لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-07, 09:17 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

_21_
الورقة البيضاء!



كانت تمرينات الإيروبيك أصعب من المشي .... كدت أصرخ كل عشر دقائق من الحركة ..
قالت سارة وهي تقف بقربي ولايبدو عليها التعب " ارتاحي .. وإشربي القليل من الماء .. ولا تطيلي الراحة قفي بسرعه "
فعلت ما طلبت وكان صعبا جدا .. عدت للتمارين الشاقة .. كانت المدربة متساهلة معي .. لكن شديدة مع الفتيات الأخريات .. وعندما انتهينا قالت إحدى الفتيات " غدا ستجعلك ترتاحين مرتين فقط وبعد غد مرة واحده لمده يومان .. ثم لن ترحمك لانها تعرف أن جسدك اعتاد التمارين "
قلت بكآبه " وأنا كنت سعيده لإعتقادي بأنها ستشفق علي في المرات القادمة "
ابتسمت الفتاة وقالت " ستعتادين الأيام الأولى هي المؤلمة "
عدت للمنزل مع سارة التي قالت لي
" لقد عرفت الطريق .. وسأتصل بك كل يوم .. لأتأكد من ذهابك "
"ألن ترافقيني ؟؟"
"لا .. لاتعجبني نظرات منال .. وأمي ترفض فكره قدومي يوميا إلى هنا .."
قلت لها " أنا سأصحبك .."
قالت بابتسامة حنونه " يجب أن تعتمدي على نفسك .. ثم إن أمورا كثيرا ستشغلني العرس الدراسة محمد ! "
ابتسمت وشعرت أن ابتسامتي جهد متعب " يبدو أن محمد حقق حلمه أخيرا ووجد من تحبه "
قال بخجل ملموس " أجل .. أحببته .. إنه حنون رائع ."
قلت بفرح " أنا متعبه لكن كلماتك جعلتني أرتاح قليلا "
قالت بهمس "ما أخبار فيصل ؟؟"
" لاجديد .. سوى أن اليوم قال لي بعد مقلب سخيف أنه سيجد طريقه لإيلامي "
قالت سارة بسخرية
"لايحتاج لذلك .. إنك تبكين ألما من وهمه .."
"إنه كما قلتي وهم ...وداعا"
نزلت وأنا أشعر بعظامي محطمه .. وقلبي محطم ..اتجهت لغرفتي أغرق في نوم عميق ..ولم أستيقظ سوى في اليوم التالي .. !
مر أسبوع وأنا أشعر أن عظام جسدي قد تحطمت .. وأنا أقاوم رغبة شديدة في الذهاب إلى احد مطاعم الوجبات السريعة وإلتهام طن من الأكل اللذيذ ..فسارة خلقت لي نظاما غذائيا فقير بالدهون والنشويات .. وهي ما أشتاق إليه بشده !
أصبحت لا أتحدث مع فيصل على الإطلاق ..وإن أردت شيئا بعثت له الفراش ...
قال لي عمي مرة " شيء واحد ندمت عليه ..هو قبولي بفسخ
الخطبة بين فيصل وابنتي ..."
وأخيرا فتح شخص ما الموضوع المحرم ..قلت له بفضول
"ماسبب ذلك يا عمي ؟؟لم فسخ فيصل خطوبته بحمده ؟"
قال لي عمي "السبب هو التعيس حسن ...لقد مللت من هذا الصبي ..ولا أعرف أين اختفى الآن ...إنه يدمي قلبي بضياعه ..لقد حدثت مشاده بينه وبين فيصل أدت لفسخ الخطوبة .."
"ماذا ؟"
"أجل .. لا أعرف ماذا قال حسن لأخته حتى تقرر رفضها لفيصل ...وبعد فسخ العلاقة اكتشفت حمده حقيقة الأمر ..وأن ماقاله حسن ليس بالشيء الأكيد وأن فيصل سجله نظيف ,..لكن فيصل استعجل وخطب منى...فندمت حمده على ماحدث ..ولاتستطيع أن تعود له بعد أن خطب ابنه عمتها ...فهي تعيش تعيسه الآن ...لايفارقها الحزن ..أما فيصل فانتقم لكبرياؤه ولقنها درسا ..."
لم تستطع فاطمة أن تصدق ماتسمع من عمها ..يا إلهي ..فيصل ..أنك معذب قلوب العذارى ... أيوجد فتاه أخرى في هذا العالم تشعر بما أشعر به بسببك ؟؟
قررت أن أعود مع عمي إلى منزله ذلك اليوم .. لأرى حمده .. جلست معها لدقائق ..كانت تسرح كثيرا .. ثم تعود لتعلق تعليقا قصيرا .. وأخيرا قالت لي " أنت تعملين مع أبي ؟؟"
"أجل .."
"مع فيصل ؟؟؟"
هززت رأسي بأجل ...قالت لي وهي تحاول أن تخفي عينيها تحت غرتها الكثيفة "كيف حاله ؟"
" لا بأس .."
لم أستطع أن أجيبها فقد كنت أبكي من الداخل .. قالت لي
" هل هو سعيد مع منى ؟"
لم يا حمده تعذبين نفسك ؟؟ ...قلت لها اجابة محايده
" لا اعرف ..: "
لكنني كنت أعرف ..أنه يحب منى ..ومنى تحبه ...قالت لي بهمس
" هل أئتمنك على شيء ؟"
هززت رأسي ..فقالت "اتبعيني .."
ذهبنا إلى غرفتها .. أخرجت ظرفا .ومزقت ورقتين من أحد الدفاتر ..وحشرتهما داخل الظرف ووضعته بين كفي ..
"" أرجوك ..أرجوك ...أوصليها لفيصل ؟ .."
هززت رأسي بحاضر ..
سألتها "ماهذه ؟؟"
كان سؤالي سخيفا للغاية ...قالت لي في يأس
"إن أردت قراءتها إقرأيها أنت فقط .. لكن لاتدعيها تقع بين أيدي أي شخص غير فيصل .."
لا أعرف لماذا سمحت لي بقراءتها ..قلت لها "هل أنت متأكده ؟"
"أجــــل .."
كانت حمده يائسة جدا .. قالت لي بعد دقائق وهي تبكي
"تقدم لي خاطب جيد ..وسأقبل به .. لكن كانت هناك كلمات أحتاج لقولها إلى فيصل ... لهذا .. كتبتها بهذه الورقة حتى أنتهي من كل شيء يربطني به وأبدأ حياة جديد .."
قلت لها وأنا أكاد أبكي "وإن أرسل لك ردا ؟؟"
قالت في ثقة "لن يرسل .. "
خرجت من عندها ذلك اليوم وأنا مستعجلة للعوده لقراءه ماذا يوجد في هذا الخطاب ... ولم أستطع الإنتظار ..فتحته وأنا في السيارة .

إلى فيصل ..
كبداية أعتذر عما بدر مني من سوء بالظن ..كان يجب أن أثق بك ..آسفة ..وفقك الله في زواجك من ابنة عمتي ..وادع لي بالتوفيق في حياتي انشاء الله ..وما بدأناه بالمعروف سننهيه بالمعروف فلاضغينة بيننا بإذن الله أبارك لمنى وسأزورها يوما ما .. فقد رزقها الله زوجا صالحا .. أتمنى لكما التوفيق ..
أتمنى أن لاترسل ردا .فلتكن هذه الرسالة آخر رسالة بيننا ..

ابنة عمك .


لم توقع حتى بإسمها !! يا إلهي ..لم تشف هذه الرسالة غليلي ..رسالة لاتحوي شيئا سوى كلمات توفيق! صدمت كثيرا ..لم تشبع فضولي في معرفة المزيد عن خطبتهما الماضية .. ولم تذكر أي تفاصيل تستحق اللهفة التي كنت أشعر بها !! ..أعدت الورقة لكنني تذكرت تمزيقها لورقتين من الدفتر ..نظرت إلى الظرف لأجد ورقة فارغة لم أفهم المغزى .. أتكون بالحبر السري ؟؟ يالمخيلتي الواسعه!! أهي قصة لشارلوك هولمز؟؟انني مدمنة قصص بوليسية ..كدت أن أرمي الورقة الفارغة من السيارة .. لكني لم أفعل .. أعدت الرسالة إلى الظرف ... يا إلهي إنها الخامسة لدي اليوم ايروبيك ... وضعت الرسالة في دفتر مواعيد عمي ..وحشرتها في شنطتي .. أدفع نصف عمري لمعرفة لغز الورقة البيضاء ... لأنني رأيتها تمزقها على حده .. إن لها لغز ..
وجدت سارة تنتظرني هناك .بدأنا تمرينات الإيروبيك وأنا أكاد أصرخ من التعب .. كانت المدربة قاسية فعلا .. يا إلهي تمارين البطن عشرون مرة ؟؟ أكاد أجن .. ماذا تفعلين بي يا سارة إنك تعذبينني ..
شعرت بعضلاتي تكاد أن تتمزق ...
قلت لسارة ماحدث اليوم فقالت لي ساخرة "هل تعدين دكتوراه عن حياته السابقه .؟؟ أنا لا أفهمك يافاطمة ... لم تعذبين نفسك من أجل لاشيء ؟؟ لم ذهبت لحمده وشغلت نفسك بفصول غريبة من مراسلات العشاق ؟؟ لا أفهم ماذا تفعلين .."
لم تفهم ولن تفهم سارة أبدا مايملأ قلبي من مسودات ومشاريع وخطط أنا نفسي لا أعلم عنها!
عدت إلى المنزل وأنا أفكر .. إن حمده مسكينه .. بل غبية غبية كان بين يديها فيصل .. كان بين يديها .. رجل مثله تقبله المرأة بكل عيوبه ..بكل خياناته .. بكل سيئاته .. بكل مغامراته .. إنه..فيصل .. الرجل الذي اذا اشتعل غضبا أشعر بأني في قمة الحب .. فكيف سأتصرف إن اشتعل حبا ؟؟ ... كم أود أن أعرفه عن قرب .. كم أود أن أحفظ كل تحركاته كل همساته كل ابتسامة له في ذاكرتي لأسلي نفسي في وحدتي ..
أفقت من تفكيري لدى رؤيتي لأمي تنتظرني ..
"مساء الخير .."
"مساء الخير ..أين كنت ؟؟"
"في نادي الرياضة برفقة سارا .."
لمحت الرضا في ملامح والدتي ..وقالت بابتسامة عريضة
"ماذا ؟؟ رياضة ؟؟ "
"أجل ..إنني أرغب في خسارة بضع كيلو جرامات .."
اتجهت لغرفتي .. مررت بمنال ..
""كيف حالك .."
"جيده .. "
لكنها لم تكن كذلك .. منذ خطوبة محمد .. وهي منفعلة جدا .. يبدو أن الحمل يجعلها سيئة الطبع ..إنني أرى مبارك دائم السفر ..وهي تبقى وحيده في غرفتها أو في منزل والدتها ..
دخلت لغرفتي ..فتحت الثلاجة ..إنني جائعه جدا .. لكن لم يكن هناك شيء سوى طبق من السلطة .. غضبت كثيرا ... أغلقت الثلاجة .. رفعت سماعة الهاتف لأتصل بمحل البيتزا ليرسل لي بيتزا بالمارتديلا وجبن الموزيريلا .. .. وخلال عشرين دقيقة وصلت .. نزلت إلىالمطبخ للأتناولها .. حملتها واتجهت إلى أمام التلفاز ..لأتابع بشغف أحد أفلام باربرا سترايسند الرومانسية .. الذي يحكي قصة حبها مع مطرب مشهور وحولها إلى نجمة .. بكيت كثيرا عندما انتهى الفيلم ... يا إلهي .. لا أحد يشعر بالسعاده .. إلى الأبد .. .. نظرت إلى البيتزا ..وكنت قد إلتهمت نصفها .. وضعتها في الثلاجة ..وإستسلمت للنوم .. استيقظت في الصباح على رنين الهاتف وكنت قد اعتدت ذلك من سارة ..
"أخبرني محمد أنه رأى بالأمس سيارة البيتزا "
"يا إلهي ألا تنتهيا ؟؟ هل أصبحت محور أحاديثكما ؟؟ هل عينته ليتجسس علي ؟؟ "
"أتسمعين نفسك ؟؟ إنك تتخذين سياسة الهجوم أفضل وسيلة للدفاع .. هل تعلمين أنك بما تناولته قد خسرت تعب الأسبوع الماضي ؟؟"
قلت يائسة "إحتجت لأن أكافيء نفسي .. لقد خسرت 2كيلو جرام "
صرخت سارة بغضب " المكافأة عندما تخسرين 15 كيلو جراما ! هكذا كان إتفاقنا .أنني سأدعوك إلى مطعمك المفضل ومن ثم نستأنف الحمية .. ماهذا . .كلما خسرت اونصة كافأتي نفسك بالأطعمة الدسمه ؟؟ بيتزا ؟؟ بيتزا ؟؟ .."
أغلقت سارة الهاتف وكانت في قمة غضبها .. شعرت بالأسف على نفسي .. والإحراج منها ... أخرجت ماتبقى من البيتزا وأرسلتها إلى المطبخ ..كفى .. كفى .. ماهذا ؟؟
خرجت لأمشي .وذهبت الخادمة في رفقتي . وعاقبت نفسي بأن سرت ثلاثين دقيقة إضافية .. اليوم إجازة .. اتجهت بعد المشي الى المنزل .. جلست مع جدتي قليلا .. ورأيت والدي الذي لم أره منذ فترة طويلة ..
"كيف حالك؟"
"بخير وأنت يا أبي ؟؟"
"بخير .. سأخرج ..أخبري امك ."
"حاضر .."
خرج ولاحظت أن جدتي غاضبة منه .. قبل رأسها كالمعتاد لكنها لم توجه له كلمة .
سألتها والشك يملأني " ماذا هناك ؟؟"
لم تجبني جدتي وأشارت لي بيدها تصرفني .. قلت لها قبل ذهابي
"سأذهب لمنزل عمتي "
صرخت جدتي "لا ..:"
لم أفهم .. قلت "لماذا ؟؟"
لم تجبني جدتي سوى "لن تذهبي اليوم لمنزل عمتك ..ولانقاش في هذا الموضوع اذهبي لغرفتك .."
لم أفهم اتجهت لغرفتي وأنا أشعر بإكتئاب شديد ..ان جدتي مكتئبة ولاتريد ان تخبرني شيئا .. عدت مرة أخرى لغرفتي وأخرجت المفكرة وقرأت رسالة حمده مرة أخرى .. ونظرت للورقة البيضاء ..إنها تختلف عن ورقة الرسالة .. لم أفهم ...حدقت فيها لمده ساعة ..ولم أخرج بإجابة .. أعدتها إلى مكانها .. وأمسكت بإحدى المجلات لاقلب بين عروض الأزياء وأتحسر ..

_22_



بعد رفض جدتي ذهابي لمنزل عمتي بدأت الشكوك تساورني .. اتصلت بسارة .. وأخبرتها عما حدث .. ومن ثم أخبرتني بدورها أن مريم سافرت ... وسبب هذا صدمة لي
"سافرت ؟؟ كيف .. ولم لم تودعني ؟؟ "
قالت سارة "لا أعرف ,,اتصلت في منزلها وأخبرتني والدتها أنها سافرت منذ يومين .. "
صدمت ..لكني قلت لسارة " فعلت نفس الشيء في سفرها السابق ."
حزنت كثيرا .. خصوصا أن الأيام الماضية كانت سيئة جدا ولم أجد وقتا لأحادثها ...
"ألا يوجد لها رقم أو بريد؟؟"
"سألت والدتها لكنها قالت لي بغضب أنها لم تستقر بعد . "
استغربت حدوث ذلك ... ثم سألتها
"كيف حال مها ؟؟ "
"إنها مشغولة في حضور حفلات الزفاف .."
دخل محمد الغرفة ليقول لي بلهجة آمرة " أريد أن أكلمها ..أغلقي الهاتف "
صدمني ذلك قلت لسارة بعد مغادرة محمد " بدأت أندم لأني السبب في .."
"لاتقولي ذلك ... " قالت سارة ذلك بجدية ,,,
صمتت حفاظا على مشاعر ساره .. قلت مبتسمة " أعتذر إني فقط أغار منه !"
سمعت ضحكة سارة التي قالت "ستبقين أنت الأولى دائما .. "
ابتسمت وقلت لها "إنه ينتظرك .... أكلمك لاحقا "
أغلقت الهاتف واتجهت إلى غرفة والدتي لأجدها في مزاج سيء .. خرجت من هناك واتجهت لغرفة جدتي .. التي كانت في مزاج سيء .. مابال الجميع في مزاج سيء اليوم ؟؟ .
ارتديت حجابي واتجهت إلى الحديقة أمسكت بإحدى المجلات وبدأت أقلب فيها ..
"كيف حالك ؟"
رفعت رأسي ..كان عبدالعزيز .. ابتسمت له لكنه كان في مزاج سيء للغاية .. فقلت
" لم الكل في مزاج سيء ؟؟"
جلس إلى جانبي .. وقال وهو يمسح عينيه بيديه ويبدو كمن لم ينم منذ ليلتين "ألاتعرفين ؟؟"
استغربت من قوله " أعرف ماذا ؟"
قال بجدية لم أعهدها منه " لاشيء .."
"قل يا عبدالعزيز أرجوك .."
"حسن ..إبن خالي "
" حسن أبن عمي خالد ؟ "
" أجل ."
"مابه ؟؟"
"حادث ."
"مااااااااااااذا ؟"
وقفت رغما عني مد يده ليطمئنني " ليس خطيرا .. "
لم أستطع كبح دموعي " متى ؟؟"
قال " اهدئي .. اهدئي .. لاشيء خطير .."
"وعمي خالد ؟؟ كيف هو ؟"
" أنه متعب،لقد وضعوه في العناية وحاله خطره .."
صرخت بشده ..ركضت لغرفتي ولم يستطع أن يتبعني عبدالعزيز لكني خرجت بعد أن ارتديت ملابسي وقلت له " خذني إليه ."
لم يجب .. لكنه هز رأسه موافقا . وصلنا إلى المستشفى ليأخذني عبدالعزيز إلى غرفة الملاحظة .. لكني عندما دخلت لم أجد عمي ...بل حسن ملفلفا بالأربطه لاأحد حوله . قلت لعبدالعزيز
" أين عمي ؟؟ خذني إلى عمي .. "
قال عبدالعزيز متشككا" عمك في المنزل .."
اصبت بصدمة " لقد قلت أنه في العناية "
" لا .. حسن هو ..اعتقدت أنك أردت أن تزوري حسن ."
لم أجادل عبدالعزيز .. لكني سألته " لا أرى أحدا هنا..أين "
صمت عندما دخل الطبيب وأمر بخروجنا ..
" إنه في غيبوبه ..لن يميز أحدا إطلاقا .. أخرجوا .."
تبعت عبدالعزيز الذي قال "أنذهب لمنزل خالي خالد؟"
هززت رأسي بأجل .. ثم تذكرت أني لم أقل لجدتي عن خروجي مع عبدالعزيز .. طوال الطريق كنت أقاوم رغبة في السؤال ..لكني سألت أخيرا
"لم إعتقدت أني أريد أن أذهب لحسن ؟؟"
كنت أعرف الإجابة في زاوية من زوايا قلبي .. كنت أعرف أن عبدالعزيز يظن أنه هو من يحتل قلبي .. لا أعرف كيف .. لكنني كنت أعرف .. لكنني لم أستطع منع نفسي من السؤال ..
لم يجبني ..وطال صمته ثم بعد عشر دقائق قال
" اختلطت علي الأمور .. "
كانت اجابة دبلوماسية .. أدرت وجهي إلى النافذه ..لأرى انعكاس وجهي ..وعبدالعزيز غارقا في أفكاره عبر انعكاس الصورة ..
لا أعرف مالذي كان بيننا أنا وعبدالعزيز ..ربما صداقة بريئة .. أو أخوة صادقة .. وصلت لمنزل عمي وانضممت إليه حيث كان يجلس متعبا في مجلسه .. وحده .. ارتميت في حضنه (وخفت من أني كسرت ضلعا في جسد عمي الضئيل ..) ..
" مابك يا فاطمة .. لاشيء خطير انشاء الله .."
"أنا قلقة عليك يا عمي .. "
"لاتخافي .. "
جلست وجلس عبدالعزيز إلى جانبي .. سألت عمي عن الحادث ومتى حدث فأخبرني أنه حدث مساء أمس .. في وقت متأخر .. عاد حسن من دولة أجنبية وبسبب الضباب اصطدم التاكسي بحافلة ضخمة .. توفي سائق التاكسي ولطف الله في حسن .."
دخل والدي بعد دقائق إلى المجلس وقال مستغربا " فاطمة متى أتيت ومع من ؟؟"
دخل أخي محمد في ذات الوقت وقال منقذا الموقف " معي .."
"اذهبي إلى الداخل .."
ذهبت مرغمة إلى الداخل بعد أن طلب أبي مني ذلك . بعد دقائق خرجت بعد أن أخبرني عمي أن أخي محمد يريدني .. دخلت إلى السيارة وعندما خرجنا من المنزل صرخ أخي " لماذا فعلت ذلك ؟؟ كيف تخرجين مع عبدالعزيز ؟؟ ولما لم تقولي لأحد ؟؟"
"كنت خائفة على عمي ..."
" من حسن حظك أن جدتي رأتك وأنت تغادرين وأرسلتني خلفك ..إنني لا أقبل منك أن تكوني غير مسؤولة هكذا .. "
لم أستطع أن أجيب .. قلت أخيرا وأنا أبكي ,,
"أنا آسفة .."
لم يجب أخي محمد .. لكنه مد يه ليقرص بها خدي ..
" أنا أثق بك ..لكن لاتعيدها.."
لم تقل جدتي شيئا .لكنها نظرت إلي نظرة لوم .. كان تصرفا لامسؤولا مني .. ..
رن هاتف غرفتي .. وعندما رفعته سمعت صوتا لم أميزه
" فاطمة ؟؟"
" أجل .. "
" أنا بنة ... "
لدقائق لم أصدق .. بنة ؟؟
" كيف حالك؟"
"بخير ... اتصلت بك لأطلب منك خدمة ."
استغربت اتصال بنه .. فرددت بشك
"خدمة ؟؟ "

*****
أغلقت الهاتف بعد خمس دقائق والذهول يتملكني .. ماقالته لي بنه .. خارج نطاق فهمي للأمور ..إتجهت إلى غرفة أخي ابراهيم .. دخلت ولم أجد أحدا هناك .. بدأت أبحث في الخزائن والأدراج لعلي أجد شيئا .. وأخيرا وجدت .. ظرفا صغيرا يحوي رسائل وصور ..أخذتها واتجهت إلى غرفتي .. قلبت الأوراق إنها جريئة جدا .. رسائل حب حقيقية .. أعطتني انطباعا عما يدور بين كل المحبين ..رسائل شعرت أن رائحتها هي رائحة الحب .. تبادرت إلى ذهني كلمات بنة ..
"أحببته جدا .. لكن سأتزوج ابن عمي .. ولم أقل له ذلك حتى لايغضب وينتقم مني بالرسائل والصور ..انها رسالتين وصورتين ... أريد أن تبحثي عنهما . وسأكون مدينة لك حتى آخر حياتي ."
وحين سألتها عن ابراهيم وماذا سيحل به أجابت في برود
"سيجد حبيبة غيري تحبه أفضل مني .."
لن أتحدث عن الجانب الأخلاقي لدى بنة .. فهو معدوم ..
نظرت إلى الرسالة وأعدت قراءتها ..
(( إلى حبيبي ) ) …
آه كم لهذه الكلمة وقع على نفسي ..
أغلقت الرسالة ونظرت إلى صورة بنة .. انها جميلة بالرغم من كل شيء .. وعدتها بأني سأمزق الرسالتين وأالصورة .. مزقت الصور .. لكني لم أستطع أن أحرق الرسائل في باديء الأمر .. نظرت إلى الرسالة لم أكن أعرف أن لبنة أسلوبا شعريا جميلا .. لكني مزقت_ الرسالتنين وأحرقتها على ضوء شمعة حمراء ..
نمت تلك الليلة وأنا أفكر في جرأة بنة .. وكيف تعرفت على ابراهيم ..لكني لم أتجرأ وأسألها .. هل هذه نهاية ألاعيبيك يا بنة ؟ أم أنها البداية .. !

وأغمضت جفني لأحلم بحلم غريب .. وعندما استيقظت لم اتذكر منه شيئا !!!!!

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
قديم 04-05-07, 09:18 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

-23-
نظرت إلى الظرف الذي بيدي لم يأتي عمي اليوم .. فقد يخضع حسن لجراحة مصيرية كنت أدعو له في صلاتي .. فعمي خالد رجل رائع رقيق ..لايتحمل الصدمات ..
كان حلمي المستحيل وفارسي الخيالي يجلس على مكتبه .. ولم نتبادل اليوم كلمة واحده .. كان الصمت سيد الموقف ..نظرت إلى الساعة ..إنها العاشرة والنصف صباحا .. أود الوقوف والتوجهه إليه لكني تكاسلت ..فقدمي تؤلماني كثير .. لقد مشيت لمدة ساعة كاملة .. ولم أتناول شيئا حتى اللآن باستثناء كأس العصير الخالي من السكر حملت الظرف واتجهت لمكتب فيصل .. قلت له بهدوء ..
" كنت في منزل عمي مساء أمس ..وهذه رسالة لك .."
وضعت الظرف على طرف المكتب لكنه استوقفني
"ممن ؟؟ .."
" حمده .."
اتجه باتجاه الظرف ورفعه وأعطاني إياه وقال
" شكرا .. أعيديه إليها.."
شعرت بالإرتباك كدت لدقيقة أن أن أنسحب لكني قلت له
" ألن تقرأ مافي داخله ؟؟"
"لا .."
كان صوته بسيط هاديء .. أغمضت عيني لدقيقة وقلت مجازفة باهانات لانهاية لها قد يوجهها إلي
" لماذا ؟؟ قد يكون الأمر ضروريا .. إنها ..ستـــ…"
كدت أن أقول ستتزوج لكني فكرت لدقيقة واكتشفت مدى غبائي فقلت راجية
" أرجوك من أجلي .. "

نظر إلي نظرات لم أفهمها .. وقال " حسنا "
ابتسمت وأعطيته الرسالة وغادرت مسرعة .. أشعر أن عقلي توقف عن التفكير فعلا يا سارة إنك على حق ,, ماذا أفعل في توريط نفسي في هكذا موقف ؟ مالنهاية لهذا المسلسل الفاشل ..
رنين الهاتف أيقظني من أفكاري ..
" السلام عليكم "
كان صوت عمي
" وعليكم السلام .. كيف حالك يا عمي ؟؟ هل انتهت عملية حسن ؟"
"لا .. لم تنتهي بعد .. انني أنتظر هنا ..مالجديد ؟"
" لاشيء سوى بعض المراسلات الخارجية .. حولتها إلى فيصل ..وبعض المواعيد التي أجلتها إلى يوم آخر ."
"جيد .. "
شعرت بحزن عمي فقلت له محاولة أن أواسيه " لا تخف يا عمي .. ادع الله أن ينجي حسن من كل هذا .. "
" حسنا .. سأذهب الآن .. "
أغلقت الهاتف ولم أستطع كبح دموعي .. انهرت أبكي بصمت .
كان عمي يشغل كل تفكيري .. خرج فيصل ورآني في حالتي تلك.
"هل حدث لحسن شيء ؟؟ "
هززت رأسي بلا .. قلت بكلمات متقطعة "لايزال في العملية لكنني قلقة على عمي .."
لم يتكلم .. ولم يكلف نفسه عناء تهدئتي .. عاد إلى مكتبه ..
فانهرت في بكاء صامت .. لإخرج مافي قلبي من أحزان ...
فكل دمعة تغسل قلبي من الأحزان ..
عدت إلى المنزل وأنا تعبه كثيرا .. رفعت الهاتف لأكلم سارة لكني شعرت بضيق كبير . خرجت لأجد أخي ابراهيم في حال صعبة .. كان يبدو كمن لم ينم ..كنت أعرف السبب .. لكني سألته
" مابك ؟"
" لا شيء لنخرج .."
"سأرتدي ملابسي"
دخلت وارتديت ملابسي .. ثم ركبت في سيارته .. وضع شريطا لخالد عبدالرحمن .. لم نتكلم تقريبا لكنني كنت اعرف مابه فقلت له

