تينا العزيزة
الحقيقة هى كانت مستوحاه من مسرحية ترويض النمرة
ده فى الجزء الأول فقط من القصة
بعدها وجدت القصة تسير بى الى مسار مختلف
الصديقة العزيزة دينا
ده اقل واجب
فى الحقيقة لم تنشر لى اى قصة
ادعيلى النحس يتفك
العزيزة همسات
:097ga:
فعلا ده صحيح
اما من جهة ذكر المصدر
فهو هنا بشحمه ولحمه
كاتبة القصة بنفسها
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
ظلت ساره تبكى بانهيار شديد . وكلما وقعت عينها على جثة جيف, ازدادت فزعا وانهيارا, قتلته دون قصد أو عمد, عندما وقع مسدسه قدرا فى يدها, فحالة الرعب التى أصابها بها لم تسمح لها باستيعاب ما تفعله حقيقة.
دفنت وجهها بين كفيها حتى لاترى جثة جيف
وظلت تبكى برعب وتنتظر أن يفتح الباب فى أية لحظة ليقبض عليها الحرس الليلى للمركزويأخذوها للشرطة, أو ربما أخذوها الى مكان آخر لا تعرفه ليستجوبوها فيه بأنفسهم, ويستخرجوا منها ما تعرفه
بعد مدة لا تدرك حجمها بدأ بكاءها يهدأ, رفعت وجهها ببطء وعقدت حاجبيها, وأخذت تتأمل السقف والجدران, فجاءتها فكرة عجيبة
ان حجرة جيف هى الحجرة الوحيدة فى المركز التى بلا كاميرات مراقبة, كما أن تأخرهم فى اقتحام الحجرة كل هذا الوقت يعنى أنهم لم يسمعوا صوت طلقات الرصاص, ربما لم يكن حارس الدور فى مكانه, أو ربما تكون الحجرة عازلة للصوت
اذا فهناك أمل فى النجاة
نهضت من الأرض مستندة الى الجدران وهى تشعر بإعياء شديد, ولكنها تحاملت على نفسها ومسحت دموعها وعدلت من ملابسها, واطمأنت أن مظهرها على مايرام
استجمعت شجاعتها الهاربة من كل أنحاء جسدها, لتتجمع فى يدها الممسكة بمقبض الباب
أخذت نفس عميق وفتحت الباب وخرجت وأغلقته خلفها, وسارت فى الممر بخطوات حرصت قدر استطاعتها أن تكون عادية.
دخلت حجرتها وتناولت حقيبتها وهى تنظر خلسة الى كاميرات المراقبة, أطفأت الكمبيوتر والأنوار وغادرت المكان
لم تصدق سارة نفسها, وتسارعت ضربات قلبها بشدة وهى تعبر بوابة المركز وترحل بسيارتها أمام أعين الحرس مثل كل يوم
استمرت ساره تسير بسيارتها فترة وفكرها شارد حزين, لاتدرى أين تذهب, كان قلبها يرتجف بشدة من الخوف والوحدة, وأخذت تقاوم دمع عينيها حتى تستطيع رؤية الطريق أمامها
قررت أن تذهب لأقرب عنوان بيت آمن حفظته من داليا
فجأة قفزت صورة علي أمام عينيها, وبدأ الخوف يراودها
كيف ستعود بعد أن فشلت فى مهمتها, وماذا ستقول لهم؟ وهل سيتقبلون فشلها؟ وماذا سيقول علي عنها؟
والطفل الذى ينمو بداخلها هل سيعرف أن أمه كانت يوما ما جاسوسة؟
انتابتها قشعريرة شديدة لمجرد ذكر الفكرة, وأدركت أن العودة مستحيلة قبل أن تكمل ما بدأته
تذكرت أنها مراقبة من الجانبين, وأخذت تفكر فى وسيلة للهروب من المراقبة
أوقفت سيارتها الى جانب الطريق وخرجت منها, وأسرعت الخطا ونزلت الى محطة مترو الأنفاق, وفى الأسفل وقفت تنتظر المترو, كانت المحطة خالية الا من بضعة أشخاص قلائل فى تلك الساعة المتأخرة من الليل.
