ظل على يسير بالتاكسى لمدة طويلة وهو يتأمل معالم الطريق جيدا, حتى لاح له مبنى كبير مكون من عدة طوابق له حديقة كبيرة ويحيط به سور ضخم.
لم يكن بالمبنى شئ مميز يلفت الإنتباه, لكن ما جعله يعتدل فى جلسته , وتتحفز كل عضلاته, هو الإسم الذى كتب على المبنى بخط كبير(مصحة برجمان للإستشفاء)
أغمض عينيه وتنهد براحة وهو يتمتم بالحمد والشكرلله, لقد عرف أين زوجته.
كانت الذكريات تطوف برأسه, البحر, السماء, الرمال, وساره وهى تحكى له عن الأيام التى قضتها فى مصحة برجمان.
انتبه على صوت هاتفهه المحمول وهو يرن, وعندما نظر الى شاشته عرف الرقم على الفورو امتلأ وجهه بالضيق وهو يتحدث الى مصطفى فى الهاتف ويقول بحدة : ماذا تريد؟
اجابه مصطفى ببضعة عبارات مرمزه فهم منها على أن مصطفى يريد لقاءه فورا
ضغط على أسنانه بغيظ ورفض بحدة شديدة وبنفس الأسلوب المرمز
صمت مصطفى قليلا, ثم عاد ثانية يأمره بمقابلته بشكل ضرورى, ثم أعطاه عنوانا قريبا
اغلق على الهاتف وهو يتقطع من الضيق, ونظر الى الطريق الذى أخذ يلتف ويلتف معه التاكسى ليقترب أكثر وأكثر من مصحة برجمان, وعندما وصل الى الباب الرئيسى لم يتوقف, ولم يهدئ من سرعته بل تجاوزه واستمر يسير فى الطريق, عابرا من امام المصحة, ليتركها خلفه بناء على أمر من على.
سار التاكسى لفترة, ثم انحرف الى اليمين فى طريق جانبى وسار لمدة طويلة حتى استوقفه على وغادره, ورحل التاكسى ليقف على وحيدا وسط الطريق الخالى.
لم تمضى سبع دقائق حتى لاحت من بعيد سيارة زرقاء صغيرة, ظلت تقترب حتى توقفت أمام على
ركب على فى المقعد الخلفى, وانطلقت السيارة مسرعة
وصلت السيارة التى تقل علي الى فيلا أنيقة, ودخلت من الباب الكبير , لتتوقف داخل حديقة الفيلا
خرج على من السيارة واتجه بخطوات سريعه الى باب الفيلا, وعندما دخل وجد أمامه مصطفى
دخل مصطفى الى حجرة المكتب وتبعه علي بصمت, وعندما التفت مصطفى اليه, تجهم وجهه بشدة, فبادره مصطفى قائلا : حذرتك من قبل من مخالفة الأوامر, انظر الى أين وصل بنا الحال؟
قال على بحدة : لماذا اختفيت؟ تعمدت أن تختفى, اليس كذلك؟
تمسك مصطفى بصعوبة ببعض من هدوءه وهو يقول : كنت مضطرا, انت كالحصان الجامح, من الصعب السيطرة عليه
ان أردت النجاة لك ولزوجتك فيجب أن تستمع لما أقوله لك وتنفذه الأوامر بدقة, فلا مكان هنا لمزيد من المفاجآت
هز على رأسه بأسف وهو يقول : لقد اختطفوها امام عينى, والآن ..ماذا سنفعل لنخلصها من بين أيديهم؟
مصطفى : لا شئ..فقط سننتظر
على بحدة شديدة : ماذا؟ ..ننتظر ! انها الآن فى خطر داهم
مصطفى بهدوء : اطمئن, لن يؤذوها..يجب أن تثق بى
صرخ علي بحدة : لا تحدثنى عن الثقة وهى هناك وحدها بين أيديهم
اقترب مصطفى من النافذه وازاح الستائر وأعطى لعلي نظارة مكبرة وهو يقول : انظر أمامك
نظر علي من خلال النظارة المكبرة, وعلى ضوء الغروب ظهر بوضوح أمامه مبنى مصحة برجمان
قال مصطفى بهدوء : هل صدقت الآن أننى لم اترككما كما كنت تعتقد؟
قال علي باصرار : يجب أن نخرجها من هناك
مصطفى : اطمئن لن يؤذوها, هناك شئ ما يريدونه منها,يجب أن نعرف ما هو
التفت الى علي وقال بلهجة فيها الكثير من الإهتمام وهو يرفع سبابته ويشير الى رأسه بجوار أذنه مباشرة : شئ ما هنا
اتسعت عينا علي بدهشة كبيرة ومصطفى يكمل : أتذكر الأشعة التى أجرتها بناء على طلب الطبيب؟
بقى علي صامتا ليدع له الفرصة ليكمل : أظهرت صورة الأشعة وجود جسم غريب داخل رأسها بجوار الأذن اليسرى
لم يكن بامكان الأطباء العبث بدماغها ونحن لا نعرف كنه هذا الشئ ولا كيف نخرجه, فربما يؤذيها, هذا رأى المتخصصين الذين شاهدوا صورة الأشعة, كما انه لم يكن من الممكن تعريض العمليه للكشف بخطوة كتلك, لذلك فلقد احتفظنا بنسخة من صورة الأشعة وتركنا الأصل كما هو
علي بدهشة : لكن صورة الأشعة كانت سليمة تماما بشهادة الدكتور عبد الرحيم
قال مصطفى : وهل تظن أنهم بهذه السذاجة ليتركوا الأمر ينكشف, لقد قاموا بتبديل صورة الأشعة قبل أن يغادر مركز الأشعة
شرد علي بعيدا ودق الخوف قلبه وصوت مصطفى يدوى فى أذنيه : كان يجب أن نعيدها الى من أدخل ذلك الشئ فى رأسها, كنا متأكدين من أنهم يريدونه أكثر منا
وكانت الأمور تسير تماما كما خططنا, حتى هربت منهم, كنت أعلم تماما أنهم لن يتركوها, وسيجبرونها على العودة اليهم
ضاقت عينا علي وهو يقول : لهذا اختفيت, ولم تأتى لمقابلتى عندما طلبتك
مصطفى : بل الأكثر من ذلك , كنت أدبر لك خطة لإبعادك عن الأمر لتسير الخطة كما نريد, بدون عقبات ولا مفاجآت
عقد علي حاجبيه بغضب وهو ينظر الى مصطفى الذى قال : تهورك سيفسد كل شئ, يجب أن تهدأ وتفكر فى كلامى بعقل
علي : ماذا لو أخذوا مايريدون , ثم قرروا قتلها , هل ستستطيع انقاذها؟
مصطفى : اطمئن, لن يفعلوا
أكمل بتأكيد عندما وجد الشك مطلا من عينيه : ثق بى
ظل علي يتأمله بصمت والغضب يزداد فى ملامح وجهه ثم قال بعد مدة : عندما تكون وحيدة هناك بينهم فلا مكان لعقل أو تفكير
قال مصطفى : لا تنسى انها كانت بينهم من قبل
مط على شفتيه وضاقت عيناه : وقتها لم تكن زوجتى
شعر مصطفى أن علي سينفجرفى أية لحظة بتصرف ما غير مضمون العواقب, فقال مطمئنا اياه : دع الخطة تسير, وأنا أعدك أن..
قاطعه علي بحدة : لا يمكنك أن تعد بشئ, انها الان بين أيديهم مختطفه, ألا تفهم؟ زوجتى مختطفة رغم ارادتها, لقد كانت خائفة للغاية, كانت تريد فقط العودة الى مصر
اكتست ملامحه بالإصرار وهو يقول بقوة : وأنا وعدتها أن أعيدها الى مصر.....ولن أخلف وعدى
اتجه الى باب الحجرة بخطوات سريعة, لكن مصطفى جذبه من كتفه بقوة, وأمسكه من ملابسه وهو يقول : لن أدعك تفسد الخطة...
لم يكمل مصطفى الجملة, فقد لكمه على لكمة عنيفة غاضبة دفعته للخلف, وأجبرته على ترك ملابسه
اعتدل بسرعة, لكن علي كان قد غادر الحجرة بل الفيلا كلها عدوا وبسرعة كبيرة, وانطلق يجرى فى الطريق متجها نحو المصحة.
........................................................
لم يتوقف على عن الجرى حتى وصل الى الباب الخارجى للمصحة
وقف أمام الباب, وأخذ ينظر من خلال الأعمدة الحديدية للحظات وهو يلهث بقوة وعرقه يتصبب بغزارة.
فتح الباب ودخل, سار فى الحديقة الكبيرة وعينيه تدوران فى المكان تتأملان كل جزئيات الحديقة, حتى وصل الى المبنى الكبير.
وبمجرد أن اقترب من المدخل, انفتح الباب الزجاجى اوتوماتيكيا, فدخل مباشرة بخطوات جريئة
اقترب من مكتب موظفة الإستقبال وقال مباشرة : أريد مقابلة د. جيفرى باركلى
تأملته الموظفة قليلا ببرود, ثم نظرت فى شاشة الكمبيوتر التى أمامها وقالت : ليس لدينا نزيل بهذا الإسم
قال باصرار : اذا . أريد مقابلة د. برجمان
قالت بنفس حروفها البارده : هل لديك موعد سابق؟
قال بغلظه : لا , ولكنى سأقابله الآن
هزت رأسها ببطء وقالت ببرود : عفوا, لا يمكنك ....
تركها على قبل أن تكمل الجملة واتجه الى الداخل
اعترضه رجلان يرتديان زى حرس الأمن, هم على أن يشتبك معهما, الا أن صوت الموظفة جاء من خلفه : توقف
التفت اليها فقالت وهى تنزل سماعة الهاتف من على أذنها : د. برجمان سيقابلك الآن
اقتاده أحد الحارسين الى المصعد وسار على خلفه بهدوء حتى توقف المصعد فى الدور الثالث
وسار على خلف الحارس حتى وصل الى احدى الحجرات, فتح الحارس الحجرة وتنح جانبا
دخل على بخطوات بطيئه وهو يتأمل المكان من حوله جيدا
كانت حجرة واسعه أنيقه, فى وسطها مكتب كبير أنيق يجلس خلفه جيف
تقدم علي منه ببطء وهو يتأمله مليا بتحدى,وبادله جيف بقذائف النظرات الصامته المتحديه
لم يستمر الصمت طويلا , تكلم جيف وهو يتأمل على من فوقه الى تحته : اذا....فأنت على
ظل علي على صمته وهو يتأمل جيف وفى عينيه غضب مكتوم
أكمل جيف : كم كنت أتوق لرؤيتك...أظن أنك لا تعرفنى؟
أخيرا تكلم على : على العكس, أعرفك جيدا, كما أفهمك جيدا جدا
جيف بابتسامة صفراء : حسنا , لن نضيع الوقت فى تعارف ممل, لندخل مباشرة فى الموضوع...ماذا تريد؟
بادله على بنفس أسلوبه المباشر : أريد زوجتى
نهض جيف من خلف مكتبه واقترب من على بخطوات بطيئه ونظراته القاسيه مسلطة عليه وهو يقول ببرود : ماذا لو لم تكن هنا؟
على بسخرية : أتظننى من السذاجة لأصدقك؟..أنا متأكد تماما أنها هنا.
هز جيف رأسه وقال : نعم , أعلم تماما أنك لست ساذجا أبدا, الرجل الذى يستطيع اختراق ساره لا يمكن أن يكون ساذجا
على : هل سترسل اليها لتحضر الى هنا, أم أضطر للبحث عنها بنفسى؟
نظر اليه جيف طويلا, ثم قال : يبدو أنك لاتدرك أين أنت
على بتحدى : كل ما أدركه أن زوجتى هنا ويجب أن أراها
التفت الإثنان على صوت الباب الجانبى للحجرة وهو يفتح, ويظهر من خلفه توم بردائه الطبى الذى يرتديه فى حجرة العمليات
نظر الى على وابتسم ابتسامته المستفزه وهو يقول : اذا, هذا هو البطل , أتى لإنقاذ حبيبته من الأسر.
عجبا, ولكن أين السيف؟
ضاقت عينا على وهو يتأمل توم الذى أخذ يدور فى الحجرة قائلا : أتعلم؟ أنا أتأثر كثيرا بقصص الحب العنيفه وتتساقط دموعى كلما رأيت مشهدا رومانسيا
يبدو أن القصة هذه المرة لم تنتهى بزواج الحبيبين, بل بدأت بالزواج..ترى ماذا ستكون النهايه؟
والان, الفارس النبيل فى موقف لايحسد عليه, ماذا سيختار؟ حبيبته.......أم وطنه؟
عقد علي حاجبيه بشدة وظهرت الدهشة فى ملامحه
ابتسم توم بسخريه وقال : لاتتعجب, فأنا أعشق اللعب بالورق المكشوف, كل منا يعلم من يكون الآخر, فلم المناورات اذا؟
ان الصفة المميزة فيك والتى جذبت ساره اليك , هى صدقك
تنهد وهو يكمل : حقا لا أدرى, هل الصدق فى هذا العالم ميزة أم عيبا؟ كانت ساره دائما تبحث عن الصدق فى كل شئ, ولكن للأسف بعض الصدق يكون انتحارا
فالرجل الذى أحبته لصدقه, هونفسه الذى سيلف حبل المشنقه حول عنقها
قال على بحدة : لم آت الى هنا لأستمع الى محاضرة عن الصدق, أريد زوجتى حالا
قال توم وابتسامته المميزة تتسع : أتعلم أننى معجب بك كثيرا؟ أنت وحدك استطعت التغلب على أبحاث سنوات وسنوات
تنهد وشرد بعيدا وكأنه يحكى قصه : جاءت ساره الى أمريكا وهى صغيرة للغاية.
من أول يوم لها فى الجامعه وهى تبدو مختلفه عن الأخريات
حاولنا بكل الوسائل ان نشكل عقلها وشخصيتها الجديدة, لكن عقلها كان شديد الجموح, يصعب السيطرة عليه, بذلنا معها مجهود لايمكن أن تتخيله, استخدمنا معها العقاقير الطبية والموجات الكهرومغناطيسية, ورغم كل هذا, لم نستطع أن نحكم سيطرتنا على عقلها تماما, فكلما وضعت فى اختبار, كانت دائما تختار الأسوء
وكأن هناك شئ ما يردها الى ماضيها البعيد, ويقف سدا منيعا بيننا وبينها, شئ لم نستطع قهره فيها
فكرنا أكثر من مرة فى انهاء الأمر واعادتها الى مصر, لكن موقع أبيها كان شديد الإغراء بالنسبة لنا, كانت فرصه من الغباء تركها
ولكن .. ظهورك فى حياتها أفسد كل شئ
هز رأسه ومط شفتيه وهو يقول : أخطأت كثيرا بقدومك الى هنا, كان عليك أن تطيع صديقك ....مصطفى البندارى
عقد على حاجبيه بشدة وهو ينظر الى توم بغضب وتحفز, لكن توم أكمل بسخرية لاذعه : أتظن أننا أغبياء؟ ساره مهمة بالنسبة لنا. لذلك فهى دائما تحت أعيننا,هنا, أو فى مصر, ومن الطبيعى عندما يقترب منها انسان بمثل هذه الدرجه يصبح هو الآخر تحت أعيننا.
ومن قبل حتى أن تطأ قدميك مكتب صديقك مصطفى البندارى
ضغط علي أسنانه بغيظ وقال بحدة : أين ساره؟
توم ببرود : عجبا, ماذا تريد منها؟ أتريد أن تسلمها اليهم ليشنقوها؟
علي بنفاذ صبر : أين زوجتى
توم : اطمئن, زوجتك هنا فى أمان
علي بحده : ماذا فعلتم بها؟
توم ببرود : لم نفعل شئ, فقط استعدنا شئ لنا كان بحوزتها
فتح توم كفه أمام على ليظهر فيه جهاز الكترونى غريب الشكل وصغير للغايه وهو يقول بسخريه : لا شك أن صديقك مصطفى قد يقتل نفسه ليحصل على هذا, منذ أن رأى صورة الأشعه وانا متأكد أنه لن يهنأ له بال الا اذا عرف ما هذا
تأمل علي الجهاز بدهشه كبيره, ولمعت عينا جيف وقال بلهفه : استطعت اخراجه أخيرا؟ولكنك استغرقت وقت أطول هذه المرة
التفت اليه توم وقال : لقد تحرك الجهاز من مكانه, كان من الصعوبة حقا اخراجه, وبعد أن نجح د. آدمز فى اخراجه, اكتشفنا انه تعطل تماما
جيف باهتمام كبير : كيف حدث هذا؟
توم : يبدو أنها سقطت على رأسها سقطة عنيفة, أو اصطدمت بشئ, أو أصيبت بشكل ما, أو.........
التفت الى علي وضاقت عيناه وهو يكمل ببطء : أو تعرضت لصفعة عنيفه
ظهر الذهول على وجه على, وشرد بعيدا وهو يتذكر ذلك اليوم الذى صفع فيه ساره, أفاق من شروده عندما اقترب منه توم وهو يقول : لقد صفعتها...أليس كذلك؟
تحولت ملامحه الى كتله من الغضب ونظر اليه بشراسه وقال : أتعلم ماذا فعلت؟ لقد أفسدت جهاز بملايين الدولارات
صفعة واحدة أضاعت سنوات من الجهد والعمل المتواصل والتدريبات المستمره
علي بتساؤل حقيقى : ما هذا الشئ؟
توم : أقدر مدى قلقك على زوجتك , لذلك سأحاول أن أشرح لك الأمر بشكل مبسط ,لأنك لن تفهم الجانب العلمى
هذا الجهاز هو أحدث وأصغر كاميرا الكترونيه فى العالم, أعظم اختراع عرفته البشريه فى مجال التجسس حتى الآن
بعمليه جراحيه بسيطه للغايه وبمنظار جراحى توضع هذه الكاميرا داخل الرأس
أمسك بأصابعه رقاقه شفافه صغيره للغايه تشبه عدسات العيون الطبيه وأكمل : أما هذه فهى شريحه الكترونيه شفافة وحساسه للضوء للغايه, تثبت فوق عدسة العين مباشرة, انها تشبه العدسات الطبيه, ولكن لايستطيع أحد نزعها سوى الطبيب الذى وضعها.
عندما يسقط الضوء عليها, تتضح الصوره التى أمامها بكل معالمها, وعندما تغلق الجفون تسجل الصوره وترسلها مباشرة لتخزن فى جهاز الكمبيوتر المثبت داخل الرأس
هذا الجهاز يخزن بلايين البلايين من الصور, وعندما تمتلئ سعته, يغلق ذاتيا ويعمل كحافظه للصور التى التقطها
حتى يأتى الطبيب المختص ويقوم بنزعه لتبدأ عملية استخراج الصور وتنزيلها على جهاز خاص يكبرها ثم يبدأ الخبراء فى عملية تنسيق الصور وفرزها واستخراج ماهو مهم لنا منها
لا يمكننى أن أنكر كم استفدنا من المعلومات القيمه التى أحضرتها لنا ساره طوال ثلاث سنوات كامله دون أن تدرى
ولكنك ظهرت, وبصفعة واحده, هدمت كل شئ, دمرت جهاز بملايين الدولارات, وكشفت عملية محكمة السريه
شرد على بعيدا وابتسم بحنان : اذا....ساره بريئه...بريئه
ابتعدت عينا توم عن وجهه قليلا, لتتأمل الباب الذى خلفه وهو يقول : ولكن, من سيصدق ذلك؟ والآن بعد أن استعدنا الكاميرا, لا أمل فى إثبات براءتها, ولا أمل لها للنجاة من الإعدام
ترى, ماذا ستفعل ساره عندما تعرف أن حبيبها الوحيد هو الذى أبلغ عنها وقادها بيديه الى حبل المشنقه؟
نظر اليه علي بغضب وهم أن يقول شئ, لكنه انتبه أن توم لا ينظر اليه, بل الى شئ ما خلفه
التفت بحده الى حيث ينظر توم ليفاجأ بساره تقف عند الباب وهى ترتعش والدموع تسيل على وجنتيها أنهارا, ووجهها ينضح بالألم
لكن أكثر ما استفز شياطين الغضب بداخله عندما رأى شعرها الأسود الناعم ينسدل على كتفيها.
تقافز الغضب من ملامحه واعتصر قبضتيه بقوه وتحفزت كل عضلاته وتقدم منها .
............................................................ .
يتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>