الفصل التاسع <في لندن>
في لندن بعد يومين من قدومها ذهبت كاثرن إلى الفندق الذي تسكن فيه أمها فرحت ألفيا ببنتها كثيراً وبعد حديث ودي تجرأت وتحدثت مع أمها عن أبيها وما يحدث بينهما
" أرجوك يا كاثي لا تجعلي مثل هذه الأمور تقف عائق في طريق نجاحك ثم أنك كبرت ولست في حاجة لنا فاتركينا نقرر مصيرنا"
" كلامك غريب ومصيركما سيؤثر على بتأكيد"
"أرجوك يا كاثي"
" لكن يا أمي لابد من وجود سبب لما لم تطلعيه عليه؟ "
" ولما أطلعه عليه وهو يعلم أنسي هذا الأمر و اهتمي بنفسك"
" أنا لم أعد طفلة يمكنك أن تخبريني حتى احل المشكلة"
"لما لا يخبرك هو ماذا فعل؟"
" أبي نفسه لا يعلم "
"كاذب انه يعرف كل شيء أرجوك يا أبنتي أن نغلق هذا الموضوع فقد أمرض أعصابي لكن الذي أستطيع قوله لك أني سأظل أمك وهو سيظل والدك حتى لو اختلفنا "
"أعلم هذا ولكن والدي يحبك وأنت كذلك فلما لا تتقابلان وتتناقشان بهدوء لحل الخلاف؟"
"هذا مستحل لن أقابله"
"أجيبي على اتصالاته أذاً"
" ولا حتى هذا"
" لم يبقى إلا أن تخبريني لأفهم "
حاولت معرفة المشكلة لكن توسلات أمها أوقفتها طلبت كاثرن من أمها ألفيا أن تسكن معها في بيتها الجديد الذي أشترته بدل تلك الشقة المستأجرة القديمة لكن أمها كنت تخاف أن تلتقي بتوماس هناك فاعتذرت لكاثرن. رجعت كاثرن إلى البيت الجديد الواسع جداً والذي أشعل هدوؤه حنينها لاجتماع والديها
" أمر محير أمي تتخاصم مع أبي وهو لا يعرف ما الخطأ الذي أرتكبه كيف يمكنني أن احل مشكلة وأنا لا أعرف ما هي؟ "
في يوم الأحد أتصل بها ادوارد وذكرها أن حفلت سالي و سكوت الليلة وطلب منها ألا تتأخر عرض عليها أن يأتي ليصطحبها فشكرته وقررت القدوم بنفسها ارتدت فستان اسود ضيق بدون أكمام وتركت شعرها الأحمر الكثيف ينساب بحريريه على كتفيها و وضعت على وجهها ماكياج هادئ وارتدت معطفها الأسود الطويل لتستر كتفيها العاريتان و لتتقى الهواء البارد ثم أخذت حقيبتها السوداء وعلقت سلسلتها الذهبية على كتفها وخرجت.
أوقفت سيارتها في كراج الفندق ونزعت المعطف وتركته في السيارة ثم أنظمت إلى أصدقائها .سعد الجميع بقدوم كاثرن إليهم كانت حفلة رقص مميزة التقت فيها كاثرن بعمة سالي وبوالدي سكوت قدمت التهنئة لسكوت وسالي ثم أعطت كل منهما هديته بهذه المناسبة وفي حديثها الطويل مع سالي لم تخبرها بموضوع مارتن الذي لا يفارق أحلامها لأشد ما كرهت مشاعرها التي تخالف عاقلها لقد قدم لها مارتن أساءه لاذعة تكفي لأن تكرهه إلى الأبد . لا تنكر أنها تلك الليلة كرهته حتى تمنت لو تستطيع قتله لكن بعودتها إلى لندن وأصدقائها تلاشى غضبها وعادت صورته تداعب خيالها.
بعد العشاء قام الجميع إلى الرقص في حين بقية كاثرن على الطاولة لوحدها تشرب عصيرها وتنظر إلى الراقصين هنا وهناك. جميع زملائها يعرفون أنها لا تجيد الرقص فقد كانت خالتها ليزي تود لو أدخلتها إلى الكنيسة منذ صغرها لتصبح راهبة لكن ألفيا اعترضت على أختها وطلبت منها إن لم تكن قادرة على ألاعتناء بكاثرن أن تعيدها إليها وستحضر لها مربية تراجعت ليزي عن فكرتها لكنها حرصت أن تتلقى كاثرن تعليمها في المرحلة المتوسطة في مدرسة لقسيس الكنيسة لتتعلم الرهبانية من الراهبات كما ظلت تمنعها من الذهاب إلى حفلات الرقص وتحاول أن تجنبها الاحتكاك بالجنس الأخر لتحفظ عليها عادت سالي لتنظم إليها وتشرب معها العصير وقد أجهدها الرقص المتواصل و كاثرن تنظر إليها في صمت فتحت سالي عينيها و وضعت كأسها جانباً وقالت بهمس
"أخبريني يا كاثي هل هو جميل؟"
نظرت كاثرن إليها بدهشة ثم قالت
"من هو؟"
نظرت سالي حوله بحركة مسرحية كأنها لا تريد أن يسمعهما احد وقالت بصوت خافت
"ومن يكون غيره راعى البقر "
ثم ضحكت قالت كاثرن لها
"لا أفهم ؟ "
نظرت إليها سالي بنصف عينيها وقالت
"مارتن"
صعقت كاثرن لسماع أسمه من أخبر سالي به وما الذي يجعل صديقتها تسألها بهذه الطريقة المريبة التي تحمل معاني كثيرة فأجابت دون اهتمام
" أنه مغرور متكبر قاسي متعجرف من أخبرك به ؟"
تجاهلت سالي السؤال الوجه إليها وقالت
"هذه نظرتك أنت اتجاهه ماذا عن نظرته هو لك"
ماذا تخبرها أنه يحتقرها ويعتقد أنها تتصيد الرجال وأنها مومس تباً كم تكره هذه الصفات التي نعتها بها نظرت إلى صديقتها وقالت
"اطمئني ليس هناك شيء مما يدور في خلدك فهو يحتقرني ويكرهني وينظر إلي كعجل هارب سيصيده بحبل حول عنقه وهو فوق جواده الأسود ليقتله ويستمتع بلحمه المشوي"
"القصة تقول أن فتى الأحلام يأتي على فرس أبيض لكن لا بأس فهذه القصة مستثناه"
"سالي "
"ما بك أنا أمازحك فقط"
قالت كاثرن محاوله أثارت سالي
"لا بائس يا صديقتي العزيزة ليس هناك جواد لسكوت لا عليك سأتدبر هذا الأمر وأحضر له سيارة بيضاء فلا يمكن لجواد أن يحملكما يوم زفافكما في شوارع لندن وان فعل فلا يمكنني أن أتصور الصور في المجلات والصحف لشخصان قادمان من العصر الفيكتوري"
ضحكت سالي وقالت
"بما انك خيالية إلى هذه الدرجة كان عليك أن تقولي أن مارتن يحاول أن يصيد غزالاً في الغابة أليس هذا أكثر شاعرية من العجل الصغير؟ "
"مصيرهما واحد القتل"
