الجزء الثاني من
الميثولوجيا الإغريقية
تريتون
تريتون أو تريتونيس هو رب من الميثولوجيا الليبية أي الأمازيغية ويبرز أيضا في الميثولوجيا الإغريقية فهو رب البحر لدى الشعبين.
حسب الرواية الأمازيغية أو الليبية فإن تريتون هو إبن رب البحر والماء بوصيدون هذا الألاه يبرز أيضا في الميثولوجيا الأغريقية. وتتفق الميثولوجيا الأغريقية مع الأمازيغية بحيث أن تريتون هو أيضا ابن بوصيدون الذي جعله الأغريق ربم أولمبيا غير أن هيرودوت يجعل من بوصيدون إلاها أمازيغي الأصل بحيث يرى أنه ما من شعب عرف عبادة بوصيدون في القدم إلا الأمازيغ كما أكد على ليبية أو أمازيغية تريتون.
تريتون يبرز في الميثولوجيا الأغريقية على شكل عريس البحر فهو يتكون من جسم مركب جسده العلوي كجسد الآه غير أن جسده السفلي هو عبارة عن ذيل حوت أو وحش بحري.
وتجدر الأشارة إلى أن هيرودوت قد تحدث عن بحيرة في ليبيا القديمة أي تامزغا تحمل أسم تريتونيس ويرجح أنها تقع في خليج قابس في تونس الحلية ولربما أن أسم الألاه تريتون قد أخذ اسمه عن هذه البحيرة. كما تجدر الأشارة إلى أن قمر تريتون قد سمي نسبة إلى هذا الألاه الذي برز في الحضارة الأغريقية.
********
تينجا
تينجا أو تينجيس هي ربة من الميثولوجيا الأمازيغة, حسب الأسطورة فأن تينكا هي زوجة البطل الأسطوري عنتي.
كانت وضيفة زوجها عنتي هي الدفاع عن أرض الأمازيغ ضد الغزاة الأجانب, ولقد كان بذلك عملاقا لا يهزم لطالما أمكنه العودة ألى أمه الأرض وبالتالي تجديد قواه. غير أن زوجها سيهزم من طرف بطل الأغريق هرقل بعدم اكتشف سر قوته.
بعد أن تم القضاء على عنتي زوج تينجا, بقيت هذه الأخيرة دون زوج فربطت علاقة مع البطل الأسطوري هرقل وقاما معا بالتجارة. وبذلك أنجبت تينجا بطلا جديدا لحماية أرض الأمازيغ فكان اسمه صوفاكس أو صفاقس, وتولى هذا الأخير حماية الأمازيغ كما كان يفعل عنتي.
حسب الأسطورة فأن صوفاكس بنى طنجة وسماها على أسم أمه تينجا.
********
حرب طروادة
حرب طروادة، التي كانت بين الإغريق الذين حاصروا مدينة طروادة و أهلها ودامت عشر سنين، واحدة من أشهر الحروب في التاريخ وذلك لخلودها في ملحمتي هوميروس الإلياذة و الأوديسة اللتان تحدثتا عن بعض أحداث حرب طروادة، ففي الإلياذة رويت أحداث السنة التاسعة من الحرب وهي سنة غضب أخيل، و في الأوديسة حُكيت الكثير من الأحداث السابقة للحرب إبان رواية حكاية عودة أوديسيوس ملك إيثاكا وأحد القادة في حرب طروادة.
تقع مدينة طروادة Troy في آسيا الصغرى، وهي مدينة بحرية غنية تحكي الأسطورة أن بوسايدن إله البحر بناها برفقة أبولو إله الشعر و الفنون، فكانت مدينة منيعة وقوية.
تُعيد الأساطير أسباب حرب طروادة إلى مشاحنة إلهية بين آلهة الأوليمب الاثني عشر، و خلاف بين الربات الثلاث هيرا و أفروديت و أثينا حول الأجمل منهن، و قيام باريس بخطف هيلين ملكة إسبارطة، و زوجة منيلاوس شقيق أغاممنون بن أتريوس
********
حصان طروادة
حصان طروادة جزء من أساطير حرب طروادة، إلا انها لا تظهر في الجزء الذي يرويه هوميروس في الإلياذه عن الحرب.
وتروي الأسطورة ان حصار الإغريق لطروادة دام عشرة سنوات. فإبتدع الإغريق حيلة جديدة ، حصان خشبي ضخم وأجوف. بناه إبيوس ومليء بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس. أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبيء وراء "تيندوس" ، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام.
