كاتب الموضوع :
بلا عنوان
المنتدى :
القصص المكتمله
مضت الساعات وأنا أبكي بيأس .. لا أعرف ماذا سأفعل ؟؟ هل أرضي أبي وضميري ... أم أرضي قلبي ؟؟ ... وأنانيتي ؟؟ ..
أصبحت كالمهووسة وتأكدت من أني أريد شيئا واحدا .. أريد سيجارة .. ارتديت عباءتي وحجابي على مضض وطلبت من السائق أن يذهب بي إلى الجمعية !
حملت بعض الشوكلاته و البطاطا والبيبسي ...ودسست بينها علبة سجائر وقداحة.. ثم وضعت علبة أخرى .. وأقراص نعناع ..شعرت أن المحاسب ينظر إلي نظرات إتهام .. حملت الكيس وغادرت بسرعه أريد فقط الوصول إلى المنزل ..
وبسرعه دخلت إلى الحمام وأشعلت السيجارة الأولى .. وانهرت في بكاء .. ثم مالبثت أن أيقنت مدى جنوني فكسرت السجائر ورميتها وخرجت .. ولجأت إلى الشيبس والشوكلاته لعلي أسكت الوحش الذي يزأر داخلي .. لكنه لم يسكت .. فوضعتها جانبا .. لا أعرف ماذا أفعل .. أريد أن أخرس روحي التي تصرخ ألما وظلما ! ..
رميت بجسدي على السرير واخترت أن أنام .. لعلي أستيقظ و أكتشف أن كل ماجرى مجرد كابوس ! ,,
***
كنت في الحديقة عندما جاء أخي سالم من الخارج .. كانت الساعة تشير إلى التاسعه مساء ..
"فاطمة .. مابك ؟"
"لاشيء .. سالم أريد أن أرى جدتي .. "
نظر سالم إلى ساعته وقال " ألايبدو لك أن الوقت متأخر ؟؟"
"أرجوك ! .."
" هيا .. سأوصلك ثم أذهب هل ستنامين هناك أم أعود لك ؟؟ "
" سأبيت هناك"
دخلت وأخذت مستلزماتي للمبيت ليلة واحده ثم استأذنت من أبي الذي لم يمانع .وقال قبل أن أخرج :
" فاطمة .. لاتفكري الليلة . أرجأي التفكير لوقت آخر .. "
هززت رأسي وودعت أبي .. الذي لاحظ الحزن على ملامحي .
دخلت إلى المنزل بهدوء وفتحت باب الصالة لاجد عمتي مريم تجلس أمام التلفاز .
"فاطمة .."
" مساء الخير عمتي ... أتيت للمبيت هنا لليلة إن كنت لاتمانعين ؟"
" طبعا لامانع لدي تعالي .. "
وضمتني ودعتني إلى الجلوس .. "أين جدتي ؟"
ابتسمت عمتي " لسوء حظك .. جدتك اليوم ستبيت في منزل عمك خالد .. "
ازدت حزنا .. فأنا أتيت لألجأ لحضن جدتي .. لكنها لم تكن موجوده ..
وضعت رأسي في حضن عمتي لتنزل دموعي بصمت .. وعمتي تمسح بحنان على رأسي ..
"قال لي أبي اليوم شيئا لن تصدقيه يا عمتي .."
" أخبرك عن حسن "
رفعت رأسي لأراها ,, أنها تعلم .. قالت تجيب على حيرتي " أتصل والدك منذ عشر دقائق وشرح لي مادار بينكما ,, لهذا فتحت الابواب وانتظرتك .."
عدت إلى حضنها أنظر إلى التلفاز حيث كانت عمتي تشاهد برنامجا دينيا ..
" أنا محتارة يا عمتي .. هل أقبل بحسن .. أم.. "
"طلبت منك ألاتصدقي ألاعيب فيصل ! "
-39-
وانجلت الغيوم !
_____
"أنت .. "
هزت عمتي برأسها وتعبير جاد على ملامحها ..
"ولكن كيف ؟؟ "
صبت لي عمتي كوب ماء وأعطتني إياه وقالت
" استنتاجات .. لاغير .. جمعت الأمور ..وخفت أن أنشغل بالحفل والزيارات بينما تتخذين القرار الخطأ ."