"لكن عيني الغزال تأسر ورشاقته تثير قريحة العشاق"
"إلا قريحة راعي البقر الذي يراني فرس جموح يحتاج إلى ترويض"
"هل قال لك هذا؟ "
"أجل وعندما أخبرني شعرت أنه يتمنى لو يلقى بي من فوق جبل شاهق ليتخلص مني "
قالت سالي تمازحها
" كان عليك أن تخبريني عنه لا أن أعرف من غيرك فأنا أعز صديقاتك وقد أخبرتك بحبي لسكوت حتى صنعت لي أنت وادوارد خطة و جعلتماه خطيبي ...الحقيقة أنا خائفة من نهاية خططكما الفاشلة يبدو أني في أخر الأمر سأطلق"
ضحكت كاثرن وقالت
"لا تبالغي أنت تعرفين أن سكوت يحبك ولما تأكدت أنا و ادوارد من حبه لك لم نحتمل أن نرى عاشقين لا يتزوجان والسبب عجوز طماعة"
"صه لو سمعتك عمتي لقتلتك"
" آوه عندما قلت لها أن والد سكوت لديه شركة وأنه من كبار رجال الأعمال تغير رأيها فيه "
"أنها تثق بك ولم تكن لتوافق على زواجي من سكوت لو لم تحدثيها انك تعرفينه حق المعرفة"
"عزيزتي كلنا يعلم أنها كانت تريده لبنتها ولم رفض سكوت ذلك لم تشاء أن تخسر ماله "
هزت سال رأسها وقالت
".... أتعرفين يا كاثي أحمدي الله أن لك أب و أم يحبانك ويعتنيان بك"
أقرت كاثرن بذلك فلقد عانت سالي الأمرين على يد عمتها عندما توفي والديها في حادث سير وهي في الرابعة عشر من عمرها لكن مبالغة العمة في رعاية سالي كانت زائفة فلقد كانت تنظر إلى المال الذي سترثه سالي عند بلوغها السن القانوني في الوصية والكل يعرف هذا لكن كاثرن الآن تعاني من الخلاف بين والديها ولا تعرف السبب وقد تفقد الرعاية والجو الأسري لو أستمر هذا الشقاق نظرت كاثرن إلى صديقتها المبتسمة. ليس هذا الوقت لتذكر أحزانهما اتكأت بذراعيها على الطاولة وقالت لسالي
"لم توافق ألا لأنها تعتقد أني سأتزوج أبنها العاطل حتى انفق عليه وهو يرقص"
ضحكتا سويا ثم تذكرت كاثرن موضوع مارتن
"أوه لم تخبريني من الذي أخبرك عن مارتن....آه لابد أنه ادوارد أليس كذلك؟"
"اجل "
" الخائن طلبت منه ألا يخبر أحدا ً"
" لم يخبرنا طواعية لقد ضغط عليه سكوت بعد أن رأى الكدمة التي حول عينه فأخبرنا مكرهاً"
أحمر وجه كاثرن وهي تستعيد ذكرى تلك الليلة أيعقل أن ادوارد أفشى سرها قالت لصديقتها
" ماذا هل أخبركم بكل شيء؟ "
" لم يقل لنا سوى أن مارتن يحبك ويغار عليكِ منه فضربه "
هذا أسوء مما كانت تتوقع لن تفلت ألان من سالي وقد تخبر عمتها ولا تعرف إلى أي مدى سيصل الأمر أرادت أن ترد وتصحح معلومات صديقتها لكن سكوت وادوارد انضموا أليهما و قال لها سكوت بعد أن جلس على كرسيه بجانب سالي وهو يحيط كتفي خطيبته بذراعه
"هيا يا كاثي أخبرينا ألن نسمع خبر خطوبتك قريبا ً"
نظرت إلى ادوارد وهي تعرف ما يلمح له سكوت ثم أجابته
"كلا"
نظر حوله في صالة الاحتفال ينقل بصره بين المدعوين وهو يقول
"لماذا انك محاطة بكثير من الرجال المعجبين بك"
"ليس بينهم احد يستحق الاهتمام "
"أتسأل إن كنت ستجدينه "
"ربما سيجدني هو في أي مكان وفي أي وقت لا أحد يعلم"
"نسيت أنك مستقيمة وعلى الرجل أن يبحث عنك وليس أنت "
"إذاً لا تنسى هذا مرة أخرى "
"أتمنى أن لا يطول الوقت"
"وقت ماذا؟"
"خبر خطوبتك"
" تقصد خبر عملي "
"أي عمل ؟ "
لقد أرادت أن تبعدهم عن موضوع الزواج فهم يقصدون مارتن بلا شك و حتى تتمكن من الانفراد بادوارد ليصلح غلطته أجابت على سكوت الذي أظهر اندهاشه لتحاذها هذا القرار بسرعة
"من الغد سأعمل مكان أبي في الشركة"
أدهشهم الخبر وهطلت عليها أسألتهم كالمطر هل ستنجح في العمل التجاري؟ كيف ستبدأ؟ ماذا أذا لم تتكيف مع الحياة الجديدة ً؟ ومن أين لها للخبرة الكافية ؟. أخيرا استأذنت كاثرن وهمست في أذن ادوارد بكلمات وأخذته بعيد عن سمع سالي وسكوت
"لما كذبت وقلت أن مارتن يحبني وأنت تعلم أن الحقيقة عكس ذلك؟"
" هل تودين مني أن أقول لهما الحقيقة؟؟ في أنك صفعته لكلامه البذيء ثم لحق بك وحاولت أنا..."
قاطعته وهي تشعر بالاشمئزاز
"كفى لا تكمل لست بحاجة لتذكرني بتلك الليلة"
"جيد"
"جيد؟؟ أوقعتني في موقف حرج مع سالي وتقول جيد"
"أنها كذبة بيضاء"
"حقاً؟؟ ولم تجد كذبة بيضاء أصلح من هذه"
"هذه أول فكرة أتت إلى عقلي فقد أدهشني سؤال سكوت المفاجئ"
"كان عليك أن تقول انك تقاتلت مع أحدهم بسبب سوء تفاهم دار بينكما"
"لم أكن اعرف أنك بارعة في الكذب"
وجهت له كاثرن نظره محرقة وصمتت تفكر كيف تخرج من هذا المأزق وخصوصاً أن سالي لن تنسى الموضوع بسهوله وقد ترتكب تصرفاً أحمق فهي كما يبدو قد صدقت كذبت ادوارد وهي لا تشك في أنها سترى مارتن قريباً ثم تساءلت ماذا لو قابلها مارتن وهي مع سالي أوه لا ..لا.. لا يمكنها التخمين بردت فعل سالي قطع تفكيرها ادوارد وهو يمسك بكتفيه ويهزها بلطف
"أسف أن كنت سببت لكي الأذى يا كاثي لم أكن اقصد إزعاجك"
"لا عليك يا ادوارد أنا التي عليها أن تعتذر وتشكرك على كل ما قدم أنا حقاً آسفة على تصرفي ألأناني "
" لا عليك سأسوى هذا الأمر قريباً"
" أتمنى هذا"
"كاثي هل تنظرين إلى علاقتنا إلى أنها علاقة أكثر من صداقة"
قالت باستغراب
" لما تسألني هذا السؤال"
"فقط أجيبي على سؤالي"
ترددت في الإجابة
"الحقيقة..."
