كاتب الموضوع :
brune
المنتدى :
القصص المكتمله
مسـاعد: تلوميني على حبي لعالية؟؟؟؟ انا الوووم الدنيا لاني حبيـتج.. ولاني لحتى هاللحظة... ما بردت مشـاعري تجاهج لكن انتي ما تستـاهلين... تلوميني على حبي لعالية.. انتي اصلا تقدرين تكونين بمستتوى عالية؟؟؟ لو تموتين ما تصيرين مثلها؟.. عالية حست فيني في كل الظروف.. بصحتي وبمرضي.. بفرحي وهناي.. ولا يوم في حياتها خلتني اعاني من شي.. لكن انتي.. حبج كله معاناه.. وتوسل .. ورجاا.. انا ما ترجيت حب عالية.. عالية وهبتني حبها واهي اللي تحتاااج للحيـاة.. (بدى مسـاعد صوته يختفي في الانتحااابة العنيفة) شكثر اتمنى بهاللحظة لو ان حياتج انوهبت لها .. عشان ما تروح عني.. وما اتيين انتي في دربي..
تقطعت انفاس فاتن وهي تبجي من شدة كلام مسـاعد.. اللي اشبه بالملح على الجرح.. ولكن كل هذا انتقـام منه على اللي اهي اتهمته فيـه..
اما مسـاعد فمسـح ويهه بقوة وهو يسحب النفس المرير من الهوا المتكتل الى صدره المثقل:.. لكن .. كل هذا ما يهم الحيـن.. انا هني عشـان شي واحد.. اني اردج لديرتج.. وانتهي من حياتي اللي شاركتج فيها.. وتروحين في حال سبيـلج..
فاتن وهي تلتفت له وقلبها يدق بخوف مقطع للروح:... شلـون؟
مسـاعد وهو يناظرها والألم المتشارك يغلف روحهم:... كـل شي بيناتنا بينتهي.. وبتروحين في حال سبيلج.. مو هذي امنيـتج من اول يوم عرفتـي ان لي وجود بحيـاتج؟؟
فاتن وهي تحس بان الهوا ما يدخل رئـتها:.. لا..... لا...
مسـاعد وهو يعصب: بلى.. بلى يا فاتن... خلاص.. انتي بتروحين في حال سبيلج.. بتركضين ورى احلامج.. وورى الخيالات اللي كنتي عايشة فيها
فاتن وهي تذرف الدمع الساخن: مسـاعد انا اسـفة
تقربت منه لكنه نفر منها كانها النار: لا تلمسيـني.. ما ابي خيـالج يطيح علي سامعة؟؟؟ انتي خلاص فاتن.. انتهيني مني.. خلاص.. ما عدت افيدج في شي..
فاتن وهي واقفة.. ونحل جسمها يكاد ينكسـر.. ونفسها متلاحق تناظر مسـاعد اللي موخي عيونه الأرض.. وتحاول انها تترجاه فهي تعرف ان كانت لمسـاعد نقطة ضعف. فهو حزنها.. فتقربت منه ..
فاتن: مسـاعد.. سامحنـي..
مساعد وهو يتراجع عنها: فاتن.. روحي لمي ملابسج.. انتي بتطلعين من هني اليوم.. وباجر ان شاء الله احنا بالديـرة.. (يطالعها وهومكسور القلب) امج تحاتيج.. وطلبتني وانا ما عرفت ارد طلبها..
فاتن وهي تتقرب منها.. وقدرت انها تتقرب منه وتحصـره: مساعد سامحني.. مسـاعد سامحني.. تكفى.. انا ما كنت ادري..
مسـاعد وهو يلومها: وشلون كنتي بتعرفين فاتن.. وانتي بعيـدة؟؟ وبعدين ما يهم سوى عرفتي ولا ما عرفتي.. كل شي انتهى
فاتن وهي تمسك قميص مساعد: تكفى مسـاعد.. لا تقول جذي.. لا تقول هالكلام..
مسـاعد وهو يحاول انه يتراجع لكن الطاولة وراه وما يبي يلمس يد فاتن: فاتن خلاص انتهى كل شي.. انتي في دربج وانا في دربي.. يالله وخري عني الحين
فاتن وهي تترك قميـصه وتناظر ويهه بحزن قاتل يذوب الصخر: مسـاعد لا تقول جذي..
صرخ في ويهه بيأس: مابيج خلاص... خلاااااااااااااااااص خلاص.. ما ابيـــــج..
ظلت واقفة جدامه وهي تتمنى منه العطف او الحنية لكن مسـتحيل تلقاها فيه.. مسـاعد خلاص.. صار اشبه بالصخر اللي ما يحن.. وهي ما تستاهل؟؟ الا تستـاهل واكثر بعد..
مساعد بصوت اجش: روحي لمي ثيابج واغراضج..لا تعطلينا هني..
فاتن وهي تترجاه: تكفى ..
مسـاعد: وخري فاتن.. ولا تترجيني في شي صدقيني انا ماقدر اعطيج شي..
فاتن وهي تحس بالهلاك بقلبها: مسـاعد لا تسوي فيني جذي؟
مسـاعد: شسوي فيج؟؟ بالعكس.. انا قاعد أأدي لج خدمة.. ما بغيتي طول هالفترة.. سنة ونص وانا اراكض وراج وانتي تتمنين اني احل عن دربج .. خلاص. أللي تتمنينه بصير..ويالله روحي لمي اغراضـج..
فاتن وهي تتراجع عنه:... ما بلم اغراضي..
مسـاعد وهو ما يصدق الي يسمعه:.. شنو؟؟ ما سمعتج زين
فاتن وهي تتصرف مثل اليهال:.. انت ما تبيني.. اووكي.. انا بعد ما ابيك.. وما ابي احد ... بظل هني..
مسـاعد وهو يعصب: لو على مووووتج ما تتمين هني.. يالله روحي لمي اغراضـج.. ما عندي الوقت كله
فاتن وهي تتراجع عنه:.. لا...
تم يناظرها ويناظر التمرد المينون بعيونها .. لكنها ما كانت تدري انها بهالشي تغذي الوحشية اللي فيه.. كان على وده لو انه يضربها لمن تتكسر وتظل مكانها على الارض.. مثل الخلجة..
مسـاعد: اكسري الشر.. واذا تبين حياتج .. بتروحين تلمين اغراضج وانتي ساكتة..
فاتن وهي تضرب بريلها على الارض: لا.... لا.... لا... ما بلم اغراضي.. ماابي ارد
مساعد: فاتن ما عندي الوقت لج
فاتن وهي تبجي بقوة: ما ابي وقتك.. ولا ابيك.. ولا ابي احد.. ولا ابي الديـرة.. ابي تم هني..
مسـاعد: سكتي .. وانطمي ولا تتكلمين.. ويالله لمي اغراضج..
فاتن: انت ماتقول انك ما تبيني.. عيل طلقني.. طلقني وخلني اعيش بكيفي.. بعيش هني على كيفي... هذي احلامي وامنياتي..
مسـاعد من سمع كلمه طلقني احترق تماما.. وصار راسه شعله من اللهب اللي بتحرق فاتن وكل شي يحايطها...
مسـاعد وهو يتقرب منها ..: تبين شنو؟؟
فاتن وهي تتجرى عليـه:.. ابي الطلاق.. خلنا ننتهي.. والحيـن.. بهاللحظة
مسـاعد: تبين الطلاق؟؟؟ تبين الطلاق؟؟؟؟
فاتن وهي تصرخ عليه: ايـه.. مو انت تبيه بعد.. انا بعد ابيه.. وابيه الحيـن.. طلقنـي..
سكت مسـاعد وهو واصل على قرب من فاتن بصـورة غريبة.. وكان الكلمة اللي تتمناها فاتن على طرف لسانه.. لكن شي خلاه يتوقف عنها.. وتم ينتظرها لمن اهي تنطق .. عشان يخرسها للأبد..
مسـاعد وهو معصب: لمي اغراضج
فاتن تصرخ: طلــقني..
وتحركت كل قوى مسـاعد الشريرة الى شعر فاتن.. مسك شعرها في قبضه يده وسحبها بقوة: تبين الطلاق؟؟؟ معليه.. انا اطلقج.. لكن مو قبل ما تلمين اغراضج..
سحبها مساعد من ذراعها ويرها يرر لمن زهقت روحها وكل ما بدت فاتن مقاومة سحبها اكثر.. فتح باب الغرفة ورماها داخل..
مسـاعد وهو يتنفس بقوة: بتلمين كل اغراضج الحيـن.. ومن غير اي كلام زايد.. والطلاق لاحقة عليـه..
فاتن وهي تمسك يدها اللي انسحبت بقوة: ما ابي ارد... ما ابي ارد
مسـاعد: والله هذا مو خيـار الحين صح ولا لاء؟؟؟
فاتن وهي تمسح عيونها المليانة دموع: ما ابي ارد مسـاعد.. وما ابيك ولا أبي شي.. خلني في حالي خلاص..
مارد عليـها مسـاعد والتفت الى خزانة الملابس.. وراح لعندها وهو يفظيها من الثياب.. يرميها على الأرض او على فاتن
فاتن بصوت كسير: شقاعد تسـوي؟؟
مسـاعد وهو يرمي الملابس او اي شي تطيح عليه يده: اذا انتي ما بتجهزين انا اعرف شلون بجهزج..
فاتن وهي تقعد على الأرض بانهزام: لا تسوي فيني جذي
ما التفت لها وتم يفظي كل شي مليان في الغرفة ويرمي عليها الاغراض.. ومن بعدها سحب الجنطة اللي كانت فوق الخزانة ورماها على الأرض.. وحاول انه يفجها بالعكاز لكن ما قدر.. وفوق كل هذا اهو ما يقدر يقعد على الأرض مثل قبل ..
القى امر على فاتن: عندج حوالي الربع ساعة انج تلمين هالخمام.. ومن بعدها تطلعين من هني.. بنتظرج برع.. وانا ما زهبتي بسرعة يا فاتن نفادهم هالثياب.. بتردين البحرين وياي باجر يعني بتردين؟؟ سامعة ولا لاء؟
ما ردت عليه فاتن.. وانتحبت بقـوة لمن طاحت على الأرض وهي تبجي.. ظل مسـاعد واقف دقايق وهو يحس بالدوخة براسـه.. وصوت انين فاتن يكسـر اللي مايتكسـر فيه.. فبدل لا يقعد ويواسيها وينسيها الدمع والألم والحزن اللي تسببه لها في هاللحظـة.. طلع من الغرفة وراح عند المطبخ.. طلع علبة حبوب يستخدمها لتسكين الألام فيه اذا انتابته.. ومن زود ما كانت يده ترتعش من الغيض اللي فيه طاحت الحبوب كلها على الأرض.. سب ولعن مسـاعد اللحظة اللي يا فيها لفاتن.. وحتى اللحظة اللي انفتحت فيها عيـونه من الغيبوبة..ليته مات فيها ولا قام عشان يصير فيه كل هذا..
