ِلارا العزيزة
لازالت هناك مفاجآت كثيرة
والتطورات لن تنتهى
اتمنى حقا ان تعجبك القصة
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
أمسك المسدس بين أصابعه ثم قال بارتباك :ِ لا تعقدى الأمور,فهو مجرد مسدس
صرخت ساره فجأه وِأغلقت عينيها بقوه عندما أغرق وجهها الماء ..فتحت عينيها عندما سمعت صوت على يضحك ويقول : نياهاهاهاها..مجرد مسدس مائى
هتفت بغضب : كيف تفعل بى هذا؟
قال وهو يبتسم بود : أردت أن أعرف . هل مازلت تخافيننى؟
زفرت بقوه وتناولت المنشفه وأخذت تجفف وجهها المبتل
ارتدى حلته وعدل من هندامه ووضع عطرِاٍ مميزا ثم نظر اليها وقال : ها,ما رأيك؟
ابتسمت وغمزت له بعينها وهى ترفع ابهامها لأعلى مؤيده
فقال بسرعه : حسنا لن أتأخر. السلام عليكم
استوقفته برجاء قبل أن يخرج وقالت : على, هل آتى معك؟
التفت اليها بدهشة وقال بتردد ولكن الطبيب...
قاطعته قائلة بحماس : أنا الآن بخير ,وأشعر برغبة فى الخروج معك,فأنا لم أخرج من مدة طويله
قال بتساؤل : ألن تشعرى بالملل عندما تشاهدين عرس اسلامى؟ أقصد عرس لجماعتنا؟
قالت بمكر : ألم تعدنى أن تعرفنى على كل شئ خاص بجماعتك؟
لم تستغرق ساره وقتا طويلا فى ارتداء ملابسها التى اختارها لها على
ارتدت عباءة أنيقة ذات ألوان هادئه رقيقه ومعها طرحة تتناسب ألوانها مع ألوان العباءه وقالت له : هل يمكن أن تساعدنى فى ارتداء الطرحه,فلم أعتد بعد عليها
أمسك الطرحه واقترب منها وبدأ يلفها بمهارة حول وجهها الجميل فسألته وهى تبتسم :كيف تعلمت لف الطرحه بتلك المهاره؟
قال ضاحكا : اول طرحة ارتدتها هبه أنا الذى أهديتها لها بمناسبة نجاحها فى الإعدادية وألبستها اياها بنفسى..بالطبع أشبعتنى سخرية وتهكما,ولكنى تعلمت منها بسرعه
قالت وهى تتأمله بدهشه والعاطفة تطل من عينيها : أنت تعشق أسرتك كثيرا
قال وهو يبتعد عدة خطوات للخلف : لقد انتهيت..دعينى أرى
أخذ يتأملها من أعلى الى أسفل بدقه ثم عقد حاجبيه وظهرت على وجهه علامات التفكير وأخذ يحك لحيته بأصابعه
تنهد بضيق وخلع حلته بعصبيه والقاها على الفراش وقال :لا .. لايمكن أن تخرجى معى هكذا
هتفت بدهشه عظيمه : لماذا؟ماذا حدث؟
هتف قائلا : لقد زادتك الطرحه جمالا فوق جمالك . لو سرت معى فى الشارع لظن الناس أننى اختطفتك
ضحكت ساره وارتدى على حلته وعدل من هندامه ثم فتح باب البيت ومد ذراعه أمامه يدعوها للخروج وهو ينحنى قليلا ويقول : سيدتى
مدت قدمها وهمت بالخروج لكنه جرى بسرعه وسبقها وخرج قبلها ثم التفت اليها وهو يضحك بمرح فضحكت بدورها كثيرا وتعلقت بذراعه واتجها الى العرس
انتهى العرس الذى كان مقاما فى أحد الأنديه الراقيه المطله على النيل الجميل, وخرجت ساره من القاعه المخصصه للنساء لتلتقى على فى المكان الذى اتفقا عليه سابقا,وعندما رآها قادمه قال بلهفه : هل أنت بخير؟ هل تشعرين بأى تعب؟
هزت رأسها بالنفى وهى تبتسم
فقال مباشرة : لنعد الى البيت
استوقفته برجاء وقالت : على . هل يمكن أن نبقى قليلا؟المكان جميل للغايه والهواء عليل
قال بتردد : ولكن الطبيب قال ...