جاسوس إغريقي، إسمه سينون ، أقنع الطرواديين بأن الحصان كان هدية ، بالرغم من تحذيرات لاكون وكاساندرا.حتى ان هيلين وديفوبوس فحصا الحصان. إحتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا. وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة ، كان السكان في حالة سكر. ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش دخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، فقتل كل الرجال ، واخذ كل النساء والاطفال كعبيد.
كانت مدينة طروادة تحت امرة الامير فيكتور والامير "باريس", يحكى ان الامير باريس كان سبب في دمار طروادة .. وخيانتها بسبب امرأة احبها من العدو.
كانت الاميرة كساندرا تتنبئ بالمستقبل ، قبل ولادة الامير باريس تنبأت بان المولود الجديد سيكون سبب في دمار طروادة فأمر المكلك بقتل المولود بعد ولادته ، لكن الحاجب الذي امر بقتل الامير الصغير تركه في العراء وذهب.
********
زيوس
زيوس: من شخصيات الميتولوجيا الإغريقية، إله السماء والرعد. كان حاكما على الآلهات الأولمبيانية (نسبة إلى جبل أولمبيوس) أيضا. في المعتقدات الرومانية القديمة تم استبدالة بشخصية "جوبيتر".
كان زيوس أصغر أبناء اثنين من الجبابرة، كرونوس وريا، من بين إخوته يمكننا أن نعد: بوزيدون، هيرا، ديميتر، وهيستيا. تقول الأسطورة أن كرونوس، والذي كان يخشى أن بقوم أحد أبناءه بخلعه من على عرشه، كان يقوم بابتلاعهم بمجرد ولادتهم. قامت زوجته ريا بانقاذ ابنها زيوس من ميتة محققة، عنما أخفته في جزيرة كريت. نشأ زيوس تحت رعاية الـحوريات كما تولت الشاة أمالتسيا مهمة إرضاعه. عندما بلغ سن الرشد، أجبر "زيوس" أباه كرونوس على ارجاع ابناءه الذين ابتلعهم، حاول هؤلاء الانتقام من أبيهم. قامت الحرب بين الجبابرة والذين كان يقودهم كرونوس، والآلهات والذين كان يقودهم زيوس نفسه. انتصر زيوس واخوته في النهاية. تم إلقاء الجبابرة في جوف ترتاروس. أصبح زيوس بعدها ملكا على السماء، كما كانت له الأفضلية على بقية الآلهات. تولى إخوته بوزيدون وهادس تدبير كل من ملكوت البحر والعالم التحت أرضي على التوالي. أما الأرض فقد تولى الثلاثة إدارتها بالتساوي.
********
صوفاكس
صوفاكس أو سيفاكس أو صفاقس كما هو اسم المدينة التونسية الحالية, هو بطل من الميثولوجيا الأمازيغية, كما ارتبط ايضا بالمعتقدات الأغريقية.
يبرز صوفاكس من خلال الميثولوجيا الأمازيغية كابن للربة تينجا أوتينجيس. هذه الأخيرة كانت في البدء زوجة للبطل الأسطوري آنتايوس أو عنتي بالأمازيغية, الذي تكفل بحماية أرض الأمازيغ, ولم يكن ليهزم ألا بالحيلة كما يروي الشاعر بينداس معلقا على هزيمة عنتي من طرف هرقل البطل الأغريقي.
بعد القضاء على عنتي بقيت تينجا دون زوج, وبالتالي ارتبطت بهرقل أو هرقلس وتعاملت وتاجرت معه. و نتيجة لهذا الأرتباط انجبت تينجا ابنا سمي بصوفاكس, بحيث اصبح في ما بعد بطلا للأمازيغ يدافع عن ارضهم بعد ان توفي عنتي. كما اعتبر الأب الذي ينحذر منه كثير من ملوك الأمازيغ. وتحكي الأسطورة الطنجية بأن صوفاكس قد قام ببناء مدينة طنجة, وسماها بهذا الأسم نسبة ألى أمه طينجا.
اعتبر ديودوروس نفسه ابنا لصوفاكس, وتمكن من اخضاع عدة قبائل افريقية مدعوما بجيش اغريقي متكون من الأولبيين وجنود من المدينة مايسينا الذين موضعهم جده هرقل.
حسب الكاتب الأغريقي بلوتارك, الذي كتب عن هذه الروايات, فأن هذه الأساطير الميثولوجية نسجت للتعظيم والرفع من قدر الملك النوميدي الأمازيغي يوبا الأول الذي اعتبر نفسة ابنا لديودوروس وحفيدا لصوفاكس.
********
عنتي
عنتي ( يعرف ايضا ب:آنتايوس أو آنتي ) هو بطل من الميثولوجيا الأمازيغية, بحيث كان هذا الأخير حامي أرض الأمازيغ ضد الأجانب الذين حاولوا أيذاء الأمازيغ, كما ارتبط بالميثولوجيا الأغريقية.