يا له من موقف محرج ما الذي يريد الوصول إليه لم يجعلها ادوارد تكمل كلماتها فقال
"كاثي أنا أحبك.."
صمتت كاثرن وقلبها يدق من الخوف تنتظر أن يتم كلامه
" وأريد الزواج منك هل توافقين"
هذا ما لم تتوقعه ولا تريده خصوصاً بعد أن تعرفت على مارتن الذي سرق منها قلبها ومشاعرها كما أنها تنظر إلى ادوارد كأخ وصديق ولم تفكر بعلاقتهما أكثر من ذلك لم يكن لادوارد ذلك التأثير القوي عليها كما يفعل مارتن تباً لهذا المارتن الذي تأكدت بعد طلب ادوارد أنها تحبه ولا تفكر بزواج من غيره ولا يمكن أن تنساه . حسناً عليها ألا تخدع نفسها فقد اكتشفت هذا عندما رأت تلك الفتاة الجميلة ذات الشعر الأسود في بيت مارتن ماذا ستقول لادوارد انه ينظر إليها وينتظر إجابتها وهي لا تريد أن تؤذي مشاعره كما لا تستطيع خداعه أو حتى أن تعطيه أمل ميئوس منه بطلب مهله لتفكر فقالت بصوت متقطع
" ادوارد لقد فاجأتني و ..."
" هل تحبينني يا كاثي؟"
"طبعاً..ولكني لا أفكر في الزواج الآن خصوصاً بعد أن استلمت العمل في الشركة...."
"أنا لا أفكر في الشركة ولا في مالك وأنت تعرفين هذا"
"لا تخطئ فهمي أنا لا اقصد انك تفكر في المال أنما لا يمكنني ترك العمل في الشركة بناء على رغبة والدي"
كان هذا العذر بنسبة لادوارد خيط ضعيف تتشبث به كي لا تقع في الفخ الذي نصبه لها ليستخلص اعترافها الذي تدفنه في قلبها
" الشركة ...يمكنكِ بعد الزواج أن تعملي كما تشائين فلن أمانع أبدا"
لا تعرف ما تقول فقالت بعصبية
"تتكلم وكأني أعطيتك موفقتي"
"ما الذي يمنع من زواجانا.... أنت لا تحبينني إذاً؟"
"لا تفهمني خطأً يا ادوارد أنت تعرف أني ..."
"لا تكملي فتكذبي على نفسك وعليّ.... أنت تحبين مارتن أليس كذلك؟ "
نظرته لها وكائنه واثق مما قاله جعلها تشتعل غضباً
" بدأت تهذي يا ادوارد كيف يمكنني أن أحب رجلاً أهانني "
" كاثي أنا أعرفك جيداً ولا يمكنك خداعي أنت تحبينه أكثر مني "
"هذا ما تقوله أنت "
ضحك ادوارد ولم تشعر بأنه متضايق من ذلك أبداً بل من الواضح انه مستمتع بغضبها وبإحراجها وقال
"لقد كنت احبك ولا أرى أحدا سواك وكنت عزمت على أن أطلب يدك من أبيك لزواج مني لكن عندما رايتكما أنت ومارتن في سوق القرية علمت أنك لست لي أنتما تناسبان بعضكما كثيراً ولا أخفيك سراً أني أمضيت تلك الليلة بكاملها مستيقظا وأنا أفكر بكما ولم أتصور أن مارتن يمكن أن يختطفك مني ثم لاحظت في الأيام التي تليها غياب مارتن و أنك بدأت تفتقدينه و بعد أن تأكدت من حبك له ألمني ذلك و قررت أن أبحث عن فتاة أخرى"
"أنا آسفة يا ادوارد لا يمكنني أن أرك أكثر من صديق و احبك كأخ "
"أخ تعني معاني كثيرة يا كاثي.. لا بأس أتمنى لك السعادة مع مارتن "
"تتحدث وكأننا سنتزوج"
" أنتما تناسبان بعضكما وكأنكما خلقتما لبعض لكن ألن تبحثي لأخيك ادوارد عن عروس"
" ادوارد... "
" لا تهتمي لي ربما لم أجد الفتاة التي خلقت لي بعد "
"أتمنى أن تجدها قريباً يا صديقي "
"ربما أوشكت على ذلك ...هيا لابد أن نعود إلى سكوت وسالي "
"أوشكت؟؟ من تكون أخبرني"
"لابد من أتأكد من مشاعرها نحوي وأنه ليس هناك رجل أخر في حياتها ثم سأخبرك من هي هيا لقد تأخرنا عن الأصدقاء"
عادوا إلى الطاولة وتحدثوا قليلاً ثم عاد ادوارد وسكوت لرقص أما سالي فاعتذرت بالبقاء مع كاثرن بعد أن أبتعد الرجلان قالت سالي
"هل هناك شيء؟"
"أجل أود أن اعرف أن كان ادوارد قد تفوه بكلام أحمق غير أن مارتن يحبني"
"ماذا تريدين أن تقولين؟"
"أريد أن أخبرك أني أنا ومارتن عدوين لدودين لبعضنا"
"لا شك انك تمزحين؟"
"أنا لا امزح وسأخبرك بالقصة كاملة في يوم أخر فلن أفسد هذه الليلة بذكر ذلك الرجل الكريه"
لاحظت سالي انزعاج كاثرن من ذكر سيرة الرجل واعتقدت أنها تكرهه فعلاً ورسمت على شفتيها تكشيرة صغيرة وهي تقيم الوضع وماذا ستكون عليه الأمور لو علمت كاثرن بما فعلت هي وسكوت لاحظت كاثرن صمت سالي فقالت
"هل هناك شيء أرجو أن لا أكون أفسدت ليلتك...."
"لا أبداً كنت أتمنى فقط أن أراه أن كان كما تقولين"
"أنصحك ألا تتمنى ذلك"
"أتخافين أن أخطفه منك"
"ستكونين الخاسرة إذا تزوج سكوت بامرأة أخرى"
"أنت تمسكين بذراعي التي تؤلمني تعرفين مدى حبي لسكوت"
"ولكن مارتن رجل مختلف وأحذرك من بريق عينيه الزائف"
أكتفت كاثرن بهذا وشريت من كأسها وهي تنظر إلى الراقصين معلنةً انتهاء الحديث عن مارتن لكن سالي لم ترضى بالصمت وقالت
"لقد أحضرت لك مفاجأة خمني ما هي"
لم تكن كاثرن تود الحديث أكثر من ذلك خصوصاً بعد كلام ادوارد الذي اثر في نفسها ولا يزال يتردد صداه في عقلها وجعلها تكشف حقيقة مشاعرها وبقوة اتجاه مارتن. صحيح أنها كانت تكتب مشاعرها في مذكرتها الجميلة في الريف واعترفت بحبه أكثر من مرة و كرهت فكرة أن تراه مع أمراه أخرى لكنها كانت تظن أنها أنما تحلم وأنها ستنساه بعد التقاء أصدقائها وستستطيع قتل هذا الحب الوليد قبل أن يعمر على قلبها قالت وهي تحاول أن تكف عن التفكير
"ما هي؟"
نظرت سالي إلى ساعتها الذهبية
"لا اعرف لماذا تأخرت مفاجأتي لكن هذا يعني أن لديك وقت لتخمني"
"دعيني أفكر عطر...ساعة....عقد....أو ربما زوج"
ضحكتا سويا فقالت سالي
"زوج فكرة ممتازة لكني لست واثقة من نفسي لأضمن لك ذلك "
قالت كاثرن بسخرية واضحة
"يا فرحتي بك يا صديقتي المخلصة ..."