" أنا من أخذت الصور وحرقتها .."
لم يجب كأنه كان يعرف ... قال في هدوء
" إنني مستاء لأنها جعلتني أحبها طوال الأشهر الماضية وهي تعلم أنها ستتزوج بإبن عمها ... لقد كانت تلهو .. كأن الحب لعبة لديها ..ولم تفكر في مشاعري أو قلبي .. "
لم أعرف ماذا أقول له ...
" لقد كرهت الحب والنساء بعدما فعلت هذا بي لقد كنت ادخر مشاعري لزوجة المستقبل ..لم أكن أريد أن أن أحب سوى زوجتي مهما تكن .. إن الحب شيء ثمين .. ولا أعرف كيف تطورت الأمور بيننا .. رغم أن ما بدأ هذا مكالمة بالصدفة .."
لم أعلق تركت شقيقي ينساب في وصف صدمته في ما فعلته بنة به .وكان تفكيري ينحصر في ردة فعل فيصل هل قرأ الرسالة ؟؟ أم لم يقرأ ؟؟ لا أعرف .. عدت لأنظر لشقيقي المفجوع في تجربته الاولى في الحب وقلت بحكمةغبية لا أعرف من ألهمني بها
" لكل شيء مرة أولى .. وبما أنها انتهت من حياتك .. يجب أن تنساها .. وصدقني انها لا تستحق العناء .. ستجد من تستحقك وتبادلك الاحساس بالإحساس .. "

فكرت لثانية تبادلك الإحساس بالإحساس ؟؟ ما هذا أهي اعلان تجاري للشوكلاته الرائعة (جلكسي ) آه تلك الشوكلاته اللذيذه مم كيف تذوب بكل أناقة بين الشفاة.. وأدركت في تلك اللحظة كم كنت جائعة .,.... تبا للريجيم ... تبا ... نظرت إلى شقيقي الذي إلتزم الصمت .. وكانت ملامحه تصرخ بالقهر ..والحزن ..والحب ... أشياء أعرفها تمام المعرفة .. يا إلهي ..كنت أنصح شقيقي بنسيان شيء انتهى من حياته .. ونسيت نفسي ..نسيت أنني من تعلقت بحب يائس من طرف واحد ..
********
اتصلت بعمي لأسأله عن حال حسن .. وقال لي انه في العناية المشددة ومنعوا أي شخص من أن يدخل إليه .. أخبرت جدتي بذلك فسألتني غاضبة " طلبت منك أن تعرفي نتيجة العملية .. اتصلي مرة اخرى وأعطيني السماعة "
فعلت كما أمرت .. وسمعتها تتمتم بأسئلة عن حال حسن ...خرجت إلى المطبخ لأشرب كأس ماء .. كم تقت لأن أفتح الثلاجة . لكني خرجت لأجد جدتي مكتئبة ..
"ماذا ..هناك ؟؟"
أجابتني جدتي والدموع تتدفق من عينيها بقوة ..
" لا أعرف .. لم يشف غليلي حديث عمك .. أخذ يطمني بأن كل شيء يسير على مايرام ..وأنا أعرفه .. هناك مشكلة .. سأرتدي ملابسي واذهبي لتغير ملابسك سنذهب إلى هناك .."
أطعت جدتي .. رغم أن عظامي قد تكسرت من حصة الإيروبيك المسائية ..
وعندما وصلنا وجدت أبي ومحمد ومبارك وعبدالعزيز وفيصل وعمي خالد وسيف أخو حسن الكبير .. اجتمعوا جميعا والحيرة ارتسمت على وجههم .. قال أبي مستاء
" مالذي أتى بك يا أمي .. فاطمة .. "
قالت جدتي في حزم مانعة أبي من توجيه اللوم لي " أنا أحضرتها معي لم يعجبني صوت خالد .. قولوا الحقيقة .. ماذا حدث ؟"
تردد الجميع في الإجابة .. أخيرا أجاب سيف
" العملية لم تنجح تقريبا .. انه الآن في غرفة العمليات منذ ساعتان"..جلست جدتي ولم تستطع منع دموعها وبقيت تدعو له هامسة .. وكان منظرها هي وعمي خالد يمزق قلبي .. قال عبدالعزيز " لنذهب لنتاول شيئا .."
قال أبي في تعب " سأذهب الآن .. لم أتناول دواء القلب ."
قال عمي خالد بإمتتنان واضح " لقد أتعبتك كثيرا معي .. "
أمسك أبي بكتف عمي مانعا اياه من الحديث
" سأعود بعد نصف ساعه ..لن أدعك وحدك .."
ازداد بكاء جدتي وازدادت دعواتها ..
خرج أبي وخرج الشباب ليتناولوا شيئا ومعهم عمي خالد وبقينا أن وجدتي ننتظر في انتظار السيدات .. أمسكت بقرآن صغير وضع على الطاوله وبقيت أقرأ جزءا منه لجدتي التي لايهدأ بالها سوى بالقرآن ...
"فاطمة "
خرجت من عند جدتي لأجد عبدالعزيز يحمل طعاما بيده " أقنعي جدتي أن تتناول شيئا .."
هززت رأسي موافقة قال هامسا " هل كان هذا صوتك في الترتيل ؟؟ "
هززت رأسي مرة أخرى .. ورأيت استحسانا منه .. قلت له وأنا أنظر خلفه
" أين الباقي ؟؟"
قال وهو ينظر إلى الساعة " سيأتون بعد ربع ساعة .."
استأذن وغادر لينضم إليهم ..
أقنعت جدتي بصعوبة بتناول شيء من الطعام .. وعنما اجتمعنا مرة أخرى، مرت ساعتان قال عمي خالد وهو ينظر إلى الساعة
" فيصل ..يجب أن تغادر .. وخذ فاطمة معك .. الساعة قاربت العاشرة .. ولديكما عمل ان عبدالعزيز وسيف ومبارك ومحمد أخذوا اجازة للغد .. "
شعرت أن قلبي قبض ...مع فيصل في سيارة لوحدنا ؟؟
هل جن عمي ؟؟ هل يريد أن يتسبب لي بجلطة قلبية ؟؟
نظرت إلى محمد ثم إلى جدتي ولم أستطع أن أتجنب النظر إلى عبدالعزيز .. لم يعترض أي منهم ..
قالت لي جدتي تستعجلني " لم ترتاحي اليوم يا فاطمة .. اذهبي .."
تمتمت " وأنت ؟؟ "
قالت في نشاط " انا بخير اذهبي "
لا أعرف لم أصبحت خطواتي بطيئة هكذا .. كان بيني وبين فيصل خمسة أمتار على الأقل ونحن ننتقل بين أروقة المستشفى .. كان لايلتفت إلى الخلف وخطواته سريعه جدا .. واضطررت إلى أن أجري كي لايغلق المصعد وأتوه عنه .. كان في المصعد ممرضتين آخرتين ..تتبادلنا الحديث باللغة الانجليزية .. حول حياة كل منهما .. هذه تقول أنها تحدثت بالهاتف مع زوجها مساء أمس وتشاجرت معه والأخرى تقول أنها حادثت والدتها لكنها لم تجد شقيقتها ..
خرج فيصل ولحقت به كي لا أفقده .. توجه نحو سيارته الفورويل وركبها دون أن يناديني .. لم أعرف هل أصعد أم ؟؟ وقفت متحيره .. ليشغل السيارة .. قال لي عبر النافذه " ألن تصعدي ؟"
صعدت في المقعد الخلفي .. ليصرخ بي " هل أنا السائق لتجلسي في الخلف ؟؟ تعالي إلى المقعد الأمامي .."
لثواني ترددت وكدت أبكي .. لكنني نفذت ماطلب ..
شعرت بأنني من الداخل كأنني لوح زجاج مليء بالشروخ ..شعرت أن قلبي سينفجر الآن ...حيث ازدادت نبضات قلبي بشكل مجنون ..جلست في مقعدي أنظر إلى الأمام ..وأسترق النظر إليه بين ثانية وأخرى .. كتمت دموعا غزيرة .. يا إلهي .. كم أحبه !
قال لي بهدوء " لدي عدة مشاوير .. ثم سأقلك إلى منزل عمي "
لم أجب ..لقد شعرت أن قلبي سيطير من مكانه .. أدار الراديو .. ليطربنا عبد المجيد عبدالله بأغنيته الرائعه " تنتظر كلمة أحبك " .. انتابتني أحاسيس شتى .. لم أستطع كبح دموعي أكثرأدرت وجهي بعيدا .. كي لايرى دموعي ..
وقف قرب محل للصرافة .. ثم قرب محل للبريد( فيديكس) .. ..ثم في النهاية وقف لدى مطعم وقال " انتظري هنا .. سأقابل شخصا مهما ... "
هززت رأسي .. غاب لأكثر من عشر دقائق ثم عاد وقال " انزلي .."
استغربت طلبه ...قال شارحا
" كنت على موعد مع أحد الدبلوماسيين الأجانب .. وهو برفقة ابنته .. هي في مثل عمرك تقريبا .. أحتاج للحديث معه في أشياء عده .. سيسافر غدا .. "
نظرت إلى الساعة " إنها الحادية عشرة مساء !"
قال غاضبا " سيسافر الرجل في الساعة الواحدة صباحا .. لاتعقدي الأمور .. هيا .. سنبقى لنصف ساعة فقط .."
تأكدت من منظري .. كنت جيده .. نزلت من السيارة برفق .. لندخل إلى المطعم واتجهنا إلى طاولة يجلس عليها فتاة شاحبة شقراء نحيلة .. ورجل في العقد الخامس اكتسى الشعر الأبيض رأسه .. قابلنا بابتسامة رائعه .. قال له فيصل بانجليزية قوية أنني كنت مترددة فقلت له على الفور أن السبب كان في الوقت لاغير ..
جلست بقرب الفتاة التي كانت تدعى كريستين ترتدي صليبا ماسيا حول عنقها .. تبادلت معها كلاما بسيطا حول السياحة في البلد والدولة التي جاءت منها .. وأعربت عن مدى عشقها للصحراء..وأنها ووالدها سيكرران الزيارة مرة أخرى إلى هنا ..
كنت أنظر إلى فيصل الذي انغمس في حديث جدي .. تناولنا العشاء .. ومن ثم عرض فيصل أن يوصل الدبلوماسي إلى المطار .. نظرت إلى الساعة انها الثانية عشر وخمس عشرة دقيقة ..
ركبنا السيارة ووصلنا جميعا إلى المطار وكانت حقائب الدبلوماسي قد وصلت قبلنا عدت إلى السيارة .. وكان التعب قد أهلكني .. ونسيت للحظة أن فيصل يجلس بقربي وأننا معا منذ ساعتين ..
قال فيصل " سنذهب الآن إلى المنزل.."
كان المطار بعيدا نوعا ما عن المنزل .. شعرت أن الحاجز بيننا قد زال ..قلت له سائلة " هل قرأت رسالة حمده ؟؟"
لم ينظر إلي هز رأسه وقال " أكيد ."
قلت وأنا أعرف أنني أتجاوز كل حدودي " ما سر الورقة البيضاء ؟؟"
رأيت تعبيرا غريبا ارتسم على وجهه كأنه تذكر شيئا آلمه .. ثم قال " لم لم تسألي حمده ؟؟"
قلت محاولة أن أبدو طبيعية .. " لا أعرف .."
لم يجبني وتركني أغلي فضولا ..يالي من متناقضة .. أذكر مرة أنني أخبرت عبدالعزيز بأنني لا أحب الفضول .. لكن ..من أجل فيصل إنني أتشوق لمعرفة كل شيء يخصه ..نظرت إلى الساعة ..إنها الواحده .. وصلت إلى المنزل ولم أستطع ان أنطق سوى بكلمة شكرا ... ورميت بجسدي على السرير لأغرق في نوم عميق...

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
قديم 04-05-07, 09:19 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

_ 24_


استيقظت على رنين المنبه .. أنها الخامسة .. أشعر بأن جسدي قد تحطم تماما .. ذهبت إلى مشواري اليومي ومشيت مايقارب الخمس وأربعون دقيقة ...ولم أستطع تحمل الربع ساعة الأخيرة .. عدت وأخذت دشا سريعا .نزلت لأجد جدتي قد عادت للتو مع مبارك ..وكانت تترنح من التعب ..
" ماذا حدث ؟"
قال مبارك وقد بدا متعبا بدوره " الحمدالله .. سيحتاج لوقت طويل للشفاء "
دخلت جدتي غرفتها .. لتصلي وتنام قليلا ..
غيرت ملابسي واتجهت إلى عملي ...
لو قال لي عراف ما أنه يوما ما سينتهي بي العمل مع فيصل لما صدقته .. دخلت إلى المكتب لأجده قد وصل قبلي وفتح الكمبيوتر الخاص بي .. أغلقت الكمبيوتر قبل أن أتجه لأرى ماذا يفعل .. كان يجلس هناك يراجع مسودات كثيرة .. ويبدو من عينيه أنه لم ينم طوال الليل ..
" صباح الخير "
" صباح الخير .. خذي .. أريدها حالا "
أمسكت تلك المسودات واتتجهت لكمبيوتري لأفتحه مرة أخرى وشعرت بمدى كسلي ..طبعت الخطابات بسرعة كبيرة .. تأكدت من المفردات والأحرف .. وطبعتها بسرعة بعد أن حفظتها تحت مسمى فيصل .. ودونت التاريخ ..
دخل عمي إلى المكتب وهو في قمة تعبه ..
" عمي .. مالذي أتى بك .. لم لم تبقى في المنزل لترتاح قليلا .."
قال عمي وقد ارتسمت على ملامحه علامات الجهد والتعب ..
" لدي عمل .. أحضري هذه وتعالي إلى مكتبي "
حملت عملي ودخلت إلى المكتب لأجد عمي قد رمى بجسده على الكرسي وغترته وعقاله قد استقرتا على المكتب .. دخلت وأعطيته الخطابات واستدرت لأدلك له كتفيه قليلا ..
" شكرا فاطمة .. أنني فعلا متعب .."
بعد خمس دقائق قال " يجب أن أتقاعد وأسلم هذا العمل لفيصل .. لقد أصبح يجيده"

انتفضت لهذه الفكرة .. هل سأبقى لآخر عمري أعمل برفقة فيصل ؟؟ هل سأكون مثل شيرين ؟؟ أفني عمري في العمل قبل أن أكتشف أن عمري قد مر هباء ؟؟
دخل فيصل لمكتب عمي وقال " كيف حال حسن ؟"
هز عمي رأسه بما معناه أنه جيد .. " يكفي يا فاطمة ..شكرا حبيبتي .. عودي إلى مكتبك ."
اتجهت إلى مكتبي .. ولا أعرف لم نظرت إلى دليل الهاتف ونسخت رقم شيرين لأتصل بها في مقر عملها الجديد ..وعرفتها بنفسي عندما لم تميز صوتي ..
قلت لها " شيرين .. هل كان سبب بقاءك كل هذه المده في العمل لدى عمي سببا شخصيا ؟؟"
شعرت بصمتها .ثم قالت بعد لحظات " وماذا تظنين أنت ؟؟"
قلت مايدور في قلبي من شكوك " أكنت تحبين عمي ؟؟أهذا هو السبب الثاني الذي رفضت اخباري اياه من قبل ؟"
شعرت بها ...شعرت أنها ابتسمت .. كيف لا أعرف .. لكنها قالت لي أخيرا
" هذا هو السبب الثاني .. "
قلت وقد تملكني الذعر لكنني حاولت اخفاءه ونطقت هامسة " كيف ؟؟"
قالت أخيرا " كان شيئا خاصا .. بي أنا .. لا أعتقد أن عمك شعر يوما بما يدور في داخلي من أحاسيس .. كانت علاقته بي عملية بحته .. لكنني كنت قد كرست نفسي لأجله ..لم يشعر يوما بشيء .. وكان هذا هو هدفي .. أن أبقي ما بداخلي من مشاعر بريئة .. "
سألتها " ومالذي تغير ؟؟ "
قالت لي بلهجة هادئة " استيقظت ذات يوم .. لأجد نفسي في دوامة خاسرة .. لأجد أنني أفنيت عمري ولم ..... لقد عشت حلما جميلا .. لكن لمدة طويلة .. قررت أن أثور .. وها أنا .. قد تزوجت منذ أسبوعين بشخص ... رائع .. "
شكرتها على صراحتها .. وأغلقت الهاتف لتنهمر دموعي .. إذا تقاعد عمي .. لاشيء يمنعني من تكرار مأساة شيرين .. هل سأبقى سكرتيرة لفيصل ؟؟ لأعذب لآخر عمري في حب صامت ؟؟ .. لا .. قررت قرار لا رجعة فيه .. إذا تقاعد عمي .. سأستقيل .. وأبتعد عن طيف فيصل .. كففت دموعي وعدت لعملي ... لكنني كنت أسرح بين فينه وأخرى .. وأفكر في شيرين ...

********
ها قد مر شهرين آخرين لا شيء جديد سوى أن الرياضة أصبحت روتينا في حياتي .. اعتاد جسدي على الآلآم .. اعتدت التعب .. فقدت عدة كيلو غرامات .. فقدتها من وجههي .. وقليلا من بطني ...
رغم أنني تعبت وأريد أن أنتهي من هذا الريجيم .. لكنت أشعر بأن الأيام تقف ضدي .. فهي بطيئة بشكل غير معقول .. أصبحت أكثر تكتما .. أحبس نفسي بين جدران غرفتي .. تجتاحني رغبة شديدة في البقاء معزولة عن الجميع .. أصبحت لامبالية بأحد .. واهتممت بنفسي أكثر ..
تحسن حسن كثيرا لكنه سافر إلى الخارج ليبدأ سلسلة علاج طويلة جدا.. وتحسنت حالة عمي النفسية..
ستلد منال خلال بضعة أسابيع ..
رسمت عيني بالكحل .. وارتديت العدسات الملونة ..ووضعت ظلا لعيناي بلون البيج لا أعرف مالذي جعلني أستخدم المكياج بكثرة .. وضعت لمسات المسكره والبلاشر وملمع الشفاه الشاحب .. اليوم سأذهب لمنزل عمتي التي لم أراها منذ شهر .. لبست عبائتي وركبت برفقة جدتي السيارة ..
قالت جدتي " سنذهب اليوم لرؤية عمتك .. ولكن أولا سنذهب إلى السوق "
فقلت " ماذا سنفعل في السوق ؟؟ "
" سأشتري هدية لأبنة عمتك صافية .. زفافها بعد أسبوع .. "
قلت مستاءة " قالت لي من سنة أن زفافها سيكون بعد سنتين .. لماذا استعجلت ؟"
قالت جدتي " تعرفين .. كان ابن عمها حسن غير جاهز في بداية خطبتهما .. لكنه الآن جاهز .. وسيفعل فيصل الشيء ذاته .. حالما يجهز كل شيء سيتزوج منى .."
شعرت بغصة اثر قول جدتي هذا الحديث .. يا إلهي .. إلى متى سأبقى حساسة تجاه هذا الموضوع .. لقد اعتدت وجود فيصل حولي كل يوم .. لكن إلى الآن لم أعتد فكرة زواجه بمنى .. نزلنا إلى مجمع كبير .. اتجهت جدتي إلى محل فساتين .. صدمت من ذلك .. قالت لي بابتسامة " أولا سنختار فستانا لك .."
لم أفكر في حضور حفلة الزفاف .. فاجأتني جدتي.. لم أستطع منع نفسي من تأمل الفساتين الرائعة الجمال .. لقد أصبح وزني خمس وثمانين كيلو جرام .. هل سأجد فستانا يلائمني ؟؟ لم أستطع منع نفسي من تأمل فستان أخضر ..بلون الجيد .. قالت لي صاحبة المتجر أنه توجد مقاسات .. كنت مترددة كثيرا .. لكني جربته في غرفة قياس خاصة .. ذهلت جدتي .. قالت مستحسنة إختياري " يليق بك .. "
أجل وقفت .. رغم بعض الأرطال الزائدة .. بدا جميلا .. رأيت كيف ظهر خصري من العدم .. لم أستطع منع نفسي من البكاء .. شكرا لك يا سارة .. فعلا .. شكرا لك ..

أخذت الفستان ودفعت ثمنه الباهظ رغم اصرار جدتي.عبر بطاقة اعتمادي التي لا استخدمها ..
.. ثم اتجهنا إلى احد محلات المجوهرات .. أخذت جدتي قطعة ذهبية رائعة باهظة الثمن لصافية .. بينما أخذت لها قطعة ماسية ناعمة رغم أن ثمنها مرتفع .. لكني لم أستطع منع نفسي من تأمل طقم رائع يليق بفستاني الأخضر ..سألت عن سعره .. كان سعره مرتب شهر كامل .. اشتريته .. فأنا لا أنفق مرتبي على الإطلاق .. أقنعت جدتي بصعوبة بان أمر بمحل لأشتري القليل من المكياج وعطرا أو عطرين ..
قالت لي جدتي بعد أن أطلت المكوث " يجب أن نغادر .. أصبحت الساعة السابعة .. يجب أن أذهب لمنزل عمتك .. فنحن لن نرى العروس خلال الأسبوع القادم ..ستكون مشغولة كثرا .."
حملت الكثير من الأغراض وعطرين واحدا لي وآخر عربون شكر لساره التي لم تتخل عن دعمها لي ..
*************

وجدت عمتي في المنزل تنتظرنا .. الكل أثنى على مدى التغيير الذي حدث لي .. نظرت إلى صافية كيف تبدو متألقة .. ومن ثم إلى منى التي تبدو شاحبة .. مابها يا ترى ؟؟ ربما هي حزينة لأن صافية ستفارقها .. اختفت صافية لدقائق .. نظرت إلى منى
" مابك ؟؟ "
" ماذا ؟؟ "
سألتها مرة أخرى " لاتبدين طبيعية .. ماذا حدث لك ؟"
قالت محاولة أن تتحكم بملامحها " لاشيء .."
شعرت أنها لاتريد أن تتعاطى معي .. لكني لم ألاحظ شيئا على فيصل سوى أنه إعتاد وجودي في المكتب وانتهت نوبات الغضب التي كانت تنتابه .. استأذنت منى وغادرت بقيت أفكر هل هناك شيئا لا أعرفه ..

"فيم تفكرين ؟؟"
نظرت إلى الصوت الذي لم أسمعه منذ أشهر ..
" عبدالعزيز .. "
تصافحنا وجلس إلى جانبي
" امم .. تبدين ... هناك شيء قد تغير بك ؟"
ابتسمت وقلت له بثقة " لاشيء سوى أنني أرتدي عدسات .."
وأشرت إلى عدساتي الخضراء التي تغطي لون عيني الأسود ..
قال لي مخيبا آمالي " لا .. ليس هذا كما أن اللون ليس واضحا .. سواد عينيك يطفيء لون العدسه .."
قال لي هامسا " يعرف عن صاحب العينين السوداوين مدى شفافيته وحساسيته .. هل تحاولين أن تخبئي شيء عنا بتغطيتها بهذه العدسة المزيفة ؟؟أسرار ؟؟ ؟"
قلت متحدية " لا .. ليست لدي أسرار .. "
قالت جدتي " لنذهب يا فاطمة "
" لا .. لن تذهبوا .. "
إلتفت إلى عبدالعزيز .. وقلت " لايوجد مجال للبقاء .."
لا أعرف لم ارتبكت حين نظر إلي مستاءا .. قالت جدتي " سنبقى قليلا ."
ثم دخلت جدتي مع عمتي .. ولم يبق سوانا في الصالة ...
وقفت لأتبعهما قال لي بثقة " اجلسي اجلسي .."
جلست وقلت له معاتبة " ألا تشعر بأنك تصدر الأوامر بثقة ؟؟"
لا أعرف لم بقي ينظر إلي صامتا .. سألته
" مابك ؟"
قال بعد صمت طويل " كانت تعجبني فاطمة القديمة . أكثر .. لا أحد يستحق أن تتغيري من أجله ..من أجل من يا فاطمة ؟؟ "
كانت كل كلمة كخنجر من جليد اخترقت روحي .. لم أستطع كبح النزيف.. فسالت دموعا بريئة من خارج مقلتي .. كانت كلماته منتقاة بعناية .. فكرت في رد مناسب لكني لم أستطع سوى النطق بما أراد قلبي أن ينطق
" من أجل نفسي .. تغيرت .. من أجل كبريائي .. من أجل كرامتي .. كي لا أكون موضع اهانة بعد الآن .أو موضوعا للسخرية .. "
لا أعرف مالذي جعلني أقول ذلك .. لكن كلماته اخترقتني بألم ..
تغيرت تلك النظرة المتفحصة الغامضة .. إلى شيء آخر .. كان بريقا يشع من عينيه ..وأنا أتقن لغة العيون أكثر من اتقاني لهمسات الحناجر ...

مسحت عيني عن الدموع .. ونظرت إلى اتجاه آخر .. قال بعد أن استعدت توازني وتنفسي ..
" لا أقصد .. أن .. لكن كل ما في الأمر .. أنني أحببت فاطمة البسيطة .. خلال جلوسي معك أحسست أنك أصبحت مختلفة .. كنت أفهمك من نظرة .. لكن الآن .. لست أنت .. من كانت .."
" ماذا تقصد ؟؟"
قال باشمئزاز " أصبحت .. أكثر .. تقليدا .. كنت نمطا فريدا .. وها أنت تتحولين إلى نسخة أخرى من تلك النسخ المبتذلة ؟"
" نسخ مبتذلة ؟؟"
هز رأسه مؤكدا " طبعا .. تعرفينها .. التي تود أن تغير كل مافيها .. "
" أتسمي التطور والتحسن ابتذالا ؟؟"
" ابتذالا .. هي الكلمة المناسبة يا فاطمة .. ها قد بدأت تتخلصين من كل شيء كان يشير إليك سابقا "
هززت رأسي وقلت " لا أستطيع أن أجاريك في مصطلحاتك .. ربما تغيرت من بعض النواحي .. لكنني أبقى فاطمة .. "
قال نافيا " لا .. لست فاطمة .. أنت تحاولين أن تقلدين أحدا ..أو .. ترضين أحدا "
نطق الكلمتين الأخيرتين بحذر شديد ..
بدأت دموعي في الهطول .. وقفت واتجهت إلى سيارتنا التي تنتظر في الخارج .. ولم أستطع كبح نفسي .. شعرت بيد تمسكني .. نظرت إلى الخلف لأجد عبدالعزيز الذي قال وكانت نظرة الخوف تعتلي عينيه
" لا تبكي .. لم أقصد أن أجعلك تبكين .. "
" أنت مخطيء في نظريتك .. لايعني أنني تغيرت أنني أسعى للتقليد "
" أنت تعرفين ما أعني .. أنا أفهمك من نظرة واحده .. وأعرف ما يختلج نفسك من أفكار ..لاتحاولين اقناعي أنك الآن فاطمة التي كانت من أشهر قليلة تبتسم بلا أقنعة .. أنا أعرف هذا "
ازددت بكاء .. وسحبت نفسي إلى السيارة لكنه لم يكف
" فاطمة ... ....فاطمة .. "
قلت وكنت أمسح دموعي براحة يدي " أنت لاتعرف .. لا تعرف .. "
واتجهت إلى السياره وأنا اسمعه يصرخ " لا أعرف ماذا ؟؟ "
لكنني أنا نفسي كنت أتساءل .. مالذي لايعرفه ؟؟ انتظرت خمس دقائق وجاءت جدتي .. لنخرج .. لاأعرف مالذي حدث .. ماذا أنت يا عبدالعزيز ؟؟ هل أنت ضميري ؟؟ هل أنت المرآه التي تجعلني أواجهه نفسي ..؟؟

***********************
وجدت ساره تنظر إلي بقلق .. قالت لي بعد أن أخبرتها بكل ماجرى
" لم .. في لحظة ما قررت أنك لاتليقين بعبدالعزيز ومستحيل أن ينظر إليك .. وفي لحظة أخرى وقعت صريعة في غرام فيصل دون أن تفكري كما فعلت عندما التقيت عبدالعزيز ؟"
" لأن عبدالعزيز لم يمتلك قلبي في ذات اللحظة كما فعل فيصل "
لم تفهم سارة وقالت " أتعنين أنك أحببت فيصل من النظرة الاولى ؟"
هززت رأسي بأجل وأغمضت عيني لتذكر تلك اللحظة .. كيف التقت عيناي بتلك العينين .. كيف اقتحمت تلك المشاعر قلبي بدون استئذان ..
قالت سارة " لكن عبدالعزيز لايقل عن فيصل سواء بوسامة أو ثقافة وأخلاق "
لم أجبها .. وتقلبت على سريرها .. قالت لي بعد دقائق
"أقال لك عبدالعزيز أنه أحب فاطمة القديمة ؟؟ هل قال أنه كان يفهمك من نظرة ؟؟ "
عقدت حاجبي واستدرت لأرى ملامح ساره وقد ارتسم عليها الشك .. كيف لم أركز في هذه الكلمات ؟؟ كنت أركز في قوله لي أنني تغيرت لأجل شخص ما .. أصابني الذهول لدقيقة .. وقلت لسارة " ماذا تقولين .. ماذا تقصدين ؟؟"
قال سارة بتردد " هل... "
قلت رافضة " لا .. قطعا لا .."
" ولم لا ؟؟ قد يكون يحبك .."
قلت برعب " يحب ماذا؟؟ أنا ؟؟"
وقفت ووقفت سارة إلى قربي " هو من اعترف بذلك .."
هززت رأسي وتلك الفكرة ترعبني " لا .. "
" لم لا ؟؟ عليك أن تتقبلي أن فيصل سينتهي إلى أخرى.. هل ستبقين غارقة في ذكرياتك وأملك المستحيل ؟"
" ماذا تقولين .. وحبنا ؟؟ "
قالت سارة بحكمة " وهمك أنت .. فيصل لم يفعل شيء يبرر على حبه .. وهو لا يعرف ماذا تحملين من مشاعر تجاهه .. عبدالعزيز شاب وسيم ناجح .. لم لا ؟؟ ويكفي أنه يحبك أنت .. "
قلت والدموع تتدفق إلى عيني " لا .. لاتجعليني أبني أوهاما لا أساس لها .. عبدالعزيز لن يفكر بي سوى .. كــابنة خاله .."
" فاطمة .. عشت مسبقا وهما لا أساس له مع فيصل .... لكن الآن يجب أن تقبلي بهذه الفكرة .. لم لا ؟؟ قد تكون حياتك في منتهى السعاده مع ابن عمتك وتعرفين القول المعروف ..ابحث عمن يحبك .. وليس عمن تحبه .."

" لا يا ساره .. هذه قمة الأنانية .. "
" الأنانية ؟؟ بحق من ؟؟"
" بحق قلبي الذي لايستطيع أن يعيش بدون أن يحب..وبحق من سأرتبط به .. حيث لن أوفيه حقه في الحب .. "
" دعينا لانستبق الأحداث .. انهي فيصل من حياتك .."
" كيف سأنهيه وأنا أزداد حبا له كل يوم .. رؤيته يجلس خلف مكتبه .. تغنيني عن الهواء الذي أتنفسه .. الكلمات التي يوجهها لي .. أتوجها داخل قلبي تذكارا للحظات من نبض قلبي .. رائحة عطره التي تتخلل أنفاسي كل صباح .. تجعلني أشعر بأنني على قيد الحياة.. طيفه الذي أفكر به كل ليلة أصبح جزءا من حياتي ....كيف سأنساه وأنهيه من حياتي .؟؟ وهو حياتي بحد ذاتها ؟؟"
قالت سارة منهية النقاش في هذا الموضوع " لكن عبدالعزيز كنز يجب ألا تفرطي به، لن تحلمي بأن تتاح لك الفرصة مرة أخرى في ايجاد شخص يحبك لذاتك .لشخصيتك و لشفافيتك .. لا المظهر الذي أنت عليه " ..
***********
_25 _

عندما رأيت نظرة أمي اجتاحني شعور بالسعاده ..
" فاطمه !! .. تبدين رائعة "
رأيت نظرات الحسد من عيني منال التي تمتمت بغيرة وهي ترتدي فستان الحمل وقد بدت دائرية بالكامل " لون الفستان ليس .."
قاطعتها أمي " بالعكس .. إنه رائع على بشرتها البيضاء .. لطالما كان الأخضر سيد الألوان بالنسبة لفاطمة .."
أعطيت أمي الطقم الرائع لتلبسني اياه قالت لي
" إنه رائع .. "
أرضت غروري كلمات أمي ومدحها لي .. ارتديت العباءة .. وكنت قد قدمت للتو من مصفف الشعر وكنت قد وضعت مكياجا مناسبا ..اتجهت إلى الحفلة وكانت الساعة تشير إلى التاسعة .. ورافقتنني سارة التي بدت رائعة من خلال فستانها الفيروزي جلست برفقتها إلى طاولة خصصت لنا . لم أعرف أحدا من أهل عم منى وصافية .. جلسنا هناك نتحدث أنا وسارة .. والكل ينظر إلينا .. فأنا لا أخرج إلى حفلات العائلة .. وسارة عضو جديد في عائلتنا .. سألتها
" لم لم تأت أمك ؟؟"
قالت سارة " قالت لي أنها لاتعرف أحدا .. ثم يجب علي أنا ان أندمج مع مجتمعكم .. وسوف أبقى معك أو مع عمتي أم مبارك .. ثم أن أمي لها جوها الخاص واليوم ستذهب لاجتماع في منزل أحد المدرسات .. إلخ ... "
" يبدو أن والدتك لديها صلات قوية بعالم التدريس .. انني أشتاق لمها .. وما أخبار عفرا واختفاء مريم المفاجيء "
قالت سارة "هل وجهت دعوة لمها فهي لاتتوانى عن حضور هذه الحفلات "
" أجل دعوتها .. لكن اليوم ستذهب إلى منزل خالتها حيث يحتفلون بخطبة ابنتهم .."
قالت سارة" أنني أرى مها في الجامعة هي وعفراء تجلس مها معي لساعات .. أما عفراء .. فهي برفقة فتاة لا أعرفها .. لكن يبدو أن علاقتهما جيده .."

رأيت حمده تتجه نحوي .. وقفت وعرفتها على سارة بعد أن سلمت عليها
" لم أعرفك .. حقا تبدين رائعة... "
كانت ترتدي فستانا أحمر جميل .. وهي تبدو رائعة الجمال ....أشارت إلى نوف التي جاءت وسلمت عليها ..
قالت حمده " هذه فاطمة ابنة عمنا .. "
" ماذا ؟؟ هل هذا صحيح ؟؟ لقد تغيرت.."
لعنت الزمن الذي لم تعرف ابنة العم فيه ابنة عمتها ..قلت ببساطة
" لم أرك منذ وقت طويل .. وعندما أتيت لأرى حمده آخر مرة لم تكوني موجوده .."
" أخبرتني حمده بمجيئك .. كنت في عيادة الأسنان .."
عرفتها حمده على سارة بأنها خطيبة أخي محمد . ..
قالت حمده " نوف .. هلا بقيت مع سارة قليلا .. أريد التحدث مع فاطمة .."
" حسنا .."
سحبتني حمده إلى ممر خارجي .. " اعذريني .. أردت أن أحادثك منذ وقت طويل . لكن حادث حسن منعني .. "
" هل تريد أن تسأليني عن الرسالة ؟؟"
هزت حمده برأسها ..
قلت بصراحة " لقد سلمتها له .."
قالت بهمس " لقد عقد قراني على ابن جيراننا .. وسيكون الزفاف بمجرد عوده حسن .. لقد انتهى كل شيء بالنسبة لنا .. لكنني أريد أن أعرف .. هل قرأها ؟؟"
" في البداية .. رفض وطلب مني اعادتها إليك .. لكنني رجوته .. وسألته لاحقا إن كان قرأها .. فهز رأسه بالموافقة "
" ماذا كان رد فعله ؟؟"
" هادئا .."
"جيد .."
أحسست أنها ارتاحت وأكدت احساسي عندما قالت " أردت أن يصل اعتذاري إليه .. من حسن حظي أنني سأسافر لمدة خمس سنوات برفقة زوجي بعد الزواج .. ولن أحضر زفافه بمنى لن استطيع أن أتحمل ذلك ... .."
خنقتني كلماتها .. يا إلهي .. ماذا سأفعل ؟؟ إن تم زفاف منى بفيصل ؟؟:كيف سأحضر الزفاف .. لكن تجرأت وسألتها " ماسر الورقة البيضاء ؟؟ "
ابتسمت كأنها تذكرت شيئا ...
" انه رمز بيننا .. يدل أن قلوبنا صافية تجاه بعض .. في المرة الأولى التي تشاجرت معه .. أرسل لي وردة حمراء .. وورقة بيضاء رائحتها كالمسك .. أغضبني أنه لم يكتب شيئا .. كإعتذار أو ماشابه ...ثم اتصل ليقول لي .. أن الوردة الحمراء عربون حب أرسله بكل اخلاص .. والورقة البيضاء غصن زيتون .. راية استسلام ... وأنه كبياض قلبه..لاتحوي أي نقطة سوداء تجاهي .. وأصبحنا كل مرة نتشاجر .. نتصالح بورقة بيضاء .. تدل على أنه لا ضغينة في قلب أي منا تجاه الآخر .. تلك الورقة التي لاتحوي حرفا واحدا .. كانت تعبر عن كل كلمات الأسف والإعتذار .. "
ابتسمت وهزت كتفيها وعادت إلى الداخل .. لأبقى هناك .. ممزقة .. وقد ازددت حبا .. بفيصل ..
عدت إلى الداخل وكانت سارة هناك .. لم أخبرها .. لكني سمعت أغنية رائعة لمحمد عبده .. ((سمي ..)) ذهبت لأرقص .. ورافقتني سارة . .. لا أعرف الرقص .. لكنني نسقت حركاتي بموسيقى الأغنية الرائعة ..
"اييه أحبك والغلا يسري بدمي والسهر ماقدر عيون السهارى ..
والله اني ماشكيت الناس همي لو عظيم الحلم عن عيني توارى "
كانت هذه الكلمات كافية لأن أقتنع أن قلبي سيبقى إلى الأبد يعشق انسانا اسمه فيصل.
فهمت سارة مايجول في خاطري من أحزان .. أمسكت يدي .. ونزلنا عن ساحة
قالت " لاتتركي دموعك تنساب ..سيؤلفون مائة قصة وقصة عن ذلك "
هل لهذه الدرجة أنا مكشوفة .. وكأنها قرات مايجول في خاطري
" ملامحك تنتطق بالحزن... ماذا قالت لك حمده لتصبحي هكذا ؟"
" سأخبرك لاحقا ... حاليا لارغبة لدي في الحديث .."

جلسنا هناك .. أتت صافية وكانت تبدو رائعة .. ذهبت لأبارك لها .. وكانت منى تقف بقربها وقد بدا عليها الحزن .. ويبدو أن هذا قد شفى غليلي قليلا .. أن أعرف أنه من سترتبط بفيصل .. حزينة مثلي ... في تلك اللحظة !

*******************


أمسكت بورقة بيضاء .. لتنسكب دموعي بغزارة عليها .. تبا . لماذا كتب علي الشقاء ؟؟لماذا ؟؟ ماسبب دقات قلبي هذه الغير متزنه .. ولم أحب شخصا لن ينظر إلي يوما ..تمتمت .. سأكتب .. أجل .. سأحاول أن أجد كلمات العشق تلك في داخلي .. ففي كل امرأة توجد آلاف من الكلمات الرائعة .. أنوثتها تعطيها الحق في العزف على الكلمات .. .. أمسكت بالقلم .. لكن لم يسعفني قلبي في كتابة كلمة واحدة .. وبعد ساعتين من التفكير وجدت نفسي أكتب شيئا واحدا ...
" فيصل " ..
أجل ... فهذا ما أسعفتني به قريحتي الشعرية ... هذه هي قصيدة حياتي وخواطري ..

هذا هو كل ماتدور حياتي من أجله ... هذه أجمل كلمة في قاموسي ... تأملت أحرف الإسم .. كلانا نبدأ بحرف الفاء ... ابتسمت مرغمة ... مزقت الورقة بعد أن شطبت الإسم .. خرجت من غرفتي لأجد والدتي تجلس في الصالة لوحدها وهي صامته .. لاتزال في ملابس السهرة..
قبلت رأسها " كيف حالك .."
" بخير .. بدوت رائعة جدا .. جدتك ذهبت برفقة عمتك .. التي كانت في حالة نفسية صعبة .. وستبقى هناك لمدة أسبوع .. "
" لماذا تجلسين لوحدك ؟؟ "
" أنتظر والدك .. تأخر هو وأخوتك، أرأيت سارة كيف بدت رائعة وهي تجلس بقربك بثقة .. كنت أنت وهي حديث النساء لهذه الليلة .."
" هل هذا صحيح ؟ ... لكنني توقعت أن حمده ونوف من سرق الأضواء "
" لا .. حمده ونوف كانتا دائما نجمتا الحفل .. لكن وجودك اليوم برفقة سارة أحدث تغيرا جديدا .. لم تكن لحمده ونوف أي وجود ..خصوصا أن بنات عم منى وصافية قد بدن رائعات .. "
لم أشارك أمي مطلقا في أحاديث كهذه .. لكنني استمتعت بهذا التغيير .. نظرت إلى الساعة كانت الرابعة صباحا ..لقد أتينا منذ ثلاث ساعات .. ولم يحضر ابي واخوتي بعد .
فتح الباب في ذات اللحظة التي نظرت فيها إلى الساعة ...
" تأخرتم .."
استقبلتهم أمي بلهفه .. قال أخي محمد وهو يبتسم " كان الجو جميلا .. وغدا اجازه .. أثرنا البقاء حتى صلاة الفجر ..صلينا معا .. ثم أتينا .. "
قال أبي وقد بان التعب على ملامحه " لم آخذ دواء القلب اليوم .. أحضريه لي .."
وجلس على مقعده بينما اتجهت مسرعة إلى غرفته لأحضره ..
ناولته كوب الماء .. قال مبارك " سأذهب لأنام ..تصبحون على خير .."
وقفت لأقول " سأذهب لأصلي .. ثم سأنام .. تصبحون على خير "
قال محمد " لحظة سأتي معك .."

جلست على سريري وقال لي " كيف كانت سارة اليوم ؟؟"
" مثل كل يوم .. مذهلة"
ضحك .. وقال " اتصلي بها .. ومن ثم دعيها تنتظرني .. سأحادثها بعد دقائق .."
" انت مجنون .. أنها نائمة الآن ... "
" اتصلي بها .. أخبرتها بالأمس ألاتنام قبل أن أحادثها .."
" لم لاتتصل أنت ؟؟"
" أحتاج إلى خمس دقائق قبل أن أحادثها .. حادئيها حتى تفيق ؟؟"
لم أفهم سبب طلبه .. اتجهت لأرفع سماعة الهاتف لأحادثها ..
" هل أنت نائمة ؟؟"
" لا يا فاطمة .. لقد وعدت محمد أن أكلمه .. انتظرت ساعات لكنه لم يتصل .. سأصلي ثم أنام .."
" لقد أتى للتو .. وطلب مني الإتصال بك ومحادثتك قليلا .."
" هل هناك شيء جديد ؟؟"
" لا ... لا أعرف .. لقد نلت اعجاب أمي بقيت تتحدث عنك بفخر .."
" حقا ؟؟ ... أنني أحترمها .. لقد قدمتني إلى نساء العائلة بفخر .. "
دخل محمد قبل أن أكمل حديثي وقال " دعيها تتصل بي "
" حسنا .. ساره .. اتصلي بمحمد .. تصبحين على خير "
" تصبحين على خير "
أغلقت الهاتف .. واتجهت لأتوضأ وأصلي .. ومن ثم خلدت إلى النوم ..
***********
أصبحت عمة .. ولكن هذا لم يضف إلى حياتي شيئا كما توقعت ... فعلاقتي بأخي بسيطة ..وبزوجته تكاد تكون معدومة .. نظرت إلى العضو الجديد في عائلتنا .. وأسائني أنني لا أكن مشاعر قوية تجاهه ...

جلست على مكتبي وابتدأت عملي .. اتصلت في بعض الاشخاص وأكدت على مواعيدهم مع عمي .. دخل فيصل كعادته مسرعا إلى مكتب عمي .. تابعت عملي .. وأنا أحاول أن أمنع نفسي من التفكير به ..
لقد مر شهرين آخرين منذ زواج صافية .. ولم أدخل منزل عمتي منذ ذلك الوقت .. أصبحت أخرج كثيرا برفقة أمي ... كنت أصحبها في الذهاب إلى السوق والحفلات .. وقفت أمام الميزان لأقيس وزني .. كان 75 كيلو جرام .. كان انجازا .. خلال أربعة أشهر نقصت مايزيد على العشرين كيلو .. كان وزني مائة كيلو جرام .. قالت لي سارة وهي فرحة " تبقى لك عشر كيلو جرامات لتصلي إلى الوزن المناسب .. طولك 165سم ... يجب أن يكون وزنك 65 كيلو جرام .. "
أصبحت ممشوقة نوعا ما .. فرحت كثرا .. ونوعا ما أخليت بالريجيم ..لانني هذه الفترة لا أتناول سوى البتزا والوجبات السريعة حيث أقضي وقتي في الخروج برفقة امي .. وتوقفت عن رياضة المشي .. واصبحت اتغيب عن حصص الايروبيك ..
تابعت العمل وأنا أنظر إلى الأوراق التي أمامي ..
دخل فيصل وهو يرمقني بنظرات غريبة ..
" فاطمة .."
" نعم .."
" اريدك في مكتبي.."
" حاضر .."
لم أكن قد دخلت إلى مكتبه منذ أعطيته الرسالة ..
" ادخلي ..واجلسي .."
جلست فقال في هدوء " اكتبي ... ما سأمليه عليك .."
جلست هناك ممسكة بقلم وورقة .. وكتبت كل ماطلب مني .. بسرعة .. ثم صمت منهيا كل ماقال ..
كدت أن أخرج .. لكنه قال : لحظة ...
التفت إليه " أريدك أن توصلي هذه إلى منى .. "
أعطاني ظرفا.. أمسكته بقلق " لكني لا أمر منزلهم منذ وقت .. "
"ضروري ..أرجوك .."
كانت نظرته حزينه .. تمتمت " سأمرها بعد انتهاء الدوام الرسمي "
" شكرا "
كان حزينا ... إنني متأكده من هذا الشيء . توجهت إلى منزل منى .. لأنقل لها الرسالة التي كنت أتمزق لمعرفة ماتحوي ..



" إنها من فيصل .."
ابتسمت منى .. قالت بتهكم " ماذا يمكن أن تحوي ؟؟"
استغربت رد فعلها .. قالت لي موضحة
" لم أخبر أحد بناء على طلب أمي .. "
استغربت أكثر " ماذا ؟؟ "
" جاء جدي قبل زواج صافية بأسبوع ... وطلب من أمي أن تزوجني لأبن عمي .."
لم أفهم ما كانت تقول .. قلت مستغربة " ماذا ؟؟"

" لقد تناقشنا .. ويبدو أن الحظ ليس في صف فيصل "
" ماذا تقصدين ؟؟"
كنت أرتجف مندهشة وقلبي يرقص فرحا.. قالت منى أخيرا
" لقد انفصلنا أنا وهو .. بعد تفاهم طويل ... لم يرض جدي أن يتزوجني غريب .. وسأخطب لإبن عمي الأسبوع القادم .."

لا أعرف ما قالت منى بعد ذلك .. كل ما أعرفه أنني أخيرا تأكدت أن فيصل أصبح حرا .. لم أصدق نفسي .. هل ستنفتح لي أبواب الجنة ؟؟ خرجت من هناك لأتصل بساره وأنا أبكي من الفرح وأقول لها ما حدث ... وفاجأني أكثر رد فعل فعل ساره
" أعرف .."
" ماذا ؟؟"
" أخبرني محمد منذ فتره لكن لم أرد أن أخبرك .. حتى لا أؤيدك في مشاعرك .."
قهرني برود سارة " لماذا ؟؟"
" لا تستبقي الأحداث .. إن كان من نصيبك . لن يمنعك شيء عنه ... وإن لم يكن .. لاداع لأن تقهري نفسك أكثر .."

****************

أسبوع كامل مضى ..لم أحادث ساره فيه .. كانت تتصل كثيرا لكني لا أجيبها ... أغضبني موقفها كثيرا .. التمرد الذي كنت فيه أنهيته .. وخلا ل أسبوع فقدت 5 كيلو جرام .. حيث لم أذق الطعام واكنت أمشي كثيرا .. فيصل سيكون من نصيبي ... أنا فقط .. اهتممت أكثر بمكياجي وملابسي .. أعرف أنني لا أخلو من الجمال .. خمس كيلو جرام وأكون قد وصلت للوزن المثالي .. هذه الخمس كيلوات أشعر أنها ثقيلة جدا ..
وقفت وكنت قد ارتديت عباءة جديدة رائعة .. رتبت شعري وأتقنت مكياجي .. سأجعلك يا فيصل أسيرا لي ...
لففت شالا حول رأسي واتجهت للعمل ..
نظرت إلي أمي بإنبهار .. أجل .. انبهار ..هالها ما رأت .. ابتسمت لي وقررنا الذهاب مساء إلى أحد المطاعم لتناول العشاء ..
لا أعرف لم لم أهتم بما تضمنته رسالة فيصل لمنى .. لكن خبر انفصالهما كان قد أزاح كل القيود ..
دخلت بثقة إلى المكتب .. وبدأت بعملي كالعادة .. دخل فيصل .. لأجد في عينيه النظرة التي انتظرتها منذ وقت طويل ... الإعجاب ..
" ماذا تفعلين ؟"
" أقوم بعملي.... أي شيء آخر أستاذ فيصل ؟"
هز رأسه بلا .. ثم خرج لدقائق .. وعاد وقال " أديت الأمانة ؟"
أجبته " أجل "
لم أكن قد رأيته منذ أسبوع ....
دخل الفراش ووضع كتابا أمامي ,,, كان مع نوته صغيرة ..




" إلى فاطمة ..
أعترف أنني تدخلت بشكل خاطيء ,,, أنت صديقتي ويجب أن أساندك مهما حدث ,,و كإعتذار ...إليك أساسيات الحب في هذا الكتاب البسيط ...
صديقتك إلى الأبد ,,,
ســـاره .. "



نظرت إلى الكتاب الصغير .. وكان اسمه " أعلنت عليك الحب " لغادة السمان ...
قبلت اعتذار ساره .. وكانت قد علمت صفحة من قصيدة بعنوان "عصفور على الشجرة خير من عشرة في اليد !"

( ( أحبك أيها الغريب
وحتى حين تأتي إلي
برقتك الشرسة العذبة
وتستقر داخل كفي بوداعة طفل
فإن لا أطبق يدي عليك ..
وإنما أعود اطلاقك للريح ..
وأعاود رحلة عشقي لجناحيك ..وجناحاك المجهول والغربة
***
أحبك وأطفخ بالإمتنان لك ..
فقد حولتني
من مسمار في تابوت الرتابة .. إلى فراشة شفافة مسكونة بالتوقد ..
قبلك كنت أنام جيدا
معك صرت أحلم جيدا
قبلك كنت أشرب وولا أثمل
معك صرت أثمل ولا أشرب ))

سالت دمعتي دافئة .. هذا إذن دستورك في الحب يا سارة ؟؟ غادة السمان ؟؟ نظرت إلى غلاف الكتاب كان جريئا .. ابتسمت ..
دخل فيصل وكنت أضم الكتاب على صدري .. نظر إلى الكتاب وقال
" غادة السمان ؟؟؟"
هززت رأسي .. مد يده ليرى الكتاب فأعطيته إياه ... قلب صفحاته بإهتمام ..قال في

لهجة دافئة

(( ها أنت قريب
على مرمى دمعة مني ..
وبعيد،
على مرمى عمر !) )

عاد ليقلب صفحات الكتاب بإهتمام ... قال وهو يقدم الكتاب إلي ..
"ا نها تكتب بإحساسها ... غادة السمان .. اختيار جيد لكن لن يفهمه سوى شخص يعرف ماهو الحب .. .."
لم أجبه.. وإكتفيت بالتظاهر بتقليب الأوراق .. لكني أرسلت بلا وعي نظرة دافئة إلى فيصل ... وقف للحظات يحدق بي .. ثم غادر مرتبكا ..
أغمضت عيني ها قد بدأت أشعر بأنني على قيد الحياة ...



 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
قديم 04-05-07, 09:21 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

_26_

مشاعر وأحاسيس ...


عدت وأنا في أسمى حالات الحب .. عدت وكنت أشعر بالحب تجاه كل شيء ...تجاه الأشجار تجاه جدتي ..تجاه منزلنا .. تجاه أمي .. حتى منال .. اختفت كراهيتي لها في تلك اللحظة .. من يراني أشع حبا وسعاده سيقول أنني ربحت اليانصيب ...

لكني فعلا .. ربحت أكبر جائزة .. فيصل ....
قالت لي جدتي " سنذهب إلى المزرعة "
كنت أعرف أننا ذاهبون إلى مزرعة عمي .. زادني ذلك سرورا .. جهزت ملابسي .. واتجهت برفقتها إلى تلك الروضة ... حيث ولد حبي الأول ..
كنت أحتضن كتاب غادة السمان بين يدي ... وفتحت عشوائيا على احدى الصفحات ..
(( ثمينة هي لحظاتنا ..
كل لحظة تمضي هي شيء فريد
لن يتكرر أبدا أبدا ..
فأنت لن تكون قط
كما كنت في لحظة سابقة
ولا أنا ..
كل لحظة هي بصمة إصبع ..
لاتتكرر
كل لحظة هي كائن نادر ..
وكالحياة
يستحيل استحضاره مرتين .. ) )
أغلقت الكتاب ووضعته في حقيبتي الصغيرة .. ونظرت من النافذه ... فما يجول في دمي الآن من مشاعر وأحاسيس .. هي لحظات مميزة ..

كان ينتظرنا مثل أول يوم أتيت فيه .. إلى هذه المزرعة .. أرسلت ابتسامة استقبال .. وشعور داخلي يخبرني أنني أخيرا ...سأعرف معنى السعادة ..
حمل الحقائب وأرسلها إلى الداخل .. واتجه إلي بعد أن ألقى التحية على جدتي ..
" كيف حالك ؟"
" بخير . لندخل .. "
اتجهنا معا إلى الداخل .. ولم يقاوم كلانا النظر إلى بعض بغموض ..
" لنذهب بإتجاه الأحصنه "
وافقت فيصل على اقتراحه وتبعته وأنا أحمل في قلبي آمالا ضخمة .. قلبي الذي يدق بسرعه ..
وقف بجانب فرس بيضاء ...هم قائلا ..
" اسمها مزن .. "
رددت خلفه كالبلهاء لهذا الإسم التقليدي " مزن ؟"
قال وهو يداعب شعر الفرس " اختيار اسم الفرس أمر رائع .. .كمن يختار اسما لإبنته يعرف أن هذا الإسم سيلتصق بها إلى الأبد .... يجب أن تبحث عن شيء يصفها .. ففكرت بــ مزن .. فهي بيضاء كالمزن .. وجميلة ... كسحابة بيضاء في سماء صافية .إلمسيها ..."
مددت يدي أمسكها .. كان شعورا غريبا .. مررت يدي بين خصلات شعرها .. واستسلمت لي كليا .. قال لي فيصل " من حسن حظك ..أن هناك فرسا ستضع مولودها خلال يومين .. أنت من ستختارين لها اسمها .."
" أنا ؟.؟؟"
فرحت بذلك ...
قال مبتسما " أجل ... قال لي عمي أنك من ستسمين المهر ...لندخل .."
قاد الفرس إلى اسطبلها وعاد إلي قائلا
" ستشارك مزن في مسابقات الخيول لهذه السنة .. توجد منافسات قوية من المزارع الأخرى .. "
" هل ستشاركون بخيول أخرى؟؟"
" لا .. سباق الخيول لن نستطيع المشاركة به .. الحصان الذي كنا شنشارك به كسرت ساقه .. إنها ستشارك في سباق أجمل فرس .."
" إنها رائعة .. أنا واثقة من أنها ستفوز بالمركز الأول .. ..."
ضحك وجعل قلبي يرن رهبة ..وتمتم " إن فرصتها جيدة .. "
عقدت حاجبي وسألته بغضب " لم ضحكت ؟؟"
قال " ثقتك هذه تضحكني .. لم تري الخيول الأخرى .إنها رائعة وفرصتها في الفوز أقوى من فرصة مزن .."
" لنراهن .."
ضحك فيصل من جديد .. ليذوب كل ما داخلي من مشاعر وأحاسيس .. ابتسمت خجلا .. لكنه قال مبتسما .. " حسنا .. مارهانك .."
فكرت قليلا ثم ابتسمت
" سأراهنك أن مزن ستفوز بأحد المراكز الثلاثة الأولى .."
" هذا غش غير معقول ..لماذا أرسل مزن وأنا واثق بأنها لن تفوز بشيء .. حددي الرهان أكثر .. أنا أعرف أن مزن ستنال أحد المراكز .. "
" إذن ستنال المركز الأول .. "
" حسنا سنرى .. على ماذا سنتراهن ؟؟"
فكرت قليلا .. مالذي يمكنني أن أراهن عليه ؟؟ ...قلت بدون وعي " أن تخبرني ماذا تعني الورقة البيضاء "
ابتسم وأنزل رأسه قليلا وقال " لا زلت تتسائلين ؟؟"
كنت أعرف سر الورقة البيضاء .. لكن لسبب ما كنت أريد أن أسمع منه .. قال أخيرا
" حسنا ..والسباق خلال أشهر .."
قلت مبتسمة وونحن متجهان إلى الداخل " سأنتظر .."
وتبادلنا نظرات مبتسمة ... لأعرف أن أجمل شعور في هذه الدنيا هو الحب .. رميت بجسدي على السرير .. وأخرجت كتاب سارة ..
لأقرأ تلك الكلمات المتناقضة .. وأتفحص معانيها ...
********
اجتمعنا جميعا حول العشاء .. لا أعرف لم جدتي تبدو مستاءة .. كانت زوجة عمي تنظر إلي نظرات لم أفهمها .. ولن أنسى ترحيبها الحار بي ... كان عمي خالد يتشاور مع فيصل في مواضيع عن العمل .. ثم قال " فاطمة تعالي أنت وفيصل إلى غرفتك .."
تبعتهما ..جلس عمي على السرير وجلست على كرسي يقابله ..
قال " يجب أن تحددي لي بعض المواعيد .. أحضر هاتفك يا بني "
خرج فيصل ليجلب الهاتف ... . قال عمي " سيعقد حفل عشاء عمل عاجل خلال بضعة أيام .وسأقابل المعنيين بالعمل مقابلات طويلة .. لأن مدة إقامتهم ستكون يومان . هل أنت مستعدة لضغط العمل ؟"
أومأت لعمي بالموافقة .. اتجهت إلى حقيبتي الصغيرة وأخرجت دفتر مواعيد عمي الذي أحمله معي في كل مكان .. تناقشنا أنا وهو أي المواعيد التي سيلغيها .. وأي المواعيد التي لن يتخلف عنها .. عاد فيصل وقال " لدي نسخة في سيارتي بأسماء المكاتب التي سنتصل بها في المساء .."
قال عمي " جيد ..نسق أنت وفاطمة الأمر .. أريد أن يكون كل شيء قد ترتب غدا ..فيصل راجعت معك جميع الأسماء لاتنسى أحدا .. فاطمة ... حجوزات المطعم السيارات والفنادق وحتى تذاكر السفر .. يجب أن لا تنسي شيئا .. "
" حاضر عمي .."
وقف وقال " يجب أن تتذكري أيضا أن تدوني كل الملاحظات خلال العشاء .. ولاتنسي الصحافة .. يجب أن يكون عشاء العمل شيئا لائقا وفخما .."