"لكن كيف عرفت .؟"
وقفت عمتي وقالت " زياراتك إلى المزرعه مع جدتك ووجود فيصل هناك في المرات الأخيرة ..عملك معه .. وآخر شيء .. مفاتحته لجدتك بشأن خطبتك في يوم زفاف منى ! "
لم أستطع التفوة بكلمة ..استطردت عمتي
" لم يكن بيدي سوى أرسال تلك الملاحظة لك لأكتشف من خلال ردة فعلك أن شكوكي صحيحة .. "
"لكنه لم يتلاعب بي .. أنه يحبني .."
هزت عمتي رأها ببطء وهي تنظر إلى عيني
" أنه ينتقم من حسن فيك ! "
قفزت الدموع إلى عيني " ماذا تقولين ؟؟"
جلست عمتي وأمسكت بيدي
"ربما هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في رأسك .. فيصل أنسان رائع كل فتاة تتمناه .. لكن قلبه .. لايعرف التسامح ! "
ازددت رعبا .. هل كان فيصل يتلاعب بي ؟؟ .. وفضحتني نظراتي عندما قالت عمتي " أجل يافاطمة .. فيصل يمثل ! "
"لكن كيف ما أدراك ؟؟"
تنهدت عتي وقالت " كان يأتي إلى هنا أسبوعيا .. لا ليرى منى .. بل ليغيض حمده ..منى لم تشعر بالاستقرار منذ البداية ولم تعجبها فكرة أنه خطبها انتقاما من حمده ..ومن خلال منى عرف أن عبدالعزيز تقدم لخطبتك وان أخي عبدالرحمن رفض لانه قد وعد حسن بك ! ومنذ ذلك اليوم لم يعد فيصل كما كان .. ابتعد عنها أكثر "
لم أستطع سوى البكاء قلت لعمتي بحقد " لا .أنه يحبني .. مستحيل .. أنت تكذبين لأنه خطبني ! "
لم أعرف في تلك اللحظة مدى غبائي ! … لكن عمتي بتسامحها الرائع احتضنتي وقالت وهي تهدئني " قد يكون أحبك .. لا أنكر هذا .. أنا لا أكرهك .. ولا أكرهه .. فأنتم جزء مني . لكني أريد أن تبدأي حياتك بطريقة صحيح .. لا أريد أن تنتهي في متاهات مظلمة من الحقد والرغبة في الإنتقام . لهذا .. "
نظرت إليها .. وقالت في ابتسامة صغيرة
" سأذهب غدا إلى المزرعه وسيكون فيصل هناك .. وسأتركما وحدكما .. وأريد منك أن تواجهيه .. وتذكريه أنك ابنة عمه .. ويجب أن يتذكر هذا .."
كان حنان عمتي يغمرني وحضنها وفر لي بعض السلام الذي فقدته نفسي .. قلت لها
" لكني لم أبين له مشاعري .. كنت حذرة في هذا المجال .. ولاأعرف كيف سأسأله .. إن كان يريد الانتقام من حسن عن طريقي .. ألايكفيه أن حسن الآن في حاله متدهورة ! "
قالت عمتي بهدوء " بالعكس .. إني أراه استعجل بخطواته ..لأن حالة حسن تحسنت كثيرا .. أصبح حسن أفضل حالا .. ربما هناك بعض المشاكل الصحية البسيطة .. ولكن الطبيب كان قد قرر أنه سيتماثل للشفاء خلال شهرين من بعد العلاجات الأخيرة .. الذي أزم حالة حسن كان الكسر الذي تعرضت له في جمجمته ..الاصابة كان سيئة لكنها لم .. لم تسبب له بضرر دماغي دائم وهذا هو المهم .. "
انتابتني حيرة الآن أكثر مما مضى ! هل من الممكن أن يكون هذا تمثيل ! كلماته الرائعه ؟؟ نظراته ؟؟ هل كان يعرف أن أبي سيخيرني بينه وبين حسن ؟؟ هل أفصح عن حبه لي كي أختاره ؟؟ كي أقع في حبه ؟؟ دخلت إلى الداخل .. وبلاشعور رفعت سماعة الهاتف لأطلب رقم مريم ..
لم يرن طويلا حيث ردت الممرضة وسألتها عن مريم .. وكان من حسن حظي أنها كانت مستيقظة ..
"مريم .. كيف حالك .؟"
كان صوتها تعبا .. " جيده .. سمعت من ناصر أنك مررت بي .."
" أجل .. كانت والدتك معك. فلم أرغب في مقاطعتكما .."
جاهدت مريم لأخذ نفس وكنت أشعر بصعوبة قدرتها على ذلك
" أجل .. وكنت محقة .. شعوري الآن أسوأ برؤيتها منكسرة .."
بدأت أصابعي في التعبث في سلك الهاتق الأسود .. أحاول عبثا أن أفرده .. بينما التعرجات تعود كما كانت كل مرة ..
"مريم .. هل سأختار أن أكون أنانية ؟؟ .."
" لم تقولين هذا يافاطمة .. "
" أنا بين خيارين .. أن أكون أنانية .. وأعيش حياتي .. وأرضي قلبي ,, أو أن أدخل في دوامة مجهولة لأسعد غيري . وأنا أعرف أني قد أبيع سعادتي "
صمتت مريم طويلا .. ربما غفت .. أو انتابتها موجة من الألم .. لكني كنت مستعده للإنتظار ! .. مستعده للبقاء ساعات كاملة على الهاتف فقط لأسمع منها كلمة ترضيني ... أو على الأقل تساعدني في اتخاذ قراري .. بعد دقائق .. قالت مريم في صوت ضعيف " فاطمة .. أريدك أن لاتنسي شيئا .."
"ماذا .."
" أنانية غيري هي ما أوصلتني إلى حالي هذه .. أنانية غيري هي من قتلتني .. "
انهرت في بكاء صامت .. وودعتها ,,, أغلقت الهاتف وعيني .. وأنا على ثقة أن غدا سيتضح كل شيء !!
****
ما أصعب تلك اللحظات .. والسيارة تسير بنا إلى المزرعه .. أشعر برغبة قوية في النزول والرحيل .. ما أصعب المواجهه . وما أصعب التفكير ماذا سيحدث وماذاا سيقول .. أتخيله يجلس هناك ينكر كل افتراضات عمتي بكل ثقة .. أنه أحبني رغم كل شيء .. ولم يفكر بالانتقام من حسن ..
كانت عمتي تجلس إلى جانبي ويدها تمسك بيدي ,, التفت أصابعها النحيلة حول أصابعي التي بدت قبيحه مقارنة بها ..
" ماذا سيحدث أن كان كل ماقلتيه صحيحا ؟؟"
" أتقصدين خداع فيصل ؟؟ "
أومأت برأسي .. قالت " بإمكانك التفكير في الزواج من حسن .. أو بإمكانك أن ترفضي ببساطة وتنتظرين أن يأتي نصيبك .. "
" هل كان عبدالعزيز يرغب في خطبتي فعلا ؟؟"
ابتسمت عمتي وقالت " عبدالعزيز كان يريدك لأنه رآى فيك انسانة حساسة وقلبا طيبا .. وكان قد عانى الكثير .. "
"لم لم يخبرني أحد ؟؟ .. لم أنا آخر من يعلم ؟؟ .."
قالت عمتي " فاطمة .. لو أخبرناك لعشت في حيرة لاتنتهي .. ووالدك لم يرفض عبدالعزيز بشكل مباشر .. كان يرجيء الأمر حتى يستشيرك .. ولكن حدث ماحدث لحسن .. فقرر عبدالعزيز ان يبتعد لثقته أن عقدة الذنب ستلازم خاله .. "
"لكن أبي لم يرغمني .."
" لكن أخي واثق انك لن تخيبي أمله .."
غضبت كثيرا " أين كان ؟ .. عندما أنظر إلى حياتي أجد الكثير من خيبات الأمل ولا أجده هناك ! .. أين هو من حياتي ؟؟ .. هل يستحق فعل أن أضحي بكل شيء ؟؟ أين كان ؟؟ .. أنظر إلى سنواتي الماضية .. ولاأجد له طيف .. أرى سنوات الوحده والألم والدموع لكني لا أجده . ماذا أعطاني لكي يطلب مني تضحية كهذه ؟"
قالت عمتي بهدوء " لاتقول هذا .. أعطاك الأمان.. المنزل .. المال .. الكثيرات ممن يتمن أن تكون لديهن حياتك .. الرفاهية التي تعيشين بها .. "
لم تقنعني عمتي قلت له غاضبة " سأستبدلهن بكل هذا مقابل أب يأتي آخر اليوم ليناقش معي واجباتي أو يلقي تحية المساء ويسألني عن يومي .. أو يأتي إلى المدرسة ليوقف المعلمة عند حدها فلا تتخذني نكته يومية في صفها .. لم يكن هو أو امي بقربي .. كانت الجروح لاتنتهي .. وآلامي لاتنتهي .. وفروا لي الطعام لأكون سخرية الجميع .. حتى أمي التي هي أمي .. لاتكف عن السخرية مني .. والآن .. عندما أصبحت لا أحتاج لهما .. يطلبون مني التضحية بسعادتي وبحبي وبحياتي والزواج من ذئب كان يتربص بي كل ليلة تحت أعينهما ! "
الصدمة التي اعتلت ملامح عمتي جعلتني أهز رأسي لأؤكد لها
" أجل .. أجل .. عانيت الأمرين .. فلاتحدثيني عن خيبات الأمل .. لقد عشت الكثير منها .. لاتضرهما خيبة أمل واحده .. "
التفت إلى النافذه لأكتم دموعي التي ابت أن تسجن .. ووجدت نفسي أبكي بلاصوت .. أبكي كل شيء .. أبكي هذه الإنسانة المليئة بالحقد داخلي ! المليئة بالجروح ..والتي فاض بها الكيل ..