ولكن الكلمات اختنقت في حلقها فجأة وهي تشاهد رجل طويل يتحرك بين الناس بسهولة كالفهد ولم يخفى عليه غيرة الرجال منه و انجذاب النساء إلى سحره فله سطوت الأسد على قلوبهن لكن التي يريدها أن تنجذب له قد ظهر الغضب على وجهها و اشتعلت نار خضراء في عينيها لم يسبق أن رأته كاثرن على هذه الملابس الفاخرة كان يرتدي بزته رمادية فاتحه وقميص ناصع البياض وربطة عنق حريريه فضية اللون جميع الرجال كانوا يرتدون اللون الأسود دون استثناء إلا مارتن وهذا ما جعله يظهر مختلفاً عنهم أكثر نظرت سالي خلفها لترى ما الذي أسكت صديقتها وكان مارتن قد أقترب فوقفت سالي وعلى شفتيها ابتسامه صغيره ترحب به و وقفت كاثرن بدورها وفي داخلها بركان قد انفجر تصافح الاثنان أمام كاثرن وقالت سالي له متجاهلة صديقتها
"أهلاً لابد انك السيد روبرتسون أنا خطيبة سكوت"
"أهلا تهانين لكي يا آنسة ..."
"يمكنك أن تناديني سالي"
"وأنا يسرني أن تدعيني مارتن وشكراً على الدعوة"
ثم قدم لها هدية علبه مجوهرات صغيرها فتحتها سالي وأخرجت الخاتم الماسي
"آه شكراً لك انه جميل "
"هذا من دواعي سروري"
كن يتكلم بطريقة أرستقراطية أثارة حفيظة كاثرن .بعد أن أنهى الترحيب بسالي تقدم إلى كاثرن ليقدم التحية لكن كاثرن لم تكلف نفسها عناء مد يدها وفتحها لمصافحته بل أبقت يديها إلى جنبها و توقعت منه أن يكتفي بإلقاء التحية عندما يرى هذا لكنه انحنى وعانقه بخفة ثم ابتعد وهو يقول
"كيف حالك يا كاثرى تبدين جميلة "
يا له من متعجرف الم يلاحظ نفورها منه قالت وهي تكبح شعورها بصراخ في وجهه وتسأله ما الذي أتى به لكنها قالت بعداء واضح
"شكراً لك وأنت لا تبدو كراعي بقر بهذه الملابس"
هاهما يقفان وجهاً لوجه وكأنهما ينتظران أن تبدأ المعركة فقالت سالي لتخفف هذا الجو الكهربائي حولهما
"أرجوك تفضل بالجلوس يا مارتن "
مد يده لتجلس كاثرن وما أن جلست سحب الكرسي الأخر وجلس بجانبها إنها تعرف أنه تعمد هذا ثم شرع مارتن يتحدث مع سالي التي سألته
"لماذا تأخرت كنا نتوقع حضورك قبل هذا الوقت؟"
"آسف لهذا كان هناك أمور لابد من انجازها "
التفت إلى الراقصين من حوله ثم نظر إلى كاثرن و قال مبتسماً
"هل تمانعين بالرقص معك؟"
لم يفت كاثرن وجه سالي المبتسمة لها و هي ترفع حاجبيها الأنيقين وترمقها بنظرة ذات مغزى فقالت بشراسة لمارتن
"أنا لا أجيد الرقص بل أجيد رفس الأقدام"
قال مارتن بسخرية واضحة في عينيه الرماديتين وصوته الهازل غير مصدق
"حقاً؟"
كانت تريد أن ترد عليه لكن ها قد وقع ما كانت تخشاه انطلقت صديقتها سالي تبرر موقفها وتقص عليه تاريخ حياتها الحافل وتربيت خالتها ليزي المتزمتة وهو يصغي لها باهتمام ويبدو عليه الاستمتاع بذكر
قصص معلماتها الراهبات حاولت كاثرن أكثر من مرة إيقاف سالي بالباقة لكن لا فائدة ترجى منها يبدو أن هذه الأخرى تنصب فخاً لها ثم بداء الاثنان يتجاذبان أطراف الحديث ولم يهتما لكاثرن المشتعلة غضباً من حديثهما عنها نظرت كاثرن إلى جانب وجه مارتن القاسي ما سر هذا التحول المفاجئ في شخصيته عند أول اللقاء كان يتحدث مع سالي من برج كبريائه والآن يتحدث و كأنه صديق قديم يعرفها .انتبهت إلى سالي وهي تسترق النظر إليها فردت عليها بابتسامة ساخرة وأحدى حاجبيها مرفوع وفي عينيها بريق تهديد ثم نقلت بصرها بين المدعوين كيف ستكون ردة فعل ادوارد الآن وأين ستختبئ من نظراته.ها هو ادوارد قادم مع سكوت ولا يبدو على الاثنان أنهما أنتبها إلى وجود رجل أخر مع الفتاتين .نظر سكوت إليهم ثم أشار إلى ادوارد بيده لينظر باتجاههم لا لا يمكنها أن تنظر إلى ادوارد فأمسكت كأس العصير بكلتا يديها وبدأت تحدق فيه حتى أنظم سكوت وادوارد إليهم تبادل الرجال التحية ولم يبدو على ادوارد أي شيء يثير الضجر في حين انقلبت ملامح مارتن لمقابلة ادوارد.لاحظ الجميع هذا إلا كاثرن التي كانت منشغلة بسالي تكلمها بصوت منخفض و سالي لا تبعد نظرها عن الرجال وهي تسمعها
"أنتِ التي دعوته؟"
"ليس أنا أنه سكوت"
"لكنك كنت تعرفين؟ "
"اجل "
"هل تعرفانه؟ "
"لا ولم أره قبل الآن عليّ القول أنك أحسنت الاختيار"
"أصمت قبل أن يسمعك سكوت اخبريني كيف دعوتماه؟"
حولت سالي بصره إلى كاثرن وقالت
"كان والد سكوت قد عقد صفقة مع مارتن وعندما سمع سكوت بسمه عرفه وهكذا بحث عنه ودعاه إلى الاحتفال"
"لكن ليس لأجلي؟"
"بل هو كذلك أنه مفاجأتي التي أخبرتك عنها "
جلس الرجال الثلاثة وهما ينظران إلى الفتاتان اللتان تتهامسان ولم تنتبها أنهم يحدقون بهما وكانت كاثرن تقول بصوت لا يسمعونه
"بل فاجعتك لي هل قلتما له شيء عني "
"لا"
"جيد"
"عن ماذا تتهامسان إلا يمكننا مشاركتكما الحديث "
التفت كاثرى إلى ادوارد الذي قال هذا فعلقت السلسلة الذهبية على كتفها و وقفت وهي تنظر إلى ادوارد ثم إلى مارتن
"أنه حديث للنساء"
وكأنها تذكر مارتن بكلماته ثم نظرت إلى أصدقائها وقالت تعتذر
"علي الذهاب الآن فا لدي إعمال كثيرة في الغد "
قالت سالي
"لكن الوقت لا يزال مبكراً إنها العاشر والنصف"
إنها تعرف هذا ولكنها لا تستطيع البقاء ومارتن موجود معها
"اعرف يا عزيزتي وأنا آسفة لذلك لكن لابد من أنام مبكرا حتى استطيع أن أفهم عملي غداً أتمنى لك ليلة سعيدة وتهنين لك مرة أخرى "
قامت سالي وعانقتها ثم التفتت كاثرن إلى الرجال الذين قاموا بدورهم احترام لها هنأت سكوت مرة أخرى وتمنت للجميع ليلة سعيدة وخرجت مسرعة إلى كراج الفندق اقتربت من سيارتها و وجدت أحدى عجلات السيارة معطلة نظرت حولها لا تعرف ماذا تفعل هل تعود وتطلب من ادوارد أن يعود بها كلا أنه يستمتع الآن بوقته كما خشيت أن يناقشها في موضع مارتن وهذا مالا تريد أخرجت معطفها الأسود من سيارتها وأرتده ثم فتحت حقيبتها تبحث عن الهاتف الخلوي لتطلب سيارة أجرة لكن لا فائدة لم تجده في حقيبتها بحثت عنه في السيارة دون جدوى لابد أنها نسيته في المنزل عادت لتستخدم هاتف الفندق لكنها رأت مارتن يتحدث مع أحدهم في بهو الفندق أخيراً قررت أنها ستعود إلى منزلها سيراً على الأقدام فقد تجد سيارة أجرة في الطريق وتمنت من الله أن يمكنها حذائها ذو الكعب العالي من الوصول إلى هاتف عمومي لتطلب سيارة أجرة قبل أن يتعب قدميها ويرهق جسده.
مشت في الشارع المظلم الذي لا يضيء إلا بالقناديل الجميلة وبالكاد كانت السيارات تمر وهي تسمع خطوات خلفها تتناغم مع صوت حذائها التفتت ورائها بسرعة فلم تجد أحداً .أكملت طريقها ثم سمعت وقع الأقدام مرة أخرى توقفت وأرهفت سمعها لقد توقف الصوت نظرت خلفها مرة أخرى لا احد فاعتقدت أنه من خيالها لأنها خائفة من مشيها ليلاً ولكن بعد أن سمعت الصوت يقترب ويصبح أكثر وضحاً علمت أنها لا تتوهم ولما استدارت رأت رجلاً لم تعرفه يرتدي اللون الأسود وهو يقترب منها بابتسامة بشعة مخيفة تمنت كاثرن أنها لا تلبس هذه الملابس الضيقة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها فقالت للرجل بشجاعة لتوهمه أنها ليست خائفة
" من أنت؟"
" الم تعرفيني يا حلوة؟ "
" من أين لي أن أعرفك ؟"
"ربما أن أخرجت لك هذه ستعرفينني"
وأخرج لها عصاتان مرتبطتان بسلسلة بينهما
"الم تذكرك هذه بأحد ضربته بها يا جميلة "
" هل أنت جون؟ "
صرخ الرجل بنفاذ صبر
" ومن يمكن أن يكون غيره يا كاثي أنا الذي أدخلتني المستشفى بسبب الكسور التي أصابتني منك واليوم أتيت أرد لك هذا الدين "
جرس الخطر يرن في رأسها وملابسها الضيقة تعيق حركتها وحذائها العالي لن يمكنها من الهرب بعيداً فحاولت أن تفتح باباً للمفاوضات معه
"جون يمكننا أن نتفاهم..."
فصرخ بحده وكأنه قلبه أكتوي بنار الانتقام
"لا تفاهم بيننا .هل تركت يومها بيننا تفاهم كل ما فعلته أني اقتربت منك ومددت يدي أيتها الجميلة فلم تعطيني حينها حتى الوقت لأهرب"
"لم يكن الأمر كما قلت يا جون لقد تماديت معي وحينها لم تفهم تحذيري حتى اضطررت إلى فعل ما فعلت "
"كذلك اليوم أنا "
"قد نستطيع تسوية الأمر بيننا"
"لا تناقشيني لقد وضعت القوانين في الماضي والليلة أنا من أضعها"
جون يقترب منها ببطء وهي تتراجع وعقلها يحاول العمل لكن لا فائدة ملابسها من تحت معطفها ضيقة جداً ولا احد يمشي في الشارع ليتمكن من إنقاذها كما أنها ابتعدت عن الفندق و صدمت فجأة بشيء خلفها جعل قلبها يقفز من مكانه وتزداد سرعة دقاته إنها محاصره الجدار من خلفها والرجل الثائر أمامها أنها النهاية الحتمية التفتت ببطء خلفها لتشاهد أن الذي اصطدمت به واعتقدته جداراً بسبب خوفها الشديد كان رجلاً ورأت جانب وجه الرجل الذي اصطدمت به وهو عابس بشدة أنه مارتن لا تعرف بما تشعر نحوه بكره أم بحب أم بامتنان فدائماً تجده بجانبها عندما تحتاج إلى المساعدة أمسكها بقبضة يده التي أشعرتها بالأمان لدفأهما وأبعدها عن جون و وقف بينها وبين الرجل يسد طريقه نحوها بهامته الطويل وكتفيه العريضين وكأنه درع وقاية لها ثم نظر إلى جون بحده و قال بلهجة محذرة
"أنت ماذا تريد من هذه الفتاة ؟"
صاح جون من الغضب عندما عرف أن فريسته قد أفلتت منه
" وما شأنك أنت ؟"
لم يرد عليه مارتن ولكن عيناه أنذرتا الرجل بشر قد اقترب تكلم جون وهو قابض يده ويصدم بأصبعه السبابة صدر مارتن الواسع
" أسمع يا رجل أنصحك بأن تبتعد وتتركني وشأني مع الفتاه وإلا حطمتك معها بهذه "
