كاتب الموضوع :
بلا عنوان
المنتدى :
القصص المكتمله
-49-
لا أستطيع وصف هذا الشعور .. كأنني استتردت شيئا كان مفقودا مني .. رؤيته يبتسم وينظر إلي ..
"أنت هنا ؟؟ "
" أجل وصلت بالأمس .ألم يخبرك احد ؟؟"
ضحكت "لا ..حمدالله على سلامتك ..قالت منى أنك ستصل في آخر الشهر "
" تتبعين أخباري ؟؟ "
ضحكت متوترة " لا .. لكن .. هي قالت "
كنا نمشي في حديقة المنزل ببطء .. لا أعرف لماذا .. لكن كأننا نقدر كل خطوة نمشيها معا
" كيف حالك ..لقد تغيرت قليلا "
نظر إلى جسده وقال " ماذا ؟؟ هل أصبحت أضعف ؟"
هززت رأسي " لا .. لكن .. لم أكن أعرف أنك من أصحاب البشرة الفاتحه .."
ضحك كثيرا وقال " أنه جو أوربا ... يعيد للبشرة نضارتها "
" أتنصحني بالذهاب إلى أوربا ؟؟"
نظر إلي متفحصا وقال " لا .. لاتحتاجين ..لكن أنصحك بالذهاب إلى أوربا ..فالثقافة هناك ممتازة لطالبات الإعلام "
ضحكت بدوري وقلت له " أتتبع أخباري ؟؟"
ضحك وقال " أجل ..لا أخجل من الأعتراف ...وأنت تغيرت كثيرا "
استغربت " كيف ؟؟ أنا تغيرت ؟؟ هل بدأت التجاعيد بالظهور ؟؟أم ازداد وزني "
قال بخبث " وزنك لم يكن عائقا يوما .. لكن . ..التجاعيد قليلا "
ضحك على مظهري القلق ! قال " أمزح .. لكن أشعر أنك مختلفة تماما .. "
"للأفضل أم للأسوأ ؟"
" للأفضل طبعا .. وكبداية لم تعودي لوضع تلك الأصباغ على وجهك .. تبدين طبيعية تماما ."
ابتسمت له وقلت " شكرا ..هل جدتي في الداخل "
"أجل مع زوجتي البريطانية "
" ماذا ! "
ضحك كثيرا .. يبدو أن التعبير الذي اعتلى وجهي كان مضحكا .. لكنه لايعرف أن الشعور الذي اقتحم قلبي كان مؤلما !
" فقط لتعرفي أني أعرف مالشائعات التي ترددونها هنا .. "
مايذهلني حقا أننا نتواصل بالحديث معا كأننا لم نفترق . فهمت حديث سارة في أن تجدي الشخص الذي يفهمك ..
"فاطمة .. أريد أن اخبرك الآن لأني تعبت .."
"ماذا ؟"
"هل تتزوجيني ؟"
صدمت من عبدالعزيز الذي يطلب مني هذا الطلب الآن في حديقة عمتي تحت هذه الشمس الصيفية ..
قال شارحا " طلبت يدك من خالي بالامس وأخبرني أنه لايمانع ..ولأريح ضميري طلبت يدك من خالي خالد الذي لم يمانع على الاطلاق وتكفل بحفل الزفاف .. أريد أن أعرف رأيك .."
سألته مرتبكة " لم أنا عبدالعزيز ؟"
صمت قليلا وقال بلهجة صدمتني "هل سترفضيني لأني فقير ؟"
شعرت أن قلبي وقع في ركبتي من هول صدمتي لم يفكر هكذا ؟؟
" لا .. أنت لست فقيرا .. كيف تقول هذا .. أنت لديك شهادة رائعه ومنزل رائع ..وعائلة رائعه ..وأنت تخطأ أن ظننت أني فتاة مادية ..فالغنى والفقر لدي سواء ,, أؤمن بأن الرزق من الله .. وأن المؤمن إذا آمن بالله واجتهد بأفضل مالديه سيرزقه الله بما هو أفضل من المال ..الرضا والسعاده "
"إذن لماذا سترفضيني ؟"
"ومالذي أوحى لك بأنني سأرفضك .أنا أسألك ببساطة ..أعطني سببا لرغبتك بالزواج بي أنا الكائن المحطم المعقد الذي تعرفه "
"سببي ربما يكون بسيطا في نظرك ..لكنه كافيا في نظري "
"ماذا تعني ؟"
" أنا أحبك فاطمة .. "
كيف نطقها ..يا إلهي .استيقظ قلبي المجنون .. بدأ بالنبض بشكل جنوني ليرسل تلك الدماء إلى خدي جريا .. كان يعنيها فعلا ! كانت عينيه تنتظر إجابة بالفعل !
نظرت إلى المنزل أريد الهرب من هذا الشعور ..