قاطعته بحماس : ولكنى لا أشعر بأى تعب..على العكس,أشعر بأننى فى أفضل حالاتى
جلسا الى احدى الطاولات المطله مباشرة على النيل,وسألها : هل أعجبك العرس؟
قالت بسعاده : نعم..كان جميلا ..ولكنى مندهشه للغايه ,فلم أكن أتخيله هكذا
قال بتساؤل : وماسبب دهشتك؟
قالت : لقد وجدت كل الفتيات قد نزعن حجابهن وانطلقن يغنين ويرقصن حول العروس
قال باسما : وهل كان هناك أى من الرجال؟
قالت : لا كانت القاعه مخصصه كلها للنساء . ومغلقه أيضا
قال : وهذا هو المراد , ان الحكمه من الحجاب هو أن تحتجب المرأه عن أعين الرجال الأجانب عنها,وغير ذلك فلتفعل ما شاءت
أسندت يدها الى خدها ونظرت شارده الى النيل الجميل وهى تقول : والعروس..كانت جميله للغايه وكان ثوبها رائع حقا
تنهدت قائله : سماح كانت تتمنى أن ترتدى ثوب مثله
قال بمكر : سماح فقط؟
التفتت اليه وقالت : ماذا تعنى؟
قال بابتسامه ودوده : لا شئ ,هل أنت جائعه؟.ما رأيك أن نتناول العشاء هنا الليله
قالت ووجهها ينطق بالسعاده : أحب ذلك كثيرا
بعد يومين..............
كان فى انتظار ساره مفاجأه هزت مشاعرها بشده ,عندما ذهبا لزيارة والدها فى الفيلا وهناك فوجئت بالأنوار والزينات تملأ حديقة الفيلا.ولم تستطع ساره أن تنطق من قوة المفاجأه عندما علمت أن على أعد لها حفل زفاف بالإتفاق مع والدها
وكانت سعادتها طاغيه وهى تنظر لنفسها فى المرآه وهى فى ثوب الزفاف الأبيض بعد أن تحقق حلمها بهذه السرعه
وفى اليوم التالى ............
كان على يقود سيارته بصمت متجها الى مرسى مطروح وساره تجلس بجواره تنظر اليه وتتأمل ملامحه بحب كبير وبداخلها مشاعر كثيره وتساؤلات أكثر,فقطعت الصمت وعبرت عن دهشتها بقولها : أنت أغرب انسان قابلته فى حياتى
تبسم قائلا : حقا؟!!
قالت ضاحكه : انت حقا مجنون,لم أسمع من قبل عن رجل تزوج أولا ثم أقام حفل زفافه
قال ضاحكا : أنا لا أحب أن أقلد غيرى
قالت باستنكار: كن جادا وقل لى بصدق ,لم فعلت ذلك؟
قال بجديه : لأنك كنت تتمنى ذلك
ارتفع حاجبيها دهشة وقالت : من أجلى أنا؟
نظر اليها باسما وقال بتأكيد : نعم من أجلك..ولكن ,حتى أكون صادقا فليس هذا هو السبب الوحيد,لقد أردت أيضا أن أسعد أمى , وأحقق أمنيتها برؤية عرس ولدها البكرى,وكذلك ارضاء لوالدك وحفظا لماء وجهه أمام أقاربه بدعوتهم لعرس ابنته الكبرى,أعلم أنه رجل يتمسك باتباع الأصول والتقاليد,وكذلك وددت أن أرى السعادة فى عينى أحمد وهبه,وحتى لا تنظر الى أختك وكأننى اختطفتك
نظرت اليه ساره طويلا ولم تتكلم فقد كانت مشاعرها تجيش فى صدرها بقوه,ثم قالت له بعد فتره : ولكن كيف استطعت أن تقنع أبى أن يكون حفل الزفاف بهذه الطريقه؟ أقصد على طريقة جماعتك
قال ببساطه : ولكنى لم أقنعه بأى شئ
ضاقت عيناها وهى تسأله بعجب : أتريدنى أن أصدق أن أبى فعل هذا دون تدخل منك؟
قال وهو يبتسم : أنا لم أقترح عليه أى شئ..كل ما هنالك أننى قلت له لا أحب أن يرى أى رجل زوجتى سوى محارمها..وهذا ما حدث
اتسعت ابتسامتها وهزت رأسها بعجب, ثم عادت تنظر الى الطريق بصمت
كانت السياره على وشك الدخول الى محافظة مرسى مطروح عندما قال على : سنستأجر غرفه فى فندق تطل مباشرة على البحر.