معنى اسم عنتي
لا يعرف معنى اسم عنتي على وجه الدقة, بل ولربما لا يعرف أسمه الأصلي الدقيق. ويسميه البعض " عنتي ", فيحين يسمى ايضا ب:" آنتي " و" آنتايوس ".
يعتقد البعض ان اسمه عنتي, كما كان يوصف حوروس ( حوروس عنتي ). وهو ما قد يعنتي ان اسمه قد يعني:" المصارع " او " المحارب " كما تعني في اللغة المصرية القديمة, بافتراض ان الأسم حامي الأصل يوجد في اللغة المصرية القديمة والأمازيغة التي ترتبطان الى درجة ما في ما بينهما, وهو ما ذهب اليه الأستاذ مصطفى اعشي. حفيض خضيري (اسفض)باحث في الميتولوجياواللغة الامازيغية.يقول (( ان اسم عنتي اسم محرف وان اسمه الحقيقي (انتر)أولا لان حرف العين غير موجودة في الامازيغية .فالعين ينطقها العبريون وابناء عمومتهم العرب ومقابلها عندنا حرف (الالف) وبالتالي فانتر معناه الذًي يدفن .والاسطورةكما تروى فان انتر يدفن كل غاز.واشتقاقية كلمة انتر اتت من (اكر-اشرومعناه التراب).ثم ان امه كايا هي أصلا اكل(الأرض)يستمد بها انتر قوته ..))
عنتي حسب الأسطورة
حسب الأسطورة فعنتي هو أبن رب البحر بوسيدون, وربة الأرض غايا وزوج تينجا التي تسمى أيضا تنجيس. وهو ما نقله لنا المؤرخون القدماء, وهذا لا يعني وجود معبودين عند كلا الشعبين, فالأسطورة الأغريقية تعرفه بالعملاق الليبي اي الأمازيغي. كما ان هرقل الذي صارعه, صارع خارج بلاد الأغريق حسب الأسطورة الاغريقية.
اعتمادا على عدد من الروايات, يرجح الباحثون ان يكون عنتي قد اقام في مدينة طنجة, التي كانت عرف ب:" تينجيس ". وحدد العديد من الكتاب القدماء فان حدائق الهسبريد, التي حدد موقعها عند الكتاب الكلاسيكيين بين منطقة طنجة والليكسوس, كانت مقرا لعنتي. ويعتقد بومبونيوس انه في طنجة ترس عنتي الظخم, وهو مصنوع من جلد الفيل, وانه نظرا لظخامته لم يقدر احد على حمله واستعماله.
لا يعتبر عنتي ألاها بالمفهوم الكلاسيكي للألهة عند الشعوب القديمة كبوصيدون وزيوس وغيرهم من الألهة, وانما هو يعتبر بطلا من انصاف الآلهة ، ويعرفون ايضا بالعماليق, وهو من العبادات التي ظهرت في وقت متأخر ولم تكن معروفة في عهد هوميروس ويعتقد الباحثون انها قد ظهرت خلال القرن الخامس قبل الميلاد بالنسبة للأغريق.
انصاف الآلهة هي غالبا ما تكون ثمرة ترابط بين اله كامل وا مرأة قابلة للموت حسب الأساطير ومثاله هرقل الذي ولد من زيوس وألكمنه, وبرسيوس الذي ولد من زيوس وداناي. اما عنتي فرغم تصنيفه ضمن هذه العبادات فهو ابن لأله وألهة متكاملتين وهما بوصيدون وغايا التي تعرف احيانا بأم العماليق.
يكمن دور العماليق في مساعدة الأنسان, وكانت الشعوب تنسب نفسا الى بطل من الأبطال, وتعتبره زعيما لها تخضع لحمايته. وهو ما ينطبق على عنتي.
دور عنتي حسب الأسطورة
يكمن دور عنتي حسب المصادر التي وصلتنا في كونه البطل الذي لا يهزم طالما امكنه الاتصال بامه الأرض, وتكفل بحماية ارض الأمازيغ ضد كل من حاول التسلل الى ارضهم قصد ايذائهم, وذكر كل من ديودور وبيندار وغيرهم ان عنتي كان يقدم على قطع رؤوس الغرباء الذين حاولوا التسلل الى البلاد التي يحكمها, وكان يبني بجماجمهم معبدا لأبيه بوسيدون.
عنتي وهرقل
ظل عنتي بطلا اسطوريا لا يقهر, وكان سلاحه سلاحا سريا هو امه الأرض غايا. وكان يصارع كل الغرباء ، وعندما تضعف قواه الى الأرض و ينشر التراب على جسمه او ينتشر عليه ،وبذلك يستعيد قواه من جديد وبقي الأمر على هذا النحو الى تمكن البطل الأغريقي من اكتشاف سره.
حسب المصادر الأغريقية ان هرقل كان عائدا بعد تمكنه من الحصول على التفاح الذهبي الذي اخذهما من الهسبريد, عائدا الى مدينة ميسينا, فتحداه عنتي في المصارعة فصارعه هرقل وفي صراع اسطوري طويل تمكن هرقل من معرفة نقطة ضعف عنتي فرفعه عن الأرض فضعفت قواه, وبالتالي تمكن من القضاء عليه. وهو ما اعتبر احد اهم اعماله الى جانب المهام الأثني عشر المستحيلة التي انجزها ليفوز بالأبدية.
ونظرا لشهرة هذا الصراع الأسطوري, فقد تم رسمه في الأيقونات الأغريقية ، واللافت ان الأغريق قد رسموه بشكل يبرز خصائص كل من شعبي البطلين ، اذ تم رسم عنتي بشعر طويل ولحية طويلة وهي من مميزات مظهر الأمازيغ القدماء, في حين رسم هرقل بمظهر يمثل الأغريق القدماء اي بشعر قصير ولحية مننظمة كما تميز به الاغريق. كما ان متحف اللوفر الفرنسي لازال يحتفظ برسم للفنان الأثيني أوفرونيوس وهو عبارة عن لوحة تمثل البطل الأمازيغي عنتي وهو يصارع هرقل.
قبر عنتي
اذا كان الصراع الأسطوري بين هرقل وعنتي قد عرف شهرة كبيرة ، فان قبر عنتي لم يقل شهرة وغرابه عن ذلك. فكما ابلغتنا المصادر الكلاسيكية ، فقد قام الأمازيغ بوضع قبر لمعبودهم عنتي وكان حجمه مصدر شهرته منذ العصور القديمة. وهذا يرجع الى ضخامة حجم القبر الذي وضع له.
اشار بلوتاركوس الى ان احد القادة الرومان وهو سيرتوريوس سمع بأن قبر عنتي موجود في طنجة, فقرر زيارة طنجة المعروفة أنذاك باسم طنجيس او تينجا للأطلاع على قبره والتأكد من صحة ضخامته ، لأنه لم يصدق ما يرويه البرابرة فأخذه الأمازيغ الى قبره ولاحظ بالفعل ضخامة حجمه التي بلغت قرابة الثلاثين مترا, فتيقن من عظمة معبودهم, وأخذه الأنبهار وذبح حيوانا قبانا له, احياء لذكراه واثبت له كرامته ونمت شهرته بذلك. وحسب الروايات الكلاسيكية عندما ينتقص شخص ما مما يوجد فوق القبر ( قبر عنتي ) فأن المطر سيتساقط مباشرة بعد ذلك.
الى جانب المصادر الكلاسيكية فقد اقيمت بعثات عصرية لدراسة القبر ، ويبرز قبر عنتي المتواجد في قرية مزوارة على بعد بضعة كيلوميترات عن طنجة, في شكل دائري محيطة ما يقارب خمسين مترا وهو ما يثير اعجاب سكان المنطقة.
رمزية القضاء على عنتي
يعتقد البعض ان الصراع الأسطوري الذي وقع بين العملاقين عنتي وهرقل يجسدان صراعا واقعيا بين الأمازيغ والأغريق, وهو صراع دار بين كلا الشعبين خلال القرنين السادس و الخامس قبل الميلاد, وهو صراع تميز بالشراسة قادته قبيلة الناسمون الى جانب القرطاجيين بدافع المصلحة المشتركة التجارية على ما يبدو, قامت فيه قبيلة الناسمون بتجهيز صف امازيغي كبير ضد الأغريق ، فاكتسحوا فيه عدة مناطق اغريقية وتم فيه محاصرة الأغريق في منطقة بنغازي الحالية, ولم يتمكن الأغراق من الخلاص منه الا بعد الأستنجاد بأسبرطة التي ارسلت اسطولا تمكن من فك الحصار.
يرى الأستاذ محمد الطاهر الجراري ان صراع هرقل وعنتي يبرز مدى شراسة الصراع الليبي الأمازيغي رغم عدم توفر المصادر بشكل كبير مستدلا بذلك بما رواه الكتاب القدماء عن صراع عنتي وهرقل, بحيث ذكر ان بندار احد اهم شعراء الأغريق قد شبه احد المنتصرين بهرقل دلالة على عناده واصراره في حين شبه خصومه بالبطل الأمازيغي عنتي الذي انتصر عليه هرقل بالحيلة رغم قوته كما يروي بندار.
********