عدت بذاكرتي إلى أول مرة رأيته فيها منذ عدة سنوات هنا في هذه الحديقة ..وعندما أخبرت منى أن شخصا مثله لن يفكر بي ااطلاقا .. عادت تلك اللحظات إلى مخيلتي في تلك اللحظة فإبتسمت .. لم قللت من ثقتي بنفسي ؟ .. عبدالعزيز أغرم بي وأنا في تلك الهيئة .. نظرت إليه مبتسمة وقلت " ليس .."
وصمت قليلا أحاول أن أرتب الأحرف .. صرخ بي وقد ضاق ذرعا بترددي
"ليس ماذا ! "
قلت هامسة " ليس سبب بسيطا .. أنه أهم سبب في نظري .."
ثم توجهت للداخل وأنا خجلة.. أجل سأقبل به .. أجل سأتزوج عبدالعزيز وأكون نصفه الثاني .. أجل لقد تمكن من قلبي كما قالت سارة ..
*************
كنت قد انغمست في التحضيرات لحفلة زفافي التي كانت خلال أسابيع قليلة .. كانت سارة سعيدة لهذا الخبر وحزينة أنها ستحضر الحفل ببطن منتفخ ..كنت أضحك بشدة وتخرجني من مزاجي المعتم إثر التوتر بإرتدائها لبعض الفساتين الغير ملائمة على الإطلاق ..
وتكفل عمي خالد بالزفاف أرجع العلاقات مثالية حيث كانت متوترة بسبب ماحدث لحسن كنا نجتمع كثيرا في منزلنا أو في منزل عمتي ..أو في المزرعه ..
فيصل .. لم يكن له أثر فعلي .. سوى في ذلك اليوم رن هاتفي الجوال وكان رقما غريبا ..
"ألو ؟"
صمت قليلا قبل أن يقول " مرحبا "
" من ؟"
" فيصل هل نسيت صوتي يا فاطمة ؟"
كتمت ضحكة احراج " مر وقت طويل "
جلست على السرير ووأنا أحاول أن أتخيله كيف يبدو كإحدى صوره تلك التي في الصحف
" أردت أن أبارك لك ..وأن أوضح شيئا .."
" شكرا لا احتاج للتوضيح .."
أردت أغلاق الهاتف لكنه قال " فاطمة ..نحن أبناء عم .. هل ستكون العلاقة بيننا متوترة هكذا ."
ترددت لكن قلت " لا أرغب في هذا أيضا "
قال " اسمعي ..سأبارك لك ومن ثم ستصلك بعد قليل هدية .. أتمنى أن تقبليها .. وستعرفين سببها .."
" لا أفهم ماتعني "
" أبارك لك لزواجك بإذن الله ..ولــ.. السبب الآخر لا أريد أن أفسده أود أن تعرفيه بنفسك . وأريد أن أخبرك ..منذ وفاة حسن وأنا أشعر بالذنب .. وأريد الاعتذار بصدق .. "
صمت قليلا .. وقلت " انس الماض فيصل .. ابدأ بعيش حياتك ولاتفكر . لقد سامحتك وانتهى الأمر "
"أذا أنت لست غاضبة مني ؟"
" لا .. "
" أعترف لك أن لك بصمة في حياتي .. وأنني أحببتك فعلا بغض النظر عن رغبتي في الانتقام من حسن .. سأمض في حياتي الآن .. وسأعود وأتزوج بحمده .. فأنا وهي خلقنا لبعض "
ابتسمت وباركت له .. وأغلقت الهاتف .. وبعد ساعة وصل صندوق صغير ..
كان يحتوى لى مجلة رياضية علمت أحد صفحاتها ..وانتابتني الدهشة وأنا اقرأ ما خط تحته
في مسابقة جمال الخيل العربية الأصيلة
ترتيب الفئة السادسة للأمهر في عامها الثالث :شارلوت ملك لفاطمة عبدالرحمن بدر من مزرعة خالد بدر في المرتبة الأولـى .
نظرت إلى الجائزة ورفعتها بفخر ..شارلوت .. نظرت إلى ورقة بالأسفل وقرأت
"لم تفز مزن بأي من المراتب .. لذا أربح الرهان .. وأطلب منك أن تكوني سعيده في حياتك وتسامحيني على غباءي وحقدي "
ابتسمت وفرحت كثيرا ..رفعت الجائزة التي كانت تبدو فاخرة جدا ووضعتها على إحدى الرفوف وقصصت الخبر ووضعته في اطار صغير قرب الجائزة .. رن هاتفي
" ألو "
" حبي .."
خجلت كثيرا رغم أننا عقدنا قرآننا منذ أسبوع لكني لم أعتد ..وقلت مبتسمة أحاول أن أكون جدية " عبدالعزيز .. أريد أن أخبرك شيئا .."
كانت الاهتمام والخوف في نبرته " ماذا هل أنت بخير فاطمة ؟"
"لا "
" مابك ؟؟ ..أخبريني .."
"حدث شيء زلزل كياني . .."
"ماذا ؟"
" أحبـــك .."
انتهت
17-4-2007
Am 3:56
سهر الليالي 84
|