أعتقد أننا سنجد غرفة شاغرة بسهوله ,ففى هذا الوقت من العام يكون الناس مشغولون بالدراسه والإمتحانات,والمصايف شبه خاليه
قالت بتساؤل : هل زرت مرسى مطروح من قبل؟
قال : كثيرا ..اعتاد أبى استئجار شقة هنا كل عام لنقضى فيها إجازة المصيف ..وكدت أفعل ذلك ,ولكنى فكرت أن الفندق قد يلائمك أكثر
ضحكت ضحكه قصيره متهكمه وقالت بلهجة ساخره يشوبها بعض المراره : نعم , يلائمنى تماما ,فقد اعتدت الحياة فى الفنادق والمعسكرات من أيام الجامعه,لقد قضيت حياتى الجامعيه كلها مقيمه فى نزل مع مجموعه كبيره من الفتيات من جنسيات مختلفه
قال بدهشه : ولماذا لم تسكنى فى شقه؟
قالت : لأن دراستى كانت عباره عن منحه من احدى الجامعات الأمريكيه
عقد حاجبيه وسألها : ولماذا لم تطلبى من أبيك أن يرسل لك مالا لتستأجرى به شقه؟
قالت : لأن المنحه لم تكن دراسه فقط , بل كانت دراسه وعمل وتدريب
سألها : تدريب على ماذا؟
قالت : على كل شئ,الكمبيوتر,التكنولوجيا,الإعتماد على النفس,فن الحياه والتعامل مع الآخرين
وكانوا يعقدون لنا دورات تدريبيه فى فن الإداره ,والخدمه العامه ,والتعامل مع البشر,وجمع المعلومات وتنسيقها والإستفاده منها فى مجالات العمل المختلفه,وغيرها كثير...كان الأمر أشبه بمعسكر تدريبى متكامل لمجموعه من الفتيات المتفوقات,ولم يكن بامكان أى واحدة منا مخالفة هذا النظام,أو الإستقلال عن المجموعه والا حرمت من المنحه,على الرغم من أنهن جميعا من عائلات فاحشة الثراء,وذات نفوذ كبير فى بلادهن,كان من بينهن بنات أمراء من الخليج وقادة جيوش ووزراء
قال بصوت غريب : أظنها كانت تجربه مفيده و ثريه للغايه
قالت والذكريات تتداعى الى رأسها : نعم ثريه ولكن لم تكن كلها أياما سعيده
وحتى بعد أن تخرجت من الجامعه والتحقت بالعمل فى المركز كنت قد اعتدت الحياه فى النزل,ولم يعد بمقدورى الحياة فى بيت مستقل لذلك أصبحت أتنقل بين الفنادق
قال وهو يهز رأسه بعجب : اعتدت الحياة فى الفنادق أم لم تكن لديك الجرأة لتعيشى فى بيت وحدك فى مجتمع غريب مثل المجتمع الأمريكى!!!
صمتت طويلا وهربت بوجهها الى النافذه التى بجوارها تتأمل الطريق وبعد مدة قالت : على...أريدك أن تستأجر لنا شقة هنا , أريد كسر هذا النظام الذى اعتدت عليه ومللت منه كثيرا
نظر اليها وعلى وجهه ارتسمت ابتسامه كبيره تمتلئ حنانا وهز رأسه موافقا
............................................................ .
ساعد على ساره على النزول من المركب الصغير الذى أقلهم الى شاطئ الغرام وهو أحد الشواطئ الشهيره فى مرسى مطروح
كان على يرتدى قميص رياضى أنيق قصير الأكمام وبنطال رياضى قصير وقبعة رياضيه ويغطى عينيه بنظارة شمسيه أنيقه
أما ساره فقد ارتدت عباءه واسعه مريحه أسفلها بنطال طويل من نفس قماش العباءه وطرحه جميله أنيقه من نفس اللون وغطت عينيها بنظارة شمسيه أنيقه يتناسب لونها مع لون العباءه
كانا يسيران على الشاطئ وأقدامهما فى الماء وأيديهما متشابكة الأصابع حتى وصلا الى صخرة كبيرة فقالت ساره : هيا ,ساعدنى لأصعد الى الصخرة
هتف باستنكار : من ؟ أنا؟ لا يمكن
التفتت اليه وقالت بدهشه : لماذا ؟
ثم أردفت بمكر : أتخشى أن يظننى الناس ليلى مراد؟
قال بمرح : بل أخشى أن يظن الناس أننى أنا ليلى مراد
ضحكت وهى تضربه فى كتفه وتقول: أيها الماكر,هيا ,أعطنى يدك
أبعد يديه عنها مدعيا الخوف قائلا باستكانه : لا .لن أعطيك يدى فليس لدى سوى اثنتين فقط
قالت بلهجه منذره : على,هيا ساعدنى
ساعدها على تسلق الصخره ثم صعد خلفها وجلس بجانبها وقال بمرح : أنت الآن تجلسين مكان ليلى مراد تماما
ضحكت وسألته بخبث : هل تشاهد السينما؟
قال : لقد رأيت الفيلم قديما
خفض صوته وقال بلهجه توحى بالأهميه : لن أخفى عليك ..فبطل الفيلم كان أحد الأعضاء البارزين القدامى فى جماعتنا
نظرت اليه بدهشه وقالت باستنكار : من؟ حسين صدقى؟أتريدنى أن أصدق هذا؟
قال ببساطه : نعم .هذا ما حدث .لقد اعتزل الحياة الفنيه بعد ان انتج فيلما اسلاميا عن الصحابى خالد ابن الوليد.ولكن لم يذاع ابدا من خلال التليفزيون
وهذه أول معلومة عن جماعتنا..يمكنك الآن البدء فى أبحاثك ودراساتك.فأنا متلهف بشده لتدرسى شخصيتى
قالت بدهشه : شئ عجيب ,أتصدق؟لقد نسيت هذا الأمر تماما
قال بحب : ولكنى لم أنساه
ضحكت ضحكه متوتره وقالت : حقا ..يجب أن أبدأ
التفتت اليه متساءله : ولكن ..أتوافق على ذلك؟
قال بحماس : بالتأكيد,يجب أن أساعدك فى عملك
عقدت حاجبيها وكأنما تذكرت شيئا قد نسيته : عملى؟..أتقصد أنك موافق على استمرارى بالعمل فى المركز؟
قال باسما : ولم لا ,طالما أنه لا يخالف الشروط التى اتفقنا عليها
صمتت مفكره ثم قالت بعد قليل : أتعلم أن شخصيتك تثير حيرتى كثيرا,ففيها مجموعه من المتناقضات العجيبه التى يندر تجمعها فى شخص واحد..
أحيانا ,أراك طفل صغير وأحيانا أخرى تتكلم بلسان حكيم ,ثم أرى فى تصرفاتك زوج رائع يحمل بين جنباته مشاعر أبوة طاغيه تجعله يذوب عشقا لأسرته ويبذل أقصى مايستطيع لإسعاد من حوله
قال بمرح : بعد كل هذا الإطراء ,يحق لى أن أغتر
قالت بجديه : ولكن ..هناك وجه آخر مخيف لا يظهر الا.....
صمتت ولم تكمل فقال باسما : الا اذا رأى منكرا فادحا أو تعرضت كرامته للإهانه
صمت قليلا ثم قال بخجل : اننى كأى رجل ..أثور وقد يتملكنى الغضب .وقد يتغلب على أحيانا
أتعلمين..لقد قضيت وقتا طويلا أعانى من الندم وأقول لنفسى ما كان ينبغى أن أتصرف بهذه الطريقه ..بل كان يجب ان أتحكم أكثر فى ردود أفعالى
ولكن يجب ان اعترف ان لديك قدره غير عاديه على استفزاز مشاعرى
ضاقت عيناها وقالت بمكر : ولكن ماذا لو كان من يقف أمامك ....هو رجل فهل كنت ستتصرف بهذه الطريقه؟
رفع حاجبيه وقال بعد تفكير : حقا لا أدرى كيف كنت سأتصرف وقتها.. ربما كنت فى السجن الى الآن...أو معلق فى حبل المشنقه
ولكن ..لأنك لست رجل..فيجب ان أطلب منك أن تسامحينى
تورد خديها وادارت وجهها الى الجهة الأخرى محاولة اخفاء انفعلات عينيها وتورد خديها, ابتلعت ريقها بصمت ...قالت بعد فتره مغيره الموضوع : والآن..أخبرنى.من هو قائدك الأعظم ..وما اسم جماعتك؟
حك لحيته وأخذ يفكر بعمق ثم قال بعد صمت طويل :أظنك مكثت لفترة طويلة فى أمريكا
تنهد بقوه وكأنما يستجمع شجاعته وقال بتردد : ساره..أريد أن أعترف لك بشئ ولكن..أخشى أن تغضبى
عقدت حاجبيها وانتبهت باهتمام وقالت : لا , لن أغضب..قل
نظر اليها طويلا بصمت المتردد حتى كاد صبرها أن ينفذ وقال : ولكنك ستغضبين بالتأكيد
زفرت بضيق وقالت : لا لن أغضب.فقط قل ما تريد
أدار وجهه وقال : لا..لن أقول,فسوف تغضبين بالتأكيد
قالت بغيظ : اذا لم تقل الآن فسينفجر غضبى فى وجهك
قال برجاء : أتعديننى أنك لن تغضبى منى؟
قالت بلهفة من يريد المعرفه : نعم.أعدك,أعدك أننى لن أغضب .ها قل
أطرق بخجل وقال : أنا...أنا لا أنتمى الى أى جماعه كما تظنين
نظرت اليه بدهشه وبدا واضحا على وجهها أثر الصدمه وطال صمتها فقال : ألم أقل لك أنك ستغضبين,ها أنت غاضبه الآن,أليس كذلك؟
قالت بتجهم : لقد كذبت على
قال برجاء : لم أكذب .قلت لك أننى منتمى لجماعه ,وكلنا منتمون الى جماعة المسلمين ,وأخبرتك أننى سأعرفك على قائدى الأعظم ,وقائدى وقدوتى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم...وأنت وعدتنى أنك لن تغضبى وستبدأين بالغضب الآن
قالت بضيق : لقد كذبت على,كنت طوال الوقت تسخر منى فى نفسك
قال بصدق : لا والله,ولكن ,أعجبتنى اللعبه واستمتعت بها كثيرا, كنت سعيد للغايه وانا أرى محاولاتك لعلاجى واصرارك على شفائى,كنت سعيد لأنك حقا تهتمين بى.والآن يبدو أننى أفسدت كل شئ. لقد أثرت غضبك .ستغضبين الآن منى ,وربما ألقيتى بى من فوق الصخره وتركتنى وعدتى الى بيت أبيك..ستغضبين,أليس كذلك؟
قالت بنفاذ صبر : أهذا كل ما تفكر فيه؟..لن أغضب
صرخ ممثلا الدهشه الكبيره : ماذا؟..ألن تغضبى؟لا..مستحيل,لا أصدق,بالتأكيد ستغضبين