تم دقايق يعور في مكانه مثل الأسد المسجون.. لمن استلم احد الكراسي عشان يرميها بقوته الى الجهة الثانية ويستند عند الجدار وهو يتنفس بقوة كان الهوا ما قاعد يدخل..
وما لقى الا فاتن واقفة عند باب الغرفة وإمارات الحزن على محياها مثل منارة بالضوء..
صرخ فيها مسـاعد: ليش سويتي كل هذا يا فاتن؟؟ غرورج وكبريائج.. شوفيه لوين وصلنا اليوم.. (دمعت عين مسـاعد).. كنت بعطيج عمري كله.. وان ما كفتج بعطيج العالم.. كنت اقدر يا فاتن .. لانج كنتي غاليـة علي... لكن الحين.. ماقدر الاقي شي فيني اعطيـج اياه.. لانج...
انكمشت فاتن في زاوية الباب وهي تغطي ثمها بيدينها من شدة البجي اللي فيها.. والتفت لها مسـاعد والدمعة خايرة من عينه..
وبصوت كسيـر: لانج.. ما تستـاهلين .. ما تسـتاهلين ولا تسوين شي عندي...
كانت هذي اخر كلمة قالها مسـاعد.. من بعدها انحنى يلتقط حبه او حبتين من اللي طاحو وشربهم من غير ماي وطلع من الشقة.. دخلت فاتن دارها وهي تجر نفسها جر وتهتز بالقهر اللي فيها.. فما لقت الا انها تصرخ بقوتها بسبب اللي صار..
مسـاعد في غيبوبة.. ومعاق... وصحى. وانا ولا ادري عنه.. والحين ما يبيني ويبي ينفصل عني.. آآخ ياربي ليس يصير كل هذا معاي.. ليش؟؟؟ يوم اني حبيته وصرت ما اشوف الفرحة الا بويهه.. يصير فيني كل هذا..
رمت بروحها على الأرض عند قطع الثيـاب.. وهي تحط راسها على ركبتها والريل الثانية ممدوده بتعب.. عند مؤخرة السرير سندت راسها وهي تحس بالعذاب بعناوينه يحتلها..
فاتن وهي تفكر بصوت مسموع: خسـرتك.. خسرتك وخسـرتك بجدارة.. بجدارة..
------------------------------
حاول جراح انه يلحق على مريم لكنه يوم نزل ما لقى لها ولا اثر .. وين راحت.. وين الممكن انها تروح؟؟ لا يكون بس استقلت تاكسي وراحت للفندق؟؟
تم واقف مكانه عند بوابة بيت هيام الكبيـرة والحديقة الروعة اللي وراه.. حاول انه يسمع لصوت معين في الممنطقة او حركة تدل ان في احد موجود لكن عبث.. فالمكان ملفوف بالصمت.. ودامنه الحين اهو ومريم فظوا المكان لمسـاعد وفاتن انهم ياخذون راحتهم.. خله اهو يدور على مريم.. الللي اهو شبه المتأكد انها ما طلعت من المكان كله..
راح ورى البيت وهو يدور عليـها.. وطول هالوقت وهو يناظر فخامة المكان اللي اهم فيه.. شي مو طبيعي حديقة بيت هيام .. الزرع في كل مكان والورد بعد.. شي بمنتهى الفخامة.. ويوم وصل الى مكان مرصوف بالحجر والقرميد .. لقى مريم هناك قاعدة.. على كرسي وهي تمسح ويهها من الدمع بمحرمة.. تم واقف مكانه محتار يروح لها ولا لاء.. اذا راح فهو بيخترق شي من الاداب والحيا.. لكن مريم اهي بعبارة صديقة درب ومن العايلة.. فتقرب منها شوي وقعد على بعد كرسيين منها..
طبعا مريم انتبهت لجراح بس ما عطته الاهتمام.. لان اللي في قلبها واللي شافته بعينها في فاتن يخليها تنتحب الدهور كلها.. وفوق كل هذا اهي مو مصدقة ان فاتن صارت جذي.. كانها ميتة واللي شافوها اهي مجرد خيال ولا اشعار انها بعدها تتنفس بهالدنيا..
تكلمت مريم وهي تمسح ويهها للمرة ثانية: ماصدقت عيني يوم شفتها.. جذي تسوي في روحها؟؟ ومن سمح لها..
سكت جراح وهو بروحه يفكر بنفس اللي تفكر فيه مريم.
مريم: يعني .. معليه اهي كانت مجروحة... وقلبها متألم بالحقيقة اللي عرفتها.. لكن.. مو جذي.. والله ما تصورتها بتصير جذي؟؟ (بصوت منتحب) كسرت خاطري
جراح وهو يناظر الطبيعة اللي جدامه: هذا الناتج من العزلة.. ومن تجمع الاحزان من غير مفرغ لها.. والواحد لازعل ولا حزن ما يخلي احبابه والناس اللي حواليه.. لان اذا اهو طاح عشرة يشيلونه.. وفاتن ما كان لها احد يكن لها اللي احنا اهلها نكنه لها..
مريم وهي تمسح عيونها بالمحرمة: .. لكن ولا بسامحها.. على اللي سوته بروحها..
جراح وهو يبتسم:.. ما عليج.. تقولينها الحين بس بعدين بتسامحين.. لان الانسان مايقدر يعيش من غير مسامحة اوو غفران.. (تناظره مريم وهو مكسورة الخاطر) لان الحياة تصير اصعب من ما تتصورين والقلب حامل شي على احد..
سكتت مريم وهي تمسح دمعها بخفة.. تفكر بكلام جراح اللي كان منطقي بصورة كبيرة.. لكن شي في كلامه خلاها تتناقض مع نفسها.. اذا اهو يتكلم جذي معناته اهو مو حامل علي؟؟ لان امي اهي السبب اللي يوقف بيناتنا وبين للي يمكن يصير بيناتنا؟؟؟
جراح وهو يحس ان قعدته طالت اكثر من اللزووم..: خلينا ندخل الحين... مب حلوة نقعد هني وهم داخل..
قام جراح من مكانه وهو يمشي عن مريم اللي ظلت قاعدة مكانها لكن قلبه لسبب او ثاني خلاه يلتفت لها ومن غير ما يطالعها ويطالع الأرض..
جراح: .... مريم.. انا ما ابيج في يوم تحملين في قلبج علي.. اذا بالنسبة لي صدقيني انا راح اوافق على كل شي بهالدنيا عشان انج بس ما تحملين في قلبج علي.. انا مافيني اظلمج ولا اظلم اهلج معاج .. انتو عزيزين علي والله العالم.. وصدقينـي يا مريم (ونبرته بدت صورة لصدق احساسه) فقدج ولا بوجودج وانتي فاقدة احد من هلج على حساب.. انا يمكن كنت اقدر اكون هلج كلهم لكن ما بعوض لج ظفر واحد من احبابج... ولا تحملين في قلبج علي صدقيني.. اللي انا حامله على قلبي.. يكفي ترى..
تفاجات مريم من كلام جراح لدرجة انها تمت تناظر في ويهه من غير اي احساس... وهو ظل واقف مرتبك بضع اللحظات ولكن ارتد على عقبه .. ماصدق السيل الجارف من الكلام اللي طلع منه... يمكن كانت هذي اللحظة الخاطئة لكن للشخص المناسب.. يمكن كان هذا الشي اللي بيحرر جراح من عقدة الذنب اللي حاسها رابطته للارض وما تخليه يرفع راسه من زود ثقلها.. يمكن الحين بيقدر يتحرر من مشاعره اللي صوب مريم.. وبيقدر انه يضحي بحبها عشان اخته.. وبيقدر انه يخليها تكمل حياتها وهو بعد يكمل حياته مثل ما يبون..
لكن ليش حس انه في هذي اللحظة خذل مريم اكثر واكثر؟؟؟ ليش هالشعور انه تقاعس او انه تراجع عن شي كبيـر.. وكانه دار بظهره الى حبه الكامل والى مشاعره اللي حاول انه يخبي اتقادها لزمن الله اعلم فيه..
الا وصوت مريم يناديه من نقطة اللي حس انه بيتجادل مع نفسه... فالتفت لها وهو مخفض عيونه بالتراب..
مريم وهي تكبح الصدمة اللي تناولتها:. جراح.. انا ما بي منك... اعتذار.. ولا ابي منك.. اي تبرير..
قطعها جراح وهو يحس بالحزن يكسر حاجبيه: بلى مريم.. بلى.. انا .. سببت لج ولعايلتج
قطعته مريم وهي تبتسم بحنان لهالانسان العظيم للي جدامها: جراح انت مالك ذنب.. لا انا ولا انت ولا احد.. حتى فاتن نفسها.. كل هالامور صارت يا جراح في حكم القضاء والقدر.. ربك قدر وكتب علينا مثل هالمصيـر..
جراح وهو يرفع عين منتحبة: بس انتي كنتي تبجين
ابتسمت مريم وهي تتنفس براحة: كنت ابجي لاني اخيـرا قدرت اكون في الدنيا اللي انا ابيها.. وقدرت القى الناس اللي راحت عني.. جراح انا طول هالفترة ما كنت انا.. ما كنت اقدر احس اني انا اللي اعيش.. كانت انا ولا شخص مثقل بالصبر والانتظار.. لكن الحين.. لقيت اكثر الناس للي احمل لهم مودة وعطف في قلبي.. فاتن ومسـاعد على الرغم من اختلافاتهم.. وانت بعد يا جراح... (ناظرها بحنان) حتى انت..
جراح: الموت يا مريم.. ولا دمعة من عينج.. انتي غالية وربج داري بغلاااج..
مريم وهي تبتسم له: وانت الأغلى.. صدقني.. انت مالك شي تعتذر عليه.. بالعكس.. انت نفسي ويمكن اكثر مني.. انا خسرت اخو طول هالفترة.. وانت خسـرت اخت.. (وبمغايض) وشبه الخطيبة اللي لو تنقلب الدنيا ما تلاقي مثلها.. (انقلبت النبرة الى فكاهة) انا ادري ان اللي كدرك طول هالفترة اهي فكرة اني يمكن ما اكون لك بس.. كيب ات اب.. الدنيا بعدها بخير
ضحك جراح وهو يحس بحرقة الدمع في عينه.. ومريم بابتسامتها الغليضة والغمازة اللي في غزازها تظهر بكل حنان خلته يحس ان بالفعل.. الدنيا اكتملت مثل ما قالت.. الكل تلاقى والكل موجود مع بعضه..وياليت بس لو ان الكل يحل مشاكله ويهتدي لدرب السلام.. جذي الدنيا بتكون احسن.. والحياة بتكون اروع..
