااك بس اسمح لي هالمرة.. المرة الياية انشاء الله.. (يصوت على مريم) الريم يالله مشينا..
ردت عليه مرمي: ان شاء اللـــه ياية (خلت مريم يد فاتن ومشـت عنها وقبل لا تطلع التفتت لها ) فتون حبيبتي..


ما تكلمت فاتن وعطت مريم ظهرها عشان لا توريها دمعة القهر اللي فيها.. اما مريم فطلعت وهي خايبة الأمل.. تمنت لو ان روحة بيت الله تهدي القلوب على بعضها.. لكن كل شي يبين عقيم من الصوبين.. فاتن ومسـاعد.. وطلعت من المطبخ وامارات الحزن على محيـاها..

ومسـاعد انسحب من الحريم وجراح وخالد بالسلام والتحايا.. وتجدم مريم اللي ظلت عيونها منجسة على الأرض التفت لها مسـاعد وبإلتفافته لقى فاتن واقفة عند باب المطبـخ وهي تناظره وكانها ما كانت متوقعة انه يلتفت.. لكنه خيب أملها وعطاها ظهره وطلع من البيت ومريم وراه.. أللي التفتت لفاتن ومرة وحدة تناظر جراح ونظرة الأنكسار بعيـونها.. وغابوا عن الانظار..

تواصلت السوالف في الصالة عن السفر وتناسى العالم فاتن المسكينة وهي واقفة عند باب المطبـخ.. تناظر خطى رحل عنها مساعد وترك اثره العميـق عليها.. وعرفت فاتن ان الأمل مقتول من رجعة مساعد.. بتجاهله القوي لها ونظراته الباردة تجاهها.. حست ان حتى الدمع ما عاد له طعـم.. لانه بيكون دمع حسـرة وندم.. ما هو دمع محبـة متبـادلة..

انسـحبت من المكان وهي ما تدري بالعيـون اللي تراقبـها.. عيون سماء ومناير اللي حاسين بوضعها الحساس.. لكنهم عرفوا انا ما باليد شي.. ان جان بصير شي فهو بارادة كل من فاتن ومسـاعد..

 
 

 

عرض البوم صور brune   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة: حمران النواظر, حمران النواظر, قصة نظرة حب, قصة نظرة حب للكاتبة حمران النواظر, قصة نظرة حب للكاتبة: حمران النواظر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t38854.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ†ط¸ط±ط© ط­ط¨ ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ط© ط­ظ…ط±ط§ظ† This thread Refback 08-08-14 10:57 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط­ظ…ط±ط§ظ† ط§ظ„ظ†ظˆط§ط¸ط± ظ†ط¸ط±ط© ط­ط¨ This thread Refback 02-08-14 01:13 AM


الساعة الآن 02:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية