كاتب الموضوع :
منى توفيق
المنتدى :
البحوث العلمية
الميثولوجيا العربية القديمة
اللات
تعريف
اللات ربة من الميثولوجيا الكنعانية والعربية, وهي احد اشهر الربات العربيات التي كان يعبدها العرب في ما اصطلح عليه باسم عصر الجاهلية وقد كانت ترد حسب المصادر القدية لصيقة بالربة العزة.
يقع أحد معابد اللات في الحي الغربي من مدينة تدمر ويعود تواجده فيها إلى القرن الثاني الميلادي. كانت اللات عند الأنباط تعتبر الربة الأم, التي تمثل الأرض, وكانت ابنة لله .
تختلف المصادر في تحديد أصل عبادة اللات، فيروى أن اللات كانت إلى جانب العزة من بنات الله, وقد نقلت المصادر الأسلامية هذا التأكيد من خلال حوار طلحة مع أبي بكر بحيث دعا طلحة أبا بكر ألى عبادة اللات والعزة, فسأله أبوبكر: ومن هن؟ فأجاب طلحة بأنهن بنات الله, ثم سأله أبو بكر: ومن أمهن؟ فلم يجد طلحة جوابا, ولا أصحابه, فأعلن أسلامه.
وقد هاجم القرآن هذه الحالة قائلا {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى(19)وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى(20)أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى أنثى} (النجم:19-21), بحيث اعتبرالقرآن هذه القسمة غير عادلة كون قريش قد جعلت لنفسها ذكورا في حين جعلوا لله بناتا.
وقد دعا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم إلى توحيد الله وتعظيمه, وهجر غيره من الألهة كما يتبين من النص القرآني التالي: {وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }.(الذاريات:51) وكان أهل قريش من غير المسلمين يرفضون تهميش آلهتهم, فجافوه وخالفوه في دعواه, وقد حدث أن كان محمدا يقرأ القرآن على قريش, فقرأ:{أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} وزاد قائلا:{تلك الغرانيق العُلى إن شفاعتهن لتُرتجى} فلما أكمل قراءته سجد وسجدت قريش معه معتقدين أن محمدا قد اعترف بالآلهة الأخرى, وانتشر الخبر عند العرب, غير أن الآيات المضافة نسبت في ما بعد إلى الشيطان الذي استغل حنينه إلى ما يجمع بينه وبين قريش وعاتبه جبريل على ذلك حسب بعض المفسرين, في حين أن البعض ينكرها ويعتبرها كفرا لأن محمد معصوم..
اللات كانت ايضا ربة السماء, التي عبدت من طرف الشعوب السورية نتيجة ترحل العرب النبطيين الذي أخذوا معهم اربابهم إلى المواطن التي حلوا فيها, ويعتقد البعض أن رواسب عبادة اللات لا تزال حية ألى يومنا هذا في بقاع العالم بعد التوسعات العربية الأسلامية, حيث يرجع البعض النجمة التي تمثل الأسلام, والذي ترسم في الرايات الأسلامية, ألى عبادة اللات باعتبارها رمزا لها عند العرب القدماء. في حين أن الهلال الذي يرمز للأسلام يمثل الرب الله الذي كان ربا للقمر عند العرب, والذي قد يعود بحذوره ألى معتقدات سومارية حسب بعض الأستنتاجات.
وفي رأي آخر اللات اسم صنم كانت تعبده ثقيف وتعطف عليه العزّى, فورد أنها صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن واللبن للحُجّاج في الزمن الأول, وقيل إن اللاّتّ كان يَلتّ له السويقَ للحجّ على صخرة معروفة تسمى صخرة اللاتّ، وكان اللاتّ رجلاً من ثقيف، فلما مات قال لهم عمرو بن لحيّ: لم يمت ولكن دخل في الصخرة، ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بنياناً يسمّى اللات, وقيل: كانت صخرة بيضاء مربعة بَنت عليها ثقيف بنية.
كانت اللات لثقيف بالطائف على صخرة وكانوا يسيرون إلى ذلك البيت ويضاهئون به الكعبة, وهي أحدث من مناة، وكانت صخرة مربعة بنوا عليها بناء وكانت قريش وجميع العرب يعظمونها وبها كانت العرب تسمي زيد اللات وتيم اللات. وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرَى اليوم، وهي التي تم ذكرها في القرآن {أفرأيتم اللات والعُزّى}. فلم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث النبي محمد المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار؛ وفي ذلك يقول شداد بن عارض الجُشَمي حين هدمت وحرقت ينهى ثقيفاً من العود إليها والغضب لها: .
لا تنصروا اللات إن الله يهلكها، .
وكيف نصرُكُمُ من ليس ينتصرُ؟ .
إن التي حُرّقت بالنار واشتعلَتْ .
ولم يُقاتل لدى أحجارها هدَرُ. .
التأنيث
{إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَـٰنٍ} إن هي إلا أسماء، أي كونها إناثاً وكونها معبودات أسماء لا مسمى لها فإنها ليست بإناث حقيقة ولا معبودات، وتسميتها عزى ولا عزة لها، وقلتم إنها آلهة وليست بآلهة.
تاريخها
العرب قسمان قسم أصحاب الهياكل: هم عبدة الكواكب ؛إذ قالوا بإلهيتها, وأصحاب الأشخاص: هم عبدة الأوثان ؛إذ سموها آلهة في مقابلة الآلهة السماوية، وقالوا: هؤلاء شفعاؤنا عند الله ومن عبد اللات من القسم الثاني. ففي رحلة عمرو بن لحيّ إلى الشام، رأى هناك قوما يعبدون الأصنام، فسألهم عنها، فقالوا: هذه أرباب اتخذناها على شكل الهياكل العلوية، والأشخاص البشرية، نستنصر بها فننصر، ونستسقي بها فنسقى، ونستشفي بها فنشفى، فأعجبه ذلك، وطلب منهم صنما من أصنامهم، فدفعوا إليه هبل.
********
بلقيس
بلقيس هى ملكه سبأ ،يقال ان أمها من الجن, ارسل لها النبى سليمان الهدهد برساله يدعوها للتوحيد. وكانت بلقيس وشعبها يعبدون الشمس.
بعد ان ارسل لها سليمان الهدهد ليدعوها للتوحيد ، فكرت فى ان افضل حل هو ارسال هديه لسليمان ، فقررت ارسال رسلها بالهدايا العظيمه له و لكنه رفضها وتعجب رسل بلقيس من حجم مملكه سليمان وجنوده من الانس و الحيوانات و الطيور المختلفه.
قررت بلقيس ان تذهب له إلى مملكته حتى تتوصل معه إلى حل سلمى ، و بعد وصولها تفاجأت بأن عرش ملكها عنده . و أعد لها سليمان عليه السلام مفاجأه اخرى وكانت قصرا من البلور فوق الماء وظهر كأنه لجه فلما قال لها ادخلي الصرح حسبت أنها ستخوض اللجة، فكشفت عن ساقيها، فلما تمت المفاجأة كشف لها سليمان عن سرها، قال: (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ)[النمل:44]. أعلنت الملكه بلقيس اسلامها و ايمانها بالله ، وامن العديد من ابناء شعبها.
********
جديس
جديس هم قوم من العرب البائدة ، ولا تكاد تذكر إلا مع ذكر طسم . وتتلخص الروايات بأنهما قبيلتين تسكنان اليمامة وما حولها إلى البحرين .
ويذكر أن جديس ذلت على يد طسم بحكم رجل يقال له عمليق . وجعل ان لا تزف بكر من جديس حتى تساق إليه فيفترعها قبل زوجها. فكان أن إنتقمت جديس غدرا بعد أن أصاب العار أخت سيد جديس ويقال له الأسود بن غفار وكان إسمها الشموس ، ولكن رجل من طسم يقال له رياح بن مرة إستغاث بحسان بن تبع الحميري، فأجاب له طلبه وسار معه إلى اليماية ، فحاولت زرقاء اليمامة تنبيه قومها ، فلم يصدقوها ، فقتل من جديس على يد طسم والحميريين ودُكت منازلهم.
********
زرقاء اليمامة
زرقاء اليمامة شخصية ميثولوجية عربية قديمة ، هي إمرآة متزوجة في جديس(من العرب البائدة) زرقاء العينين وترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام ، وهي أبصر خلق الله عن بعد.
في إحدى الحروب إستتر العدو بقطع الأشجار وحملها أمامهم ، فرأت زرقاء اليمامة ذلك أنذرت قومها فلم يصدقوها ، فلما وصل الأعداء إلى قومها أبادوهم وهدموا بنيانهم ، وقلعوا عين زرقاء اليمامة فوجدوها محشوة بالأئمد - وهو حجر أسود كانت تدقه وتكتحل به .وقد اختلطت اخبارها باخبار حدام وهي امراة كان العرب قديما يضربون المثل بحدة بصرها فكانوا يقولون ابصر من حدام .
********
سعلوة
سعلوة أو سعلاة بالعربية الفصحى شخصية خرافية شيطانية أنثوية تستخدمها الجدات لاخافة الأطفال في القصص الشعبية و هي أشبه ما يكون إلى المرأة التي تغوي الرجال وتفتك بهم, و ما زالت هذه الشخصية لحد الأن موجودة في قصص الأدب الشعبي العربي عموما و العراقي و الخليجي على وجه الخصوص .كما أنهم يشبهون بها بعض الفتيات اللائي يتخلقن بأخلاق القسوة والعدوانية ويتصرفن بشكل غير لائقز أو بعض الفتيات ذات المظهر القبيح أحيانا. السعلوة شكلها غريب ومخيف، فجسمها مليء بالشعر كأنها قرد، لكن لديها قدرة على التحول في شكل امرأة جميلة حسنة الشكل طويلة القد، ومرتبة الهندام، تغري الرجال ثم تفتك بهم وتقتلهم. و ما يتطفي على هذه الشخصية مصداقية نسبية هو أن الصفات التي تتصف بها هذه الشخصية تكاد تكون متطابقة من بلد لأخر فمن سوريا إلى الخليج مرورا بالعراق نفس القصة تتكرر ربما بسبب جذور هذه الشخصية الواحدة و التي جاءت من التراث العربي القديم .
جذورها
يعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية تعود ليليث في ملحمة كلكامش و التي تكاد تتطابق حرفيا في صفاتها مع السعلوة . وليليث كلمة بابلية ـ آشورية بمعنى أنثى العفريت .ليليث هي جنية انثى تسكن الأماكن المهجورة كانت تغوي الرجال النائمين وتضاجعهم وبعد ذلك تقتلهم بمص دمائهم ونهش أجسادهم .
تأثيرها
شخصية ليليث التي جاءت في ملحمة كلكامش كان لها تأثير كبير حيث أنتقلت من تراث بلاد الرافدين إلى التراث العبري و الإغريقي وبنفس المضمون ولكن بأسماء مختلفة .
تناقضاتها
تؤكد الحكايات الشعبية على ان السعلاة حيوان ومن فصيلة المخلبيات ، الا ان الغموض يتعارض في كونها لا تمشي على أربعة أرجل ( كأي حيوان) وذلك لتعارض طبيعة الاثداء لضخامتها ويوافقها من ناحية وجود المخالب ونفس وظيفة الحيوان المخلبي ك القط البري وغيرها .
السعلاة حيوان مائي يعيش في المياه ، وذكرت الحكايات في بداية نشوئها عن ( السعلاة ) بأنها نصف ( امرأة ) والنصف الاخير ذيل سمكة ، الا ان الدور الاساسي من السعلاة ومن تواجدها في مجالس السمر ادى إلى ظهورها إلى الواقع كأنثى الغول وكامرأة في بعض الاحيان ، وهذا بالاساس يناقض آراء الكتاب العرب الذين أكدوا على انها تعيش في القفار، واذا كانت تعيش في الماء ، فكيف هي اذن زوجة الغول الذي يعيش في الصحراء الجدبة الخالية من المياه ، هذا التناقض غير محسوم وانما شدد على الجانبين بنفس الوقت ، ففي قصص الفرات الاوسط نجد ان مكانها الماء في حين نجد في حكاية ( درب الصد ما رد ) ان مكانها القفار .
شكلها الخارجي قذر جداً وشعر جسدها مغطى بالكامل بـ القمل وهذه القذارة في الجسم مناقضة تماماً كونها حيواناً مائياً .. من أين هذا القمل وهذه القذارة وهي الساكنة في المياه ( المعروف عن المياه انها طاهرة مطهرة ) .
تؤكد بعض الروايات على ان ( السعلاة ) من الحيوانات البرمائية ، أي بامكانها الحياة في الماء وفي اليابسة ولو ان لهذا الادعاء شكوكاً وتناقضات في بعض الحكايات ، الا انها اخذت ردحاً من الزمن تفسر تواجد السعلاة في البر قرب جرف الماء ( السواحل ) وكان لهذا التفسير وقع خاص في استمرارية الحكايات الخرافية بنفس الحماس وبنفس المضمون .
ان السعلاة تموت كأي كائن حي وهذا يدل على توارث فكرة الشر بتوالد السعلاة وموتها ، وان موتها في الاغلب على يد بطل الحكاية او كنتيجة لذكائه في القضاء عليها او بتواجد شخصية مساعدة للبطل ، الامر الذي يدلل على ان جانب الخير هو الغالب دائماً .
صفات السعلوة .
• لها القابلية على مسخ نفسها فقط اثناء حصارها من قبل الذئب .
• ترعد وتسخر الرياح لها .
• لها قرون من خشب ( في الحكايات الموصلية فقط ) .
• عارية الجسم و كثيفة الشعر .
• تشبه العنزة في شكلها الخارجي وأكبر منها بثلاث مرات .
• سوداء اللون .
• قوية جداً وتأكل اللحم البشري
• تمشط شعرها نهاراً و تشحذ اسنانها ليلاً .
• تسكن المغاور ، وان بيتها متكون من عدة طوابق تخفي في كل طابق جزءً من حاجتها وتسكن هي في الطابق الاسفل مع اولادها .
• عيناها مدورتان حمراوتان .
• ارجلها مصنوع من الرقع .
• تحوم حول السواحل لتخطف الرجال للزواج بهم .
• لها انف أحمر وفم واسع واسنان طويلة وشفاه عريضة .
• تكون مستأنسة في بعض الاحيان وتساعد الناس .
• تحب الاطراء بجمالها و نظافتها .
• تموت كأي كائن حي .
• المصادرمن تراثنا الشعبي \ عبدالحميد العلوجي \ وزارة الارشاد \ بغداد 1966\ص 106
• الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور \ ترجمة سليم طه التكريتي و برهان عبد التكريتي \ دار الرشيد \ 1979 .
• الاساطير السومرية \ صموئيل نوح كريمر \ جمعية المترجمين العراقيين \ بغداد 1971 \ ص 122 .
• اساطير وفلكلور العالم العربي \شوقي عبدالحكيم\ مطابع روز اليوسف \974\ص203.
• الحكاية الشعبية العربية \ شوقي عبدالحكيم\ دار ابن خلدون \ بيروت \ 1980 .
• السعلاة في تراثنا الشعبي \ عبدالجبار محمود السامرائي \ مجلة التراث الشعبي \ كانون الاول 1970 .
• السعلاة في اساطيرنا الشعبية \ طلال سالم الحديثي \ مجلة التراث الشعبي \ العدد 3 لسنة 1963 .
• المعجم الزيولوجي الحديث \ محمد كاظم الملكي \ مطبعة النعمان \ النجف 1960
********
|