ركبت المترو وبدأت رحلة مناورة للهروب من المراقبة
كانت ساره تعرف جيدا تلك البلد جيدا فقد قضت فيها سنوات عديدة
كانت تعرف جيدا أى المحطات تكون خالية فى تلك الساعة من الليل, لتنزل فيها وتستقل مترو آخر
ثم تنزل فى المحطات التى بها مسارات متقاطعة للمترو وتبدل مسارها الى اتجاه آخر فى المدينة
بدلت مسارها عدة مرات, حتى اطمأنت تماما أنها بعيدة عن كل عين تتبعها, بعدها خرجت من شبكة المترو لتستقل تاكسيا الى منزل عائلة آجنس
وقفت أمام الباب قليلا, ومرت بذاكرتها الأشهر الثلاثة التى قضتها مع تلك العائلة فى أول مرة تطأ قدميها تلك الأرض
تذكرت ترحيبهم بها ومعاملتهم الحسنة, سمعت صوت موسيقى صاخبة يأتى من الداخل, وعرفت أن مارك بالداخل, فهذه الموسيقى يحبها كثيرا
استجمعت شجاعتها وضغطت الجرس وهى تحاول أن ترتب أفكارها وتبحث عن حجة مناسبة لقدومها اليهم بعد كل هذه المدة الطويلة وفى هذه الساعة المتأخرة من الليل
بعد قليل فتحت الباب سيدة شقراء أخذت تحدق بوجهها بدهشة كبيرة, فقالت ساره بهدوء : كيف حالك آنى؟
صرخت آنى بسعادة : ساره! ساره العزيزة, كيف حالك؟ افتقدتك كثيرا
احتضنتها بشوق وهى تهتف : تعالى..ادخلى
بدأت ساره تشعر بالراحة بعد استقبال آنى الحافل لها..كما هى تماما, لم تتغير, ودودة, طيبة
دخلت ساره الى البيت وهى تسألها : كيف حال بيل؟
قالت آنى وهى تدعوها للجلوس فى مقعد وثير : انه نائم فوق, سيسعد كثيرا عندما يراكى
هزت آنى رأسها وهى تتأملها بحب : تغيرت كثيرا ساره, لم أعرفك فى البداية..تبدين مرهقة يا عزيزتى
أخذت ساره تتأمل البيت من حولها, فقالت آنى : لم يتغير كثيرا
قالت ساره : كيف حال مارك؟
ظهر الحزن فى عينى آنى ونظرت الى باب غرفة مغلقة يأتى من خلفها صوت الموسيقى الصاخبة وقالت : لم يتجاوز الأمر بعد
أنا سعيدة أنك أتيت, وجودك سيخفف عنه كثيرا, فهو يحبك ويستمع اليكى
نهضت ساره واتجهت الى الغرفة قائلة : سأراه
آنى : وأنا سأعد لك شرابا تحبينه
طرقت ساره باب الغرفة وهى تدرك أن من بالداخل لا يمكن أن يسمع صوت طرقاتها التى اختفت تحت صوت الموسيقى العالى
فتحت باب الغرفة ببطء ونظرت الى الشاب الصغير الجالس أمام جهاز الكمبيوتر وهو يهز رأسه على ايقاع الموسيقى, ثم ألقت نظرة سريعة على الغرفة التى تعج بالفوضى, ثم عادت تتأمل الشاب الجالس, كان شابا نحيلا لم يبلغ العشرين بعد, شعره الطويل الغير مصفف تنسدل خصلاته على جبينه بلا انتظام
التفت الشاب فجأة وأخذ ينظر الى ساره بدهشة, ثم اتسعت عينيه العسليتين بسعادة وهتف قائلا وهو يقفز من مكانه : من؟ الأميرة العربية؟
ابتسمت ساره بشحوب وقالت : مرحبا مارك..كيف حالك؟
قال وهو يهز رأسه : فى الأسوأ...تعالى اجلسى
لم أرك منذ مدة طويلة..حقا اشتقت اليكى
قالت وهى تجلس على الكرسى : آنى قلقة عليك
قال بلامبالاة : هذا هو الطبيعى
سألته : كيف خرجت من السجن؟
قال باسما : اطلاق سراح مشروط..وهاأنا ذا ولد مطيع وهادئ, لا أفعل شئ سوى سماع الموسيقى ولا أتسبب بالمشاكل
هز كتفيه ومط شفتيه وهو يكمل : حياة أشبه بالموت