مدت عمتي يدها إلى كتفي . .. لكني لم ألتفت .. أكاد أسمع دموعها .. لكني لم أرغب في رؤية شيء ..
"فاطمة .. أنا آسفة .."
التفت إليها لأجدها تبكي .. ترثي هذه الجثة التي تجلس أمامها . لجأت إلى حضنها .. لم أبك .. لكني بقيت هناك حتى وصلنا إلى المزرعه ..
توجهنا في البداية إلى الجلسة التي توجد تحت أحدى الأشجار الكبيرة .. بقيت هناك أنا وهي .كانت سيارة فيصل وعمي خالد موجوده .. قالت عمتي
" سأذهب للإسطبل .. قد أجد عمك هناك .. "
غادرت عمتي وبقيت أنتظر .. ثم وقفت وقررت التنزه .. أحاول التفكير في طريقة أدرس بها أسئلتي .. ستجرحني فكرة أن فيصل يريد الانتقام لاغير ..
"مرحبا .."
إلتفت للخلف لأجد فيصل ..
"مرحبا ."
"ماذا تفعلين .."
" لاشيء .."
أشر إلى الإسطبل " تعالي ,, العمال غير موجودين ويجب أن أرتب الإسطبل .. "
تبعته بهدوء كان يرتدي ثوبا شتويا أسود ونظارة شمسية .. وقبعة رياضية .. تبعته ببطء .. ووقفت عند مدخل الاسطبل بينما كان ينقل بعض الاكياس ويرتب مكانها ..
" قال لي أبي أنك تقدمت لخطبتي . .."
توقف فجأة .. وجلس على أحد الأكياس ..
"هل أخبرك أنه رفضني ؟"
" أجل .."
رغم التوتر الذي احتل قلبي .. وقفت ببرود محاولة عدم اظهار أي رد فعل غريب !
قال وهو لاينظر إلي " وأنت ما رأيك ؟"
حاولت التظاهر بالثبات " يعتمد .."
"على ماذا يعتمد ؟"
"على إجاباتك على أسئلتي .."
صمت ورفع يده تلقائيا ليحك جبهته وذقنه ثم بدأ في تنظيف الغبار من على ثوبه .. وقال أخيرا " يبدو أنهم أقنعوك .."
ثم وضع شبك أصابعه معا ونظر إلى أكياس الشعير مرتبكا
"أقنعوني بماذا يا فيصل ؟"
وقف واقترب مني وكان أطول مني بكثير " أقنعوك بأني أريد الإنتقام من حسن ! "
"وأليست هذه الحقيقة ؟"
تردد في البداية ثم قال "ربما في البداية .. لكني أحببتك فاطمة .. أنا أحبك .. كنت في البداية أفكر في الانتقام من حسن ..لكن كلما عرفتك أكثر كلما تغير إحساسي تجاهك "
صدمت كثيرا .. إنه يعترف .. سألته وأنا أحافظ على ثباتي
" ماذا فعل حسن لينسيك أني ابنة عمك ..وأني أنسانة لديها مشاعر لامجرد وسيلة للإنتقام .. "
"حسن .. أفسد حياتي .. انتقص من رجولتي أمام حمده لينهي حبا عمره ثمانية أعوام .. أفسد سمعتي بين الجميع .."
"لماذا ؟؟"
"لأني رفضت في يوم من الأيام ..رفضت أن أسلك سلوكه وأن أكون صاحبه في سفره ومجونه ! .. "
كان يعترف أخيرا .. لكن كان كل مابي ينتفض ..
" وأنا ! "
لم يتكلم ..كأنه يقول لي أجل .. أنت لاشيء ! لم تكون شيئا بالنسبة لي ! .. سوى وسيلة انتقام .. سألته مجددا " وأنا .."