" إعتمد علي كم عدد الضيوف ؟؟ العدد الأقصى ؟"
" خمس وثلاثون .. المعنيين .وقد ترافقهم عائلاتهم أو موظفيهم .. استعيني بعبدالرحمن مساعد المدير ووزعي المهام بين موظفي المكتب .... وليكن الموظفين ضمن المدعويين .. استعيني بجهه تنظيم "
فكرت قليلا وقلت " أستعين بالفندق "
" سيكون مناسبا .."
خرج عمي ... وبقي فيصل ينظر إلى قائمته التي في يده .. رتبت مواعيد عمي للأيام المقبلة .. ثم اتصلت في عدة فنادق ...وأخبرتهم أنني سأزورهم لأرى مايمكنهم تقديمه ..
" هل ستتصلين بالصحافة ؟؟"
" ليس الآن يا فيصل .. يجب أن أرتب كل شيء ..وآخر شيء هو ارسال دعوة إلى جميع الصحف المحلية ... "
" ماذا تكتبين ؟؟"
نظرت إلى فيصل وقلت " ملاحظات بكل شيء .. حتى لا أنسى شيئا "
توقفت يدي عن الكتابه .. عندما وجدت فيصل يقلب في كتاب غادة السمان . سألته وأنا أكتب الملاحظات كي لا أنسى شيئا " ألا يفترض أن تتصل بالمكاتب وتدعوهم ؟"
قال وهو لايزال ينظر إلى صفحات الكتاب " سأتصل عندما تتأكدين من الحجوزات .."
" لا .. يجب أن تتصل الآن .. لأن المكاتب ستكون قد إلتزمت بمواعيد أخرى .. ليكن الحفل يوم الخميس .. أخبرهم أن الدعوة ستصلهم يوم الأحد .. لكي لايرتبطوا بشيء حتى ذلك الوقت .."
" لكن يا فاطمه الخميس بعد أسبوع .. هل استشرت عمي ؟؟"
رفعت رأسي وأجبته " اذهب وإسأله .. التجهيز والتحضيرات لن تكون بالأمر السهل .. "
خرج لدقائق وعاد وقال " عمي يريد يوم الأربعاء لأنه سيضطر للسفر يوم الخميس إلى حسن في لندن "
" حسنا .."
عاد وجلس على سريري ليقلب في الكتاب .. وكنت أنظر إليه بين اللحظة والأخرى .. كان يقرأ بنهم .. لم أكن أعرف أن له هوايات أدبية .. لا أعرف لماذا تصورته دائما رجلا بدويا .. لايعرف للحضارة طريق .. لا أعرف .. لكني كنت أنتهز تلك الفرصة في تأمله .. كان يقلب الصفحات .. ويتأمل الكلمات بإهتمام .. للحظة .. كدت أن أفعل الجنون نفسه .. وأن أعترف له بمشاعري نحوه .. لكن المنطق صرخ بي .. كرامتي زجرتني .. لا .. إنه رجل .. ومهما تحملين في قلبك من آلالام .. من حب أسطوري .. يبقى كبرياؤك الأهم .. إنه صياد .. هو من يجب أن يختارك .. لا أنت .. عدت لملاحظاتي .. ثم وقفت وخرجت .. لم أحتمل البقاء أكثر .. جلست بقرب جدتي .. وسمعتها تتحدث عن إحدى القصص القديمة .. نظرت عبر النافذه .. كان الجو في الخارج جميلا ... غرقت في بحر تخيلاتي .. إلى أين سأنتهي ؟؟ أين ستحملني هذه الأمواج ..
غادرنا في الصباح التالي .. أمسكت بالكتاب الذي يبدو أن فيصل تصفحه جيدا مساء امس .. أدخلته في حقيبتي .. وطلبت من جدتي أن توصلني لمنزل ساره .. ولم تمانع ..
عندما رأيت ساره عانقنا بعضنا .. كأننا لم نر بعض منذ سنوات .. دخلت إلى غرفتها كانت تبدو رائعة .. قالت لي " أعرف أنني تصرفت بلؤم ... لكنني أحبك .."
تعانقنا مرة أخرى ..
أخبرتها .. بما حدث في الأسبوع الماضي .. ابتسمت .. وقالت
" أشعر أنني اشاهد مسلسلا مكسيكي .. "
ضحكت .. وقلت " فعلا .. لكن.. سأنتظره لآخر عمري ... "
قالت بعد أن وقفت وهي تنظر عبر النافذه
" ألا تشعرين أن فيصل .. ليس لديه أية .. لا أعرف كيف أقولها .."

إن سارة عقلانية وماتريد أن تقوله يجب أن يكون جديا قلت لها " قولي كل ما تفكرين به ؟"
نظرت إلي .. وقالت " ألا ترين.. أن فيصل عندما انفصل عن حمده استعجل وارتبط بمنى .. والآن عندما انفصل عن منى ...."
" سيستعجل ليرتبط بي ؟؟"
" أجل .. ألا تلاحظين أن ليس لديه ولاء .. أو كما يقولون احترام لإمرأة كان سيرتبط بها .. لا أعرف كيف سأصيغ هذا .. ولكن .. يبدو كأنه لم يكن لديه عاطفة لمنى أو حمده .. كأنه ألغاهما من حياته بسرعة .. ببساطة .. كأنه لم يتأثر بفراقهما ..رغم أنك أخبرتني أنه كان يلتقي منى .. وأنه كان بينه وبين حمده مراسلات .."
قلت لها وأنا أفكر بكلماتها ..
" أتعنين يا ساره أنه تخطاهما كأنه لم يعرفهما تمام المعرفة ؟"
" تماما ... والآن سيستعجل للإرتباط بك .. كأن شيئا لم يكن . ألا تعتقدين أنه قاسي القلب ؟؟"

أجل إنه قاسي القلب هذه حقيقة لانظرية ..نظرت إلى ساره وقلت لها بثقة
" سيكون من حسن حظي إن إستعجل وارتبط بي .. إنه شيء من صالحي أن منى وحمده لايملكان في قلبه مكانا.. سيكون ملكا لي .. وحدي ..سأهديه كل شيء ..كل حياتي .. وإن كان قاسي القلب .. سأرضى به .. سأعيش معه .. سيلين هذا القلب .. ولن أجعله ينساني .."
لم تعلق ساره ... بقيت تنظر إلي في قلق .. لكني أنا نفسي لم أكن قلقه .. شيء ما كان قد جعلني على ثقة بأن كل شيء سيسير على مايرام .

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
قديم 04-05-07, 09:22 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