جراح: خلينا بس الحين نلحق عليهم.. قبل لا يصير شي ويفوتنا..
مريم وهي تمشي عند الكرسي: باخذ جنطتـي..
تجدم جراح عن مريم وتوه بيمر عن الممر اللي يؤدي الى الملحق اللي كانت فاتن ساكنه فيه.. الا ومسـاعد يطلع.. وويهه مثل الصقيع البارد والرمادية اللي تستفحل بالعالم.. فتكدر جراح وحس ان السالفة فيها شي من العراك..
جراح ومساعد يتقرب منه: شصار
مساعد وهو يبين انه يكبح الم خفي فيه..: ولاشي.. بس احنا رايحين.. وينها مريم..؟
مريم اللي وصلت: انا هني.. شفيك مسـاعد.. (تقربت منه اكثر) علامك
مساعد بعصبية وتوتر: مافيني شي.. مريم روحي داخل وشوفيها كملت ولا لاء.
جراح وهو مستغرب: كملت .. على وين؟
مسـاعد وهو يمشي عن جراح: على الفندق.. مالها قعدة هني..
جراح وهو واقف مكانه بصلابة وكأن الدم بدى يثور فيه: اذا اهي تبي بنمشي.. اذا ما تبي .. نتم وياها.
التفت له مسـاعد وكأن رفض جراح الحالي اهو آخر شي يتمناه..: جراح..لا تصير لي ياهل مثل أختك.. خلنا نمشي من هني.. انا مافيني اقعد اكثـر.. ولو فينا انرد الليلة يكون احسـن
جراح: أنت رد.. انا بتم وياها..
لمع الشـرار بعيـن مسـاعد واقتدحت عيونه ومريم يوم لقطت هالشي بين الأثنين وقفت بينهم بسـرعة
مريم: خلونا من هالكلام والله مالنا حاجة فيه.. لا تزيدون النار حطب.. انا بروح لفاتن.. بشوفها وبتطمن عليـها.. واللي بصير مثل ما اهي تـبي..
تركتهم واهي كل شوي تلتفت لورى وقلبها متزلزل.. جراح ومسـاعد مو متفقين على السالفة؟؟ اكيد .. جراح ما راح يسمح لمسـاعد انه يعامل فاتن بازدراء بوجوده.. لو تطلب هالشي ضربه.. ففاتن عزيزة على الاثنين ومحبوبة يمكن بنفس القدر..
دخلت الى داخل الملحق ولقت باب الغرفة مفتوح وشبه الانين يطلع منها.. فراحت بسرعة تطل على الغرفة.. لقت فاتن حامله قطعة ثياب وهي حاطه راسها على ركبتها وهي تبجي بمنظر يفطر القلب.. فراحت لها مريم بسـرعة
مريم هي تمسح على راس فاتن: فاتن حبيبتي؟؟ علامج؟؟؟ ليش تبجين.. لا هانت دموعج يالغلا.. لا تبجين
فاتن وهي تضرب بيدها بشكل خفيف على ريلها: خسـرت كل شي مريم.. خسرت كل شي.. ما ابي اخسر مسـاعد مريم.. ما ابي
مريم وقلبها متوجع على فاتن: لا تبجين فاتن انتي ما خسرتي شي بعدج.. يالله حبيبتي قومي غسلي ويهج واستهدي بالله.. ما عليج شر يالغلا
فاتن وهي بعده جبينها على ركبتها: مريم خسـرت مسـاعد.. الانسان الوحيد بهالدنيا الي صج حبني وضحى عشاني الكثيـر.. توني اليوم دارية.. تووني..
مريم : فاتن لا تقطعين لي قلبي
رفعت فاتن ويهها المفجوع: مريم.. تدرين ليش انا ما اتصلت ولا تكلمت ويا احد ولا تواصلت ويا احد.. لان في داخلي كنت مجروحة.. كرامتي كانت مهزوزة.. مسـاعد يحب عمتي ..ع.عا..لية.. تعرفين شنو عمتي عالية؟؟؟
مريم وهي ساكتة وتناظر الالم في عيون فاتن وحمرة خدودها
تكمل فاتن وكانها تتذكر شنو كانت عمتها عالية: عمتي عالية كانت ملاك.. الكل كان يحبها.. وانا كنت احبها بس كنت اتمنى لو اني مثلها وكنت اعرف اني ما بصير مثلها.. ويوم كبرت قبل لا يتوفى ابوي كنت اشوووف.. الفخر بعينه لاني .. كنت نسخة منها.. بس بعد تألمت.. لاني ماني عاليـة مريم.. انا فاتن لو ما يدرون.. اتنفس واحس وانا شخص ثاني .. ويوم حسيت اني املك الدنيا بحب مسـاعد.. (وكان الاشراق على ويهها) حسيت... اني ملكة زماني.. كل اللي اتمناه وزود صار بحيـاتي.. حتى أحلامي اللي دوم إرتبطت بمشـعل صارت مثل شعـلة المراهقة الضعيفة بالمقـارنة مع مسـاعد.. لمن دريت.. (وانغمسـت باحزانها) انه يحب عالية .. وفوق كل هذا انه حبني عشان اني اشبهها..
مريم وهي تلم فاتن الى حظنها : يا حبيبتي يا فتون
فاتن وهي تنهار على ريل مريم: مريم انا وايد احب مسـاعد.. مريم انا ما مر علي يوم الا وهو على بالي... مريم... اذبحيني. ما ابي هالحب اكثـر.. ما ابيه اذا بس انا فيـه ..
مريم وهي تبجي مع فاتن: يا بعد عمري يا فاتن.. صدقنيي.. انتي مو بروحج في هالحب.. مسـاعد يحبج اكثر من نفسـه يا فاتن.. لا تعورين قلبج.. انتو تحبون بعض.. بس الظروف ما لايمتكم على بعض.. فاتن هدي قلبج
فاتن: مريم ماقدر.. ماقدر... ما ابي مسـاعد خلاص.. ما ابيه.. والمشكلة اني ابيه لاني ما بقدر اعيش من دونه.. بس احنا انتهينا مريم.. انتهينا وخلاص..(قامت من على ريل مريم ) انتهينا يا مريم من يوم ما مشيت عنه.. لا لا.. من يوم ما قلت له روووح مسـاعد رووح.. كان يبيني افهمه.. يبيني اتفهم مشاعره.. لكن انا .... ماقدرت.. كبريائي كان اقوى مني... اقوى مني.. (تضرب بيدها على الأرض) اقوى مني اقوى مني..
طاحت فاتن على الأرض وهي تبجي بلوعة وحرمان فيها..ومريم وياها وتحاول انها تهديها لكن عبث. .فاتن قاعدة تطلع الكبت اللي فيها ومريم ما حاولت اكثر معاها.. خلتها تبجي مثل ما تبي بس ويا الحنية وويا ويه مـألوف وقلب يعرف للي اهي تمر فيه.. وما منعتها بالعكس.. خلتها تطلع العنان في اظهار عجزها وقلة حيـلتها.. لكن اللي لازم يفكرون فيه الحين اهو مساعد وجراح الواقفين بره.. اللي بلحظة من اللحظات بدى لمريم انهم مو متفقين على اللي يتمناه مساعد..
---------------------
من بعد نص ساعة طلعت فاتن من االملحق اللي حملها مثل المهد الجميل.. تحمل كل اللي اهي تمر فيه وواساها وحظنها بالراحة والاهتمام اللي اهي كانت تحتاجه.. مررت نظرها الى المكان اللي كانت فيه لقرابة السنة.. وحست انها عاشت عمر هني.. وياليت بس لو كان العمر حلو.. وعلى طول طرى على بالها لو ان مسـاعد كان معاها في المكان.. جان اهي بخير وسلامة.. جان ماكو شي بهالدنيا يقدر يوقفها من الصراخ والاعتراف انها سعيدة.. ولقت اللي تبيه..
اكره الحب اللي لمن يعترف بوجوده بس ماكو احد عشان يتقبله.. وهي خسرت الكثير بقراراتها الطايشة.. قرارات اهي ما تحملت حجمها الا بعد ما فهمت ووعت انها كانت من اخطر القرارات اثرا على حياتها..
مساعد ما تكلم ولا قال شي.. كانت ملامحه عبارة عن الصلابة والصمت والخلو من الألوان.. كاان لابس بانطلون بيجي وقميـص اسود ويعري بالعكاز اللي حامله.. ما تكلم ولا قال كلمة وحدة او وجهها لاحد.. طول هاليوم اللي ظلوا فيه كان كل واحد في جهته من الفندق ينتظرون الوقت يمر عليهم عشان يطلعون من هالجحيم الى جحيم ثاني..
جراح ومريم كانو اكثر المتضررين بسبب اللي يصير بين فاتن ومساعد.. على الرغم من الاحلام او الامنيات اللي بنوها في هالرحلة الا انهم ما كانو يفكرون بروحهم.. كانو يفكرون بحاله مساعد وفاتن اللي ما فيها الا الصمت او الدمع الساخن.. وهالحالة ما عجبتهم.. لكن ما كانو يقدرون يسوون شي الا انهم ينضمون لصمتهم .. او انتحابهم..
وصلو الى مطار البحرين.. وبالصمت اللي طلعو منه من بوسطن وصلو فيه الى هيثرو.. ومن هيثرو الى البحرين والسكوت اهو سيد لموقف.. ومسـاعد كانت ملامحه اشبه بالموت لانه ما تكلم ولا نطق بكلمة وحدة... وفاتن عيونها شاردة وسارحة في الفراغ للي بدت تحس بقوته في حيـاتها وتحس بالحرمان اللي طول عمرها تمنته بس من غير مشاعر الحب القوية لزوجها مسـاعد.. بدت تعترف اخيـرا ان مسـاعد زوجها بس بعد شنو؟؟ بعد ما خلاص غسل يده منها وصرح لها برغبته بالانفصـال عنها..
اما في بال مريم فكان الهم هو المتحكم بها.. مهمومة ومن زود الهم ما كانت تقدر تتكلم.. تعبر بعيونها لجراح اللي كان يناظر فاتن ويناظر مسـاعد ويحس بعظم الغلطة اللي ارتكبت بحق هالاثنين انهم ينربطون او انهم يتعارفون..والأكثر.. يحس بالمسئولية لانه اهو الشخص اللي جمعهم مع بعض.. الحب عمره ما كان بهالصورة من الهم والألم. الحب شي جميل على رغم كل شي.. لكن اللي بين مسـاعد وفاتن شي يثير الشفقة في قلب الانسان اللي يعرفهم.. ومن الاحسن لو ان فاتن تبتعد عنه وهو بالمثل..
كملوا اغراضهم ومسـاعد ما كان في حالة تسمح له انه يسيطر على شي.. لان جزء من خططه انه اول ما يوصل البحرين يكمل اوراق الطلاق من فاتن.. وطلاقهم راح يكون سهل نظرا لان ما بينهم شي يستدعي الانتظار للعدة او شي من هالكلام.. فهو عمره ما لمسها.. وهالشي بيسهل عليه الموضوع.. بس ليش الاحساس انه خلاص انتهى من هلحيـاة..
مريم وهي تكلم جراح بهمس عند الجناط وعيونها على فاتن: شصار بيناتهم داخل الشقة.. قالت لك فاتن؟
جراح وهو يراقب مسـاعد: لا وانتي قال لج مسـاعد
مريم وهي تهز راسها بقهر: لا.. والله نفسي ظاااايقة الويل بسبب هالاثنين
جراح وهو يحاول يطمنها: ما عليج مريم.. الاثنين عقلهم اكبر من هالدنيا.. بيفكرون بشي يخليهم يرتاحون من هالشي..
مريم وهي مستغربة من جراح: شلون يعني؟؟
ما قدر جراح يناظر مريم من بعد الكلام اللي بيقوله:.. مريم.. فاتن ومساعد.. على الرغم من الحب اللي يجمعهم واللي يبين للكل.. الا انهم ما يصلحون لبعض.. وما يقدرون يعيشون مع بعض بصورة طبيعيـة.. بسبب كل الاشياء اللي مروا بها في حياتهم.. واللي للاسف الشديد مشتركة..
مريم وهي معصبة: شقصدك بهالكلام؟؟
يسكتها جراح: اوووووووش.. وطي حسج
تهمس له بغضب: قصدك انهم لازم ينفصلون؟؟ انت شقاعد تخربط
يرد عليها بصوت خفيف: عيل شتبين يصير بيناتهم.. يتمون جذي حروب ومعارك بيناتهم طول حياتهم.. اذا انتي ما تشوفين الجانب البشع من هالعلاقة فانا اشوفه.. ومستحيل اخليهم يستمرون بهالطريقة اكثر.. ما اتحمل الذنب اللي فيني..
مريم وهي معصبة: لا تفكر عن احد ولا تتخذ قرارات.. كل انسان حر بنفسه
جراح: كل انسان حر بنفسه اوكي ما اختلفنا.. بس في هالموضوع التدخل مطلوب..
مريم وهي معصبة وترص ظروسها بقوة داخل فكها.. وسحبت بهاللحظة اللي كانت ملامحها اشبه بالبركان جنطتها اللي مرت عليها .. وقطتها على الأرض وهي تهاوش جراح.. كالعادة..
مريم: انت اكثر انسان بارد.. واعصابه على ثلج.. ولاا فوق كل هذا علباله الحلول اللي تمر في مخه اهي الصح.. هاي اخر مرة اكلمك فيها سامع.. دام ان هذا كلامك انا ما ابي اسمعه
مشت عنه مريم وهو يناديها: .. مريم.. مريم.. اوووووووووووووووووف..
كمل جراح الاغراض وبمسـاعدة احد العمال في المطار قدر انه يحطهم على الحمالة... سحب تلفونه عشان يدق على خالد اييهم..
خالد: هلااااااااااااااااااااااااااااااا والله بجراح.. ها وصلتوا؟؟
جراح: هلا فيك.. اي وصلنا.. وفاتن معانا
خالد وهو فرحان: احلف بس.. فتون وياكم.. ياا هي واحشتني السبالة.. انتو وين الحين؟
جراح: في المطار.. كملنا واذا ما عليك امر
قاطعه خالد: اي والله ما علي امر؟؟ يالله اقلب ويهك خمس دقايق وانا عندكم.. حظكم اني في منطقة المطار..
جراح يبتسم: بس عيل تعال.. مع السلامة
خالد: الله يسلمك..
سكر جراح عن خالد وهو يراقب اخته.. وتقرب منها شوي ولقاها قاعدة وهي حاطه يدينها بين ريلها وشادة عليها وعيونها على بره.. والعباية للي لابستها والشيلة كانت شوي مفجوجة.. فشكلها كان يعبر عن حالتها النفسية العميقة..
جراح وهو يبتسم في ويهها : فتون؟؟؟ فتون
انتبهت له : هممم..
جراح وهو يراقب ملامحها بألم ويخفيه بالابتسام: كا وصلنا الديرة.. وخالد الحين بيي وياخذنا البيت..
ابتسمت فاتن ببرود في ويه جراح : .. زين.. ولهت عليهم .. ابي اشوفهم..
ومن بعد هالكلام لفت براسها الى المكان اللي كانت تناظره فانكسرت ملامح جراح وهو يراقب حالة اخته المزدرية..
جراح : فاتن... انا ادري.. انج تفكرين بالظلم اللي ظلمناج اياه.. وبالقدر اللي رميناج فيه.. لكن صدقيني .. (بلمعة الدمعة بعينه على حال اخته تلتفت له فاتن) احنا ما بغينالج الا الخيـر.. الخير يا فاتن.. والله العالم..
بنظرة معبرة طالعت اخوها.. الله عليك يا جراح.. حتى وانا الغلطانة بحقكم بعد.. تخليني انا المظلومة وانتو الظالمين؟؟؟ اي نوع من الاخوان ان يا جراح... اي نوع منهم؟؟ افضلهم ياخوي افضلهم..
ما تكلمت فاتن وآثرت انها ترمي براسها على جتف اخوها .. وتلتف لعنده وتخليه يضمها ويغرقها بحنانه.. وفي نفس اللحظة التفتت الى مسـاعد اللي كان قاعد في الجهة الثانية ومريم قاعدة يمه تسولف وياه وتكلمه وكانها تبيه يفش خاطره.. ابتسم مسـاعد ابتسامة لو انه ما كونها كان افضل.. لانها عبرت عن عجز فيه وضعف اهو عمره ما تحلى به.. وتوها عيون مساعد بتنتقل الى فاتن الا وهي تسكـر عيونها بهدوء عشان لا تخليه يحس انها مهتمة فيـه..
وصل خالـد.. وفي نفس اللحظة وصل لؤي اللي اتصلت فيه مريم.. وصار عليهم انهم يطلعون من المطار.. تحرك مسـاعد ومريم وهم يجرون اغراضهم ووراهم جراح وفاتن باغراضهم.. وما تكلمو الطرفين ابدا.. الا من مريم اللي كل شوي تلتفت وتناظر فاتن الي كانت موخية عيونها وما ترفعها وتلاقي عيون جراح بدلها.. وكانه يسليها ويصبرها على اللي قاعد يصير بين احب الاشخاص على قلبهم..
وصلوا لعند الباب وطلعو منه ولكن افترقو في الطريج.. مساعد ومريم على درب اليسار وفاتن درب اليمين.. وما حاولت حتى انها تلتفت الى مسـاعد لان افتراقها عنه اصعب شي يمكن يمر عليها.. فاكتفت بالدمع الساخن اللي غلف ويهها .. وجراح يراقب هالدموع بصمت وهو عاجز عن اي شي.. اما مساعد فاول ما طلع من المطار لبس نظارته وركب السيارة وخلى شغل الجناط على لؤي..
دقات قلب فاتن ما كانت تصدق ان مالها اي تليية.. هالنداء اللي يصرخ بكل جوارحها ويرتد في الظلام اللي بداخلها ما كان له اي تلبيه.. اما مساعد فكان ما يصدق ان هاذي هي النهاية.. ما كان مصدق انه مر في كل هالظروف ويا فاتن.. يحسها مثل الحلم الكريه اللي يبي يوتعي منه.. لكن ماكو مفر.. ماكو مفر من الفراق.. او من الانفصال.. او انها تكون محرمة عليه مثل ما كانت قبل.. وهذا الشي كان من العظم على مسـاعد انه قضى ليلته في لندن وهو يذرف دمعه بصمت..
ما كان عندي اي كلام اعبر عن حزن الاثنين.. او عن جرح الحبيبين في مثل هاللحظة.. لحظة النهاية بين الشخصين دايما تكون غير معبرة.. او غير محسوس بها.. الا في لحظـتين.. لحظة الاجتماع.. ولحظة الفراق.. مسـاعد وفاتن مروا باللحظتين من غير اي تصريح بالحب..
قلب مسـاعد كلم فاتن وشكى لها الحال
.. بلحظتين يافاتن.. تلاقت احلامنا..وحسيت بحبج صوبي.. وبعدين افترقنا اانا بدرب وانتي بدرب..
ردت فاتن على كلام مساعد..
لحظتين كانت جمعت قصة حبنا.. وبعدين.. رحت في درب.. وانا بدرب..
كنتي شعاع مضوي من الشمس.. او كنتي ابتسامة ربيع..
انت كنت مطر الاحلام.. وكنت حقل الفرحة.
انتي كنتي بذرة الورد اللي ينزرع بالقلب..
وانت كنت الملقى اللي انا ماكان لي وجهة غيـره
------------
كنتي ريحة الهوا الموسمي الحلو.. او كنتي اللون اللي يتلاقى في كل الاطراف..
انت كنت النور في الدرووب.. او كنت في الفضاء او السهول..
انتي كنت المحطة والأمان....وكنتي الوجهة والمكان..
وانت كنت الزمان اللي يحملني من دنيا لدنييا ثانية.
الفصـل الثاني
==========
وصلت فاتن للبيت ويا خالد وجراح اللي ماسكتوا بالسيارة.. حاولوا انهم يرفهون عنها خصوصا خالد اللي لمح الحزن الكبير في ويهها وويه مسـاعد فـتأكد ان الشي جايد لان طبيعة مساعد عصبية وطبيعة فاتن حساسة.. فهذا عبارة عن الحطب والنار.. فما حاول انه يستفسر لو كان في مكان احد ثاني بالعكس.. بدى يشغل مختلف الأغاني اللي تضحك والي تبجي ويمثل البجي عليها وحتى انه قدر يخلي فاتن تبتسم شوي.. لكنها بعدين تراجعت بعذر ان راسها مصدع..