" كنت أعرف مدى تعلق حسن بك .. أردت أن أرد له الصاع حين ترفضينه لأجلي ! أريد أن يعرف أن الإمرأة الوحيده التي بذل كل شيء لأجلها لاتحبه ولاتريده ..بل تريدني أنا .. وتحبني أنا .. "
كأن عشرات السكاكين إخترقتني مرة واحده .. والحب الذي كنت أحمله لهذا الرجل انقلب إلى بغض وحقد .. كان يتلاعب بي ! ..
أكمل قائلا " لقد رفضني عمي .. وحطم كل أحلامي .. فاطمة ..في البداية كنت هكذا لكني الآن أحبك .. "
"ألم يكفيك ماحدث لحسن ؟"
"أنت لاتفهمين .. أن ترفضك أمرأة .. هو إهانة لكرامتي . .."
" وأنت لاتفهم .. أنك .. نسيت أني ..ابنة عمك ! "
"فاطمة .. أرجوك .. لاتفهميني بشكل خاطيء .. أرجوك .."
"فات الآوان .."
"فاطمة أنا أحبك ..أرجوك .."
" لا فيصل .. أنت لاتحبني ,, أنما كنت تستغلني .. أنا كنت أحبك .. كنت أحبك رغم كل شيء .. كنت .."
التفت لأخرج لكنه أسرع وقال " لاتتخلي عني .. سأسعدك .. سأتحدى الجميع لأجلك ..أرجوك فاطمة ...أرجوك .. أنت تحبينني أليس كذلك ؟"
" لايافيصل .. كنت أحبك .. وانتهيت من هذا الحب .. كنت مخطئة .. أتمنى أن تكون آخر مرة آراك فيها يا فيصل ..."
خرجت من هناك ممزقة .. خرجت أنزف .. وكنت قد قررت أن أمزق صفحة فيصل من حياتي .. ولن أبك بعد اليوم أو أفكر في هذا الإنسان ..
******************
توجهت إلى المصمم لأضبط فستاني .. فلم يبق على الزفاف الكثير .. أسبوعين ..
لم أفكر في شيء طوال اليومين الماضيين ..منذ تركت فيصل في المزرعة .. كان قراري نهائيا .. لايستحق دموعي ولايستحق وقتي الذي ضيعته في التفكير به .. أجل كنت أحبك .. لكنك قتلت هذا الحب ..
خرجت من هناك لأذهب إلى منزل عمتي التي استقبلتني بالأحضان ..
"فاطمة .. كيف حالك ؟"
"بخير وأنت كيف حال منى ؟"
" تكلمت معها مساء الامس و واخبرتني انها سعيدة .."
"جيد .."
جلست علىأحدى المقاعد وأنا أتنهد .. رميت بحجابي حيث كنت منذ الصباح في الخارج ..
قالت عمتي " فاطمة لن تصدقي من جاءني اليوم يطلب مساعدتي ,,"
"فيصل ؟"
"أجل .. "
"ماذا قلت له ؟"
كانت عيني عمتي تحوي قلقا غريبا " بل إسإليني مالذي ماقاله لي "
ترددت لدقيقة في سؤالها . حيث كنت قد قررت أن ألا أسأل عنه أبدا .. لكني سألتها
"ماذاقال ؟؟"
"طلب فرصة .. فهو فعلا يقسم أنه يحبك ...وسيفعل كل ماتطلبين ..سيعتذر من حسن ..وسيعتذر منك .. "
عادت بي ذاكرتي إلى تلك اللحظات حينما كنت أحبه من طرف واحد .. حين كنت أتمنى فقط أن ينظر إلي .. واليوم .. يريد حبي ! مايسيئني أكثر هو أن مابداخلي من مشاعر أصبحت باردة ! اكتساها الصقيع ! لم أعد أتلهف كالسابق ! .. لم تعد هناك أي مشاعر ! .. فكرة أنه كان يتلاعب بمشاعري ويستغلني قتلت كل شيء ..
وكنت قد أخذت كفايتي من الآلام على مر السنين .. نظرت إلى عمتي وقلت لها
" أخبريه أن ينسى أن له ابنة عم إسمها فاطمة .. "
الآن يجب أن أفكر هل سأقبل حسن أم أشتري سعادتي .. ووالدي ترك لي الوقت كي أفكر ..
تحدثت عمتي عن أشياء كثيرة أخرجتني من سوداوية أفكاري .. وعندما عدت إلى المنزل كنت قد تعبت كليا ,,
|