ضاقت عيناها وهى تضغط أسنانها وتقول : لن أغضب
فقال باستفزاز : ستغضبين
ردت بتحدى : لن أغضب
فكرر ليغيظها : ستغضبين
صرخت بحده : لن أغضب
صمت قليلا وتنهد بغيظ تمثيلى وهتف بحده : يجب أن تغضبى الآن
قالت بدهشه : أنت حقا غريب,أنا لا أفهم ماذا يدور فى رأسك؟ أتكون سعيدا اذا غضبت؟
قال مباشرة : نعم.تكونين جميله جدا حينما تغضبين ,كما أننى أحب أن أسترضيك وأصالحك..والآن اذا لم تغضبى ,فلن أستطيع أن أصالحك
عقدت حاجبيها وضغطت أسنانها بقوه تحاول أن تمثل الغضب لتقاوم عضلات وجهها التى تصر باستماته على رسم ضحكة كبيرة على وجهها وهى تقول ببطء : مت بغيظك ..فلن أغضب
استلقى على ظهره بطريقه تمثيليه وصرخ قائلا : يا الهى..ماذا أفعل,لقد هزمت,فشلت فى اغضابها
صرخت بغيظ وهى تلكمه فى صدره : أيها المهرج,أنت ممثل فاشل فاشل فاشل
قفز برشاقه من فوق الصخره وانطلق يجرى على الشاطئ الخالى وصوت ضحكاته يصل الى عنان السماء
قفزت ساره وأخذت تجرى خلفه وهى تصرخ بغيظ : انتظر حتى أضع يدى عليك..سأقتلك يا على
هتف بمرح وهو يضحك ويقفز كالأطفال : نياهاهاهاها أغضبتك..أغضبتك
ظلت تجرى خلفه وتقذفه بالرمال وهو يضحك . وعندما رآها تعبت توقف عن الجرى وانتظرها حتى انضمت اليه
وقفت تنظر اليه بغيظ وهى تلهث بشده,ثم تأبطت ذراعه وسارا معا بصمت على الشاطئ الجميل والأمواج تداعب أقدامهما برفق
فجأه بدأت ساره تضحك بشده وهى تقول : لا أدرى ماذا فعلت بى, لا أصدق أنك خدعتنى بمثل هذه الطريقه الساذجه,ماذا أفعل بك الآن؟ لو كان حدث لى هذا منذ شهر واحد فقط ,لأثرت الدنيا ولم أهدأ الا اذا رددت الإهانه مضاعفه..ولكنى الآن أشعر بشعور غريب للغايه,لدرجة أننى لا أستطيع حتى أن أغضب أو أثور
جلسا معا فوق الرمال الناعمه وأخذت تدفن قدميها تحت الرمال الدافئه وهى تقول بخيبة أمل : والآن,بعد أن عرفت الحقيقه لا أدرى كيف سأكمل بحثى,وماذا سأقول لهم فى المركز ,ماذا فعلت بإجازتى؟
قال بجدية شديده : هل بدأت تشعرين بالندم على زواجك منى؟
تأملته بصمت ثم هزت رأسها بالنفى وهى تقول : أنا أيضا لدى اعتراف لك
قال بمرح : هل هذا هو اليوم الدولى للإعترافات؟
أكملت : ولكن عدنى أولا أنك لن تغضب
رفع احدى حاجبيه ومط شفتيه بمرح قائلا : يبدو أنك تتعلمين بسرعه . هل ستلعبين معى نفس اللعبه؟
تنهدت وقالت بجديه : منذ أن رأيتك وهناك شئ غريب يجذبنى اليك..استفزنى كثيرا تجاهلك وعدم التفاتك الى,وعندما رفضت الزواج منى ,تفجرت براكين الغضب بداخلى,لم أعد أفكر بالعمل ولا الأبحاث,وسيطرت على رغبة قوية للإنتقام منك
رفع على حاجبيه بدهشة كبيره لكنه لم يعلق