جراح تم ساكت في السيارة لفترة وهو يناظر فاتن من المنظرة اللي جدامه لكن يوم لاحظها انها مسـكرة عيونها بعد عيونه وبدى حوارات متعددة استفسارية ويا خالد..
جراح: شخباره الخبل؟
خالد: اي صج.. ترى غزلان صار لها جم يوم ما يات الشغل.. دقت علي وقالت عندها ظروف..
جراح وهو مستغرب: شلون ما تيي؟؟ عمرها ما سوتها.. بالعادة احنا اللي نطلع وهي اللي تتم..
خالد: هههههههههههاي.. يقول لك عاد.. كانت اهي عون صارت علينا فرعون.. أأاخ الحين انا شلون اتعذر واطلع حزة الظهر حق السبات اللذيذ يمممممممممممممممم..
جراح يضربه على راسه: اي سبات.. انا اللي بسبت وانت اللي بتشتغل.. اكرف ويا لؤي سامع..؟؟
خالد وهو يتكلم بصوت واطي: هاي ان حصلتني يا ويه ال..
جراح :هااااااااااا.. شقاعد تعقر فيه؟؟
خالد: ها.. ولا شي.. بس قاعد اقول.. شزينه ولد خالتي.. عيل جو اميـركا يسوي جذي.. لله الله.. يبيله..
وقفت السيارة عند البيت.. وغير عن كل مرة ما طلعت فاتن بسرعة وراحت تدور امها من تحت الأرض.. تمت قاعدة بالسيارة وهي تراقب البيت بعجز.. ما تقدر تطلع واهي تعرف ان المكان اللي تبي تكون موجودة فيه اهو غير هالبيت.. لكن بعد طلعت من السيارة ومشت بروحها عن جراح وخالد الي ينزلون الجنط..
دخلت البيت وهي تتنفس الصعداء.. تتمنى لو انها تلقى حظن امها مرمي جدامها عشان تموت فيه براحة لكن حتى هالامنية صعبة التحقيق في الوقت الحالي..
راحت للمطبخ ومالقتها هناك.. وعلى طول تحركت الى الحديقة الورانية اللي يوم راحت عنهها كانت عبارة عن ارض في بدء الزراعة.. فانصدمت يوم دخلت ولقت انها مخضرة والارض مفروشة بالحشيش الحلو اللي ينعش الجو على الرغم من الرطوبة الحادة.. ولقت امها هناك.. واقفة عند اصيص الزرع اللي يم النافورة وهي تربت عليها بيدها الحنونة..
طلع صوت فاتن من الحشرجة اللي انتابت حلجها:.. يمــة,,,
مانتبهت ام جراح لانشغالها بالزرع..وصوت الماي اللي يخر من النافورة
فاتن وهي تعلي على صوتها:.. يمـــة..
رفعت راسها ام جراح وهي تمسح على جبينها من الحر.. الا وتنصدم وهي تشوف فاتن واقفة جدامها لكن اللي صدمها زود ان البنت اللي واقفة تملك يمكن نص من نضارة فاتن وحلاوتها.. لكن ما همها هالشي..
هبت على ريلها وصوتها عالي: بنتي...
تلقفت ام جراح بنتها الواهنة ولمتها بحظنها بقوة وهي تشمها وتبوسها وتضمها لصدرها وشكثر تمنت فاتن وحلمت بهاللحظة طول ايام الغربة..
سحبت فاتن يد امها تبي تبوسها: سامحيني يمة
سحبت ام جراح يدها وهي تبجي: معاذ الله يا بنتي ومسموحة وبالحل يا بعد روحي.. ااااه.. والله ان الروح ردت فيني يعلني ما بجيك يا مسـاعد
وكان الكهربا مسكت فاتن بهاللحظة فتحركت عن امها .. ولكن هيهات تخليها امها.. قعدت تمسح على ويهها وهي تحس بحرارة جبين فاتن اللي كانت محمومة شوي..
ام جراح: فديت عمرج مريضة يمة؟
فاتن وهي تحس بالوهن لكن: لا يمة بس من تعب الرحلة..يومين واحنابالطيارة وانا..
جراح يكمل عليها: ما كلت ولا شي يمة..
ام جراح وهي تلم ولدها الثاني : فديت عمرك..
جراح وهو يبتسم لها:شلونها الغالية؟؟ عساها طيبة؟
ام جراح: طيبة طاب حالك ..
جراح: ها.. بنتج وكاهي بحظنج.. بس قوليلي انتي.؟؟ وفيت يا يمة؟؟
ام جراح وهي تبوس جبين ولدها: كفيت ووفيت يا وليدي.. يعلني ما اشكي فرقاككم يا عيالي.. يعلني ما شكي فرقاكم ولا هم بعدكم عني.. يالله يمة خلنا ناخذ اختك ترتاح بدارها..
خالد: شنو فلم هندي هني ولا ادري.. شركوني وياكم تدرون فيني اموت بالافلام الهندية..
راح وهو يدفع فاتن بخفة وفكاهه عن ام جراح ويحظنها.. وفي نفس الوقت يقرص جراح عشان يخليها
جراح: ااااخ امي لا تاخذها كلها
خالد: بس امك اهي.. امنا كلنا.. بس انا . امي وابوي.. صح خالتي
ام جراح: فديت عمركم عاد لا تخنقووني..
خالد وهو يكلمها بنبرة النسوان: عيااااااااارتج.. اصلا انتي تموتين على تحظن الكشوخ مثلي ومثل هال... دقل..
جراح يمسك خالد من رقبته: من الدقل يالشوكة؟؟
ام جراح: محد دقل ومحد شوكة يالله خلونا ندخل هلكتونا بهالحر..
توها بيطلعون من الحديقة الا ومناير تركض ويا سماهر لفاتن: فتووووووووووووووووووووووون
فاتن وهي تضحك : هلا فيييييييج منووور..
لمت مناير اختها وسماهر اللي شافت جراح فاستحت ووقفت مكانها.. وخالد اللي صار له فترة يلاحظ حيا سماهر من جراح.. وكل مرة يدقل جراح اللي ينقهر ويمشي من المكان..
مناير: يالقاطعة يالكريهه عاجبتج اميـركا ويا هالراس مووو؟؟
فاتن: ههههههههههههههههه عاجبتني .. لكن وجودكم كان ناقصني.. شخباركم عساكم طيبين.. (تلتفت الى سماهر) شلونج سمور.. شحلوج صايرة
سماهر وهي مستحية: عاد لا تخليني اصدق روحي .. بتشقق والله
فاتن: هههههههههههههههه
مناير: اي فتون من صجها لا تخلينها تصدق روحها ما تهد المنظرى ترى.. ههههههههههههههه
عزيز وهو داخل البيت وهجوم على فاتن: فتووووووووووووووووووووون يام القراعيييييييييين..
فاتن وهي تفرح من خاطرها على اخوها الصغير وتروح عنده: عزووووووووز حبيبي..
لوت على اخوها اللي تموت عليه وهو الثاني كبت دمع فيه.
عبد العزيز: عاد ولا اكلمج ولا احاجيج ولا ابي لسانج يطق بلساني
فاتن وهي ماسكة على قلبها: ليش عاد؟؟ من بعد هاللمة ما تبي تكلمني؟؟
عزيز: وينج عيل؟؟ سنة كاملة ماشوفج؟؟ لكن اوريه ولد الدخيلي ان ما نفخت ويهه..
خالد: هههههههههههههههههههههههههههه على نفخ ويهك ماكو
عبد العزيز يهد خالد: خلووود
تخبى خالد ورى خالته: لا افا عليك عبد العزيز شيخ ولا الشيوخ حبيبي..
فاتن تكلم عبد العزيز اللي طعن قلبها بطاري مساعد: عزوز انا خلاص رديت لكم .. وماكو احد يستاهل تنفخ ويهه .. (تبتسم ويهه) شكبر صرت.. ريال فديت عمرك..
عزيز: انا من زمان ريال.. بعد هالمايعين مايقرون بالبيت. .قلت انا قعد وارعى امي.. مو يمة؟؟
ام جراح: ويه على قلبي من الرياييل عدل يمة..
خالد وهو يوقف بالنص بين الكل
خالد وهو يكح:.. احم احم.. يالله.. انا اليووووووووووووم بمناسبة وجود فاتن في البحرين اللي تشرفت ارضها بوطا ريلها.. اني اعزمكم.. وعلى حسابي.. على شاورما السراج ههههههههههههاي..
جراح وهو يقط الكليكس على خالد: دومك بخيل..
خالد وهو يفج عينه: بخيل؟؟ بخيل بعينك.. لا صج صج.. بمناسبة عودة فتون... وحنه مناير الدائبة لمستمرة
مناير: هي هي هي هي بنروووووووووووح البحر
خالد وهو يرفع يده بتخويف عشان تسكت: جبي عاد ولا اخبار الجزيرة. (يكمل وهو نافخ صدره) اعزمكم على طلعة شاعرية جميلة.. انتم كلكم برفقة جميلات الحي هذا.. ملكة العالم .. سعاد القمر.. وملكة البحرين .. فاتن الياسي.. وملكة. ال... (يفكر) امممم.. ملكة التحقيقات..
بفخر ترد عليه مناير :كفووو عليك والله
خالد: هههههههههههههههههه.. مناير .. وملكة الطماط انسة سماهر..
سماهر: مالت عليك يالعسعس..
خالد يكمل: اعزمكم. على احلى ملغووووم.. واحلى بيبسي .. واحلى قعدة.. على بحر من بحور ديرتنا الحلوة..
الكل الا فاتن: هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يي..
خالد يكمل: على شرط.. ان تكاليف الرحلة من الوقود ومن السياقة وكل هالشغلات على اخونا الراس العود.. جراح الياسي.
جراح وهو يكح: عنبووو زاد... الحين انت اللي عازمنا..
خالد: هيه . لا تطالعني.. انا فلس واحد ما عندي.. (يمسك راسه ويساسره) سلفني وبرد لك ان شاء الله بمطلع الشهر.. (يكمل بصوت جهوري) دام ان جراح وافق.. يالله استعدو وارتاحووو فاليوم من بعد الصلاة احنا متحركييييييييييييين ان شاء الله
فاتن وصوتها يطلع من بين الحشد : انا لازم تعذروني. .لليلة ماقدر اطلع.. تعبانة ولازم ارتاح..