قال ذلك وهو يهز العصاتين في يده الأخرى لم يتم كلمته حتى امسك مارتن أصبع جون الذي على صدره و لفه بقوة حتى سمعت كاثرن صوت تكسر عظام أصبع جون وقد أرتعش جسمها لهذا ثم لكم مارتن وجه جون بقوة و أسقطه أرضاً .كان الدم يسيل من أنف جون ومن فمه وهو يتأوه من الألم أقترب مارتن منه وقال
"أحذرك.....إن اقتربت من فتاتي مرة أخرى جعلتك تعيش بقية حياتك على كرسي متحرك"
سحب مارتن كاثرن من ذراعها وهو يسير بخطوات واسعة ولم يكترث لكاثرن وهي تحول أن تواكب خطواته فصرخت به وهي ترتجف من الخوف
"اترك ذراعي يا مارتن"
وكأنه لم يسمعها جرها إلى سيارته التي أوقفها قريب من أحد المبنى عندما لاحظ أن جون يلاحقها وصل إلى السيارة وفتح الباب المجاور لمقعد السائق ثم أفسح المجال لها وقال بعصبيه
" اصعدي يا كاثرى "
قالت وهي تفرك ذراعها وقد تعبت قدماها
" لن أركب معك أبدا "
" ليس لدي وقت حتى نتجادل في الشارع وفي هذا الوقت"
لقد صممت من قبل أن تكون نداً قوياً له وها قد أتى الوقت لثبت ذلك فقالت بتحد
"شكراً لمساعدتك لي أنا مدينة لك لكن هذا لا يعني أن تلقي عليّ أوامرك"
أرادت أن تبتعد عن الباب المفتوح ولكنه وقف في طريقها وأدارها ناحية السيارة وأخفض رأسها وأجلسها في المقعد الأمامي بالقوة رغماً عنها وقبل أن يغلق الباب قال وعلى وجهه سحابة غضب
"هناك أمور لابد من تسويتها بيننا وأحذرك لا تحاولي الهرب فليس هناك مكان تذهبين له"
وأغلق الباب نظرت إليه وهو يستدير أمام السيارة قبل قليل جون يريد تسوية الأمر معها والآن مارتن لقد نجت من جون ولكن من سينقذها من مارتن وتبادر إلى ذهنها ادوارد كلا في تلك الليلة خرج من القتال بلكمه في عينه هذه المرة قد لا ينجو لم تنتبه لوجود مارتن بجانبها إلا بعد أن أدار محرك السيارة و انطلق ثم قالت
"أعدني إلى الفندق"
لكنه قال بسخرية
"لديك عمل في الغد هل نسيت؟"
لم يبعد عينه عن الطرق وبقيت صامته تنظر من نافذتها وقد أرهقها الصمت الثقيل في سيارته التي تفوح براحه عطره الرجالي التي تتداعب أنفها وهي تنتظر متى سيتوقف ليسألها عن بيتها ولم تلاحظ أنه يراقبها من خلف أهدبه الطويلة .أخفضت رأسها تنظر إلى ساعتها وأنتبه مارتن أنها غاضبة جداً من أمساكها لحقيبتها بقوة
"كيف حالك يا كاثرى رحلت عن القرية بسرعة دون أن تدعيني...."
أخيراً قرر أن يقطع الصمت لكن سماع ما يريد قوله هو أخر ما تريد فقاطعته بحده
" يكفي يا مارتن لا أريد أن أسمع منك شيء "
لم تكن تريد أن تتذكر جرحه لها وكلماته المؤذية وبدأ عقلها يستعيد كل الأحداث ولم يوقفه إلا هدوء محرك السيارة وهي تقف على جانب الطريق نظرت إلى الرجل الجالس بجانبها وقد وضع ذراعاً على مقود القيادة والأخرى على المقعد وفي عينيه بريق غريب أخافها
"لابد أن تسمعي ما سأقول لقد صفعتني أمام الجميع وانتشر هذا الخبر في القرية انتشار النار في الهشيم "
رفعت ذقنها بتحد وقالت بصوت غاضب
" كنت تستحق ذلك"
قالت كلمتها ولم تشعر أن يدها امتدت وفتحت باب السيارة لتخرج من هذا الجو الخانق المشحون فانحنى مارتن بسرعة وأمسك يدها بقوة. صرخت في وجهه أن يتركها فلم يبالي بما قالت وجذبها بشدة حاولت أن تفلت منه و تدفعه عنها لتهرب لكن من السخف أن تقارن قوة رجل مثل مارتن بقوة رجل عادي كيف بامرأة ضعيفة لا تملك حول ولا قوة أستطاع أن يعيدها إلى مكانها بسهوله وأغلق الباب أوتوماتيكيا كي لا تحاول الفرار مرة أخرى .أبت أن تجعله يتمتع بانتصاره فانهالت توجه لكماتها إلى كتفيه وكم تمنت أن تلكم وجهه القاسي كالصخر لكن يده أمسكت بقبضتها الصغيرة في يده قبل أن تصل.شعرت كاثرن أنها فقدت أعصابها بالكامل حاولت أن تفلت يديها من قبضتيه الفولاذيتين فهزها بعنف شديد وطلب منها أن تهدءا لكنها لم تفعل ولم يبقيها في مكانها إلى صرخته القوية في وجهها
"توقفي يا كاثرى"
أرعبتها صرخته التي هزت كل عرق في جسدها وسحقت عظامها حتى شعرت أن قلبها سيخرج من صدرها تباً لهذا الرجل و لسلطانه الغريب الذي يتحكم بها بعد أن رائها هادئة تمام في مكانها أحس بعرق في معصمها يرسل له نبضات قلبها السريعة و ترك يديها وهو يرى أثر أحمر لأصبعه على بشرتها البيضاء عاد مارتن إلى مكانه ومد ذراعية فوق المقود وتنفس بعمق وهو يحدق أمامه لقد أخافها وألمها أخذ يلقي الشتائم في نفسه على تصرفه الأحمق لقد أتى ليعتذر منها فوجد نفسه قد زاد الطين بله. كاثرن تحاول أن لا تبكى لقد كانت قوية ولم تكن تبكي إلا نادراً لماذا تتسارع الدموع إلى عينيها الآن؟ لابد أن تتماسك على الأقل أمام مارتن لن تستسلم له وما هذا إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة قطع مارتن الصمت في السيارة
" أنا أسف يا كاثرى ما كان يجب ان أصرخ في وجهكِ "
نظرت إليه بحده و قالت
"حقاً أتريد أن أصدق انك أسف...."