واسترسلت ساره فى اعترافها : وعندما علمت انك انهيت عملك فى الفيلا وسترحل ولن أراك ثانية,جن جنونى,كنت على استعداد لفعل اى شئ حتى لا ترحل,وأقسمت أن أنتصر عليك وأجبرك على الزواج بى
تنهدت بعمق وقالت : والآن ,أدركت أخيرا أنك أنت من انتصر
ابتسم بحنان وقال والحب ينضح من حروف كلماته وهو يمسك بيدها بين يديه : ساره, عندما يكون هناك زواج ,فلا مكان لنصر أو هزيمه ,هناك فقط جبهة واحدة ,بيت واحد,قلب واحد
تشابكت أصابعهما بقوة وتجمعت الدموع لتملأ عينيها وهى تبتسم بصمت, وقلبها ينبض بقوة لم تخبرها ابدا قبلا
بعد مدة هدأت مشاعرها فسألته : حقا ,لا أستطيع أن أصدق أنك لا تنتمى الى أى جماعه
قال ببساطه : لماذا؟
قالت : تصرفاتك,معلوماتك الدينيه الغزيره ,لحيتك,أسلوب معاملتك لعمالك,كنت أسمعك دائما تتحدث معهم فى أمور الدين,تأكل معهم , تصلى معهم,من أين لك بكل هذا لو لم تكن تنتمى لأى جماعه؟
تبسم قائلا : لأننى تربيت على هذا.فمنذ صغرى ألحقنى أبى بالمعاهد الأزهريه ,وحفظت القرآن كاملا على يد شيخ كبير, وعندما تخرجت فى كلية الهندسة جامعة الأزهر ,أدركت أنه ينقصنى الكثير لأتعلمه,فالتحقت بكلية الدعوة بعد أن أنهيت تجنيدى ,رغم أن التجنيد أخرنى ثلاث سنوات كامله,وعندما قابلتك كنت أفكر جديا أن أبدأ طريقى نحو الماجيستير
قالت متسائله : وماذا عن لحيتك؟
قال بمكر : ماذا؟ ألا تتلائم مع تقاسيم وجهى؟
قالت بخبث : ماذا لو طلبت منك أن تحلقها؟هل تفعل؟
هتف باستنكار باسما : لا مستحيل..الا لحيتى
مال عليها وقال متصنعا الإهتمام الشديد: أتعرفين شمشون؟ذلك الرجل الشهير الذى كانت تكمن سر قوته فى شعر رأسه
هزت رأسها متعجبه فأكمل : ان سر قوتى يكمن فى لحيتى
ارتدت للخلف بحده وضاقت عيناها وقالت بغيظ :كنت أظنك ستقول شئ جاد
قال ضاحكا : حسنا ,سأكون جاد ..لا يمكننى حلق لحيتى لأننى أعتز بها كثيرا ,فأنا أحاول أن أقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم فى كل أفعالى وكذلك أعتبرها مظهر من مظاهر الرجولة والوقار.هل تسبب لك أى مشكله؟
قالت بعد تفكير : لا,فقط أحاول أن أتخيل ملامح وجهك بدون اللحيه
عقد حاجبيه ونظر الى البحر ونهض من مكانه وقال باهتمام : ما هذا؟
نهضت بدورها وقالت بفضول : ماذا هناك؟
أجفلت بشده عندما صرخ فجأه صرخة عالية قائلا : يا ريس
ثم التفت اليها وقال متعجلا : المركب سترحل بدوننا ولم يبق سوى القليل على الغروب,ولن نجد مركبا أخرى تقلنا الى الشاطئ الآخر,هيا بسرعه
اختطف يدها وانطلق يجرى على الشاطئ بسرعه كبيره وهى تجرى خلفه حامله حذاءها فى يدها وهى تشعر وكأنها تطير فوق الماء وقلبها ينبض بقوة وأعماقها تتساءل مغرقه فى الدهشة : الى أين يأخذنى ذلك الرجل الغريب ذو اللحية السوداء؟
........................................
يتبع>>>>>>>>>>>>>>>