قالت بجدية : مارك, أحتاج الى عبقريتك بشدة, فأنا فى مأزق كبير
قال باسما : ألا زلت مؤمنة أننى عبقرى؟.ولكن الجميع لهم رأى آخر
قالت : أنا مؤمنة أنك الوحيد الذى يمكنه انقاذى الآن
بدأ الحماس يدب فى ملامح وجهه, واتقدت عينيه ببريق ماكر, وقفز الى الكرسى الذى كان يجلس عليه أمام الكمبيوتر وهو يسألها بحماس : أخبرينى ماذا تريدين, وما هى المشكلة التى تواجهك؟
قالت باهتمام : ان جيف يهددنى ببعض المستندات التى لو ظهرت قد تدمر مستقبلى كله, أحتاج أن أعرف مكان الملف الذى به هذه المستندات, وما الذى يحويه على وجه التحديد
قال بدهشة : الا تعرفين مكانه؟
أجابت مباشرة : انه فى كمبيوتر الجامعه
هز رأسه بعجب وهو يعمل أصابعه فى لوحة المفاتيح : واو...انه مكان فسيح حقا
ابتسم قائلا : لا تقلقى, من أجلك أنت سأعثر عليه, ونكاية فى ذلك الوغد الأحمق
لكم كنت أكرهه, كان دائما ما يذكرنى بالساحر الشرير فى قصص الليالى العربية
قالت وقد بدأت الإبتسامة تعرف طريق شفتيها : تقصد ألف ليلة وليلة
قال ضاحكا وأصابعه تعمل بجد وعيناه على شاشة الكمبيوتر : نعم..الذى يسعى دائما لسرقة التفاحة الذهبية واختطاف الأميرة
التفت اليها وقال ببساطة : ولكن الأميرة العربية تغيرت كثيرا, ازددت جمالا, هل تزوجت؟
هزت رأسها , فقال وهو ينظر الى الشاشة ويعمل بجد : أتوق لرؤية ذلك الفارس العربى الذى أنقذ الأميرة من الساحر الشرير
قالت بدهشة : ومن أدراك أنه عربى؟
قال بتأكيد : لا يمكن أن يحظى بقلب الأميرة سوى فارس عربى
عقدت حاجبيها وقالت بشرود : لديك تعبيرات غريبة حقا
قال باسما : انت التى علمتنى
الا تذكرين عندما كنت تعيشين معنا ؟ كنت فى الحادية عشر, وكنتى تحكين لى باستمرار قصص الليالى العربية, والسندباد
زفر بحرارة وقال بحزن : كنت أظن وقتها أن العالم ملئ بالأخيار وأنهم يجب أن ينتصروا, ولكنى عندما حاولت أن أصبح واحدا من الفرسان الأخيار وأكشف للناس زيف الساحر
هز رأسه وأكمل بسخرية مريرة : ألقى الى بكرته النارية, وحبسنى فى كهف التنين, وسقط العالم كله تحت سيطرة الساحر الشرير, واستطاع أن يبسط سحره ليسيطر به على عقول الناس
تأملته سارة طويلا وملأ قلبها الأسى لأجله وهى تفكر, لم يعد هو مارك الصغير المرح الودود, ذى الأحلام الرومانسية, لقد سحقوا روحه بقسوة
أكمل بود : ولكن رغم كل هذا, تبقى الأميرة العربية هى أفضل أصدقائى
ابتسمت ساره وهى تتذكر تلك الأيام التى قضتها بصحبة مارك وهم صغار وقالت : وأنا كنت ولازلت أعتبرك أخى الأصغر
تحفز مارك وظهر على وجهه الإهتمام الشديد, ثم صرخ بمرح كبير وهويحرك قبضتيه بحماس: واااااااااااو...وجدته...وجدته...هاهو
ذلك الوغد الأحمق..لقد أتعبنى كثيرا
ابتسمت ساره برضا وقالت : ثقتى فيك لم تهتز أبدا..كنت أعلم أنك الوحيد القادر على مساعدتى
صمت مارك قليلا وتجهم وجهه, ثم هتف بضيق : اللعنة, هذا السافل يضع كودا سريا
قالت ساره بقلق : هل ستنجح فى التوصل اليه؟
مط شفتيه وقال ببطء : ليس الأمر بتلك السهولة, ولكنى سأجده. من أجلك سأجده
أخذ الإثنان يعملان لمدة طويلة, وخاضا محاولات لا حصر لها, والوقت يمضى وبدأت ساره تشعر بقلق كبير وهى تفكر فيما ينتظرها بعد أن يكتشفوا جثة جيف, لاشك أنهم سيقلبون البلد عليها, وقد يستدعوا توم, وعندها سيجدونها لامحاله
مسحت وجهها بكفيها وظهر عليها القلق الشديد وقالت لمارك : لابد أن تنجح, مستقبلى كله يتوقف على هذا الملف
تركت الكرسى وأخذت تدور فى الحجرة, ثم توقفت قليلا أمام النافذه, ونظرت الى ضوء الفجر الذى بدأ يلوح فى الأفق, وزفرت بيأس وظهرت الدموع فى عينيها وهى تهمس : ياالله..ساعدنى..أعلم أنك موجود..الآن فقط أنا متأكدة أنك موجود
أسندت رأسها الى زجاج النافذه باعياء شديد, وتلاحقت أنفاسها وهى تهمس بضراعة : ساعدنى يا الهى, أعلم أننى مذنبة وعاصية, أقر وأعترف بذنبى لك وحدك, ولكن من سواك ألجأ اليه, ساعدنى يا الهى من أجل علي, بل من أجل ذلك الجنين الذى ينمو بداخلى, ساعدنى أن أنجز المهمة وبعدها لا يهمنى ما يحدث لى, سأتقبل قدرى مهما يكن
أسندت جبينها الى زجاج النافذه وأغمضت عينيها بقوة وسالت دموعها
فجأة...سمعت صوت مارك يضحك بطريقة تمثيلية : ها ها ها ها.. افتح يا سمسم
التفتت اليه بلهفة كبيرة ومسحت دموعها وعادت الى كرسيها وعينيها على شاشة الكمبيوتر
فقال مارك بمرح : هكذا تعلمتها منكى : افتح يا سمسم
أخذت نفس عميق وعينيها على شاشة الكمبيوتر وهى تهمس : الحمد والشكر لله
قال بعجب : ماذا قلت؟
قالت باسمه : تستحق عن جدارة لقب على بابا هازم الأربعين حرامى
تناولت منه لوحة المفاتيح وأخذت ترسل القوائم الى العناوين التى تحفظها
انتفضت ساره بخوف على الصوت المميز لسيارة الشرطة, ارتبكت قليلا ثم عادت أصابعها تعمل بسرعة فى لوحة المفاتيح وعندما اطمأنت أن العملية تمت بنجاح, أزالت كل الملفات وأى شئ يدل على ما كانت تفعله هى ومارك من على الجهاز, ولم ترفع يدها من على لوحة المفاتيح الا عندما وجدت نفسها أمام اثنين من رجال الشرطة, رجل وسيدة, وأخذت الشرطية تلقى على مسامعها حقوقها, وقالت : أنت مطلوبة بتهمة قتل جيفرى باركلى
ظهر على وجه آنى الفزع واتسعت عينا مارك بذهول ونظر الى ساره وهتف : وااااااااااو قتلتيه ؟.....حقا؟
هزت رأسها باستسلام وعلى وجهها الإعياء الشديد
ضحك مارك بطريقة غريبة وقال بحماس : انه يستحق, حقا يستحق
التفتت اليه الشرطية وقالت بغلظة : ماذا تعرف عن هذا الأمر؟
أسرعت ساره تقول : انه لا يعرف أى شئ, أنا التى قتلته
وضعت الشرطية الأغلال فى معصميها وقادتها الى الخارج بقسوة
فاستوقفها مارك برجاء : هلا كلمتها كلمة أخيرة
توقفت الشرطية وقالت بغلظه قل ما تريد بسرعة : نظر مارك الى ساره باشفاق وقال بتعاطف : ساره, لا تقلقى, واعلمى أن السجن ليس أسوأ مكان فى العالم, هكذا تقول صديقتى تينا
سأتحدث اليها فلديها صديقات كثيرات فى السجن يمكن أن يعملوا على رعايتك
حاولت ساره أن تبتسم له لكنها عجزت, فهزت رأسها ثم ألقت الى آنى نظرة امتنان كبيرة
دفعتها الشرطية أمامها وهى تقول : هيا
اقتادوها الى سيارة الشرطة, ورحلت مودعة بنظرات الإشفاق والتعاطف من مارك وآنى
..............................................
يتبع>>>>>>>>>>>>>>>>