وضع مارتن أصبعه على فمها الصغير كالخاتم
" أرجوك يا كاثرى أسمعيني حتى النهاية "
أبعدت يده عنها بأقوى ضربه من يدها كي تألمه
" لكنى لا أريد أن أسمعك تعبت وأنا استمع إليك ثم تقول لي كلام لا يمكن لرجل محترم أن ينطق به"
حاول مارتن أن يضبط أعصابه أن في رأسه هدف ولابد أن يحققه ولن يتراجع أبدا خصوصاً وهو يملك دافع قوي يجعله يستمر أما كاثرى بقيت تنظر إليه وهي تقول يبدو أنه لم يتأثر بضربتها
" أعلم انك غاضبة منى ولكي ذلك. أنا لم أأتي هنا إلا لأعتذر لكي عن كل كلمة تلفظت بها في تلك الليلة لا أعلم ما الذي جعلني أقول ذلك الكلام لكنى أأكد لكي أني نادم "
لا يمكن أن تصدق مارتن المتكبر المغرور يعتذر ويظهر كل هذا الأسف لتصرفه لا لقد علمتها الأيام في الريف أنه لا يعتذر إلا إذا أراد شيء وما أن يحصل على ما يريد سيعاود هجومه وقد يقدم لها هجمة شرسة هذه المرة فقالت وهي تصيح في وجهه
"قل لي هل تظن أني غبية ...هل ترى أمامك طفلاً لتضحك عليه بكلامك المعسول ...ربما تركتك عشيقتك أو انك مللت منها و أتيت إلي الآن... لا يا مارتن اعلم أني لست مثل تلك الجميلات الغبيات اللواتي يمكنك أن تخدعهن بسحرك "
ثم قالت بازدراء
"هذا أن كان لك سحر"
قال بصوت هادئ بالكاد أستطاع أن يسيطر عليه
"ليس لي عشيقات يا كاثرى أنت تخطأين في حقي "
"ماذا أخطئ ...لقد رأيتك بعيني وأنت تقبل تلك الفاتنة الجميلة ذات الشعر الأسود و تحتضنها وتدخلها إلى منزلك هل تريد أن أكذب عيني وأصدقك ....أنصحك لا تحاول أن تنكر فهذا لن يفيد "
حسناً هو يعرف أنها تقصد أخته لكنه سيجعلها تندم على تسرعها وعدم ثقتها به لا يعرف ما الذي جعله يود منها أن تقابل آخته ثم تعرف بنفسها الحقيقة أجل لن يخبرها هو بل سيتمتع بنظر إلى عينيها وهي تعتذر له في خجل فقال
"أنا لا أنكر "
فتحت عينيها وهي تقاوم رغبة في البكاء وقالت
" وتقولها بكل وقاحة أنت سا..."
لا يريد أن يسمع كلمه سافل مرة أخرى فقاطعها صارخاً هو الأخر
"هلا كففت عن شتمي والصراخ في وجهي إنها..."
كاد أن يقول إنها أخته لكنه امسك لسانه في اللحظة الأخيرة لن يفسد الخطة التي رسمها في رأسه فقالت
"إنها ماذا؟؟ "
"إنها موظفة عندي "
هذه أقرب صورة جاءت إلى رأسه ولأنها بقيت صامتة تنظر إلى جانب وجهه اعتقد انه وصل إلى بر الأمان ولم يكن يعرف أنها تشعر بالاشمئزاز منه وكان هذا واضح في صوتها عندما قالت ببرود
"موظفة عندك؟"
"اجل"
ثم فجأة امتلأت السيارة بصراخها
"كونها موظفة عندك لا يبيح لك أن تقبلها وتضمها وتستضيفها في بيتك "
يا لها من عنيده سريعة الغضب وذات طبع حاد أخيرا قال بهدوء ولم يعد يحتمل عجرفتها
"وما شانك بما افعل هل يهمك مع من أخرج أو من أقابل"
لقد افسد كل ما جاء لأجله كم هو أحمق قالت بكبرياء
"آه اجل انه حقك وخصوصياتك وليس لي شأن لكني أريد في المقابل أن لا تلقي عليّ صفات عرائسك الغبيات"
"لقد اعتذرت لكي وأنا الآن أقدم اعتذاري مرة أخرى أنا آسف "
"حقا؟"
كان حلق كاثرن جاف بسبب ما تلقته هذه الليلة فظهرت الكلمة بصوت مختنق ظن مارتن أنها تبكى التفت إليها و كانت تنظر إليه نظرة أحرقته فقال
"ما بك؟"
" أريد العودة إلى بيتي"
"لكننا لم ننتهي من الحديث بعد"
"ولا أريد أن أتمه "
شعر مارتن انه لابد أن ينزل من عليائه قليلاً لتسوية الأمر فقال بتوسل راجياً أن يجدي خضوعه واستسلامه نفعاً
"أرجوك يا كاثرى لابد أن تسمعيني أنه أمر مهم جداً"
قالت كاثرن بصوت ناعم وقد ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها
"مارتن هل لي أن أطلب منك خدمة قبل أن تكمل"
دهش مارتن لطريقتها المسالمة فجأة إذا لقد قررت أن تنهي الحرب لابد أنه أثر فيها بتوسله وهذا ما لم يتوقعه الحصول عليه بسهوله فأجاب
"اجل بطبع تفضلي"
قالت بصراخ فجر أذنيه وقد ذهبت نعومة صوتها
"لا أريد أن أرى وجهك مرة أخرى "
وفجأة انفجر مارتن من الضحك ليحل ضحكة مكان الهدوء الذي كان بعد صراخها كيف جعل لنفسه الأمل أن كاثرن أصبحت لطيفه؟ إنها لا تخدع بالأسلوب العذب أبداً ضحك حتى دمعت عيناه ولم يشعر بنفسه. ضحكه خفف من الجو المشحون في السيارة وجعل كاثرن تتأمله وهو يضحك أنه الرجل الوحيد الذي فتنها و دخل قلبها دون أستاذان وزعزع كيانها وأقتحم أسوار القلعة رغم عنها وغير مجرى حيتها وأشعرها أنها تسير فوق الماء شعرت برغبة في أن تشاركه الضحك ولكنها تداركت نفسها بسبب ضحكه الذي لم ينقطع وقالت
"أتسخر مني؟"
فقال وهو يحاول أن يتماسك
"أوه لا أرجوك لكن توقعت الحرب بيننا انتهت"
"ولكنها لا تزال على قدم وساق"
مسح مارتن الدموع من عينيه وقال
"آه ..أني أرى هذا "
نظرت إلى ساعتها وقالت
" إنها الثانية عشر أعدني إلى البيت لدي عمل في الغد"
هدءا مارتن تماما وقال بصوت جاد
"حسناً جاء وقت العمل "
"ماذا تقصد؟"
"كنت أود أن أناقشك في العمل "
"ولكن ليس لدي وقت الآن لمناقشتك"
"ولابد أن تسمعيني لم يعد هناك وقت نضيعه يا كاثرن الأمور تزداد سوءاً يجب أن نسرع قبل أن يخرج الموضوع من أيدينا "
"لا أفهم؟"
"هل تذكرين يوم أن كنا في الغابة يومها وعدتك أن أخبرك بسر أخفيته عنك و في حال أني لم انجح في تسوية الأمر.."
أنتظر منها إي بادره لتحمسه على الكلام لكنه لم يلقى جوابا غير الصمت فواصل كلامه
"سأخبرك وقد أن ألأوان لذلك"
" الآن يجب أن أسمعك لكن إن كذبت علي لن أعفو عنك أبدا هيا قل ؟"
"علي أن أقول أولا أن والدك لن يستطيع المجيء إلى لندن أو حتى الاتصال بك ليشرح لك أعمال الشركة و قد كلفني بذلك"
"وأنا لا أريدك"
"أسف فليس لكلامك أي معنى يا طفلتي فقد قرر والدك ذلك وانتهى الأمر"
"يمكنني أن أفهم العمل لوحدي ولم يكن والدي بحاجة إلى إرسالك وبتالي أنت معفو من هذه المهمة شكراً"
"أسف عرضك مرفوض"
"لم أكن اعرض عليك بل كنت أأمر"
تجاهل صوتها الغاضب وقال
"ماذا ستفعلين غداً؟"
"سأعقد اجتماع في الساعة التاسعة والنصف مع الموظفين "
"متى سينتهي الاجتماع؟"
"لما تسأل؟"
"لأني سوف أأتي لأوضح لكي طبيعة العمل"
"ولكني لا ارغب في وجودك"
"لم أسالك أن كنت ترحبين بي أو لا يا طفلتي ثم أني لم أأتي لأجلك بل لأجل السيد ألبرت الذي اخذ عليّ عهد أن أهتم بالعمل حتى تستطيعين إدارته"
"أولاً كف عن مناداتي بطفلتي ثانياً سأتحدث مع والدي وأعفيك من عهدك الذي قطعته له وأعمل لوحدي"
"أنا أسف إلى أن تتصلي به قد تضيعين كل أموال السيد ألبرت"
لن يتراجع مارتن أبدا عن قراره هذا ما هي واثقة منه تماماً لكن لماذا لم يخبرها والدها لماذا يرسل مارتن ليهتم بالعمل بدلاً عنه الم يفكر في وضعهم الأسري الذي سينهدم الم يحدث نفسه في المجيء ليتكلم مع أمها لم تجد كاثرن عذراً لوالدها .
لكن مارتن يدرك تماماً أن السيد ألبرت يمنحهما الفرصة ليكونا صديقين. في ذلك اليوم الذي سافرت فيه كاثرن قرر مارتن أن يلحق بها ولا يجعلها تبتعد عنه أبدا فخرج من منزله متجها إلى منزل السيد ألبرت وهو يدرك أنه لا أحد هناك دخل وجعل يبحث عن إي أثر تركته كاثرن حتى وقفت به قدمه عند غرفتها كان عقله يمنعه من الدخول لكنه لم يهتم ودخل الغرفة يبحث وفتح أحد الأدراج ليجد كراسة رسمها وما هو أجمل منه دفتر مذكراتها لقد تملكه الفضول في أن يقرأ وسمح له الحظ بمشاهده الرسم الذي كانت ترفض أن يراه مضى وقت طويل وهو جالس على حافة السرير يقرأ مذكرتها وقد شعر بألم للكلمات الأخيرة التي كتبتها ولم يلاحظ وقوف توماس على عتبت الباب يراقبه وهو يبتسم كان موقفه محرجاً عندما أستيقظ من أحلامه على صوت توماس الذي قال
"وقعت في حبها؟"
تمنى لو انه يستطيع الهرب من نظرت توماس ألا يكفي انه والدها قام من السرير وهز كتفيه وهو يقول
"ما الفائدة إنها لا تحبني؟ "
"أممم أني اشعر بما تشعر به "
"لا أعتقد فأنت لا تعرف شيء"
"أنا لا اعرف سبب العداوة بينكما مع أني فعلت ما بوسعي لكني اعرف معنى أن يبتعد عنك من تحب"
صمت مارتن فدخل توماس الغرفة وقال
"منذ رحلت ألفيا لم أعد أعرف ما أفعل؟ "
"الم تجب على اتصالاتك بعد؟ "
"كلا لم تفعل"
ضحك مارتن بأسى على وضعهما وقال
" أشعر أننا مجنونان في حب هاتين المرأتين"
ضحك توماس و وضع ذراعه حول كتفي مارتن وجلسا على حافة السرير وقال
"أنت صريح كأبيك يا مارتن لكنك أحببت فتاة ليست مثل أمك"
"أخبرني ماذا ستفعل مع زوجتك؟"
" المشكلة أن محاميها أتصل بي اليوم يطلب مني أن أعطيها حصتها من الشركة"
"هذا ما أعرفه لكن هل من جديد؟"
أطلق توماس زفرةً من صدره وقال
"أجل طلب المحامي أن أجهز أملاكها بسرعة وأرسل له محامي ليرتبا أمر الطلاق"
صعق مارتن لسماع هذا وتسال أن كانت ألفيا فقدت عقلها وقال
"لا أصدق أن السيدة ألبرت تفعل هذا! "
"لقد فعلت "
نظر توماس إلى الدفتر الجميل بين يدي مارتن وقال
"ماذا تريد من دفتر مذكراتها لا أعتقد أنه سينفعك بشيء؟"
أبتسم مارتن لموقفه المحرج وقال
"إن سمحت لي بأن أحتفظ به؟ "
"بكل تأكيد لكن لا تخبر كاثي أني أعلم أنه معك فسوف تغضب"
"أطمأن يا سيد ألبرت لن أفعل وأعدك بفعل المستحيل لتعود السيدة ألبرت إليك "
"شكراً يا بني وأهتم بكاثي فهي لا تعرف كيف تعمل في الشركة وهذا سيساعدك في التقرب منها و أتمنى لك حظاً طيباً"
"هذا ليس كل شيء أليس كذلك؟"
وقفت به ذاكرته لسؤال كاثرن ففتح عينيه ليلتفت إلى الفتاة التي بجانبه
"أجل هذا صحيح"
"أخبرني إذاً "
"هذا يكفي هذه الليلة سأأتي غداً بعد الاجتماع لأوضح لكي كيف تسير أعمال الشركة ثم في المساء سأزورك في المنزل لأخبرك بالحقيقة كاملة أتفقننا "
قالت بتردد
"أتفقننا"
"جيد أين يقع منزلك؟"
ساد الصمت عليهما إلا أن وصلا إلى المنزل و أوقف السيارة أمام الباب ولم يطفئ المحرك لماذا تشعر بالخوف مما ستسمعه في الغد لكنها تشعر بالأمان ربما لان مارتن مهتم بالموضوع كما يبدو انتبهت أن محرك السيارة قد هدءا أنها متعبه بعد هذه الليلة الحافلة بالمفاجآت سالي ثم ادوارد ثم جون وبعده مارتن ثم الشركة و والديها آه كم تشعر بلحنين إلى فراشها الدافئ لتستسلم لنوم وتريح عقلها وجسدها استدارت إلى مارتن لتشكره على صنيعه قالت بهدوء وقد بلغ بها التعب مبلغة
"شكراً لك على تفضلك لآصالي إلى منزلي"
"لا شكر على واجب لكن قبل أن تنزلي من هذا الرجل الذي أراد ضربك؟"
"أنه جون الشاب الذي أخبرتك أني أدخلته المستشفى"
" آه فهمت أتى ينتقم ولما لم تذهبي بسيارتك"
" وجدت أحدى عجلاتها معطلة"
" يبدو انه هو من قام بذلك "
" أجل ."
"هل أنت بخير؟"
"اجل شكرا لك"
" هل هناك مضيقة لكي لو أتيت وساعدتك في معرفة طبيعة العمل يا كاثرى ؟"
هل يستأذنها على كل حال ستكون بحجة له إن كانت لا تود إهدار أموال والدها ارتسمت ابتسامة خفيفة أظهرت جميع الألم الذي تحس به وقالت بسكينة
" سأكون مدينة لك أن فعلت ذلك وشكراً مرة أخرى يا مارتن "
" على الرحب والسعة "
"طابت ليلتك"
"طابت ليلتك"