خالد: مو شغلنا يا بنت الخالة.. عندج عشان ترقدين من الحين الى الساعة سبع.. اي حوالي.. تسع ساعات متواصلة. ولو سمحتي ما نبي اعتراضات لان ملكة جمال التحقيقات اهي اللي حنت على هالسالفة
مناير وهي تمثل الغزل بخالد: فديت قلبك يا بو وليد.. طول عمرك ما تردني
خالد وهو يتصنع الغثيان: ارجوج.. لا تخليني ارجع.. شقلتي لي.. بو وليد؟؟؟
مناير ويا سماهر يضحكون عليه: هههههههههههههههههه بو وليد ما قلنا بو هباش هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه..
ام جراح تكلم فاتن: يمة اذا ما تبين تروحين باجر ان شاء الله..
فاتن اللي استحت من امها ما حبت انها تواصل الرفض: لا يمة بس.. ولا يهمج.. عشانكم بس ولو اني تعبانة.. بس يمكن راحتي بتكون بهالشي.. (لوت على امها بقوة) من زمان ما كنت ويا هالكثر ناس.. يعلني ما خلى منكم..
صمت الحشد في لحظة .. تأثرا بدمعة فاتن اللي خارت من عيونها.. واللي كان سببها اهو حزنها القاتل اللي ما تقدر تخبيه اذا مو عن الكل.. فهو عن جراح اخوها اللي يعرف..
مسحت فاتن دمعها وهي تضحك: اسفة بس.. وايد فرحانه لوجودي معاكم.. يلا عن اذنكم.. (تلتفت الى مناير) وقظيني منور قبل الصلاة..
مناير وهي متأثرة من شكل اختها:.. ان شاء الله فتون..
راحت فاتن وهي تسحب جنطتها الى داخل الغرفة.. اللي اول ما دخلتها سكرت الباب.. ووقفت وسط الغرفة مكان اللي وقف مسـاعد يوم يا بيتهم قبل لا يسافر.. واستنشقت الهوى الي ظنت ان رئـتها مسدودة عنه.. تمعنت في الغرفة واول ما اسدلت جفونها الستار هطلت المزيد من الدمعات.. مسـاعد ينبض في خفوقها مثل الطبل اللي ما يهدى.. فحست ان قواها خايرة فرمت بنفسها على السرير بخفة.. ولايمت نفسها والعباية اللي عليها بعدها وهي تحاول انها تسكن انات قلبها.. لكن مظهر فراقها عن مسـاعد وكلام قلبها يوم مشى عنها كان يرجع لها بقوة خلتها تحس انها مشلولة الحواس.. مسحت دمعها وهي تحاول انها تتحلى بالقوى.. لكن ما كان لها الا انها تتلوى من الحزن على سريرها وتهتز بالانين القاتل فيها.. لمن استسلمت الى سلطان النوم بقلبها الذايب..
ام جراح كانت واقفة عند دار فاتن وما دخلت.. وكانت متخصرة وهي عاقدة الحاجب.. وتفكر باللي شاغل قلب بنتها بهالصورة.. واهي عندها ملايين الاسألة اللي ما لها اي اجوبة .. وفوق كل هالاسألة اهو.. شلي صار ويا مسـاعد هناك.. وليش فاتن بهالحزن.. مستحيل تكون الدموع اللي نزلت دموع فرحة..
ياها جراح اللي تسبح وغير هدومه:.. شفيج يمة واقفة؟
التفتت له وهي تهمهم: .. همممم.. لا يمة بس.. اختك مادري .. مو داش في بالي كدرها.. (تناظر ولدها وهي مستغربة) شصار بينا وبين مسـاعد
جراح وهو يلتفت الى الصالة اللي كانت مناير فيها ويا عزيز يطلعون التلفزيون.. فسحب جراح امه الى غرفتها اللي في نفس الممر اللي ياخذ غرفة فاتن.. دخل ويا امه الدار.. وسكر الباب وراهم..
قعدت ام جراح وقلبها ياكلها من غموض جراح:... يمة تكلم.. تراك افزعت قلبي.. شصاير؟
جراح وهو واقف عند الباب ومتكتف:. يمة مادري.. بس السالفة ما تطمن بين مساعد وفاتن..
ام جراح وقلبها يدق: شلون ما تطمن..
جراح: .. مسـاعد وايد غامض بطبعه وفاتن ماتكلمت ولا قالت شي.. بس البرود اللي بيناتهم كان واضح وفوق كل هذا ولا واحد منهم كلم الثاني.. (سكت جراح ورفع عيونه اخيـرا) الظاهر ان اللي بينهم ما راح يستمـر اكثر..
ام جراح وهي تمسك قلبها: يمة لا تقول جذي.. هذي حياتك اختك لا تفاول عليـها..
جراح: لا يمة انا ما فاولت.. بس انا شفت وايد طول هالفترة.. وشفت شكثر مسـاعد تعبان وحالته النفسية زفتة وفاتن مثل الشي..
ام جراح وهي تعصب راسها:... يا ويلي عليج يا بنتي.. وانا اقول.. دموعها مو طبيعية.. خر الدموع عندها مثل الميـزاب.. شقاعد يصير في حياة فاتن يا جراح؟؟ عمري قصرت عليها بشي؟؟ عمري ما فتحت لها قلبي؟؟ هل مرة بحياتي ما سمعت للي اهي تبيه.. هل مرة غفلت عن اللي اهي تبيه؟؟؟ ما ادري صراحة انا استعجب لمن كل هذا يصير مع فاتن..
جراح وهو يقعد عند ريل امه: يمة انتي ولله العالم انج ما قصرتي لو الود ودج انج تهبينا عيونج
ام جراح وكانها ما تسمع: انا ادري ان .. بعد وفاة ابوكم اني ما كنت بهالدنيا وغبت عنكم وايد.. وهاي غلطي؟؟ ترى يمة انا ما قدرت اشوف الدنيا من غير ابوكم.. انا احبكم يا جراح لكن احب ابوكم اكثر.. وما تحملت الدنيا يوم غاب اهو عني.. بس لاني شفته يا وليدي ..(ذرفت الدمع) شفته بعيونك وشفته بضحكه فاتن وبمزاح مناير وحلاوة خالد وروعة عزيز .. فقدرت اعيش مرة ثانية.. ولكن الحين مو عارفة انا وين قصرت... مو عارفة؟؟
لم جراح امه اللي بجت مثل الطفلة الصغيرة المرتكبة ذنب.. ولمها بكل قوته وهو حاير ما يدري شالحل او شالمطلوب منه انه يسوي... اغلى حرمتين على قلبه بهالدنيا مليئتين بالحزن والهم والغم.. وما يقدر يسوي اي شي عشان يريحهم.. فكان الشي اقوى من طاقته لانه اهو بعد كان محتاج لرعايتهم وحنانهم... تراودت مريم في باله.. وتمنى لو انه كانت حرمته في هاللحظة.. محد بيخفف عليه هالحزن غيرها.. وغير طيبتها وحنان الامومة للي ينبع عندها مثل الماي الصافي... ااااه عليج يا مريم.. ليتج من نصيبي.. طلعتي انتي الثانية مني وانتي زعلانة.. وانا مادري صراحة شسوي بينكم..
حط راسه جراح على حجر امه وهو مسكر عيونه ينشد الراحة من حظنها الغالي.. وهي تمسح على راسه وقلبها محتار.. لازم تكلم مسـاعد.. لازم تفهم منه هو الموضوع.. لازم ترجع الأمور الى محلها. فاتن رجعت وهذا المهم.. الحين لازم تتعدل كل الأمور والأوضاع..
--------------------------
مسـاعد اللي أول ما دخل البيت سلم على ابوه للي كان قاعد بالصالة وامه بعد اللي ما خلته من الأسـالة والتحقيـقات لكن بصبره الجميل طوف هالمدة تحت نظر عين ابوه اللي كل شوي يهف ويهز راسه عجب من هالمرة..
سكت مسـاعد وخنق الأحساس اللي فيه بيمعة هله.. يبتسم ويسولف ويا هذا ويتكلم ويا ذيج وحتى نورة وفيصـل كانو معاهم.. الا مريم للي دخلت دارها عشان تاخذ شاور وترتاح او لانها مو قابلة بالنتيجة اللي طلعو منها في اميـركا.. وللحين في بالها خطط متعددة.. اهي كانت تبي تجمع الأثنين ويا بعض.. لكن يوم اجتمعوا الظاهر انهم نفسوا عن اللي فيهم من القهـر وقالوا اشياء ما تنقال من جذي عيون فاتن كانت ذابلة ومساعد ما رمى عليها ولا كلمة او بال.. لكن اهي اللي براسها بتنفذه.. واللي بصير يصير. اهي مستحيل تقبل بهالشي.. مساعد وفاتن لازم يرجعون لبعض.. والا النتيجة لن تحمد عقباها..
كانت توها بتطلع من الغرفة يوم سمعت حس لؤي تحت.. معروف بو الفوضى وراعي الهذرة لكبيرة وكان يهلي بمسـاعد.. وتوها بتدخل غرفتها الا تنتبه الى دار اخوها القديمة اللي ظلت على حالها الا من الثياب اللي نزلت بالدار اللي تحت.. بحركات جاسوسية وعلى اطراف الاصابع سكرت باب غرفتها وراحت غرفة مسـاعد..
وقفت لحظات وهي تشم ريحة العود اللي ما تخلى من الدار.. امها ما شاء الله عليها مع ان مساعد ما يسكن بهالغرفة الا ان صوت القرآن او العود ما يخلون منها.. عاد انه الين ما يدخلون الغرفة .. ضحكت مريم بخفة وبدت جولتها الاستطلاعية
بصوت واطي وتفكير مسموع: اي شي يمكن يساعد قضيتنا..
انتبهت الى نفسها..
مريم: شفيني .. صرت منور دقيقة وحدة. اعوذ بالله
قعدت مريم تنبش في الصغير والكبير.. وتلقى الاشياء المثيرة للاهتمام وتلقى الاشياء اللي تخص شغل مسـاعد.. واخيـرا.. طاحت يدها على مذكرات عالية.. بنية مصنوعة من الكارتون وعلى الاطراف مهشمة بعض الشي.. ثلاثة دفاتر مربوطة بحزام جلدي .. طلعتها مريم بعناية وهدوء.. وحطتها في حظنها وهي تحاول انها تفج الحزام..
سحبت اول دفتر.. اللي كانت صفحاته صفرا والكتابة بالخط الأسود الجميل.. فتحت الصفحة مريم وبدت تقرى فيها شي من المعاني..
(فيض العاطفة)..
اليـك عاطفتي يا رجلا لم ادرك ما معدنه حتى هذا اليوم.. تجري كالميزاب..
وبصدق وحلاوة تلاوة الصلاة.. يتردد اسمك بصدى جدران حياتي..
غيبتك وان لم تكن رحومة فهي جميلة.. ايقنت خلالها غلاك..
لم تدرك كم كانت الأمطار سخية.. وكانت سخيـة بالفعل..
تيقظني بحرارتها على جفني وخدي..
ادركت.. ما كانت حيـاتي بالفعل.. تمتلك وما فقدت..
ملكتك انت يا سر وجودي لحتى هذه اللحظة..
هل ستعود؟؟ هل ستطفئ معي شمعة عيدي القادم؟؟!!
يبدو الشي كالحلم الجميل.. لا اتمنى عدم حصوله ولكن.. ككل الأحلام... فهي لا تحدث الا في النوم..
ايقظني يا حبيبي.. ودع الأحلام تحدث في اليقظـة..
وشي بالعامية اشبه بالرسالة السريعة..
وحشتني مسـاعد.. ياليتك ترد بسرعة..
عاليـة
حست مريم بالأسف.. على ضيـاع شي اشبـه بالحلم المكتمل.. أللي يمكن يتمناه كل انسان في هالدنيا.. فما قدرت الا انها تحس بالشفقة على مساعد اللي اضطر انه يخسر شي مثل حب عالية بهالدنيا اللي ما ينوجد بها شي..
وقررت انها تطلع من الغرفة وحملت معاها الدفاتر عشان تقراها.. ويوم بتسكر باب الدرج لقت رزمة ثانية من الاوراق في فايل قرمزي اللون مخملي الغلاف.. سحبته معاها.. وفجته على الصفحة الأولى ..
لقت شبه المقدمة المكتوبة بخط مسـاعد الكبيـر..
(( اشياء لم ادركها الا بعد رحيـلها..
ليتني كنت قد عرفتها قبل فوات الأوان..
فالآن علي العيش تحت ظل غيابها المرهق..
ليتك تعودين.. يا حلمي الوردي.. ))
دقة قلب مؤلمة عمرت مريم.. وشي في خاطرها خلاها تحس ان فاتن ما لها اي فرصة جدام هالكم الهائل من المحبة بين مساعد وعالية..
مريم وهي عاقدة حياتها:.. مادري.. بس يمكن انتي منصوفة يا فاتن.. الله يعينج.
-----------------------
رجع خالد من المسجد اللي صلى فيه المغرب من غير جراح لان الثاني بعده راقد.. من تعب الرحلة بعده ما قام يصلي وحاول وياه لكنه قال انه بيصلي في البيت.. الصلاة صج مالها طعم الا اذا كان في مسجد للجماعة.. والا شي ثاني بلاااش..
تم يمشي وهو في باله الويه الوحيد اللي يرافجه في وحدته.. بنت طويلة ظعيفة شعرها بني وعيونها زرقة وبشرتها من انقى واصفى البشرة اللي يشوفها بالدنيا.. صاحبه احلى ابتسامة واحلى تكشيرة واحلى غضب.. سماء..
من بعد ما تعود غيابها عن عينه حب انه يذكرها بالابتسامة والجد والتعب.. فاليوم اللي بترد اهي فيه ما بيكون خالد اللي كان قبل.. بيكون مثله من داخل لكن في نفس الوقت.. احسن.. عشان تتفاجأ.. طلع من جيب البنطلون اللي عليه السلسلة اللي دايما ترافقه.. مد الخاتم لجدام عيونه وهو يتبسم عليـه وهفه بالهوا شوي وبعدها باسه وحطه في مخباه لانه وصل البيت.. وقبل لا يدخل طبعا طالع بلكونها اللي كان مطفي.. لكن شي في الظلام خلاه يبتسم ويطرش بوسه خفيفة في الهوا باتجاهها..
دخل البيت الا ومناير تركض في ويهه : خالووووووووووووووووووووود تأخريتي حبيبتي..
خالد وهو لايعة جبده منها: ووواع عليج.. لا تقوليلي خالود مرة ثانية.. باسطرج.. انزين وينها سعادي..(الأم)
مناير: امي في دار فاتن..
مشى خالد الى الممر اللي ما خلته مناير يوصل له ووقف عند دار فاتن للي كان الباب مسـكر فيها..
ردت عليه ام جراح: دش يمة..
طل براسـه خالد وهو يبتسم بأعذب الملامح: .. مسـاء الخيـر.. والاحساس.. والطيبة.. مسـاء ما .. يليق الا .. بجميلاته.. ها سعادي فاتنتي.. جهزتوا..
فاتن وهي تسحب السيادة من تحت ريلها..: توني مخلصـة صلاة.. بس خالد انا تعبانة شوي..
خالد وهو يوقف باستقامة داخل الغرفة ويمد يدينه جدام ويهها: فاتن.. ارجوج.. نوو .. مدري بالانجليزي شنو .. بس بمعنى اعتراض.. عاد واللي يسلمج خلينا نطلع.. وصدقيني.. احلف لج ان تعبج ذي ما بتحسين فيه
فاتن وهي تضحك بعجز جدامه: انزين ليش ما تخليه باجر.. ابي اقعد وياكم اليوم
دشت مناير مثل الساحرة : لا لالالالا ولييسللللللللللللمج فتوون حرام لا ترفسين النعمة بريلج . انتي ما تدرين انا صار لي شهر ومقدمة اوراقي اتوسط ولا احد ماعطني ويه.. كل ما روح يقولون راجعينا باجر.. بليـز مس فاتن لا تحرمينا..
فاتن وهي تناظر امها بعجز: يمة شرايـج؟
ام جراح: والله يمة انا من زمــــان ما تنسمت البحر.. زمان صار لي ما طلعت وياكم كلكم.. وخلينا يمة واول ما تحسين نفسج ما تقدرين تواصلين نرد البيت..
فاتن وهي تناظر خالد اللي ينتظر جوابها ومناير الي تتوسل بعيونها ومادة يدينها مثل الهنود.. واخيرا صدر القرار من فاتن:.. يالله نروووح
وتييب مناير: .. كلولولولولولولولولولولوش... ويه ويه.. فتووون بنيتنا الزينة.. ويه ويه فتون بنيتنا الزينة..
خالد: اووووووووووووه عاد هيوو شسكتها الحين
وتصرخ في اذنه مناير: ويه ويه .. خااالووود خااالووود.. (لامها) ويه ويه ســعود ســعود..
وتطلع من الغرفة بصوتها وجراح على الدري: ويه ويه.. جراح وجراااح. ويه ويه.. جراح وجراح
جراح وهو يحك راسه: قسم بالله ان ما سكتي لا شبعج بكوووس..
خالد اللي سمع اللي قاله جراح عاون مناير عليه وتم يطبل على الطاولة اللي يم الباب: ويه ويه .. جراح جراح..
ومناير بصوتها: ويه ويه.. جراح وجرااااح (بحماس الى خالد) طبل لي طبل لي.. (تغني) ويه ويه.. ولنعم وللنعم بمنور منوووور .. ويه ويه.
يكمل خالد: الخبلة منوووور
مناير وهي تغني: ويه ويه.. تحلف يا خلوود..
ويرن التلفون ويقطع على خالد بس الجو الغنائي وراح يرد عليه ولكن صوت مناير الحاد ما خلاااه يسمع شي.. صرخ عليها: منووور ويهد بعدوينج سكتي عاااد.. (التفت الى التلفون).. ألــو..
في الخـط الثاني كان صوت واطي.. اشبه بالهمـس.. او يمكن بسبب بعد مسـافة الخط:.. ألو
خالد وهو ما يسمع الا ان دقات قلبه تسارعت لسبب او ثاني:.. الوو؟؟ من معاي؟؟
الكل انتبه بهاللحظة وتكلم الصـوت:.. خــالد..
تجمد خالد مكانه وهو فـاج عيـنه مو مصدق:.... من معـاي؟؟
ام جراح وهي تتقرب منه وفاتن تطلع من الدار:.. من بالخط يمة..
خالد وهو يحس ان قلبه وقف:... سمـــاء؟؟
توقف الوقت عند الكل.. وصارت الدقات محسوبة في اللحظة وتكلمت سمـاء بصوت باكي:... ايـه خالد.. أنا سمـاء..
ام جراح وهي تلاحظ ملامح خالد اللي انقلبت الى اللون الاحمر وعيونه تغرقت من الدمع:.. سمــاء.. حلفي انج سمــاء... حلفـي
سمـاء وهي تضحك وتبجي في نفس الوقت:.. ايه.. انا سمــاء خالـد... انا سمــاء..
خالد وهو يسكـر عيونه مو مصدق الخبر.. لكن الدمعه انهمرت بعينه.. وبطلعة جراح من الحمام:.. يا بعــد هالدنيـا يا سمــاء.. يا بعد هالدنيـا يا هالدنيا..
سمـاء وهي تحظن السماعة بكل محبتها .. والخاتم يلمع في يدها: .. ولهت عليكم .. ولهت عليكم حييييييييييل خالد حيييل.. شلونكم شخباركم.. نسيتوني خالد..
سكت خالد.. ماقدر يتكلم.. فدموعه كانت اقوى منه.. منعته من الكلام. وما حب يتكلم ويبين انه يبجي .. ويات له ام جراح اخذت منه السمـاعة وهي متلهفة على البنت:.. يمة سمــاء.. سمـــاء انا سـعاد ام جراح..
سمـاء وهي تصرخ بصوتها: يمـــــــــــة ام جراااااااااااح ... ولهت علييييج يمـــة..
ام جراح وهي تذرف دمعة ساخنه وتراقب خالد اللي طلع من الصالة وراح للحديقة بسـرعة:.. وواحنا اكثر يمة واحنا اكثر..
راح خالد الحديقة وهو مو مصدق... تم يتنفس بقوة وهو مو مصدق ان بهالليلة الللي قدر يبتسم فيها للدنيا.. ويحس ان الانتظار حلو.. انقطع عليه كل شي.. وتحققت اغلى احلامه.. سمع صوتها من بعد غيابها الكبيـر والثقيل على صدره.. تم يتنفس وهو مو عارف شلون يتنفس.. قعد على الأرض وهو متـاثر بالحيل.. وفاتن وجراح تبعوووه..
جراح قعد عنده على الأرض خايف عليه: خالد شفيك؟؟ ازمة الظيجة
خالد وهو يهتز بالصياح: ماصدق... انها تصــلت..
جراح اللي ما فهم اللي يقوله:.. شتقول؟؟؟
خالد وهو يرفع ويهه المبتسم بجنون ومبلل بدمعة الى جراح: ماصدق انها ردت.. ما صدق.. حلم ولا علم يا جراح
جراح اللي يضحك بـتأثر في ويهه: .. صدق. علم هذا يا خالد علم..
خالد وهو يصرخ بصوته: يا ربيييييييييييييييييييييييييي يا حبيبي.. يا ربي يا حبيييييييييييبي.. ومن يقول ان الامنيات والدعوات ما تصيــر..
الا ومناير على الباب تنادي جراح وهي تمسح دمعتها من الفرحة: خالد.. قوم سمـأء تبيك
طار خالد من مكانه وراح للتلفون ولقفه بكل حب..
خالد: امـري.. امــري يا بعد عمري امـري..
سمـاء اللي استـحت منه بس بعد ما قدرت تنسى شكثر تحبه:.. ما يامـر عليـك عدو... (بتلبك وخوف وتوتر).. نسيــتني خالد؟؟
انصعق خالد منها.. تراها بعدها صخلة ما تفهم:... نسيــتج؟؟ قولي انتي متى رحتي عن بـالي عشـان انسـاج.. انتي قوليلي.. خاتمي بعده عندج؟؟؟
سمـاء وهي تمده جدام عينـها: كاهو في صبعـي. .انت تحلـم اصلا ااني افج عنـك..
خالد وهو يرتعش من الفـرحة.. : احبـج سمــاء.. والله احبـج
سمـأء اللي وصل عندها مشـعل.. : انزين خالد.. انا بخليـك الحين.. مشعل كاهو يمي.. بدق عليك مرة ثانية..
خالد انصدم يوم عرف ان مشـعل ويا سمـاء: اهو وياج الحين؟؟ وشلون اتصلتي..
سمــاء بتوتر: بعديـن بخبـرك.. يالله اخليك..
خالد وهو يمنعها: لا سمـاء نطري..
الا والخـط ينقطـع في ويه خالد.. استـغرب الحركة وهو ماسك السماعة يناظرها..
كلمته فاتن: شصار؟؟
خالد وهو يسكر التلفون وبعده موليهم ظهره: سكرت السـكة.. مشـعل كان وياها..
فاتن وهي تناظر جراح وهي مستغربة من كون مشعل معاها في نفس المكان وجراح تكلم: مشعل معاها وخلاها تتكلم..
خالد وهو يلتفت لهم:.. خلاها تتكـلم.. وبتكلمني مرة ثانيـة..
سكت جراح وفاتن وهم يطالعون خالد اللي كان هادئ.. استغربوا هدوئه المفاجئ.. ومرة وحدة ينقز في ويههم..
خالد وهو يصـرخ: سمـــــاء بتتصل مرة ثانيها هاهاهاهاهاهااااااااااااااااااااااااي..
واستخف عليهم خالد وهويتنقز في مكانه ومناير ويااااااااه ومرة وحدة ينقز في ويه مناير اللي جفلت..
خالد: ويه ويه.. سموي تصلت.. ويه ويه سموووي بتتصل.. ويه ويه شوي وترد.. ويه ويه
مناير تكمل عليه: سموي تصلت.. ويه ويه شوي وترد.. ويه ويه خالووود .. ويه ويه خاالووود..
واشترك وياهم جراح بالاغاني والنقاز لان الوقت كان وقت فرح.. وعيون فاتن كانت تلاحق ملامح الفرح اللي اجتاحت ملامح خالـد مثل العاصفة وحولتها الى منارة من اضواء الفرح والاعياد اللي بالدرب.. مدت يدينها بعد ما التفت عنهم الى الحديقة بالدعاء.. وحمدت الله على رجوع بعض من الفرح الغايب عن عائلتها..
دخلت الحديقة وراحت عند النافورة... كان النسيم معدوم الا من لطفه عند النافورة اللي تشتغل.. قعدت يمها وهي تتأمل الزرع للي بدى يتكون.. وشجرة الياسمين اللي بدت تغلف الجدران.. مثل ما سمـاء تمنت..
مررت يدها في الماي اللي انساب من بين اصابعها بخجل وارتباك.. ابتسمت الى لجة الماي اللي اهي تخاف منها.. وتذكرت هذاك اليوم الخريفي اللي راحت فيه ويا مسـاعد الى لبحـر. وتذكرت قرب مسـاعد بهذيج اللحظة منها قلبا وقالبا.. مو مثل الحين.. اللي تحسه ابعد من السما عن الأرض...
تنهدت بقوة وهي تخرج لهيب ساخن من القلب.. وتحمدت الله.. وقالت في نفسـها:.. يمكن مو كل قصص الحب تنتهي بسعـادة.. يمكن في نصيبي مسـاعد حب ازلي وخالد لكن.. غير موجود.. لاني من بعده.. مستحيـل.. اقبل بواحد ثاني.. محد جدير بالمقارنة..
------------------------
لؤي اللي مافج مسـاعد. .تم في غرفته ينتظره متى يطلع من الحمام عشـان بس يتكـلم وياه بهالموضوع.. سافروا وصار للسالفة اسبوع.. ولازم الحيـن يتـحرك قبل لا يطلع شي.. لان من يوم ما خبر غزلان باللي يبيه منها مايات الشغل.. ولايظن انها بتـيي الا بعد ما يصير شي..
لؤي وهو يدعي ربه قبيل خروج مساعد من الحمام: ياربي .. ياربي يا حبيـبي.. وفجني.. وخل الذيب يطلعها لي.. عاجلا وليس آجلا.. يارب يارب..
الا وصوت مسـاعد يجفله: شفيك تدعي؟؟؟
لؤي وهو يستوي مكانه: ها.. ها.. ولا شي بس.. كنت ادعي لله..
مسـاعد اللي كان لابس ملابسه من داخل الحمام عشـان لا احد يشوف الريل اللي يلبسها لان اهو بعده مو قادر يتقبلها مع نفسه فشلون مع الناس.. : تدعي لشنو؟؟
لؤي وهو يبتسم: لشي انا ابيه بقوة وسمعت اللي يدعي لربه في غمره الشي يلقاه..
مسـاعد وهو يرتب شعره جدام المنظرة: عاد الشي لازم يكون فيه نية صافية..
لؤي وهو يضحك: اكيد نية صافية يا اخي 120 % واصلا بعد الواحد يتمنى 100 شي عشان يلقى تسعة اعشاره..
مسـاعد وهو يبتسم بخفة: صج والله؟؟ بعد؟؟
لؤي: صدقني ما اتغشمـر وياك.. في المدرسة قبل.. كانت نورة كله تقول ياليت اييب امية وعشرة.. علبالها انا دقم مافهم ان العلامة حدها ميـة.. لان لو كانت العلامة اكثر من المئة الستين ما تنفع
طالعه مسـاعد بحاجب مرفوع: يعني انت كان حدك الستين؟؟؟
لؤي وهو فاج ثمه حس انه انصاد ومسـرع ما غير الموضوع: نرجع لمحور حديثنا.. انها كانت تقول .. يرب مية وعشرين.. وتييب ميـة.. الا سألتها.. انتي ليش طماعة يعني جذي العلامة كلها بدها من امية
مسـاعد وهو يرش العطر ويضحك: انزين خلصني
لؤي: قالت لي يا لؤي اذا تبي تدعي لربك خل دعائك يكووون لاشياء وايد انك تطمح للكثير عشان ربك يعطيك اللي انت تستحقه .
مسـاعد: وايد ناس يخلطون بين الطموح والطمع..
لؤي وهو يفج عينه: خلني اكون طماع في نعمة ربي.. اذا كنت استحقها ليش لااء..
ابتسم مسـاعد ابتسامة مالها معنى.. ولكن في قلبه كانت الابتسامة اخر ما يمكن يقدمه لشي.. : زين.. انت الحين هني عن سالفة غزلان..
لؤي وهو يتسم بالجدية :اي.. مسـاعد انا من يوم كلمتـها واهي ما تيي الدوام.. بس توصل لنا الشغل من البيت.. وانا ما ابي هالوضع يسـتمر.
مسـاعد وهو يقعد على طرف السرير ويم ريله المتضررة اكثر لانه ما يقدر يثنيها:.. انزين.. انا بكلم ابـوي الليلة.. وامي يبيلها يوم يديد.. اهي الحين تعبانة وانت تعرفها ترقد من وقت ماشاء لله عليها.. (ابتسم له بطمأنينة) شقلت لؤي؟
لؤي وهو يبتسـم: حلـو.. وايد وايد وايد وايد (بلهجة ناعمة) حــيلو
مسـاعد يضحك عليه : انت متى بتصيـر جدي بحيـاتك..
لؤي وهو يقعد يم مساعد وبحركة اخوية يلم رقبته بذراعه: يا مسـاعد.. ناس تطيح عليهم الجدية.. وناس الغشـمرة.. احنا في هالبيت.. كلنا ميانين من غير اي تفرقة.. لكن منا مينون هني (يأشر على قلب مسـاعد).. منا مينون هني (يأشر على راسـه) انت ومريم مثل الشي (القلب).. انا ونورة هني (العقل).. لكن ابوي فديت قلبه الاثنين.. وامي... مب مينونة من جذي تلاقيها مختلـفة معانا في معظمـ الأمور..
هني ضحك مسـاعد بقوته على كلام لؤي لمن دمعت عينه ولثاني يطالعه وهو يتنهد..
لؤي : واخيـــــــــرا ضحكت.. يا مال الضعفة مبوووز جنه الا بايقين عشـاك..
مسـاعد وهو بعده يضحك: والله انك... هلكتـني يابو الحلـول..
لؤي : عشان تعرف ان كل هبل بهالدنيا داااااااااااااااهيـة هاهاهاهاهاي ..
بعد فتـرة من الصـمت دارت بيـن الأثنين سـال لؤي مسـاعد..
لؤي وهو يطالع الارض ويطالع عيون مسـاعد:.. شخبارك.. انت وفاتن؟؟
وكأن احد صعق مسـاعد.. لكن مسـرع ما تدارك بروحه
لؤي:.... تصالحـتوا؟؟
مسـاعد وهو يقوم من مكانه بسخرية: غريبة حالة الناس.. اذا فرحوا.. ظنو ان الدنيا كلها فرحانة.. ..
لؤي وهو واقف بظيــج من كلام مسـاعد:.. انا ما بغيت اتدخل واسـف يعني لو لمست وتر حساس فيـك.
مسـاعد وهو يلتفت له وحامل العكاز عشان يطلع: لا عادي خذ راحتـك.. اصلا انا ما عدت اهـتم..
وطلـع مسـاعد وهو يعـري.. من الغرفة الى الصـالة اللي مر فيها على امه واخته نورة .. وطلع من الصالـة الى الممر اللي يؤدي الى الديوانية.. لكن ما طاقت نفسـه احد.. فطلـع من البيت مرة وحدة .. وبدى يمـشي..
|