-27-
____

آسف

كان أسبوعا مضغوطا بالفعل .. كان فيصل مشغول بأمور المكتب وأنا انشغلت بأمور التنظيم لعشاء العمل .. استعنت بعبدالرحمن الذي كان مهذبا معي .. كنت أتأكد من ملاحظاتي .. وأستشير عمي بكل شيء ,,
" لقد أثبت براعتك يا فاطمة في تنظيم الأمور .."
نظرت إلى عمي بإبتسامة عريضة .. دخل فيصل وكان في هذه الفترة مسالما جدا ..لم يتعرض لي بكلمة ..
قال لي عمي :
" هل وجهت الدعوة للصحافة ؟"
" أجل .وسألتقي بهم في الفندق غدا....."
قال فيصل " لكنك لن تحضري حفل العشاء .."
صدمت لأني متأكده أن عمي طلب مني أن أسجل كل شيء .." لماذا ؟؟"
لم يعلق عمي .. لكن فيصل قال " بوجود هذا الحشد الكبير والصحفيين ممنوع أن تظهري للصحافة .. أنسيت أنك من عائلة محافظة ؟"
نظرت إلى عمي الذي إلتزم الصمت .. لم يكن يهمني عشاء العمل .. لكنني رفضت الفكرة والمبدأ ..أن يكذبا علي ..
.. قلت بصوت متحشرج " عمي .. قل شيئا ..."
لكنه لم يقل .. مما يعني أن ماقاله فيصل ..هو ما سيحدث .. خرجت من مكتبه وأنا في قمة حزني ... لم أستطع كبح دموعي .. دخل المساعد عبدالرحمن إلى المكتب .. قال في قلق " آنسة فاطمة .. هل ..أنت بخير ؟"
أومأت .بأجل . لكن دموعي كانت تستمر بالتدافع .. وسال معها الكحل والمسكارا .. كان يقف أمام مكتبي .. خرج فيصل .. ونظر إلى عبدالرحمن بغضب .. منعني فيصل من الإختلاط بباقي الموظفين ... ورؤيته لعبدالرحمن يقف مقاربا لي .. أشعلت نار الغيرة في داخله .. اكتفيت بتكفيف دموعي بينما انسحب عبدالرحمن إلى مكتبه .. قال فيصل غاضبا " ماذا كان يفعل هنا ؟"
أجبته بتهكم " لم لم تسأله ؟؟"
قال غاضبا " أكنت تشكين إليه ؟؟"
صدمني ماقاله وفتحت عيني لأنظر إليه بألم ..فقد أهانني صرخ
" أجيبيني ؟؟"
" لماذا ؟؟ ...ماذا تراني ؟؟ هل أبدو لك أنني ..."
خانتني الكلمات فقد تسرب الإشمئزاز إلى نبرة صوتي .. قلت منهية هذا الحديث
" لا أعرف لماذا أتى إلى هنا ... ولم أكن أشكو إليه أي شيء .. بالرغم من أنه سألني عن سبب بكائي ..:"
كانت كلماتي الأخيرة طعنة إليه .. وأرسلتها بنظرة تحدي .. وكان تأثيرها فيه سيئا .. ونتائجها كانت في صفعة مؤلمة تلقيتها منه في لحظة غضب منه و إنتقام للذات ..
كنت أستحق تلك الصفعة فقد تصرفت بقلة أدب معه .. أجل .. جلست على مكتبي .. انسابت دموع بلاصوت .. بقي يقف هناك .. كنت أنظر إلى الأوراق .. وكانت دموعي تنساب .. بينما كان لايزال يقف .. كأنه انتظر مني أن أواجهه أو أكيل إليه السباب والشتائم .. لكني كنت أحبه ... أجل أحبه .. وغيرته تلك جعلتني أحبه أكثر .. لم أكن أريد أن أجرحه .. ولن أجرحه .. انسابت دموعي تغسل كل مابي من تناقضات ... لكن لا أعرف لماذا بقي يقف هناك لأكثر من عشر دقائق قبل أن يخرج إلى مكتبه .. استعدت شتاتي .. يا إلهي لماذا تتعقد الأمور دائما ؟؟ ...
دخلت إلى مكتب عمي .. لأسلمه بعض الأوراق .. وعندما أردت الخروج استوقفني .. " فاطمة ... لقد وعدت أخي أنني لن أعرضك لأي وسائل إعلامية أو حفلات عشاء مختلطة . "
قلت في هدوء " لست مستاءة .،.ألهذا فيصل لم يعترض على شيء طوال الأيام الماضية ؟؟ هل كان يعرف أنني لن أحضر الحفل ؟"
" أجل .."
يا لإستبداديتك يا فيصل.. خرجت من عند عمي .. ودخلت لمكتب فيصل .. وكنت أحمل له نسخا من مسودات كلفت بطباعتها .. وضعت النسخ على الطاوله .. كان يجلس على مكتبه جامدا .. كدت أخرج لكنه قال" انتظري. "
كان يبدو أنه يقاوم كبرياءه ...
لم أجب لكنني إلتفت إليه وأبقيت نظري بعيدا عنه مرة إلى يدي أو إلى الأوراق ..أو إلى النافذه .جاهدت كيلا تتلاقى عينانا... فيقرأني ويعرف كل أسراري .. ...
" أنا آسف .. "
خرجت من مكتبه لم أرد أن أسمع منه أي شيء آخر .. لقد اعتذر .. لكن ليس هذا ما كان يهمني .. لكني فعلا لا أعرف مالذي يهمني .. استأذنت من عمي أن لا أحضر في الغد ولم يمانع وغادرت مبكرا .. خرجت وأنا أشعر بتعب .. فلم أكن قد تناولت شيئا منذ وقت طويل .. ربما من يومين .. فلم أتناول سوى عصير برتقال هذا الصباح .. غريب .. أنا التي كنت أتناول ثلاث وجبات خلال الصباح فقط .. أصبحت لا أذكر الطعام .. ولاأتناول شيء يذكر .. قطعة فاكهه إن أردت أن أشعر بالشبع ..
أدرت الراديو ... وبقيت ممدة في سريري .. شعرت بحاله من التعب والإكتئاب .. طرق الباب ..
" ادخل .."
دخلت مها ..وكانت لوحدها .. وعندما رأتني صرخت مندهشة من التغيير الذي حل بي ..
" اتصلت في سارة لترافقني لكن لديها موعد .. اتصلت بجدتك وطلبت منها الإذن في زيارتك .. ولم تمانع .. وقالت لي انك عدت مبكرا من عملك ... ماذا تفعلين ؟"
كنت أجلس ببجامتي وشعري في حالة سيئة ...
" أنني مصابة بحالة من الكآبة ..."
" لنخرج .."
لم أمانع ..كانت مها مرافقة مثالية ورائعة ..
" لاتفعلي شيئا .. فقط غيري ملابسك .. وواتبعيني .."
استأذنت من جدتي التي لم تمانع .. وخرجت برفقة مها .. لم أعرف إلى أين تأخذني .. في البداية توقفت عند مركز صيني للمساج .. وعلى ضوء الشموع الرائعة والرائحة الغريبة .. كان مساجا رائعا .لمدة ساعة كاملة . أخرج كل مابي من تعب .. فالمدلكة الصينية لم تتدخر جهدا في عملها .. آلمتني لدرجة أن جسدي طرد التعب وشعرت بالدماء تسري خلاله ...
ثم توجهنا إلى مركزالتجميل .. حمام زيت للشعر ومن ثم قص واستشوار .. وتنظيف عميق للبشرة وأقنعة للنضارة وأخيرا .. بديكير ومانكير ..
" صدقيني يا فاطمة .. إن الفتاة يجب أن ترفه نفسها .. ولايوجد أفضل من البديكير والمانكير .. " ..
قلت لها " أعجبتني الأقنعة كثيرا .. أشعر بالإنتعاش .. كم الساعة الآن ؟"
" التاسعة مساء .. "
شهقت " أوه .. أننا هنا منذ السادسة ..."
" انتهينا .. لنخرج لنتاول شيئا في أحد المطاعم .."
" حسنا .."
توجهنا أنا ومها إلى أحد المطاعم وكانت تتحدث عن قرار خطبتها بأحد أقربائها .. ومن ثم تحدثنا عن آخر أخبار زميلاتنا وعن الموضة والأفلام...إلخ ..
عدت إلى المنزل في العاشرة والنصف .. رميت بحجابي فور دخولي للمنزل .. نظرت عبر المرآه إلى قصة شعري الجديدة .. يا إلهي .. كم غيرت من ملامحي .. الآن بثقة أعرف أنني أبدو جميلة ..أتجهت إلى غرفتي .. رأيت منال تجلس في الصالة العلوية
" كيف حالك؟"
بادرتها وانتبهت كيف نظراتها النارية تحاول أن تقول شيء ..
" أين كنت ؟"
نظرت إلى أخي مبارك الذي كان يقف خلفي .. قلت له ببساطة " في مركز التجميل .. مارأيك بقصة شعري ؟"
ومررت أصابعي بين خصلات شعري ..
قال مبهورا " أنها جميلة .. مع من ذهبت ؟"
" برفقة مها صديقتي ابنة أبو خالد الذي يسكن أول الشارع .. استأذنت من جدتي فوافقت ."
كان عندي شعور أن منال بطريقة ما جعلت مبارك يغضب مني .. قد تكون تفوهت ببعض التعليقات السلبية . قال وهو يبدو جادا " استإذني مرة أخرى "
لم أعلق .. لكن نظرات منال الغيورة والنارية كانت تنطق بالشماته ابتسامتها الساخرة كابتسامة الثعلب كانت دليلا واضحا لسخريتها مني .. ..تبعت زوجها وهي تمشي بتكبر .. سأعرف كيف أغيظك يا منال .. لن تنالي مرادك في الإيقاع بي ..
خرجت أمي من غرفتها .. ركضت إليها لأريها قصة شعري .. كانت مبهورة .. وأثنت عليها كثيرا .. ومن ثم تذكرت وسألتها
" أين جدتي ؟؟"
نظرت إلى امي التي كانت تحاول التهرب من الاجابة علي .. لم أدقق في ملامح أمي من قبل .. لكنها جميلة .. امرأه في الخامسة والأربعين .. مخملية البشرة خالية من التجاعيد رشيقة القد .. شعرها الأسود الطويل ترفعه دائما وغرة بسيطة تغطي جبهتها الصغيرة .. عيناها السوداوين ..بؤبؤ عينيها المتسع .. أنفعها الحاد المرفوع بكبرياء .. حاولت أن تتملص من اجابتي .. وكنت تلعب بغرتها بشكل لاإرادي ..
كانت أصابع يديها طويلة كأصابع يدي وصبغت أظافرها بطلاء فرنسي راقي . ترتدي تنورة زرقاء مع قميص أبيض .. ورغم أنها لم تخرج اليوم لكنها كانت تزين أذنيها بقرطين ماسيين رائعين مما جعلني أمسك بأذني بطريقة لا إراديه .. لم أضع أقراطا منذ وقت طويل .. ستكون أمي قدوتي في الأنوثة والجمال .. أتمنى يوما ما أن أصل لعمر الخامسة والأربعين وأبقى جميلة هكذا ..
" أين جدتي ؟؟"
لاحظت توتر أمي للمرة الثانية " في بيت عمتك "
" لماذا؟"
ان الوقت متأخر ولم تخبرني جدتي أنها ستخرج اليوم ...
" عمتك متعبة فزارتها .."
لم أقتنع برد أمي .. دخلت إلى غرفتي ورفعت الهاتف لأتصل بمنى ..
" مرحبا .."
لكن من رد كان عبدالعزيز " وعليكم السلام .."
" عبدالعزيز ؟؟"
" من معي ؟"
" فاطمة .. كيف حالك؟؟"
" بخير ..وأنتي ؟؟"
" بخير .. هل جدتي بقربك ؟"
" لا إنها نائمة .."
تفاجأت وقلت أسأله " هل ستنام عندكم ؟"
" لماذا ..الاتعرفين ؟؟"
صدمت من رد فعل عبدالعزيز" مالذي لاأعرفه.. هل حدث شيء ؟"
جاءني صوت عبدالعزيز مترددا " لاشيء مهم .. لكن .. حدثت مشادة بين جدتي وووالدتك .. "
" مااذا ؟؟؟ متى ؟؟"
كيف ؟ ألهذا كانت أمي تتهرب مني ؟؟
" فاطمة .. أين كنت ؟ لقد اتصلت بي جدتي وهي منهارة كليا ..لقد حضرنا أنا وأمي لإحضارها .. كانت مشاجرة عنيفة ؟؟"
لم أمسك دموعي ونشيجي .. مسكينة جدتي " هل هي بخير ؟؟ قل لي .. مالسبب ؟؟ عبدالعزيز أخبرني .. أرجوك "
كان عبدالعزيز مرتبكا .... قال يحاول تهدئتي " المهم أنها بخير ..لاتبكي .. "
" لن أسامح أمي إن حدث لها شيء .. لن أسامحها كيف ..كيف ؟؟..يــ..يــ..."
" كفى فاطمة .. لاتبكي .. لم يحدث شيء اطمئني .. هيا نامي الآن .. جدتي بخير .. ثقي بي . "
لكني أصررت "ماسبب المشاجرة اخبرني"
"غدا ..بإذن الله سأخبرك ..تصبحين على خير .."
كنت أرتجف لا إراديا .. خرجت من غرفتي واتجهت إلى غرفة جدتي .. ولم أستطع منع نفسي من الذهول ..اتجهت نحو خزانتها .. وعندما فتحتها لم أستطع كتم شهقة كبيرة ..
ركضت إلى أمي " لم أخذت .."
قالت أمي بحزم" كفى فاطمة.."
" ولكن ..جدتي .."
فاطعتني أمي وهي ترتجف
" ضقت ذرعا بكل شيء .. جدتك لم تبارح هذا المنزل منذ خمس وعشرين سنة .. كفى ..تعبت .."
لكن الذهول انتابني " ماذا تقولين .. أنت السبب في رحيلــهــا؟؟"
" أجل أنا . ولأول مرة في حياتي أقولها ..لقد تخلصت من جدتك .."
ذهلت .. ولم أكف عن البكاء .. لم أستطع أن أكلم أمي .. ترائى لي المنزل خاليا .. غرفة جدتي الفارغة .. لم يكن بها أي شيء . .. حجاب الصلاة ..قرءانها .. حقيبة أدويتها .. مبخرها الذهبي وصور افراد العائلة وصورة جدي .. كانت الغرفة فارغة تماما .. وكذلك هي خزانتها .. هل ستختفي جدتي عن حياتي ؟؟ وجدت نفسي أصرخ بأمي
" لماذا ؟؟لقد..لقد حملتنا على أكتافها .. لقد قامت بما لم تقومي به ..لقد .. لم تتعرض لك بشيء .."
كانت أمي تبكي .. وبان الإضطهاد في عينيها ..
" لقد قلت ما أردت قوله .. ولكن فكري بي لابها .. لقد قامت بما لم أقوم به .. لقد عاشت حياتي وربت أبنائي .. أجل .. لكن رغم ارادتي ..ليس برضاي .. منذ أنجبت مبارك ..وهي ترفض عملي لأي شيء ..كل ليلة تحملكم إلى حجرها .. وأبقى أبكي .. وكان والدك يرفض أن أتفوه بكلمة .. لقد حجر قلبه .. وحجرت هي قلبي .. لاتعرفين كيف هو شعوري .. كبر مبارك .. ونطق بماما ..لكن ليس لي .. بل لها .. كبر محمد .. وسالم وابراهيم ومن ثم أنت .. كان السيناريو يعيد نفسه .. حرمت من لحظات السعادة ,,حرمتني منكم ..أنتم لاتحبوني كما تحبونها .. لاتحنون علي كحنانكم عليها .. تدخلون للمنزل تدخلون غرفتها .. لتحيتها .. بينما أقبع في غرفتي لايطرق أي منكم بابي.. تعبت يا فاطمة .. تعبت .. أغرقت نفسي في الحفلات وفي المجتمع ..لكي أنسى .. لكنني لم أنسى .لقد تحملت الكثير ..ولا أستطيع أن أتحمل أكثر ... "
لم أستطع منع دموعي ..أمسكت بيديها وهمست
"مالذي تغير يا أمي .. لقد كبرنا .. وجدتي كبرت في العمر .. لم الآن؟؟"
" عندما رأيتها اليوم تمسك بإبن مبارك .. وتصرخ بمنال .. تذكرت الماضي ... عندما أخبرت منال أنها ستبقي الصغير لديها الليلة..لم أحتمل .. لن يحدث هذا .لن تعيد الماضي .. كلمة فأخرى. ثم .. حدثت المشاجرة .. ثم جاء والدك . وكاد ..أن يطلقني...لكني لم أتراجع عن موقفي وكان واضحا ..."
صرخت " لا .."
قالت " بل أجل .. أنا أعرف أنه يوما ما ستضطرون إلى التخلي عني .. لأني لا أعني لكم شيئا .. سأعاقب بغير ذنب .. لذا خيرت والدك أما أنا أو هي...."
انهرت باكية لكن أمي ركعت عند قدمي " أعرف أن جدتك هي من ربتكم .. أعرف أنك تحبينها .. لكن جاء دوري .."
قاطعت أمي " هل طردها أبي ؟؟ ..هل تجرأ وطرد أمه ؟؟"
" لا لم يفعل .. كاد أن يطلقني لكن جدتك كعادتها ..أظهرت موقفها البطولي .الإستعراضي ..أنه جاء الوقت لترحل وتعيش مع عمتك .."
نظرت إلى أمي ..هل أكرهها ؟لا ؟ إذا لماذا أبغضها ؟؟ ...ستحرمني من الحضن الذي ألتجأ إليه كل مساء .. لم أستطع تخيل المنزل من دون جدتي .. فانهمرت دموعي .. سينهار منزلنا .. هذا ماكنت أفكر به ...لا أعرف لم أمي تحولت إلى ناكرة للجميل ..ففي هذا الزمن الذي ترمي فيه النساء أطفالهن إلى أحضان الخادمات .. إلى أحضان كافرة ومسيحية ويهودية وإن حالف الحظ مسلمة .. تتنكر أمي لصنيع جدتي ..ايتعدت عنها بينما جلست على كرسي قريب ..لم أستطع كتم مايجول في بالي فقلت لها وأنا أنظر إليها نظرات نارية
"لم أعهدك قاسية القلب يا أمي .. أشعر بأنني لا أعرفك .. ولا أعرف كيف أتحدث معك ماذا تقولين ..لا أفهمليس منطقيا ماتقولين ..وإن كان صحيحا .. ..لم لم تفعل ذلك مع ابناء عمي خالد أو فيصل..أو عبدالعزيز ؟ليس سببا لا ....."
صدمت أمي بكلماتي .. ملامحها الجميلة ذبلت في ثواني .. كأني خيبت أملها في شيء ما ..خيبة أمل كبيرة .. ماذا كانت تتوقع . أن أجري إلى حضنها وأشكرها على لؤمها مع جدتي؟؟ ..لم أصدق كلامك يا أمي ..حتى الطيور تهاجم بشراسة عندما يحاول أحدما لمس بيضها أو أحد فراخها ..
ارتجفت أمي لدقائق ثم وقفت وهي تقول " أترين ما فعلت جدتك ؟؟ أترين ؟؟ لقد جعلتني افقد التواصل معكم ... لا أعرف كيف .أقنعكم بــ...."
قاطعتها بجدية " ألا ترين أنت مافعلت جدتي ؟؟ ..لقد أنشأتنا أحسن مايكون .. لقد حافظت على تماسك هذا المنزل بينما يغط أبي في مجالسه وأنت في حفلاتك واجتماعاتك .. والآن .. عندما كبرنا .. أتيت لتستلمينا ناضجين .. لن تتكبدي عناء تمرد مراهقتنا الذي مرت به جدتي ..أخطاءنا ..وزلاتنا.. أو مساعدتنا في اختياراتنا لمستقبلنا .. أو توجيهنا الصحيح في ديننا .. أو حتى تقوية ايماننا بالله ..وثقتنا بأنفسنا .. أهملت كل هذا .. وأتيت عندما حان وقت الحصاد ..و حان الوقت لننطلق للعيش دون الحاجة إلى أحد .. ونتحمل مسؤولية أعمالنا .. تهاني يا أمي ..ربحت أربع رجال وفتاة كأبناء لك "
لم تحتمل أمي هذه الكلمات فصفعتني بشدة .. لم أستطع سوى البكاء .. فأنا لا أستحق سوى الصفعات .. حملت نفسي .. واتجهت لغرفتي .. ومابي من غضب أفرغته في اغلاق الباب بقسوة .. يكفي ...تحملت بما فيه الكفاية .. لكنني لن أتحمل فقدان جدتي..

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة سهر الليالي, روايات, قسم الروايات, قصة عندما نتحدى الأيام, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية